الحلقةالثانبة و الثلاثون

الحلقة الثانية و الثلاثين

المطرودة من الجنة

بقلم نورا محمد على


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كان جرجس يرجع إلي البيت يشعر بالفرح و السعادة و هو يكاد قلبه يرقص رغم انه يعرف أنه لازال هناك وقت لتكون له و لكنه سوف يصبر فهي ستكون له للأبد إلي أن ينتهي العمر و بعد حتي النهاية ستكون البداية في الملكوت

كان يدخل إلي البيت الخالي في الدور الأول إلي حيث غرفته يخلع ملابسه و يرتدي بيجامة مريحة و يأوي إلي الفراش عله يقابلها في الحلم يراه في حضنه أو في بيته

في اليوم التالي كانت كاثرين تعد الإفطار كالعادة و رومي تستعد لتذهب إلي عملها فلم يبقي لها الا ثلاث سنوات علي المعاش لقد وصلا إلي السابعة و الخمسون رغم أن جمال يكبر باكثر من عشر سنوات و لكنهم يعيشون في تفاهم

و كان جمال كالعادة يترأس الطاولة الطعام و ينظر لكن حوله بابتسامة و خاصة أحفاده الناس يوسف و هو بدعي الرب ات يري أحفاده من جرجس فهو اصغر أولاده ٠ ٠ ٠


اما هناك في شقة إيريني كانت ترتجف و هي تنظر إلي ابنتها التي لا تقوي علي اخذ النفس وجهها شاحب شحوب الموت عينها غائر شفتيها بالون الازرق و من منظرها ارتكبت اي يني من الداخل و الخارج معا

و هي تقول مالك بس يا سيمون مالك بس يا حبيبتي

سيمون نظرت إلي امها بخوف و ندم و هي لا تعرف ماذا تقول هل تخبرها بأنها اخذت قطعة من الشيكولاته و لكن دون أن يراها أحد هي تعرف ماذا سوف يحدث لها طفلة تعرف انها لا يجب أن تضعف أمام المغريات

كان سامي يسأل اتأخرتي ليه مش هتزل معايا


سامي ايه يا إيريني انت جايت تصحيها نمتي جنبها انا وراي شغل

و لكن باقي الكلام وقف في فمه دون أن يقوي علي قول المذيد فماذا هناك ليقال ماذا هناك بعد ما رائ ابنته التي لم تكمل ثلاث سنوات تنتفض بين ذراعي امها و هو ايضا قلبه ينتفض اخذت البنت في حضنه و هو يري نظرات الندم علي وجهها

سامي مالك فيكي ايه و ايه اللي حصل لده كله مالك يا حبيبتي مالك

سيمون بدموع في عينها قالت

سيمون تعبانة اوي يا بابا و اخذت تلهث و هي لا تقوي علي إكمال الكلام

لم ينتظر سامي و هو يختطف البنت في حضنه و ينهض بها و يكاد يخرج من الشقة إلي أقرب طبيب لولا ايريني التي كانت تقول استني خدني معاك

و لك تمر لحظات و هو لا زال يحتضن ابنتها لا زال يضمها في حضنه إلي أن اتت ايريني تهرول معه اخذ السيارة إلي اقري مستشفي و هو لا يعرف ماذا يفعل


و هي تدعي الرب أن يكون معهم و ان تكون ابنتها بخير

كان يدخلون إلي المستشفي هي تحملها و هو يوقف السيارة و ما أن وقف حتي اقترب منها يخذ غاليته

اخذ الطبيب يعاينها و الشفقة تظهر علي وجهه

احمد بسم الله ماشاء الله انت زي القمر

ابتسمت سيمون رغم الألم

احمد انت عارفة انك اكلتي حاجة ممنوعة منها صح يا قمر

نظرت إليه سيمون بخجل فحن قلب احمد عليها و هو يقول

احمد معلش بتحصل بس حاولي مش تتكرر عشان مش تتعبي كان بتكلم معها في الوقت الذي يحضر فيه سامي تلك الادوية من الصيدلية

ام الطبيب اعد لها جلسة استنشاق علها تقوي علي التنفس

ايريني أكلتي ايه يا سيمون

بكت الطفلة و هي تشعر بالخجل هل تستطيع طفلة في هذا السن أن تخجل من فعلتها أن النفس إمارة بالسوء و هي لم تفعل شئ فقط استجابت المغريات و اخذت قطعة من الشيكولاته

سيمون بخجل شيكولاته

اقتربت ايريني منها تحرك كفها علي شعر جميلتها و هي تقول معلش بس مش تتكرر عشان خاطري و عشان مش تتعبي يا حبيبتي شايفة عشان حتة شيكولاتة صغيرة تعبتي قد ايه

هزت الطفلة رأسها دون رد فماذا تقول لما انا من اعاني لمجرد أن اكلت شئ أشتهيه

بعد وقت كان و جه سيمون يرجع إلي حالته الطبيعية

سامي و هو ينظر اليها قال اسم الصليب عليكي يا حبيبتي بقيتي احسن

ابتسمت له بعد أن تحول لونها الازرق إلي ابيض مشبع بالحمرة كالعادة

احمد انا كتبت ليها الدوي ده بس خلي بالك فيه الكورتيزون علي ما الحالة تستقر هي الوقتي احسن

سامي نشكر الرب و نشكر حضرتك يا دكتور احمد

احمد انا بأدي واجبي

ابتسمت له سيمون و تحركت مع امها التي حملتها في حضنها

بعد وقت كانوا يصلون إلي البيت

ام جرجس كان يذهب إلي مكتب المحاسبة خاصته و هو يشعر بالفرح

ماري ما ان علمت أن سيمون تعبت أسرعت إلي بيت سامي و ايريني و هي تكاد تموت من الخوف علي الصغيرة فهي متعلقة بها بطريقة غريبة كأنها ابنتها هي

لقد كانت في الكنيسة بالأمس في نصف الاكليل و لم تكن الصغيرة تشكي من شئ بكل كانت تخشي عليها من الحسد فهي لا تذيد عن دمية جميلة

ضمتها ماري بحنان و محبة صادقة و هي تقول

ماري مالك يا قلب تيتا

سيمون تعبانة اوي اوي يا تيتا تعبانة

اربتت عليها و هي لا زالت تحتضنها و هي تقرأ عليها آيات من الإنجيل و تدعي لها بالصحة و تصلي من أجلها

أحضرت إيريني الفطار لها و لخالتها و سيمون و ظلت معهم ماري إلي وقت طويل ثم تحركت لتذهب

أمسكت فيها إيريني و سيمون أن تبقي للغذاء حتي تري ميرنا و ماري

هزا رأسها و هي تقول

ماري هأقعد اشوفهم بس ملوش لازمة الغدا

ايريني في ايه يا خالتي هو انت غريبة ولا ايه التلفون اهو اتصلي علي عمي يجي علي هنا عشان انا عارفة انك عاوزة تروحي عشانه

ابتسمت ماري و قالت ماشي يا إيريني عشان بس مش هقدر امشي من غير ما اطمن علي سيمون قلب تيتا

في الوقت الذي كان فيه جرجس يقف امام أحد المحلات يشتري أنواع من الحلوة من أجل حبيبته ينتقي الافضل و الارقي فمن مثلهم لا يشغلهم المال و بعد وقت كان يقف امام الباب

و هو مترد بعض الشئ هل اتي باكرا ام متأخرا هو لا يعرف موعيدهم الساعة تجاوزت ثلاثة رن الجرس ففتح له رامزي و هو يقول

رامزي ايه يا ابني انا قولت غدا مش عشا أتأخر ليه

جرجس معلش ما انا مش عارف موعدكم امتي

رسمية يا اهلا يا جرجس تعالي يا ابني ليه التعب ده و بعدين بيتك تيجي في اي وقت

ابتسم لها و هو يقول الرب يبارك فيكي يا مقدسة

بعد. وقت كانو يتناولون الطعام في جو عائلي و هو يرفع عينه ينظر إلي روز من وقت للاخر

بعد وقت كانو يجلسون مع بعض في الصالون تركهم رامزي كما قالت امه ليجلس معها بضع دقائق منفرد

رامزي هعمل تليفون مش هتاخر بعد اذنك يا جرجس

ابتسم له جرجس و هو يمسك لسانه عن أن يقول لا تتاخر برحتك و لكنه قال

جرجس اذنك معاك يا رامزي

نظرت إليه رامزي و كأنه يعرف فيما يفكر أو ماذا كان ينوي أن يقول و لكنه تحرك بعد أن نظر إلي وجه امه

و ما ان قالت الام تشرب ايه يا جرجس

جرجس لو مش هتعبك قهوة

رسمية تعبك راحة يا ابني و تحركت لنترك لهم مجال

ام هو ما ان ذهبت حتي همس وحشتيني

نظرت إليه بخجل و لم ترد و بماذا ترد علي ذلك المشاكس الذي يستمتع بخجلها و لا تقوي على الرد عليه

أخذ يغازلها و يردد عليها كلمات ،الغزل. هي تشعر. بانها تذوب كأنها.من الشمع

جرجس. .روز حبيبتي بصي ليا

رفعت.عينها تنظر.اليه

المطرودة من الجنة

يتابع ٠٠٠٠٠
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي