الحلقة الرابعة

الحلقة الرابعة

المطرودة من الجنة

بقلم نورا محمد على


اذكروا الله علها ساعة إجابة


إيريني و اه من إيريني كانت تقف جامدة كأنها لم تعد تقوي علي الحركة فلقد ملت من كثرة الانتظار حتي أنها لم تصدق وجوده أمامها

و كما يقولون كثرة البعد تعلم الجفاء و لكن وقوفها علي هذه الحالة ليس جفاء بل خوف من أن تصدق حلم لا وجود له

و لكن ما أن تحرك سامي إليها يحمل شوقه في عينه ينبض قلبه بالحب يحاول ان يقربها منه و هي في دوامة من الأفكار و الصراعات تقف في وسطها بمفردها و كأنها تنتظر ان تتأكد من وجوده فعلا هل هو أمامها حقا هل هو من يحاول ضمها إليه كأنه اشتاق لها كأنه يشعر أو يحس بنار الحب و اللهفة التي كانت تعيش بها شهور طويلة و كأنه طردها من جنة حبه اكثر من سنتين و نصف

اين كان كل هذا و هي تمني نفسها بقربه و بحبه و بحضنه اتي بعد أن جف القلب من الوحدة و لكنها دون أن تشعر سمعت صوتها كأنها ليست هي من تتكلم كأنه يخرج من داخل قلبها و ليس شفتيها

إيريني : سامي

نطقت اسمه كانها تتزوقه و كانها تشعر به و لكن طريقة النطق لوحدها تكفي لتجعلها تنتبه و تنتفض و تستيقظ و أخيرا تبتسمت و هي تسأل نفسها هل هو حقا هنا أمامها و لم تنتظر كثيرا و هي ترفع يدها لتحاوطه علي استحياء و كأنها كانت نائمة و فاقت من غفلتها علي حضنه

إيريني : سامي انت هنا بجد انت جيت يا حبيبي ؟

سامي و هو يضمها له بقوة اكبر و كان نطقها لاسمه و هي ترفق به كلمة حبيبي يدغدغ قلبه و روحه

قبل خدها بدفئ و شوق و لهفة و اقترب من شفتيها

فتراجع علي استحياء و هي تنظر لأطفال البيت الذين ينظرون لها بدهشة منهم من يضحك و منهم من ينظر بدهشة و تعجب و كذلك وجود زوجة أخوها مارفيل المبتسمة و هي ترحب بزوج إيريني و ابن عم و خالة زوجها فقالت

مارفيل : اهلا اهلا يا سامي نورت نشكر الرب علي سلامتك

سامي : مد يده ليسلم عليها و هو يقول ازيك : مارفيل عاملة ايه

مارفيل : بخير تعالي حماتك بتحبك الاكل جاهز و كنت لسه هنادي علي اللي في البيت

سامي ابتسم لها و قال : و انا بحب بنتها

نظرت له إيريني بلوم و كأنها تقول مش باين فاين كان هذا الحب في الشهور الماضية في لياليها الطويلة التي كان فيها بخيل عنها بمشاعره

بعد وقت كان يرحب به الجميع و هو لا زال ينظر إلي ميرنا التي لم تقترب منه رغم محاولته و محاولات الجميع خاليها يوسف و جرجس و كذلك زوجة خالها مارفيل و جدتها روز حتي إيريني و لم تستمع لأحد فقال الجد جمال

جمال : ده بابا يا ميرنا يا حبيبتي ده بابا روحي سلمي عليه ده لسه جاي من السفر

اقتربت الصغيرة من جدها تضمه أكثر أو بالأصح تضم نفسها إليه و هي تقول

ميرنا بصوت طفولي قالت : لا انت اللي بابا ده مش بابا ده عمو

و هنا شعر سامي بصدمة اكبر و هي تهرب منه و تسرع إلي جدها تنكره فهي لم تراه

و لكن من يلوم غير نفسه من يلوم غير طمعه في المال الذي أكتشف أن ثمنه باهظ يكفي أن تنكره ابنته فهي لم تراه ولا مرة

أذدري لعابه و حاول أن يواري خجله من نفسه قبل ان يكون خجل من الجميع و هو يقول

سامي : لا يا ميرنا انا بابا و ده جدو جمال طيب شوفي انا جايب ليكي حاجات كتير لما نروح البيت هنلعب بيها انا وانتي و حاول أن يستميلها و لكن لا توجد نتيجة

اخذ يحايل و يحاول و لكنها لم تقترب منه حاول الجميع و عمه ينظر له بحزن و هو يري حاله و لكنه هو السبب هذا ما زرعته يده هذا نتيجة البعد

بعد وقت كانو يذهبون إلي شقتهم بعد أن أكد جمال أن الشقة بأسم إيريني و هي حرة أن أرادت أن ترجع معك إلي بيت العائلة أو تبقي في شقتها

سامي : ياله يا إريني عشان نرجع عالبيت زمان ماما مستنية

جمال نظر إلي ابنته و رأي الرفض أن ترجع لذلك البيت الذي شعرت فيه بالإهانة هي و ابنتها هل ترجع من اجل ان تستمع الى اللوم عليها و الكلمات السامة لها و لأبنتها و كأنها اجرمت لمجرد أن أنجبت بنت و كأن البنت وصمة عار أليست العذراء مريم ام النور و أم النعم و أم الرب يسوع المسيح بنت و لكن ما كان في عقلها ظهر علي وجهها بوضوح كأنها الشمس في وضح النهار

جمال : بص يا ابن اخويا والمسيح الحي انا لولا اخويا ما كانتش سكت لامك علي اللي عملته في إيريني بس انا حليت المشكلة واشتريت ل إيريني شقة جنبنا مش بعيده .من هنا و فرشتها كمان عشان تبقى طول النهار معانا و بالليل هي حرة تبات هنا ولا في بيتها

سامي : ببعض الخجل كتر خيرك يا عمي بس

جمال : من غير بس انا بقول اللي يخلص ضميري امك ما تتعاشرش و عشان كده بنتي حرة عاوزة ترجع معاك بكرامتها بس انت اللي هتتسأل قدامي

سامي : انا ما قولتش حاجة يا عمي

جمال : انا بقول تبعدو عن المشاكل و تفضلوا في شقة إيريني و ابقي خلي الشقة التانية بفرشها لما تحبوا تروحوا هناك بيت العيلة يبقي ليكم مكان مستقل ولا ايه

نظر سامي إلي إيريني


و من نظرة عين إيريني كانت تعني انها ستبقي في شقتها و لن تذهب إلي بيت العيلة مهما حصل

سامي: طيب نروح الشقة و بكرة يبقي ليها حل

و هو ما ان رأي الفرق عرف السبب مكان راقي و عمارة جديدة و شقة واسعة و ايضا بواب يحضر لها ما تريد و الحساب مع والدها فهي قد لا تتكلف شئ يذكر

ما ان دخل إلي الشقة حتي قال

سامي : بأسم الصليب حلوة اوي و واسعة كمان و مكانها حلو

إيريني : اه ما عشان كده مش عاوزة أسيبها و كمان بدل بابا كتبها بأسمي يبقي بتاعتنا ولا ايه علي الاقل انا مش هقول زي امك ده بيتي و اللي مش عاجبه يمشي و كمان عشان نبقي براحتنا ولا ايه

نظر لها مطولا فهو لا يريد مشاكل و لكن كلامها منطقي

سامي : مش هتفرق هنا هناك كله لينا

إيريني : علي رأيك كله لينا بس هنا بعيد عن المشاكل و عن بيت العيلة و مشاكله و بعدين انا وانت واحد ولا ايه

سامي : صح كلامك انا وانت جسد واحد و روح واحدة احنا جمعنا الرب و ما جمعه الرب لا يفرقه انسان

في هذا الوقت كان ميرنا تشعر بالنعاس حملتها إيريني بعد أن رفضت أن يقترب منها سامي

إيريني : هدخلها تنام علي ما تاخد دوش

هز راسه لها فتحركت بأبنتها إلي غرفتها

و رغم حزنه من رفض ابنته الا انه استمع إلي اقتراح إيريني بأن يأخذ دوش حتي ترجع له

دخلت مع ابنتها إلي الغرفة حتي نامت و ما ان تحركت إلي الغرفة الأخري حتي كانت تشعر بالخجل من وجوده بالغرفة و الخجل منه هو نفسه و من نظرة عينه المتفحصة لها بعشق و كان الشوق غلبه و تمكن منه و من يا امه لقد مر أكثر من سنتين و نصف و لكن كل هذا انتهي بوجوده هل تصدق نا تقوله لا انت ولا تظن هي نفسها و لكن هي مثل الجميع تعرف أن الحياة لا تعطي دائما وعليها أن تأخذ نا تعطيه لها الدنيا و كنا يقول المثل نصف رغيف افضل من لا شئ نقضت عنها الخجل و الارتباك و تحركت إلي الغرفة

ام هي تحركت إلي الدولاب لتختار شئ تلبسه وقف خلفها ينظر إلي ما امامه و أشار إلي بيبي دول شفاف بعض الشئ و مثير بطريقة كبيرة و قال

سامي : البسي ده ها يأكل منك حته هتبقي فيه زي القمر

إيريني هزت رأسها و هي تشعر بالخجل و هي تبتعد عن محيط يده التي تحاوطها و تتحرك إلي الحمام اخذت دوش و تعطرت و تهيئت و فردت شعرها بخصلاته الساحرة و هي تطلي شفتيها بلون مناسب لبشرتها الشاحبة

و خرجت علي استحياء كأنها عروسة بكر في اول ليلة لها

ابتسم لها بحب و هو ينهض عن الفراش يقترب منها يضمها إلي صدره و هو يقول

سامي : وحشتيني يا إيريني وحشتيني اوي كل حاجة فيكي وحشتني كان يتكلم و شفتيه تتحرك علي صفحة وجهها و هي تفرك يدها بخجل

اما هو أبتسم لها و قال

سامي : مالك انتى لو تعرفي انا بقالي قد ايه بحلم باللحظة دي مش هتبقي كده و مش بس ها تفتحيلى ايدك لا مش بس ايدك ها تفتحي قلبك ليا و لحبي و لسة في و عطشي

رفعت عينها لتنظر له فابتسم و هو يأكل المسافة الفاصلة بينهن و يأكل معها شفتيها بشغف و عشق

وضعت يدها علي كتفه علي استحياء و هي تقول سامي

سامي و هو يتحرك بها و معها إلي الفراش قال حبيبتي

ضمها إلي قلبه و هو ينهل من نبع الحب معها و كأنه يعوض ليالي طويلة عاشا فيها في وحدة و بعد و عطش و حلم باللقاء و رغبة في الارتواء و الاكتفاء من الشريك و كان ما يشعرون به نار لا تنطفئ الا بالحب و الحب فقط ما يرويها و يكفيها
كان يقربها منه و كأنه لم يكتفي و هل تكفيه بضع دقائق هل تعوضه ساعة عن كل ذلك الشوق

كان يبدأ معها من جديد بعشق اكبر و عطش اكبر كأنه لم يرتوي إلي الآن

و بعد ليلة عشق حافلة واصل فيها الليل بالنهار

كان يضمها في حضنه طول الليل و في الصباح كان يقبل جبينها بحب و عشق و لهفة و هو يقول

سامي صباحية مباركة يا قلبي صباحية مباركة يا إيريني

ابهروني

المطرودة من الجنة

بقلم محمد علي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي