خذلت فعاهدته بالدم

نرمين عادل`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-10-24ضع على الرف
  • 95.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول 1

حين يقتات الألم على المشاعر الإنسانية، فيقتلها وتنطق الجروح بفقد المشاعر، والخوف من الضياع، وصراعات النفس، صنعت منها امرأة لا تعبأ للمشاعر، لا تعترف بها.

فبدلا من أن تصبح، قطعة من النور أصبحت قطعة من النار، وأصبحت لهيب في وجه الجروح، التي صنعت منها امرأة بهذه الشدة.

فتحولت ملامح البراءه، منذ صغرها الى ملامح تصرخ بالشدة، والكره والقسوة، في كثير من الأحيان.
ببساطة تم واجحافها كثيرا، فقد اضطهدها الزمن، وكل المحيطين بها، لسبب هي لا داخله لها به.
فا مظهرها وشكلها، غير الاعتيادي،جعلها رمزا للسخرية بين اخواتها وفي القرية.

فذرفت في سنها الصغير، وهي ما زالت طفله، الكثير من الدموع، لكن بحدث واحد غير كل ملامحها، أصبحت جامدة المشاعر، متسلطه متكبره، تقتات على ضعف غيرها.
وكما يقولون يتمسكن حتى يتمكن، وهذا ما كان تفعله، فأصبحت تعيش، وتغذي كرهها، وتسلطها بتحكمها، في من غلبتهم الحياة، وجعلتهم يصدقون كل ما يقال لهم.
بل و في كثير من الاوقات، يسلمون انفسهم ذاتها، وحين تتملكهم تتغذى على ارواحهم ببطء شديد، حتى يصلوا الى مرحلة انهم لن يستطيعوا، في يوم من الايام الابتعاد عنها، ومع ذلك تعطي لهم كل اللامبالاة، وعدم الاهتمام ، بل تستهين بهم و مشاعرهم الإنسانية، هذا بالنسبة للأشخاص الذين لم يضروها،.

أما من قاموا بأذيتها، فقد قدمتهم قربان، وهي في سن صغيرة وبدم بارد، لم تخشى مشاهده الدماء، بل كانت تتلذذ بذلك بل وصل بها الامر، ان تضعها في فمها لتذوقها.

والغريب ان كثيرين يقولون ان الدماء مالحة الطعم، الا هي كانت تجدها وكأنها العسل، ولكي نستطيع ان نفهم شخصيتها، وما جعل منها مزيجا من الحزن والوجع، ثم القسوة والرغبة في تحطيم اي شخص، يجب اولا ان نعرف بداية الحكاية قبل مولدها.

تزوجت توبات من غلاب منذ عدة سنوات، وبعد زواجها، بتسعة أشهر جلبت الى الدنيا ابنة جميلة الهيئة، صغيرة وقد أسمتها راضيه، وبعدها بسنه اتت فتاه اخرى و اسمتها هنية.

اسمائهم جميله مثلهم، وبعد هنيه بسنة ولدت هذه المره صبي، وقد اسماه والده غالب، فأصبح اسمه غالب غلاب.

والدة توبات لم تكن من الصعيد، وانما كانت من محافظات الوجه البحري، من الفلاحين كما كانوا يطلقون عليهم،
والدتها كانت من المنصورة، كان زوجها قد عمل لبعض الوقت لديهم في قريتهم في الوجه البحري، وقد شاهدها وهي تحمل جرة الماء، في طريقها الى المنزل بعدما، قامت بملأ جرتها من الترعة بالماء.
ولان زواج البنات ستره، فقد تزوجها واخذها معه الى قريته، وبعدها انجبت العديد من الصبية، والفتيات بينهم توبات.

ذلك الاسم الذي سيكون نقمة عليها، فتوبات هي جمع لكلمة توبة، والتوبة تكون إلى الله ،عما اقترفه الإنسان من أخطاء.

كبرت التوبات في بيت هادئ فوالدها عبد الستار يحب والدتها، فقد كانت والدتها تدعى ست أبوها، وقد كان هذا الاسم منتشر، في اربعينات القرن الماضي في عديد من قرى مصر.

كان عبد الستار لديه ثلاثة أفدنة يقوم بزراعتها، حسب موسم الزراعة، وقد بنى على اطراف، أرضه زاوية صغيرة للصلاة.

يتجمع فيها اهل القرية، ويقوم هو بوظيفه الامام، في الصلوات.
حتى ان بعد عدة سنوات، كانوا يضعون الحصر خارج الزاوية الصغيرة، لكثرة المصلين فيها، كان في ذلك الوقت جميع اهل القريه، او اغلبهم يصلون الفرض في وقته، كان هناك خير وفير مع ضيق حل قليل، فمن معه يعطي الآخر، وهكذا تسير الحياة بهدوء.

ذهب بعدها غلاب، ليعمل في ارض عبد الستار، وبعد عدة سنوات قليلة، طلب احدى بناته للزواج، وقد كان هذا دور توبات.

فرح كثيرا غلاب، ان أصبحت توبات من نصيبه، فقد كانت خجولة كما أنها هي واخواتها يختلفون، عن باقي أبناء القرية فقد كنت بيضاء البشرة ممتلئة الجسم، اما شعرها فكان يتدرج بين اللونين البني الغامق، والافتح منه درجة.

كانت جميلة كان في ذلك الوقت البنات يضعون الطرحه السمراء، على رؤوسهم، إلا أن جزء من شعرهن كان يبدو ظاهرا.

كان كل شاب يتمنى أن يتزوجها، وكانت النسوة يكرهونها، لانها لم تكن تكلم أحد، فقد اعتادت النسوة على مجالس النميمة، وإطلاق الشائعات على اي انثى لا تتحدث معهم، او تشاركهم مجالس النميمة، لذلك أصبحت مكروهة، منهم مثلها مثل باقي أخواتها، حتى انهم اطلقوا عليها انها ابنه الخواجات.


عاشت ست ابوها مع عبد الستار، الذي أراد ان يتجمع ابنائه، ولا يتفرقون ابدا فقد جرف قطعة أرض، من الثلاثة افدنه لكي يجعل منها، وكأنها قرية صغيرة او مجتمع صغير لابنائه، واحفاده من بعده كي يكون يدا واحدة، فقام ببناء عده منازل بجانب بعضهم البعض.
وقد زرع بينهما بعد الأشجار، أراد أن يعيش دور الجد الاكبر، وكانه رئيس او كبير عيله لمجتمع صغير.

وبالفعل انتقل غلاب حينما تزوج من توبات، الى احدى تلك المنازل كانوا فرحين جدا، بوجود ابنائهم، فقد ورث ابنائهم جمال بشرة والدتهم، كما انها كانت تختلف عن بعض النسوة بهدوئها التام.
وكانت فرحه بتخصيص والدهم هذا الجزء من الأرض لها، هي واخواتها بعيدا عن القرية بل بجانب عمل زوجها في الأرض الزراعية التي يمتلكها والدها
لم تحمل توبات بعد ولادة، غالب ابنها حتى أصبح يبلغ من العمر خمس سنوات، بعد ذلك أحسست ببوادر الحمل فرحت كثيرا.

وتمنت من الله ان يرزقها، بولد آخر فيصبح لديها ولدين وبنتين، ومنذ اليوم الاول لوجود ذلك الطفل، في رحمها كانت تشعر بأحاسيس مختلفة، أصبحت احلامها دائما غريبة.

تشاهد اشخاص غرباء، البعض منهم بالغة الطول والاخرين بالغ القصر، رؤوس المفلطحة، و انوفا مدببة كانت تستيقظ من النوم دائما، على اذان الفجر الذي يرفعه، والدها في الزاويه القريبه من بيتها.
وبعدما ينتهي الفجر، وتستقبل النوم مرة اخرى، كانت تستمع لأصوات غريبة وكأنه الفحيح باسم غريب ماكينا.

أرجعت تلك الهمسات التي تستمع إليها وتلك الأحلام بسبب زوجها، الذي اغضبها منذ سنة ماضية، فقد أراد الاغتناء، واحدا من أقاربه يخرج إلى الجبل يحفر، ويبحث عن الآثار فقد كانت هناك بعثة من الأجانب، منذ سنتين اكتشفوا، مقبرة فرعونية حتى أن الصحافة الأجنبية في ذلك الوقت، اتت الى بلدهم وتكلمت عنها، كان هذا الموضوع شيء غريب بالنسبة لأهل القرية.

بعدها اهمل غلاب الزراعة، وجعل يخرج للبحث مع أقاربه، عن الآثار في المغارات المنتشرة، في الجبال المحيطة بهم، فقريتهم تحيط بها أراض صحراوية وجبال عديدة.

اصبح ياتي معه الى البيت مصحوبا ببعض الجرار الصغيرة، التي عليها أختام غريبه، ويقول لها ان الشيخ، الذي يعمل معه الذي يفك طلاسم، هذه المقابر يعطيها هذه الاشياء، وهو لا يفرح بها لانها لا تجلب الكثير من المال، مثل تلك المساخيط او التماثيل الصغيرة التي يأخذها هو لنفسه.

كانت دائمه الشجار معه، انه سبب تلك الاوهام التي تشاهدها ليل نهار.
في النهار تنشغل كثيرا مع ابنائها، فقد بنى لها والدها حجره جديدة، وأصبح هناك حجرة للبنات، وحجرة للصبية، تتمنى ان يكون ما تحمل به في رحمها صبيا.
حتى يؤنس وحدة أخيه غالب في حجرته، اما حوش منزلها، فلم يكن هناك سقف له، وقد زرع لها ابيها قبل زواجها بعدة أشهر شجرة، في منتصف بيتها
وبعيدا قليلا عن الشجرة، بني لها فرن بلدي من الطوب اللبن والطين الأحمر لكي تقوم بخبز الخبز كباقي النساء.

وكان بيتها ملئ بالخير، من دجاج و أوز وبط، حتى الحمام الابيض، رائع الشكل والذي كانت كلا من هنية وراضيه، يلاعبوه ويهتمون بصغار الحمام والكتاكيت.

مضت شهور طويلة، وكل شهر بحادثة غريبة وعجيبة لها، او لاحد افراد العائلة،
بداية هي ألتوت قدمها، وهي تهبط سلم السطح لديها، عندما كانت تضع الغلة للحمام.

وبعدها بشهر غالب، رفصه الحمار الذي اعتاد ركوبه، اصبح الحمار عدائيا فجأة.

وبعدها راضية قد جرى ورائها، ذكر البط السوداني كما اعتاد، الا ان هذه المرة قد فضمها من قدمها، وتمسك بها ولم يفلتها حتى أتت، والدتها تصرخ وتولول وابعدته، عن ابنتها بصعوبة.

وعندما هم بالجري نحوها مرة اخرى، شاهدت توبات دم ابنتها، على فمه فنادت علي غالب، أن يحضر سكين ذبح الطيور، وذبحته في وقتها.

والغريب انه ظل يدور، ويصدر اصوات غريبه لمدة طويلة.
انقبض قلب توبات، فلذلك لم تقم بطهيه، بل نادت علي اخيها، لكي يدفنه بعيدا عن منزلها.

الا ان اخاها عبد الجليل، اخذه منزله واعطاه لزوجته، لكي تطهيه
وعندما أخذته زوجته، وقامت بتنظيفه بصعوبه، وهي تشتكي من صعوبة، ذلك الا انها اعتقدت انه لدي توبات، من فترة وأصبح عجوز ولحمه لن يكون طيب.

وبعدها احضرت الطنجرة الكبيرة، لكي تطهيه، لم تشعر إلا وقد امسكت بها النار، اخذت تستنجد باي احد، لم يسمع صوتها احد الا ابنتها التي، تبلغ شهرا واحدا والتي تدعى شمس.

ماتت زوجه عبدالجليل، ولم يشعر بها احد فقد كان هناك صوت، هبوب للرياح بدون رياح، وكأن قوي مجهولة، احدثت ذلك كي لا ينجدها أحد.

حزن الجميع عندما، خرج لهم عبدالجليل صارخا انها ماتت، التف الجميع حول الجثة واقترب عبدالستار والده، منها فوجد جثتها قد احترقت، اما فمها وهذا هو الغريب فقد كان، وكان احد قام بفتحه حتي أصبح وجهها، مخيف اما عيناها فقد كانت جاحظة، وكانها ستخرج من محجرها.

عم الحزن علي العائلة الكبيرة، عائلة عبد الستار فقد تيتمت الصغيرة شمس البالغة شهرا واحدا.

وهكذا كل شهر حادثة.

واقترب موعد ولادتها، تريد الخلاص من ذلك المولود، الشؤم النحس، كما كانت تقول في عقلها .فكأن جبلا كان قد وضع علي قلبها، وجسدها بسبب ذلك الحمل البغيض.

اتي قبيل الفجر زوجها، يحمل تمثالا صغيرا طوله حوالي الخمسة عشر سنتيمتر، وكان تمثال لسيدة فرعونية،
فدخل علي زوجته.فرحا مهلهلا، ان الشيخ هذه المرة وبعدما تم فتح مقبرة وقد اتي الاجانب هذه المرة، ويرشدوهم علي مكانها بخرائط قديمة .

لم يدرك غلاب ان هذه كانت بعثة خاصة لرجل فرنسي، قد استأجر اشخاصا من بلده وشخصين من امريكا .
حتي يستطيعوا ان يتوصلوا، لمقبرة بعينها.

أخذ يتحدث المنقب الامريكي، ان البحث سيطول، ولو لأعوام حتى يجدوها، فهم يعلمون بوجودها هنا، وان من سيشارك سيأخذ ما يريد من أموال.

هم يريدون فقط التابوت بالجثة المحنطة فقط، وايضا قطعه ذهبيه لم يعرفوا اهي سوار، أو عقد ام خاتم، وانما عرفوا انه على شكل ثعبان الكوبرا المصري.

وبالفعل وبعد تنقيب أشهر طويلة، فتحت المقبرة .وعندها ابتعد الخبراء والمنقبون الأجانب للخلف، وتقدم العمال المصريين الذين بدأوا يتساقطون، واحدا تلو الآخر ولم يعلم احد السبب .

ولان لشيخ وغلاب كانوا في الخلف لم يحدث لهم شيئا .

وقفت البعثة قليلا هذا اليوم، لأنهم وجدوا جميع من سقطوا ارضا قد ماتو.
علي الفور أعطى الأجانب، مالا وفيرا كتعويض وتم إرساله لكل اسرة عامل ، هم لايريدون اي مشاكل، او تعطيل لعملية التنقيب، وفتحت المقبرة بالفعل بعدما كانوا قد فقدوا الأمل، أن يعثروا عليها.

وبعد ما فتحت ودخلوا اليها، وجدوها كما هي لم تمسسها، يد من أيدي لصوص الآثار على مر ألاف السنين.

هذه المرة حصل غلاب، على ما كان يبتغي، هذا التمثال الصغير والخاتم الذي نقش عليه ثعبان الكوبرا المصرية.

لم يدخل معهم الشيخ دهشان، وقد علل ذلك بقوله لغلاب
- الشيخ دهشان: انها المرة الاولى في حياتي، التي يتم اجهادي هكذا، أن صاحبة هذه المقبرة، كانت ساحرة شديدة، والرصد الموضوع، على مقبرتها لم اشاهده من قبل، هناك قبائل كثيرة من الجان كانت تحرسه،
لذلك سأدخل إلى تلك الخيمة، التي هناك لارتاح بها، وانت اكمل معهم الدخول لكي تمسك، لهم مشاعل النار التي ستضيء المكان.

ودخل معهم غلاب بالفعل، وشاهد ما لم يشاهده في أي مقبرة سابقة، كانت هناك صناديق كثيرة، بجانب التابوت المحنط به جثة المرأة صاحبة المقبرة، كما وجدت نقوش كثيره بالوان زاهيه، لم تفسد او تضيع على مر، تلك السنوات الكثيره.

وقف الباحثون الأجانب، يتطلعون الى تلك النقوش والرسومات، ويحاولون تفسيرها وقد عرفوا اسم تلك الساحرة اسمها ماكينا.
هو اسم فرعوني للمرأة الشديدة القوة.

أخذ يردد الاسم في عقله، وكأن هناك صدى لصوت عقله، حتى أنه تعجب وكأنما ما، يحدث لتوبات زوجته قد حدث له.

كانت هناك صناديق كثيرة للحلي الخاص بتلك الساحرة، استطاع ان ياخذ ذلك الخاتم بدون أن يشاهده أحد.

ولأنهم في المعسكر يتم تفتيش جميع العمال، فقد تحجج انه سيخرج لقضاء حاجته، بجانب المقبرة من الخارج، خرج سريعا بتلك الحجة الواهية، لكنه وفي لحظه تعجب هو لها، قد خبئ ذلك الخاتم في مكان حساس في جسده، حتى عندما يفتشونه تفتيشا جيدا، لا يستطيعون العثور عليه.

ودخل ثانيه اليهم ووقف معهم، وقد امسك بالمشعل، في يده كان التحرك يؤلمه لكنه لم يهمه الالم، ما أهمه هو ذلك الخاتم، فهو لن يستطيع أن ياخذ سوار أو عقد من المتواجدين، لانه علم انهم يبحثون عن ما يحمل تلك النقشه، فقد فهم انها تعطي صاحبه القوة والبأس الشديد.

بعدما أخرج العمال الجدد كل ما يتواجد في المقبرة ذهبوا بتلك الاشياء الى المعسكر، الذي كان متواجد بالقرب من هناك.
كان الشيخ دهشان قد اشترط سابقا، انه لن يأخذ هو واتباعه ايه أموال، بل يأخذون من تلك الآثار والتماثيل التي يجدونها، وبالفعل اعطوهم بعد القوارير التي وجدت، كما اعطو الشيخ، بعضا من المشغولات الذهبية، التي لا يحتاجون اليها.

وقد وجد بين تلك المشغولات الذهبيه صور، وعقد منقوش عليهم نفس النقشه ثعبان كوبرا.

صمم غلاب أن يأخذ شيئا من تلك الاشياء، فأعطاه دهشان هذا التمثال الصغير، على مضض منه نظرا، لشدة تعبه الآن من فك الرصد، الذي كان على تلك المقبرة.

وجدوا أيضا كثيرا من اللفائف، من الورق البردي كتب، فيها باللغة الهيروغليفية القديمة، أخذها الباحثون حتى يقومون بترجمتها، ومعرفة محتوا تلك اللفائف.


وبذلك رجع غلاب في قمه السعادة، وجد زوجته تتألم، ألم المخاض الخاص بالولادة، والالم الآخر نفسيا، فقد كانت تشعر وكان السماء تنطبق عليها، وكان روحها تسلب الان منها.
كما انها لم تسلم من ذلك الكابوس، الذي يأتيها منذ اسبوع، انه غريب حتى انها وصفت ما وجدته، في ذلك الحلم أو الكابوس لوالدها، الذي استغرب كثيرا.

كانت تحلم بغابة شديده الجمال، يتواجد بها جميع أصناف أشجار الفاكهة، وفي المنتصف جبل، وكان هناك اشخاص فرحين لكن كان حجمها، يختلف عن حجم الإنسان الطبيعي، فقط كانوا كثير القامة جدا اقدامهم كبيرة ايضا، واذانهم كبيره ومدببه.

لكنهم كانوا فرحين جدا يجرون ويتهامسون فيما بينهم،
ومرة واحدة اذ حدث زلزال، وبعدها صار هذا الجبل، وقد اخرج من باطنه حمم بركانية اتت، على جميع تلك المخلوقات، وقد اصبح الجو تملاه النيران، وبعد فتره خمد الجبل لكنه ظل يخرج ورمادا كثيف، كانت توبات تشعر بالاختناق مع انها لم تكن متواجده، وهو مجرد حلم او كابوس لكنها، كانت تشعر بما يشعر به هؤلاء الأشخاص، المتواجدين في تلك المنطقة، التي نظرت بجانبها فوجدت، معظمهم بل اغلبهم قد ماتو محترقين.


كان دائما والدها، يقول لها انها اضغاث احلام.

لقد كرهت توبات ذلك الشيء المتواجد بداخل رحمها، قبل ان تشاهده حاولت كثيرا ان تقوم بإجهاض نفسها.
كانت تحمل اجولة الارز والقمح فوق ظهرها، عل جنينها هذا يتم اجهاضه.

الا انه لم يتم اجهاضها، منعت نفسها من الاكل فترة، ايضا ولم يحدث شيئا. اصرت ان تخرج وتملأ الجرار من الترعة، أصابك عهدها الا انه لم يحدث شيء ايضا، فتركت امرها بيد الله.

وفي تلك الليله بعدما عاتبت توبات زوجها، باتيانه بتلك الاشياء، الى منزلهم نعمت وهي تتوجع نامت، في غرفة البنات.

كانت تشعر وكأن روحها، تنتزع منها شعورا، بالم نفسيا قبل ان يكون بدنيا تخللته أحلاما غريبة.
وكأن هناك حرب بين نوعين من المخلوقات، قصيرة يغلب على وجهها التسامح، وطويله وغريبه راسهم بيضاويه الشكل عيونها كبيرة، حتى انها تصل الى افواههم.

حرب كبيره وهي تقف مع الاشخاص، او الكائنات قصيره القامه، والجيش الاخر يحاول ان يتبعها، من بين من تقف معهم ويقومون على حمايتها،
احست بها ابنتها راضيه، فجعلت تناديها وهي تضع يدها على وجه وكتف امها:
- امي امي استيقظي انه كابوس

ثم استدارت الى اختها هنيه وهي تقول:
- نادي على أبي واستيقظي انت الأخرى.

سمع أبوها صوتها، فلم يكن قد أتاه النوم بعد، كانت الساعة في حدود الثانية بعد منتصف الليل، استيقظت توبات وهي تصرخ على الوجع الاليم، وهي:
-تقول له احضر لي ام مصطفى الداية.

هرول مسرعا الى الخارج، اما هي فقد كانت تتالم تألما شديدا، تسمع وكان صوت يأتي من جانب اذنيها، فتستدير يمينا ويسارا هذا الصوت يقول:
- نحن معك نحن معك سنحميك منها سنحميك منها

جعلت توبات تستدير خائفه، لا تعلم من اين يأتي هذا الصوت، ومن تلك التي يقومون بحمايتها منها.

اتت الداية واخرجت الفتاتين من الغرفة،وبدأت تستعد وتكلمت مع غلاب، ان يحضر لها سيدات الدار.

خرج مسرعا يستنجد بوالد ووالدة زوجته، سمع اخوها سليم، بذلك فقام مسرعا هو وزوجته نفيسه،
ودخلو دار غلاب.

اتجهت نفيسة مباشرة للغرفة، المتواجدة بها توبات وامها، تساعد الدايه أم مصطفى.

كان صوت صرخات توبات، تملأ المكان وصولا للزاوية التي جلس بها والدها يصلي، ويدعي الله ان ينقذ ابنته من ذلك الحمل العسير.
وبعد ساعه كاملة من آلام المخاض وضعت توبات.
تلقت الدايه الطفل، ونظرت الى وجهه وشهقت بصوت عال.
تكلمت توبات بصوت واهن:
-طمنيني علي الولد

-الداية: انها انثى

ورفعتها قليلا حتي تشاهدها توبات، واقتربت منها.

كانت فتاه صغيرة الحجم مشعرة الجسم، تميل بشرتها للاسمرار، عيناها كبيرة واذناها صغيرتين، وفمها رفيع وراسها كبير، وانفها مدبب ينتهي، بوجود شامة كبيرة سوداء.

ظلت توبات تبكي من، هيئة تلك الصغيرة ومع انها كرهت، وجودها من اول الحمل، الا انها الان مشفقة عليها كثيرا، لأنها ستكون معرضة للتنمر طوال حياتها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي