الحلقة الثالثة

مصيدة فينوس
الحلقة الثالثه
وجدها تقف بجوار السيارة وقد تغير وجهها وبدى عليها التوتر، نظرت إلى المكان فهي المرة الاولى التى تحضر بها معاينة موقع الجريمه، ظلت مكانها فبداخلها نوع من الرهبة، أسرع إليها مصطفى فهو يتفهم حالتها، وقف بالقرب منها قائلا:
- لقد وجدت بالجثة بعض الاشياء اريدك أن تريها معي هيا أسرعي، أعرف أن المكان مقبض بعض الشيء لكن مع الوقت ستعتادي الامر.
هدأت وتحركت معه فقد قال ذلك عن عمد ليهدأها، فهو يعلم أنها ليست خائفه لكن للامر رهبة تخلع القلوب، أشار لها على رقبة الجثه وبعض الاماكن الاخرى، أقترب منهم ياسين جلس الى جوار مصطفى وهو فى وضع الكرفساء قائلا:
- أريد سؤالك لما قلت أن الدماء قد امتصت وأنها لم تخرج تلقائيا بعد قطع الوريد مثلا، أو تم سحبها كم يتم أخذها فى بنوك الدم او المستشفيات؟
فكر مصطفى قائلا:
- عندما يخرج الدم من الجسد عن طريق أي وريد يكن له سرعة معينه، نعرفها نحن الاطباء، أما فى حالة امتصاص الدم منه تختلف هذه السرعه، كما لو أنك ميلت زجاجة هل ستخرج منها المياة، كما تخرج لو قمت بسحبها أو شفطها.
أومأ ياسين بالموافقه رغم انه لم يفهم ما قاله لكنه أكتفى بهذا القدر فقد عرف ما يريد معرفته:
- هل إنتهيتم؟
- ليس بعد اعطنا دقيقتين.
تركهم وجاب هو المكان للبحث عن أي أدلة، وانتظرهم عند السيارة إنتهيا وأتا إليه، أشار ياسين إلى البقيه بتكملة الاجراءت وركبوا هم السياره وتحركت بهم، نظر إليه مصطفى قائلا:
- سنذهب نحن الى المشرحة لنقم بعمل مقارنه بين هذه الجثة والتى هناك.
هز ياسين راسه:
- اذا سانتظركم بعدها لنتناقش فى كل ما جمعنا.
أومأ مصطفى بالموافقه وبعد قليل وصلت السيارة إلى القسم، نزل ياسين واكملت بهم السياره إلى المشرحه، ظلا الاثنان فى المشرحة لوقت طويل، كانا كمن يبحث عن إبره فى كومة قش، تواجد معهم أحد المساعدين الذين يعملون فى المشرحه، وكان متعجب من اهتمامهم وفحصهم الشديد لادق التفاصيل، لكنه لم يعقب فالامر لا يهمه، حتى لو كانا سيحرزا هدف فى آخر مباريات كأس العالم، فهو كأحد مشجى الافرقه الخاسرة يتابع بلا شغف ولا إهتمام، بعد أن انتهيا كتب مصطفى تقرير مفصل وأعطاه ل تيسير قائلا:
- أبقي هذا معك لنناقشه مع ياسين وانا ساكتب آخر.
اخذته منه وضعته بحقيبتها ونظرت بساعتها قائله:
- لقد تأخر الوقت كثيرا ولا يمكننى العودة الان معك إلى القسم، فلنرجأ الامر للغد.
أومأ مصطفى بالموافقه:
- تمام اتفقنا نلتقي فى الغد.
هزت راسها بالموافقه مع ابتسامه خفيفه وتركته وذهبت، ظل هو يتابعها وعينيه لم تبتعد عنها حتى تلاشت من امامه، ابتسم متنهدا وفرك فى رأسه فهو لا يفهم سر انجذابه لها، فهل هناك حقا ما يسمى بالحب من اول نظرة، عاد الى الداخل اكمل عمله وطلب من مساعده إعادة الجثث وذهب، أرسل إلى ياسين وأخبره بالامر فوافقه الرأى، فهو متعب كعدأ انهى سباقه من لحظات، العمل كان كثير هذا اليوم بخلاف التعب العقلى، من كثرة التفكير فى هذا الامر، فى اليوم التالى جلس فى مكتبه لحظات وأتى مصطفى هو الاخر، وقبل أن يلمس جسده طرف المقعد، دق الباب ودخلت تيسير فكان قد أعطى أمر للمجند بإدخالها فور مجيأها، أخرج ياسين الاوراق من مكتبه وضعت تيسير التقرير الذى معها، تنحنح ياسين قائلًا:
- لي سؤال فى البدايه كي لا نضيع الوقت.
شخص الاثنان اليه بأنتباه فاردف:
- هل هناك نسبة ولو بسيطه جدا أن يكن تشخيصكم لطريقة الوفاة خطأ؟
لم تفهم تيسير مقصده لكن مصطفى صديقه ويعلم طريقة تفكيره، وقبل أن تنطق تيسير أجاب قائلا:
- لا تقلق سبب الوفاة فى كل الحالات هو إمتصاص الدم من الجسد بالكامل، وكما أخبرتك سابقًا خروح الدم بسبب جرح فى الرقبة يختلف تمام عن امتصاصة عنوة.
أومأ ياسين مبتسما:
- جيد أذًا نحن الثلاثة متفيقين على هذا الامر.
أومأ الاثنان بالموافقه فكرت تيسير قائله:
- هل هناك شيء مشترك بين كل الضحيا؟
أمسك مصطفى الاوراق ونظر بها وفكر ياسين:
- عند جمع التحريات عنهم لم أجد شيء يجمعهم جميعا، سوى انهم شباب صغيرى السن لم يتخطى أي منهم العشرينات.
نظر إليه مصطفى هاتفًا:
- أي أن القاتل يختار ضحياة بعنايه.
طرقت تيسير بأصبعها على المكتب:
- نعم لاحظت أنه انتقائى جدا فهو يختار أعضاء معينه يأخذها.
لفتت هذه الجمله إنتباه ياسين قائلا:
- لكن المعروف عن مصاصى الدماء أنهم لا يأكلون بل يتغذو على الدماء فقط.
فكر مصطفى:
- اذًا هو ليس شخص واحد بل اثنان.
اكملت تيسير:
- وايضا هناك شيء القتل لم يكن بالمكان الذى وجدت به الجثث.
تابع مصطفى مردفا:
- قتلهم بنفس المكان ولكن بداخل سيارة والقى به هاربا.
نوهة تيسير:
- وأيضا شيء آخر عند الفتح كانت الجثة مستوية على شيء مستقيم، لان الفتح مستقيم ومفتوح بأحتراف.
وضع ياسين يديه الاثنان على المكتب قائلا:
- الا يمكن أن يكن أحدهم طبيب؟
أجابه الاثنان فى نفس اللحظه:
- معقول جدا.
خبط مصطفى على مقدمة رأسه:
- هذا واضح جدا كيف لم أفكر به؟ حتى إصتأصاله للاعضاء التى يأخذها يكن بحرفيه شديدة.
رمقهم ياسين بنظرة متسائله:
- الا يمكن أن ياخذنا هذا إلى انها جريمة سرقة أعضاء.
أجابة تيسير بعفويه:
- أو أنه يريدنا أن نفكر هكذا ونبتعد عن حقيقته.
أخذ مصطفى نفس وزفره ووضع يده على فاه:
- هذا جائز .. وهذا جائز .
خيم الصمت على المكان للحظات ونظر كل منهم للاخر، فقد تشوش تفكيرهم فهذه الاشياء تاخذهم الى طريق أخر، جعلهم الثلاثه وكانهم بلجنة إختبار في مادة لم يسبق لهم معرفتها، قطع هذا الصمت ياسين قائلا:
- اسمعا الافضل أن لا نهمل أي الاحتمالات، وسنسير فى البحث على كلا الاتجاهين.
-أومأ ياسين:
- أظن هذا هو الصحيح لكن يجب أن نجد رابط بين كل الضحيا.
فكرت تيسير:
- لاحظت أن كل الضحايا عندما سألت ذويهم عنهم؛ قالو أنهم خرجوا للذهاب للتقديم لوظيفه.
ابتسم ياسين:
- جيد هذا طرف خيط علينا أن نبحث به.
فكر مصطفى:
- ونحن ايضا سنعد فحص الجثتين، علنا نجد شيء يوصلنا إلى دليل جديد.
زمت ياسين شفتيه:
- للاسف لن تلحق قد أتى ذويهم أمس وسيذهبو للتعرف عليهم اليوم وإستلامهم.
أردفت تيسير:
- ماذا عن كاميرات المراقبه اليست كل هذه الطرق مراقبه؟!
رفع ياسين كاتفيه:
- لا أظن هذا سيفيد مؤكد لن نجد رقم للسياره، او قد تكن كل مرة بسيارة مختلفه.
نظر إليه مصطفى رافضا:
- على الأغلب ستكن نفس السيارة لانها مجهزه بسرير، أو على الاقل بها مكان كبير بالخلف لوضع الضحيه عليه، وقت فتح البطن وأخذ الاعضاء.
أسند ياسين ظهره على مقعدة قائلا:
- جيد هذه نقطه أخرى سنبحث عنها، ولو أني لا أعلم إن كنت ساصل إلى شيء من هذا.
إبتسم مصطفى:
- سنفعل كل ما بوسعنا والتوفيق من الله، قلت أن ذوى الضحيا سيأتو اليوم، هذا يعنى أنك أنت أيضا ستأتى إلى المشرحة.
أومأ بعينيه:
- نعم سأخذ بعض المجندين وأذهب لتسليمهم الجسامين.
وقفت تيسير:
- أذًا الافضل أن نتحرك نحن الان نحاول فحص الجثث قبل حضورهم.
وقف مصطفى وتبعه ياسين قائلا:
- أنا أيضا سأتى معاكم لانتظار أهالى الضحيا وذويهم.
خرج الثلاثة معا أمر ياسين بسيارة أخرى بها بعض المجندين تأتى خلفهم، وصلوا الى المشرحه وجودوا بعض من ذوي أحد الضحيا قد وصل، أقترب ياسين منهم وبدأ بمواستهم ببعض الكلمات لتخفيف هول المصيبة عنهم، كانت حالتهم صعبة جدا الاب زابل مكسور القلب، يسند الام المنهارة تمام وهو يجرجر قدميه، يحاول أن يكن متماسكا لكى تستمد الام قوتها منه، ولكن نظرته تظهر كم الوجع والالم بداخله، كمن وقع من فوق هضبة مرتفعه وتكسرت كل عظامه لكنه يحاول أن يبدو سالما، وصلو إلى مكان الجثه كشف لهم ياسين الوجه فتعرفا عليه، لكن الام لم تتحمل الامر وفقدت الوعي، حملها ياسين وخرج بها مسرعا وضعها بالخارج، وأتت تيسير ظلت معها حتى أفاقت، حاولت تهداتها لكنها كانت تبكي بطريقه هستيريه، أنهى ياسين مع الاب الاجرأت وتم نقله لغرفة التغسيل ليتم تجهيزه للدفن، ظل ياسين معهم حتى خرجوا به، دخلت تيسير لتسترح باحد الغرف، فما راته يصعب على أي قلب تحمله، فاكثر شيء يؤلم هو فقد احد الابناء، ويزداد الالم عندما يمت قتيلا بيد غادرة أثمة، وقف ياسين ومصطفى امام باب المشرحه ليلتقطا انفاسهم، فقد زلزلهم الموقف هم ايضا، كان الصمت هو خيارهم الامثل، واذا بسيارات ضخمه وفخمه تقف امامهم وينزل منها الكثير من الرجال الضخام، ومن هيئتهم وملابسهم يبدو انهم من الصعيد، وفخامتة السيارة تدل على انهم من كبارهم، استشعر ياسين الخطر وحاسته بالوليسيه انبأته أن الامر لن يمر بسلام، رمقهم أحد الرجال بنظره متفحصه كمن يعاين بضاعة قبل شرائها، فهم بنفس الطول تقريبا وجسدهم رياضى يمتاز ياسين بعضلات اكبر بعض الشيء بحكم عمله، اقترب من ياسين فهو يرتدى زيه العسكرى هاتفا بصوت أجش:
- نريد إستلام جسمان ولدنا.
رأى ياسين الشرار الذى يخرج من عينه، وتقين أنهم لم ياتو لاخذ الجسمان فقط، تنحنح قائلا:
- أين والده أو والدته للتعرف عليه؟
هتف به الرجل رافضا بحده:
- لا داعي لذلك فقد اخذنا متعلقاته وتاكدنا أنه هو؟
غضب ياسين من الحدة التى فى صوته وطريقته فى الكلام، قبض على يده آخذ نفس وزفره ونظر إليه متحديا:
- هذه إجرأت لا يمكن تخطيها يجب أن يتعرف عليه أحد من أقارب الدرجة الاولى، والا لن اسلمه لكم.
نزل رجل كبير يبدو عليه الهيبة والوقار من السياره يمسك بعصى غليظه يتكأ عليها، يمتلاء وجهه بالهم والحزن رغم تظاهرة بالقوة والقسوة، هتف قائلا:
- أنا والده أين هو ولدى، ولازما نعرف مين اللى قتله ومش هنسيب تارنا ابدا.
فتحت أبواب باقى السيارت ونزل منها الكثير من الرجال الضخام، وكل منهم يمسك فى يده عصى غليظه يتكأ عليها، أشبه بالنبوت الذى كان يحمله الفتوات فى الافلام القديمه، شخصوا اليهم بنظرات تمتلاء بالغضب وكانهم يطلقون من اعينهم الشرار.
اشار ياسين قائلا:
- لن يدخل الا والده وشخص واحد فقط، هذه هي الإجرأت وبعد التعرف عليه سننقله الى غرفه اخرى لتغسيله وتكفينه.
نظر الرجل الذى أمام ياسين إلى الرجل الكبير فأومأ له بالموافقه، فاشار إلى الرجال بالانتظار، فأطعوه كقطيع ينصاع لامر قائده، ودخلا الاثنين مع ياسين ومصطفى
كان الرجل يسير بخطى مرتعشه رغم إظهاره القوة، فرغم جمود ملامحه لكن عينيه كانت تظهر انكساره وألمه، فهي كمرأة عاكسه تعكس ما بداخل القلب، دخل مصطفى اولا أخرج الجثه من الثلاجه، وأشار لهم بالدخول أقترب الرجل وولده وقلبه يكاد يتوقف من الخوف، كشف مصطفى عن وجهه لم يتحمل الرجل الكبير الامر وخانته قدمه ولم تحملانه، اسنده ولده وخرج به من الغرفه بعد أن اقرا أنها جثة ابنه، أحضر أحد العمال مقعد للرجل واجلسه عليه، أخرج مصطفى الجثة ونقلها الى مكان التغسيل، دخل أخيه معه وفور أن جردوه من ملابسه ورأى الفتح الكبير فى بطنه، اشتعلت عيناه غضبا وقبض على يده وخرج مسرعا كمن صعقته الكهرباء، واقترب من والده واخبره بالامر، ما أن سمع والده بالامر الا وثار وهاج وكانه اعصار ضربهم، فزع كل من بالمشرحة من صوته، اسرع اليه ياسين ليعرف ما الامر، خرجت تيسير هي الاخرى من الغرفة التى كانت بها عندما سمعت الصوت، نظر الرجل اليهم مهددًا بصوت أشبه بزئير الاسد قبل أن يهجم على فرسيته:
- من فعل هذا بولدي من فتح بطنه هكذا؟
رد أحد العمال فزعا:
- إن هذا طبيعى اثناء التشريح لا تكبر الامر.
لمعت عيناه الرجل وكأن يخرج منها شرر وهو ينظر له مهددا:
- من الذى شرحه قل والا قتلك انت؟
إرتبك العامل ولم يعرف ماذا يفعل أشار بيد مرتعشه على تيسير، ظنً منه أنه لن يقترب منها لانها فتاة، غاب عنه أن لحظة الغضب تعمي القلب قبل العقل، وغضبه مضاعف على ولده فلن تفرق معه إن كانت فتاة، أشار الرجل اليها بعصاه متسائلا:
- أجيبى أيتها المرأة هل فعلتي هذا بولدي، شاشق بطنك الى شقين مثله.
أسرع مصطفى ووقف أمامها كحائل بينها وبين عصى الرجل ورمقه بنظرة محذرة:
- لا هى لم تفعل وهذا ليس بسبب التشريح، إن من قتل إبنك هو من فعل ذلك، ابعد يدك عنها.
زاد غضب الرجل ورفع عصاه وكاد يضربه بها لولا أن ياسين امسكها مستنكرا:
- ابعد عصاك عنه فهو لم يفعل وأنا أشهد بذلك، أنا من أحضرت الجثة وهي كانت هكذا منذ وجدنها، وهو طبيب كيف يضر جسد إبنك بعد موته، هل هذه أخلاق طبيب؟!
دنى ولد الرجل منه هامسا:
- اهدأ يا أبي اظنه محق.
أومأ الرجل برأسه ونظر الى ياسين:
- مين اللى قتل ولدي عايزه حي أقتله بيدى، ولن أرحمه ولن أرحم أي شخص يساعده.
أخذ ياسين نفس وزفره ورمقه بنظرة واثقه:
- هذا عملي ولن اتوانى به وأعدك أني فور الامساك به، سأتصل بك لتاخذ حق ولدك منه بيدك.
شعر الرجل بالصدق فى كلمات ونظرات ياسين، فأومأ له دون كلام وطلب من ولده أن يسنده ليركب السياره، خرج معهم ياسين عاد الأبن ليحضر باقي غسل اخيه، دخل مسرعا دون النظر إلى أي احد فى المكان، رمق مصطفى تيسير بنظرة متفحصه بلهفة للاطمانان عليها قائلا:
- هل انتِ بخير؟ هل اصيبتى طمنينى ارجوكي؟
مد يده بالقرب من ذراعيها ورأسها يريد فحصها لكنه خجل منها وتراجع، تنحنحت في خجل:
- إطمأن أنا بخير لم اصب بشيء شكرا لك على حمايتك لي.
إرتبك وفرك فى رأسه قائلا:
- لم افعل شيء، ما كنت لادعه يأزيكِ بأى حال من الاحوال.
نظرت الى الاسفل وقد زاد خجلها ولم تجد ما تقول، حرك رأسه ليبعد حدقته عنها فوقعت على العامل الذى اشار عليها فأسشاط غضبًا وصرخ به:
- هل جننت تخبر الرجل عنها اليس لديك نخوه؟!
تردد الرجل وهو يشعر بالخجل من نفسه:
- اعتذر سيدى انا فقط ظننت ان الرجل لن يقترب منها لانها فتاة، ولم اكن اعلم أن الجثه اتت هكذا؟
زفر مصطفى ولاحظ وقوف اغلب العمال حولهم بالممر، فاشار بيده موبخا لهم:
- كل منكم يعد إلى عمله ماذا تفعلون هنا هيا لا داعي للتجمهر.
تحرك الجميع مسرعا تنحنحت تيسير:
- سأعد إلى الغرفه ابقى بها حتى تنتهو.
أومأ بالموافقه وبادرها بابتسامه، بادلته الابتسامه ودخلت الى الغرفه مسرعه فى خجل شديد، ظل واقفا يراقبها محاولا فهم ماذا يحدث له، لما كاد يطير عقله ووقف أمامها مستعد للموت بدلا عنها، وما سبب إرتباكه أمامها ورغبته فى النظر إليها، تنهد بسعادة فرغم عدم فهمه الا أنه يشعر بسعادة لهذه الاشياء، كطائر اكتشف فجأة انه يستطع التحليق فى السماء، ظل واقف مكانه شارد هائما بين السحاب، آفاقه صوت رجال يحملون نعش كبير اقتربو ووضعوه أمام باب الغرفة التى يغسل بها القتيل، فتح لهم أخوه ووضعوا الجثه بداخله وخرجوا به الى الخارج، وضعوه بسيارة نقل موتى خاصه بهم، كان والده بالسياره نزل متحاملا على نفسه يتكأ على عصاه بكل ثقله، رمق ياسين بنظرة محذرة:
- أسمع لقد وافقتك على كل ما قلت عليه واخذت جسمان ولدي، هدفنه وأعد ولن أرجع إلى هناك إلا عندما تسلمني من قتله، والا العواقب لن تكن جيدة.
ضرب بعصاه على الارض ضربه قويه تطاير بسببها بعض التراب، وفعل مثله كله رجاله مما تسبب فى اهتزاز الارض وتطاير الكثير من الاتربه كأنها عاصفة رميله ستهلك من يقف أمامها..
توقاعتكو بقا للحلقه الجايه
سلااااااااااااااااااااام
تحياتى/ هدى مرسي ابوعوف
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي