الحلقة الثالثةو العشرون

الحلقه الثالثه والعشرون

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه.

كانت تنظر إلي امها بتحدي و ثقه فيما تريد و هي تكرر كلام امها و تقول

عائشه : اي حاجة اي حاجة

فتحية : اه اي حاجة يا عايشة بس الطلاق لا مفيش ولا بنت في العيلة أطلقت و لو حصل هتبقي وصمت عار في العيلة و اي واحدة من اخواتك البنات هيحصل ليها مشاكل هيتقال طالعة لأختها عاوزة تطلق زيها و هو عرف غلطه و مش هيكرر الغلط مرة تانية

عائشة : و لو حصل

إيريني : بأمر الرب اكيد ان شاء الله مش هيحصل هو وعد و عنده استعداد يعمل اي حاجة بس انتي و الولاد ترجعوا البيت من تاني انتي ماشفتيش شكله بقي ازاي و بعدين هو عرف غلطه و بعدين انتي كمان لازم تفكري في ولادك

عائشة : ماشي خليني معاكي الاخر انا هرجع بس بشروط لو وافق كان بها اما اذا ماوافقش مش هتفرق كتير انا كده مرتاحة

إيريني : شرط ايه يا عايشة؟

عائشة : انا هشتغل بشهادتي و انا فعلا قدمت علي شغل

فتحية : ايه... و ده من امتي؟

عائشة : من اول ما حسيت انك متدايقه من وجودي

شهقت فتحية وهي تنظر إلي ابنتها و هي تشير إلي ابنتها ثم إلي نفسها كأنها تقول انا

عائشة: ايه قولت حاجة غلط مش انت متضررة من قعدتي و عمالة تقولي الست مش ليها غير بيتها و هو اولي بولاده إديني دورت علي شغل في شركة كويسة و قولت اشيل حمل ولادي

و مش هرجع في قراري ولا رأيي حتي لو رجعت ليه هرجع بشروطي و أن وافق كان بها مش وافق هو حر و انا كمان حرة

إيريني : اهدي


عائشة : انتي كمان بتقولي ليا اهدي طيب اعمل ايه بس اقول ايه راجل كان بالساهل يعمل اللي عمله يبص لغيري و يشوف ست تانية.
ليه انا افضل تحت رحمته استني يعملها تاني ولا يستغني لما يشوف شوفة تانية

كان سامي و صلاح يدخلون مع ابو عائشة و استمعوا إلي كلامها

وقتها شعر بانه صغير في عين نفسه قبل الجميع

اما عائشة ف كانت تتكلم دون أن تدرك انه موجود أو يستمع إليها

عائشة : انتي ست ولازم تحسي بيا انا حسيت اني ناقصة اني مش كاملة مش ماليه عين جوزي اللي سايب كل حاجة عليا يغيب و يسيب الحمل بيت وعيال و سايب ست ب مائه راجل صاينة عرضة و ماله و هو ولا علي باله لا و كمان يتقال هوا انتي بتعملي ايه ام واب و مدرسة و طباخة و لو حاجة باظت عندي انا تتصرف أصل البيه مش موجود

لو احتاجت حاجة اجيبها و هو ييجي كل اجازة كام يوم عاوزني هانم و ليدي و فاضية والباقي يولع حتي انا نفسي و البيه بيتسرمح و بعد ده كله تقولي ولادي ولادي لو شافوا امهم ضعيفة و مهزوزه و قابلة تكمل هيطلعوا من غير شخصية

إيريني : يا حبيبتي كل انسان معرض للخطأ و الصواب و احنا بشر ده حتي عندنا في الإنجيل لما امرأة الخاطية نزل فيها آية بتقول

((( يقول السيد المسيح لا تدينوا لكي لا تدانوا من منكم بلا خطيئة يرميها بحجر واحد ))) و كمان في آية بتقول (( واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا ا) )

بمعني أن كل انسان معرض للغلط

عائشة : طيب انتي مصدقه نفسك

نظرت إليها إيريني بمعني هل تشكي فيما اقول انها أقوال الرب

عائشة: انتي فاهمة غلط انا اقصد اني لو مكانه عمره ما هيغفر و لو التفت بس لأي راجل فى الشارع هبقي ست مش محترمة و بعدين يا ايريني لا هو المسيح عليه السلام ولا انا المرأة الخاطية

إيريني عارفة بس

عائشة من غير بس الراجل في المجتمع بتاعنا عاوز الست بتاعته في طهر العذراء مريم بس هو مش سيدنا يوسف عليه السلام هو مش بيرفض الإغراء ولا هيقول لنفسه عيب و حرام اصله راجل و عشان انا مش هقبل ان ده يتكرر تاني و مش هقل من نفسي و اقبل اني اتهان تاني انا هشتغل عشان يوم ما يفكر بس في خياله يبص لواحده تانيه أكون واقفة علي أرض صلبة اكون عارفة أولي من اخري اكون معايا اللي أتسند عليه

كاد والدها أن يتكلم فأشار له صلاح أن يسكت و رد هو وقال

صلاح : و انا موافق علي اي حاجة بس ارجعي البيت

نظرت إليه بطرف عينها و قالت اه هرجع بس مش عشانك عشان ولادي و مش معني اني هرجع اني هنسي لا الحلوة بتتنسي ولا الوحشة بتتنسي يا صلاح المرة ده عشان ولادي بس مالهاش تاني

هز راسه و هو يشعر بالخزي من كلامها و الوجع و لكن ماذا يفعل هو من اخطأ و يستحق العقاب

بعد.وقت كانت ترجع مع إيريني و سامي و زوجها الذي اخذ يحتضن أطفاله بشوق و لكن ما أن اقترب منها حتي تراجعت خطوة و هي تقول

عائشة : انا لسه ما غفرتش و مش هقدر اغصب علي نفسي

نظرت إليها و هو يتراجع و كأنها صفعته

لقد .كانت تمرر و تنسي و تضغط علي حالها من قبل و لكنها اكتفت الآن قررت أن لا تهين نفسها فإن هانت عليك نفسك كانت علي الناس اهون
مرت الايام و هي متباعدة تأخذ مساحتها التزمت في العمل و قررت أن تهتم بنفسها أكثر لم تخلع الحجاب و لكنها خلعت عنها الأفكار البالية يجب ام يكون لها كرير و مكانه لها هي و ليس ضل لزوجها فإن هو تقدم و ظلت هي في الضل الكل يتغير الا من رحم ربي

الكل يبحث عن اخري تواكب العصر و تليق بمنصبه و كأنه ينسي أن تلك التي دفعته و وقفت مكانها كانت السلمة التي صعد عليها فهي تفانت فيه و لكنه تضخم علي حجم قلبها

ما ان بدأت العمل و رات من حولها يواكبون الموضة حتى تحركت إلي ذلك البنك المجاور للشركة التي تعمل بها و الذي تملك فيه حساب مشارك مع صلاح و سحبت خمس مائة جنيه و قامت بشراء بعض الملابس الجديدة لتجدد دولاب ملابسها و تطل بإطلالة مميزة

كانت كفراشة تتالق في وهج النور و ما ان رجع من تلك الإجازة و رأي تغيرها و ايضا رأي كشف الحساب الذي اتي من البنك

نظر إليها بستفسار و كأنه يقول سحبتي خمس مائة جنيه في اية

صلاح و عقله بفكر هل ما يراه صحيح منذ متي تسحب نقود. دون ان تاخذ الاذن منه فقال

صلاح قريتي كشف الحساب ده

عائشة : بعدم اهتمام ممم

صلاح : في ٥٠٠ جنية مسحوببن تاني يوم ما سفرت

عائشة : كنت محتاجة اشتري كان طقم خروج

صلاح : كام طقم طيب

انه لو كان في وقت آخر لثار وجار و اخبرها أن هذا المبلغ مقابل ثلاث شهور عمل و لكنه قال

صلاح : مبروك عليكي يا حبيبتي

تحرك الي الشرفة يحتسي أحد السجائر و هو ينفث فيها غضبه و لكن اي كلام قد يقال الآن هي من كانت تقتصد في كل شيئ انها من كانت تهمل في نفسها و في طلباتها لتوفر له هي السبب في هذه الشقة التي يملكوها و هو رد لها الاحسان بالاساءة

قرر أن يعتبر ما حدث شيئ عادي من حقها أن تشتري ما ينقصها

خرج بعد أن وضعت الطعام علي السفرة و هي تنادي علي الاولاد

صلاح: تسلم ايدك الريحة تحفة

هزت رأسها ولم ارد

صلاح : لحقتي عملتي ده كله امتي انتي جاية من الشغل من ساعة تقريبا

عائشة : كنت مجهزة الاكل من بالليل علي التسوية

صلاح : رفع كفها الي فمه و رغم النفور الذي شعرت به الا انها تركته يقبلها و لكنه لم يكتفي لقد. كان يحرك شفائه في باطن يدها و عينه تحمل اعتراف صريح بالحب و طلب بالصفح.. ولكن هل تصفح

اما هناك في شقة ايريني كانت تضع الطعام و هي تقول لميرنا و ماريا

إيريني : مارو ماري يا قلب ماما الاكل جهز علي السفرة

تحركت البنتان لتجلس كل واحدة مكانها اما سامي خرج من الحمام يجفف يده و جلس مكانه و هو يقول

سامي : تسلم ايدك يا قلبي الاكل ريحته خرافة

إيريني : الف هنا يا حبيبي

ما ان مدت ماريا يدها إلي الطعام حتي قالت لها ميرنا

ميرنا : استني يا ماري لما بابا يقول صلاة الشكر لازم نشكر الرب عشان الاكل الحلو ده و بعدها الرب يحافظ لينا علي النعمة

اخذ سامي يتلو صلاة الشكر و هم يضمون يدهم و هو يقول

( بسم الاب والابن والروح القدس بارك يارب في هذا الطعام واعطي الفقراء.....

و ما ان انتهي حتي قال امين

رد و علية امين و بدأت الطعام

سامي : عمي كلمك

إيريني : اه قالي علي الغدا اللي مجمع فيه العيلة

سامي : طيب اعملي حسابك بقي

إيريني : حاضر

اخذ يتكلم معها و بعد وقت كان يحمل معها أطباق الطعام إلي المطبخ و هو يقول

سامي : ايه

إيريني : باستفسار ايه يا سامي في حاجة يا حبيبي

غمز لها سامي ففهمت في ماذا يفكر ابتسمت بخجل تحاول ان تواريه

سامي : النهاردة الجمعة و بكرة احنا اخوات و انا ما قدرش استحمل ابعد عنك كل ده

نظرت له بصدمة و هي تقول

ايريني : كل ده اللي هو ايه يومين امال كنت بتصبر سنتين و اكتر ازاي

سامي : كنت غلطان حد يسيب الجمال ده كله و يغيب عنه سنتين

إيريني : هصدقك ما انت

و لكنه اقترب منها ليقبلها بشغف و هو يقول

سامي : ايه مش هتنسي بقي و بعدين ايه الصدمة اللي علي وشك دي قولت حاجة غلط و هو يحاصره بين ذراعيه و الحائط و يرجع ليقبلها مرة اخري

و ما ان ابتعد حتي قالت له و هي ترفع أصابعها لترتب شعرها الذي شعثه في موجة عواطفه الكاسحة التي اجتاحتهم معا و كأنه ياكد لها حبه و شوقه و رغبته

إيريني: ايه مش هتروح الورشة النهاردة

سامي : لا هفضي نفسي عشان القمر اللي مجنني

قال كلامه و رجع ليقبلها مرة اخري

حتي دفعته لببتعد عنها برقة و ما ان ابتعد ينظر إليها بعشق و شغف حتي ابتسمت له و هي تهمس بأسمه

إيريني: سامي و بعدين احنا في المطبخ و كمان ميرنا بتنادي

سامي : هتروحي مني فين انا و انتي و الليل طويل يا حبي


أبتسمت له و هي تخرج من المطبخ بعد ما سمعت صوت ميرنا تنادي عليها مرة ثانية

إيريني : جاية يا مارو

اما هناك في شقة عائشة كانت تتحرك إلي الحمام لتبدل ملابسها

عندما وقف صلاح أمامها و هو يقول

صلاح : في ايه يا قلبي

عائشة : قلبك هاه

صلاح و هو يحاوطها بيديه

صلاح : قال اه قلبي و انا عارف اني غلطت بس خليكي انتي الاحسن يعني عاجبك الحال اللي احنا فيه عاجبك الشهر اللي عدا ده من غير ما نبقي مع بعض ايه مش حاسة بيا مش حاسة اتي ندمت

نظرت له اقترب منها و هو يقول

صلاح : عارفة اني مسافر بكرة

عائشة : و ده معناه ايه

صلاح : معناه انك وحشتيني و انا محتاج ليكي و لحضنك

نظرت إليه و لم ....

تقدر علي الاعتراض لم تقول شئ و ايضا لم تفعل شئ تركته ليفعل ما يريد دون أن تتفاعل أو تشعر أو حتي تشعره بالقبول

و لكنه حاول ربما التقارب الجسدي يجعله يجتاز تلك الحرب الباردة القائمة بينهم

كان مشتاق ملهوف متطلب يحركها بشوق يهمس بأمان قد تذيب الصخر و لكن يبدوا أن قلبها أصبح اسم صلابة و هي تنظر في عمق عينه كأنه تسأل كيف تستطيع أن تفعل و انت تعلم اني جامدة


يتبع....

ابهرونى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي