الحلقة الثانيةوالعشرين

الحلقه الثانيه والعشرون

(المطروده من الجنه)

بقلم نورا محمد علي


الهدوء الذي تراه علي سطح بحيرة في العادة يكون نسبي ولكن ما يتحرك في الجوف قد تكون تيارات عاتيه من السهل أن تقلب الدنيا رأس علي عقب و كانى ما تشعر به و تحاول ان لا تظهره علي وجهك هو بركان يوشك علي الانفجار

نظرات عين عائشة و هي تنظر إلي صلاح كانت تعني الكثير و لكنه حاول أن لا يدرك كأنه أن تجاهل ما يراه لن يحدث أن تجاهل ما تشعر به لن تنفجر

لقد مر شهر و ها هو يأتي و لكنها لم تري في عينه شوق أو تستشعر من قلبه اللهفة

هو يتعامل بروتينيه و هي الآن متأكدة من وجود اخري تسكن قلبه أو علي الاقل تحاول ان تشغله

هنا كانت كبلونة توشك علي الانفجار نظرات عينيها تعني انها تنتظر منه تلك الشعرة التي تكسر ظهر البعير

صلاح : بتبرقي ليا كده ليه

عائشة : كده اللي هو ازاي

صلاح: كأنك شايفة حاجة انا مش شايفها

عائشة : عاوز الحق اه شايفة اللي انت مش شايفة
شايفة حالك المقلوب و لمعه عينك المطفية و كان إلي مر بينا مش حب سنين و كانك نسيت ولا اتناسيت

نظرات الصدمة علي و جهه جعلتها تكمل

عائشة : شايف كانك عامل عملة و خايف من التوابع بس اللي ما تعرفوش اني علي تكه

صلاح : انتي بتقولي ايه

عائشة : بقول اللي سمعته و اللي انت خايف منه بس انا مستنية اما اشوف الاخر بتاعك عشان انا لو جبتي اخري هخربها

نظر لها بحدة و هو يقول

صلاح : و ايه اخرك يا ام علي

عائشة و هي تقف و تنظر في عمق عينه قالت

عائشه : اخري زي أولي فاكر أولي كان ايه

إزدرد لعابه و هو ينظر في أثرها هي تقول له ما في داخلها بكل صراحة هي تشك فيه

اما هناك في الشقة الأخري رغم انها تدعي الهدوء و الثبات و الا ان الجميع يعرف انه ثبات هش

و مع مرور الايام و هي تأثر البعد كان سامي يشعر بشيئ غريب شعور يتملكه من انها تحمله الذنب هو الاخر

و رغم انها إلي الآن لا تعلم انه يلوم نفسه معها و كلما مر عليه الوقت تذكر امه و هي ترقص بالطفل الذي اتي ليخطف قلبه

بعد مرور شهر ونصف تقريبا.. كان يدخل بعد يوم طويل فى العمل.. وهو يبحث عليها بعينه فى داخل الشقه وعندما لم يجدها ظن انها عند عائشه او خارج الشقه فهى لا تتحمل الجلوس كثيرا فيها ولا تريد الذهاب الى بيت اهلها. فهنا تفكر فيما فقدته وهناك ترى الموت نفسه. ويعلم ان يوسف اخذ الاولاد معه بعد خروجهم من حضانه الكنيسه. الى بيت ابيه جمال..كان يتجه الى الحمام وهو يخلع عنه ملابسه ويلقيها على المقعد القريب من الفراش وما ان دخل فوجدها وهي ترتخي فى المياه الدافئه. وهى تغمض عينها كانها فى عالم اخر تحملها الاحلام بعيدا عن واقعها ووجعها وفقدها لطفلها.

ودون ان يشعر وجد قدمه تسوقه اليها.. فجلس بجانبها على الارض وهو يمد يده يدلك كتفيها بحركات دائريه كانه يساعدها على الاسترخاء.. فتحت عينها ونظرت له بطرف عينها فرأت نظرة عينه ولم تعرف ما يوجد بهاهل هى نظرة شوق ولهفه وحب ام مزيج من كل ذلك

ايريني : انا.....

سامي : انتي ايه يا رورو مش شايفانى مش حاسه بيا

وقبل ان تتكلم انقض على شفتيها ياخذها الى بحور لهفته وشوقه كانه لم يعد يقوى على الصبر... يرفعها معه لتقف بين يديه ويتلامس جسديهما بل يتعانقا ويمتزج لهفته بانسياب مشاعرهما فلم تقوى على الاعتراض فهو حبيبها الذى انتظرت سنين ان يوافق ابيها عليه.. فحملها بين ذراعيه وذهب بها الى فراشهما ليبدا معها وصله العشق كانه يعوض بها ايام الحرمان.. وكانها لم تدرك ان هذا ما تحتاجه. فهى لا تريد الان الا ان تبقى بين ذراعيه وقت اطول.. اما هو كان يتغنى بهمسات عشقه وكان هذا بدايه للصلح بينهما

وها هي الايام تمر واخذت قرارا لن تتراجع عنه مهما حدث. فهى لن تحمل مرة اخرى تحت اي ضغط من الضغوط.. فهل ستثبت على رايها امام والدها او زوجها او امه.. فتحت اي ظرف من الظروف من يستطيع ان يغاير مجريات القدر او مصيره او ما يقدره له الرب

اما هناك عند عائشة كانت تتعامل مع صلاح بلا مبالاة حتي انه بدأ يشعر بأنها لم تعد تكن له مشاعر

و لكنه مخطئ فبعض النساء اذا انتابتها الغيرة تتصرف ببرود و هي فقط لا تشعر بالغيرة بل بالوجع و لكن تلك النوبات التي تجعلها تبكي في صمت لا تحدث لها امامه اخذ يلوم علي تفسه فهو من اخطأ و سمح لنفسه أن ينساق وراء رغبة زائلة انه لم يتجاوز هو فقط سمح لعينه أن تري غيرها و هذا بالنسبة لها قد يكفي و لكنها تكاد تجزم أن هناك شئ أكثر من مجرد. نظرات أو كلام في التليفون و بسرعة مرت الايام و انتهت الاجازة و رجع إلي الموقع و لكنه يعرف انها تتحجج بعذر كل شهر حتي لا يقترب منها و لكنه يعلم انها تكذب فهو يظبط مواعيد إجازته و لكن عينه التي تنظر إليها كانت تقول انه يعلم انها لا تريده لدرجة أن قالها يوما

صلاح : كفاية تقولي مش عاوزة لأني مش هجبرك

نظرت إليه بطرف عينها و لم ترد

صلاح : مش محتاجة عذر وهمي يا مدام و لو وجودي مدايقك اوي اروح شغلي

عائشة : تروح شغلك ولا عايز تروح للهانم و لما انت عندك غيري جاي ليه

صلاح: انتي بتفكري في ايه مفيش حاجة من اللي في دماغك دي حصلت

عائشة : تفتكر طيب افرض اني هصدقك و ده مش وارد

صلاح : و الله

عائشة : من غير ما تحلف لأني مش هصدقك

صلاح : انا مش كداب

عائشة : حتي لو فرضنا أن كلامك صح و برضو انا مش مصدقة هي الخيانة بجسمك بس يا بيه يا محترم ولا و تركته و دخلت إلي غرفة أطفالها تغلق خلفها الباب

الصدمة علي وجهه كانت تعني انها ليست فقط تعلم بل تظن الاسوء من إعجابه بأحداهن بل تظن انه اقام علاقة معها أو علي الاقل لمسها

فى اليوم التالي. كان يحاول صلاح ان يفهمها لكنها رفضت الاستماع له.. فهى تستكفي انه نظر لغيرها.. فلا يستجدي المغفرة منها فهى لن تغفر...
فلا يجوز ان تطلب المغفرة وانت لن تغفر له حين يخطا.. ولا تطلب الرحمه لانك لن ترحمه. فلماذا احل لنفسه ما سيحرمه عليها.. فاذا طلبت الطاعه فاطلب ما يستطاع.. فالعاهرات يملؤون الدنيا. ولكنك تمني نفسك بزوجه تحفظ اسمك. وتحمى عرضك وتكون ام اولادك.. فلا تضعها بالميزان مع اخرى.. تقضي الوقت بقربها فتخرج وتتعرف وتتنزه وتترك الاخرى تتحمل اعباء اولادك..

كان هو من يلوم على نفسه ما الا اليه الوضع من فعله ورد فعلها.. ولان ايام اجازته انتهت فكان يحاول عند وصوله ان يتكلم معها فى التليفون ولكنها كانت تسمع صوته ثم تتركه لاولاده..

مرت الايام وصار الوضع على حاله. وثار عليها فقد مل من كثرة المحايله والشرح. ولكن فى نفس اليوم اتاه اتصال تليفوني فكانت ترد عليه...وعندما سمعت من تطلبه بالاسم تركت الهاتف له وفى عينها نظرة انها لم تجنى عليه وتظلمه.
كان يستمع لصوت الاخرى وهي تساله متى سيعود فقد اشتاقت له.. تلك الكلمه التى رنت فى اذنه واستمعت لها من تقف بجواره.. فقالت له صريحه

عائشه : طلقني

بعد عدة أشهر كانت عائشه فى بيت اهلها ترفض الرجوع اليه.. برغم كل محاولات اهلها واقاربها ان تغفر وتتحمل وخصوصا بعد ان قام صلاح بكل محاولات طلب السماح .. وانها ليست كما تظن.... ولكنها ظلت على رايها... فهى من جرحت ومن تغاضت عن عيوبه الكثيرة وقد قالتها له من قبل فى بدايه زواجها .. متى ان قررت ان تغرم باخرى عليك ان تطلقنى.. فلست انا من تقبل بشريك.. ولكنه نسى او تناسى وظن ان ربطها باولادها سيجعلها ترضى بهفواته...

اما عند ماري قد بدأت ترجع المياه لمجاريها مرة اخري و كأنها لا تريد البعد أو الجفاء أن يستمر .
و ها هي ايريني عند خالتها مع سامي الذي كان لا يترك لها مجال لتتنفس من دونه

يغرقها هياما و عشقا و رغبه الا انه حريص بعض الشئ علي المال ربما لانه يمر بضائقة مالية

و بعدها بأيام كانت عند عائشة في بيت عائلتها تحاول ان تثنيها عن قرارها و هي تقول لها بمودة و محبة و عشم
مكتسب بينهم علي مر الايام

ما ات رائتها عائشة حتي ضمتها بمحبة و هي تقول

عائشه : يا اادي النور

ايريني : وحشاني اوي يا شوشو امال الولاد فين

عائشة و هي تربت علي كف إيريني قالت

عائشه : في الدروس اقعدي انتي عاملة ايه و وحشاني

إيريني : نشكر الرب بخير المهم انت وترجعي معايا

هزت عائشة رأسها بالرفض و هي تقول

عائشه : بعينه ترضيها ليا

إيريني : انتي بينك و بين صلاح عشرة و اولاد طيب بلاش دي هو غلط و انا معاكي بس مفيش حاجة عملها تخليكي تشفعي ليه

عائشة : انتي لو مكاني

إيريني : بلاش انا انت عارفة أننا نصارة يعني جوازنا مفيش فيه فرقة مهما حصل طيب بلاش دي انتي عارفة و انا حاكية ليكي عن حماتي و فى الاول وشها اتقلب اول ما جيبت بنت و التاني و سابتني بين الحياه و الموت و لا حتي ناولتني بق مياه و بلاش دي انتي عارفة انها السبب في اللي بيحصلي الرفض للبنت خلى البنت تموت و الولد.كمان و جات عليا لحظة وفكرت زيك كده بس انت عارفة احنا مش عندنا طلاق زيكم

عائشة : اسكتي يا إريني طلاق ايه انا امي بتقولي اغضبي شهر تفضلي عشرة بس تنسي انك تطلقي الناس تقول علينا و عليكي ايه كأني هرتكب خطيئة

نظرت إليها بشفقة و قالت

أيريني : حاسة بيكي

عائشة : لا مش حاسة و مش عارفة ايه اللي حصل طيب عارفة يعني ايه مش تملي عين جوزك مش تكفيه يبص لغيرك

إيريني: هو حلف انه مش حصل حاجة بينهم هي واحدة قصاد الموقع شغاله في محل هناك و هو مش بينكر انه غلطان بس

عائشة : هو قالك امتي؟

إيريني : هو جه لسامي امبارح و اتكلم معاه و

عائشة : و ايه انتي لو مكاني ترجعي

نظرت إليها بشفقة و هي لا تعرف كيف ترد عليها تنظر في عينها تري الوجع و النقص و لكنها ليست ناقصة الخطأ علي رجل أباح لنفسه ما حرمه الرب و إيريني لا تعرف كيف تكذب عليها و وتدري انها قد تغفر هي الجريمة الوحيدة التي تجعل من حق الزوجين الطلاق في دينها

و لكنها قالت : عشان ولادك

كانت ام عائشة تدخل تحمل صينية عليها عصير فراولة باللبن فقالت عائشة

عائشة : مش هتشتربه

فتحية : ليه طيب نعمل موز باللبن ولا جوافة باللبن

عائشة : ماما هي صايمة
مش بتشرب حاجة فيها لبن

فتحية: طيب هعمل ليكي حاجة تانية

إيريني: اعتبري حضرتك عملتي و ارتاحي خالص صدقيني انا مش عاوزة حاجة

فتحية : لا ازاي ثانية واحدة

اما عائشة كانت تنظر إلي امها التي تتحالف مع زوجها و تخبره أن لا يطلق أو ينفذ طلب عائشة لأنها لا تدرك عواقب ما تطلبه

هل هي صغيرة إلي هذه الدرجة نحن في سنة الف و وتسعمائة و ثمانية و ثمانون و لكن الحياة لم تتغير إلي الآن الكل يسأل ماذا سوف يقول الناس هل الناس اهم مما تشعر به

اخذت إيريني تحاول معها و تهديها و تردد عليها الأمثال و الأدعية و حتي آيات الإنجيل و ايضا آيات القرآن التي قرأتها في فترة الدراسة
ابتسمت لها و هي تردد الآية التي تقول مش عندكم في القرآن الآية بتقول

إيريني :( و من آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواج )

ضحكت عائشة و هي تقول

عائشة : ايه ده انتي حافظة القرآن

إيريني : لا بس اكيد درست الآية نص و عارفه الشرح و المعاني و انتي سكتي ليه يعني اصبري و تستحملي و لو بعد تراجعيه و لو غلط تصلحي ليه أو تعذريه و هو عنده استعداد يعمل اي حاجة بس ترجعي

عائشة : اي حاجة زي ايه

فتحية: وهي تضع عصير المانجا

قالت اي حاجة يا عائشه غير الطلاق مفيش واحده من العيلة اتطلقت قبل كده..

عائشه : طب لو كررها

فتحيه و ايريني : ابقي اعملى اللى انتي عايزاه. بس دلوقتي الناس هتعتب عليكي. علشان ما ديتلوش فرصه.. وعلشان خاطر عيالك..

يتبع......

ابهروني.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي