الفصل الثالث

«الفصل الثالث»

قد صدق من قال أن الحب أعمي، الحب ليس اعمي فقط، ولكنه أصمّ، الحب طفل ولد عقيم، لا يسمع، ولا يرى، ولا يتكلم هو فقط يشعر.

كانت حياتي تسير بشكل بسيط لتلك الدرجة التي دبت في قلبي شعور الخوف، لأيام ليست بقليلة انتشر الصمت فى ارجاء المنزل بدون حدوث شيء يذكر ، لا تزال السماء صافية، والنجوم مضية زاهية، ولا يزال الحب ينبت في القلب، كنمو بذرة في تربة رطبة إلا أن كل هذا كان هدؤ ما قبل العاصفة، وهل يمنع الألتزام تحقيق الحلم، فحلمي يكمن سبب سعادة لي، اتمني لو اخطو قدمًا تجاه أمنياتي المؤجلة، دون رادع أو خوف من مجتمع عقيم، منذ زمن وأنا اتدرب مع ذاتي على حماية نفسي، وأن أكون جزءا فعال، وجانب مؤثر في حياة الجميع وخاصة الإناث، أن ألتحق بجامعة أوظف فيها قدراتي وعشقي للقتال والخيل ونشر تعاليم الإسلام السامية، فليس الخيار إلا "كلية شريعة وقانون"، حيث أجد نفسي اجمع مابين الشريعة الإسلامية ومابين القانون، ونصرة الضعفاء، وان يكون هناك سبيل للإلتحاف بالسلك الدبلوماسي، ربما تلك الطموحات والأحلام أكبر بكثير من مدينتي، وتقاليد أهل بلدتي العقيمة، ومن تنمر بعض البشر فإن النقاب يحجب عني الكثير، ها حافظ الشيء يؤذيه؟!

كنت في مكاني المعهود منذ الصغر، ألا وهو سطح المنزل،ذلك السردال لأحزاني،فرغم حبي للحديقة وهيامي بها إلا انها مكان معلوم للجميع، ما حدث خارج عن إرادتي،وخارج عن حيائي،أعترف ما قمت به خطأ، ولكن هو من أستفزني،وأستهز من أحلامي ووصف ألتزامي بالتظاهر، أعلم أن عائلتي ستصلح الامر، ولكنِ علي يقين أن ما حدث لن يمر مرورو الكرام، وأني سيكون لي نصيبا من العقاب ولكن ماذا أفعل مع من يلحد بحلمي ويرمي بي بالمحصنات؟ هل إنوثة المرأة مهددة بالأنهيار أن تعلمت كيف تحافظ وتفف في وجه من يقلل منها؟ من حقي أن أحلم وأن أكون شخصية قوية، ألا اعتمد على أحد ولكن هل سيسمح لي المجتمع الدخيل بنيل حقي المسلوب. وخصوصا مجتمعي الذى يحاط به القيم والمبادى الزائفة، أنا اعيش في الصعيد حيث يؤخذ حق الفتاة ويعطى للرجل، حيث مسموح للرجال كل شيء ولكن ستحرم المرأة من أن تحلم.

لحظات قليلة ووجدت نفسها أمام عمرو، ويبدو على وجهه أنه علم بالأمر، بل ان العائلة كلها قد عرفت، ولكن ما تعجبت منه هو وجوده هنا، كيف أستطاع أن يجدها؟ هذا مخبأها السري، الذي أحتغظت به لنفسها، كيف لهذا الدخيل أن يكشف سرها فى وقت قليل، تغاضت عن الأمر وبنصف نظرة من خلف النقاب قالت:
-كيف علمت بوجودي؟ اعني أن لم يستطع أحد أن يجدني من قبل.

ليرد عمرو معقبا على حديثها:
-  لم يكن العثور عليك أمرا صعب، فمن ملاحظتي لكِ أيقنت أنك انثي تعشقين الإنفرا، وبمإن لم أجدكِ في حديقة المنزل فمن المتوقع أن تكون هنا، كل ما فى الأمر ربما الجميع أيضا يعلم بوجودك ولكنهم يتغافلون عن الأمر ليعطوك خصوصية التفكير مع ذاتك.

ترقرقت الدموع في عينيها، وهالة من الحزن سكنت بداخلهم، فهي قد شعرت أنه تم أقتحام خصوصيتها، وقالت بصوت ليس به من الثبات شيء:
-هل لهذا الحد أنا واضحة، ربما أنا اكثر وضوح من الشمس، وهذا شيء غير مقبول، فالسهل مع الاشخاص لا يستمر طويلا.



قال بضحكة ساخرة:
-وهل تظنِ نفسك من هولاء الأشخاص الواضحين، أنتِ السهل الممتنع، الغموض المغلف بوضوح غريب، من ينظر لكِ من الخارح يجزم أنك أنثي هادئة، مثل سماء صافية في يوم الربيع، ولكن من يراكِ حقا يتاكد انك سماء ملبدة بالغيوم في يوم الشتاء، والدليل على ذلك تناقض أفعالك مع أقوالك، فانت من قال بان لا يجوز للمرأة لمس شخص ليس من محارمها وإن كنت أنا، واليوم أسمع خبر بإعتداك على طالب في مثل عمرك، أليس هذا لمس، وتجاوز لكونك انثي يتخذها الغير قدوة، لا أعلم سبب فعلتك المشينة التي رمت بهذا الطالب في المستشفى يتعافي من كسور لا حصر لها كأنه تعرض للدهس من حيوان، وما يترتب على ذلك من قضية رفعتها والظة الشخص، بالإضافة انه قد يتم رفضك، أنتِ لا تحسنين صنعا بالمرة.

زاد نحابها من خلف تلك القماشة التي تمنع ظهورها، وقالت بدموع يملاء قلبها قبل عينيها:
-لقد كان حادث، لم أقصد أن تكون النتيجة ملوثة بالدماء، أقسم لك لم يكن ذنبي، هو السبب في النتيجة التي يعاني منها، أليس من العدل أن تحاسب على أفعالك وقرارتك الغير مدروسة، هو من يلأم.

تأفف عمرو بغضب وقال بجموح:
-هل يستحق كل هذا؟ وهل ما قاله يجعلك تتنازلين عن مبادئك السامية؟ أنت ملأمة وليس هناك تبرير لفعلتك، وقبل أن أسمع منك أو أحاول معرفة شيء أود أخبارك بأن الجميع بالأسفل ينتظر أن يعلم السبب.


دقائق حتى أصبحت أمام الجميع، لم تنطق حرفا واحدا، وبكل هدؤ انسحبت من بينهم.

ضجر الجميع من فعلتها، فهي لم تعطيهم سببا، وفضلت الهروب.
قال سليم الهواري بصوت ثابت ينم عن حكمة وخبرة:
-دعوها تراجع نفسها، وأنت يا خالد تعامل مع الوضع، واقدم بزيارة ذلك الطالب، وتعاملمع المدرسة، فهذا حادث.

تناقشت روان بلطف وقالت:
-ولكن يا جدي، لكل فعل ردة فعل، هي بالتاكيد لم تقدم على كل هذا بدون حدوث شيء يذكر، ربما هو من دفعها لكل ذلك.

قال عمرو ناهرًا أخته:
-التزم بعض الصمت يا روان، فهي غبر مفهومة، وأفعالها لا تنم بصلة عن فتاة ملتزمة.

صدح صوت روان معترضًا
-ولكن ماذا فعلت لكل هذا؟

قال عمرو بتفكير:
-لا أعلم السبب لكن النتيجة غبر متقبلة.

روان بتفهم:
-أظن أنك من ربيتها وتعرف اكثر من شخص أتي من ايام قليلة، فهي بالتاكيد تمتلك دوافعها، بالإضافة يا جدي لا يجب معاملتها على أنها مجرمة أرتكبت أثم عظيم، سأذهب لأكون بجوارها وأطمنها قليلا، وأنت يا عمرو ألتزم الصمت، ربما هياجك هذا بسبب الإحتكاك الذي حدث بينكم أول مرة، ويجب ألا تحكم عليها من موقف وتجربة، وانت يا جدي عليك ان تهتم بحل الأمور جيدا.
ذهبت روان لغرفتها ولكنها لم تعطيها سبيلا للتحدث وطلبت منها أن تتركها الآن، لم يمر اليوم بسلامة، فكان مليء بالانتقاضات والانتقادات، وردة فعل أكبر من حجمها، أمل عائشة، لم تخرج من غرفتها وايضا لم تخرج من سيل أفكارها الدامية المحملة بضجيج العالم أكمل، أما عمرو فنهر نفسه عن رد فعله المبالغ وأسلوبه الذي لأولمرة يكتشفه، هذا الجانب من شخصيته لم يكن يعلم بوجوده من قبل، وفرر أن يلتزم بوعده ببداء صفحة جديدة.


أشرقت شمس اليوم التالي كالعادة مثل باقي الايام لم يحدث تغيرا جذري او شيء يضاف، بل يوم مثله مثل باقي الأيام، يمر مرور الكرام.

بخطوات بسيطة وجدت روان وعمرو أمامي،تفأجت قليلا ولكن كنت أتوقع قدمهم أو على الأقل قدوم ، كلاهما كانا لطيفان، وكانهم يخبروني ببسمتهم الصغيرة التي أرتسمت محيا وجهوعم أن كل شيء سيكون بخير، وقال هذا المزدوج بالشخصية بصوت حنون:
انا هنا، سأساعدك ربما إلي الآن لم نكن على توافق، ولن اقول أن هذا حدث بسببك ولكنِ ايضا مشترك في هذا الفعل، دعينا نبداء كاولاد عم، كاخوات، ان تعلمينا ما نجهل ونعلمك ما تجهلين، نكون السند والقوة لبعض، اعلم ان فرق السن بيننا قد يكون عائق بسيط ولكن فلتجازفي وتجرب، نشاتك بمفردك بدون أخ أو صديق جعلتك تحبين الوحدة والإنفراد وجعلت تعاملك مع الناس قاسي دون أن تشعرين، وعير اننا قد فرىنا من قبل ببداء من جديد ولكن هذه المرة انا ابدار بكل حب وقوة لأكسب أختًا صغيرة جديدة، وصديق عنيد مرح مثلك.

لا انكر أن الامر أعجبني، كان في حديثه أمان لا يوصف، وربما هو قريب لتلك الدرجة التي يصبح فيها غريب، ولكنها فرصة، على الرغم من أنها الفرصة الاولى إلا أن أتمني ألا تكون الأخيرة، في هذه السوايعات القليلة، أشعر ان اعرفه منذ زمن، منذ ألف شدة، وأنه ملاذ جيد كأخ جديد في العائلة.

روان بمرح:
-أذن دعينا نفهم ماذا حدث لك يا أميرتي؟

عائشة:
-الامر أن هذا الانسان غير لائق، سخر مني ومن حلمي وقال كيف لهذا الشبح ان يكمل للجامعة، وهل هناك مكان يقبل بي هكذا، لا أعلم لما قال هذا وظل يسخر مستهزا، وهذا جعلني ارد ان بامكاني كسر عظامه، فصدح صوته بقوة وفال دعيني أراء، أنا فقط جعلته يشاهد نتيجة تمرده التافه وقوته الواهية الغير مجدية.

نظر لها نظرة ساخرة وكاد يموت ضحكا فهي فعلا تافهة وفتاة صغيرة، لم تخالط البشر يوما، ثم جمع قوته وقال بجدية:
-وهذا يدل أنك لديك قوة كامنة يمكنك أستغلالها في لعبة رياضيه مفيدة، بدلا من كسر العظام.

روان:
-هذا شيء جيد وخطوة جيدة، وأنا ساعلمك كيف تكون المعاملة مع الجميع وان تتألقي حتي وان كنت منتقبة، فالالتزام ليس معناه ألا تكون جميلة، مهندمة الثياب.

عائشة ببسمة!
-وأنا ساعلمكم الاحاديث والفقه والدين، وسأشرح لكم عن تفسير وتدبير القرآن، فلنفل ستكون منفعة متبادلة.


روان بضحك:
-هذا شيء جيد، والأجمل اتحادنا معا كاخوة، تعلمين انتِ تشبهين ذلك الوشم الموجود على صدر اخي، هكذا انتِ.
عائشة بنلامح غير مفسرة:
-هل تعنين أني أشبه البؤمة؟!
روان بضحك:
-كلا، لم أقصد ذلك، ولكن أقصد انك مهتلفة كذوق عمرو في وشم البومة، الجميع مختلفون ولكن هناك شواذ لكل قاعدة، أنت شاذة التكوين والإختلاف، والإختلاف تميز وإنفراد، لأبسط عليك الأمر هناك أشخاص يشمون الثعبان، والقلوب والأسد ولك هل لاحظتي احد يوشم بومة، أنهم نادرين، مثل ان الجميع ينجذب للعصافير مقارنة بكلب يعوو، لكن قليلا من يفضل الكلب على العصفور، والأمر بالمثل أن كثير يعشق الورود ولكن هناك من يحب الصبار، هذه نظرية فلسفية عميقة مرتبطة بإختلاف أعجاب الأشخاص لنفس الشيء.


قال عمرو بجدية:
-دعكم من كل هذا، هل لو ذهبنا مرة اخري للقاهرة ستاتين للعيش معنا؟ أي أنك لن ستلزمينا.
روان بفرح:
-نعم، فلترافقيني يا آش، سنكون اجمل فريق، ثلاثي مرح سيدوم لأبد الأبد.

قالت عائشة:
-أن المنطق في أقتراحكم، انا ولدت هنا، لم أخرج وحدي يوما، منذ 16عاما، لم اجرب ان أخرج خارج الدائرة التي اعرفها، ماذا عن التأقلم والوضع المختلف، وماذا عن امي وأبي وجدي، هل سأتركهم لأبني علاقة جديدة؟ بالإضافة ان الجميع لن يوافق بتاتا علي الأمر، مجرد فكرة مرفوض.

روان بيأس:
-لما؟ هناك فرصة اكبر للتعلمي، وايضا مستقبل مشرق، إن اردت النجاح ٥هجر الأرياف.

عمرو بضيق:
-أذن لماذا الفكرة مرفوضة، وايضا يوما ما سترحلين تاركة جدك وأمك وابيك، هل حينها سترفضين، هنا لن تستطيع ان تنجح، يجب ان تكون مستقلة بشخصيتك وحياتك، ومتمكنة من كل شيء، وهذا لن تجدينه هنا، حيث تقمع الاصوات العالية المطالبة بتحرير اقماع الذات، وعبودية الرأي.


عاىشة:
-ليس لدي حرية الأختيار، كما ان الامر ليس بهذه السهولة، هل لنا أن نأجل الحديث فيه ليوم آخر، الآن اخبروني هل الطال بخير ام ان هذا أثر عليه بالإضافة ماذا كانت ردة فعل المدرسة، وما الاجراءات التي ستتخذها؟

عمرو بحنق:
-هل تفضلين ألعيش هنا؟ اظنك تتهربين من النقاش بطريقة مهذبة.

عائشة:
-ليس الموضوع هكذا، لكنك لن تفهم.

روان:
-هل من الممكن ألا يحتد الحديث رجاءا، وأطمئني يا آش، فكل شيء تحت السيطرة، والجميع كان قلق بعض الشيء عليك، وأنت يا أستاذ، فلتأجل الحديث في هذا الموضوع لوقت آخر، فليس هذا وقت مناسب، وايضا اجعلها تأخذ وفتها في التفكير، فالامر يتطلب مغادرة وبداء حياة جديدة، هي لا تعرف عنها شيئ.

عمرو ببسمة ساحرة بعد الغضب الذي احتل فسمات وجهه:
-أذن يا عائش، سأجل الحديث ليوم آخر، لكن بشرط، أن اري الابتسامة ترقص في عينيكِ، وأن يتبدل هذا الشرار الغاصي بلطف وحب يملاء الاجواء كقلبك، أنا وروان سنفيدك في أمور الدنيا ولكنك ستكون معلمة لنا في أمور الآخرة، وهنيئا لك يا عائش.

أرتسم الفرح في عينيها، وفرحت بهذا القلب المحبب لقلبها، وزف قلبها في نشوة، فهي حقا هنيئا لها ولقلبها.

روان ببسمة:
-ستبداين معنا من الصفر، أي أعتبرينا لا نفقه حرف واحد، ونخنا سنفعل ذلك أيضا، وعندما نرشد للطريق القويم والصحيح حينها سنقول نحن تلاميذ عائشة، ما أجمل أسمك وما أحمل وصفها، ونطق حروفه.

عمرو:
-دعونا نلتقي مساءا في الحديقة وتخبرينا بقصة مغيث وبريرة، ربما سمعت هذان الاسمان كثيرا وكانا متصلا دائما معا، لذا أنت عليك ان تحضري درسح اليوم لنفهم ما قصتهم وبدايتهم وحكايتهم، وانا ساكون مسؤل عن اسعادكم، سأحلب لكم كل ما تختاجونه من الاكياس المحملة بالشكولاتة والبسكويت وألشيبسي، ستكون سهرة نهمة بالمعرفة والود.

روان:
-من مغيث وبريرة؟ لم اسمع بهم يوما، ما قصتهم، لقد تحمست لاعرف ما الحكاية، وزاد حماسي لتبرعك اللطيف في أن تشتري لنا اشياء.

عمرو بضحك:
-لقد اخبرني جدي ان عائشة تحب الأكل، فإن أردت التودد لها، عليا ان اهتم بجزء الكعام، وكانت بداية جيدة ونصيحة فعالة، أليس كذالك يا ابنة عمي الحبيبة؟

عائشة بضحكة:
-ليس كذلك، أنا فقط على علاقة جيدة مع الطعام، وكل ما يمر على المعدة، أظن ان احبها، هذا كل الأمر.

روان بضحك مفرط:
-جيد، اظن ان جميع الفتيات على علاقة جيدة مع الطعام وخاصة ما يرتبط بالشكولاتة والنوتيلا، فهناك عشق خالص.

كل الأشياء التي يرفضها قلبك وعقلك في البداية ربما تكون من أجمل النهايات السعيدة، كان يوم يحمل في عبقه رائحة الطمانينة وبداء حياة سعيدة جيدة، تحمل في جوفها سعادة غامرة، وأخوة متينة، فها أنا أشعر براحة تدق ابواب قلبي، طمأنينة هاربة من حرب دامت طويلا، وضحكات تعلو فوق ضحكاتي، وتخلصت من فكرة أنهم سيأخذو مكاني لتتحول لفكرة أنهم سيساعدوني في مكاني، وأيقنت ان الجنة بدون أشخاص وأحبة ليست لها قيمة، نحتاج دايما رفيق وصديق واخ يعينا على كبت الحياة، فالعيش وحيدا بمثابة العيش في سجن.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي