الخلقة العاشرة

الحلقه العاشرة

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

مرت الايام و إيرينى تتحسن كل يوم عن ما قبله و اتي يوم السبوع الذي كان كما قال جمال و أكثر بكثير لقد كفى و وفي فهو اب لا يريد الا سعادة أبنائه و خاصة تلك التي كان سبب في ما تعيشه فهو من وافق علي هذا الارتباط من البداية و هو يعرف زوجة اخوه و كيف أن ابنها تابع لها و ها هو الآن يلوم نفسه لانه لم يفعل كما فعل مع مارثا اختها التي زوجها لرجل يعتمد عليه و لكن في نفسه يقول انه مشيئة الرب هو من اختار لها

يوم السبوع كان جميل و قد كان الصيوان في الشارع من بداية الشارع إلي نهاية البيت كما قال لماري و لكن الموضوع انه أراد أن يسعد إيريني حتي يري الفرحة في عينها و هي تشعر بالبيت مليئ بالفرح

و صوت التسجيل يصدح بأغاني السبوع و السمعات تسمع الشارع بأكمله و ذلك الطباخ الذي يعد وجبات الطعام

و كأنه عرس و ذلك الاب ( القسيس ) الذي اتي من الكنيسة ليبارك الام و المولود اشياء كثير لم يغفل عنها جمال اهتم بالتفاصيل كل شئ من أجل سعادة ابنته حتي انه لم يكلف سامي زوجها

اما سامي كان يبتسم و هو ينظر إلي إيريني التي تألقت في فستان جديد أرسل جمال مارثا و كاثرين ليشتروه لها من ( عمر أفندي )

و كاثرين أحضرت الاستشوار لتقوم بتصفيف شعرها و تضع لها لمسات من الميك آب حتي يتلون وجهها أو تظهر فيه الحياه فهي لازالت شاحبه و بعد وقت

كانت تجلس في الصالة و حولها العائلة و السيدات من الشارع و الأقارب حتي عمتها مريم التي تعد قريبة منهم و لكن من بعيد اتت مخصوص لتحضر السبوع بعد أن اتصل بها جمال و طالب مريم بأن تاتي

مريم : طبعا هو انا غريبة ولا هاجي لاعز من إيريني

جمال : و انا مش عاوز غرب انا عاوز اهلي و حبايبي و جيراني و انتي تعتبري عمتها و خالتها كمان و لا ايه

ابتسمت مريم و هي تستمع إلي كلام جمال و قالت

مريم : من الصبح هكون عندكم يا ابو يوسف و انا اللي هدف العون و غربل العروسة الصغيرة هي اسمها ايه

جمال : ماريا حبيبة جدها

مريم : الرب يحميها و تشوفها زي ما بتتمني و انهت الاتصال

و قد كان اتت مريم و لم تتاخر و لأنها كانت تكبر كلا من رومي و ماري في السن و رغم انها لم تنجب اطفال الا انها ام بالفطرة حنونة و محبة

و رغم كل ما حدث ل مريم فهي لازالت تعيش فالحياة لا تقف علي أحد فلقد تغير عليها زوجها عندما علم بعقمها لم يرضي بأختيار الرب و قرر أن يفرق ما جمعه الله كأنه يلومها علي انها عاقر و هل هناك زنب ارتكبته ليلومها عليه و هل تُلام علي ما لا يد لها فيه

اما زوجها خيري لم يكتفي بحياة الذل التي جعل مريم تعيش فيها و الاهانة علي كل صغيرة و كبيرة و لكنها صبرت فهو اختيار الرب و لكن خير ثار و جار و و استمع إلي كلام اهله و ترك لها البيت و فتح ملف في الكنيسة و طلب الطلاق و ظل سنين و سنين تدفع هي ايجار الشقة فهو قالها صريحة لن ينفق عليها و في النهاية حصل علي طلاق مدني و لكن بيت الرب الذي خرج عن تعاليمه لن يدخله مرة اخري عليه أن يغير الطائفة و أن يتعمد مرة اخري علي تلك الطائفة و لكن في البداية

عليه أن ينتقل الى طائفة اخري غير الأرثوذكسي فهو خرج عن التعاليم و النصوص و المواثيق المقدسة

التي وقتها لم يبالي بها و لا حتي بزوجته التي لم تقترف ذنب و التي كانت سوف تصبر أن كان هو من به العيب و لكنه كان ينطبق عليه المثل الذي يقول كل بئر ينضح ما بداخله و هو نضح ما بداخله و استمع إلي كلام اهله و تركها ليعيش و ينجب و ظن انها ستبقي بمفردها و لكنها قررت أن تتبرع بخدماتها الى الكنيسة فهي لا تنفع أن تترهبن فهي تزوجت و ليست عذراء لذا كانت فقط خادمة في بيت الرب حتي اتي ذلك اليوم الذي اقترب منها الاب و طالبها بأن تفكر في أمر ما كان يعرض عليها ان تتزوج من أحد أبناء الطائفة

نظرت له بصدمة فماذا يقول هو يطالبها بالزواج مرة اخري كيف و هو يعرف النتائج المترتبة علي كلامه هو يعلم قبل العامة و لكن نظرة الصدمة في عينها جعلته يبتسم بالمحبة التي تسكن قلبه و قال

الاب : انا عارف النتائج و عارف انتي خايفة من ايه و علي ايه و كمان ممكن تكوني رافضة بس دي فرصة انك تبقي ام

نظرت له و كادت عينها أن تترقق بالدموع و كانها تسال كيف تكون ام الطبيبة أكدت عجزها و ان هناك عيب خلقي في رحمها يجعل الحمل مستحيل و لكنه يجعل ليبتسم عله يطيب خاطرها و قال

الاب : اسمعيني يا بنتي انا بكلمك عن خير مش ليكى و بس لغيرك كمان الانسان اللي بكلمك عليه ده محتاج ليكى زي ما انتي محتاجة ليه

نظرت له باستفسار و هي لا تعرف عن من يتكلم أو عن اي شيئ يحكى أو بماذا يحاول أن يقنعها

القس : منير ارمل و عنده ثلاتة اولاد هم محتاجين ام و انت ام و احن من اي ام حنية العذراء في قلبك و نور شفاعتها تحل عليكي بس انتي ام من غير طفل و محتاجة طفل

مريم : بس لو انا وفقت معني كده اني ما ادخلش كنيستى و ما اعترفش فيها ولا اتناول منها ( التناول هو أن تأخذ قطعة من الخبز المخبوز بالكنيسة و هي أحد الشعائر و يقال (كسرة من جسد الرب ) و ما ان تأخذ ملعقة من عصير العنب يقال

( ملعقة من دم الرب ) و اكملت و قالت

مريم: ولا اخدم في بيت الرب اللي كبرت و إتربيت فيه

الاب : انا عارف بس دي فرصتك و كمان فرصة للأولاد دول انا عارف كويس انك حنونة و طيبة و هتكوني ليهم ام و في النهاية انتي هتفضلي علي دينك كل اللي هيتغير انك هتبقي انجولين و دي أقرب طايفة لينا و كمان هما ملتزمين بالكتاب المقدس و مش بيتكلموا الا بآيات الإنجيل

كان يحاول أن يساعدها حتي كان ما كان وقتها شعرت مريم أن هناك شارة من الرب عندما رأت العذراء في المنام تشير إليها لتقترب من الثلاث اطفال

وقتها وافقت و دعمتها العائلة و أولهم جمال الذي كان السند للجميع و ها هو عوض الرب ها هي ام دون أن تحمل أو تلد طفل و لكن الرب كريم

إيريني التي تنظر إلي عمتها مريم و تشعر بها فهي ام لثلاث اولاد لم تنجبهم و لكنهم حقا يحبونها كأنها امهم و كما يقولون الحنان لا يشتري كانت تقوم بهز الطفل في الغربال و هي تردد الترانيم و آيات الإنجيل

اما ماري كانت تجلس تشعر بالتهميش تعرف لما جمال اتصل بمريم حتي تقوم هي بالطقوس و كأنه يقول لها الم ترفضي أن يقام سبوع فبوجود مريم حرمها ان تقوم هي بالطقوس

اما رومي لم يفرق معها فهي لا تشغل بالها بهذه الأشياء من الأساس بعد قليل كان الجيران يجتمعون أمام البيت

دخلت ام مينا من الباب فأشارت لها ماري لتقترب بابتسامة زائفة

و رغم أن ماري كانت تقول الكلام فقط لتكيد جارتها الا انهم حضروا اول من دخلت كانت ام مينا التي اقتربت من ايرينى لتقول لها

ام مينا : نشكر الرب علي قومتك بالسلامة يا إيريني يا بنتي كنا قلقلين عليكي

إيريني : تسلمي يا خالتي

ام بيشوي : سلامتك يا بنتي و المسيح الحي انا يوم ولادتك نذرت نذر للعذراء يوم ما تقومي بالسلامة هودي ليها دستة شمع و كنت بصلي و ادعي ليكي تقومي بالسلامة

ابتسمت لها إيريني بمحبة فهي تعرف انه حنونة و طيبة رغم ضيق حالها فالكرم لبس بالظروف الكرم بالنفوس

اقتربت منها ام بيشوي تسلم عليها و علي الطفلة و هي تبارك هي الأخري و بعدها ام جرجس و كذلك جوليا زوجة عادل اخو عماد جارهم الذي اتصل علي المقدس جمال و أخبره أن يأتي لينقظ ابنته و حفيدته

اما ماري كانت تنظر إليهم و ترحب بهم و هي تظهر اهتمامها بالطفلة و إيريني و كانت تجلس ميرنا جوارها


اما هناك حيث يجتمع الرجال كان الاحتفال في خارج البيت صاخب و البيت يظهر عليه المرح و الفرح رغم احساس إيريني بالتعب الا أن مريم كانت تهتم بها و تنظر إلي من يوزع الحلبة و الموغات ليقدم لها

بعد وقت كان الضيوف ينصرفون و ظل اهل البيت فقط

نظرات ماري إلي كم الهدايا التي اتت للطفلة و هي تحاول ان تواري طمعها الظاهر في عينها

و بعد وقت كان جمال يصدر صوت لينبه من في البيت ان الرجال داخلين و كان هو و سمير اخوه و أولاده الاثنين يوسف و جرجس و سامي و متري زوج ابنته مارثا و ابن مريم الصغير فلوبتير

اعتدلت مريم في جلستها و قالت لمارثا اخت إريني أن تناولها ذلك الشال لتضعه علي قدمها و تعتدل في جلستها

ابتسمت لها مارثا و هي تساعدها

ثم التفتت إلي اختها تسالها أن كانت تريد شئ

إيريني : تسلمي يا مارثا تعباكي معايا من اول ما ولدت

مارثا : انت اختي الصغيرة يا إيريني المهم تكوني بخير

ابتسمت لاختها و هزت رأسها بمحبة اما مريم ما ان وضعت الشال علي رجلها حتي قالت


مريم : تعالي يا ابو يوسف يا اخويا

دخل و هو يجلس علي أقرب مقعد و هو يشير إلي سمير ليجلس بجواره و جلس الباقي كما أشار لهم

جمال : حد يجيب ليا قلب جدها

كادت كاترين أن تناوله ماريا عندما قال

جمال : لا خلي الصغيرة مع جدتها مريم انا عاوز ميرنا

ابتسمت ميرنا و نزلت من جوار جدتها لتذهب الي جدها جمال الذي قال

جمال : القمر الغالي زعلان ليه

ميرنا : مش زعلانه

جمال اخرح باكو شيكولاتة كرونا ليعطيه لها فضحكت

جمال : ايه لسه زعلانه

ميرنا : لا يا جدي

جرجس : و انتي تزعلي ازاي ده جدك خلاني اطلع علي اول الشارع عشان المحل القريب قافل و هو مش رضي يرجع من غير الشيكولاته بتاعتك

ضمت ميرنا جدها الذي اجلسها علي أحد ساقيه و قال

جمال : أنا عندي كام ميرنا

سمير : ربنا يخليك ليهم يا جمال

جمال : و يخليك ليهم يا حبيب اخوك بس كان يوم حلو

فلوبتير : كان فعلا حلو اوي يا خالي و كمان الفراشة حلوة و عليها صليب كبير و كمان ابونا اللي بارك اليوم و رش مياه مصليه و قال ترتيل

جمال هز راسه لفلوبتير و قال

جمال : عقبال ما نعمل يوم فرحك يا حبيبي

ابتسم فلوبتير و لم يرد

بعد وقت كان سمير ياخذ ماري ليذهبوا و ما ان قالت

ماري : ايه يا سامي مش هتيجي معانا ولا ايه

سامي : اجي ازاي و أسبب مراتي يا مقدسه

نظرت له بغضب تحاول ان تواريه و لكن نظرة سمير لها جعلتها تقول

ماري : و ماله يا حبيبي خليك جنب مراتك و بناتك

سمير : صوته الحاد الجاد و هو يقول : ياله

جعلها تتحرك معه اما جمال ما ان رأي فعلا أن طريقه اخيه اختلفت و المعاملة تغيرت بين سمير و ماري حتي شعر بالراحة و الاطمئنان علي اخيه الذي كان يعاني من تسلط زوجته عليه

و لكن ها هو يسير علي الدرب الصحيح

اما رومي كانت تخرج من المطبخ و هي تقول لاختها

رومي : ماري استني خدي

سمير : ايه ده

رومي : بدل ما تطبخ بكرة و تتعبي نفسك ده اكل الطباخ و دول سبوع عشان توزعيه علي حبايبك و جيرانك

ماري : لا ملوش لزوم الجيران في أربعة منهم جم و اللي جم خدوا

سامي : و ماله يا مقدسة خدي و اللي عزيز عليكي من جيرانك أديه

جمال : انتي هتعملي نفسك غريبة و لا مكسوفة يا مرات اخويا خدي من ايد اختك

هز سمير راسه لها لتأخذ و بعدها تحركوا إلي بيتهم

ام إيريني التي بدأت تشعر بألم من جلستها فترة طويلة نظرت إلي عمتها مريم و قالت

إيريني : تسمحي يا عمتي محتاجه ارضع ماريا

مريم : قومي يا قلب عمتك و ماله و حاولي تنامي شوية و تفردي ضهرك

إيريني هزت رأسها و هي تتحرك إلي غرفتها و امها تحمل عنها الطفلة و مارثا تسندها إلي حيث الفراش ما ان خلعت إيريني ملابسها و ارتدت شئ مريح لتعرف كيف ترضع ابنتها

ناولتها امها ماريا لترفع إلي صدرها تطعمها حنانها اما رومي قالت

رومي ياله يا مارثا نجهز الاكل زمان الرجالة عاوزة تاكل هما علي الغدا

مارثا : طيب يا ماما عاوزة حاجة يا رورو

إيريني: لا يا حبيبتي انا هأكل ماريا و نام

مارثا: نوم العافية

و ما ان نامت الطفلة حتي غفت بجوارها إيريني

اما رومي كانت تعد الطعام فعلا هي و مارثا و نهضت معهم مريم

مر اليوم و غيره و بعد ايام رجعت ايريني مع زوجها إلي الشقه اللى اشتراها لها جمال و لكنها تفاجأت بوجود جيران في الشقة المجاورة لها

كانت تخرج من الأسانسير مع سامي الذي كان يحمل الطفلة و هي تمسك كف ابنتها ميرنا

ام هي لفت نظرها صوت الراديو الذي يشتغل في الشقة المجاورة علي إذاعة القرآن الكريم

نظرت إلي سامي الذي قال

سامي : شكلها اتسكنت

إيريني: كويس هيبقى لينا جيران في نفس الدور

بعد وقت كانت تدخل إلي الحمام لتأخذ دوش في اليوم التالي وجدت الجرس يرن نظرت من العين السحرية لتري امرأة لا تعرفها

كانت مترددة لحظة لان سامي في الشغل و لا أحد معها و لكنها فتحت الباب عندما كادت الواقفه امام الباب أن تذهب

ما ان فتح الباب حتي التفتت لها من تقف بالباب و هي تقول

سلام عليكم

إيريني : عليكم السلام مين حضرتك

عائشة : انا عايشة جارتكم في الشقة دي

إيريني : اهلا اتفضلي العمارة نورت انا إيريني

عايشة : منورة بيكي يا إيريني انا بس حبيبت اتعرف عليكي و بقولك اتفضلي دول عمايل ايدي

إيريني : مش و انتي علي الباب اتفضلي

خطت عائشة إلي داخل الباب وهي تقول يا رب يا ساتر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي