خفايا الجنوب

Ghada hanafi`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-21ضع على الرف
  • 52.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول الهروب

الفصل الاول الهروب

وسط ظلام دامس تركض فتاة بين الأرضي الزارعية مع سماع صوت ابتهالات الفجر الذي يشق الظلام في ليلة يملأها الهدوء التام، يعلو صوت ضربات قلبها المتلاحقة خوفاً.
سلمى فتاة جميلة في أواخر العشرينات لكن عينها تشعرك بانها في أواخر الخمسين.

تركض خائفة تلتفت ورائها حافية القدمين تنهمر دموعها علي وجنتيها، وتتساقط الدماء من قدميها المصابة ولكنها لا تبالي، تظل تلتفت ورائها وهي تهرول مزعورة، وكأن هناك ذئب يطاردها، تتعسر قدميها، تسقط على الأرض ينغمس وجهها البرئ في الطمي.

ترفع وجهها الي السماء تستغيث من الألم، قد اجتاحتها رعشات قوية في جسدها وهي تحاول ان تقف وتسند يداها على الأرض، لتسقط مرة اخري من شدة الألم،
تصرخ ويخترق صوتها هذا الظلام المخيف كالبرق في السماء.

يقف رجل عندما يسمع صوت صرختها كان يركض ورائها.
-شوقي، ينظر في كل اتجاه يبحث عن مصدر صوتها.

شوقي، في أواخر الثلاثين عيناه جحظتان يملئهم الشر والانتقام شعره كثيف يميل إلى اللون الرمادى، يلتقط أنفاسه ويستجمع حواسه لكى يُحدد مكانها ينظر ويستشعر بعين ذئب يبحث عن فريسته الهاربة.

تحاول النهوض وهي ترتعش وتضع يدها على فمها حتى لايسمع صوت أنفاسها المتصارعة من الفزع والرعب.

تهرول وتستكمل طريقها وهي تضع يداها الآخرى على قلبها الذي يكاد ان يخرج من بين أضلعها، تتألم من اصابتها وهي تركض، تلتفت ورائها وفجأة تصدم بشاب كان متجه لعمله بعد صلاة الفجر ترتمي بين أحضانه وتدفعه لتقع مرة أخرى على الأرض تقف بسرعة يحاول ان يطمئنها الشاب.
:اهدئ، لا تخافي، من أنتي ؟! ماذا أحل بك؟!
تنظر في كل اتجاه، ترتعش خائفه متوتره، لا تستطيع الكلام، أخذت تجترّ أنفاسها التي تمنّعت وصارت شهيقاً زفيرهم قصيرة منهكة، بصعوبه وهي تخبره.

:انا، انا شوقي يريد قتلي، أنا سلمى.
-لا تخافى فقد ذهب لايوجد أحد هنا، اهدئ.

ينظر إليها مشفق عليها وكأنها كانت تصارع في حلبه مصارعة، ورغم احمرار وجهها لما به من إصابات طفيفه، لكنه يشع نور كالبدر في ليلة التمام.
يقترب منها في هدوء يربت على كتفيها تطمئن له وتشعر بأنه طوَّق نجاة وسط هذا الظلام المخيف.
فجأة يظهر شوقي عيناه يملأها الشر والانتقام، ممسك في يده سكين أول ما تشاهده سلمى ترتجف وتقشعر شعيرات ذراعيها من الخوف، وتقف خلف الشاب، وقبل ان يبدء الشاب حديثه معه، يدفعه شوقي بقوة يسقط الشاب على الأرض ويهجم على سلمى ممسكا شعرها يقوم بلفه حول يده والغضب يعتريه، تصرخ يقوم بسحبها تقع على الأرض.

-  أرجوك اتركني اتوسل إليكِ.
يقف الشاب ينقض عليه ويخلصها من بين يده، بصوت غاضب قوي يهز الأرض من تحت قدميه.

انت لاتدري مع من تتعامل يا غبي! :

يضربه الشاب بلكمات قوية في وجه وصدره، فهو شاب قوى البنية يستطيع ان يتفوق عليه، يسقط شوقي على الأرض مغشى عليه والدماء تتناثر منه حتى تغطى ملامحه البغيضة، ينظر الشاب إليها نظرة منتصر يقترب منها ممسكآ يديها.

:هيا بِنا لاتخافى سأظل بجوارك أوصلك إلى بر الأمان.
لاتتحرك سلمى من مكانها، فجاة تقف مذعورة تتسع عينيها ويتحجر الكلام في فمها تسحب يدها من يد الشاب وتشاور له بأصابعها الي اتجاه أخر ليشاهد شوقي قد اعتدل واقفاً امامه ولا أثر للدماء على وجه وكأنه تحول لشخص اخر في لحظة.
مكشر عن أنيابه ترى سلمى نظرة الغل والانتقام في عينه، ينقض على الشاب
وأحكم قبضته على مقبض السكين وانقض عليه طعنه بقوه، طعنه غائرة في البطن.

-بل انت لاتدري مع من تقاتل يا غبي.

صرخت سلمى وركضت بعيداً عنه، أخذت تجول ببصرها وسط الأشجار الى ان شاهدت نور صادر من منزل ريفي في وسط الأراضي الزراعية.

تسمع صوت صراخ الشاب يخترق المكان وتهتز له الأشجار، ظل شوقي يطعنه في صدره وقلبه دون رحمه تقف متردده تريد ان تعود اليه تبكي، ثم تستمر في الركض ناحية البيت، تطرق باب البيت بعصبيه، ليفتح لها عّم إبراهيم رجل متوسط القامه ممتلء الجسم في أواخر الستين من عمره تدفعه تدخل خائفه.

:ارجوك أنقذنى، شوقي يريد قتلى دعنى ادخل واختبئ منه.
شوقي من يريد أن يقتلك ؟ لا تخافى يا ابنتي ادخلي.

تدخل ويخرج عّم إبراهيم يتجول ببصره حول البيت في كل اتجاه ويبدء النهار في السطوع لكن لا يشاهد احد يدخل ويغلق الباب تجلس زوجته معها، وتقترب عليها ابنتهم زهرة شابة في أوائل العشرينات وقد احضرت كوب من ماء وتطمئنها بان الخطر قد زال، وهي الان معهم تحضر لها ملابس نظيفة لكى ترتديها بدل ملابسها، تحاول سلمى ان تلتقط أنفاسها وهي ترتجف عندما تخبرهم بان هناك شاب مقتول في الأرض الزراعية كان يحاول ان ينقذها من ذلك المجرم لكنه قتله.
فجأة يسمعون صوت صهيل الفرس يعلو بصوت مرتفع على غير العادة تقف سلمى ترتجف من الخوف لتخبرهم.

:انه شوقي بالخارج يريدني، يريد ان يقتلنى.

حاولت ان تهدئها ام زهرة وتربت على كتفيها وتحتضنها.
- لاتخافى يا أبنتى فهذا صوت أدهم فرس أبنى عمر لا تقلقى.

تصر سلمى بان شوقي في الخارج يقتل الفرس الذي يصرخ ويستغيث منه، لانه انسان مجرم عديم الضمير والإحساس يخرج عّم إبراهيم مسرعا، ليشاهد ما يحدث بالخارج وهو يحاول الاتصال بالشرطة لكن شبكة المحمول لاتعمل تحاول زهرة وكذلك أمها أيضا يحاولون الاتصال وشبكة المحمول لاتعمل حتى الطوارئ معطله، يخرج عّم إبراهيم لايجد الفرس في مكانه يبحث عنه في كل مكان الفرس اختفى عاد عم إبراهيم إلى البيت، تنظر إليه سلمى بقلق وتقف وعيناها تسأله عما حدث بالخارج، ليجيبها.

:أعتقد إبنى عمر أخذ أدهم إلى الأرض.

تقترب منه زهرة وبدأ القلق يتملكها هي الأخرى.
-لا يا أبى عمر أخبرنى بأنه بعد صلاة الفجر سوف يذهب إلى عمى.
ينفعل والدها وهو يتكلم بعصبيه وقلق.
:إذا سرق ادهم؟ أيعقل هذا لايوجد في بلدنا سارق؟!

بثقة ترد عليه سلمى وهي تجلس لانها لاتستيطع ان تقف على قدميها.
:لا بل سرقه شوقي ذلك المختل.

يتجة عّم إبراهيم إلى الباب يأخذ معه مفاتيح ينظر إليهم ويشاور إلى سلمى.

:سأذهب الي قسم الشرطة وانتى انتظرى معهم لا احداً منكن يتحرك من هنا ولاتفتحى الباب لأي كائن من كان يا زهرة.

يتركهم عّم إبراهيم وتأخذها زهرة وأمها إلى الداخل، الي غرفة زهرة لكي تستريح تجلس سلمى مع زهرة بعد ان غيرت ملابسها وقامت أم زهرة بغسل وجهها لتظهر ملامح سلمى فتاه جميلة جداً، شعرها طويل كسلاسل الحرير الذهبي وعينها عسليتين وشفتيها كالورد، تنظر إليها أم زهرة بإعجاب وهي تسرح لها شعرها.

:جميلة أنتي يا ابنتي، ما اسمك ؟ وما أتي بيكي الي هنا ؟ ومن شوقي هذا الذي يطاردك ؟؟
تتنفس سلمي الصعداء وهي تقص عليهم حكايتها.

:انا سلمى سليم خريجة كلية الآثار بدرجة إمتياز مع مرتبة الشرف تم تعيني معيدة في جامعة القاهرة وكنت أعمل في هرم سقارة مع البعثة الإيطالية التي حضرت الي مصر حديثآ، للتنقيب عن الآثار.
      

وشوقي رشيد دكتور جيولوجيا وباحث يعمل معنا، بعد إن ذهبت الي منزلى تذكرت بأننى تركت حقيبتى في المكان المخصص لنا الموجود عند الهرم، وبها أوراق وبحث مهم أعمل عليه منذُ سنتين خشيت ان يعثر عليه أحد فيأخذه او حقيبتى تسرق لأى سبب، رجعت مرة اخرى إلي موقع العمل لكننى رأيت مالم أراه في حياتى من قبل شاهدت الدكتور شوقي يقوم بتفريغ.

أمعاء (الدكتور البيرتو) وهو كان من ضمن دكاترة البعثة وكان صديقه المقرب أو كنت أتخيل هذا، شئ مقزز كان يقوم بوضع أمعائه بعد ان يعقمها في اواني فخار وكأنه يقوم بعمليه تحنيط لجسده، كما كان يفعل القدماء المصريين، فقد كانت هذه الأوانى متواجدة فى معابد البر الغربي، الأوانى الفخارية كانت اخر اكتشاف مع الدكتور فارس، تقاطعها زهرة:

:هل هذا يعقل؟ أكيد شوقي هذا، مريض نفسي.

تستكمل سلمى حديثها وهي تتنهد.

هو شاهدنى، حاولت الهرب لكنه أمسكني وقام بضربي على رأسى، سقطت على الأرض فاقدة الوعى إلى أن استيقظت، لأجد نفسى فى منزل كبير(قصر قديم) كان يتحدث في التليفون مشغول فقمت بضربه على راْسه بأله حادة كانت بجانبى، وهربت خارج (القصر) هذا المكان موجود على أول الطريق الزراعى، تستنكر زهرة كلامها وتخبرها.

بانه قصر مهجور لايوجد به أحد، لتخبرها
: كان هذا القصر المهجور منذُ سنين ملك لأحد البشاوات في عهد الملك فاروق وبعد إن قامت ثورة يوليو أخذه أحد الأشخاص لكنه غادر البلاد، بعد ما احترق القصر بالكامل وكان بداخلها أبنائه وزوجته والعاملين به، ومن وقتها الأهالي تختلق حكايات وقصص كثيرة حول هذا القصر وانه مسكون بالأشباح، والعفاريت ويتم عمل طقوس به كل عام من قبل بعض الأشخاص الذين يطلقون عليهم عبادة الشيطان.

تقسم لها سلمى بأنها كانت داخل هذا القصر وهربت منها، وتبدء في وصفه، وتشرح لهم تفاصيله، وأنها رأت داخله رسمه كبيرة على الحائط لشخص له عين واحدة والأخرى مفقودة، وفوق راْسه ثعبان كبير وأرضية القصر على هيئة نجمة مرسومة بوضوح وبها مثلث داخله عين.

لأنها أول ما استيقظت شاهدت هذه النجمة، تشعر زهرة بأن سلمى تقول الصدق، تنظر إلى أمها، التي تهز راسها بالإيجاب، لتأكد كلام سلمى بأنها سمعت أحد الأهالي يتحدث بشان القصر، وأن أحد الأثرياء قام بشرائه لكى يعيش فيه، تحضر زهرة كوب من اللبن دافئ ل سلمى، وتحاول أن تكسر حاجز الخوف والقلق الذي بداخلها مبتسمة.

:انتي الآن في أمان لا تخافي، أري في يدك خاتم زواج امّم ؟

تظفر دمعة من عينيها وتبدء حديثها وهي شاردة الذهن وكأنها تشاهد شريط ذكرياتها التي تتمنى إن يعود بها الزمن مرة أخرى إلى هذا الوقت، فتتغير نبرة صوتها وهي تحكى لنسمع صوت فيه شىء من الحنين والحب ممزوج بشجن وهي تتذكر الأحداث.

:عندما كنت في الأقصر تحديدآ البر الغربى مع بعثة الأوربية وقتها حدث أهم أكتشاف اننا اكتشفنا مكان هناك ل مقبرة (الاله اوزيريس) كان بالقرب من مقبرة (الملكه حتشبسوت) وفي نفس الوقت حدث لي أهم وأجمل حدث في حياتي مع اننى لم أكن مستعدة له فقد كنت أرتدي بنطال متسخ ملئ بالأتربة وقميص وقبعه على رأسي ونظارة طبية.

أقف أمام حائط به نقوش ومعى فرشاة أقوم بتنظيف الحائط من التراب المتراكم عليه، كان معى في نفس البعثة حب عمرى الذي كنت أبحث عنه وسط تلك الآثار الدكتور فارس شاهين دكتور متخصص في علوم الاثار والحفائر رجل وسيم في منتصف الثلاثينات يعشق الرياضة وركوب الخيل.

أول لقاء بيننا كان في (معبد حتشبسوت) نشأت بِنا علاقة صداقة تحولت إلى حب كنت أرقابه في صمت، لأن حيائى كأنثى يمنعنى في إن أبوح له عما بداخلى من مشاعر، لكن نظرات عينى له، كانت في كل لمحة تعترف له بحبى، إلى إن قرر الاعتراف لي عما بداخله تجاهي من مشاعر.

وأنا أقف مستغرقة في تنظيف الجدران ووجهى ملئ بالأتربة أقترب منى، في هذه اللحظة ورفع القبعة التى كانت على رأسى ليستدل شعرى على ظهرى وأزال النظارة الطبية من على وجهى شعرت بالخجل واحمر وجنتي، ينظر إلي مبتسم وهو يخرج من جيبه قلادة على شكل مثلث نحاسى اللون تملئه عين حورس شعرت بفرحة
عارمة تملئ قلبي.

:تعلمين جيداً بمشاعرى تجاهك.

نظرت إليه دون ان أتكلم لأنني أريد أن أسمع كلمات الحب منه، نعم أشعر بها فى صوت نبض قلبه الذى اسمعه وهو يقترب منى يساعدني في ارتداء القلادة، ولكن أريد أن ينطقها لسانه أقترب منى أمسك يدي وقبلها ونظر في عينيا.
:سلمى أنا بحبك.

شعرت وقتها ان قلبي يرقص من السعادة، وقد خرج من بين ضلوعي واستقر بين يديه وإننى لست أقف على الأرض كالبشر بل أحلق في السماء كالطير، تمنيت من الله ان ساعة الزمن تقف عند هذه اللحظة فقط، كم شعرت بسعادة لم اشعر بها من قبل، يهمس لى بصوت مسموع وهو ممسك يداي.

: هذه عين حورس الحامية، لا تتركيها أبداً وحافظى عليها تذكرى دائما أننى قريب من قلبك طلما ترتدى هذه القلادة.
-سوف أظل أرتديها لآخر العمر.

تنهمر دموعها، وتضع يدها بين رأسها، تقترب منها زهرة وتحتضنها لتبكي بحرقه أكتر، تقف أم زهرة حزينة عليها متاثرة ببكائها.

:كفى، يا ابنتى أستريحى إلى أن يحضر إبراهيم وعمر؟؟؟ اتركيها يا زهرة لكى تستريح.

تخرج زهرة مع أمها ويتركونها لوحدها ويغلقون الباب ورائهم تغمض سلمى عينيها وتنام تشعر بأنها تحلم، حلم مزعج كابوس مخيف تريد ان تستيقظ منه، لم تقدر على تحمله والاستمرار فيه.

يقترب عمر ابن عّم إبراهيم شاب طويل القامه لون بشرته سمراء شعره مجعد ومعه والده، عّم إبراهيم طويل القامه جسمه هزيل يمسك عصا خشبية قديمة يتكىء عليها، يقتربون من سلمى النائمة على الأرض، داخل بيت مهجور لا يوجد به أحد سوى أشلاء من الماضى تتمثل في أثاث محروق موزع في أرجاء المكان يخرج منه الفئران، وتقف عليه الغربان والحشرات تتجول في المكان يقتربون من سلمى ومعهم كشاف كبير يسلط ضوءه، على وجهها تستيقظ وهي شعرها متسخ ترتدى بنطال أسود اللون علية بقع وقميص ممزق من الأكمام تنظر إليهم مندهشة تحاول إن تتعرف عليهم، بينما يتحدث معها عّم إبراهيم.

:من أنتى ؟ وماذا أحل بك؟ ولما تنامين فى هذا المكان المهجور؟!

تنظر حولها وتشعر بأن المكان قد تغيّر.
:أنا سلمى وكنت أجلس في هذا البيت مع زهرة ووالدتها أين هم؟؟وماذا حدث بالمكان؟
ومن انتم؟

ينظرون إلى بعضهم البعض.
:انا عّم إبراهيم صاحب الدار وهذا أبنى
تتجول ببصرها في البيت، وتشعر بأن المكان قد تغيّر.
:أنا سلمى وكنت أجلس في هذا البيت مع زهرة ووالدتها أين هم؟؟
لكن !!! ماذا حدث بالمكان؟ ومن انتم؟
ينظرون إلى بعضهم البعض.
:انا عّم إبراهيم صاحب الدار وهذا أبنى عمر.
-أنت كاذب عّم إبراهيم ذهب لأستدعاء الشُرطة، أين زهرة؟؟
وتجرى تبحث عنها وهي خائفه من المكان وتنظر إلى لبسها لا تصدق ماهي عليه.

: زهرة أختي أنتى تعرفينها؟ مستحيل؟؟

تقف تنظر إليهم وهي تضع يدها على رأسها تحاول أن تستيقظ من الكابوس الذي تعيش فيه إلى إن ينتبه عمر إلى وشم مرسوم على يدها عبارة عن مثلث به عين حورس.

فيتذكر انه شاهده من قبل ينظر إلى أبيه ويخرج من جيبه تليفون محمول يفتحه، ليظهر عليه صورة سلمى مكتوب أسفلها بأنها قاتله ومطلوب القبض عليها وتسليمها إلى الشرطة يمسكها عمر بقوة.

:أنتي قاتله والشرطة تبحث عنك ولن أتركك.
-لا أنني لم أقتل أحد بل الدكتور شوقي هو الذى قتل، أين زهرة أين والدتها وعم إبراهيم ذهب لإحضار الشرطة ؟!

:إنتي تتحدثين عّن من يا فتاة ؟ هذا هو أبى صاحب الدار عّم إبراهيم وأمى وأختى زهرة، ماتوا من ثلاث سنوات في هذه الدار بعد نشوب حريق كبير بداخله، في يوم زفاف أختي زهرة.

تنظر إلى الدار وكأنها تبحث عن أي شىء حي يصدق على كلامها، يمسكها عمر بقوة لكى لا تهرب منه وهم خارجين من الدار يظهر الدكتور شوقي مرة أخرى أمامهم تصرخ سلمى وتشاور لعمر عليه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي