إسطورة اكراميد

NaDa Mki`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-19ضع على الرف
  • 10.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

من العدم ظهر صوت صغير لطيف يصرخ بينما يقفز من مكان لأخر، صوت تتقطر منه السعادة ملئ بالدفئ

"امي، اين انتِ لقد سمعتُ صوت ابي"

كانت تلك الطفلة الصغيرة ذات الخمس سنوات تصرخ تنادى والدتها بحماس لرؤية ابيها فــاليوم ذكرى زواج والديها السابع وهناك حفل سيُقام على شرف تلك الذكرى ولقد تجمعت العائله المحبه إحتفالاً بهم وبحبهم بينما يجتمعون حول مائدة الطعام يتبدالون الحديث والضحك والصراخ في بعض الاوقات ايضا، لم يخلو المكان من صخبهم المحبب لهم

"انا هنا صغيرتي، اين والدك"

كانت تلك والدتها التي حملتها ضامتاً إيها الي صدرها بحنان، تلك الانثى الجميله ذات الابتسامه الساحره والجسد الممشوق العينين الزرقاء المشعه، كانت إليا اليڤوار رمز للجمال الهادئ، كان لها قلب من ماء بحيره عذبه، لا تشوب نفسها شائبه، حبها لعائلتها كان عظيما، كانت ترى ان لا بأس بالموت لسماع ضحكاتهم.

وبينما تلاطف الام ابنتها تائهين في عالمهما الوردى باغتهم صوت هامس اتي من خلفهم لتفزع كلتيهما بينما تستمعان لذلك الضحك الصاخب المرح، ولم يكن غير والدها المحب سيريوس اليڤوار الابن الاوسط لـثيودور اليڤوار.

"لقد اخفتني ابي"

تذمرت الفتاه بلطف بينما يضحك والدها علي وجهيهما بينما ترمقه زوجته نظره منزعجة، بينما تتمتم تحت انفاسها..


"من يراك الان لا يظن انك ابن ثيودور"

"ياللهي هذا ممتع كان يجب ان تنظرىٰ الي وجهيكما فى المرآه"

كان يتحدث بين ضحكاته لتشاركه الصغيرة بينما تمد يديها اليه ليحملها ويلقي بها في الهواء وتعود مره اخرى اليه ليعيد الكره وبعد لحظات والدتها وزجته الحبيبه شاركتهم الضحك اثناء مراقبتها لهم بنظرات هائمه دافئه

اقترب منهما فور انتهاء ضحكاته بينما يضع كفه العملاق على عيني صغيرتهُ كى لا تراه وهو يسرق القُبل من والدتها بينما يهمس لها بخدر شديد إثر حبه.

"احبك"

"ياللهي!، الا تخجل من فعل هذا وابنتكما بينكما"


قاطهما صراخ اخيه الاصغر بينما يتخدث بـدراميه بينما يلقي عليهما نظرات غاضبه بلهاء، ضحك عليه اخيه بينما يغمز له سرا ليبتسم بينما ينقل بصره لتلك التي بين يديه تصرخ وهي تخبرهم انه وقت اللعب واخذ الوالدان يلاطفان ويلعبان مع طفلتهم الصغيره برفقة عمها الذي قرر ان يشاركهم اللعب اولاد عمها.

كانت الصغيره تحب اللعب معهم،هم اصغر منها لذلك احبت اخذ دور القائدة، كانت تخبرهم بجمع الالعاب وتصرخ بهم امرة اياهم انهم يجب عليهم التدريب ليصبحو اقوياء مثلها ومثل جدهم ثيودور، وما ان تاتي سيرة الجد

حتي يركض اليه الاطفال ومنهم الصغيره ليقص عليهم احدي مغامراته او عندما قابل جدتهم، او ينظرون اليه وهو يتغزل بها امامهم ويخبرهم ان لا وجود لإمرأه اجمل منها لتحمر هي خجلاً.


لـيمر الوقت عليهم حتي اتي المساء اخيرا ليبداء حفلهم الصغير وبداء إليا بوضع الطعام على المائده بينما تساعدها زوجة اخ زوجها

كان الحفل يسير علي ما يرام وكان الاطفال يلعبون فيما بينهم والكبار يضحكون ويتحدثون، وهنا كان واضح على معالم الجد ثيودور الجديه بينما يردف متحدثاً

"احياناً تصبح الحوادث كثيره ولكن اعتقد ان الجيل القادم من الملوك مختلف، هذا بالطبع لا ينطبق على الامير نيكولاى اعتقد انه سيكون اسوء من والده"

وكان يبدو من حديث الجد انه يعني ما قاله وقد تم تأيد حديثه من قبل ابنه الاكبر اوليفر، كان اوليفر هو اكبر ابناء ثيودور ويمتاز بالحكمه والهدوء، كان ذا عقل حاضر وحضور قوى ورأى سديد

"اجل معك حق ابي، اعتقد ان تؤامه هو الاحق بالحكم، لقد تصادمنا من قبل اثناء الصيد وكم كان غريبا لا يمد لابيه واخيه بصله غير هالة الخبث الملعونه"

وبينما كانوا مشغولين بذلك الحديث عن ملوك المستقبل وما إن كان سيكونون كمن سباقوهم ام لا، كانوا مشغولين لتلك الدرجة التي لم يلاحظوا ان باب المنزل قد فُتح وخرجت منه تلك الصغيرة الي الحديقه الخلفية لإحضار تلك اللعبة التي غفلت عنها صباحاً هناك.

وبعدما التقطتها واثناء عودتها للمنزل قطع طريقها الي المنزل صوت عجوز خلف سياج الحديقه تردف بصوت مريب، يبدو عليه التعب والارهاق ولكن لا يخلو من الخبث الذى لن تفقه تلك الصغيرة به شيئاً

"مرحبا ياصغيرة، امعك بعض الطعام؟! "

نظرت لها اركيديا بينما تتفحصها بعينين مليئه بالبراءه، كانت العجوز ترتدي ملابس ممزقه ولا تقيها من البرد فى هذا الوقت من العام وبعدما فكرت حركت رأسها ايجاباً لها وهي تردف بصوت حنون ودافئ، هي تخشي عليها من البرد..

"هل انت جائعة ياجدة!، ان الطقس بارد لمَ لا تدخلي!"

برائة تلك الطفلة التي دعت تلك العجوز غافله عن نيتها لا تعلم ان هذا العالم لا يتسع لبراءتها، نقاء روحها لا ينتمي الي هذا العالم، هي ليست جاهزه للخروج اليه بعد

وبينما هي تقترب لتفتح باب السياج للعجوز المريضه امامها فُتح باب المنزل لتخرج منه والدتها وهي تصرخ اسمها بقلق لإدركها ان طلفتها الصغيرة وحدها في هذا الطقس خارجاً قامت بنثر نظراتها بالمكان وهي تصرخ باسم صغيرتها

حتى صُعقت بمكانها من هول الصدمه، اخذت تنفى برأسها برعب واضح بعينيها وهي ترى ابنتها تقترب من العجوز ولكن..كان يجب عليها انقاذ ابنتها فصرخت بأعلى صوت تمتلكه

"اركيديا..."

فور ما نظرت لصغيرتها التي تقترب من تلك العجوز تمكن منها الشلل لكنها تمالكت نفسها سريعا لتركض بينما لاتزال تصرخ لعل ابنتها تسمعها

"اركيد، عودى لا تقتربى"

وحدث..
التفتت لها ابنتها وولكن كان قد تبقت خطوه واحده للخروج للعجوز ولكن هل فات الاون!

لا

كان الامر غريب وهي ترى والدتها تركض لها بينما تلك العجوز تصرخ لها بأن تاتي وتفتح لها الباب بسرعه
كان ذلك كله فوق طاقتها، كانت الصغيره تشعر بالخوف، هل اغضبت والداتها!؟، ولكن فوراً تناست كل ذلك
وسدت الطفله الصغيره اذنيها بسبب تلك الاصوات المخيفه التي ملئت ارجاء المكان وقد تمكنت من سماع صوت لم تتعرف عليه

هو فقط مخيف اغمضت عينيها بينما ذاد ذلك والذى كان زمجرات عاليه مخيفه مع صرخات عاليه في انحاء المكان تلى تلك الاصوات عواء قوي واخر مخيف، وجهت نظرها لامها لتجد والدتها تركض سريعا وخلفها ابيها وجدها وجدتها واعمامها والجميع يركض بإتجاها بنظرات غاضبه ليست تلك الدافئه التى اعتادت عليها.

كانت تراقبهم يركضون لها وهي لم تعد تشعر بشئ، لا خوف او رعب او قلق، لا شئ

تنظر لهم نظره فارغه بينما يركضون وما ان وصلو لها حتي قفزو من فوقها لعبور السياج ولكن ما جعل تلك الطفله تجفل مكانها هو انهم عندما ارتفعو عن الارض بقدمان هبطوا عليها بأربع وبفراء، ذئاب!، نعم لكن هل للطفله ان تدرك ذلك الان!

ظهر رجال ونساء من بين الاشجار التي تحاوط سياج المنزل بينما يقاتلون الذئاب والتي هي عائلتها

نعم هى ادركت ذلك تلك الذئاب البيضاء والداها والبنيه ذات الغره البيضاء جدها والرمادي جدتها الاسود عمها الاكبر والابيض ذى الرقع الرماديه زوجته، وعمها الاصغر كان فرائه مزيج من البني والرمادي

كانت عائلتها تقاتل وتقتل ولكن العدو لا ينتهي، كانوا كثر، كانوا سبع ذئاب ضد العشرات من العدو الغريب كانت
قوتهم وسرعتهم لا تستهان بها كانوا يرفعون الذئاب ويلقون بها بعيدا
ولكن الذئاب كانت اقوى حيث كانوا يمزقون ويقتلوا الرجال والنساء بقسوة، اخذت الذئاب تقاتل دفاعاً عن أطفالهم وانفسهم ضد من!

لنرى انياب طويله سرعه كبيره قوه كبيره هل هؤلاء مصاصي الدماء كما كانت تقص لها والدتها قبل النوم!، لمَ لا فـوالدتها الان ذئب كما كانت تقص لها ايضا هل سيختلف الامر الان!، كانت تراقب القتال بين الطرفين ولكن العجيب ان رغم قطع الرؤوس والاطراف لا دماء.

كانت الطفلة لاتزال تراقب بدم بارد، لا ردات فعل طبيعيه شارده بما تري حتي افاقت من شرودها علي صوت والدتها التي تصرخ بألم ولكن كيف تتألم ولا احد حولها ليؤذيها، لا تدري الطفله لمَ او كيف نظرت لوالدها لتفتح عينيها علي مصرعيها من صدمتها، والدها الضاحك

والدها المرح يعود لهئيته التي اعتادت عليها لا فراء لا انياب لا أُذنان مدببين ولكن هناك شئ اعتادت عليه ولا تراه، اين بسمته!، ولمَ هو مليء باللون الاحمر!، ولمَ والدتها تبكي بينما هو تسقط دموعه!؟، لما الجميع ليس بخير.

ليسقط ثلاث اشخاص ارضاً فى آن واحد!، سقطت الام اثر الم رفيقها والابنه اثر فقدان الاثنين، هي تشعر بذلك، هي تشعر انها لن تراهم مره اخرى، ذلك الشعور المؤلم يشعرها بالعجز!

هي تخسر كل شئ، تخسر عائلتها ولا تستطيع الحركه.
ولكن اهذا كابوس!، نظرت الفتاة لوالدتها وهي تزحف لرفيقها وزوجها وحبيبها

تنظر له بـكل الالم الذي تشعر به، الم فقدانه، الم فراقهم، هي تشعر به اضعافاً، هى تتألم لانه يتألم، وكل ذلك يحدث تحت انظار تلك الطفله الصغيرة التي خانتها قدميها لا تشعر بشئ فقط الالم والدموع متحجره في مقلتيها ولا تعابير علي وجهها.

حولت نظرها لجدها الحبيب لتجد ما مزق قلبها فقد وجدت ان جدها ينظر لها ويبتسم ابتسامته اللطيفه لكن هذه المره متألمه حولت نظرها لقلبه لتجد ان يدا ما مغروزتاً به اعادت نظرها لعيني جدها لتجد تلك اللمعه التي تسمي الحياه قد انطفئت بينما يحاصره الكثير من هؤلاء الوحش

ولكن كالعاده تألمت داخليا لكن لا تعابير، لمَ لا تبكي اهي حجر!

اعادت نظرها لوالدها لتجد امها قد وصلت لوالدها وتحتضنه بينما يحميهما عمها الصغير الذي لم يبلغ العشرين بعد بينما تتسابق دموعه في مقلتيه الغاضبه وهو يرى عائلته تسقط واحد تلو اخر

ذلك العم الطيب الذي دائما ما يلعب معها، ويخبرها انها انقى شئ بالحياه، كانت دائمة الالتصاق به.

وفي الواقع جميعهم طيبين لطفاء
حولت نظرها لعمها الكبير اوليفر لتجده يدافع عن جدتها التي تحتضن جثة جدها بألم صارخ بألم يشق القلوب،واللعنه عليكِ يافتاة ابكى اصرخي انتِ قد خسرتي عائلتك للتو افعلى اي شئ، تنهدت!

هذا كل شئ تنهدت! وحولت بصرها لوالديها من جديد نظرت لعينيهما التين تنظران لبعضهم بحب، بأمل، بحنان، بألم!، حولوا نظرهم لها لاعماق عينيها ليبتسموا لها معاً واردفا بهمس لا يسمع بالاذن لكنه وصل للقلب مؤكد

"نحبك"

ابتسمت لهم ابتسامه تكاد لا تظهر لكنها تبقا كرد فعل اخيراً ولكن تلاشت تلك البسمة بعدما انتطفئت شعلة الحياه بعينيهما، تلك الغصة التي تكبر وتكبر ولا تزال تكبر حتى كادت تخنقها ولكن لازال تعبيرها واحد لم يتغير حتي حينما حولت نظرها لعمها الكبير الذي أُرديٰ قتيلا بجانب زوجته و والدته التي ماتت حزناً كما والدتها، هذا فقط!هل هذه النهايه!!

نظرت للجميع لتجد جثث بكل مكان، جثث فقط! اقترب منها عمها الصغير بعدما قتل اخر شخص تبقا كما يظن، كان ينظر بألم للجميع، فقد الجميع وبقى وحده مع ثلاث اطفال وإحداهم شاهدت مجزره دمويه بحق عائلتها، كم شعر انه يريد البكاء الان بدلا عنها، اقترب منها ببطئ بينما يراقب تعابير وجهها الجامده التي تدل على صدمتها اعتصر قلبه وما ان وصل لها جثىٰ على ركبتيه واردف

"مهما حدث اعلمِ اننا نُحبكِ وأن قلبك هو أطهر ما قد وجد لذلك لا تفسدي طهارة قلبك.."

صمت، ذلك الصمت المريب الذى لا سبب له، صمت بلا سابق انذار، وتلك الابتسامه التي كانت متألمه من البدايه اصبحت اكثر ألماً اصبحت لا تطاق لا تسمي ابتسامه، ذلك الوجه الباسم دائما متألم الان، تلك الضحكه التي تملاء المكان اختفت كما سبقها الجميع حولت نظرها للاسفل مكان موضع قلبه لتجد ثقبا كبيرا مفرغا، لا وجود لقلبه!

سقط جثه هامده كما الجميع نظرت للجميع، جميعا مفرغين لا قلوب لهم مزقوا قلوبهم الألم البادى عليهم عظيم تلك الألام التي مروا بها لا تدري لمَ لكنها تشعر ان لها يدا به.

حدقت بعيني والدها الخاويه التي رغم انطفاء الحياه بها الا انها لازالت ترسل الدفئ لها لتشعر على حين غره بيد كبيره تقيد يديها و تلثم فمها للحظات قصيره قبل ان تفقد ما تبقى من وعيها، لترى الظلام، لترى اللون الذى ستظل اسيرةً به الي اجلاً غير مسمى، هى تعلم ان ما هي به الان هو بداية لعنة، لعنة تسمى...الحياة

لتفتح عينيها اخيرا وترى ما اعتادت ان تراه يوميا ولا جديد كانت بقت ممدده كما هي حتة نطقة اخيرا بجملة قد اعتادت قولها منذ وقت طويل

"آه لازلت حيه ولم يقتلني كابوسي مجددا"

استيقظتُ من كابوسى المعتاد ولكنِ لم اتحرك، او اتعرق، لقد اعتاد عقلي وجسدي عليه لذلك انا فقط استيقظ عند تلك النقطة منه

هو ليس كابوس!

هو فقط!الماضي!

ماضيّ انا.

واخر ما اتذكره عن الحياة.

اخر ما اتذكره عن الحياة هو الموت.

اخر ذكرى لي قبل سجني هنا هي فقداني للحياه لذلك لا بأس.

فدائما تكمن البداية عند النهاية!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي