نيوفوبيا

ندى محسن`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-25ضع على الرف
  • 91.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

نيوفوبيا
الفصل الأول
للكاتبة ندى محسن|White Rose

في ليالي الشتاء العاصف، يقف ذلك الصغير الذي لم يتعدى عمره العشر سنوات في الشرفة، يرتجف لا يعلم هل يرتجف من البرد ام من الخوف، أقترب بتردد ليدق الباب لكنه تراجع بخوف، سمع صوت شجار والدته مع والده الذي صرخ بها قائلآ:

-لن يدخل من الشرفة قبل الفجر، لن اسمح له ولا تتدخلين؛ فأنتي تفسدينه، دلالكِ الزائد هو من يجعله يخطئ بهذا الشكل.

انفعلت والدته؛ فهي لا تقبل كل ما يحدث، تحدثت الى والده في غضب شديد:

-ما الذي فعله! تحدث بعفوية مع ابناء أعمامه! ما ادراه هو ان كنت لا تريدهم ان يعرفوا بأمر اجازتك! لا تكن قاسي يا سالم، الجو بارد حرام عليك.

اتت لتقترب من الشرفة بعد ان خرجت من غرفة نومها لتتوقف؛ بسبب سحبه لها قائلآ بتحذير:

-إن اعترضتي سوف اتركه للصباح هل فهمتِ؟ لا اريدكِ ان تتدخلي.

تركها وجلس على السرير في غرفة نومهم، تاركآ يونس في الشرفة الموجودة في الصالون، أستند بظهره على الباب ليغمض عينيه، جسده يرتجف، في ذات الوقت نجد الشمس مشرقة، تبعث الدفئ في المكان، فتح يونس عينيه يبدو ان ما حدث منذ قليل لم يكن سوا كابوس!

ولكن هل يصح ان يطلق مصطلح كابوس على ذكرياته! اخذ نفس عميق في ضيق، من ثمه اخرجه ببطئ شديد كأنه ينفس ألمه، تحدث بهمس:

-لقد توفيت يا أبي، غادرت الحياة وتركتني هنا، سجين في تلك الذكريات.

سمع صوت والدته تناديه، دلف للداخل وجدها تجلس على كرسي قديم كباقي أثاث المنزل، تضع طبق من الأرز امامها ترتدي نظارتها الطبية؛ لتزيل القش من الأرز، تأفأف يونس ممازحآ اياها:

-العالم يتقدم وانتي تصرين على تنقية الأرز، أخبريني يا امي لماذا لا تأتي به جاهز وتريحي عينيكِ!

نظرت له بإبتسامة حنونة:

-حبيبي هذا شيء بسيط ليس علينا ان ندفع المزيد من أجل شيء نقوى على فعله!

قرب يونس بين حاجبيه وهو ينظر لها، هل تريد ان توفر الى هذا الحد! صمت كما اعتاد فلم يكن يونس كثير الحديث على أي حال، نظرت والدته له من فوق عوينتها:

-الم تقرر بعد ما الذي ستفعله بشأن عملك! تخرجت، حصلت على شهادتك، ماذا تنتظر يا حبيب والدتك!

نظر يونس لها، لا يحب الحديث عن هذا، كلما حاول أصابه الإحباط، تجاهل حديث والدته، هبط من منزله ليسير بلا وجهه يشعر انه مشتت، لم يكن هذا غريب عليه، لطالما كان مشتت، سمع صوت فتاة تصرخ برجل، يبدو انه ضايقها اتى ليقترب لكن هناك شيء منعه، تصلبت قدماه في الأرض، توقف عقله عن العمل، التفوا الناس حول الفتاة ليبعدوا الرجل ويقوموا بضربه، اخذ نفس عميق في ضيق، ابتعد عن المكان لا يريد أن يبقى وسط الزحام، رأسه تكاد ان تنفجر، يلوم نفسه، لماذا لم يذهب لمساعدة الفتاة، لماذا الخوف يسيطر عليه دائمآ، ليعود ويخبر نفسه أن الخوف غريزة طبيعية، من الطبيعي ان يشعر بها الأنسان، حتى انها موجودة لدى الحيوانات.

جلس في قهوة هادئة بعيدة عن الزحام، وقعت عينيه على أسمها المحبب له "كزبلانكا" طلب قهوته السوداء، لم يعد يعلم هل يحبها أم أنه يقلق من تجربة نوع آخر ولا يعجبه! همس الى نفسه ببلاهة:

-كأنك شخص آخر يا يونس، تقدم أعذار ليس لها أساس من الصحة، تعلم هذا وتستمر في المماطلة! ألا ترى إنك ساذج!

وصلت قهوته بدأ في احتساءها، توقف فجأة وشعر بتوقف الزمن من حوله، يراها تسير أمامه في هدوء شعرها الطويل ينسدل على كتفها، يراها من بعيد بنفس المكان منذ أكثر من أربعة أشهر، علم أن هذا موعد عودتها من الجامعة، لا يعرف أسمها، لا يعرف في اي جامعة تدرس، أراد أن يتحدث معها بل هَم بالإقتراب، لكنه فشل كفشله في أي شيء، يشعر بقدمه تتصلب، أنفاسه تتعالى، دقات قلبه ترتفع وترتفع، حتى أن ضغط دمه يرتفع وكأنه على وشك أن يفقد الوعي! رفع وجهه الى السماء يسيطر على أنفاسه:

-ربما لو خلقتني ضفدع سيكون الأمر أفضل بالنسبة لي، لا أعلم ما الذي يصيبني، لماذا لدي تلك الرهبة، أصبح الخوف يسيطر على كل شيء بي حتى على أختياري لطعامي!

انهى قهوته عندما صعدت لمنزلها وأختفت من أمامه، لم يعد هناك ما يفعله ليصعد الى شقته من جديد، وجد والدته تضع المال على الطاولة، يعلم ما يحدث في هذا الوقت من الشهر أتى نصف الشهر ولم تعد تعلم كيف سيمر باقي الشهر بالقليل من المال، لاحظت نظراته لتتحدث في شرود قائلة:

-لن يكفي معاش والدك أن نكمل هذا الشهر، الأسعار في ارتفاع مستمر، ولم يعد هذا يساعد.

جلس يونس في هدوء، ينظر لها، يعلم ما الذي ستقوله، بالفعل لم تأخذ الكثير من الوقت لتتحدث:

-حبيبي، انا أشعر بالخوف عليك، صدقني قلبي يؤلمني كلما مر الوقت وأراك رافض أن تعمل، لا تعيش بشكل جيد، لست مهتم بنفسك كما يجب لا تشتري شيء لك، ليس معك حتى هاتف يا يونس!

أخذ يونس نفس عميق، نظر لها في ضيق وملل من الحديث المعتاد ليقول:

-أمي أنا راضِ بهذا، لم أطلب شيء منكِ، انتِ من تصرفين المال على ملابسي، نظارتي، ساعتي، كلها أشياء لا تفرق معي.

وقفت والدته امامه في إنفعال واضح:

-يونس، أنت اصبحت رجل كبير، ناضج، عليك ان تبدأ في ايجاد عمل مناسب لك، شهادتك ستتيح لك الكثير من الأعمال، عليك أن تبني نفسك حتى تتزوج يا يونس.

نظر يونس لها، أول شيء قد حضر الى عقله تلك الفتاة التي أحتلت قلبه بأقل جهد، أبتسامة أرتسمت على وجهه وهو يقترب ليغلق النافذة ذات الزجاج الأسود؛ ليمنع البرد من الدلوف وأختراق جسده وجسد والدته.

أتى اليوم التالي، كان الأستيقاظ والأبتعاد السرير بمثابة حرب خاضها عقله مع جسده؛ فلقد كان الجو قارص البرودة، وقف أخيرًا ناظرًا لمعطفه البالي الذي قام بإرتداءه مباشرة ليحافظ على حرارة جسده، تناول الإفطار وحيدًا؛ فلقد كانت الساعة لم تتجاوز السابعة صباحًا ووالدته مازالت نائمة، بدل ثيابه سريعًا وهو يجمع أوراقه المعتادة للتقدم للعمل، لقد حاول أن يقوم بإستعمالها مرارًا دون جدوى، يتوقف عند الخطوة الأخيرة دائمًا، لكن هذه المرة هو لديه دافع قوي، يريد أن تجمعه علاقة بتلك الفتاة الجميلة.. واللطيفة.

وصل أمام إحدى المباني الضخمة، خاص بشركة الدعايا والأعلان، لقد رأى نفسه في تلك الوظيفة، حلم كثيرًا بالحصول عليها، حلم أنه سيكون لديه مكتبه الخاص، ضحك على أفكاره وكأن هذا ما يهم، أتى ليصعد الى الشركة لكنه توقف وقد عاد هذا الهاجس له مرة أخرى، عينيه حائرتين، ينظر الى البوابة التي يقف أمامها فردين من الأمن، تذكر ما هو مقبل عليه، هل من الممكن أن يتم قبوله! هل من الممكن أن يكون هو الأختيار الأول لتلك الوظيفة ومؤكد هناك من هم أكفئ منه! هناك من حصل على تعليم أعلى، هناك من يعمل بشكل مستمر، يدرس بشكل مستمر، بدت أفكاره مقنعة للغاية، لماذا عليه أن يحرج نفسه، لماذا عليه أن يرى الكثير من السخرية وهم ينظرون إليه والى أوراقه.

ترك المكان مبتعدًا وهو يسير بخطوات ثقيلة، هيئ له عقله أن جميع المارة ينظرون تجاهه، يبتسموا في وجهه بسخرية، هيئ له عقله وكأنهم يشيرون تجاهه، يتغامزون ويتلامزون، حرك رأسه في نفي وهو ينفض تلك الأفكار من رأسه.

بدى خائف أكثر من اللازم، أسرع في خطاه وكأنه يهرب من شيء غاية في الخطورة يطارده، سمع صوت إضطراب الغيوب لتفيض بالغيث من بعدها، تبللت الأوراق المبرومة مع بعضها البعض، نظر لها في خيبة أمل لينثرها في الأجواء من حوله، المارون ينظرون له، بعضهم ينظر له بعدم رضا والبعض الأخر يلاحظ أنه بائس، منكوب.

سار حتى وصل أمام منزله البسيط، لا يعلم كم مر من الوقت عليه، لم يصعد الى شقته، فكر ما الذي سيقوله لوالدته، هل يخبرها بفشله الجديد، هل ستتفهم خوفه الغير مبرر هذا؟

شعر بمن وضع يده على كتفه، ألتفت وهو عاقد حاجبيه، تحدث الشخص الآخر ولقد كان شاب طويل القامة، بشوش الوجه، مرح والأبتسامة لا تفارق وجهه، متزن، ناجح، طموح، كان عكس يونس في الكثير من الأمور:

-ماذا بك يا رجل، أتيت الى هنا أكثر من مرة أنادي ولا يوجد رد، أخبرني كيف يمكنني أن أتواصل معك!

لم يشعر يونس بنفسه، لم يسيطر على كلماته، تحدث بإندفاع قائلًا:

-لا مكان لي لأبقى به اليوم، هل يمكنني أن أبيت في منزلك يا إسلام؟

نظر إسلام له لبعض الوقت، بدى متردد، متحير، أبتسم له كعادته وهو يومأ:

-لا بأس، لا تحمل أي هم، هيا بنا.

تعجب يونس أنه لم يسأله عن السبب حتى؛ فهم أسفل منزل يونس ما الذي لا يجعله يصعد، حرك رأسه بنفي وهو ينظر الى إسلام، ليس من السهل عليه أن يذهب الى مكان لا يعرف عنه شيء لمجرد انه لا يريد مواجهة والدته، لم يحدث وذهب الى منزل إسلام ولو لمرة واحدة ولا يفضل شيء كهذا.

تعجب إسلام من شروده الطويل وهو ينظر الى يونس قائلًا:

-ما الأمر؟ بماذا تفكر أنت يا فتى؟

أشاح يونس له وهو يصعد سلم المنزل قائلًا:

-دعك من كل هذا، هيا أتبعني.

تبعه إسلام وهو يشعر بالحيرة، لا يجد تفسير لأفعال يونس، بدى غريب أكثر من المعتاد، كان يتساءل طوال الوقت ما الذي يجعله متمسك بيونس! هو يظل صامت وإن تحدث يبدو عليه الأرتباك، لا يعلم شيء عن حياته، لا يعلم كيف يمكنه حتى أن يتخذ القرارات، ربما يشعر بالشفقة تجاهه، لكن لا! هذا لم يكن سبب مقنع أبدًا بالنسبة لإسلام.

صعدوا وكانت والدة يونس أمرأة بشوشة الوجه، رحبت به، قدمت له وجبة لذيذة من الطعام، أبتسم يونس؛ لقد سارت خطته على نحو صحيح، كان يبتسم وهو يرى كم هو زكي، ألتقت عينيه بعين والدته التي تنظر له بتعجب، حمحم ومن ثم أخفى أبتسامته سريعًا وهو يبعد وجهه عنها، يعلم أن والدته يمكنها أن تقرأ كل ما يجول بعقله وبأقل جهد.

في مكان أخر، في شقة بسيطة مرتبة، منظمة، كانت تتناول الفتاة ذات الروح الجميلة طعامها، تبتسم كلما تذكرت إحدى المواقف بينها وبين أصدقاءها، تستمع الى أنغام فيروز، تعشق الأفلام والروايات القديمة، تتابع أثاث المنزل بصمت، لطالما كانت معجبة بذلك الأثاث العتيق، الجدران المطلية بدرجات البني وكأنها في أحد الأفلام القديمة، أقتربت والدتها لتجلس بجوارها وهي تبتسم:

-لا أعلم ما الذي سأفعله من غيركِ يا نجمة، لا أحد يؤنس وحشتي سواكِ، أبيكِ يذهب الى العمل مبكرًا ويعود مع غروب الشمس، أخاكِ هذا سوف يصيبني بالجلطة عن قريب، يخرج مع أصدقاءه طوال اليوم، يأتي ليأكل ومن ثم يهبط من جديد، لا أعلم ما الذي يظنه هل يظن أنه في أحد الفنادق او ماشابه!

أبتسمت نجمة وهي تنظر الى والدتها، لقد كانت سيدة جميلة، رقيقة، محبوبة، تمامًا كإبنتها، تحدثت نجمة قائلة:

-اليوم علي أن أذهب الى السوق لأشتري بعض الأوراق المهمة، تعلمين أنا أحب صناعة المراسيل ولكنِ أحتاج الى المواد الخام بشكل دائم.

أومأت لها والدتها بإقتضاب، أبتسمت نجمة وهي تعلم أن والدتها تبغض الجلوس وحيدة بالمنزل، تحدثت قائلة:

-ما رأيكِ أن تذهبي معي؟ تبدو تلك الفكرة جيدة!

أبتسمت والدتها وذهبت الى غرفتها لتبدل ثيابها، وقفت نجمة وبدأت تشعر بالدوار، وضعت يدها على رأسها وهي تحرك رأسها بنفي:

-تبًا يبدو أن السكر قد أرتفع.
________
في هذا الوقت هبط يونس مع إسلام، كان يفكر الى أين سيذهب معه، تحدث إسلام بحيرة:

-دعنا نذهب الى السوق لأشتري قميص جديد، يمكنك أن تختاره لي.

نظر يونس الى إسلام لبعض الوقت عاقدًا حاجبيه، هو مع مرور تلك السنوات لم ينجح في أن يختار بمفرده والأن هو يريده أن يختار له؟

صمت كعادته وسار، كان إسلام يشعر بالملل من السير في هذا الصمت، رأى عربة متجولة يبيع صاحبها التين الشوكي، أقترب وأشترى ليعطيه الى يونس:

-هيا يبدو أنك لم تتناول الطعام جيدًا؛ فعقلك منشغل ولا أعلم السبب.

أبتسم يونس وهو يحرك رأسه بتعجب:

-لا أعلم ما الذي يجعلك ملتصق بي بتلك الطريقة! هل أنا فرصة تخشى أن تضيعها من يدك الى هذا الحد!

ضحك إسلام حتى أدمعت عينيه، نظر الى يونس وهو يحرك رأسه بتهكم:

-لقد كنت أتسائل هذا السؤال، يبدو أنك إبتلاء لي أيها الصامت، أشعر أن هناك شيء مريب بشخصيتك، هذا يجعل لدي الكثير من الفضول.

توقف يونس عن السير فجأة ليتوقف إسلام معه وهو يشعر بالحيرة تجاهه:

-ماذا بك يا رجل!

أخذ يونس نفس عميق، نظر الى إسلام، بدى متردد، بدت يده ترتجف، لا يعلم ما السبب لكنه شعر بالعالم وكأنه مسلط عليه، تحدث بتردد:

-لا أعلم ما الذي أقوله لك يا إسلام، لكنِ أخاف كثيرًا.

تعجب إسلام وهو ينظر إليه:

-ما المخيف لا أفهم!

حرك يونس رأسه بضيق شديد:

-أنسى الأمر، لا شيء، لم يحدث شيء.

أكمل سيره وإسلام يرمقه بغيظ، حرك رأسه بفقدان أمل:

-يبدو أنني سوف أفقد عقلي مع يونس غريب الأطوار هذا.

ساروا وهم يتحدثوا، يضحكون، بدأ يونس في الإندماج معه، دفعه إسلام بعد أن ألقى أحد نكاته السخيفة التي لم تضحك يونس البتة، لم يشعر يونس سوا وهو يصطدم بشخص وقد جعله يسقط أرضًا على أحدى الأحجار التي ألقاها الغير مسؤولين على الطريق، أنتبه يونس وقد وجدها فتاة، شعر بالكثير من الإحراج والضيق، مد يده لها وقد كانت ترتجف بتردد:

-أنا أسف لم أنتبه، أنا حقًا أسف.

سمع صوت سيدة تصرخ به ويبدو أنها والدة الفتاة، في ذات الوقت وجد إسلام يسرع لإيقافها وهو تتعلق بزراعه، تعجب وعلم أنه يعرفها، نظر إسلام لوالدته:

-ليس لديه ذنب أنا من دفعته.

وجه نظره الى نجمة التي تقوم بنفض ملابسها، أكمل حديثه قائلًا:

-أسف يا نجمة، هل أنتي على مايرام؟

رفعت نجمة عينيها البنية فتلتقي بعين يونس الذي كان يقف لا يعلم ما الذي يجب عليه أن يفعله، ما الذي يقوله الأن!

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي