فورسيثيا

امل فايز احمد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-26ضع على الرف
  • 90.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

«الفصل الاول»

ليست جميع القصص واحدًة، ولو تشابه الموقف والحديث، كل قصة تحمل فى جوفها ألم مختلف، وعمق من التفاصيل المختلفة، فلتترك خيالك بعيدًا، فهذه الرواية تصف كل نبضة هاربة من قلب عاشق، تصف التعلق فى أبهة صوره، هنا نصف فراق الأحبة بكلمات مسجونة في جوف الورق، فالحب يا عزيزي يصعب وصفه، هو الأمان، والألم ذو المذاق الرائع، هو بإختصار لذة مسروقة من قلب السعادة، لتهبك الحياة نصفًا يكملك، ويصبح جزءًا منك؛ فيكون الصديق، ألاب، الام، والعائلة.


كانت عائشة تنظر فى صمت دام طويلا للسحب، ومن ثم للسماء الواسعة، وتقلب بصرها احيانا للبحر، وكيف يبدو هادئا على الرغم من الضجيج الذي يقيم بداخله، وتلاطم الأمواج، ثم تعاود للسكون، وتسرح في ماضيها، تتذكر طفولتها المخضرمة بالأحداث، وتفاصيلها الدقيقة، وكيف تغيرت حياتها منذ دخول إبن عمها المصون، ذالك الدخيل الذي أقتحم عليها محراب قلبها، ودنس طهارته بحب نما كل يوم ينطق أسمه، هنا في تلك اللحظة سرت رجفة على طول عمودها الفقري، وبداءات دقات قلبها فى الخفقان السريع، وشعرت كمأ لو أن روحها تقبض.

على أرض مصرية، فى مكان مليء بعادات وتقاليد وقيم زائفة، أقطن أنا عائشة، أتذكر يوم قدومه للبيت كأنه يحدث الآن، لا يزال عقلي محتفظ بذكرياته دون تشويش، فى ذاك اليوم حين أتي أبي مهرولا من الخارج وترتسم السعادة على قسمات وجهه، فربما رغم إشراق الشمس كأي يوم إلا أن هذا اليوم كان مختلف كإختلاف السماء والارض.

تحدث أبي مناديا أمي ولا تزال السعادة تتراقص على وجهه وقال فى فرحة عارمة:
-بعد إنتظار دام طويلا، آن الوقت أن يعود فلذة كبدي، ويقيم مرة أخري في بيته، فها هو أخي (علي)، أخبرني بقدومه مع زوجته وأولاده للقرية مرة أخري.
لترد أمي عليه بنفس الفرحة، وكأن العيد قد دق بابهم، وانا اقف بينهم حائرة غير مدركة للحديث، فالامر مبهم بالنسبة لي، ولكن أستطرقني الجزء الأخير من حديث والدي حين قال سياتي برفقة زوجته وأولاده، هل هو يقصد أخاه الغائب، ذلك العم مجهول الهوية بالنسبة لي، فأنا قد ربيت فى هذا البيت وحدي، ليس لي رفيق ولا جار، أو حتى أخ يؤنس وحدتي، كل ما أعرفه هو جدي وأمي وأبي، وأن لي عم يعيش في القاهرة، ولم يصدف أن رايته، أو رأيت صورة له، أو سمعته صدفة عبر الهاتف.

أردف أبي قائلاً:
-عليكِ أن تأخذي عائشة وتنظفوا الشقة من الأتربة، وتلمعيها، فهم سياتون منهكون من السفر الطويل.

هنا وقفت مصدومة، هل حقًا سأذهب وأنهك ذاتي للتنظيف من أجل عائلة لا أعرفها، ولكن قررت أن اعتبر هذا عمل خالص لله، في سبيل إسعاد إنسان.

(كان نظام البيت شقتان، شقة بالدور الأول لجدي وشقة لأبي، والدور الثاني شقتان لعمي)

دائما كنت لا أعلم لما أبي وإن كان حاضرا يعيش في البيت يأخذ شقة واحدة، ولما عمي الذي لا يسكن معنا له شقتان؛ لينجح جدي بإقناعي بذلك الكلام التافه الذي لا يربط للعقل صلة، فإن لعمي شقة ولأبنه شقة، فهذا هو العدل(كل شقة بها غرفتان وصالة يصاحبها مطبخ وحمام) ويوجد مساحة فارغة يحاوطها سور في البيت، هناك حيث زرع مجكوعة من الاشجار والفاكهة، بمثابة بستان، فهذا الركن من البيت يعتبر منطقة للراحة من العالم، هناك حيث يصبح الأنسان جزء من السحاب والنجوم، ويحدث القمر وفوق كل هذا يستنشق هواء نقي لا يشوبه شيء، لا يهمني تقسيم الشقق او حتي حجم الغرف، أنا أسكن مع جدي في شقته، لي غرفة وهو غرفة، وبالمثل شقة أبي غرفة لامي وأبي وغرفة للجلوس، ويضعون في الصالة طاولة للطعام.

دعنا من الحديث عن البيت وأركانه، ولكن ذهب مع أمي أحمل أدوات التنظيف بعد ان قمت بتغير ملابسي، ووضع إيشارب على رأسي، وقمت بتشغيل سورة البقرة وتوصيل سماعات للهاتف، حينها أجتاحني الفضول، بعد 16عاما لأسال أمي عن عائلة عمي، فمنذ نعومة أظافري وأعلم أنه لديه زوجة وابن وابنة تؤامان، جدي يتحدث دائمة عن شوقه لأبنه الكبير، وحفيده الأكبر أيضا، عادة ما كان يأتي أمامي الحديث عن هذا عمرو، أسمه عكس لشخصيته، فهو يحمل بداخله الكثير، ربما الكلمات ستظلم وصفه، إنه مثل خطوط الليل السوداء، والسماء فى الربيع، واضح بطريقة تجعلك لا تفهمه، أو ربما غامض بدرجة واضحة جدا.

ترأقصت الافكار، وازدحمت الإستفسارات، وايضا تأججتت المشاعر لمعرفة هولاء الأشخاص، ليبداء إستجوابي لأمي عنهم، فبداءات بسؤاله لما لا يعيشو معنا ولما اتو؟ وجدت أمي تتهرب بوضح كوضوح الشمس المشرقة، فأنتقلت لسؤال آخر وانا بداخلي أعزم على معرفة السبب، فكان سؤالي مفتوح لتصب فيه جميع معلوماتها، فما كان السؤال سوىأن تخبرني عنهم، وعن كل شيء لا أعرفه بإستثناء السبب، أخبرتني أن عمي علي رجل فاضل، ذكي محنق، له من الخبرة مالم يسبق لغيره ان يجدها، وأنه الأبن الأكبر لهذه العائلة، جاء مع عائلته قبل هذا عندما كان التؤامان لم يكملا سنة من عمرهم، وغادرو بعد مولدي بوقت قصير، عندما كانت أمي حاملة بي، هذا يعني أن عمر التؤامان يقارب 26،هما كبيران جداً، يعني أنهم قد عاشو ما يقارب10 أعوام هنا، بداءت عملية التنظيف، والكنس، والتهليس، وأثناء ذالك وجدت صورا لهذه العائلة، ووجدت ألعاب، واشياء تخصهم، أنتهت مهمة التنظيف بسلام، وبعد ساعة من الأنتهاء أجتمعت العائلة تستقبلهم، وجدي كان فى غاية السعادة، متوتر، ينتظر قدومهم أحر من الجمر، وعند سماع دقة الباب وكأن هناك رائحة مسك أنتشرت في الارجاء، ولاح الأفق منيرا.

دموع تتساقط كهطول المطر في فصل الشتاء، وأحضان كثيرة، تبعث الدف، فإستقبال إبن غائب، كفرحة إستقبال عروسة جديدة، تخطي خطواتها الأولي في منزلها، أما انا فكنت هناك في الزاوية أراقب من بعيد هذا الأحتفال، وأدرس تعابير الوجه، والتفاصيل، والقي نظرة عابرة عليهم، وجدت إشتيقاق يرسم نفسه، وعيون تيبكي سرًا على وجه هذا الرجل الكبير المخضرم، يتظر لأركان البيت في ندم، يبث شوقه فى دموع، يخبر الأبواب والجدران عن أسفه، ويسرح هنهية وكأنه تذكر طفولته وحياته السابقة، كان الذكريات قد تمكنت من جسده الهزيل، وأخذت تعصف به كعاصفة هوجاء أصابت سفينة، أشعر أنه يتألم، وان الذكريات تقطع قلبه كسكاكين لا ترحم، ولكن بالأخير ترتسم علامة رضا، ويستنشق الهواء في متعة وكأن له مذاق مختلف، أما امي أخذت تحتضن هذه المرأة الملقبة بزوجة عمي، وهذا عمرو وأخته يحتضان جدي وكأنهم يحفظونه عن ظهر قلب، شعور بالخوف تسلل قلبي، داهمني بغلظة، وغيرة سيطرت عليا، هل جدي الآن سيحبهم ويتركني، وهل سيهتمون بهم ويتناسون وجودي كما يحدث الآن.

بعد فترة طويلة من الترحاب والآحضان والدموع الممتزجة بابتسامات لاحظ الجميع أن لست ضمن منهم، وجدت أسمي يتردد بينهم، هم يردون رؤيتي، أقتربت بخطوات بسيطة، وأصبحت قريية جدا منهم، ألقيت السلام مصاحب بالرحمة والبركة، ونظرت شرزا لهذا الولد والفتاة، وجدت الجميع يطالبني بمصافحة هذا الغريب عمرو، هل تناسوا ان منتقبة، ولا يجب مصافحة رجل ليس ضمن محارم، حقا شعرت بالغربة، وايضا وجدت تلك الفتاة تطالبيني بروتها لي علنا دون أدني أحترام لملابسي، فمن تلك حتي تحترم شيء وكل ملابسه خادشة للحياء، لا تمس الأسلام بصلة، ليت اللقاء انتهي قريبا، لكن قد وبخني الجميع، وتحدث هذا الطويل العريض وقال أنه لا يريد ان يراء القمر ليلة اكتماله، فحقا لا يسع احد لرويتي، تقدم بخطوات واثقة لي ونظر لعيني بدون خجل وقال بغرور ملجم بالدهاء، لا عليك فالقبح يؤذي من يراءه، وصفني بالقبيحة دون مراعاة لمشاعري، كسر قواعد الادب وجبر الخواطر، أقتحم قدسيتي بنظرته الجريىة لعيني، جعلني بنظرته ادقق لتفاصيله-وإن كان جميل-فهو غير لائق، ينمو شعره خلف ظهره كشعر فتاة لم يمسه المشط يوما، وفوق هذا يجمعه بتوكة صغيرة كطفلة سعيدة بشعرها، أزرار قميصه قد فتحت في غير خجل معلنة عن جسده، بالاضافة لعضلات التي كادت تخرج من جسده.

اما عمي بنرفزة قد أجبر إبنه علي التزام الصمت، وبحنية مفرطة أخذني في أحضانه وبث شوقه، هطلت دموعه، وتناول شنطة واعطاني اياءها وبيده الأخري اعطاني حزمة من أكياس الشكولاتة، كان شعور غريب وأمان غير مبرر، لم اكن شخص ينجذب للماديات والاشياء ولكن شعرت بالسعادة، وأنا هذه العنيدة الشرسة، المغرورة القوية.

دخل الجميع الشقة، وكانت أمي قد أعدت المائدة، تناول الجميع طعامه، وتبادولو الحديث، وانتهي اليوم فى سلام، حيث ذهب كل شخص لمكانه.



أشرقت شمس اليوم التالي، تبعث دفئًا وحب غير معتاد، أصبح للبيت صوت غريب، وكان السعادة تتمشي فى الأرجاء، أجتمع الكل على طاولة الطعام، يتناولون فطارهم، ويتسامرون، وبنبرة صوت مختلفة يتميز بها أهل القاهرة، عقب إنتهاء الفطور جلس الجنيع خلف البيت، في الحديقة، جلسو علي الكراسي الموضوعة يحتسون أكواب الشاي فى نهم، وانا أشعر بضيق وريبة من أمري، كان ضيقي مبرر، فهم أقتحمو حديقتي، وأشتمو رائحة الريحان والنعناع خاصتي، أقتربو من أشجار الزيتون واليمون، أمسكو غصونهم، وكل هذا وأنا أتالم فى صوت، حتى سرحت بصوتهم المختلف الذي يشبه صوت العصافير فى الصباح الباكر، وصوت هذا العمرو الممتزج بخشونة الرجال الذي يحدث فتنة بداخل قلبي، طوله وعرضه ملفت، يتناسب مع جمال هيئته، ضحكته ونظراته الغير مرتبة المستكشفة ساحرة، ملابسه رائعة، هذا الجاكت الأسود الذي يتماشي مع فحمية شعره وحذاىه، والقميص الأبيض اسفل الجاكت الذي يتناسب مع لون بشرته، جعلته لوحة منحوتة، سبحان الخالق فى إبداعه.

عاودت القهقات وجلسوا يعاودون حديثهم المنقطع، تساءل جدي عن حالهم، وأخذ يشيد فى جمالهم، ويضحك مع حفيدته فى نهم، وكيف هي تقترب منه تحادثف فى ملاطفة وأنها تريد الذهاب للمزرعة حيث الخضرة والطبيعة، والمنظر الحقيقى، الملتف بالأشجار، وكيف أؤم لها جدي بمواففة، وكالعادة لاحظو صمتي بعد مدة ليست قصيرة، لأقع في استجوابهم، ويساؤلون من جديد عن سبب صمتي، وإذا بأمي تنظر لي فى ريبة وكأنها تسال ماذا بك يا فتاة؟ وجدي يخبرهم أن الخجل سبب، وان سأعتاد عليهم، وبشكل مفأجي وجدت نفسي بينهم، فقد أخذني من يدي هذا العمرو عنوة، وقال بصوت أعرفه:
-روان، خذيهاوعرفيها عليكي، وأعرفوابعضكم بعضا، فأنتم بنات.
أجابته هذه الروانة بأنها ستجعلني أخت، فهي تتمني منذ زمت ان تلتقي بي، وأن حدي كان يحدثها عني كثيرا، وببسمة نظرت لي، وكانها تزرع الأمان بداخلي.

ذهب جدي برفقة عمي وأبي، وأمي أخذت زوجة عمي، وبقيت برفقة عمرو و روان.

كان الجو مهيء للتعارف، لتبادر روان بتعريف نفسها وطالبة منا أنا وعمرو نفعل كما تفعل، لنكسر هذا القاء.

روان ببسمة:
-أنا روان، بنت عمك التؤام، درست فى ألسن عين شمس، بحب الموسيقى والسفر، وبعشق الرسم، مترجمة تعجبك وعندي 26سنة.

عمرو بغطرسة وضحكة مستفزة:
-وأنا عمرو، 26سنة، درست حقوق عين شمس، بحب علم النفس، وكيل نيابة عامة في القاهرة.

جاء دوري لتعريف نفسي، شعرت بأن الكلمات قد قمعت، لتخرج عنوة:
أنا عائشة، بيدلعوني آش أو أوشا، بحب البحر والليل والسماء، والروتين وصوت مشاري عفاسي وعبدالصمد، انا فى تاني ثانوي وهدخل ثانوية عامة، حافظة القرآن بقراءة حفص وحاليا فى ورش، وكمان جيدة جدا فى الفقه والحديث، بحب السنة النبوية، والألتزام، وشعاري ما خلقنا للدنيا ولا الدنيا خلقت لنا، كلنا لله وانا إليه راجعون.


أنقضي جزء من النهار وعودت أتابع الحديقة وأسرح فيها كما أعتدت ليقتحم صوت بت أعرفه خلوتي ويقول:
-أنه لشيء جميل ان تكون ملتزمة، جميلة مادللة فى فضفاض ملابس، ولكن هذا لا يعطيك ألحق أن تنظري نظرة غير مرضية لأختي، احترس ان اشعر أن نظرتك تحاسبها على ملابسها، فهي تحبك ولكن إحذري حبي لها.

التقاء الأرواح حقيقة، وكل صدفة هي قدر، وحيرة القلب حب لا يعرفها إلا العشاق، اللقاء الاول، المرة الأولي، الدمعة الأولي، النبضة الأولي، كل ذكري أولي لا تنسي وإن كانت ذكري سيئة، لذلك أحفظ هذا اللقاء بذافيره، وكيف كان لكلماته أثر جعلني أبك داخليا، فربما اقترفت خطأ، وبدل ان أساعدها أستحقرتها، ولكن كيف له أن يعاملني بقسوة وجحود، فكان في قلبي غصة لم تغادره للأن، أنزعجت من كلامه لأجد نفسي أضع له حدود لا أعرف لما ولكن كان لنبرته المتعالية سبب فى هذا.


وبصوت عالي بعض الشيء أوقفته قائلة:
-ربما سمحت لنفسك أن تقتحم خلوتي، وتجرأت أن امسكت بيدي، وسمحت لنفسك ان تهددني، ولكن عليك أن تفهم ان سكوتي ليس خوفا او أن سارضخ لحديثك المعتوه، كن انت الحذر معي، فأنا لست كالأخريات، ألتزم صمتك وغادر، فأنت لا تريد رؤية الحجيم.

ضحك ضحكة مستهزة، وبنبرة صامدة وقوية قال:
-سوف اجعلك تندمين، وتأتي إلي تبك متراجعة عن كلامك التافه، لم اكن اريد ان اجعلك تريني هكذا، لكن إستقبالك وتعابير وجهك الساخطة، ونفورك من اختي جعلني أبغضك وبشدة، فمن يحكم على الأشخاص من خلال ملابسهم شخص سطحي ولا تربطه صلة بالأحترام، وآخر شيء لا اريد ان يجمعني بك حديث ولو قليل.

صمت رهيب إنتشر مع الهواء، وكان القلوب سجنت فاحيانًا ننطق ما لا نريد ونريد ما لا ننطقه، فنخاف العواقب.

غادر الحديقة بكبرياء، وشعرت بأسف على معاملتي، ربما الغيرة سبب، وربما لم احسن التعامل لانها المرة الاولي ألتي اقحم نفسي مع أشخاص جدد، وربما رائحة رجل جعلتني ارتبك، اخاف، اشعر بأحاسيس غير معتادة، لا اعلم ماذا شعرت في هذا الوقت ولكن كانت لحظة غير منسية، جعلتني ابادر فى التقرب من إبنة عمي وأجعلها تسلك الدرب الصحيح، وان ابادلها محبتها وأتقبلوجودها في بيتي، وأن اضع حاجزا بيني وبين هذا الغريب الذي يربكني وجوده وينتشلني من صمتي، وكيف أشعر في وجوده براحة تبث الأمان، ولكن تعابير وجه وكبرياءه الغريب وكلماته القاسية غير مغتفرة مهما كان من هو؟ ساجعله يتأدب ويحترم الآخر ويغير نبرته القاسية، وربما بعد ذلك اتقبل وجوده، واتقبله في بيتي وحياتي، ولكن الان لن يجمعني به حديث، ولن أعترف بصلة القرابة بيننا، فكيف أكون إبنة عم لهذا القاسي قلبًا وقالبًا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي