البارت الخامس

-جاء الليل الحزين على نور النهار فأنهاه، حتى القمر معتم في إضاءته، أسوف يكون هذا الليل سرمدا حتى قيام الساعه و نعيش في ظلمته الي النهايه، ام سيأتي نور النهار و ينير ظلمه الليل الكئيب.
-كانت ليله مليئه بالحزن على نور و ادم، فهي تبكي بحزن و آلم لأنها خائفه مما سيفعله آدم بأبيها، و هو يبكي عندما تذكر الحادث و تذكر أبويه و اخواته و هما يصرخون من شده الألم، و بعد مرور بعض الوقت اتصل أيمن السويفي بآدم ليخبره بأنه وافق على إعطاءه جميع حقوقه مقابل إبنته، فكانت هذه النهايه بالنسبه لآدم، لأنه بذلك سوف يأخذ حقه كاملا و بعدها يحين وقت الانتقام من أيمن السويفي، فقام آدم و ذهب إلى غرفه نور ليخبرها بأن تجهز لكي تذهب معه على المكان الذي حددوه هو و أبيها، فعندما دخل غرفتها وجدها ما زالت تبكي فلم يعطيها اي اهتمام.
-ثم قال لها: لقد حان الوقت للرحيل من هنا، لقد إتفقنا أنا و والدك على كل شئ.
-نظرت له نور و عينيها مليئه بالدموع، فحاولت أن تهدأ من روعها و لكنها لم تقدر فقامت و وقفت أمامه و أمسكت يده بكل قوتها.
-ثم قالت له: ستنتقم من والدي أليس كذلك.
-نظر لها آدم بحده ثم قال لها: نعم سأنتقم.
-في هذه اللحظه ازدادت شهقات نور و ازداد البكاء لدرجه انها لم تقدر أن تتنفس فضاق تنفسها من شده الخوف، فازداد خوف آدم عليها فحاول تهدأتها و اجلسها على الأريكة، و جلس بجوارها حتى هدأت.
-ثم قال لها: انا سأذهب إلى غرفتي لكي ابدل ملابسي لكى ارجعكي إلى أبيكي.
-ثم تركها و ذهب إلى غرفته و جهز نفسه و طلب رجال الأمن لديه، لكي يقوموا بحراسته، حتى لا يقوم أيمن السويفي بق،تله، و بعد مرور بعض الدقائق ذهب أدم أمام غرفتها و قام بفتح الباب و لكنه صدم منها، فهي جالسه على الأريكة و لم تبدل ملابسها، فذهب و وقف أمامها بغضب.
-ثم قال لها: لماذا لم تبدلي ملابسك.
-نظرت له نور نظره مليئه بالرومانسيه و تقربت منه حتى بقى مسافه صغيره بينهما و أمسكت بيداه، فلقد قامت بعد خروجه من الغرفه بغسل وجهها و تمشيط شعرها و فردته على ظهرها، و قررت أن تقترب من قلب آدم.
-ثم قالت له: كيف سترجعني لوالدي و أنا ما زلت زوجتك، أنا لن و لم اتركك يا آدم.
-بدأ قلب آدم يزداد في خفقاته و هو ينظر لها، إلى أن قرر قلبه الهزيمه أمامها، فبدأ يبادلها نفس نظراتها، فشعرت نور أنها إنتصرت حيلتها التي فعلتها من أجل إبقاءها في القصر حتى لا ترجع لأبيها، لأنها إذا عادت لأبيها بعدها سيتم الانتقام من آدم له، و لكن كان للقدر كلمه آخرى، ففي هذه اللحظه الرومانسيه التي عاشها أبطالنا إتصل أيمن السويفي والد نور بآدم ليخبره أنه وصل إلى المكان المحدد و لم يلقى آدم، ففاق آدم من شروده و هو هائم في سحر أعينها، ورد على الهاتف ثم أخبره أنه أمامه بعض الدقائق حتى يصلوا إليه، ثم أمسك يد نور و ذهب أمام حجابها و أعطاها إياه حتى ترتديه، فنظرت له نور بشفقه حتى تحرك قلبه مره آخرى و لكنها فشلت، فإرتدت الحجاب و قررت أن تشعره بأنها غاضبه منه لأنه سيتركها و لكنه لم يعطيها أي إهتمام لهذا الغضب، ثم ذهب إلى سيارته في فجر نهار جديد و معه أربع سيارات مليئه بالرجال الذين يقومون بحمايته، ثم ذهب إلى المكان المتفق عليه، فرأي أيمن السويفي يقف و معه رجال الأمن تبعه يحرسونه من كل الجوانب واقفون و في أيديهم أسلحتهم مسلطه تجاه آدم و رجاله، فنزل رجال آدم و التفوا حواليه من جميع الجوانب و سلطوا اسلحتهم تجاه رجال أيمن السويفي، فأمسك آدم يد نور و قام بوضعها أمامه و هو ممسك بها.
-ثم نظر إلى أيمن السويفي و قال له بغضب: لقد أتيت لك بابنتك، أين أموالي و أموال أبي التي اخذتها في الماضي بأرباحها كامله.
-نظر له ايمن السويفي بغضب، ثم نظر إلى اثنين من رجاله فقاموا بإخراج الأموال من السياره، ثم قاموا بفتح الشنط ليروه الاموال، فنظر ادم إلى إثنين من رجاله لكى يذهبوا و يتأكدوا من الأموال، ثم يضعوها بداخل سياره ادم، فبعد أن وضعوا الأموال في سياره ادم ترك آدم نور لكي تذهب الى أبيها و لكنها كانت تبكي بشده فبعد أن تركها إلتفت إلى آدم و نظرت له في عينتيه بكل حسره، فحاول آدم إبعاد عيونه عنها، فتركته و ذهبت إلى أبيها، فقام أبيها بإحتضانها و لكنها لم تبادله هذا الشعور فكانت عيناها مسلطه على آدم حتى ذهب من المكان، و هو أيضا كان ينظر لها بقلبا موجوع و لكن كان يعتقد أن هذا هو نهاية قدرهم سويا، و لم يعلم ماذا يخبئ لهما القدر.

-بعد مرور فتره ليست بطويله كانت نور تعيش طوال هذه الفتره في خوفا و رهبة تملأ قلبها، فكانت تخشى أن يفعل آدم لأبيها شيئا، و اكتشفت طوال هذا الوقت بكوارث عدة لأبيها فحاولت أن تتجنبه و تحاول أن لا تحتك به، ثم قررت فجأة بأن تذهب الى شركه آدم لأنها تذكرت انها ما زالت زوجته فقررت بأن تذهب إليه و تكون هذه حجتها، فقامت و بدلت ملابسها و ارتدت ملابس رقيقه في غاية الجمال، ثم ارتدت حجابها، ثم وضعت بعض مساحيق التجميل، ثم خرجت من بيت أبيها في سيارتها إلى شركه آدم، و عندما وصلت أمام الشركه أحست بضربات قلبها تتصارع بداخلها، امتلأ قلبها باللهفه لرؤيته، فذهبت مسرعه إليه و طلبت الدخول له و لكنها انصدمت من رد فعله، فلقد رفض آدم رؤيتها، ففي هذه اللحظه جاء صديق آدم للاتفاق معه على صفقه مشتركه بينهم فرأى نور واقفه أمام السكرتيره حزينه.
-فسألها عن سبب حزنها ثم قال لها: ماذا بكي ايتها الفتاه، لما انتي حزينه هكذا؟
-نظرت له نور و عينتيها مليئتان بالحزن و لم تتكلم و لم تقول ما بها، ثم دخلت مسرعه إلى آدم مكتبه لكي تتحدث معه، فعندما دخلت المكتب إنصدمت لانه كان معه بعض الأشخاص فكانوا يتفقون على صفقه بينهم و بين آدم و كانوا في إنتظار آسر، فقام آدم من بينهم و هو غاضب من رده فعلها، فقام و تأسف منهم، ثم أمسك يدها و خرج من الغرفه و وقفوا بالخارج أمام آسر و السكرتيره، فنظر لهما آسر بابتسامه خفيفه.
-ثم قال لهما: من هذه الفتاه يا آدم و لماذا أنت ممسك بيدها هكذا؟
-ترك آدم يد نور بسرعه البرق و نظر له و هو محرج ثم قال له: تفضل يا صديقي بالداخل فالشركاء وصلوا منذ فتره و هم بانتظارك، فدخل آسر و هو يضحك بصوتا مرتفع، ثم نظر آدم إلي السكرتيره و طلب منها بأن تتركهم بمفردهم و لا تأتي حتى يقوم هو بالاتصال بها، ثم نظر بغضب إلى نور، و لكن نور حولت هذه النظره إلى نظره إستغراب منه في دقيقه.
-عندما قالت له: لقد إشتقت إليك كثيراً، كنت مترددة أن أأتي إلى هنا و لكن قلبي من بعثني إليك، و لكن لم أتوقع أنني لم أكن شيئا مهما بالنسبه لك، إني أسفه لك إن كنت تسببت في ازعاجك.
-و استديرت ظهرها و عندما همت بالخروج، أمسك آدم يدها و ضمها إلى أحضانه، فنسي العالم بأكمله و هما مع بعضهما البعض، فأحست نور أنها في هذه اللحظه إنتصرت و ربحت قلب آدم من جديد، بل أنها أحست أنها لم تخسر قلبه من الأساس، فبعد مرور بعض الثواني و هما في أحضان بعضهما بعد آدم عنها و نظر إلى عيونها بحب.
-ثم قال لها: قصتنا لا بد و أن تنتهى لأننا لا يمكن أن نكون مع بعضنا البعض فأنتي ابنه عدوي و لا يمكن أن أجعل أبنائي يأتون منك أنتي و يكون بيننا نسبا أو نصيب، أرجوكي لا تأتي هنا مرة أخرى، فأنا بالفعل لا أريد رؤيتك في حياتي نهائيا، إرجعي لأبيكي و تمتعي معه باخر أياما في حياته، أما أنا فحاولي أن تنسيني، لأنني سوف أصبح ذكرى مؤلمه في حياتك فيما بعد، مثل ما والدك أصبح أسوأ ما في حياتي.
-إستمعت نور لهذه الكلمات التي كادت أن تقت،لها من الداخل، و عيونها تنظران له نظره كلها ألم، فذهبت مسرعه من أمامه و همت بالنزول بسرعه فائقه إلى أن وصلت إلى سيارتها و ركبتها و هي تبكي بألم شديد، حتى أنها من كثره الدموع التى تسيل من أعينها و التفكير فيما قاله لها آدم إنصدمت سيارتها في سياره آخرى و انقلبت سيارتها عدة مرات، فبعد أن أنهى آدم إجتماعه و إتفاقه هو و أسر على شحنه الاسلحه و كيف سيدخلونها داخل البلد دون أن يشعر أحد بهم عندما يدخلونها، وقف أسر أمام آدم و نظر لها بابتسامه عارمه.
-ثم قال له: من هذه الفتاه يا آدم، ألديك معجبين يأتون إلى الشركه كي يقابلونك.
-لم يعطيه آدم أي إهتمام لما يقوله، ثم أمسك هاتفه فرأى رسائل كثيره من رجاله الذين كان مخصصهم لمراقبة نور، ثم قام بفتح هذه الرسائل فوجد فيها اكبر صدمة في حياته بعد أبيه و أمه و اخواته رأى صورا لسياره نور و هي منقلبه و صورا و هي محموله لتدخل سياره الاسعاف و الد،ماء تملأ وجهها و ملابسها، و مكتوب أسفل من الصور، أنها حدث لها حادث شنيع بعد خروجها من شركته، فتبدل ملامح وجهه إلى خوفا و قلقا و اخذ يضرب بيده في طاوله الاجتماعات بكل قوته حتى كسر الزجاج الذى عليها و جرحت يده من قوه ضربه في الزجاج، نظر له أسر باستغراب مما يفعله و امسك يده و حاول تهدأته و لكن أدم بدأ ينهار و لم يعد يستطيع أن يتمالك من روعه، فأمسك أسر الهاتف ليري ما هو السبب وراء زعر آدم لهذه الدرجه، فرأي صورا لنور و هي محمله علي سياره الاسعاف فنظر إلى آدم باستغراب من الأمر.
-ثم قال له باستغراب: من هذه الفتاه يا أدم و لما أتت إلى هنا، و لماذا تعين بعض الأشخاص لمراقبتها؟
-نظر له آدم نظره مليئه بالألم ثم قال له: هذه الفتاه تكون زوجتي يا آسر، و ما حدث لها كنت أنا السبب لاني أخبرتها أني لا أريدها و لا اريد رؤيتها مرة أخرى.
-استغرب أسر رده عليه، ثم نظر له بصدمه و قال: كيف تكون زوجتك و انت لم تخبر أحد بهذه الزيجه، و كيف لا تريدها و انت مرسل إليها بعض الأشخاص لمراقبتها؟ أجننت يا آدم!
-لم يجيب آدم عليه و نزل مسرعا إلى سيارته، ثم قام بالاتصال بأحد الأشخاص المكلفين بمراقبتها لسؤالهم عن المستشفى الموجوده بها نور، و بعد ما علم مكانها ذهب آدم مسرعا إلى هناك، و بعد أن وصل آدم إلى المشفى سأل عن ما حدث لها، فأخبروه بأنها موجوده داخل غرفه العمليات و أن الحاله التي أتت عليها كانت خطر جدا و أنها تحتاج إلى معجزة حتى تخرج بسلام من هذه الغرفه، فنظر آدم وراءه وجد ايمن السويفي والد نور يأتي بسرعه رهيبه إلى المشفى و معه زوجته والده نور،ثم ذهبوا بسرعه و وقفوا أمام غرفه العمليات، فأحس آدم أنه لم يقدر بأن يقف في مكانا واحدا هو و أيمن السويفي فخرج من المشفى و قلبه يتقطع على حبيبته مما حدث لها بسببه، فبعد مرور بضع ساعات خرج الطبيب من غرفه العمليات و ذهب إليه أيمن و زوجته يسألونه عن حالة نور و لكنه أخبرهم أن العمليه نجحت و لكن الحاله في خطر شديد، و أن يدعوا الله بأن تمر الثمانى و الاربعون ساعه في أمان و بعدها سوف تكون بخير، فتذكر أيمن أنه كان سببا في موت أطفالا في يوما من الايام و هما أخوات أدم و تحدث في داخله بأن الله سيحرمه من ابنته مثل ما فعل في هذه الاطفال البريئه، ذهب آدم إلى قصره و هو حزين، فذهبت إليه جدته و هي تبتسم لمجيئه و عندما رأته بهذه الحاله تبدلت ملامح وجهها و سألته عن سبب حزنه و لكن آدم لم يجيب عليها، ثم ذهب إلى غرفتها التي كانت تجلس بها أثناء إختطافها و جلس على الأريكة يتذكر كل شيئا بينهما، تذكرها و هي نائمه و هو يملس على شعرها و تذكرها و هي تنظر له بحب و تذكر يوم استفراغها عليه تذكر كل شيئا و هو يبتسم فعلم في هذه اللحظه أنه لم يقدر على فراقها و أنه كذب على قلبه قبل أن يكذب عليها بأنه لا يريدها، فتذكر أنها كانت تحب قراءه القرآن و كانت تصلى فذهب الي المرحاض و توضأ و بدأ لاول مرة يصلي بعد وفاه أمه و أبيه، أما في المشفي فذهب رجال آدم ليعرفوا ما هي حالتها فأخبرهم الطبيب أنها حاله حرجه و تحتاج إلى معجزه من الله حتى تكون بخير و تفيق، فاتصلوا بأدم كي يخبروه فكان آدم أنهى صلاته و قام بالدعاء لنور و جالس على الأريكة يقرأ في سورة يس حتى تكون نور بخير، فرأي آدم أحد رجاله يتصل به، فأمسك آدم الهاتف و يداه الاثنين يرتعشان من الخوف و القلق مما سيقولونه له، فأجاب و هو خائف من الرد، فأجابه أحد رجاله بأن حالة نور سيئه للغايه و تحتاج معجزه حتى تكون بخير، ففي هذه اللحظه لم يتمالك آدم على الدموع التى تنزل من عيونه مثل السيل فكاد قلبه أن يوقف من شده قلقه عليها، ثم تذكر للحظه أنها ابنه الرجل الذي كان سببا في دمار عائلته و لكنه تذكر أيضا أنها كانت مصدومه كثيراً مما فعله أبيها و تذكر أنها ملاكا بريئا ليس له علاقة مما فعله الشيطان والدها، كل ما يحاول أن يقسي قلبه عليها يتذكر برائتها و حبها الشديد له، فقرر أن يقوم بتبديل ملابسه و الذهاب لرؤيتها في ميعاد لم يكون والدها موجودا فيه حتى لا يراه لانه يختنق عندما يراه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي