حرب القلوب

أسماء عادل عبدالحميد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-20ضع على الرف
  • 53K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

الفصل الأول
طرقاتُ خالية، و مقاعد مبللة و قطرات تسقط واحدة تلو الأخرى يتناغم صوتها مع تلك الرياح التي تُحرك أغصان الأشجار، لتتساقط تلك الوريقات الهشة تحف بأرضية الطريق مع صوت زجاج تلك الشرفة، الذى راح يتخبط ببعضه من الرياح، وهناك في الغرفة ترقد تلك الحسناء براحة بال، سرعان ما تغيرت ملامح وجهها إلى العبوس، ربما ترى في أحلامها شيء مزعج أو أحدهما يقوم بمطاردتها، قطرات ماء تهبط من عينيها و شهقات تصدر منها، جعلت من ترقد خلفها تستيقظ فزعاً من حالها، تهزها لعلها تفيق و تنادى باسمها ولكن لا إجابة، أشعلت ضوء الغرفة و أخذت تردد آيات من الكتاب الحكيم، شهقة خرجت من الأخرى، وكأنها كانت تغرق في قاع أحد المحيطات، أخدت أنفاسها بسرعة تشعر بالاختناق وتمسح الأخرى بيدها على خصلاتها ومازالت تردد القرآن هدأت قليلاً ثم ناولتها كأس الماء، أخذته منها ثم بدأت تمسح على وجهها بحنان بالغ لما آلت إليه حالة شقيقتها أردفت بحب مماثل لنظراتها
زينب : ما بكِ أختي أخبريني هل أنتى على ما يرام، بماذا حلمتِ لتكون حالتك بكل هذا السوء
أخذت أنفاسها و تسللت أكثر في أحضانها و الأخرى تمسح على خصلاتها : حلم بشع، رأيت نفسي بين ثعابين كثيرة تحاول لدغي و كنت أفر منها ولكن كانت تخرج لي من حيث لا أدري حتى في المنزل، وكان معي أنس أيضاً ولكن لم يقتربوا منه أبداً وفي الاخر لدغتني إحداهما وسارة تقف تنظر لي بإبتسامة شامتة كأنها تريد الموت لي لأفارق حياتي بعدها في المنزل و أجهشت في نوبة من البكاء مرة أخرى كان بشعاً للغاية أختي، بشع لا أستطيع أن أغمض عيناي الآن حتى وأنا بين أحضانك، أختي أنا أشعر بالخوف
أردفت زينب بحزن : لا عليكِ حبيبتي ربما لم تصلِ العشاء و غرقتي في النوم دونها، ثم إن سارة تحبك، فكيف لشقيقة أن تكره شقيقتها، هذا حلم من الشيطان أختي
أردفت حياة : لا والله لم أفعلها، فأنا بالفعل صليتها قبل النوم، ربما لأني لم أصلي القيام
زينب بحب : أجل ربما هيا لنصليه معاً
على جانب آخر بعيد كل البعد عن تلك المدينة، في مدينة ساحرة أخرى تعيش بها مع أهلها وحياتها هنيئة نوعاً ما، كانت جالسة أمام جهازها اللوحي تراسل أحدهما و الأخر يفعل مثلها كان يخبرها بمقدار حبه لها لتخجل هي و تشتعل وجنتيها مع أنه لا يراه، أخبرها أنه يشعر باشتعالهم أثر حديثه، ظلوا هكذا طوال الليل يتحدثون غافلين عن فعلتهم الحرام.
استيقظت من نومها تفرد يدها في الهواء و تحرك خصلاتها بطريقة مرحة قامت من فراشها اتجهت إلى المرحاض اغتسلت و توضأت و ارتدت ثيابها و صلت فرضها خرجت من حجرتها
أردفت بملل : كالعادة لا يوجد أحد في هذا المنزل الكئيب، أحدهما خارج البلاد و الأخرى تركض في النادي تهتم بالمظاهر، ولا تهتم بإبنتها، نزلت الدرج واتجهت لتأكل شيء ما رأتها تجلس على مقعد ما تنظر إليها
ريناد : أووه خالتي لما كل تلك النظرات، تلقيها بوجهي كالسهام، أتعلمي ذلك
عبير : عملت هنا قبل أن تأتي أنتى إلى هذه الدنيا فأنا من ربيتك أتعلمين هذا
قالت : أعلم هذا، ماذا حدث الآن لتلك المحاضرة التي تبدأ كل مرة بتلك العبارات
عبير : أراكِ مهملة كثيرة في دروسك و مذاكرتك أنسيتي انك في نهاية المرحلة الثانوية
ريناد ببرود : أعلم هذا ماذا بعد، وما بها دروسي
عبير بحب : ابنتي أنتى توقفتِ عن المذاكرة والذهاب إلى دروسك، كيف ستجتازين إذا تلك السنة إذا كنتِ مهملة إلى هذا الحد
ريناد : خالتي أنا فقط أخذ استراحة لعناء الشهور الماضية، لا تخافي سأعود غداً بإذن الله لأكمل دروسي
عبير بحنان : إذاً هيا لتتناولي طعامك، و اتركي عنكِ تلك السهرات بالمساء
ريناد متحدثة لتنهي هذا الحوار الممل من وجهة نظرها : كما تأمرين خالتي العزيزة

حمزة بتنهيدة: أمي ألم تملِ من هذا الموضوع، كلما رأيتِ وجهي، ترددي متى ستتزوج متى ستتزوج
لقد مللت نيابة عنك صدقيني، لم ألتقِ بعد بفتاتي المميزة
أردفت نهلة بتهكم لحديثه : ومتى ستلتقي بها إذا، في الجنة أم ماذا
حمزة : أمي لا داع للإستهزاء بحديثي كل مرة، أنا لا أحب أحد، ليطمئن قلبك ف مشاعري فقط ستكون لزوجتي
رفعت بحب : بني هي فقط تريد رؤيتك سعيداً، و تكوين أسرة خاصة بك لا أكثر
حمزة بتنهيدة حزينة لرؤية والدته حزينة بعد حديثه : أعلم أبي، ولكن أمي لا تفهم أنني لم ألتقِ بفتاة تناسبني قط
ثم ذهب إلى والدته وقبل رأسها : أعدك أن أفكر في الزواج، فقط لا غير هاااا
ابتسمت له بحنان : حسناً سأنتظر
رفعت وهو يضمهم إليه و يبتسم : لابد من تلك المشاغبة كل صباح بينكما
أردفت نهلة بحب : لا يوجد لي سواه أشاكسه
حمزة بحنان فهو على علم بحزن والدته انها لم تنجب بعده : افعلي ما تريدي أمي فأنا كلي لكي
رفعت بمشاكسة : أعتقد أنك لا تريد لغيرتي أن تظهر الآن وإلا ستكون مقطع لأشلاء هاااا
حمزة بضحك : لا لا نحن هكذا أفضل
ذهبت لتحضر دروسها مرة أخرى لكي لا تحزن خالتها عبير منها مجددا فهي تحبها و حتى أكثر من أهلها، هي من تكون معاها دوماً، هي وصديقتها الوحيدة تلك الفتاة التي لا تدخر اي شيء بداخلها أكان حباً، وقتاً أو حتى مالاً هي فقط تريد رؤية الكل سعيد من حولها، ولكن تتعارض معها أحياناً أو ربما كلياً فيما يخص علاقتها بمحمد، هي لا تعلم كم أحبه، تريدني أن أتخلى عنه وأتركه من أجل ترهات في عقلها، أو هل تفعل ذلك لأنها لا تحب أو لم تجد الحب بعد، لا لا فهي ليست بتلك الخصال، خرجت من محادثتها مع ذاتها على صوت صديقتها تلك المشاغبة السعيدة
نجوي : ما بكى يا فتاة أكل هذا شرود، ثم أكملت بمشاغبة حباً لي صح، أعلم انكِ لا تستطيعين العيش بدوني وبدون مشاغبتي لكي، ولكن هذا لا يستحق كل هذا الشرود
ريناد بحنق : اووه كفى عن التحدث يا فتاة، كفاكِ غروراً بنفسك
نجوي : يحق لي ذلك أيتها الحقودة العابسة
ريناد : عابسة أجل، أخبريني ماذا فعلتي أمس، هل سجلتي الدروس لتعطيها لي
نجوي : لم أفعل شيئاً يستحق الذكر، فقط مذاكرة، مذاكرة، لم أعد أحتمل أفف
ريناد : لم يبق شيء وتنتهي، فقط بضعة أشهر ونتخلص منها
نجوي : معكي حق، أخبريني هل ما زالتِ تتحدثين مع ذلك الشاب، أم لا
ريناد بتوتر : نعم ولكن ليس بإستمرار، تعلمين فهو أيضاً في نفس السنة
نجوي : أعلم هذا، ولكن ما تفعلينه خطأ ريناد، لا تماطلي معي في الحديث، ستندمين لاحقاً إلا لم تفيقِ
ريناد : أووه نجوى عدنا لذلك الموضوع مرة أخرى، لما الندم ونحن يحب كلانا الآخر، أين الندم في الموضوع فمستواه الإجتماعي نفس مستوانا، لا أرى اعتراض لحبنا لبعض
نجوي : أنا لا أتحدث عن المستوى الاجتماعي، أتحدث عن الطريقة نفسها خاطئة، لما لا تنتظرون إنتهاء تلك السنة أولا، ربما يعجبكِ آخر في الجامعة، أو يعجب هو بأخرى
ريناد بغضب : ما تلك الترهات، أنتى تختلقين أسباب مستحيل أن تحدث
نجوي : أتمنى ذلك، ولكن قللي من محادثاتك له
ريناد منهية الحديث : حسناً سأفعل

كان هو يزرع الغرفة ذهاباً و إياباً، فأخاه يحبها وهو كذلك ولكن لا يمكنه التضحية بها، حتى لو كانت هي أيضاً تحب الآخر ، هو سيحصل عليها يوماً ما ويجعلها تبادله هذا الحب بدلاً عن أخيه،. سيقطع كل الطرق ليحظى بنظرة من عينيها، أو بسمة من شفتيها، وربما كلمة لطيفة تطفئ ولو قليلاً من نار حبه لها، حدثه قلبه. وهل ستكتفي بكلمة فقط!! ولكن ماذا إن لم يحدث ما يريد، ربما وقتها يلجأ لخطة ماكرة، وهو أيضاً يريد السعادة معها، إن لم تكن في حياته و ترضى به، فلتغادر الحياة بأكملها فلن تكون لسواه حتى لو كان أخيه
رحاب : ماذا تفعل أخي هيا فأبى ينتظر على طاولة الإفطار... نظر إليها قليلاً ثم أردف وهل الكل موجود على طاولة الإفطار أم مازال أنس نائم
رحاب : بالطبع لا، هو موجود أنت تعلم فأبى يحب الجميع مجتمع معاً على الطعام، صمتت وأردف هو محقة ولكن أحياناً أبي يعطي استثناء لأخي، مما يجعلني أفكر أنه وحده ابنه ونحن لا
رحاب باسمة ظناً منها أنه يمزح : هيا أخي لا وقت للمزاح، فأبى لا يفرق في معاملتنا، ربما يعطي استثناء لأخي على حد قولك فهذا لأن أنس يعمل لوقت متأخر فيكون متعب أن تنام في أي وقت و في اي مكان مسكينة زوجتك المستقبلية ستأخذ أحد حيوانات الكوالا.. لا يفعل شيئاً مفيداً سوى النوم

Flash Back
صعدت هي درجات السلم بمرح وضحك وهو يهرول خلفها بحب واضح يلمع بعينيه، لما لا وهو يحظى بحبها وقلبها مثلما استحوذت هي عليه، صعدوا إلى سطح المنزل وقفت تدور حول تلك الزهور، الموجودة على سور البيت تحاوطه من كل الإتجاهات، وقف ينظر لها بحب ثم اتجه إليها أمسك بيديها وراح يدور وهي كذلك بينما صوت ضحكاتهم تتعالى وقف نظر لها ثم قربها منه بحب وهو يهتف بحنان : و أخيرا نُلت الرضا، قد قبل والدك بخطبتنا كم أنا سعيد حياتي، ستكونين ملكي قريباً، أود الصراخ من كثرة الفرحة التي تعتمر قلبي الآن، أصابعه تتحرك ببطء على وجهها، مما يصيب جسدها قشعريرة لذيذة بادلته نظرته بأخرى بحب ثم هتفت بسعادة : كم أنا فرحة فأخيراً سيكلل حبنا بالزواج، جلس بجانبها على تلك الأرجوحة المعلقة بالمنتصف فقط يروي ظمأ عينيه برؤيتها سعيدة و رؤية حبها له يترجم بشفتيها، كلماتها تحيي قلبه، يشعر به يدق بصخب فقط بجوارها، فهي الحياة بالنسبة له
ذهبت إلى ذلك الحاجز وقفت تفتح ذراعيها للهواء لينعش جسدها، مع تلك الراحة التي تسري في روحها، وقف لجوارها ينظر لها بحب، نظر لها ثم ابتسم على حركاتها الطفولية، داعب هو وجهها فنظرت إليه، وقفا يخططان لسير حياتهم المستقبلية بسعادة وردية، كانت السعادة هي التي تزين عيونهم
End Flash Back
حياة بتنهيدة قوية : ماذا حدث لك أنس وكيف تبدلت هكذا، أو قل حبك لي، لا لا هو بالتأكيد مشغول وليس متفرغ لترهاتي كما قالت سارة، بالطبع فهو يجهز منزلنا المستقبلي، ثم تبسمت لتلك الذكرى السابقة بحنان، وكم شعرت حينها براحة العالم تسكن روحها فور موافقة والدها على خطبة أنس لها، لن تعكر صفو حياتها بقى القليل و تكون له و ستفعل ما تشاء به من غضب و عتاب ولكن بالأخير سترضخ لحب طفولتها.

خرج هو وجد الجميع يجلس على الطاولة ينتظرون خروجه، لابد للجميع أن يكونوا مجتمعين على الطعام هذا أمر والده، فكل منهم مشغول بحياته لا يجتمعون سوى على الطعام كم حرص والدهم على ذلك، لا يريدهم أن ينسوا قيمة العائلة ويتفرقون فيلهو كل واحد منهم بإتجاه، ف التجمع على الطعام سيجعلنا متماسكين من وجهة نظره، كم أكره هذا التجمع، الوحدة والعيش منفرداً أفضل بكثير من كل تلك الترهات
رأفت : صباح الخير للجميع..... رد الكل التحية عليه جلس في مكانه وبدأ الجميع في تناول الطعام بعد أن بدأ والدهم أولا.... تحدث والده بحب صادق : كيف حالك بني وكيف يسير عملك
أجاب هو ببرود : أنا بخير وهكذا أيضاً عملي
أردفت والدته بمحبة : ومتى ستفرح قلبي وتنوي الزواج مثل أخيك، فالعمر يمر بني
أردف رأفت بتهكم : ليس لأنه تؤامي نتزوج سوياً أمي فهو اختار من تناسبه، أنا لم أجد من تناسبني للآن
فايزة : وهل ببالك فتاة أم أختار لك أنا
لاحت هي بباله في نظرة خاطفة : لا أمي لا توجد فتاة بحياتي، فأنا مشغول بعملي ليس لدي وقت لترهات الحب تلك
رحاب بحب : أتسمي الحب ترهات، لا يوجد أجمل من أن تحب وتشارك فتاة كل شغفك بالحياة و تفعل معها كل ما تريد، الحب من يعطي نكهة للحياة
رأفت بتهكم : وهل جربتيه لتخبريني
رحاب بحب : لا لم أجربه ولكن أراه بعين أبي لأمي وكذلك أنس وحياة
فايزة : صادقة ابنتي فالحب من يعطي تلك النكهة الجميلة لتستمر الحياة، ثم نظرت إلى رأفت قائلة إذاً فتاتك عندي أنا من سيختارها لك،. فهي جميلة وخلوقة و. مناسبة لك أيضاً، فهي بمثابة جوهرة ثمينة
قال هو ببرود : ومن تلك الجوهرة إذا هل رأيتِها من قبل
فايزة : مرات عديدة، وهل سأختار اي فتاة بالطبع لأ، فزوجتك ستكون زينب ابنة عمك
رأفت : بالطبع تمزحين معي كيف أتزوج تلك فهي فتاة حالمة للغاية تريد العيش كالروايات كيف سأتقلم معها ومع أحلامها تلك
صادق : ولما كل ذاك الجزع، فلتعش معها مثلما تريدان فهي ستأخذ طباعك بني، لا أرى شيئاً سيئاً في العيش بحب وسلام
ظلوا يتحدثون حول ذلك الموضوع كثيرا و بالأخير انتصرت والدته لتأخذ موافقته لتجعل ابنة عمه زوجة له

حسن : هيا لأوصلكِ للجامعة بطريقي صغيرتي
حياة : حسناً أبي قادمة فقط أرتدي الحجاب
سهام : لا تتأخري ابنتي، انتهى من محاضراتك و فوراً إلى المنزل،
حياة وهي تقبلها : حسناً أمي، أيوجد أمراً آخر
سهام : انتبهي لنفسك فقط، في حفظ الله صغيرتي
حياة : شكراً أمي ثم نظرت لشقيقتيها أترِدْن شيئاً أجلبه و أنا قادمة
أردفت زينب بحب : لا حبيبتي انتبهي لنفسك، بينما قالت سارة : أريد بعضاً من الحلوى
حياة : حسناً اي شيء آخر، هزت رأسها رافضةلا تشتهي شيئًا آخر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي