الحلقة الخامسة

مصيدة فينوس
الحلقة الخامسه
فى المساء خرج ياسين مع مصطفى من القسم، ركبا السيارة معا، غلفهم الصمت لبعض اللحظات، فكل منهم رأسهم تتزاحم بالأفكار، حتى هتف مصطفى متسائلا:
- أين نحن ذاهبان هذا ليس طريق منزلي؟
زفر ياسين ضجرا:
- سنتناول الطعام فى أحد المطاعم أشعر بالأختناق، وأخواتى الثلاثه بالمنزل هم وأبناؤهم، ولن اتحمل الضجيج.
تنهد مصطفى:
- لا تعلم قيمة أن يكن لك أخوات أتعرف أتمنى لو لى أخت واحدة وسأتحمل أبناؤها أيً كان عددهم.
رمقه ياسين بنظره غاضبه معاتبة وعاد إلى النظر أمامه:
- أنت تعلم جيدا أنى أحب أبناء أخوتي كثيرا، لكنى مرهق جدا ورأسي ستنفجر ولا أريد مضايقتهم بحالتي تلك.
ابتسم مصطفى:
- أنا أمازحك صديقى أشعر أنك عابس جدا وهذا يحزنني.
أوقف ياسين السيارة فتح مصطفى الباب ونزل مردفًا:
- ساسبقك وأحجز لنا طاوله حتى تصف السياره المكان مزدحم.
تحرك مسرعا الى المطعم دون إنتظار رده، صف ياسين السيارة ولحق به أتى النادل وأخباره الإثنان بطلبهم، شخص الاثنان لبعيد دون أن ينطق منهم شفاه كلمة، زفر ياسين عدت مرات كانه ينفث دخان، فداخله يحترق كمن نزع فتيل لغم وينتظر إنفجاره، رأسه تتزاحم بالافكار بعضها عن هذا اللغز الذى علق به، والبعض الاخر حول ما ينتظره من توبيخ ممن حوله بعد هذه المداهمه الفاشله، أحضر النادل الطعام وبدأا فى تناوله، فكر مصطفى في التحدث اليه بأي شيء ليشتت تفكيره، تنحنح قائلا:
- الطعام جيد اليوم يبدو أنهم غيرو الطاهي.
أومأ ياسين وأجابه دون تفكير:
- نعم اظن ذلك.
استرسل مصطفى:
- أتعرف ذكرنى هذا المطعم بأيام الدرسه أتذكر كنا نأتى هنا أيضا ونتناول الطعام.
ابتلع ياسين الطعام فى فمه:
- نعم فأنا أحب المكان هنا لانه بجوار النيل ومنظره يريح أعصابى.
ابتسم مصطفى:
- أتذكر المرة التي اتيت بها لزيارتى فى الكليه بزيك العسكرى؟
ابتسم ياسين متذكرًا:
- نعم أذكر هذه الفتاة التي كانت تعمل معك على مشروعك، وكيف كانت نظرتها ووجها الذي أحمر خجلا، عندما إقتربت منكم.
ضحك ياسين مردفا:
- أنت لا تفهم فور دخولك المكان، قد فرغ فاه وهى تتغزل بجمالك، ماهذا القمر الذي أطلنا، كم هو جزاب شعره الاسود المموج خطف قلبي، وبذلته الرائعه التى جعلت وجهه مثل القمر بالونه الابيض، وعنييه العسليتين مثل نجمتين تتلاءلاء فى السماء، اه قلبي لا أشعر به كأنه طار من مكانه.
ضحك ياسين مستنكرًا:
- ماذا هل جُنت كيف تقل هذا لرجل كم هي حمقاء؟!
هز مصطفى راسه رافضا:
- هي لم تكن تعلم أني إلى جوارها من الأساس، كنت قد دخلت لأحضار محلول وعدت فور دخولك القاعه، كانت تظن أني صديقتها، ولهذا أحمر وجهها خجلا عندما إقتربت منا وفهمت أني سمعتها، لكنى تصنعت أني لم أسمع شيء لعدم إحرجها.
زفر ياسين:
- من وقتها ولم أعد هذه الزياره لكنك لم تخبرني بهذا الكلام.
شعر مصطفى أنه نجح فى أخراجه من حالته، ففكر ممازحا:
- أتظننى أبله لاخبرك لتتنمر علي لانك أوسم مني.
عبس ياسين ممازحا:
- بربك يارجل اليس السمار أفضل بالرجال إلى جانب أني قمحي اللون ولست ابيض كما قالت، فأنا يعجبنى سمار بشرتك الهادئ ولون عينينك النبى الداكن، وشعرك الناعم انت لا تحتاج إلى تصفيفه يارجل.
أومأ مصطفى:
- لكن أنت وجهك مستدير وانا وجهي مستطيل واظن هذا افضل.
فرك ياسين رأسه:
- لا أهتم بهذه الامور أظن أن طبيعة عملك هي التى تجعلك تدقق بهذه الاشياء.
أومأ مصطفى موافقًا:
- هذا صحيح فادق التفاصيل قد تفرق إظهار الحقيقه.
رن هاتف ياسين فاشار له بالسكوت إنها والدته، أجابها واخبرها أنه لن يعد إلى المنزل هذا اليوم، بعد أنهى المكالمه نظر إليه مصطفى متعجبا:
- ما الامر لما لن تعد هل لديك مبيت اليوم.
أومأ بالرفض:
- لا ولكن سأذهب معك إلى منزلك أنت تعيش وحدك، وانا أريد التفكير بهدوء قد أجد حل لهذا الامر.
تنهد مصطفى:
- أتمنى أن تجد حل قبل حلول الصباح وإنفجار الأمر فاظن نادر لن يتركه يمر أبدًا.
أخذ ياسين نفس وزفره:
- أعلم ولهذا فكرت بالمبيت عندك، لاحصل على بعض الهدوء فعقلي مشتت.
حول حدقتيه إلى منظر النيل ومياه الثابته، محاولا استمداد بعض الهدوء والصفاء منه، فبداخل عقله معركة ضاريه لا تتوقف، كل اطرافها تتصارع على إيجاد طرف جديد للإمساك بهذا الغامض، الذي لم يعد يعلم حتى أي السبل عليه سلكها لإجاده، أخرجه من شروده صوت مصطفى قائلا:
- أهدأ يا صديقي وسلم أمرك لله فكل ما حدث هو قدر الله، قد نكن أخطأنا أن أتخذنا قرار المداهمه، ولكن أجزم أن الله قد أرد ذلك لحكمة سنعلمها فى وقتها.
أومأ ياسين:
- ونعم بالله معك حق هيا نكمل طعامنا ونعد إلى المنزل أريد أن أرتاح وأفرغ عقلي من كل ما به.
أكملا طعامهما وبعد أن انتهيا ذهبا إلى شقة مصطفى، جلسا بصالة صغيره بمنتصف الشقه، أشار مصطفى إلى غرفتين بجوار بعضهم قائلا:
- أختار أي الغرف ستنام بها وأنا سانام بالغرفه الأخرى، فملابسي مبعثرة بالغرفتين.
ابتسم ياسين:
- مازلت كما أنت غير منظم على الاطلاق، أشفق على من ستتزوجك ستعاني معك بسبب إهمالك هذا.
ضحك مصطفى:
- بل إنها ستكن سعيده فلن أطلب منها ترتيب المكان أبدًا، أحبه هكذا.
جاب المكان بعينيه فرغم عدم ترتيب الأساس إلا أن الارض نظيفة، وجميع المفروشات، وكأن عدم الترتيب متعمد
هز رأسه متعجبا:
- أغرب ما بالأمر أن المكان رغم انه غير مرتب على الاطلاق إلا أن الارض نظيفه وتلمع! وكل المفروشات نظيفه ومفرودة!
وضع مصطفى يده على كتفه مبتسما:
- قلت أني احب عدم ترتيب أشيائى لا عدم تنظفيها هذا مختلف عن ذاك، فالنظافة من الايمان.
أخذ ياسين نفس وزفره متذكرا كم كان منظما جدا قبل التحاقه بهذه المهنة التي أحبها، فتح فاه كي يذكره لكن تراجع بعد علل الأمر، بان هكذا لا يرتاب يوما بان شيء قد تحرك من مكانه، فطبيعة عمله قد تصبيه بالريبة والخوف مما يراه فى بعض الأحيان، فهز رأسه متفهما وأردف:
- سأنام بهذه الغرفه واستعير بعض ملابسك، أريد اخذ حمام دافئ لاصفي ذهني.
ربت مصطفى على كتفه ممازحا وهو يضحك:
- لا تنسى أخذ مصفا معك كي تصفيه جيدا.
أغمض ياسين عينه وفتحها ورمقه بنظرة غاضبه:
- ألن تكف عن هذا المزاح السخيف يارجل .
وأزاح يده بعيدا عنه وتحرك نحو الغرفه، كاد مصطفى يقع من الضحك عليه ووجه يمتلاء بالغضب، أحضر ياسين بعض الملابس من الغرفه وقف أمام باب الحمام وقبل أن يدخله فذفه ببعض الملابس مكورة بيده هاتفا:
- أيه السخيف كف عن الضحك.
دخل وأغلق الباب بقوة ازاد مصطفى بالضحك، ودخل هو الآخر إلى الغرفة الأخرى وغير ملابسه، خرجا متجها إلى المطبخ بجوار الحمام من ناحية الباب، أعد لهم كوبين من الشاي خرج ياسين وجده يجلس ينتظره فى الصاله، يقرأ بكتاب والشاي معد له على الطاولة، مدد جسده على الأريكة، وقبل أن يضع رأسه سبقه ياسين بوضع وساده صغيره تحت رأسه، فنظر له وابتسم:
- شكرا صديقى.
ابتسم مصطفى:
- على الرحب والسعه احتسي شايك وفكر برويه.
أومأ بالموافقه وأغمض عينه وبدأ يعيد تذكر كل ماحدث، كانه شريط سينما يراه امامه، أنتفض فجأة وفز جالسا كأنما عثر ضالته المنشودة، وبدأ يحرك يده وكأنه يتحدث الى نفسه فى عقله، فإنتبه إليه مصطفى قائلا:
- ما الأمر هل عثرت على شيء؟
أومأ ياسين وشخص إليه وأشار بإصبعه:
- كيف لم نفكر أنها قد يكن لديها نسخه من القائمه.
فكر مصطفى للحظات وفهم أنه يقصد بكلامه المساعده فأردف:
- لكن لما تأخذهم؟
ابتسم ياسين:
- فكر معي فى الأمر لقد قالت أنها تأخذ منهم نقود أضافيه لتحديد الشركه التى يريد أو البلد، وتاخذ جزء منها مقدم فيكيف ستأخذ الباقي.
لمعت عينيى مصطفى:
- عن طريق أخذ نسخه من القائمه والاتصال بهم ومطالبتهم.
استرسل ياسين:
- وهذا يعني أيضا أنها تتحدث إلى هذا الشخص، وتكتب تفضيلات المتقدمين وقد تتوسل إليه أو تتدلل عليه للموافقه، وأعتقد أنها قد تعرفه وليس كما قالت أنها لم تره.
فكر مصطفى فشخص بهذا الحذر قد لا يفعل ذلك زفر هاتفًا:
- لا أعلم ولكن اظن اننا وصلنا الى بدايه جديده.
زفر ياسين فهو الاخر تساوره الشكوك:
- معك حق لكن علينا أن نهدأ ونفكر بتركيز، لكي نصل إلى طريقة نجعلها تخبرنا بكل شيء.
هز مصطفى راسه:
- صحيح هي مفتاح القضية وعلينا استخدامها جيدا للوصول إليه.
ظل الإثنان يتحدثان ويفكران لبعض الوقت، فقد وجدا شعاع ضوء فى عتمة السماء، وفي صباح اليوم التالي ذهبا إلى القسم، دخلا المكتب وإذا بنادر يجلس على المقعد وينظر لهم متشفيا:
- ها أمسكتم بمصاص الدماء ( ضرب مقدمة رأسه) أخ نسيت لا يجب التحدث عن ذلك أمام العامة.
ضحك ساخرا منهما، وخرج وهو يقذفهم بنظرات بتمتلاء بالشماته والتشفي، وهو يتمتم:
- قال مصاص دماء قال يريدان أخذ شهرة حمقا.
قذفاه الإثنان بنظرات غاضبة، وكاد مصطفى ينفجر به، لولا أن ياسين أمسك ذراعه ومنعه من الكلام، فور خروجه جزب مصطفى ذراعه من بين يدى ياسين الذى كان يمسكه ويضغط عليه كلما زاد غضبه مهدأ أيها، وهتف غاضبا:
- ماذا بك يارجل منذ دخلنا وأنت تمسك ذراعى وتمنعني من الحديث، على ما تخاف؟!
أخذ ياسين نفس وزفره غاضبا:
- اهدأ لا نريد تنفيذ ما يريد أنسيت أن هذا ما فعله المرة السابقه، ووقتها وقعنا فى فخه وفاز هو بها.
زفر مصطفى متذكرا:
- فهمت لكن لم أتوقع أنك فكرت بذلك.
قبض ياسين على يده وصر أسنانه:
- بل فكرت بكل شيء وأنوي استخدام كل الوسائل المتاحة، ولن اسمح له باللعب بي كما فعل سابقا.
أومأ مصطفى متفهما:
- جيد لنبدأ فى حل اللغز.
رن هاتف المكتب مط ياسين شفتيه وكأنه يعلم من المتصل، زفر متردد وأجاب على الهاتف، شخص إليه مصطفى يتابع رده وإجابته وفهم أن هناك جثة جديدة، وهذا يعني أنه أراد مباغتتهم بهذه الضربة،
ليحرز أول هدف عليهم، أنهى ياسين المكالمه وجلس على مقعده وبدأ يطرق على المكتب بأصابعه، جلس مصطفى هو الآخر مردفا:
- إذاً بدأت اللعبه.
هز ياسين رأسه رافضا:
- مخطأ لقد بدأت منذ مده، لكنه يريد إيهامنا أنه لم يهتز من ما حدث، ونحن سنفعل ما يريد.
نظر إليه مصطفى وكأنه يقرأ أفكاره وابتسم ووضع قدم على قدم:
- إذًا سنلعب ولكن بقواعدنا نحن.
اتكأ هو الآخر على ظهر مقعده وهو ينظر له بإسرار وتحدي،وكأن كل منهم يرسل إلى الاخر رسائل مشفره لا يفهما أحد سواهم، قاطعهم صوت دق الباب دخلت تيسير إقتربت منهم قائله:
- أعتذر عن التأخير كان هناك زحام مروري شديد.
ابتسم مصطفى فور رؤايتها حتى ظهرت سنايا، وأمتلاءت عينه بالسعاده مردفا:
- اهلا بكِ تفضلي .
لاحظ ياسين نظرات السعاده والفرح التى على وجهه، وفهم أن الحب يسحبهم إلى ساحته، تنحنح قائلا:
- طبيبة تيسير لما لم تأتي أمس.
تلاشت البسمة على وجهها وظهر مكانها القلق، فتحت شفتيها لتنطق، فسبقها مصطفى:
- اعتذر لقد نسيت أن اخبرك أمس، إنها اخبرتي أنها لن تأتي لإنها متعبه.
أومأ ياسين:
- لا مشكله هيا أظن الحمله قد أستعدت لنذهب، وسنخبرك بكل جديد فى الطريق.
أومأت بالموافقه وهي تشعر ببعض الحرج، رمق مصطفى ياسين معاتبا فغمز له مبتسما وتحرك خارجا، فرك فى رأسه فهو لم يفهم ما سبب هذه الغمزه، او بالأحرى مدعيًا عدم الفهم، لحقا به وركبو جميعا السياره وذهبو الى مكان الجثة، تم معاينتها وعمل كل الأجرأت المعتاده، كان أحد رجال الصحافه يحوم حولهم محاولا معرفة أي شيء، كأنه كلب بوليسي يشمم فى كل مكان لإجاد دليل على القاتل،
فقد أسمعه نادر قاصدا عن مصاص الدماء، أرد أن تكن السخريه منهم من الجميع ليس منه وحده، ولكن تعمد أن يبدو الامر كأنه لم يقصد ذلك مدبرا لهم الأمر، وقف ثلاثتهم بجوار السيارة يتحدثون عن ما وجدوا، ووقف هذا الصحفي يسترق السمع، زفر مصطفى عابسا:
- كما فى المرات السابقة لا جديد .
أكملت تيسير:
- لكن أشعر وكانه يريد إرسال لنا رساله هذه المرة.
جض ياسين على أسنانه:
- انه يتحدنا يبرز أثر أسنانه أكثر على رقبة الضحيه، كي نضطر إخبار زويهم أنهم قد تم مص دمائهم.
تنهد مصطفى:
- يريد أن يجبرنا أن نعلن تصديقنا أنه مصاص دماء حقيقي.
ضرب ياسين بيده على ظهر السياره:
- حتى لو كان كذلك فلن نعلن الامر، هذا سيثير الرعب بين الناس.
لمعت عينيني الصحفي وكأنه وجد كنز ثمين، وابتسم بنظرات تمتلاء بالخبث والمكر، وتحرك مسرعا كي لا يراه أي منهم، فقد أخذ ما أرد وعليه أن يحدث به زلزال من شأنه صدع كل الجدران، عاد ياسين إلى القسم وذهبا هما إلى المشرحه، دخل مكتبه وطلب من المجند إحضار الفتاة، لحظات وأحضرها كان ياسين يعطيها ظهره وهو يجلس على مقعد مكتبه، اشار بيده للمجند بالخروج وإغلاق الباب، لف ياسين مقعده ورمقها بنظرة سريعه، أخرج مسدسه من جيبه ووضعه على المكتب، وزفر قائلا:
- أخبرينى يا ما اسمك؟
ارتعبت منه عندما وضع سلاحه امامها بهذه الطريقه، وتلعثمت قائله:
- سس سماح سيدي أسمي سماح.
مص شفتيه ووضع إصبعه بجوار الزناد وبدأ يحرك المسدس على المكتب كانه قرص دوار، وأردف دون النظر اليها:
- أنتِ قولتي أنكِ تسلمي كل الأوراق لهذا المدعو زهير أليس كذلك؟
أومأت بالموافقه وحدقتها على فوهة المسدس واصبعه الذي على الزناد، رمقها بنظره سريعه ورأى كم الخوف بعينها فهذا هو المقصود من لعبه بالمسدس، امسكه بيده ورفعه وضرب به على المكتب بقوة، ففزعت وانتفضت مكانها وكادت تقع على الأرض صارخة:
- أرجوك سيدي لا تقتلني سأفعل كل ما تأمر به، يكفيني ما رأيت بغرفة الحجز اللعينة أرجوك.
نظر لها وأشاح بوجهه بعيدا:
- لا تخافي لن اقتلك وإن أخبرتيني عن أسماء هؤلاء الشباب الذين قدموا أوراقهم، ساساعدك وأعتبرك شاهد ملك فى القضيه.
إقتربت خطوة من المكتب وقالت بعدم تصديق:
- لكن سيدي أنا حقًا لا أعلم شيء، صورتهم مرة واحده ولا أعلم كيف علم بالأمر، ووبخني بشدة واخذ من الهاتف ومسحهم منه.
رمقها بنظرة غير مصدقة:
- وأين هذا الهاتف؟
إبتلعت ريقها بصعوبه مردفة:
- لقد أخذته مني الفتيات بالغرفه فى الداخل، ولم أستطع أن أمنعم.
رن جرس الباب دخل المجند أمره أن يجعل المامور يدخل معه إلى غرفة الأحتجاز ويحضر هاتفها منهن، تعجب المجند لكنه لم يعقب وذهب مسرعا، وعاد إليه بعد بعض الدقائق واحضره معه، نظر إلى سماح قائلا:
- هل هذا هو؟
أمسكته من المجند وتفحصته قائلة:
- نعم سيدي هو.
أشار بيده أن تضعه على المكتب، وأشار للمجند بأخذها إلى الغرفة مرة أخرى، صرخت مستنجده به لكنه لم يعرها أي إهتمام، أمسك الهاتف ونظر به ولسان حاله يقول أن هذا الشيء هو آخر أمل لنا للإمساك بهذا الغامض، لكن هل سيفيدهم بالفعل أم انهم سيصلوا إلى طريق مسدود مرة اخرى.
توقاعتكوا بقا للحلقة الجايه
سلااااااااااااااااااااام
تحياتي/ هدى مرسي ابوعوف
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي