الحلقة الثانيةعشر

الحلقه الثانيه عشر

(المطرودة من الجنه)

بقلم نورا محمد علي


اللحظة التي كان فيها سامي يحمل حقيبته لينزل من باب البيت كانت دموع ايريني تسيل علي خدها و هي تنظر له بشوق و كأنها تعرف انه لن يوفي وعده و سيغيب لوقت اطول من ما سبق فهو لم يتغير

ماذا زاد عليه أصبح لديه بنتين و ماذا هناك فأن امه تردد إلي الآن عليه أن مصاريف تربية البنات مكلفة و ان شوار البنات مكلف

و هو حتي لو كان لا يردد عليها ما تقوله امه فهو يرجع متغير الوجه و المزاج من عندها و كأنها تتعمد أن تغير له عقله

كانت تقف و تنظر اليه عندما اقترب ليقيل جبينها و يضمها بين ذراعيه ثم لم يجد مهرب من شفتيها و اه منها فهي خمر من دون كأس ضمت نفسها له و هي تسأل

إيريني و عقلها يسأل و نظرات اللهفة تسكن قلبها قبل عينيها و كأنها تسأل لن تتاخر مثل المرة الماضية

إيريني : مش هتاخر زي المرة اللي فاتت

سامي : مش متأخر

إيريني : بجد

سامي : هحاول الم نفسي و اعمل قرش بسرعة و ارجع علي طول

في الوقت الذي كان فيه يوسف يقف أسفل العمارة و هو يطلق تنبيه بالسيارة عل سامي يستمع إلي الصوت و ينزل

في نفس الوقت كانت فيه ماري تنزل من تلك العربة الخاصة بالاجرة التي اوصلتها إلي حيث شقة ابنها و زوجته

رأها يوسف الذي يقف بجوار السيارة اقترب منها و هو يقول بابتسامة مرحبة

يوسف : اهلا يا خالتي اتأخرتي ليه سامي زمانه نازل

ماري و هي تنظر إلي يوسف بأبتسامة قالت : الرب يوصله بالسلامة

يوسف : يا رب يا مقدسة المهم تعالي اقعدي في العربيه هو زمانه نازل

هزت رأسها و ما ان همت ترد حتي رأت سامي يخرج من باب العمارة و هو يحمل حقيبته

اخذت تحتضنه و هي تربت علي كتفه و ظهره و كأنها تدعمه و هي تقول

ماري : الرب يغنيك و يحميك و العذراء ام النور تنور طريقك اسم الصليب عليك

سامي ابتسم لها و هو يسلم عليه و يحتضنها و يقول

سامي : دعواتك يا مقدسة

و بعد وقت كان يصل إلي المطار ليسافر

و هم يودعوه بالصلوات و الدموع و هو يتحرك لينهي الورق علي امل ان يرجع بعد سنة كما أكد و لكن هل يصدق الوعد و كما يقولون افلح أن صدق

بعد وقت كان يوسف يوصل ماري إلي بيتها و تتحرك إيريني إلي البيت حيث العائلة و ايضا حيث توجد ميرنا و ماريا ما ان دخلت حتي وجدت نظرات الدعم من مارثا التي اتت مخصوص لتدعم اختها

اما رومي كانت تنظر لها كان كل هذا شئ عادي

اما كاثرين تقدم لها كوب من العصير المفضل لديها و هي تقول بابتسامة

كاثرين : كاس عصير من اللي بتحبيها

إيريني : و هي تبتسم لزوجة اخوها التي تعد أكثر من اخت قالت تسلم ايدك يا كاتي

و بعد وقت كانت تستأذن لتدخل إلي تلك الغرفة التي كانت تقطن فيها ايام ولادتها و دخلت بتحاول أن تنام

وبعد ساعات كان يصل إلي حيث يقوده عقد العمل و ها هي الايام تمر و هو يعمل ليل نهار عله يحصل علي ما اتي من أجله و لكن هل يكفي ما يحصل عليه هل يعوض ما يمضي من بين يده

بعد شهر كانت ايريني تقف مع كاثرين في المطبخ عندما شعرت بأن الدنيا تدور بها و كادت أن تقع من طولها عندما اقتربت منها كاثرين تسندها و هي تقول

كاثرين : مالك بس انا قولت ليكي لازم تفكري و بعدين انت من فترة تعبانة ده حتي البنت رافضة اللبن بتاعك و حتي هي مش كملت سنة بس بقت بتاكل

إيريني : و ده من ايه

نظرت لها كاثرين بابتسامة و هي تقول

كاثرين : هو انتي مش عارفة ولا مش عاوزة تقولي

نظرت لها أيريني بستفسار و هي كأنها تسأل عن ماذا تتكلم كاثرين

كاثرين : شكلك مش عارفة

إيريني : مش عارفة ايه بالظبط

كاثرين : انك حامل

شهقت إيريني وهي تقول : ايه

كاثرين : من غير ايه ولا ليه أمر الرب انت حامل انا كنت فاكرة انك مش عاوزة تقولي يعني عشان

و سكتت و كأنها لا تعرف كيف تكمل فهي تريد أن تقول لها انك لا تريدي أن تتكلمي حتي لا تعرف حماتك و انت خائفة من أن تنجبي بنت هي لا تقصد الاهانه بل تحاول ان تفهمها ما فهمت و حتي و هي كذلك لم تكمل حتي لا تتعب إيريني نفسيا

نظرات الاستفسار في عين إيريني و علي وجهها جعلتها تقول

كاثرين و هي تغير الحديث قالت : انك يعني مستنية تتأكدي أو يثبت الحمل

ايرينى بنية حسنة قالت :
لا صدقيني لولا انك انتى اللي قولتي مش كنت عرفت

هزت كاثرين رأسها و هي تخرجها من المطبخ لانها لم تصمد و كادت أن تفرغ ما في معدتها

ما ان رائها جمال و كاثرين تسندها حتي قال

جمال بلهفة و خوف قال :
في ايه بس مالك يا قلب ابوكي انتي كده قلقتيتي عليكي يا إيريني انتي ليكي كام يوم مش مظبوطة

إيريني بصدمة و خوف من المستقبل قالت

ايريني : انا .. انا

جمال بخوف عليها قال: انتي ايه


ايريني : انا خايفة

جمال و هو يقترب من ابنته قال :
خايفة من ايه يا قلب ابوكي تخافي و انا موجود و ده ازاي يا غالية

أشفقت عليها كاثرين فيبدو انها أدركت باقي الصورة و ما كانت لا تهتم به اهتمت بعد أن فكرا بصوت مرتفع مع نفسها و ها هي تقول ما تخاف منه أمامهم جميعا

إيريني : انا حامل يا بابا

جمال بابتسامة قال :
مبروك يا قلب ابوكي بس خايفة من ايه ؟

نظرت إلي والدها بتردد و هي تخشي أن تتكلم أو تقول شئ قد يغير قلبه أو يغضب عليها قالت

إيريني : مفيش يا مقدس

جمال : هو ايه اللي مفيش خايفة من ايه يا حبيبتي

إيريني و دموعها تتجمع في عينها قالت

ايريني : خايفة اجيب بنت

.كان جمال يستمع لها بصدمة و هو يكاد يثور عليها و لكن الخوف في عينها جعله يتهاون و يهدي بعض الشئ و هو يقترب منها ليضمها بين ذراعيه بحنان ابوي و محبة صادقة و هو يقول

جمال : ليه كده بس يا بنتي دي عطيه من الرب و نعمة غيرك مش لاقيها و هي البنت و حشة ما انتي بنت و عندي اغلي من الدنيا و اختك كمان لدرجة أن اخواتك الصبيان كانو و هما صغيرين يقولو انت بتحب البنات أكثر
مننا بس... وقتها قولت ليه بالعقل و فهمته بالدين و أن البنت ضعيفة و محتاجة الحنان و اللي مش يحافظ علي عطيت الرب .. الرب يغضب عليه تيجي انتي الوقتي تقولي كده


ايريني: برتباك انا انا

جمال : انتي ايه يا غاليه انا عارف تفكيرك كده من ايه

نظرت له و دموع في عينها

جمال : انت في حمايتي و لا مش هقدر احميكي من ماري و من كلامها اللي زي السم

الارتباك الذي ظهر علي وجهها و الخوف في عينها كان إجابة كافية و هي تحاول ان تقول له لا و لكنها لم تستطيع الكذب علي والدها الذي يعرف جيد انها خائفة من حماتها

اخذ جمال يطمئنها و يحاول أن يراضيها و ما ان هدأت حتي كان يدخل إلي ركن الصلاة في بيته و هو يدعي الرب أن يصبره علي ماري لانه لو غضب قد يقلب عليها الدنيا

و لانه في رحلة لا يهمه في الدنيا غير أولاده
.مرت الايام و اتت ماري لتري إيريني التي علمت انها في بيت والدها منذ أن سافر سامي كانت تريد أن تري بنات ابنها و لكنها تخشي أن تري جمال الذي يعاملها بجفاء منذ ولادة إيريني .

طرقت الباب و وقفت تنتظر أن يسمح لها بالدخول

و لكن إيريني ما ان إستمعت إلي صوتها حتي خافت و جلست في غرفتها

وقتها دخلت إليها كاثرين و هي تشعر بالشفقه عليها و لكنها قالت

كاثرين : بابتسامة مشجعة و هي تقول ليه كده انت خايفة ولا ايه

رفعت عينها المحملة بالدمع و هي تكاد تنهار و تقول

إيريني: انتي لو مكاني مش هتقولي كده بس اقول ايه انا خايفة من اللي حصل انت لو شوفتي اللي انا شوفته مش هتقولي كده ولا تلومي عليا

كاثرين: قومي اقفي و سلمي عليها و قولي ليها بكل ثقة انك حامل و ربنا كريم و كل اللي يجيبه عطيه الرب و مش تحسسيها انك خايفة منها

اخذت تدعمها و تشجعها حتي نهضت غسلت وجهها و وضعت بعض الميك آب و هي ترتدي ثوب مناسب و خرجت إلي خالتها التي ما أن رائتها حتي قالت

ماري : ايه يا إيريني مش عاوزة تيجي تشوفيني ولا هو انا باجي ليكي كل يوم و زهقتي ايشحال اني مش باجي الا كل شهر

إيريني : أصل أصل

كاثرين: اصلها كانت تعبانة

نظرت لها ماري من فوق إلي تحت و قالت

ماري : فين دي ولا بتغزي العين

و من عينها المتفحصة إلي إيريني شعرت بالخوف و دون اراده منها وضعت كفها علي بطنها المسطحة و كأنها تحميها

مما جعل ماري تقول بدهشه وصدمه

ماري : انتي حامل

ام هناك كان سامي يعمل و يعمل حتي يختصر المسافة و الوقت يفكر في زوجته و ابنتيه و هو يدعي الرب أن يكونو بخير و لكنه الآن و الآن بالتحديد لا يدرك أن هناك حرب من النظرات بين إيريني و امه

التي تنظر لها و هي تقول

ماري : و لما انتي حامل ليه مش قولتي ولا انا مليش لازمة

كانت تتكلم بثورة في حين كانت ايريني تتراجع في مكانها و في ثقتها و هي لا تعرف ماذا تقول لها

هل تقولها صراحة خوفت منك خوفت من رد فعلك و لا تقولها صريحة خوفت من كلامك

اما ماري ما ان رأت تراجعها حتي زادت ثورتها و كأنها استمدت القوة من ضعف إيريني و لكن من اوقفها لم تكن ايرينى و لم تكن كاثرين ولا حتي رومي التي تنزل من الدور الثاني حيث شقتها علي صوت اختها الذي كاد أن يرتفع . فقالت لها


رومي : في ايه بس يا ماري مالك يا حبيبتي

ماري دون أن تلاحظ من في الباب قالت بأتفعال

ماري : الهانم بنتك حامل و مش تقولي ليا ليه غريبة ولا مليش لازمة

إيريني : انا لسه عارفة النهاردة

ماري: المفروض اصدق

كانت تتكلم معها و هي تحدجها بنظرات ساخطة يتجسد فيها الغضب و الانفعال

إيريني و رغم انها رافضة بلهجة الاتهام التي تتكلم بها خالتها و الانفعال كأن إيريني ارتكبت ذنب أو جريمة


إيريني : و انا هكدب ليه

كاثرين : فعلا هي لما كانت معايا في المطبخ يا خالتي كانت هتقع و انا اللي نبهتها انها ممكن تكون حامل حتي هي لسه مش مصدقة و كانت تعبانة

نظرت ماري لها كأنها تكذبها

جمال بغضب و ثورة قد تجعله يمزق ماري و ينسي المحبة التي تسكن قلبه بسبب اسلوبها الغير مقبول وقبل ان ينطق كانت ماري ترد

ماري : اه و مين هيأكد كلامها غيرك

جمال : ام سامي لمي لسانك انا مرات ابني مش كدابة و لا بنتي كدابة

ماري : انا ما قولتش

جمال : و لا تقدري تقولي و بعدين مالك طايحة في الكل كده و كأن بنتي ارتكبت ذتب أو خطية

ماري : انا بقول

جمال و هو يدخل إلي البيت قال:

لا تقولي و لا تعيدي بنتي حامل المفروض تقول لجوزها مش ليكي و لا انتي فاكرة انه سافر و سيبلك مكانه و كمان لما انتي مهتمة كده كنت فين من يوم ما سافر

ماري : انا مش قصدي بس لو انا مش جيت هي ما تجيش

جمال : تيجي فين في البيت اللي كانت هتموت فيه و المسيح الحي ما يحصل لو علي ايه

ماري اذدرت لعابها...

و لم تقوي علي الرد فجمال ليس رومي التي لا ترد عليها و تخاف منها و من لسانها السليط و ليس ايريني الضعيفة التي لا تقوي علي الرد

اما جمال نظر لها بحدة فتراجع و قالت

ماري : انا اقصد اني خالتها حتي لو مش حماتها فكانت تقول مش تقف و تخبي بطنها مني و لا كأني عدوتها يرضيك يا ابو يوسف

نظر لها بطريقة جعلتها تتراجع و هي تكمل كلامها و تقول


ماري : ايه يا ابو يوسف ما انا حتي افرح ليها كفاية انها هتجيب الواد اللي يفرح قلبي و يشيل اسم ابوه

ما أن انهت كلامها حتي كاد يقوم بطردها من البيت و لكن رومي أمسكت يده و هي تقول

رومي : تعالي يا ابو يوسف اطلع خد. دوش عشان تتغدي زمان جرجس بيجيب الولاد.من حضانة الكنيسة

جمال انزل يد رومي عن ذراعه بنظرة حادة وهو يقول

جمال : والمسيح الحي و العذراء ام النور لو فتحتي بوقئك في جابت ايه ولا هتجيب ايه لأخدها و اخليها تنزله الوقتي و انا قد .كلامي و انتي عارفة كده كويس و لا يفرق معايا حامل ب واد ولا بنت ولا انتي ولا ابنك ولا حتى اخويا لو هيمشي وراء كلامك يبقي ليميها احسن و يسوع المسيح ما اسكت المرة دي

اذرد ت لعابها و هي تهز راسها و تقول

ماري ب بعض الخوف:

هو انا قولت حاجة يا رومي

نظرات الغضب علي وجه جمال جعلتها تصمت

يتبع....
ابهروني
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي