الحلقة السابعة

الحلقه السابعة

(المطرودة من الجنة)


بقلم نورا محمد علي

تلك اللحظات التي مرت علي جمال و رومي كانت اطول من السنين نفسها و هم يهرولون بالسيارة إلي حيث بيت سمير اخو جمال و حما إيريني كان جمال بوقف السيارة امام البيت و ينزل منها مسرعا و هو يقول في نفسه

جمال : ادبح ليك خروف و أزعه علي الفقرة في الكنيسة يا ماري جرجس يا روماني يا حبيبي بس بنتي تقوم بالسلامة و تقوم بصحتها و عفيتها و اللي ولدته في حجرها هو كمان بخير

كانوا يتحركون إلي داخل البيت يستمعون إلي صوت الصغيرة ميرنا التى تبكي دون توقف و صوتها كأنه سياط علي قلب جمال فهو من يعد ابوها هو من ربي و دلل هو من عاشت معه أكثر من سنتين و لكن أذنه التي تتبع الصوت الخاص بحفيدته تقول انها ليست في الطابق الأرضي و لكنه مرغما ان بتبع زوجته التي دخلت إلي شقة اختها المفتوح بابها علي مصرعيه علي غير العادة

رومي شهقت بصوت مرتفع و هي تري اختها كأنها فقدت عقلها لا ليس عقلها فقط بل حياتها ايضا كانت تجلس كأنها صنم انها لا تريد عن المقعد الجالسة عليه و من منظرها يبدوا انها تجلس من فترة طويلة

نظرات عين جمال إلي ماري التي تجلس كأنها فارقت الحياة

و نظرات عين رومي لاختها و هي تحاول ان تحركها أن تجعلها تشعر أو تحس أو حتي تتكلم

و هي تهزها و كأنها تسأل أن كانت بخير ولكن ما كان يشغل بال جمال ليس ماري و ان كانت بخير ام لا كانت أذنه تتبع صوت الطفلة الصغيرة كان ما بهم جمال في هذه اللحظة هو صوت ميرنا و مي نا فقط من تعنيه فهي حفيدته المدللة و ابنت ابنته الغالية و التي ظلمها بهذا الزواج بالطبع يغلب التطبع و كما يقولون الضباع لا تغير جلدها

اخذت رومي تحرك اختها التي لا زالت تنظر أمامها دون رد حتي أن

جمال صرخ فيها بصوت عالي حتي ايقظ ماري من غفلتها أو من تصنمها علي هذه الحالة و هو يقول

جمال : في ايه يا ام سامي ميرنا فين و بتبكي كده ليه و فين إيريني و انت قاعدة كده ليه

رفعت عينها لتنظر له بصدمة من وجوده أمامها فهي لم تشعر بدخولهم و من صوته العالي

جمال : ام سامي مش بحب اكرر كلامي في ايه

رومي : مالك يا ماري

ماري : جابت بنت

شهقت رومي و هي تنظر إلي جمال الذي صرخ في ماري بصوت رج الجدران و هو يقول

جمال : انت غبية ولا متخلفة هي بنتي اللي بتجيب ولا الرب بنت او ولد عطيت الرب غيرك مش لاقي

ماري بتكرار و كانها في عالم اخر و لم تستمع من كلامه كلمه واحدة قالت

ماري : جابت بنت

رومي : ماري اهدي بس بكرة تجيب الواد

ضرب جمال الطاولة التي أمامه بيده و هو يقول

جمال : ايه الغباء ده و بصوت عالي انت بتقولي جابت بنت انت متخلفة ولا ايه انتي كمان المهم دلوقتي بنتي فين

رومي : اكيد فوق

جمال : انت سايبة بنتي لوحدها عشان جابت بنت الرب ينتقم منك و من ابنك انت عارفة لو بنتي حصل ليها حاجة انا مش هسكت ليكي ولا للنطع اللي متجوزاه

شهقت رومي اما جمال اكمل كلامه و قال

جمال : ما هو لو راجل كان وقفك عند حدك قال جابت بنت قال

بهت وجه ماري فلم تتوقع أن يصرخ فيها أو يهينها او يهين ابنها و لكنه لم يهتم بصدمتها و هو يقول

جمال : فين المفتاح انت لسه هتبقي ليا لم ترد عليه ماري رغم أن هناك مفتاح فعلا لديها

ما ان صرخ حتي تراجعت في مقعدها و كانها شعرت بالخوف حتي انها لم تستطيع ان تنطق بحرف
فاسرعت رومي بالرد. وقالت

رومي : اهدي يا جمال المفتاح في الدولاب ده تحركت رومي لتأتي به من أحد الأدراج

و ما ان اخذه من يدها حتي كان يصعد السلم كل درجتين في خطوة واحدة و هو يدعي الرب أن تكون ابنته بخير

و هو يتوعد فى سره لماري و سامي أن حدث لابنته شئ

كان يصل إلي باب الشقة ليجد ميرنا تلك الطفلة التي اكملت الثلاث سنوات منذ ثلاث أشهر تجلس أرضا من التعب و هي تطرق الباب علي امها و تبكي بصوت مرتفع و دموعها تسيل علي وجهها و صوت شهقاتها يرتفع

و ما لفت نظرة الجارة التي تكلم معه زوجها فى التليفون.. تحاول ان تسكت البنت و تطمئنها

جوليا : يا مارو اهدي يا حبيبتي بابا زمانه جاي و كمان ماما كويسة اطمني يا حبيبتي

ميرنا : لا انا عاوزة ماما انا سامعه صوتها جوه بس مش بتفتح

جوليا : الرب معاها و العذراء ام النور انا مش عارفة جدتك دي ايه طيب انزلي و تعالي عندي يا ميرنا

ميرنا : لا انا عاوزة ماما. و لم تكمل ميرنا كلامها

و نظرت إلي جدها الذي يصعد السلم و يستمع إلي حديث الجارة و هو يرفع حفيدته عن الأرض ليضمها في حضنه و هو يقول

جمال : اهدي يا قلب جدك ثم مد يده ليفتح الباب و هو يشير برأسه إلي الجارة المقابلة لهم في الشارع و هو يقول

جمال الف شكر

جوليا مفيش شكر ولا حاجة تدخل بس اطمن و طمنا عليها

هز راسه لها و تحرك فعلا يدخل إلي شقة ابنته

جمال : بفزع و لهفه إيريني إيريني

لم يتلقي رد و لم ينتظر أن يستمع اسرع إلي غرفة النوم الخاصة بابنته و جدها تنام و هي غائبة عن الوعي و بجوارها الطفلة الرضيعة تبكي

نظرات الصدمة علي وجهه و هو يقترب من ابنته الشاحبة و وجهها البارد الذي ذهب منه اللون و كأنه يحاكي الموتى و جسدها المرتجف و ذلك النزيف علي ثوبها و طفلتها التي تحول لونها إلي الازرق اسرع إلي الباب لينادي علي رومي

جمال : رومي بتعملي ايه عندك تعالي الحقي بنتك بتموت. انت لسه قاعد جنب اختك اطلعي

رومي من أسفل : أصل ماري شكلها تعبان اوي

جمال : في دهاية هي و اللي عاوزها تعالي بسرعة شيلي معايا البنت الصغيرة هتموت هي و بنتك.. اما اختك دي و المسيح الحي انا اللي هشرب من دمها لو بنتي حصل ليها حاجة

كان سامي يدخل من باب البيت و ما ان رأي خالته تصعد السلم حتي ركض خلفها و هو يقول

سامي : في ايه يا عمي

جمال ما ان راي سامي يقترب منه حتى رفع يده يصفعه على وجهه صفعه مدويه و هو يقول

جمال : في انك مش راجل و لم يترك له مجال للرد

و تحرك إلي غرفة النوم ليحمل ابنته

سامي و هو يضع يده على خده و ينظر الى خالته التى تحمل طفلة رضيع.. و هو يقول في ايه.... ايه اللى حصل

جمال يخرج من الغرفه و هو يحمل ايريني و هى تنزف.. و هو ينظر الى سامي باحتقار و غضب و حدة

جمال : ابعد عن وشي يا ابن ماري لأنك لو ابن سمير كنت صونت مراتك انا اللي غلطان اني جوزتها لعيل زيك اصلك مش راجل انت ابن امك و شورتها

كان جمال يتكلم بصوت عالي و هو يهين سامي و امه يا عالم يا جعانة بقي تولد من الصبح مش تناوليها بق مياه ولا تقولي ليها كلمة حلوة و تقول جابت بنت يا متخلفة

نظرت له ماري دون ان ترد

جمال : يا ظالمة يا جاحدة ياللي لا عندك قلب و لا دين انا غلطان اني جوزت بنتي لواحد انت امه ربنا ينتقم منكم و لو حصل ليها حاجة انا هوريكم يا حوش و هتشوفي هعمل ايه

كان يحمل إيريني الى السيارة و رومي تسير خلفه تحمل الطفلة الصغيرة و تمسك بيدها الاخرى ميرنا

سامي : و هو يرمض خلفه علي السلم قال

سامي : طيب هاتها عنك يا عمي و الله ماعرف انها ولدت اصلا.. و بعدين هي اكيد تلاقيها تقيله عليك.

جمال : امشي من وشي بقولك انا بنتى عمرها ماتبقي تقيله عليا فاهم

وقتها تحرك سامي ليفتح له باب السيارة فوضع جمال ابنته في السيارة و كذلك صعدت زوجته و الطفلتين و نظر جمال الى سامي بتحذير ان يقترب ليركب معهم... و تحرك هو و ترك سامي ينظر فى اثره و هو حائرا ان يسير ورائهم او يرجع لبيته بعد الاهانه التى سمعها الحميع... اما جمال و هو فى الطريق مر على الوكالة و أمر ابنه و قال له

جمال : ربع ساعه يا يوسف و تكون في البيت و معاك الدكتور بيتر اختك بتنزف.. الحقنا يا ابني سبب اللي في ايدك

بعد قليل كان يصل جمال الى البيت.. و يحمل ابنته .... للداخل... فقابلته كاثرين. و هى فى صدمه و ذهول و خوف.. فاسرعت و فتحت الطابق الارضي و فتحت الغرفه القريبه منها و رتبت الفراش بسرعه لكى يضعها عمها عليه... وذهبت سريعا لتاتي لها بملابس بعد ما رات الدماء على ملابسها... فاحضرت ملابس من عندها لتبدل لها... و جمال يقول لها فى عجالة..

جمال : بسرعه يا كاثي الدكتور جاي ورايا.. بدلي لاختك هدومها..

ما ان انتهت حتى كان يوسف يدخل مهرولا.. الدكتور يا بابا. وسعوا السكة ليه

دخل الدكتور بيتر مسرعا.. و هو يقول

بيتر : في ايه يا مقدس مالها ايريني.. و فوجئ ان ايرينى ولدت.. فنظرة نظرة تغنى عن السؤال.. و كانه يقول اين تمت ولادتها و هى تتابع معى... فنفض كل ذلك و هو يرى الاعياء على وجهها.. فيبدو انها فقدت الكثير من الدم..

فاخرج دفتره و كتب بها بعض الادويه و المحاليل الطبيه... و اعطاها ليوسف..
الى ما ان اخذها حتى تحرك بسرعه الى الصيدليه.. لياتي بها بينما قالت كاثي.

كاثي : ينفع تاكل دلوقتى... اجيب لها شوربه و فراخ

بيتر : اعميللها أكل. طبعا... و كمان هشوف الطفل اللى اتولد ده... و كشف علي الطفله.. و قال

بيتر : هي كويسه بس محتاجه تروح لدكتور اطفال .

بعد وقت علق لارينى المحاليل ... و اعطى لها المكملات الغذائيه.... و ادويه ترفع النزيف.... و اطمان عليا. و هو خارج لمح جمال متعصب و حزين.. فطمأنه عل ايريني ...و هو يقول

بيتر : اطمن يا مقدس هي بخير

جمال : بجد يا بني

بيتر : اه نشمر الرب و اتا هشوفها بعد اسبوع تكون الادويه جابت نتيجه...

جمال : بعد اسبوع مش كتير

بيتر : و لو حصل اي شيئ كلموني علطول... و مبروك عليكم المولودة..

خرج معه يوسف و هو يناوله الظرف الذى كان يرفض ان ياخذه... و لكن يوسف الح عليه و هو يقول

يوسف : دى اقل حاجه يا دكتور بيتر.. و كفايه تعبك معانا...

بيتر : عيب عليك يا جو احنا اولاد معموديه واحده.. فى اى وقت تعوزوني ماتترددش اتصل بيا علي طول.. و خلوا بالكم من ايريني انا مش رضيت اقول المقدس عشان شكلة حزين بس هي نزفت كتير و ممكن يحصل ليها مضاعفات

يوسف : يعني ايه

بيتر : الاكل و الأدوية و عصائر

يوسف : تمام هيحصل

ام هناك في بيت سامي كان يدخل بعد أن وجد نظرات الجيران تلاحقه فعمه كان يرفع صوته و هو يسبه و يسب امه مما جعل أحد الجيران أن يقترب منه و هو يقول

عماد : معلش من حقه بنته طول النهار بتنازع و كمان بنتك كانت بتعيط و تخبط علي باب الشقة

نظر له سامي بصدمة

عماد : جوليا مرات اخويا خلت جوزها يتصل بعمك في الوكالة بعد .كام ساعة من عياط بنتك

سامي ايه بتقول ايه

عماد زي ما سمعت بنتك فضلت تبكي و جوليا تنادي علي المقدسة ماري و مش ردت بس الناس في الشارع سمعوا صوت عمك و عرفوا أن المقدسة سابت مراتك من غير ما اعمل ليها حاجة عشان جابت بنت الرب يهديها

نظرت الصدمة علي وجه سامي جعلت عماد يستأذن ليذهب

ما ان دخل إلي شقة امه حتي وجدها كما هي لم تتحرك من مكانها

سامي : ايه اللي حصل

ماري : جابت بنت

نظر لها بصدمة و هو يقول

سامي : و فيها ايه دى عطيت الرب

ماري : هي ايه اللي فيها ايه جابت بنت

سامي : ولدت امتي

ماري : بعد .ما انت مشيت

سامي : يعني انت سايبها من وقت ما ولدت لحد ما عمي جه لوحدها تعبانة هي و بنتي و قاعدة هنا

نظرت له بصدمة و كانه يتكلم بلغة اخري و كان طلبه أن تهتم بها شئ غريب

ماري : بقولك جابت بنت انا بقي ليا شهور بحلم بالولد اللي يشيل اسمك و اسم ابوك و دي جابت بنت

سامي : الرب يسامحك يا امي علي اللي عملتيه يعني عمي ياجي يلاقي بنته بتنزف و بين الحياه و الموت و انت تقولي كده طيب من حقه كنت سبيها تولد في بيت ابوها بدل البهدلة كل كلمة قالها ليه حق فيها و اكتر

نظرت له و هو يحرك يده علي وجهه و هو يتذكر شكلها

سامي : بأي قلب هانت عليكي تسببها كده من غير ما تعملي ليها اكل أو حاجة تشربها

كان سمير يدخل ليجد سامي يتكلم بصوت مرتفع بعض الشئ و هو يتكلم مع امه و يلوم عليها و علي أفعالها

سمير : في ايه

سامي : تعالي يا مقدس الوقتي إيريني ولدت و جابت بنت

سمير : و فيها ايه كله نعمه

نظرت له ماري بغضب

اما سامي : قال يرضيك تسيب إيريني مع الطفل لوحدها طول النهار و كمان اجي الاقي عمي جاي ياخد بنته عشان حد اتصل عليه أن إيريني بتنازع و ميرنا بتخبط علي الباب

ماري : انا عاوزة اعرف مين اللي اتصل بيه عشان اروح أوريه مقامها

سامي : ما اعرفش يمكن جاي صدفة قلبه حس ببنته

ماري : هو مين ده اللي عنده قلب ولا بيحس عمك جمال

سمير : هو من رد عليها و قال اه يا ماري و انت عارفة قد ايه جمال متعلق بولاده

ماري : يمكن

نظر سامي إلي والده و تحرك إلي شقته و جد كل شئ فيها يتحدث عن ما حدث

نظرت عينه إلي الفراش الملوث بالدم جعلت قلبه ينقبض و لكن بأي وجه قد يذهب إلي عمه و ماذا يقول له

كنت اعرف انها تتألم منذ الصباح و استمعت الي كلام امي و تركتها لأذهب إلي العمل

اعرف ان امي قاسية لا قلب لها و وضعت أبنتي و زوجتي في حضتها

كل اللوم يقع عليه هو من قبل أن لا تلد زوجته في بيت و ابنها كما طلبت و طالب عمه أن تولد في بيت العيلة

و لكن في لحد و كان أن يفقده و يفقد طفلته أيضا لان امه ترها مخطئة لأنها لكل بساطة ارتكبت جرم من وجهة نظر ماري

فلقد أنجبت بنت

المطرودة من الجنة

ابهروني
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي