أذبني برفق

الخنساء`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-20ضع على الرف
  • 50.9K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

(رعشات قلبي الاولى)


في احد ليالي أغسطس والهواء العليل يضرب بشعرها يمنياً ويساراً، وبيدها كأس من الزنجبيل
لكي يحسن مزاجها، بينما كانت جالسة تنظر إلى النجوم .
وتنظر بعيناها للقمر وكان ليلتها القمر محاق شبه قمرُيشبه روحها النقية.



مجيئ وليد...
إلا بيداً خشنة اصابعهُ ليدهِ كأنها سنابل قمح من شدة طولهن، وقفت من رعبتها بسرعة والا انهُ وليد
ابن عمها، عادٌمن الجيش حيث كان في المدينة.
دهشت عيناها لرؤيته كيف؟ اتى من المدنية والحرب قائمة.


نعم نحن في حرب اكلت وطني واكلت لي نصف اقاربي لم يسعها إلا انها حضنتهُ دون وعي مع ذلك لا يجوز عليها لمسهُ. وبكيت لانهُ اتى اليهم بعد فراق دام عنهم لمدة خمس سنوات.


ابتعد عنها وعيناه ممتلئة بانداهش!! لرؤيتها
قالت: ما بك لماذا؟ تنظر الي بدهشة!
قال: قد كبرتي يا وصال: كثيرا أصبحتي ناضجة جميلة جدا.
شكرته على ردة فعله بها، وعلى اطراء مدحه لها، ثم، قالت له:
لم يبقى أحدا على ما هو يا ابن عمي، ها انت:
الكبر اخذ عليك واصبحت تقارب عمي رحمه الله
وانت تغيرت كثيرا أصبحت بعمر عمي وضحكت.



هنا توقف صامتا وليد.
وكأن وصال، اضافت الملح على جرحهُ ونسيت بأنه
افتقد والده بأيام الحرب، حتى انهُ لم يرأه تأسفت وصال له، وضعت يداها على كتفهِ وقالت العزاء لك يا ابن عمي.



وصال...
وأنا أيضا يا أصدقاء فقدت الكثير من عائلتي.
اجل، لا اخبركم القليل عني انا فتاة اسكن مع والدتي ،
وعمتي اخت ابي، عمري ثمانية عشّر زهرة، لست طويلة،
ولا قصيرة، لكنني من الأقزام السبعة بيضاء ممتلئة الجسم.


لم تكمل دراستها بسبب الحروب التي حصلت في بلادها
لها ولكم العزاء بمن خسر له أحد الأشخاص.
اسمها وصال، وامها حياة، وعمتها نور.
حالياً وصال تسكن معهم، حالتها المادية جيدة لكنها ليست بالطبقة المتوسطة، لا يوجد لديها الكثير من الأصدقاء.
انها فقط، تكتفي بالقليل وترى أن هكذا افضل.


هذه هي وصال معلومات عامة عنها؛ لكن داخلها اسوءبكثير مما مررت به للننتقل اليها من الداخل ، فهي مرت بالكثير من العثرات.

اهلا بكم بعائلة وصال ووليد...
دخل وليد ابن عمها، الى المنزل بعد لقاءه مع وصال.
عانقتهُ والدتها، وعيناها مليئة شوق لاحد ابناءها.
وبدأت بالبكاء ورحبت بهِ وهللت المنزل بالزرغايد.
كذلك عمتها نور حضتنه ، والدموع من عيناها منهمرة ، وكأنها لأول مرة تراه ! فهي بين الحين والآخر تذهب إلى المدنية التي كان بها اخاها واولادهُ.
حضرت العمة نور والخالة حياة المائدة بما لذ وطاب .
وكانت العصائر باردة كبرد كانون في شتاءهُ..
بقيوا يتسامرون لوقت متأخر يسأل عن حالهم وعن حال ما حل بهم ، وعن ،ماذا؟ حصل ! وجرى بغيابه عنهم.
لقد اكل النعاس عينان وصال: ذبلت اجفان عيناها.
وكأنها على مخدة من ريش نعام"تهيأ نفسها انها نائمة على غيمة بين سحاب الغيوم فترى نفسها على مخدة من ريش نعام.






شعرت الصغيرة بأن أحدهم ينظر إليها التفت .
وهي جالسة على الاريكة التي بصالة التلفاز.
فا رميت بطرف عيناها على وليد إلا أنه ينظر اليها
بتأمل وحنان وشوق بشفافية دون علمها.
فعندما شعرت انه ينظر اليها بطريقة لا تعلم ماشعورها
تجاه نظراتهُ حتى ؛ فعدلت مجلسها وجلست معتدلة.

لكي لا يبان انعواج جسدها وان ، لاتجعل بأعين وليد اغراء بتاتا.
رآها وليد وبدأ بالقهقهة ، لأنها لاتعرف ماذا تفعل؟
نظرت إليها العمة نور وقالت لها ادخلي لفراشك يا عزيزتي
لقد نامت اعينك وانتي معنا.


فلم يسعها إلا أنه سمعت كلام العمة ونهضت من
مكانها إلى غرفتها ، ووليد عيناه مليئة بها يتأمل جسدها وقصر قامتها ورقتها فهي ناعمة كاحمامة سلام بيضاء.
ينظر إليها وهو غير مصدق بأنها أمام ناظرها نفس المكان والزمان متواجد معها الذي كان يتأمل وهو في الجيش يغمض عيناه لكي يرأها الان هي معهُ.







نهضت وصال إلى فراشها بعد وقت متأخر لديها شيء
قبل أن تنام هو أن تكتب ما يحصل معها في اليوم بالمعنى تسمى مذكرات كان في خزانتها الدفتر التي تعيش به يومياتها .

بعد أن انتهت وصال من الكتابة هيت سريرها وارتدت ثياب النوم الخفيفة على جسدها الناعم ، وأطفت أضواء الغرفة ، ودخلت سريرها ونامت بعمق.



بعدعدة أيام من زيارة ابن عمها ، في ليلة باردة من آوخر ليالي شهر أغسطس ، بعد ان تناولا العشاء.
وذهبا كل منهم إلى غرفتهِ ؛ إلا ان هناك ظل أحدهم على باب غرفتها ، وضعت يداها على فمها خوفاً ،لأنها تذعر من اي شيء. تسألت وصال : من الذي علي بابها وهي تعلم جيداً بأن الذي خلف باب غرفتها هو وليد ، لكنها تذاكت عليهِ فتسألت عليه.
فقالت من الذي وراءالباب.
فقال:انا وليد هل يمكنني الدخول.
وصال لم تعطيهِ جواب .

اقتربت وصال على الباب تلمح ظلهُ ، كيفما تشاء.
وضعت يدها على بلور باب غرفتها
تلوح على ظل بابها ، بجسده العريض وشعره ، المتناثر على كتفيه ، وظلهِ الطويل ، تتأملهُ بعقلها الصغير اه يا صغيرته
كرر وليد سؤالهُ لها وهو على الباب ، فهو كان يترقب موعد نومها


يطرق باب غرفتها لحظة صمت رافقت وصال.
فقالت وصال في نفسها ماذا يريد؟! مني.
انني مرتدية فقط ثياب النوم ؛ وهو يعلم موعد نومها الان.
لماذا؟ لم يأتي اليها حينما كانت جالسة معهُ
فقالت بنفسها: لاأنظر إليه ماذا يريد؟
قالت له: انتظر ، قليلا لاأرتدي العباءة فوق ثيابي.
فقال لها حسناً؟

ارتدت وصال العباءة وفتحت الباب ، وهي تنظر اليه بشفافية مطلقة لا يوجد ذعر في قلبها ، منه إلا ان العرق المتطرق من جبينهِ العالي المجعد ، من عصبيتهِ الزائدة لتصبح نبضات قلبها متخربطة غير سارية في مكانه التهب أنفاسها حراراة ضوئية خفيفة لتبعث بجسده العريض.


لتقول: في عقلهاما الذي يحصل معكِ ياوصال"
كفي ضربات قلبك ما بالك، ماذا بك توقفي لكي لا يلاحظك يا حمقاء.


قالت لهُ، ما الذي تريده يا وليد؟
طلب وليد من وصال ان تكتب له رسالة.
لان كتابتهُ ليست جيدة كفاية انه لا يجيد الكتابة جيداً.
قالها: بصوته الثخين ، وكأن الأسد يزآر أمامها.


قالت له حسناً لكن لمن تريد ان اكتب هل لأخوتك؟
فكان جوابهُ لا بل لحبيبتي ، اندهشت وصال !! وانفجر بركانها على وليد فقالت له: وكيف لك حبيبة يا وليد كيف؟ ومتى!
هل عندما كنا تحت نيران القصف هل عندما تشردت عائلاتنا ، ام عندما سافروا اخوتك على بلاد غريبة وهم صغار ، ام عندما مرضت انا ، ام عندما فقدنا اباك واخاه وابن عمك،
متى أحببت ياوليد؟!


كادت وصال أن تقول هذه الكلمات بوجه وليد، لكن لم تستطيع لأنها تعتقد بأنها لاشأن لها بهِ.

فأكمل حديثهِ العزيز وليد عن حبيبته ؛ وكأن المحيط المتجمد جمّد بوجهها ، لتخبره بسرعة لسانها ماذا الديك حبيبة ؟!
فصدمها بقولهُ نعم انني: احبها وكنت ، سأ اعترف لها لكن؟
ظروف الحرب لم تجعلنا معاً.



يخبرها وكأنها تريد ان ، تسمع فقالت له:
حسناً ماذا تريدني أن"اكتب وهي ، والنار تأكل قلبها.
وكأنها ، كانت حبيبتهُ وتركها.
فنظرت إلى نفسها وقالت : لا أعلم لماذا انزعجت وتعكر مزاجي واحسست بشعور غريب داخل قلبي ، يريد أن يصرخ لا بد انه وصمتت.


توترت وصال وقالت لوليد ماذا؟ اكتب برسالتك
لحظة ادراك انفاسهُ تبعث بها وينظر لها نظرة تأمل وعيناهُ لا تبعد النظر عنها توهجا فمهُ حرارة تجاهها وانفاسهُ السيئة ذات رائحة الدخان لتحرق روحها.

ابتعدت عنه قليلاً، لتملئ على الورقة رسالتهِ
فقال لها: ويقصد وصال بكلامهِ، لكنها لا تعلم انها المقصودة، لينقل لها بصوتهِ الرسالة.


وليد...
اكتبي يا قلبي نعم ماذا؟!!
اقصد لتكتبي يا ابنة عمي ما يلي.
انتقاص قلبها من مكانه وكأن الجمرة تحتلهُ.
عندما قال لها: يا قلبي ، فقالت في عقلها ، هيا دعك من هذا يا حمقاء واكملي كتابتك.


أمسكت الورقة والقلم لتكتب له.
وبدأت وصال بالكتابة وفي قلبها نار مشتلعة لا تعلم ماذا؟ اصاب قلبها- قال لها : اكتبي يا عزيزتي.


بدأ ينقلها بما تكتب وهي بدأت بالكتابة.
فقال عزيزتي اكتب لك من هذه المدينة وانتي أقرب الي من انفاسي ، ووصال في رأسها تقول : توقف قلبي يالاحظها اليها هذا الكلام الجميل !لم اسمعهُ من أحدا قط ، واكملت الكتابة.



فبدأت تسمع ما يقوله لها انني اشتاق اليك انك قريبة مني لكنني لا استطيع حتى لمسك ، توقفت وصال عن الكتابة ،
ونظرت إليهِ وهي لا تستطيع التنفس
لتقول في عقلها ، من هذه التي تستحق كلامه هذا
لماذا عاد؟ اذا لا يستطيع الإبتعاد عنها وماذا؟ ومن أين له هذا الكلام ؟


فكانت وصال تخجل من هذا الكلام او أنها تشعر بالغيرة وتهيج نيرانها تجاه ابن عمها ، فلم تستطيع أن تكمل ما كان ينقلهُ لها
فقال هيا: اكتبي لا تدعيني اغضب.
فقالت له ، لا ارجوك لا استطيع اكمل ما تقولهُ لي فقال لها لا تذعري من كلامي هذا سيأتي يوماً واحدهم يكتب لكِ
هذا أو يقوله لك .
فنظر اليها مستغرباً خوفاً عليها منهُ ولكي لاتخاف منهُ.
فرددّقائلاً لها ما بكِ صغيرتي لتطمئني ؛ انها كلمات ولستُ
أفعل هيا اكملي يا وصال .



هنا توقف قلبها مما قالهُ وليد لها:
فردت عليه ارجوك لا استطيع انني أخجل ، من هذا الكلام المعسول ، وما زلتُ صغيرة ضحك وليد وكأنه أطمن بأن لا أحداً دخل قلبها ، وما زالت نقية القلب خاليِ من الرجال وانهُ يستحقها هو فقط.
فا ابتعدت عنهُ وصال فتحت له، الباب وقالت لهُ اريد ان انام ارجوك في الصباح نكمل.




عندما خرج من غرفتها قال لها: أتصبحين على خير يا حلوتي أقفلت وصال الباب بسرعة كبيرة
فقالت: ماحالهِ وما بال كلامهُ؟
انها لا تعلم انه كان ينقل إليها الرسالة لكنها لم تلاحظ هذا
لتنام عيناها الآن وتبعد ، هذه الأفكار ، عن عقلها
لكن ما زال عقلها الفتاة الصغيرة عالق بحبيبته؟!!
ومن هي وكلها تساؤلات بعقل وصال.




مرحبا انا "وليد
قد علمتم من وصال انني ابن عمها.
عمري 25عاماً طويل عريض الأكتاف ،عيناي معسلوتان ، اهدابي طويلة وإنني ، أشعر بالاكتفاء ، عند ذكر اسمي على لسان وصال ابنة عمي.




منذ كانت صغيرة كان يرأها جميلة الجميلات ، وإنه يميزها عن باقي الفتيات ، مع ذالك كان يعلم انهُ يكبرها بالسن
لكن ليس كثيراً ، لكنهُ دوما ما يرأها لهُ حبيبة منذ اول مرة شعر بها بقلبهُ، عندما كانت ترتاد المدرسة في المرحلة المتوسطة ، كانت ناعمة صغيرة وصفها جميل
لا يستطيع البوح اكثر عن وصفها ؛ لأنها حين تأتي على ذكره لايتمالك نفسهُ يريد أن يعانقها او يقبلها لا يستطيع كبح مشاعره أمام جمالها الاخاذ ، حلوتهُ وجميلتهُ وصغيرتهُ.



ذهب وليد: إلى الخدمة العسكرية ،لكي ينقذ نفسه من
هول المجرمين بما يسمون الإرهاب ، قاومَ نيران قلبهِ لترك والدته واخوتهُ وابيهِ تحت قصف لا يرحم ، دخل إلى المعسكر .
وكان عبارة عن ساحة كبيرة يوجد بها أكياس من الرمل.
وعدد من الحجارة الكبيرة ، وعدد قليل من الدبابات والسيارات، بها ، لونها قاتم بلون الرماد.


ساحة السكنة،تشبه لون البارود الذي اطلق غدر.
وكان المسكن عبارة عن غرف متقاربة وأسرة قديمة ، رائحة المكان قذرة.
كيف؟ سيبقى وليد بهذا المكان بعد أن كان في غرفة كبيرة يوجد بها نوافذ بلورية كبيرة ، وسرير كبير يتسع لثلاثة اشخاص، كيف سيبقى؟وبهذا المكان تحت ظل عتمة السكن ورائحتهِ النتنة المقرفة
ليردد لسانهُ آللهم الهمني الصبر يا الله
انهُ يدعو الله أن يمتلك الصبر.



استلقى وليد على السرير لكي يغمض عيناه.
ليرى بهما،اهلهُ، ويتذكر ابنة قلبهُ كيف؟ ودعها.
دون ان يخبرها بأن قلبهُ يهواها ، إلا أن هناك سمع وليد اصوات عالية ، افزعتهُ من سريره ؛ رمش بعيناهُ الا أنه الضابط ، أتى ليقول لهم :
هيا يا ابطال لنقاوم الإرهاب والمجرمين
خذو هذه الأسلحة ؛ فهناك كان أحدهم اسمهُ بلال فقال له الضابط وزعها يا بلال ، وليد بقي مندهش!!
من صوت الضابط وكيف طلب من الشاب الصغير أن يوزع أسلحة وهو لا يعلم كيفية استخدامها بعد.
بعد أن تم توزيع الأسلحة على الجنود ، وقف وليد
صافن في نفسهِ وقال:
نحن تركنا احبابنا ليس لكي ؛ نقتل أحد بل لنجد الحل ، ضابط عريض طويل ، أسمر ملتحي اللحية ، قوي البنية
الصوت كا البوق يدق ، انه الضابط
الأكبر لفئة الشباب العسكريين الجدد اسمهُ "فرحات"..




بقيوا يتمرنون وتمارين جدا صعبة لكن وليد تخطاها جميعها.
كان هناك شاب صغير البنية رفيع ، دوماً مايراه وليد يبكي .
فقرر وليد : ان يذهب اليهِ ليرى حالته ماينتابهُ من الفضول ليعلم ما بهِ، لكن دوماً ما تتراجع خطواتهُ.
فقال له:بلال كلمة واحدة.
يريد بأن ينتهي هذا الكابوس.



انداهش وليد !! بعد مدة من الوقت الذي قضاهُ وليد في السكنة العسكريه سنتان يا إلهي.
فقال لصديقهِ وائل : تاريخ ما هو تاريخ اليوم يا وائل؟


لا يعلم وائل ماهو التاريخ فقرر ؛ ان يسأل بلال انهُ يعلم الكثير من الأمور بسبب خفة دمه مع باقي الجنود ، فسألهُ ما تاريخ اليوم؟ فقال بلال : اليوم يا صديقنا ختمنا هنا ثلاثة سنوات.


دهش!! وليد من المدة التي قضاها دون أن يشعر ماذا؟!
طال فراقهُ، كثيرا عن والداهُ، لا يعلم من منهم بقي حي وكيف أصبحوا؟ يا إلهي فرجك القريب عليهم.


بعد مرور زمني يبعد سنوات عن اهلهِ.
شعر وليد ببعد عائلتهُ عنه ببعد السماء عن الأرض.

بالمناسبة تعرف على صديقين عوضاهُ، عن فراق الاحبة انهم شجعان ، وائل زميله الاكبر منهُ ساعده كثيرا ودربهُ، كيف؟ يحمل ويستخدم السلاح ويدافع عن نفسه ، وان لا يخاف المحن ولا العدو انه قوي كفاية ليكون له سندا من بعد الله سبحانه.


لنعرفكم قليلا عن بلال..
بلال انه شخص مضحك.
يعرف كيف يضحك الجميع وبالاخص وليد أنه مسالم لا ، يحب أن يرى الدماء ، لكن الحياة جبرتهُ على نزفها من أحدهم لكنه شخص جيد انه صادق المشاعر ، والبوح بها.
كل منا لديه أشياء يخبئها داخله 'كلنا نعلم ما هي؟ الحروب وما تاخذ مننا..


نحن لسنا فقط نحمل ارواحنا على كتفنا ونظهر.
نحن قبل أن ناتي إلى ساحة المعركة ، نكون قد قدمنا احد أهلنا كقربان ، وهناك أماً تبكي وتفقد وتنعدم ابتسامتها ، وهناك والد لم يبقى له وارث ، ولامؤنسات ، هناك حيث نحن نفقد احبابنا..
فاليوم الالاف المرات التي يشتاق وليد به لعائلتهُ.

فالحرب هي تسلية الزعماء الوحيدة التي يسمحون لأفراد الشعب بالمشاركة فيها الحرب هي قتل مجموعة من الأغراب الذين لاتشعر نحوهم بأي عداء ، ولو قابلتهم في ظروف أخرى لقدمت لهم العون أو طلبته منهم.

بالطبع أي حرباً تسبب الدمار ، والقتل ، وتنزف دماء الناس الابرياء والخطر .
لا يأتي السلام بسهولةً؛ أما أن يأتي السلام ، بعد الحرب أو تأتي حرب أخرى ودمار بعد حرب.
انا وصديقاي تعاهدنا على ان نكون حمامة سلام دون ان تطرق اسلحتنا ناراً إلا ما رحم ربي.



مرت الايام ؛ ولم يأتي ،احد لزيارتي لزيارتهِ، جلس على سريرهُ، وعيناهُ تزخ كالمطر ، كأن كانون محتلها يخبئ رأسهُ داخل المخدة التي ينام عليها ويقول مرت سنين أين أنتم؟
لياتي احداً لزيارتي لااريد اتصال فقط دون تغطية
انهُ يقول هذا بينه وبين نفسهِ.
لان كل ما تريد أن تأتي والدته ، لزيارتهُ، لا يسمح لها يحاول أن يمنعها ، بسبب ظروف المنطقة التي هو بها ليست آمنة.



بقي وليد تحت ظل الحماية للوطن حتى انتهت مدة خدمتهِ بسبب إصابة أصابت قدمه اليسرى، من خلال انفجار دوي ، قريب من السكنة ،التي،انتقل اليها" موخراً .
ودع أصدقائه ، والعيون باكية يا أصدقاء ، خذو من قيمة الحياة ودعوها في قلوبكم يزف قلباً دماً لوداعكم لكن؟
انتهت محطتي هنا اصبت بجرحاً وكأنما البدلة التي ارتديها تطلب مني محو كل ما مر علي بمجرد انتهاء خدمتي.
لكن وليد تذوق مرار صبرهِ حيث ماكان
ودع الأصدقاء عسى أن يلتقي بهم في ظروف جيدة...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي