الحلقةالسادسةعشر

الحلقه السادسه عشر

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم

فى الوقت الذي رجع به سامي يجر اذيال الخيبه.. فى الغربه

اما هناك فى مصر
ايرينى مازالت تغفو. وهى تحلم بالعذراء تربت على كتفها وكأنها تهون عليها ما فقدته. ورغم انها كانت ف بحار النوم ولكن دموعها لم تتوقف
اما فى خارج الغرفه كانت كاثرين تعد الطعام لها مع انها تجزم انها لن تلمسه ولكنها ستحاول معها ان تأكل شيئ علها تستطيع ان تستعيد قوتها بعد ما حدث لها.. وهى تدعي الرب وتتشفع عند العذراء لتطبطب على قلبها و تهون عليها

اما فى الصالة فكان "جمال" يجلس مهموم وحزين على ابنته وحالها بينما كانت رومي تجلس وهى تنظر الى ماري بغضب مستتر فهى تعلم ان ما حدث عقاب لها على سخطها على عطيه الرب. ولكن ما ذنب ابنتها ان تعاقب معها.

مر اليوم وكانت كاثرين ومارثا يهتمون ببنات ايريني حتى لا يشعرون بتعب امهم. ولكن ميرنا كانت تدرك ما تعانيه امهم .. فهى كانت تنتظر المولود
وحزنت على فقدها .. وكانت تبكى عليها.

وفى الوقت الذي اتى فيه سمير يتبعه يوسف وجرجس حيث اتصل عليه يوسف ان يقابله فى مدفن العائله .
........ فلاش باااك.......

فهرع اليه سمير خوفا على اخيه . ولكنه فوجئ ان يوسف يقوم بدفن طفل صغير وعندما سأل

سمير : ابن مين ده يا يوسف
نظر له يوسف بحزن وتأثر وهو يقول
يوسف : دي بنت ايريني.

نظر له بفزع ودهشه. وقال

سمير : هي ايريني ولدت! امتى..؟ وبنتها ماتت ليه هيا عيانه؟

جرجس : امر الرب لما نروح يا عمي

سمير : طب طمني ايرينى كويسه

يوسف : ادعيلها يا عمى الرب يصبرها

........ باااااك........
كان يدخل بلهفه وهو يربت على كتف اخيه "جمال" عندما رأه فى هذه الحال والحزن حفر على وجهه مغبات الزمن

سمير : طمني على ايرينى يا خويا هيا عامله ايه دلوقت

نظر له "جمال" وهو يحاول ان يتمالك نفسه ويدعي الثبات فغاليته الصغيرة وحبت قلبه حرق قلبها على صغيرتها.
ولا يقدر ان يرفع عنها الألم والعذاب ولكن ليس له غير الدعاء لها ان الرب يطبطب على قلبها ويصبرها

جمال : مش عارف هى واخده مهدئ ولسه مافقتش.. ادعيلها يا سمير
ثم حكى له ما حدث كما قالت له كاثرين ورومي.

فنظر سمير الى "ماري" وكأنه يعلم ما اقترفته زوجته فهو من عاشرها ويعرف خبايا صدرها. وكأنه يقول بنظراته هذا عقاب لك.

مر الوقت ولم تستيقظ" ايرينى" حتى شعروا "جمال" و "رومى" بالقلق ينتابهم فهى قضت فترة طويله وهى نائمه وليس كما قال بيتر.

وفجأه يسمعون صرخه فى غرفتها.. فى فزع يهرعون جميعا فوجدوا ان ايرينى استيقظت وهى تصرخ وتحاول ان تنزع المحلول من يدها.. وتقول

ايرينى : بنتى فين

اقترب منها جمال واخذها فى حضنه وهو يقول وعينه مليئه بالدموع

جمال : اهدي يا بنتى.. اهدي يا حبيبتى. الرب يحميكى ويصبرك.. بنتك عند الرب ملاك فى السما. ادعيلها يا ايرينى يا قلب ابوكي.

ايريني : يعني العذراء جاتلى علشان كده. كانت بتطبطب عليا علشان كده. الرب اخد بنتى. بعد ما سمعت صوتها. صح يا ماما صح يا كاثي انا سمعت صوتها. ااااه يا بنتى. مالحقتش اشوفها يا بابا هاتها اشوفها يا بابا.

ومن دموعه وحرقه قلبه عل ابنته نظر جمال الى يوسف ففهم انه لازم يتصل ببيتر بسرعه قبل ان يزيد انهيارها

وفى اثناء كلام ايرينى كان جميع من بالغرفه يبكون على حالها وحرقه قلبها

اخذ سمير يردد عليها آيات الانجيل وجمال يدعو لها بالصبر.. اما رومي فكانت تحدق بماري بنظرات كره وغضب ولاول مرة تتمرد رومى على اختها الكبرى وتطلب منها بصوت عالي ان تخرج من الغرفه. ولان ماري خائفه من جمال او ان رومى تقول له عن ماقالت بعد ولادة ايرينى. فاستسلمت لغضب رومى وخرجت وكانها تذهب لتاتى لها بماء وعصير يهدئها حتى يأتى الطبيب

وبعد وقت وصل "بيتر" وجدها هدأت بعض الشيئ فغير لها المحلول ووضع أخر فيه نسبه بسيطه من المهدئ وبعض المكملات الغذائيه. ومثبتات الرحم. حتى لا تنزف بسبب حالتها النفسيه

وعندما اشرفت على النوم مرة اخرى نظر جمال بخوف الى بيتر وكانه يسال ماذا حدث لها وما ان اخبره عن الادويه والمحلول فطمانه
بيتر : ماتقلقش انا مديها مهدئ علشان النوم ليها افضل

كاثرين : بلهفه دى ماكلتش

بيتر : ماتقلقيش انا حاطت لها مكملات غذائيه ومهدئ.. خليها تصحى براحتها وسيبوها تتكلم زي ماتحب علشان ماتطغطوش على اعصابها.. واستحملوها شويه.. الامر صعب عليها وغصب عنها لسه هرمونات الطفل فى جسمها ولسه هرمون اللبن هينزل وهتجيلها رعشات بسببه وهتبقى متوترة.. غير ان هرموناتها متلخبطه ومع انى نضفت الرحم كويس بس ممكن تنزف شويه بسبب الحاله العصبيه وانى اديتها دواء يقبض الرحم علشان يرجع مكانه.
ولما الرعشه تجيلها فياريت تدوها من الحبوب دى علشان اللبن ينشف ومايتعبهاش .

نظرت رومي اليه واومات براسها فهى تعرف عن ماذا يتحدث..

خرجوا جميعا من الغرفه وتركوها ترتاح.. وعندها نظر سمير لاخوه وقال له
سمير : كلمت سامى يا جمال
جمال : تقريبا قلبه كان حاسس هو اللى اتصل وقلت له كل حاجه
سمير : ربنا يعوض عليهم والرب يطبطب على قلبهم.

فنظر سمير لماري وقال

سمير : يالا يا ماري خلي الناس ترتاح كفايه اللى شافوه انهارده. وهنبقى نيجي نطمن على ايرينى ان شاء الرب

عندما وصل سمير الى البيت. وهو يرى نظرات الخوف فى عين ماري بان الرب استرد عطيته فى نفس الوقت ما ان نطقت بانها بنت. هل رفضها لها جعل الرب يعاقبها.. ام هل نذرها لاثنين من القيديسين وكان دعائها امام ايقونه احدهما لا تكفي فهى جشعه فى اخذ البركات كما هي جشعه فى اخذ المال

فنظر سمير لها وقال.: انتى عملتى ايه. ؟ انا اخدت بالى من نظرات رومى وكمان صريخها فيكي انك تطلعى بره
عملتى ايه يا ماري بدل ما روح اسالها ادام جمال

ردت عليه ماري سريعا وبخوف

ماري : هيكون حصل ايه يعنى. انا بس كنت خايفه ان ده ذنب انى كنت عايزة الواد.
سمير : ما احنا عارفين انك عايزة الولد.. قلتى ايه يا ماري لاختك.. لان عرفت ان البنت نزلت سليمه وكانت بتصرخ. حصل ايه يا ماري انطقى

ماري : انا ماقلتش حاجه انا اللى ولدتها ولسه بقول ليهم دى بنت. بس حصل اللى حصل.

سمير : بس انتى قلتى دي بنت بس.

يبقى اناعرفت انتى قلتيها ازاى.. عيب اللى ربى خير من اللى اشترى

خلاص انا فهمت نظرات ماري و كاثرين معناهم ايه.. اهى عطيه الرب راحت ياريت تعرفي ان كل حاجه من عند ربنا. مالناش يد فيها.. ربنا يعوض على ابني. ويهديكي. ويصبر قلب الغلبانه أيريني علشان خاطر بناتها وتقوم بالسلامه.

تمر الايام وايرينى بتحاول تنسى صوت بنتها. وهى تحتضن ابنتيها (ميرنا وماريا فهي ترى فيهم العوض وانها لا تريد غيرهم وكانت فى نفس الوقت ترفض ان تتكلم مع سامى وكانت تاكل تحت الضغط او حتى تطعم بناتها.

وعندما مر اليوم الذى كانت اتفقت مع عائشه على الذهاب الى البيت.. فرنت عائشه عليها فى منزل والدها حتى تسالها لماذا لم تأتى.. فردت كاثرين عليها

عائشه : الو ازيك يا كاثي عامله ايه

كاثرين : تسلمي يا عيشه انتى ايه اخبارك

عائشه : كويسه فين الهرابه دى مش قالت هتيجي انهارده ماجتش ليه

كاثرين : حقك عليا يا عيشه انا نسيت اكلمك.. ايرينى ماراحتش للدكتور الاسبوع الل فات اصلها ولدت قبل معادها.

عائشه : مبروووك ها وهيا عامله ايه والبيبي عامل ايه طمنيني عليهم

كاثرين بصوت منخفض حتى لا تسمعها ايريني

كاثرين : الرب استرد عطيته وتنيحت المولودة.
عائشه : لا اله الا الله. ولا حول ولا قوة الا بالله. وايريني حبيبتى عامله ايه. ربنا يربط على قلبها ويرخى عليها الصبر

كاثرين : ادعيلها يا عيشه حالتها صعبه اوى
عائشه : انا جايلها. ماتقلقيش هعرف اطلعها من اللى هيا فيه. بس هيا حماتها عندكم. احسن لو شفتها هديها فى جنابها ربنا مابيتعاندش ولا على كيف حد اهو اخد البنت من وشها.. مش صعبان عليا غير ايريني

كاثرين : معاكي حق.. واه لوعرفتى هيا قالت ايه اول ما شافت البنت.. فى لحظتها البنت ماتت مع انها فى اتم خلقه وجميله اوى.. اه لو شفتيها يا عيشه ملاك نازل من السما..

عائشه : ربنا يجعلها شفيعه لامها فى الجنه يا رب.. استنيني انا هاجى ومش هفتح السيرة معاها علشان ماتزعلش..

كاثرين : اه معاكي حق.. البنت اتولدت وسمعنا صوتها وماتت.. وبس. علشان ماتسالهاش عن البنت كانت سليمه ولا مريضه..

بعد وقت كانت تصل عائشه واخدتها كاثرين بعد الترحيب الى غرفه إيريني.

. وأول ما إيرينى رأت عائشه حتى بكت وهي تفتح يدها وتطالبها ان تقترب فاخذتها عائشه فى احضانها وربتت على كتفها. وقالت لها

عائشه : ملاك فى الجنه يا ايرينى بلاش دموعك دى افرحى عندك شفيعه لك عند ربنا. ولا هنعترض على مشيئه ربنا

ايرينى هزت راسها المدفون فى صدرها وهى تقول الرب يصبرنى.

اخذت عائشة تهدهدها و هي تدعي لها و بعد. وقت رجعت إلي بيتها لتجد صلاح زوجها قد رجع من السفر و هو ينظر لها بستفسار و كأنه يسأل أين هي أو اين كانت

عائشة : حمد لله علي السلامة رجعت امتي

صلاح و هو لازال يقف مكانه

قال: من حوالي ساعه كده كنتي فين

عائشة : عند .ايريني

صلاح : و ده ازاي؟ لاني رنيت الجرس مفيش حد رد يبقي كنتي عندها فين ؟

نظرة الغضب علي وجهها كانت رد كافي ماذا يقول هذا الاحمق ان سؤاله يعد اهانة لها فقالت

عائشة : يعني ايه هكون معاها فين يعني؟ انت مش واخد بالك.من معني السؤال ولا ايه؟

صلاح : انت فهمتي أيه انا اقصد كنت معاها فين؟ و اميرة نزلت راخة الدرس هي واخوها و قالت ماما قالت لما يجي الميعاد انزلي انت واخوكي

عائشة عقدت ذراعيها و قالت : حصل فعلا و تحركت الي غرفة النوم و هي تخلع الطرخة عن شعرها و تقول ايريني ولدت قبل ميعادها وروحت ليها البيت بتاع عيالتها عشان حالتها صعبة

صلاح: مبروك و حالتها صعبة ليه اوعي تقولي انها جابت بنت تالتة

عائشة : اه بس مش دي المشكلة

نظر لها وهي تخلع ملابس الخروج

فقالت : أصل البنت ماتت بعد الولاده

صلاح: لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يصبرنا و يصبر جوزها

اقترب منها يقف خلفها وهو يرها تقلب في الدولاب

صلاح : بتعملي ايه

عائشة : بشوف حاجة البسها عشان اعمل الاكل

صلاح و هو يحرك يده علي جسدها و يعني و شفتيه علي رقبتها قال
صلاح : هو ده وقت اكل ما انا مشتاق ليكي و جاي مخصوص بدري عن ميعادى عشان انتي وحشاني

التفتت نظرت له بطرف عينها ما ان رفع وجهها عن عنقها

صلاح : اوعي تقولي انك لسه زعلانة من المرة اللي فاتت ما انا حاولت أصالحك

عائشة : تصلحني فين هنا و أشارت إلي الفراش و كأنه تقول ليس بهذه الطريقة انها تناسبك انت وليس انا انا اريد الاحتواء و التقدير و ليس العلاقة الحميمة

ضمها بين ذراعيه رغم انه قراء انها ليست جاهزة و لكنه حاول أن يحتويها ربما الطريقة خاطئة

و لكنها أنقادت له فماذا في يدها
لتفعل أو تعترض

اما هو في الفراش كان شخص آخر محب و متطلب و مشتاق و كان الشوق غلبه

و اخذ يعوض ليالي طويلة مرت عليه و هو بعيد عنها و هو في قرارا نفسه اخذ قرار بالتغير

ام بعد وقت كانت تقف في المطبخ تقلب قطع الدجاج في المقلاه و تقلب المكرونة علي العين الأخري

اما صلاح وقف بالباب و لكن ليس كما كانت تظن انه اتي ليستعجلها من أجل أن تنهي الطعام. بل قال

صلاح : حبيبتي

عائشة : مم دقيقة واحدة قربت اخلص و

صلاح : تحبي اساعدك في حاجة

تركت ما في يدها و التفتت له
و كأنها تسأل في ماذا

صلاح: اعمل سلطة أو احضر السفرة أو أي حاجة

. نظرة العين التي تغيرت من تافف إلي شى آخر الوجه الذي يشرق بابتسامة و هي تقول

عائشه : لا يا حبيبي خليك مرتاح

صلاح : بس انا مش تعبان انا عاوز اعمل معاكي حاجة

يبدو أن الكلام يجدي يبدو أن هناك بوادر تغير في تصرفاته ربما لانه شعر انه في لحظة قد يفقدها

اقترب منها و هو يحاوطها بيده و. يقول ما كانت تنتظره منذ الاجازة الماضية

صلاح : انا اسف

نظرات عينها تعني انها لا تصدق ما قاله

اما هناك فى منزل جمال

و رغم أن مع مرور الايام تتحسن ايرينى و لكنها لازالت متباعدة رغم مرور أكثر من اسبوع و إلي الان تصر علي رفض الكلام مع سامي فماذا تقول لنفسها

ايريني : لقد كنت احتاج أليك و انت هناك لقد كنت انتظر الاهتمام منك انت و ليس باتصال تليفوني

كان الجفاء يحاوط قلبي من ناحية و من ناحية اخرى حماتي و ها انا الآن أقول حماتي فهي لا ترتقي أن تكون خاله .

الاسبوع الذي يمر لا تذكر كيف مر من الأساس و لكن بعد حوالي شهر فانها تري فيه عائشة أكثر من مرة و اختها لا تفارقها امها والتي كان العمل و الوظيفة اهم شئ لديها اخذت اجازة لتكون معها إلي أن استقرت حالتها و لكن ما أن استعادت قوتها و بدأت تتحرك في البيت بعد أن كانت تحبس نفسها في الغرفة

و بعدها كانت تفكر بالعودة إلي شقتها

الا ان كاثرين كانت ترفض فهي إلي الآن تراها تسرح في افكارها تراها شاردة اغلب الوقت و لذا هي من رفضت ذهابها و أكد الكلام الاب

و بينما ميرنا و ماريا في حضانة الكنيسة

و امها في العمل و كاثرين تعد شيئ في شقتها

كانت تنظر إلي الفراش و كأنها تري صورة ابنتها كان صوتها في اذنيها تخرجها من تلك الدوامة التي تشعر بها صوت طرق الباب

تحركت إلي حيث هو ظنا منها أن كاثرين نسيت المفتاح و لكنها أن فتحت الباب حتي وجدت أمامها شخص آخر شخص لم تتوقع وجوده

و ما ان نظرت له بدهشة حتي كان يقترب منها يضمها بين ذراعيه و يبكي له و لها و لما فقدوا

إيريني : بعد أن استجمعت عقلها قالت

إيريني : سامي

سامي ودموعه في عينه قال : حبيبتي و وحشتيني

إيريني: انت رجعت

نظر لها و كأنه يدرك انها غير مصدقة

سامي: أيوة يا رورو يا حبيبتي

إيريني: قولت هتفضل سنتين

سامي : انا رجعت عشانك

نظرات الدهشة و عدم التصديق بان علي وجهها اكمل كلامها قال
.سامي : و عشاني

يتبع ....

ابهروني....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي