الحلقةالثامنةوالعشرون

الحلقه الثامنة والعشرون

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

.في الحظة التي انتبه فيه رمزي إلي اخته التي تقف خارج الوكالة و صدمه وقوفها مع جرجس ابن المقدس جمال صاحب الوكالة و ايضا صاحب المكانة و رغم انه يعرف أن جرجس شخصية سوية و لكنه لا يعرف ماذا يريد شخصا مثله منها هي رغم انها تبدو شابة ناضجة الا أن قلبها لا يزال قلب طفلة و هي بريئة لدرجة تجعلها لا تعرف الاعيب شباب هذه الأيام اخته ترسم طريقها في حدود امكانياته و تعرف مكانتهم جيداً هي نفسها من رفضت أن تدخل إلي كلية طب حتي لا تكلفه أكثر رغم إلحاحه عليها لتكمل حلمها

أجل ف علي أحدهم أن يصل الي ما يحلم به هو من اكتفي بدبلوم من أجل أن يعمل لينفق علي البيت بعد أن تنيح الاب و تركه طفل في الإعدادي كان وقتها لا يعرف ماذا يفعل لولا وقوف المقدس جمال معهم لقد وفر له عمل في الوكالة و كان يتركه يذهب الى المدرسة و بعد سنين طويلة من العمل و بالاضافة الى ان المقدس جمال لم يبخل ابدا عنهم و كان يعتبرهم من العائلة

حتي ان رمزي تشجع وطلب من روز أن تدخل طب

و لكنه صدم من ردها او بمعني أدق وعيها عندما أدرك انه لم تعد طفلة وتعرف الظروف جيدا و حينما هم أن يعترض حتي قالت له صريحة

روز : مش هتفرق يا رمزي من دكتورة بشري لدكتورة تحاليل مش هتفرق كتير المهم اخلص دراسه و ساعدك انت شايل كثير اوي و كبرت و لازم توفر قرش عشان تتجوز و المثل بيقول اللي ما يشوفش من الغربال يبقي اعمي

و ما أن هم أن يعترض حتي قالتها له صريحة

روز : مش هكدب عليك ولا اقولك اني مش نفسي ابقي دكتورة بس انت عارف مصاريف الطب دا احنا سنة تسعين و الحاجة بقت نار طيب هتجيب منين لكل ده كفاية علاج المقدسة و انا عارفة انك نفسك و عارفة انك مش هتقصر بس برضوا علي قد لحافك مد رجليك و مرت السنوات وصولا الي هذه اللحظة

و كان كلامها يرن في عقله و هو يتوقف عن العمل و عقله يذهب و يأتي لقد كانت تسعي جاهده أن توفر الوقت و المال من أجل أن لا تكلف رامزي فوق طاقته فهو الذي يعيل الاسرة و لكنه لم يكن غافلا عن انها تزداد جمالا و رقي و انها أصبحت حلم لكثير من الشباب سواء كانو جيران او ابناء معمودية

تحرك عندما شعر بارتباك اخته ذات القلب البكر و الذي خاف عليها من كلامها مع جرجس حتي لا تبني احلام و قصور علي الرمال و تستيقظ علي كابوس

لاحظ جمال تغير وجه رمزي و تلك الأفكار المضاربة علي وجهه و لكنه لم يحرك ساكن ووقف يفر حبات مسبحته و هو يردد ( كيرا ليسون )

اما رمزي كان يتحرك إلي حيث اخته و لكنه تدارك انها تكون تفقد الوعي اسرع إليها يضمها في خضنه و هو يقول

رمزي : روز مالك يا قلب اخوكي

جرجس: برتباك قال انا كنت بقول ليها تدخل بدل الواقفة في الشارع

رمزي : تسلم يا استاذ جرجس

في الوقت الذي اقترب جمال يسأل

جمال : في ايه مالها

رمزي نظر إلي جرجس بحدة يحاول أن يواريها و قال

رمزي : ما عرفتش يا مقدس

اجلسها رمزي علي احد المقاعد القريبة من مكتب المقدس جمال و يسرع ليحضر لها كوب ماء و هو ينظر اليها بقلق و خوف يظهر علي وجهه الشاحب من القلق علي اخته و هو يقول

رمزي : في ايه بس يا روز ايه اللي حصل يا حبيبتي انت كنتي كويسة الصبح في حاجة تعبتك

روز بخجل و حياء ، و هي تحاول ان تعتدل في جلستها و هي لا تقوي علي النظر في عين اخوها قالت

روز : مفيش حاجة يا رمزي انا دوخت فجأة مش عارفة ليه

و هي تفرك يدها بخجل و كأنها واعية إلي نظرات جرجس لها و خجلها يزداد بتجمع جميع من في الوكالة حولها ليعرفوا ما حدث لها فرنسي يعد صديق و اخ

رمزي و هو ينظر بمحبة و لهفة اليها قال

رمزي : انت اول مرة يحصل ليكي كده بلاش تيجي هنا تاني يا بنتي المشوار بعيد عليكي يمكن الشمس كانت حامية و انا هبقي اخد الاكل معايا الصبح و لا بلاش خالص لما اروح ابقي اكل المهم انتي و صحتك و مذاكرتك يا حبيبتي انا مليش غيرك

جمال : الرب يحميكي يا بنتي و يحافظ عليكي ثم نظر إلي ابنه الذي يظهر علي وجهه القلق و قال هات عصير يا جرجس لست البنات

روز : لا لا ملوش لازمة بلاش تتعب نفسك انا بقيت كويسة

جرجس: بابتسامة قال تعبك راحة يا روز دقيقة واحدة

نظرة الغضب علي وجه رمزي و التحفز لن تفوت علي جمال مما جعله جمال يقول

جمال: اتحرك يا استاذ جرجس من غير كلام بسرعة و انت يا يوسف ارجع انت و العمال كل واحد علي شغلة

تحرك الجميع الا رمزي الذي كان يجلس علي عقبيه امام اخته و هو ينظر في عينها و يري فيها الرجفة و الارتباك و هنا شعر بالغضب من جرجس الذي كان السبب فيما ال إليه حال اخته

رمزي : باسم الصليب عليكي الرب يحميكي و العذراء تحافظ عليكي

ما أن اقترب جرجس الذي احضر علب العصير من روز حتي تلون وجهها بحمرة الخجل و هي تنظر في اي مكان الا هو حتي قال رامزي بغضب واضح

رامزي : انت قولت ليها اية بالظبط خلاها كده

جرجس : ولا حاجة سألتها أن كانت مرتبطة ولا لا

بهت وجه روز من جرئته و هو يتكلم بثقة و كأنه لا يفرق معه نظرة الصدمة علي وجه يوسف القريب نسبيا ولا علي وجه رمزي الذي ينظر إليه كأنه بوجهين
فماذا يعني أن كانت مرتبطة ام لا و هل يفرق معه و هل اخته من النوع الذي ينشأ علاقات من الأساس لهذا السؤال السخيف و لكن جرجس ادرك ما يفكر فيه فاكمل كلامه و قال

جرجس : عشان قبل ما ادخل البيت من بابه اعرف ان كنت بتجاوز حدودي ولا لا

اذدري رامزي لعابه و هو ينقل نظرته بين اخته و التي تذوب خجلا و بين جرجس الذي ينظر لها بابتسامة

و مشاعر لا يعرف جرجس نفسه متي وصل إليها و هو يسأل نفسه هل من الممكن أن تحب انسان تراه من عدة أيام فقط هل من الممكن أن تربط نفسك بأنثي و انت تعرف ان ارتباطك بها ابدي إلي نهاية العمر و حتي في الملكوت انها أنثى تراها للمرة الثانية فقط
أن جرجس ليس هوائي ولا حتي من ذلك النوع من الشباب الذي ينظر إلي الشكل فقط انه رجل متزن يعرف ما يريد و ما شعر به منذ أن رائها لأول مره جعله لا ينتظر و ايضا تلك اللهفة التي شعر به ما أن كادت أن تفقد الوعي أمامه ولم يكن يملك الحق ليسندها نظرة عين رمزي تحمل مزيج من الخوف و القلق و الفرحة طفلته الصغيرة كبرت و ها هي تشعر بلارتباك من كلمات الإعجاب و الإطراء و لكنه نظر إلي المقدس جمال كأنه يبحث عن رفض و لكنه وجد ابتسامة علي وجهه و هو يهز راسه بالموافقة ما أن نظر اليه رمزي بخوف

رمزي ما ان رأي الموافقة في عين جمال و السماحة علي وجهه حتي شعر بالخوف أكثر فأين هم منهم

انه مجرد موظف يعمل لديهم في الوكالة و مهما كان فان المقدس جمال كان يشفق عليه و يساعده من العشار التي يخرجها كل يوم من دخله فهو يجد انه احق من غيره و لكن ذلك كان في الماضي اما الآن هو يعد المشرف علي الجميع مع يوسف

و لكنه ايضا يعرف ان العين لا تعلو عن الحاجب وقف متردد فقال جمال

جمال : مالك يا ابني متردد ليه مالك يا رمزي ايه مش عاوز تناسبني ولا ايه

رمزي : بدهشة هو انا اطول يا مقدس دا انت خيرك مغرقنا

جمال : ليه كده بس انت بتزعلني منك دا انت زيك زي يوسف و جرجس و انت لو موافق يبقي استنانا النهاردة آخر النهار و ياله اعتبر نفسك اجازة النهار و و خد اختك و روح

نظرات الدهشة في عين رمزي فجمال يتجاوز مساحات واسعة في وقت قليل فإن هو وافق علي الزواج أو النسب الذي لم يكن بحلم به هل يستطيع أن يجهز اخته كما ينبغي

التردد علي وجهه جعل جمال يقول

جمال : ايه يا ابني بتفكر في ايه

نقل رامزي نظره بين اخته الذي يشع الفرح من عينها و بين سماحة جمال و ذلك الحب الذي يراه بوضوح في عين جرجس فهو ينظر إلي اخته كأنها جوهرة غاليه عليه و علي قلبه

رمزي هز راسه و هو يقول مستنينكم تنوروا فهو حتي لو كان قليل الحال لن يستطيع أن يكسر قلب اخته الوحيدة التي لم يري في عينها هذه النظرة من قبل فإن ما يحدث معها ولها يعد بعيد المنال

جرجس بتأكيد : النهاردة بأمر الرب

ابتسم له رامزي و هو يقول بأمر الرب

جمال : ياله يا عروستنا روحي مع اخوكي ولا لسه تعبانة لو تعبانة خليكي قاعدة شوية

ابتسم جرجس لوالده الذي يغمز له

لاحظ رامزي نظرات جمال لجرجس فابتسم وقال

رامزي : لا احنا تستأذن بقي

و اخذ اخته و انصرف إلي البيت و ما ان وصلوا حتي نظرت إلي اخوها و هي تخشي أن تتكلم او تفتح فمها حتي لا تبدد ما تشعر به هل ما تحلم به حقيقي هل ما قاله جمال لم يكن حلم هل نظرة جرجس حقيقية و رجفة قلبها و عيونها التي ترمش بقوة و هي تحاول ان تجمع الكلام في عقلها أو ترتب جملة وتقول اي شئ

رامزي: مالك يا روز بتفكري في ايه لو مش موافقة انا

روز : مش موافقة انت بتسأل هو الي حصل كان حقيقة هو فعلا واحد زي جرجس ممكن يفكر فيا أو يتجوزني

ولأنه رابها علي الصراحة و الوضوح فهو صديقها الوحيد قبل أن يكون اخوها الكبير و في مكانة والدها فقال

رامزي : اه حقيقة و بعدين هو جرجس ولا غيره يطولة نظرة من عينك انت مش بتشوفي نفسك في المرايا يا اميرة قلب اخوكي انتي زي الملايكة و كمان متعلمة تعليم عالي هو في في المنطقة دكتورة زي القمر كده

روز: انا بحبك اوي يا رامزي انت طول عمرك بتحسسني اني اكبر من حجمي

رامزي : عشان انتي تستاهلي

اقتربت امهم تنظر إليهم و هي تبتسم و تقول

رسمية : بتقولي ايه و ايه اللي جابك بدري النهاردة يا رامزي

رامزي: هقولك وسرد لها ما حدث و ما شعر به في المرة الماضية عندما اتت له روز و لم يغغل عن نظرات المقدس جمال فهو تربي علي يده منذ كان طفلا

نظرة الفرح في عين رسمية ثم نظرت القلق و قلت الحيلة التي ظهرت بعدها كانت خير رد علي ابنها

و كأنها تسأل الرب هل مكتوب عليهم الشعور بالعجز من اين لهم بالمال الكافي لشراء شوار العروسة و التي لن تكون شوار عادي فالعريس من عائلة مرموقة

رامزي: الرب يديرها من عنده يا ام رامزي سبيها علي الرب

رسمية : طيب يا ابني بس هتتفقوا علي ايه

رامزي : لما يجي المقدس جمال هنشوف هروح انا اشتري دستة جاتوه من الحلواني اللي علي اول الشارع

هزت رسمية رأسها و قالت

رسمية : لأبنتها ادخلي ارتاحي انتي شوية ولا اقولك روحي اعملي وشك عند "جين" و خليها تعملك ماسك مع انك مش محتاجة

روز : يبقي خلاص مش راحة هي مصاريف علي الفاضي انا عندي اللي محتاجة جوه شوية مريم و ملون خدود وخلاص ولا انتي شايفة ايه

ابتسم رمزي وهو يقول : بخيلة

روز : لا حريصة لو هعمل كده و هما جاين اعمل ايه في الجبنيوت( النص إكليل) ( بما يعادل كتب الكتاب ) أو الفرح

ضرب رامزي كفه بالآخر و هو يقول

رامزي : لا شاطرة بس بلاش تفكري في الفلوس و المصاريف و خدي دول و روحي لجين (الكوافيرة)

نظرت إليه بابتسامة و قالت

روز : خلي الفلوس لو حسيت اني عاوزة هطلب

رامزي : اه ما انا عارف انتي عمرك ما بتطلبي

و تحرك إلي الخارج ليحضر ما قال عليه

اما هناك فى الوكالة حيث يجلس جرجس ينظر الى والده..

جرجس : اسف يا مقدس انى اتسرعت واتكلمت قبل ما اتناقش معاك او اقولك بس حسيت ان الوضع مش هينفع غير كده بعد اللى حصل ادامك

جمال : وهو ايه اللى حصل ادامي.
هو من امتى انت اصلا بتتكلم مع بنات.. لا وكمان بتسالها.... اسميه ايه ده بقى..

جرجس يزدرد لعابه. لا ماهو...... وسكت

جمال : البنت عجبتك يا جرجس.. معقول من مرتين.. بس شفتها... ولا انت بتعمل حاجه من ورايا.. واحب اعرفك.. ان الموضوع مافيهوش جمايل
وانت عارف ان ماعندناش رجوع.. بس فكر كويس الموضوع مش هزار. ومن دلوقتى حبيت ترجع فى كلامك. قول ورامزى ابنى وهعرف اراضيه انا مش هغصبك.

نظر له جرجس بدهشه ورفض . وقال

جرجس. : ايه ده يا بابا انا راجل واد كلمتى وعارف انا عايز ايه .والبنت عاجباني وزى الفل وسيرتها كويسه. وجامعيه

فنظر له جمال بغموض وهو يقول

جمال : انا عارف انها زي الفل وتربيه رامزى. وكبرت قصادي بس انت متأكد ده جواز يا جرجس وهندخل البيوت

جرجس : ايه يا بابا هو انت معترض ولا ايه. مالك كده انت عايزنى ابقى عيل ولا ايه. انا ماكنتش بفض مجالس ولا مكسوف من نفسي يمكن اتسرعت بس فى التوقيت بس كنت حابب اعرف اذا كانت مرتبطه ولا لأ... انا نفسي مش عارف ايه اللى حصلي. من ساعه ماشفتها وانا بفكر فيها.. وانهارده اتاكدت من مشاعرى لما كانت هتقع ادامى حسيت انها تخصنى وازاى مش عارف امسكها او اقرب منها

ابتسم جمال برزانه وهو يهز راسه وهو يقول

جمال : انا كده اتطمنت .. روح بقى يا عريس اجهز علشان زيارة الجماعه
وروح فرح المقدسه وقولها اننا هنروح نطلب ايد روز انهارده..

جرجس : الرب يحميك يا مقدس ويحافظ عليك. سلام

اما هناك فى منزل المقدس جمال كانت رومي لازالت بملابسها حيث عادت من العمل منذ قليل.. وكاثرين فى المطبخ تعد الطعام لحين عودت الاولاد من مدارسهم.

رومي : يا كاثرين بعد اذنك هاتيلى مايه يا كاثرين الجو حر اوى انهارده

كاثرين : من عيني يا ماما ثواني هجبلك مايه واصب ليكى عصير حالا

ولم تمر لحظات حتى اتت لها كاثرين بالمطلوب وهي تقول لها

كاثرين : اتفصلي يا ماما بالهناء

عندها كان جرجس يرن الجرس كالعادة ثم يفتح بالمفتاح.. وقال لهم

جرجس : ازيك يا مقدسه. ازيك يا كاثرين

رومي بتنظر له بدهشه.. وترقب

رومي : ايه ده انت جاي بدري كده ليه في ايه انت كويس

يبتسم جرجس ويقول
جرجس : اهدي يا مقدسه انا كويس اوى اوى كمان.. حبيت اجى افرحك انى انهارده رايح اطلب ايد عروسه

رومي بدهشه وفرحه وترقب

رومي : ايه عروسه مرة واحده كده. طب فين.؟ وازاي دنا تعبت اجيبك يمين وشمال واقولك مالك تقولى مفيش.

جرجس : ايه مش موافقه يعنى

رومي : انت هترجع فى كلامك ولا ايه . احنا ماصدقنا . موافقه طبعا بس هى مين

جرجس : قال يعنى مش عارفه.. هو المقدس ماقلكيش

رومي : قالي ايه؟

ونظرت له بابتسامه وهى تحاول ان تواري المكر فى عينها

رومي : وهو كان في ايه علشان يقولي

جرجس : ماشي يا مقدسة هبلعها علشان جايه على مزاجي

رومي : شفتي الواد اللى بقى ليه مزاج.. المهم برضه هي مين

جرجس : خلي المقدس يقولك.. احنا رايحين انهارده نطلبها.

رومي : ماشي المهم سعادتك انا مش عايزة حاجه غير انك تبقى مبسوط

جرجس : الرب يحفظك يا امي انا هدخل ارتاح شويه علشان اجهز نفسي بعد الغداء

كاثرين : الف مبروك يا جرجس يا اخويا. الرب يحفظك ويكمل فرحتك.

علي خير و العذراء تحميك و تحمي الغالين عليك

ابتسم لها بمحبة و قال

جرجس : تسلمي يا كاثرين انا داخل ارتاح شوية و بعد الغدا ابقي اجهز

هزت رومي رأسها له و ابتسمت كاثرين


و ما ان دخل إلي غرفته حتي قالت كاثرين : شكلك عارفة حاجة يا مقدسة و ابتسمت لها فقالت

رومي : المقدس جمال كان كلمني علي بنت من مدة و بيقول متربية قدامه و عارف أخلاقها و بنت ناس طيبين

كاثرين :دقيقة واحدة اوطي النار وجاية

ضحكت رومي عليها وهي تركض إلي المطبخ و ترجع سريعا كأنها تخشي أن يفوتنا شيئ

كاثرين : يعني انتي عارفة تبقي مين و بنت مين

رومي : اه عارفة طبعا و جرجس عارف اني عارفة عشان كده ما قالش

ضحكت كاثرين بصوت منخفض و شاركتها رومي و هي تقول

رومي : روز بنت كمال صبحي

كاثرين : اخت رامزي اللي شغال معاهم من وهو صغير

رومي : اه عارفاها

كاثرين: اه طبعا دي بنت زي العسل و مؤدبة و محترمة و بشوفها في الكنيسة تحسي انها ملتزمة و متدينة و الإيمان باين علي وشها دا غير انها دوغري الكل بيبص ليها و عمرها ما مالت لحد او ردت على حد

كان الصوت يصل إلي جرجس الذي لم ينام بعد و ما ان قالت أن هناك الكثير معجب بها حتي قرر أن يتعجل في الموضوع فهي سرقت قلبه من اول نظرة و لن تكون لغيره

رومي : دا انتي عارفها بقي

كاثرين : أصل كنت بفكر الفت نظرك ليها أصل جرجس لو ما فتحتهوش في الموضوع ده عمره ماهيفكر او يتكلم ده انا اطلع دستة شمع للعذراء عشان اعجب بيها و موافق عليها

جرجس وهو داخل الغرفة قال

جرجس : مش كفاية بقي تقطيع في فروتي و في فروة العروسة زمانها شرقانة الوقتي

ضحكت رومي و كاثرين بصوت مرتفع

رومي: انت سامعنا

جرجس : من بدري بس قولت انبهكم اني صاحي

مر الوقت و اتى المساء سريعا كان يقف امام المرأة ينظر إلي نفسه و هو يرش زخات من عطره المميز و خرج.من الغرفة ينظر إلي والده الذي يرتدي بدلة رائعة عليه

جرجس: في ايه يا مقدس مين فينا العريس

اقترب منه جمال فى حبور وفرحة

جمال : انت طبعا هو في احلي من كده عقل و جمال و شباب الرب يحميك و يحافظ عليك

جرجس: بابتسامة قال طيب ياله عشان ما نتأخرش علي الناس

هنا نزل يوسف من شقته و هو يقول ايه يا جرجس هتروح من غيري

ارتبك جرجس وقال

جرجس : لا طبعا انا لسه كنت هسال عليك صدقني يا جو

يوسف: صادق يا كداب و ضحك وهو يضربه بخفه علي كتفه و هو يقول بس ايه الشياكة دي

ابتسم جرجس و هو يقول : ده من ذوقك يا جو و بعدين انت الاشيك

بعد وقت كانو يصلون إلي بيت رامزي الذي قابلهم بترحاب و هو يقول

رامزي: اهلا اهلا يا مقدس نورتنا و نورت البيت

جمال : منور بيك يا ابني

رامزي : نورت يا جو نورت يا جرجس

رد عليه يوسف و قال: منور بيك يا رامزي

جرجس: منور بيكم

رمزي وهو ينظر إلي ما احضروه سواء تلك العلبة الخاصة بالتورتة و التي تعد كبيرة إلي حد ما أو إلي صنية الشيكولاتة أو بوكيه الورد

رامزي : ايه دا كله يا مقدس

جمال: دا ولا حاجة يا رامزي هو انت شوية عندي و لا ست البنات روز

و علي ذكر اسمها شعر جرجس بأن هناك شئ يتحرك داخل قلبه و دون أن يشعر بأبتسامة ترتسم علي وجهه

بعد وقت كانت رسمية ترحب بهم و هي تقول

رسمية : يا اهلا بيك يا مقدس جمال

جمال بابتسامة سامحة قال: منور بيكي يا ام رامزي عاملة ايه

رسمية : بخير طول ما انت بخير انت اكتر من أخ

جمال : الرب يديم الود و انا عشان كده عاوز ازود المحبة و يبقي بينا نسب و انا لو لفيت الدنيا مش هلاقي زي ست البنات روز

لا في ادبها ولا جمالها ولا اصلها و انا مش هتعر ف عليكم النهاردة احنا بينا عشرة

ابتسمت رسمية لكلام جمال فهو يؤكد علي الأصل و انه مهم حتي بعدم وجود المال و أن الفرق الاجتماعي ليس كبير كما كانت تظن أو كما كانت خائفة ربما جمال ليس هين و ليس صغير هو رجل عجنته الدنيا و يعرف ما تشعر به رسمية و رامزي

رسمية : نتشرف طبعا يا مقدس بس انت عارف انها لسة بتدرس

جمال: انا عارف كل حاجة و مش محتاج أن تقولي كلمة روز بنتي زي ما جرجس ابني و هو كده كده عنده شقته في البيت الجديد زيه زي اخوه و شوارها عليا وزيها زي بناتي

رامزي: ايه لا طبعا انا شوار اختي عليا زي الناس عشان ٠ ٠ ٠ ٠ و سكت

جمال : عشان ايه بس يا رامزي ما انا في مكانة ابوك و بعدين هو انا مش هساعد جرجس هو كمان ولا ايه و بعدين انا عاوزها بشنطة هدومهاو يبقي كتير كمان هي كفاية

أذدري رامزي لعابه و هو يقول

رامزي : بس

يوسف : من غير بس ما تعملش فرق المقدس عمل كده معايا انا و كاثرين برضوا و بعدين ما انت عارف هو بيبقى عاوز راحتنا و عامل نفس الشيئ مع مارثا و إيريني هيبخل علي جرجس و لا روز

جمال : قوله يا يوسف شكله عاوز يزعلني

رسمية: الرب ما يجيب زعل

ونهضت إلي خارج الصالون و هي تذهب إلي المطبخ و نادت علي روز و ما ان رأت أبنتها بجمالها الأخاذ حتي قالت

رسمية : بسم الصليب عليكي ارسمي الصليب علي قلبك

ابتسمت روز و هي تردد بسم الاب والابن وروح القدس الإله الواحد امين

ابتسمت رسمية وهي تجعل روز تحمل الصينية رغم الارتباك الواضح علي وجهها

ما ان دخلت إلي الغرفة حتي قال جمال

جمال : مجدو سيدكم

رد و الجميع المجد اسمو القدوس

قدمت الجميع بارتباك و ما ان وصلت إلي جرجس قال

جرجس: اخد ايه

روز : اللي يعجبك
رد جرجس بهمس وهو ينظر فى عينها

جرجس: انا مش عاجبني غيرك

ارتبكت و احمر وجهها و كادت أن تسكب محتوي الصينية عليه و هي تضعه امامه و تتحرك لتذهب

نظر جمال إليهم و كاد أن يضحك


يتبع ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

ابهروني
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي