الحلقةالثلاثون

الحلقه الثلاثون

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

نظرت عائشة إلي أيريني بوهن و هي لا تقوي حتي علي ايقاف سيل الكلام من فم ايريني التي تلوم نفسها علي إهمالها أن تسأل علي صديقتها تلك الايام الماضية

عائشة، : له و ادخلي يا يا رورو انا مش قادرة اقف

إيريني: تعالي يا حبيبتي و اسندتها إلي الداخل و هي تقول في ايه بس عندك ايه

عائشة: وهي تجلس قالت عندي بيبي

نظرت إليها إيريني بدهشة ثم ضحكت بفرح و هي تقول مبروك يا حبيبتي مبروك يا شوشو

عائشة : الله يبارك فيكي بس خايفة يا إيريني انا كبيرة دا انا مقربة علي الاربعين و كمان علي عنده كام سنة من سن علي و انا ما حملتش خالص ليه الوقتي

إيريني : امر الرب و بعدين ده رزق

هزت عائشة رأسها و ما ان همت أن تنهض حتي اوقفتها

إيريني : و هي تقول هو انا غريبة ولا جاية اضايف


عائشة: و انا هيجي ليا الغرب ليه و بعدين انا هصب عصير لينا

و ما ان الحت حتي تحركت معها

إيريني : و هي تقولوا هاجي معاكي

عائشة : المطبخ يضرب يقلب

إيريني : ما انا قولتي اني مش غريبة و تحركت معها و طالبت من عائشة أن تجلس علي مقعد طاولة المطبخ و وقفت إيريني تغسل الاطباق و تنظف المطبخ رغم اعتراض عائشة الا انها فتحت الثلاجة و أخرجت العصير و صبت لعائشة ولها و وتنظر إلي تلك الدجاجة التي كانت عائشة تضعها لتفك و قامت بغسلها وتنقعها في محلول ملح و بعض الدقيق

عائشة: يا بنتي كفاية

إيريني : اسكتي انتي كده كويس ولا انقعها في ليمون

عائشة: لا كده كفاية تسلم ايدك

إيريني: هتشويها

عائشة : اه انت عارفة بتبلها من بالليل و حطها في الفرن لما ارجع من الشغل بس النهاردة النوم سرقني و كنت هنسي

اهذا ايريني تفرك البصل و الفلفل و التوابل و الطماطم و بعض البهارات و تجهز الدجاجة للشوي و هي تقول
اخذت تنهي بعض الأشياء مع عائشة ثم ما ان تأكدت من أن كل شئ
طلبت منها أن تدخل تنام و هي سوف تأتي في الغد تجلس معها

عائشة : مش قولتي كنتي فين النهاردة

ايريني : كنا بنشوف عروسة لجرجس اخويا و بكرة اقولك بالتفصيل

عائشة: ربنا بفرحة

ايريني : يا رب

كانت تدخل إلي الشقة لتجد سامي قد تبدل ملابسه و اخذ دوش و ها هو ينتظرهابابتسامة و عين تحمل الشغف و الرغبة

رفعت حاحبها كأنه تقول له انت ليه صاحي

سامي: ايه يا قلبي كل ده عند عايشة طيب و الغلبان اللي مستنيكي هنا يعمل ايه يرضيك اسهر ده كله و انا عندي شغل الصبح

ضحكت ايريني و هي تقول

ايريني : انت بتتكلم جد انت مستنيني بجد و ناوي علي نية

اقترب يضمها و هو يقول

سامي : من ناحية ناوي انا ناوي البنات نامت و انا وانت و الليل طويل

اما هناك كان جرجس يأخذ التليفون ليرن علي نمرة بيت روز

كانت لازالت تنهي ترتيب المطبخ و ما أن سمعت صوت التليفون ردت ظننا منها انها احد ى صديقاتها التي تتصل لتذاكر معها أو تسألها علي شئ

روز بصوت رقيق : الوو

جرجس : ايه ده هي الكناريا بترد علي التليفون

ارتبكت و هي لا تعرف بما ترد أن صوته ليس مختلف كثير عن الواقع تلك البحة التي تميزه و لكن ماذا تقول

جرجس: روز حبيبتي روحتى فين

روز : انت جيبت النمرة منين

جرجس: تفتكري منين انتي اللي ادتيها ليا

روز بخضة قالت : انا لا طبعا ما حصلش

جرجس بطريقة غير مباشرة : انتي اديتي رقمك لمين

روز: كاثرين

جرجس: و كاثرين دي اكتر من اختي انا متربي علي ايدها و ما تتأخرش علي اخوها الصغير حاجة

روز وهي تجلس قالت: قولت ليا

جرجس : زي ما انتي كده اول ما تعرفيني مش هتاخري عني حاجة المهم

روز: هو لسه فيه مهم

جرجس : اه طبعا فيه مهم و اهم منه انك وحشاني اوي اوي يا روز

كانت تستمع له و هي تقول خجلا و ما اخذ يعني بجمالها الذي فتنه و رقتها التي اثرته و حبها الذي سكنه حتي قالت

روز : انا انا

جرجس : انتي ايه

روز : هقفل

جرجس: لا استني

و ما ان وجدها لن تغلق حتي قال

جرجس : تصبحي من اهلي

ابتسمت و هي تقول : و انت من اهل الخير
و اغلقت الخط و هي لازالت تضع يدها علي التليفون

و كان هناك همزة وصل بين التليفون و صوت جرجس الذي يدغدغ روحها

ام هو ما ان اغلقت الخط حتي احتضن السماعة كانه يحتضن روز ثم نفض أفكاره مما تصل إليه و هو يتحرك لينام بعد أن أخرج التليفون إلي الصالة

مر الليل سريعا عليهم و في اليوم التالي كانت عائشه تستعد لتذهب إلي العمل بعد أن تحسنت حالتها بعض الشيئ

في الوقت الذي كان فيه أبنائها و ابناء إيريني يذهبون إلي المدرسة و تلك الصغيرة يحملها والدها من أجل أن يوصلها إلي الحضانه

و هو يدعي الرب و يصلي للعذراء ان تتم الست سنوات سريعا علها تتخلص من تلك الحساسية التي كانت سبب في حرمانها من الكثير من الاطعمه و ايضا تعبها المستمر و لكن هو يشكر الرب علي عطيته

و ما ان رجعت عائشة من العمل حتي فتحت لها اميره و هي تبتسم لها بينما اشتمت عائشة رائحة الطعام الجاهز

عائشة: اوعي تقولي انك انت اللي عملتي الاكل

اميرة و هي تغلق الباب : لا دي طنط إيريني هي جوه في المطبخ

ابتسمت عائشة و هي تتحرك إلي المطبخ لتجد إيريني تنهي ما تفعله

عائشة : ليه كده بس يا إيريني

إيريني: و انا عملت حاجة احنا اخوات المهم خدي دوش علي ما الاكل يجهز

عائشة: هتاكلي معايا

إيريني : لا اسفة مش هينفع

عائشة: ليه بس

إيريني: النهاردة صيام يونان

عائشة : اه ربنا يقدرك طيب تعالي أحكيلي علي ما الاكل يجهز واكون ارتحت شوية

اخذت تحكي لها ما حدث و بعد وقت كانت تذهب إلي شقتها

و مرت الايام و هي لا تغفى عن جارتها أو تهمل في السؤال فهم تجمعهم المحبة

و اتي اليوم الذي سوف يشترون فيه شبكة جرجس

الذي كان لا ينظر إلي الذهب المعروض امامه بل ينظر إلي روز التي تذوب خجلا من نظراته الجريئة

حتى قال رامزى : مش هنخلص بقي

جرجس: هي مش أختارت حاجة لو مش في حاجة عاجباكي أو تحبي نروح مكان تاني

روز: لا طبعا كل حاجة حلوة

أشار جرجس إلي إيريني و مارثا و كاثرين ليختارو معها بعد أن نظر إليه جمال بحدة

انتقت إيريني كولية أكثر من رائع و هي تقول

إيريني : ايه رائيك يا روز

روز نظرت إليه بدهشة و هي تقول

روز : روعة بس اكيد غالي

جمال: مالكيش دعوة بالسعر اختاري انتي بس يا بنتي و لو عاوزة حاجة تانية اختاري

روز: لا ده حلو اوي بس كتير

جمال : مفيش حاجة كتير عليكي يا ست البنات تختاري خاتم ولا اتنين و دبله ياله

روز : لا كفاية الطقم و دبلة بس

نظرت إلي كاثرين فقامت باختيار أحد الخواتم و كذلك مارثا و كل واحد اختار شيئ مميز وراقي في حين كان جرجس ينتقي الدبلة كان كرم المقدس جمال معروف و لقد دفع للصائغ مبلغ كبير دون فصال مما جعل ينظر إلي جرجس كانه يبحث عن اعتراض علي وجهه و لكنه وجد انه لا ينظر الا إلي روز بمحبة و هو يهمس دون صوت

جرجس : مبروك يا حبيبتي

نظر إليه رامزي فأكمل وقال

جرجس : هنعمل جبنيوت امتي عشان نخلص من الأستاذ

.ضحكوا جميعا

رامزي : انت عاوز تخلص مني

جرجس: ما انت بتعد عليا النفس هي جوهرة و انا مانكرش بس خف يا عم

بعد وقت كانوا يخرجون جميعا الى احد المطاعم الفاخرة ليحتفل بيهم جمال لشراء الشبكه.

وعندما انتهوا من الطعام طلب جمال من رامزى ان يترك روز تذهب مع جرجس لشراء فستان.

فردت روز على جمال

روز : ونشترى ليه يا مقدس. خسارة احنا نحجز واحد دا ليلة واحده.

جرجس : لا هنشترى انتى تلبسي اللى ماحدش لبسه قبل كده. انا عايز كده.
وبعدين يا سيتى انتى قلبك عليا من دلوقتي .. انا عارف ان قلبك عليا بس انا عايز افرحك ماشي.

ينظر له رامزي. وهوو يقول

رامزي : ماتخف يا عم كلنا قاعدين . تشكر يا سيدي بس دى مصاريف كتير

جرجس : مفيش حاجه تغلي على روز.

كاد يتحرك هو وايرينى وروز. حتى نادى عليه جمال الذى لا زال يجلس على راس الطاولة وقال له

جمال : خد العربيه يا جرجس علشان اختك وروز مايتبهدلوش.. واخواتك هيتصرفوا .. بس ما تتاخرش علشان انت شايف رامزى شايط لوحده. فاهم


ابتسم رامزى وهو يقول : اهو المقدس جمال قالك.

فهمت مارثا وقالت : انا هتاخر على البيت لازم الحق الاولاد

قوم يا جرجس وانت ماشي ركب اختك تاكسي علشان تلحق تروح..

ما ان هم رامزي أن ينهض حتي قال جمال

جمال: علي فين هو احنا لسه قمنا المستعجل يقوم لكن لسه هنشرب حاجة ولا ناكل حلو

رامزي : معلش مرة تانية بس عشان الوكالة و يوسف لوحده طول النهار

جمال : و ايه يعني يوسف لوحده ما تحت ايده عمال قد كده اقعد يا ابني بلاش تزعلني

رسمية: الرب ما يجيب زعل يا مقدس اقعد يا رمزي

مر الوقت و بعدها كان جمال يأخذ رومي و وكاثرين في تاكسي إلي البيت و كان رامزي يذهب مع امه بعد أن اصر جمال أن يأخذ باقي اليوم أجازة و هو يقول

جمال : بلاش تقلق علي روز إيريني معاه و دي بنتي و انا اخاف عليها زي إيريني و مارثا كاثرين

رسميه : طبعا طبعا ما هي بقت بنتكم خلاص

ابتسمت رومي و تحركت مع كاثرين إلي التاكسي

مر اليوم و بعد وقت كان جرجس هو وأيريني يوصل روز إلي البيت و هي محملة بكل ما قد تحتاجه الفستان و ايضا طقم خروج راقي أختاره لها جرجس و بعض الملتزمات التي قد تحتاجه في يوم الجبنيوت.

و ما ان نزل معها يحمل المشتريات حتي وقف بالباب و هو يقول

جرجس : روز حبيبتي ممكن تنادي رامزي

روز برقة قالت: طيب ادخل انت و ايريني

جرجس: خليها مرة تانية يا قلبي عشان الوقت اتاخر بس نادي رامزي

رامزي من الباب : قال كويس انك عارف ان الوقت اتاخر

جرجس: يعني انا اتأخرنا بمزاجي علي ما أشترينا الفستان

رامزي : طيب تعالي هتقف علي الباب و بعدين هو فين الفستان و ايه ده كله و بعدين المحل ده غالي اوي

جرجس : الغالي للغالي

رامزي : ماشي يا عم جرجس عاوزني في ايه

جرجس: هفوت عليك بكرة بدري نروح انا و انت و روز الكنيسة نطلب من ابونا (متي) الاستمارات ( النص إكليل) و نفتح الكنيسة عشان المقدس قال هنعمل في الكنيسة

رامزي : بكرة الصبح

جرجس: اه

هز رامزي راسه و هو يفكر في المبلغ الذي من المفروض ان يدفعه لحجز الكنيسة لنص الاكليل الخاص باخته

رامزي : مستنياك الصبح

جرجس: تصبح علي خير

رامزي : و انت من اهله

تحرك رامزي إلي البيت هو واخته التي كانت تنظر له بطرف عينها و ابتسامة علي وجهها

جرجس : بتبصي ليا كده ليه

إيريني: فرحانة بيك حاسة انك مبسوطة و فرحانة لفرحك

جرجس: اكدب لو قولت لا انا حاسس اني بحبها بجد و حاسس اني اعرفها من زمان اوي

إيريني : الرب يفرح قلبك يا حبيبي

مر اليوم و في اليوم التالي كان جرجس يأخذ السيارة و يتحرك إلي بيت رامزي

أطلق تنبيه و انتظر في السيارة حتي اتي له رامزي و هو يقول

رامزي : صباح الخير

جرجس : صباح النور و نظر خلفه كأنه يبحث عنها بعينه

رامزي اجاب علي السؤال الذي لم يسأله و قال :
بتلبس بس انا كنت جاهز قولت اقولك انزل نفطر سوي

جرجس : تسلم انا فطرت لو انت لسه يبقي ادخل افطر

رامزي: لا انا خلصت فطار و كنت بشرب شاي

جرجس يبقي و لكنه توقف عندنا رائها تقترب و هي تتهادى في مشيتها كأنها غزالة و كل خطوة منها كأنها عزف منفرد علي أوتار قلبه

جلس رامزي جوار جرجس بعد.ان فتح الباب الخلفي لاخته

و ما أن ركبت حتي عدل جرجس المرأة حتي يرها فيها قبل أن يركب رامزي الذي قال

رامزي: ياله

جرجس: ابتسم لصورة روز في المرأة و قال ياله

بعد وقت كانوا يدخلون إلي الكنيسة الخاصة بالمنطقة و كل واحد فيهم يصلي و يرسم الصليب علي قلبه .

ثم وقفوا ينتظرون القسيس ( متي) الذي اقترب منه بعد أن اخبره الشماس أن هناك من يريده

ابتسم لهم بسماحة فقال

جرجس : حضرتك عارفني يا ابونا

متي : أيوة طبعا يا جرجس اعرفك من وانت طفل و اعرف رامزي و روز خير

جرجس: انا و روز جاين عشان عاوزين من قدستك تجيب لينا استمارات النص إكليل من الكاتدرائية

ابتسم الاب بمحبة وهو يقول : مبروك

جرجس: وكمان عاوزين نفتح الكنيسة و قداستك تباركنا و نحتفل بالنص إكليل في الكنيسة

هز الاب راسه و هو يقول : حاضر يا جرجس احسنت الاختيار يا ابني أن روز متدينة و ملتزمة و هي الزوجة التي تكون لك في الدنيا و في الملكوت

ابتسمت روز بخجل

متي : الرب يتم عليكم بالخير و البركة انا هاخد بطاقتك وبطاقتك انتي كمان يا عروسة

هزا روز رأسها بخجل

القسيس : و كمان اسبوع الاستمارات هتبقي جاهزة بس الكنيسة انتو عارفين مش قبل شهر

نظر جرجس إلي رامزي الذي هز راسه

جرجس: طيب يوم الاحد الموافق ٣ مارس ١٩٩٣ كويس

القسيس متي : هتبقى الساعة كام

جرجس نظر إلي روز و هو يقول : سابعة

ثم اخرج مبلغ من المال موضوع في ظرف يكفي لفتح الكنيسة و ما ان هم رامزي ليعترض حتي قال جرجس بهمس

جرجس : في بيتها و بعدين دول مش مني دول من المقدس و انت عارف انه هيزعل لو رجعتهم

ثم ناول القسيس البطاقة و هو يقول بطاقتك يا روز

ابتسم ابونا لهم و هو يعدهم ان ينهي كل شى بعد.اسبوع و بعدها بثلاث اسابيع سيقام( النص اكليل) في الكنيسة

و ما ان خرجوا حتي قال

رامزي: ليه كده

نظر اليه جرجس بان الكلام لن ينفع امام روز فهز رامزي راسه

بعد وقت كانت روز تنزل من السيارة امام البيت اما رمزي ظل مع جرجس الذي اوصله الي الوكالة و نزل معه يتكلم مع والده
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي