الحلقة الثامنة عشر

مصيدة فينوس
الحلقة الثامنة عشر
ألتف إليه الإثنين ورمقه ياسين بنظرة تمتلاء بالصدمة والعتاب، فزاد غضب فؤاد وصرخ به:
- وأنت من تغضب ماذا كنت تريدني أن أعلم أنك خائن وأسكت؟!
وقف ياسين وقذفه بنظرة تمتلاء بالغضب مردفًا:
- هل تراني بهذا الشكل القذر؟! وأنا الذي كنت أظن أنك تعرفني جيدًا؟!
رأى فؤاد في عينه غضب جعله يشعر أنه أخطأ، لكنه لا يعلم ماهو الخطأ، فهو كشخص أظلمت الدنيا أمامه فجأة، لكنه أكتشف أنه هو من أغمض عينه، أبتلع ريقه وأشاح بوجهه بعيدًا، أخذ ياسين نفس وزفره:
- معك حق أنا مخطأ أنا لم أرد أن أعرضك للخطر أكثر من ذلك، وفضلت أن أتصدر أنا الصورة، وأعرض مستقلبي وسمعتي للخطر، كنت أظن أنك ستفهم دون شرح، كنت متأكد أنك صديقي ولو أخبرك أحد بذلك لرفضت ونهرته، لا تفهم خطأ وتأخذ موقف عليه.
طأطأ فؤاد رأسه وهو يشعر بالخجل والخزي من نفسه، كيف يفكر به هكذا وقد عرض نفسه وأصدقاؤه للخطر لأجله، أبتلع ريقه وزمت شفتيه مردفًا:
- حقًا لا أجد ما أقول لكن عقلي توقف عندما سمعت صوتك تتحدث إلى عمران، سامحني صديقي أنا أحمق ولا أعرف ماذا أقول.
زفر ياسين كأنه يخرج ما به من غضب وهز راسه قائلًا:
- أنا أقدر الحالة التي عليها والوضع الذي أنت به لا مشكلة صديقي، ولكن أتمنى أن تفكر قبل أن تتحدث وتؤلم من حولك.
زاد خجل فؤاد تردد قائلًا:
- أرجو أن تلتمس لي العذر، فانت كنت تتحدث معي منذ سعات على أني أنا من سأتحدث إليه، لم أتوقع أنك غيرت خطتك.
أشار أسامة لياسين أن يجلس قائلًا:
- أجلس يا ياسين لا تكبر الأمر هو محق، أي شخص مكانه سيفكر بنفس طريقته، وأنت أيضًا يا فؤاد فكر في الأمر قبل ان تحكم على أي موقف، فنحن وسط النار علينا ان نكن هادئين.
تحرك فؤاد وهو يعرج ويتالم من ساقه أمسك رأس ياسين وقبلها قائلًا:
- سامحني يا صديقي أعرف أني أحمق لأفكر بهذه الطريقة، لكن أنت تعرف ما أنا به فاعذرني.
ربت ياسين على كتفه:
- الأمر إنتهي صديقي أنا أتفهم الأمر، هيا أدخل أرتاح وجهك يبدو شاحب جدًا.
خرج مصطفى من الحمام وهتف مازحًا:
- هل تأخرت كثيرًا كنت أريد أن أشجع.
فابتسم الجميع واشار له ياسين قائلًا:
- أذهب من هنا عد لنا الطعام قال تشجع قال.
ضحك الجميع نظر أسامة إلى مصطفى كأنه يقول له أنك كنت محق، فهو لا يصلح لقد فقد عقله من مجرد شك، كيف يمكنه تحمل أمر كهذا، هل يمكن نقل حمل جمل فوق زورق صغير، وقف ياسين إلى جوار فؤاد وأشار له على كتفه مردفًا:
- هيا استند علي وسأدخلك لترتاح، ولا تحمل أي هم أنا معك ولن أدع أزى يصيبك.
هز راسه بالموافقة وعينيه تمتلاء بالخجل، استند عليه ودخل معه وضعه على التخت وغطاه وربت على يده وخرج، جلس على المقعد اشار له أسامة على الهاتف قائلًا:
- أظنك تركته بما يكفي كلمه مرة أخرى.
نظر ياسين بساعته فكر قائلا:
- أتركه يتأكد أنه لن يستطع الوصول إلى أي معلومه، كي ينفذ ما أطلب دون أعتراض، هيا لنجهز لتسجيل المكالمة فلا أريد أن أضيع أي شيء.
أعد زياد الشاى أحضره لهم وأخذ كوبه وكوب أخيه ودخل إليه، كان يشعر بالخجل والحرج كزوجة أحرقت الطعام في يوم ممطر، أخذ كل منهم كوبه وشربه وهم صامتين، أمسك ياسين الهاتف وطلب رقم عمران مرة أخرى، لحظات وأجابه عمران قائلًا:
- ما الذي تملكه لتقول أني أنا الذي أريدك؟
ضحك ياسين وتحدث ببرود متعمد:
- بعض الأوراق والأقراص وقعت في يدي بالصدفة، لكن الحقيقة أني وجدت انها تسوى لديك الكثير، ولست وحدك هناك من يدفع بها كل ما أريد.
قبض عمران على يده:
- وما الذي يؤكد لي أنها معك ولما أثق بك؟
وضع ياسين ساق على ساق:
- بسيطة أرسل لك صورة منها ستصلك على أميلك بعد قليل، ولكن أعلم أني لن اتهاون فى حقي وانتظر اتصالي القادم.
انهى معه المكالمة وكاد عمران يجن، فقد تاكد أن الورق الذي ضاع منه معه، لكنه لا يعلم كيف وصل إليه، ابتسم ياسين بزهو وانتصار ونظر إلى أسامة وأردف:
- هيا نرسل له الصور على الأميل ولنختار أشدهم خطورة، ليعلم أننا نفهم أهمية هذا الورق جيدًا.
أختار أسامة بعض الأوراق وصورها، وأرسلها ياسين من أميل مخفي أخذه من مسؤل المديا، نظر أسامة فى ساعته وأردف:
- لقد تأخر الوقت كثيرًا عليا العودة للمنزل، وسأعد إليكم فى المساء أتركه هذا الوقت ليطهى على نار هادئة.
أومأ ياسين بالموافقة وقف أسامة وهم ليخرج فناده مصطفى:
- أين انت ذاهب اتهرب من مساعدتي فى أعداد الطعام؟
ابتسم أسامة مردفًا:
- وهل هذا ممكن الامر فقط أني خرجت مبكرًا فيجب ان أعد لأطمأنهم علي بالمنزل، عندما تتزوج ستفهم ذلك.
تركه وخرج أبتسم مصطفى وهو يتذكر تيسير، ويحلم باليوم الذي يجتمع هو وهي تحت سقف واحد، قطع تفكيره صوت ياسين وهو يقول:
- ماذا ستعد لنا من الطعام؟
رمقه مصطفى بنظرة مستنكرةً:
- وهل أنا خادمك ما هذا.
ابتسم ياسين مردفًا:
- لا تغضب هكذا ماذا بك يا رجل لن أسالك مرة أخرى.
ضحك مصطفى ولم يعقب وانشغل فى إعداد الطعام، أهتز هاتف ياسين ففهم انها رسالة، فامسكه ونظر به، وجدها رسالة عن المهمة التي أخبرته بها عهد، تخبره ان موعدها قد تحدد فى اليوم التالى، وانهم قد تدبروا أمر عمله في القسم لا يقلق، ارتسمت على وجهه بسمة كبيرة فسوف يرى عهد، شعر كانها يسبح فى الهواء ويلمس النجوم بيديه، تنهد بعشق مما لفت انتباه مصطفى فنكزه فى كتفه:
- ماذا بك أيها العاشق فجاة خرجت من عالمنا وذهبت إلى عالم آخر.
تنهد ياسين:
- معك حق فانا في كوكب آخر، لكنك اخرجتني منه يا رجل صحيح ساتركك غدًا، اريدك ان تتابع المحتجزين بدلًا عني فلدي مهمة غدًا.
ابتسم مصطفى وغمز له هاتفًا:
- قولت لي إذا هذه الرسالة منها ولكن تذكر هذا، وسيكن لي عندك واحدة.
ضحك ياسين وهو يغمز له:
- لا تقلق ساردها لك فيومك قريب.
ضحك الإثنان وقف ياسين يساعده فى إعداد الطعام، وفي المساء عاد أسامة جلس مع ياسين ونظر إليه:
- أسمع هذه المرة أريدك أن تضغط أكثر.
فكر ياسين مردفًا:
- هذا ما انتويه، لكن أحضر لي أسم شخص من الاوراق أو الأقراص لاضغط به عليه.
فتش أسامة فى الاورق كمن يفتش على سمكة في بحر زاخر، أختار أحد الاسماء واخبر به، اخذه ياسين وبحث عنه على النت ليجمع عنه كل ما يستطع من معلومات، وجهز ما سيقوله وأمسك الهاتف
طلب الرقم، وانتظر لحظات وفتح الهاتف لكنه لم يقل شيء، فهم ياسين أنه يحاول أستفزازه، فانهى المكالمة وأرسل له على الاميل أسم الرجل الذي اختاره، وكتب بجواره رقم كبير من النقود، لحظات وطلبه مرة أخرى، فأجابه عمران هذه المرة وتحدث:
- كم تريد قل المبلغ وسأرسله لك على حسابك.
ضحك ياسين مردفًا:
- من قال أني اطلب نقود فقط، بل أريد أن أكن شريك في هذه العمليات، أتظنني احمق ساكتفي ببعض النقود.
جز عمران على أسنانه فهو كذبابة وقعت فى زجاجة، وعليه ان يقبل شروطه وإلا لن يخرج منها أبدًا، لكنه لا يستطع أن يقبل هذه الشروط، فهو لا يملك ذلك ففكر قائلًا:
- أستمع لي ما تطلبه مستحيل إن كنت تريد مال سأعطيك، لكني شراكتي من الأمور المسحيلة، وإن كنت تظن أنك تسطع لوي ذراعي بهذه الأوراق فانت مخطأ، فأنا لست وحدي ومن خلفي لا قبل لك بهم.
ضحك ياسين ساخرًا:
- أتظنني أحمق؟! وهل تستطع من الأساس إخبارهم أن الأوراق التي تهددهم بها قد ضاعت منك، ولا تعرف حتى كيف ضاعت، سأترك لك بعض الوقت لتفكر وتأخذ قرارك، وسأعاود الاتصال بك.
- اغلق ياسين الهاتف تعجب أسامة مردفًا:
- لماذا لم تطلب منه تبرأة فؤاد؟
ضيق عينيه ورفع حاجبيه وانزلهم:
- لم اتوقع منك هذا السؤال.
اكمل مصطفى:
- الامر واضح لو انه طلب تبرأته سيفهم أن فؤاد هو من أخذهم، وهذا سيعرض أسرته للخطر.
هز أسامة رأسه واشار بأصبعه السبابه:
- صح صح فاتني ذلك، لكن ماذا تنتوي بالضبط؟
امسك ياسين ذقنه:
- لو طلبت منه نقود لن نحصل منه على اعتراف بما في هذه الاوراق، لكن طلبي لشراكته سيضطره لإخباري ببعض التفاصيل، وبهذا أخذ منه أعتراف هذا ما فكرت به.
فكر أسامة مردفًا:
- أظنها فكرة جيدة لكن تحتاج بعض التظبيط، وماذا عن برأة فؤاد؟
أشار ياسين باصبعه السبابة عليه:
- هذا عليك أنت، تفهم القوانين جيدًا وعن طريق القرص الذي به الجريمة تخرجه منها.
بلل اسامة شفتيه:
- لا مشكلة هذا سهل أتركه لي، متى ستتصل به غدًا؟
اخذ ياسين نفس وزفره مردفًا:
- لا اعرف ساترك الهاتف هنا لان لدي مأمورية هامه ولا اعرف متي سأعد منها.
نظر أسامة ل مصطفى كأنه يرجأ الأمر إليه مط مصطفى شفتيه قائلًا:
- لما لا نتركها لوقتها قد تكن قد عدت.
هز ياسين رأسه بالموافقة تذكر اسامة متسائلاً:
- ماذا تفكر فى امر المتهمين لديك؟
أسند ياسين ظهره على مقعده وزفر:
- لا أعلم ذكاؤهم يقلقني، وأيضًا وجود نادر وتحديه له بسبب فرار فؤاد، أربك الأمر خاصة أني لست متواجد غدًا، وأخشى أن يستغلا الأمر.
زمت أسامة شفتيه قائلًا:
- لا تقلق سأتابع أنا الأمر ولا تترك المفتاح له تحت أي بند.
أومأ ياسين مردفًا:
- لن أتركه له سأدعه معك، ولكن ما اخشاه من تهوره قد يقم بكسر الباب عليهم، وفي هذه الحالة لو هربا ستكن مشكلة كبيرة.
فكر أسامة مردفًا:
- أتركها لله ومؤكد دومًا ما يأتي منه خير.
هز ياسين رأسه مردفًا:
- ونعم بالله مهمة غدًا لن تستغرق الكثير من الوقت، ولكنها مهمة بالنسبة لي.
وقف أسامة مردفًا:
- جيد سأذهب أنا الأن طلما لا شيء مهم، وسأتي غدًا وقت الاتصال إن كنت موجود ستتصل أنت، ولو غير ذلك سأقوم انا او مصطفى بذلك.
فكر مصطفى:
- أو نأجله فهذا لن يضر بل سيفيد كلما تركناه أكثر ضغط عليه ليقبل.
هز أسامة رأسه متفهما:
- هذا أو ذاك كله فى المصلحة فلا مشكله، سلام .
تركهم وخرج أستلقى ياسين على الأريكة قائلا:
- أدخل أنت نام فى سريرك ولكن أحضر لي غطاء، أريد أن أنام مبكرًا لكي أكن مستيقظ في المهمة.
ابتسم مصطفى ومازحه:
- لن أنولك غرضك وأقول لك لتدخل أنت تنام بالداخل، سأدخل أنا أنام بسريرى.
ضحك ياسين على طريقته الطفولية، فهو يفهم أنه يقول ذلك ليُحفزه على الدخول للنوم على السرير، هز رأسه بالرفض:
- لن أغتاظ أتركني هيا أحضر الغطاء، أتظن أن هذا سينجح معي بربك يا رجل.
أبتسم مصطفى فقد فهم قصده ربت على كتفه، ودخل أحضر الغطاء وضعه عليه، وقبل أن يدخل إذا بفؤاد يقف هو وإخيه تنحنح فؤاد قائلًا:
- لا أعرف كيف أشكركم على وقوفكم إلى جواري، لم أتخيل أبدًا أن أجد بين الأصدقاء من هو أكثر من الأخ مثلكم، وأشعر أني أثقلت عليكم كثيرًا، وأفكر أن أترك الشقة هنا وأعد إلى الشفة التي استأجرها لي زياد، كنت أعيش بها اليومين السابقين بعد هروبي، وأيضًا زياد يريد العودة لعمله، لم يعد لوجوده هنا سبب.
أعتدل ياسين وجلس على الأريكة ونظر إلى فؤاد قائلًا:
- وماذا عن نادر المتربص لك؟ وجودك هنا هو امانك. الوحيد، وإن كان زياد يريد الذهاب لأجل عمله، لا مشكله يمكنه ذلك ولكن لن يستطع المجئ إلى هنا مرة أخرى، إظهار برأتك سيستغرق بعض الوقت، لا داعي لهذه الحساسية الزائدة، خروجك من هنا يعني عودتك إلى السجن، لو تريد ذلك نقم لك بمحضر أنك سلمت نفسك، لنصقط عنك قضية الهرب، أما انت يا زياد فليس عليك شيء لم يرك أحد ولم ولن يذكر أسمك فى شيء.
ابتسم زياد:
- حقًا يمكنني الذهاب والعودة إلى. حياتي؟
هز مصطفى رأسه ممازحًا:
- هل مللت منا بهذه السرعة يا رجل؟!
ضحك زياد:
- على العكس ولكن أشعر أن وجودي حمل زائد دون فائدة، وقد اطمأننت على فؤاد، وايضًا أريد ان أطمأن أمي ولا أخسر عملي، فنحن فى أشد الحاجة إلى النقود، وايضًا تركت السيارة منذ ما حدث واخشى أن تسرق، فهي أخر ما بقي لافؤاد من مدخراته، ولولا أنني كنت أعمل عليها فى المساء، فتجلب بعض النقود لكنا بعنها هي الأخرى.
زفر فؤاد:
- كل شيء جمعته فى فترة عملي مع عمران ضاع بسببه.
هز ياسين رأسه مردفًا:
- يمكنك في الصباح الذهاب وأخذها لم تسجل أحداثيتها عندنا فى الشرطه، ولكن لن تستطع العودة إلى هنا على الأطلاق، وستخبر الجميع حتى والدتك أنك لا تعرف شيء عن فؤاد، وتقنعهم أنه قد هرب إلى خارج البلاد، وأنا سأكلمك من أن لأخر أطمأنك عليه، لكن بكلمات غير واضحة حتى تنتهي القضية.
هز زياد رأسه ولم يعقب ربت مصطفى على كتف فؤاد:
- لا داعي لذلك هذا بيتك.
أكمل ياسين:
- وكما قولت لك خروجك سيضرني ولن يفيد أرجوا أن تتفهم الأمر.
لم يجد أي منهم شيء يقوله سوى نظرات الشكر والأمتنان، فهما لم يكونا يتخيلا كل ما حدث معهم، تركاهم ودخلا إلى غرفتهم واتفقا على عودة زياد إلى والدته، وقد أطمأن بالفعل على فؤاد، أستلقى ياسين على الأريكة وألتف بالغطاء واغمض عينه لينام، فهو يشعر بإرهاق وتعب شديد، فهو لم ينم الليلة السابقة إلا سويعات صغيرة جدا، غط فى نوم عميق كان قد دخل مصطفى هو الأخر وأستلقى على سريره، وفي صباح اليوم التالي خرج ياسين مبكرًا، ذهب إلى المكان الذي تم إرساله إليه عبر النت، وجد بعض القادة المسؤلين عن العملية، والكثير من الجنود ومجموعة أخرى من الضابط، دخل الجميع واستعدوا بالزي والسلاح، شرح لهم القادة كل شيء عن المهمة، كان ياسين يبحث عن عهد بحدقتيه وسط هذه الحشود، لكنه لم يرها ففهم أنها ستكن فى أرض العملية هناك، تحركت السيارت وبها كل هذه الحشود، تم محاصرة المنطقة بالكامل، وإطلاق بعض الأنذارات لكل من بها، أن يخرج وإلا سيعرض نفسه للخطر، لم ينته التنبيه إلا وبدأ سماع دوي الكثير من الرصاص، على الجنود والضباط، بدأ كل منهم يأخذ ساتر وبدأ تبادل إطلاق النار بين الطرفين، حتى وقع الكثير من رجال العصابة بالمكان، ووقع الكثير من الاصابات بين الجنود والظباط، كل هذا وما يشغل ياسين هو البحث عن عهد فهو لم يرها، بعد الكثير من الكر والفر، استسلم بعض من الموجودين بالمكان، أخرجهم الجنود وابعدتهم عن أرض المعركة، خرج أحد كبار المكان وهو يمسك بعض الفتايات ويتحامى بهم، ويهدد أنهم إذا اطلقوا عليه النار سيقتلهم، نظر ياسين على هذه الفتايات فرأى عهد من بينهم، ففهم أن هذا الأحمق أخذ فتايات ممن يعملن معه ويهدد بهم، اشتعل قلبه من الغضب والغيرة وهو يمسك بهم، قبض على يده ونظر تجاهها حتى التقت حدقتيه بحدقتي عهد، فأعطاها أشارة لأن تضربه في لحظة معينة، ليستطع ياسين إصابته دون أن يتسبب في إيزاء أي من الفتايات، لم يلحظ هذا الشخص هذه النظارات ففي هذا الوقت يتحاور معه قائد العملية، في اللحظة المناسبه أعطى ياسين الإشارة إلى عهد فضربته في أسفل بطنه، فصرخ وأمسكها من الالم، انتهزها فرصة وضربه ياسين بطلقة في ذراعه الايمن عجزته، وضربة أخرى في ذراعه الآخر فأسرعت الفتايات بالهرب منه، ولم يجد سبيل له سوى تسليم نفسه، توقف إطلاق النار وبدأت سيارت الاسعاف تأخذ الجرحي، وسيارت الموتي تحمل الجثث، أقترب ياسين من عهد ورمقها بنظرة متفحصة:
- هل أنتِ بخير هل أصابك مكروه.
ابتسمت عهد بخجل:
- لا أنا بحال جيد ولم يصبني ازى، وشكرا لك على مساعدتك فلولها لكنت مازلت رهينة عنده.
ابتسم ياسين بسعادة:
- كدت أجن عندما رايته يمسك بكي اشتعل قلبي خوفًا عليكِ.
زاد خجلها وهزت رأسها:
- شعرت بهذا فى نظراتك وفهمت اشارتك.
تنهد ياسين قائلًا:
- وهذا أسعدني جدًا وملاء قلبي فرحة وأملا، هل حدثتي والدك عني؟
تنحنحت بخجل:
- حقيقة نعم واخبرني أنه سيقابلك بعد انتهاء العملية.
أتسعت ابتسامة ياسين وتلألأت عيناه من الفرح:
- حقًا يكاد قلبي يطير من الفرح سأنتظر هذا الوقت على أحر من الجمر.
زاد خجلها وابتعدت عنه مسرعة قبل أن يلحظهم أحد، ظل هو يتابعها بحدقتيه وهو غير مصدق أن حلمه أخيرًا سيتحقق، فهو يشعر كبستاني أزهرت كل حديقته فجأة وأمتلاء المكان بعبيرها، تجمع الجميع وركبو السيارات بعد أن تم تمشيط المكان بالكامل والتأكد من عدم وجود أي مجرمين أخرين، وجمع كل الاحراظ للقضية، عادت السيارت إلى مدرية الأمن وبعد الانتهاء من كل الأجرأت ذهب كل منهم إلى منزله، حاول ياسين التحدث إلى عهد مرة أخرى لكنه لم يجد أي فرصة، عاد إلى المنزل وهو يكاد يطير من السعادة، لاحظ مصطفى عليه الأمر فسأله:
- ما الأمر أراك عائد بوجه غير الذي خرجت به، وأيضًا لم تتأخر كثيرًا كما كنت تتوقع.
أخذ ياسين نفس وزفره فى سعادة:
- لقد نجحت العمليه ولم تأخذ سوى عدة ساعات فقط، لهذا أنا سعيد أشعر اني لمست النجوم بيدي.
ابتسم مصطفى فقد فهم أن هناك أمر آخر، فغمز له مردفًا:
- هل قابلت حبيبتك هناك؟
تنهد بسعادة ورفع حاجبيه وانزلهم عدة مرات، ففهم مصطفى أنه قابلها نكزه فى كتفه:
- لكن يبدو أن اللقاء كان مثمر جدًا وقد حققت نجاح كبير.
ضحك ياسين على تعبيراته مردفًا:
- هل قلت لك أني كنت فى مؤتمر طبي، لقد اتفقت معها ان تاخذ لي موعد من والدها، وساقابله وأطلب يدها لهذا أنا سعيد جدًا.
ربت مصطفى على كتفه بسعادة:
- هذا شيء رائع ولكن أريدك ان تقص علي كل ماحدث، لقد انتهت العملية ولم يعد هناك داعي للسرية.
ضحك ياسين مردفًا:
- سأخبرك ولكن ليس الأن، أخبرني صحيح كيف حال المحتجزين؟
ضحك مصطفى مردفًا:
- تتهرب من الحديث لا مشكله الايام كثيرة أين ستذهب مني، عموما يمكنك مشاهدتهم على الحاسب، سأتصل أنا بالمشرحة لأطمان عليهم وأعد إليك.
هز ياسين رأسه بالموافقة وجلس مكانه سعيدًا وهو يطير بين السحاب، رن هاتفه فألتقطه وأجاب وجده أحد صولات القسم يخبره بأن نادر يحاول فتح باب غرفة المحتجزين، ويهدد بكسر الباب إن لم يعطيه أحد المفتاح، تلاشت البسمة من على وجهه وامتلاء وجهه بالغضب وخرج مسرعًا، فهو يعلم ان هاذين المحتالين لن يتركا فرصة كهذه للهرب.

توقاعتكو بقا للحلقه الجايه
سلااااااااااااااااااااام
تحياتى / هدى مرسي ابوعوف
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي