عناق القلوب

إسراء عيد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-20ضع على الرف
  • 50.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

« العناق ليس خاص بالأجساد فقط فهناك عناق خاص بــ القلوب ايضا»


تضم ساقيها بأناقة وتميل بزاوية في جلستها المسترخية علي الكرسي الوثير تظهر هيبتها وقوتها الشخصية، متأنقة في حله رسميه بيضاء تنافس بياض بشرتها الناعمة المزينة بلمسات رقيقه من الوان التجميل الصناعية.

تمسك ورقة صغيرة في كفها تضغط عليها بقوة
وهي تهتف بعصبية يشوبها الانفعال كأن هناك من يقف امامها تقذفه بكلماتها الحاده كالشفرة الجارحة تقصد جرحه :

_ الرجال جميعهم هكذا، الخيانة من صفاتهم بل خلقت لهم عزيزتي لا تسمحي أبدا بأن يقلل أي رجل من كرامتك أو شخصيتك كونِ دائما قوية لا تسمحي بأي تهاون في حق من حقوقك، العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم .


ليست كلماتها فقط الحاده بل نظراتها أيضا والتي تجعل المشاهدين يشكون بكونها تجلس امام الكاميرا فقط وليس هناك رجلاً قد خانها يقف أمامها وتوجه له هذه الكلمات.


أكملت متحدثة بأناقة وبسمة واثقة مرتسمة علي ثغرها وقد تحولت نبرتها لأخرى مهذبه بعدما ارتشفت بعض المياه ربتت علي النيران المندلعة في صدرها:

_ عزيزتي أعتذر لـ انفعالي بهذا الشكل، فموضوع حلقتنا اليوم مؤثر ومؤلم بشدة كله بسبب هذا الخائن الذي لم يرأف بحال المسكينة عروسه يتركها ليلة زفافهما بفستانها وسط الناس ويفر هارباً مع حبيبته، أنت حقير وخائن سيأتي يوما وكما كسرت قلب المسكينة سوف يُكسر قلبك.


انفعلت بغضب في آخر جملة، وهي تزيح خصلاتها الناعمة للخلف بعصبية شديدة.

أخذت نفس طويل ثم شربت القليل من الماء من علي الطاولة الصغيرة أمامها.
تحدثت بهدوء وهي ترسم بسمة جميلة كوجهها الجميل تكمل حديثها بنبره خافته:

_ أتمنى حبيباتي أن تكن قصة اليوم افادتكن وتنتبهن لشريك حياتكن
نحذر جيداً من المخادعين والفاسدين، ها قد اقتربنا من نهاية حلقة اليوم فقد مر الوقت سريعاً بدون أن أشعر، سوف اتركن مع وعد بحلقة جديدة إذا أطال الله في عمري وستكون مختلفة بعض الشيء فسوف نختار قصتنا من قلب الأحياء الشعبية والفقيرة حتي نري الي أي مدي وصل الحال بالنساء وسط هؤلاء الرجال هناك ونسلط الضوء عليهن، كانت معكن شاهندا أبو عوف الي اللقاء في حلقات جديدة من برنامجكم المفضل سيدتي .


علت موسيقى تتر النهاية واختفت صورتها مع علي شاشات التلفاز وظهرت نهاية الحلقة.


صفق جميع من يقف خلف الكاميرات بتحية وإشادة بمهارتها وإبداعها في تقديم الحلقة.

ابتسمت بخفه وهي تحرك رأسها كتحيه علي تشجيعهم المستمر لها.

اقترب المخرج منها وهو يردد بإعجاب واضح:
_أحسنتِ يا شاهي كنتِ متألقة يا فتاة اليوم، أبدعتِ .


ردت شاهندا ببسمة جميلة وهي تنهض حتي يستطيع المساعدون إزاله مكبرات الصوت والأجهزة الصغيرة من ملابسها:
_ نسير علي خطاك وتعليماتك يا أستاذنا .

ابتسم لها بزهو وبعض التعالي المصطنع ثم هتف بعمليه
وهو ينظر في ورقة الملاحظات بيده :

_ الجميع جاهز من أجل اللقاءات الصحفية في المناطق الشعبية الفريق بأكمله تحت أمرك ، وأري أن تبدئي من الغد حتي يحين موعد الحلقة الجمعة القادمة.


أومأت له توافقه الرأي :
_ إن شاء الله يا أستاذ سامي نبدأ غداً .


تحركت بعدما انتهت من نزع جميع مكبرات الصوت والأسلاك تضرب الارض بثقة وقوة بكعبها الأنيق العالي حتي وصلت لصديقتها التي تجلس بأناقة تشبها كثيراً ولكن ملابسها كانت أكثر عصرية حيث كانت ترتدي بنطال ممزق وخصلاتها ملونة بالأحمر والأزرق بشكل عصري وحذاء رياضي .

نهضت الفتاة سريعا وهي تصيح بصخب يليق بمظهرها:
_أشفق علي الرجال ولكن كنتِ رائعة يا فتاة بحق .


ابتسمت شاهي بحب أخوي وهي تعانقها بمحبه وحنان عكس ما كانت تظهر أمام الكاميرا من صلف وتعالي
تحدثت بمرح أيضا وهي تهز رأسها بزهو :

_ هذا لفخر عظيم لي أن أنال إعجاب سيدة الأعمال المرتقبة مهيتاب الصالحي.


تذمرت الأخرى بملل وهي تهتف بضجر وتضرب الأرض بحذائها الرياضي بلا مبالاة:

_ لا، لستُ سيدة أعمال ولن أكن أحب عملي في البنك أعمل صباحاً ثلاث ساعات وباقي اليوم أستمتع بوقتي
وحياتي وفي نهاية الشهر أحصل علي راتب كبير أووه ما أجملها من حياة، أما بالنسبة لسيدات الأعمال أوف يا ربي وقتهن حافل بالأعمال والصفقات ولستُ من هواة هذه الأعمال.

ضربتها شاهندا علي رأسها الملون بسخط وهي تهز رأسها بيأس متمته بتعب:
_ كما انتِ وستظلين هكذا طوال حياتك كسولة.


ضحكت ماهيتاب بخفه وهي تعلق حقيبتها في رقبتها وتجذب شاهندا مردفه بحماس وبعض اللامبالاة:
_ أحب الاستمتاع بحياتي فما الضمان للعيش للغد.


قهقهت شاهندا وهي تتحرك بجانبها للخارج توافقها الرأي :
_حسناً أظن معك حق هيا نذهب للنادي.

تحركت الفتاتان لخارج الاستديو.

استقلت شاهندا سيارتها الغالية ذات ماركة عالمية شهيرة،
بينما خلفها ماهيتاب بسيارتها العصرية مثلها حمراء اللون مكشوفة السطح.

صرخت ماهيتاب بجنون وصغب وهي تمر بسيارتها سريعاً من جانب سيارة شاهندا وتسبقها:
_ شـــاهي فلنتسابق.


ضحكت شاهندا بقوة وهي تتحرك بسيارتها وتدوس بقدميها علي البنزين وتصيح بمرح وصوت عالي حتي يصل لمهيتاب:
_هل اشتقت للخسارة ماهي؟

قهقهت ماهيتاب بمرح وهي تزيد سرعة سيارتها وشعرها يتطاير بقوة بفعل الريح :
_ هذا بالماضي يا فتاة.


أنهت جملتها وهي تنطلق بقوة بسيارتها وخلفها شاهندا تحاول الوصول لها.

استمرت الضحكات والمشاكسات بين الصديقتان
حتي وصلا لوجهتهما.

وصلت ماهيتاب قبل شاهندا ولكنها توقفت بـ سيارتها أمام باب النادي حتي تعبر تلك السيارة البيضاء الراقية الهادئة بشدة تعبر عن رقة صاحبتها والتي تعرفت عليها من خلال سيارتها .

صاحت ماهيتاب بمرح وصوت عالي وهي تخرج رقبتها من النافذة وتنظر لصاحبة السيارة:
_ دكتورتنا الرقيقة وصلت لأول مره في الموعد بدون تأخير.


ضحكت الفتاة برقة وهي تدخل النادي بسيارتها
وخلفها ماهي ثم شاهي .


كان يقف رجل الأمن كبير في السن وبجانبه شاب صغير
تحدث الرجل ببسمة بشوشة وهو يتابع بعينيه الثلاث سيارات يوقفوا بجانب بعضهم وتنزل الثلاث فتيات يعانقن بعضهن بسعادة:

_ الثلاثة فتيات هؤلاء بدأت صدقاتهن منذ سنوات بعيده في هذا المكان وهن صغيرات في يوم كانت الفتاة الرقيقة التي عبرت بسيارتها أولا تعرض لها مجموعه من الأطفال يضربوها فتدخلت الفتاة التي دخلت بسيارتها الأخيرة تقدمت منها ودافعت عنها وتقدمت صاحبه السيارة ذات السقف المكشوف أيضا وأصبح الثلاثة منذ ذلك اليوم صديقات مقربات كبرا وكبرت صداقتهن حتي فرقتهن الجامعة والوظائف ولكن بقيا علي تواصل وخصصا يوم الجمعة من كل أسبوع يجتمعا به.
ابتسم الشاب بإعجاب بهذه الصداقة القوية التي لم يؤثر عليها الزمن ولا الظروف.


كانت تعانق ماهي الفتاة الرقيقة الهشة بصخب وهي تصيح بسعادة ومشاكسه:
_ أخيراً رأيناِ يا سالي ما هذا الثقل يا فتاة نحن صديقاتك ولسنا حبيبك.

ضحكت سالي برقة شديدة وهي تجيبها باعتذار :
_ أسفه يا قلبي ولكن يوجد عمل كثيراً بالمشفى أصبحت أخرج بصعوبة.

اقتربت منها شاهندا تعانقها وهي تصيح بحب وحنان:
_ هذا لأن جميع الأطفال يحبونك ولا يردون طبيب أخر غيرك.

ابتسمت سالي بخفه وهي تجيبها ببسمة جميلة رقيقة :
_ إنهم أجمل شيء بالوجود .


ابتسمت ماهيتاب بمرح وتحدثت بمشاكسة وهن يتحركن للداخل:
_ كنتِ اكثرنا تفوقاً يا فتاة وظن الجميع أنكِ ستصبحين جراحة كبيره ولكن أخترت قسم الأطفال أسهل .


ضحكت شاهندا بمرح وهي تردد بمزاح وهي تنظر لصديقتها بمشاكسه :
_ جراحة! إنها تنهار من منظر الدماء فقط.

قهقهت الفتيات بمرح
وسالي أيضا تضع كفها على فمها تخفي ضحكاتها برقة ثم تحركت بخفه تضرب الأرض بحذائها الذي ينافس فستانها في النعومة والرقي.

التفت الفتيات حول طاولة خاصه بهن وجلسوا بارتياحيه .
قامت شاهندا بطلب طعام الغداء لهن.

تحدثت ماهيتاب وهي تمسك يد سالي بحنان أخوي متحدثة بجديه بعيداً عن جنونها وصخبها :
_ اخبرينا ما بك يا قلبي .

ابتسمت سالي بخفه وهي تتهرب بعينيها بعيداً عن صديقاتها وهمست بمرح زائف :
_ ماذا بي؟ أنا بخير.

ثم نظرت ل شاهي سريعا حتي تغير الموضوع وأبدت اعجابها بحلقتها اليوم.

ولكن شاهندا فهمت مغزي حديثها فتحدثت بقوة وهي تسلط عينيها علي عين سالي التي تهرب بهما بعيداً :

_ لا تتهربي يا سالي من الموضوع الأساسي نحن نعلم جيداً أن هناك ما تخفيه عنا.

ايدتها ماهي وهي تضيف بجدية شديدة :
_ والدليل هروبك من لقائتنا .


تنهدت سالي بتعب وسمحت لحزنها أن يظهر علي ملامحها بعدما كانت تخفيه بقوة ومهارة
متحدثة بنبره ضعيفة يتخللها اليأس:
_ ماذا أفعل جميع العائلة يصرون علي رأيهم وأبي لديه شراكة مع هذا ولا يريد هدمها وأمي دائما تتشدق بأني وصلت ل سن السادسة و العشرون بدون زواج لا أعلم ماذا يجب علي فعله.

ربتت ماهيتاب علي كفها بحنان وهي تهمس ب تسأل:
_لما لا تعطيه فرصة ومن الممكن أن يكون شخص جيد.

تنهدت سالي بتعب وهي تهز رأسها بنفي تهمس بحزن وحيره:
_ إنه دائما عصبي حاد صوته مرتفع بخشونة متكبر ومغرور يريدني أن أفهم كل شيء يريده بدون حديث ونحن لسنا متوافقين فكرياً ارتعب من صوته ومن انفعاله الدائم وأيضاً نظراته لا تشعرني بالراحة.


نظرت شاهي لـ ماهي بسخرية بعدما أنهت سالي كلماتها بيأس وحزن شديد يظهر بصوتها وعلي ملامحها.

متحدثة بنبره ساخرة وقد بدأ بغضها للراجل يظهر:
_ شخص جيد! إنهم دائما هكذا وهذا شخص حقير يريدها خادمه له وهو سيده إنهم ليسوا اهلا للثقة.


زفرت ماهيتاب بيأس وهي تصيح بانفعال خفيف :
_ ليس كل الرجال هكذا يا شاهي كما تختلف أصابع يدك يختلف الرجال أيضا أنت فقط رأيتِ الجزء السيء منهم .

رفعت شاهندا حاجبها الأيسر بسخرية واستهزاء.

فصاحت سالي سريعا تنهي هذا النقاش الذي كلما بدأ لا ينتهي بسهولة:
_ لا توقفا لن تبدأ هذه المناقشة الفاشلة أريد حلاً حفل الخطوبة وعقد القران الخميس القادم ليس هناك وقت للتفكير.

شهقت ماهيتاب وشاهندا بصدمة

تحدثت شاهي بغضب وهي تضرب علي الطاولة بحده
وانفعال مما جذب الكثير من الأنظار حولهن :
_ هل جن والدك؟

تحدثت ماهي بتهور كعادتها تقترح عليها الهروب.

نظرت لها سالي بفزع وهي تهتف بجزع و ذهول من فكرة صديقتها الحمقاء :
_ أهرب! أين وماذا عن عائلتي وأبي؟


أومأت شاهي برأسها لأول مره تايد رأيي ماهي متحدثة بتأييد:
_ أنه الحل الوحيد وبما إنك تغشين علي سمعت والدك يمكنك الهروب قبل الحفل بيومين مما يضطر والدك لإلغائه ولن يطال اسمه سوء.


تحدثت سالي بتفكير وبنبره حزينة تتسأل عن المكان التي ستختبئ به:
_ أين سأختبئ لن يوافق أحد من أقاربي علي مساعدتي،
وأنتما أول من سيشك أبي ولا يمكنني استئجار شقة في أي عقار أو فندق فأبي سيجدني بسهولة.


أومأت لها شاهي بتفكير تحاول البحث عن مخرج من هذا المأزق.
لحظات وهتفت ببسمة ماكره لم تطمئن سالي و ماهي لها :
_ لدي خطة سوف تختبئ في مكان شعبي لا يستطيع أحد التخيل بوجودك هناك وأيضاً سنخفي هويتك وفي نفس الوقت تدرك عائلتك أنك لم تعودي طفلة صغيرة أو تلك الفتاة الرقيقة التي تخضع دائما لهم.

نظرت لها سالي بقوة وهي تحلل الكلمات في رأسها بينما ماهي تسألت لماذا هذا المكان بالتحديد.
ردت شاهي بتوضيح:

_ تفكير العائلة كله سيقع علي الفنادق أو الشقق الفخمة في منطقتنا ولن يتخيل أحد وجودك هناك وهذه الأماكن تعج بالسكان ومزدحمة بشدة ولن يتعرف عليك أحد هناك.

ابتسمت ماهي بإعجاب بالفكرة وصاحت بتفكير :

_ شاهي سوف تذهب هذا الأسبوع من أجل اللقاءات الصحفية مع السيدات سوف نذهب معك ونري الأماكن
والمكان الجيد نستأجر شقه به باسم مزيف.


ضربت شاهي كفها بكف ماهي وهما يصيحا بسعادة .
بينما سالي كانت تشعر بالقلق والتوتر من هذه الخطة فهمست بصوت يأس:
_ لما كل هذه المغامرة سوف أو...

قطعتها شاهي سريعاً وهي تمسك يديها بحنان متحدثة بقوة و دعم:
_ لا يا سالي لن ندعك تتزوجي بهذا الشخص خلاف أنه يخيفك فهو شخصية سيئة للغاية والجميع يعلم أن نادر علم الدين صاحب صفقات سيئة بالنهار وفي الليل يسهر مع العـ.ـاريات في النوادي الليلة يحتسي الخمور ويزني.


شهقت ماهي بصدمة وهي تردد بذهول وعدم تصديق مما تسمعه:
_ يا ربي شاهي هل تعرفيه من قبل؟

نظرت لها بسخرية وهي ترد بضيق:
_ بالطبع فهو مشهور والكثير من زملائي حاولوا ايقاعه
وفضحه في الصحف والجرائد ولكنهم فشلو أمام أمواله
وسلطته.


صاحت سالي سريعاً بفزع وذهول مما تتفوه به رفيقتها :
_ سوف أخبر أبي لابد أنه مخدوع في هذا الشاب .

تحدثت شاهي بخفوت وهي تمسك كفها بقوة :
_ للأسف يا سالي والدك يعرف الجميع يعرف من هو نادر هو ليس شخصية متخفيه لا فهو يتفاخر بذاته أمام الجميع.

شهقت سالي برعب وهي تهمس بصدمه وعدم تصديق:
_ أبي سيلقي بي لشخص حقير مثل هذا، أووه يربي لا أصدق .

ربتت ماهي علي ذراعها بحزن وهي تهمس بموساه:
_ لا تحزني يا قلبي لن نتركك لهم وهذا وعد .

أومأت لها سالي بشرود وحزن

تحدثت شاهي بخفوت تسرد لهما الخطة جيداً :
_ غدا سوف نبدأ اللقاءات والحفل بعد أسبوع وأنتِ سوف تهربين قبل المعاد بثلاثة أيام إذن ليس أمامنا سوأ ثلاثة أيام إذن سوف تأتي معي غدا وأه قدمي علي طلب إجازة من المشفى لفترة طويلة.

أومأت لهما سالي وهي تشرد بملامح حزينة في الفراغ تشعر ب الخذلان والمرار لما تتعرض له علي يد والدها.

أتي العامل وأحضر الطعام تناولوا الغداء بصمت لم يتخلله سوأ بعض المازحات من ماهي حتي تضحك سالي ولكن بدون فائدة فسالي ظلت شاردة حزينة تتلاعب بطبقها ولم تضع بفمها إلا بضع لقيمات.

تحدثت ماهي بمرح حتى تسعد سالي وتخرجها من حالة الصمت والحزن التي سيطرت عليها :
_ اليوم سوف نستمتع كثيراً ونذهب للكثير من الأماكن الرائعة.

ايدتها شاهي وهي تنظر ل سالي ببسمة جميلة تريد محو الحزن بها :
_ لدي مكان رائع افتتح من أيام والجميع يثني عليه.

نظرت لهما سالي بحب وامتنان لوجودهما في حياتها الجافه القاسية.
مردفه بتأثر وعيون لامعه :
_ احبكما جدا.

ابتسمت لها الفتاتان بحب أخوي وأمسك الثلاثة كف بعضهن البعض بمحبه شديدة يشكلن حلقة منغلقة علي حبهن وصداقتهن الأبدية.


يقف شاب مفتول العضلات بشكل قاسي بقميصه الداخلي بدون اكمام وبنطال جينز مهترئ حافي القدمين وسط شارع شعبي يعج بالكثير من الناس، يمسك قطعة حديدية طويله في يده للدفاع عن النفس.
بشرته القمحية تلمع بشده أسفل أشعة الشمس وصدره يعلو ويهبط بجنون وهو يتحرك بقدميه الحافية

يصرخ بكل صوته الذي هز ارجا المكان وأفزع الصغار :
_ أين انتم يا اوغاد، نسيتم انفسكم ونسيتم من هم
(فتوة الهارشين) إنها منطقتنا يا *** نغيب يومين ويمتلئ الحي بالـ*** اظهروا أمامي كونوا رجالا ولا تختبئوا مثل النساء.


صاح أحد الرجال يهدئ هذا الذي يشبه الثور الهائج :
_ أهدئ يا سيد يا بني إنهم شباب صغار قاموا بتقليدكم بدون وعي.

تحدث المدعو سيد بقوة وقد نفرت عروق رقبته من شدة غضبة حتي كادت تتمزق :
_ نحن نجمع المال من أجل حمايتكم والجميع يعيش بأمان في هذا الحي يأتي هؤلاء الـ*** ويتطاولون على أهل الشارع بدون وجه حق ويسببون الذعر للسكان لا والله لن أسكت قبل أن أُدبهم واوريهم من هم فتوة هذا الحي.

تعالت صرخات السيدات فجأة بخوف وأصوات أخرى تتعالي
حتي اتضح صوت شاب يأتي من بعيد يمسك عصا خشبية غليظة وهو يصرخ بجنون وتهور :
_من هؤلاء الـ*** أقسم سوف أحوالهم ل شادية.

نظر رجل ل سيد سريعا بتوتر وهو يهتف بقلق :
_ سيد تصرف سريعا صديقك متهور ولن يسكت حتي تسيل الدماء.

ركض سيد سريعا لصديقة الذي أخذ يكسر واجه محل هواتف محمول وهو يصرخ بهياج:
_ أين هم، لماذا تختبئوا الأن مثل الدجاجات إذا كانوا رجالا فليأتوا أمامي وسوف.

انقض عليه سيد من الخلف وهو يمسك يديده ويصرخ به بغضب:
_ أهدئ يا إسماعيل سوف نعلمهم الأدب ولكن ماذا تفعل لماذا تخرب المحل فما ذنب الرجل؟ ابنه من أخطئ وسوف نعاقبه، توقف حالا .

صرخ إسماعيل الذي كان لا يختلف عن سيد في وسامته ولا قوته إلا في تهوره و جنونه:
_ أصمت يا سيد لن أهدئ حتي اريهم الكلاب.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي