يتيمه في المهد

Yaso`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-12ضع على الرف
  • 59.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

كُلما دقت الساعة الثامنةُ مساءً، أشعر أنِ أُريد أن أختفي من على هذه الأرض، لا أريده أن يراني أمامه، أنظر إلى الجُدران حولي وإلى أي مخبأ أتوارى من عيونهِ ومن نظراته، من بطش يدهَ ومن قسوة معاملة، كُلما حل الليل وسمعت صوته يقترب من غرفتي، كُلما ارتجف قلبي بداخل ضلوعي، كُلما اقشعر بدني من شدة خوفي، ها هو أسمعه، أسمع صوت مفتاحه، أسمع صوت أنفاسه، لقد إقترب من بابِ، كدتُ أختنق لمجرد أن أشُم رائحته بداخل غرفتي، أشعر بالفزع إذا سمعت صوته ينادي عليِ، ها هو قد فتح بابِ ودخل وعيناه غليظتان يُملأن بالغضب كأنهن نارٌ محاطةٌ برمادً أسود، فهو أسود اللون دائم الغضب والصوت المرتفع، قد إعتاد الجيران هنا على ذلك، أصبح لا أحد يهتم بي، لا أحد يتوسل إليه لكي يتركني تلك الليلة.

أنا فرح، يقولون ان الشخص له نصيب من إسمه، ولكن أنا! أنا ليس لي من إسمي نصيب! يتيمةٌ ولدتُ في المهد! لم أعرف لي أباً ولا أُماً، جيد أنهم تركوا لي إسمً أحمله معي، لعله هو الشئ الحقيقي في حياتي بأكملها، لكن ليس لي نصيب من الفرح في أي شئ، بين الحين والآخر اتذكر حياتي في الملجأ قبل زواجي من نبيل زوجي، نبيل من ظننتُ أن معه الحياة تُعطي أمل، ظننتُ أنها يمكن أن تبتسم لي مرة واحدة في حياتي، خدعني نبيل! دائماً ما أقف أمام جملة أننا لنا نصيب من أسمائنا فالحظ لم يقف معي في إسمي؛ بل لم يقف مع نبيل أيضا، كُنتُ أظنه يحمل معاني النُبل والشهامة والمروءة التي يتمتع بها إسمه، ولكن تبدل النور إلى ظلام، تبدل الأمل إلى يأس، أصبح هو مصدر خوفي.

جالسةٌ أنا على مِقعدٌ في أقصى الغرفة، أتوارى من عينه، دخل نبيل نظرتُ بالأسفل إلى الأرض، لا أجرؤ أن أرفع عيني فيه إلا إن سمح لي هو، نظر إليَ قام بتغير ثيابه ألقاها في وجهي، قُمت مفزوعه من مكاني أُحاول أن أُظهر عدم خوفي، جلس بتكبر ورفع رجله لأعلى وأشار لي بأصبعه إلى قدمه، أسرعتُ إليه ونزلت على ركبتيِ وقُمتُ بخلعِ حذائه، كُنت أُعامل معاملة غير آدمية، كُنت أنا الجارية وهو السيد، بين الحين والآخر يعايرني بعدم ثبوت نسبً لي، لكوني يتيمة نشأت في دارً للأيتام، أشعر أن اليُتم هو مصيري طوال حياتي قبل زواجي، لكن الأن! وبعد زواجي من نبيل فأصبح يُتمي هو وصمة عارً لي أمامه! أحياناً أنظٌر في عيناه لم أتخيل أبداً أن يكون هناك أُناس تعيش وتخدع مثله! لكنه حقيقه وحدث أمامي! نبيل كانت عيناه لا ترتفعان في وجودي قبل زواجنا كان هو بمثابة الأمان وصوته! صوته هذا لم أكُن أسمعه إطلاقا، بالكاد يصدرُ صوتً أسمع حديثه، كُل ذلك كان تمثيل لكي يتمكن مني! كُل ذلك تمثيل لكي أكون زوجة له؛ لا بل خادمة؛ لا بل جارية.

دخل نبيل الغرفة وبصوت عالٍ صاح ظل ينادي فرح يا فرح يا حُزني أنتي ويا نصيبي الأسود، أنا! أنا نصيبه الأسود! إذا كُنتُ أنا كذلك، فهو بالنسبة لي ماذا يكون؟

كُنتُ في المطبخ أسرعت بأقصى سرعة وإتجهتُ إلى الغرفة، من شدة ارتجافي عندما نادى بإسمي وقعتُ على الأرض، قد إرتطمتُ بطرف السجادة، حاولتُ أُلملم نفسي وقُمتُ سريعاً وتوجهتُ إلى الغرفة، ها أنا ذا أقف أمامه أنظر إلى الأسفل مكسوره كأني مُكبلهُ الأيدي، وهو يُصيح في وجهي ويسأل عن الطعام، أنا أرتجف أمامه أخشاه، من شدة خوفي عندما سمعتُ صوته ينادي قد تركتُ الطعام على النار، ما زلت أقف أمامه، شم نبيل رائحة شيءٌ يحترق، استشاط غضباً وخرج الوحش الكاسر الذي بداخله من جديد على خدي، فقد صفعني على وجهي! لم أشعر بنفسي أتنفس سوى بعد ثوانٍ من الدوار الذي تملك من رأسي، حينما بدأت أفوق من تلك الحالة شعرتُ به يُمسك شعري من الخلف وإذ به يجُرُني على الأرض إلى أن وصلتُ إلى المطبخ، وهنا بدأ صياح كُل يوم وكُل جيراني يسمعون صوته وصوت أنيني، ولا حياه لمن تنادي، كُلهم مُنشغلون في أنفسهم، كُلهم يأسوا من محاولة الصُلح بيننا.

مُلقاةٌ أنا على الأرض؛ دموعي على خدي كالسيل؛ فلقد اعتادتْ عيناي على البكاء؛ ولقد إعتاد قلبي على الجروح، ولقد إعتاد صوتي على الأنين، ولقد إعتاد جسدي على التعدي! يتيمةٌ أنا في المهد.

باكيةٌ أنا؛ ولكن لستُ شاكية! يتيمةُ أنا؛ ولكن لم احتفظ بكرامتي، كرامتي! عن أي كرامةٍ أتحدثُ أنا! حاولتُ أُخبئ ما ظهر من جسدي بسبب تمزيق ثيابي، حاولتُ تجفيف دموعي بنفسي، إتكأتُ على أريكة كانت موجودة في المطبخ، هو كان يقف أمامي يأكل من الطعام الذي طهته له، مُتبلد المشاعر يقف ويأكل! وأنا تحتُ أقدامه مُلقاةٌ على الأرض أبكي من شدة ألم جسدي، هدأت نفسي وساعدتُ نفسي على النهوض، فهل لي أحدٌ سواي يساعدني؟

نبيل أعرض عني وتركني وذهب لمشاهدة التلفاز، قد انتهت جولتي معه اليوم في إهانتي، أنا في إنتظار جولة الغد! قد إعتاد جسدي على ذلك، أين هم أهلي وأقاربي؟ أين هم أُمي وأبي؟ ليس لي أنا في هذة الدنيا أي أحد، ليس لي أحدٌ يريد بقائي، وُلِدتُ يتيمة وسأموت يتيمة، وقفتُ أنظر إلى الطعام لم أشتهي أي شيء منه، لم أعُد أشتهي أي متعة من متاع الحياة، أصبحت أنا مكسورة مقهورة وحيدة في تلك الغابة، إنها الغابة يا سادة ولست حياةِ بشر! ليست حياة أُناس طبيعية، إنها غابة القوي يأكل فيها الضعيف، نبيل أقوى مني ويستعمل معي أسلوب الغابة، قلبه لا يعرف للرحمةِ عنوان! حاولتُ بطرقً كثيرة معه أن أجذبه إليَ، حاولتُ أكون له أُمأً أو أُختاً أو ابنه، الأن من بعيد استطيع ان ارفع عيني وأنظر إليه، على الرغم من شدة كُره قلبي له لكني أُحب أن أنظر إلى عينيه، أنظر إليهما لكي أتذكر كم كُنتُ مغفله، حينما صدقتهما، لكنه هو أيضا ممثل بارع وأتقن أدائه معي قبل زواجنا.

جلستُ في غرفتي أُرتبها وأُنظفها، كُنت أخشى أن يغضب مني مرة اخرى، يداي ترتعشان لا استطيع التحكم بهم، كُنت في حيرةً من أمري، جسدي مُنهك يحتاج إلى الراحة، عيناي من كثرة البكاء لا استطيع ان افتحهما، رأسي من كثرة آنِيني كُنت أشعر بالدوار، قررتُ أن أنام وأستريح، فإن لبدني عليَ حق، تركتُ كل ما في يدي، إتجهتُ مباشرةً إلى فراشي، بعد ثواني معدوده لم أشعر بنفسي إطلاقاً، قد غفوتُ ولم أشعر بجسدي كُنت متعبة وبحاجة شديدة للنوم، وهو لن يتركني أنام فأستريح هكذا، أتخذتُ قراري و خلدتُ للنوم دون أن يسمح لي.

فجأة شعرتُ بصفعة على وجهي لم تُقظني من النوم فقط بل أفزعتني من نومي، ورمتْ كل خدي وعيني، قُمت مرتجفة متعجبة لا أفهم أي شئ وماذا حدث، كان كل شئ على ما يرام قبل أن أنام.
بنظرة غضب نبيل ينظر إليَ وصاح في وجهي قائلا:
-أنا أقف هنا أمامك منذ أكثر من ربع ساعه، أُنادي عليكي وعلى نصيبي الأسود أنتي، كل هذا وأنتي طرشاء صماء!
أجبتُ بإرتجاف قائله:
-أنا غفوت قليلا ولم اشعر بنفسي، أنا أسفه يا نبيل، ماذا تريد مني أفعله لأجلك حالا.
عيناهُ تشتعلان أمامي، يداهُ كالأساور تحاوط على يدي، جسده القوي يغطيني، أشعر أنِ لا شئ بجواره أني حشرة يمكن أن يدوس عليها في أي وقت، كلما شعر بضعفي وخوفي كلما ذاد قوته وبطشه معي، وجدته تركني من يدي فجأة.

ظننتُ أنه عفى عني؛ ولكن كيف يعفو الأسد عن فريسته؟ في لمحِ البصر كان واقف أمامي لا أعلم كيف ذهب بهذه السرعة وعاد مرة أُخرى يقف أمامي؛ لكن تلك المرة كان يحمل بين يديه أعواد كبريت وعلبة سجائرهُ، يشعل سيجارة ويطفئها على جسدي وأنا أأن في صمت، هو يسمع صوت أنيني ويستلذ به، يستلذ يتعذيبي بين يديه، يُنهي واحدة وُيشعل الأُخرى ويطفئها في جسدي، كل جزء من جسدي أصبح مشوة مما فعله بي.

دموعي قد جفت أصبحتُ أشعر بلا شئ، كالدميةٌ أنا بين يديه! يُقلبها ويعذبها إلى أن أنتهى من تعذيبي، إعتدلتُ في جلستي أخذت أُخبئ جسدي عن عينيه، فأنا أعلم تلك النظرات التي ينظر اليَ بها الآن، كُنت أزحف على الأرض إلى أن وصلت إلى ركنً بعيد في الغرفة، وهو عينه لم تنزل من على جسدي وجدته يقترب مني، أنا أتحسر على حالي وعلى وضعي!

فكرتُ في طرقً كثيرة للهروب من هذه الحياة، فكرتُ أن أهرب من هذا السجن لم استطيع، فهو يُغلق الأبواب بالمِفتاح ويأخذ المُفتاح معه وهو بالخارج، ماذا أفعل ليس لي أهل ولا سند وُلدتُ يتيمةٌ في المهد!

نبيل شخص لا أعرف كيف يوصف! بعد كل ما فعله معي، ها هو ذا جالس بجواري على الأرض في وضع القرفصاء يبكي ويعتذر ويخبرني أنه لا يستطيع السيطره على مشاعره، يردد كلمة أحبك على أذُني كثيراً، كلمة أسف أسمعها بعد كل تعذيب، أصبحتُ أكرهُها، أكره هذين الكلمتين ( أحبك، أسف)!

كالعادة تأكدتُ أن تعذيبي اليوم قد أنتهى وأنا أنتظر تعذيبُ الغد، أنا في انتظار الساعةُ الثامنةُ غدا، ليدخل نبيل عليَ الغرفة، ليُمارس تسلطهُ وتعذيبهُ عليَ من جديد، وبعد تعذيبي ينهار ويعتذر ويا ويلي إن رفضت اعتذاره! سيُعيد تعذيبي مراراً وتكراراً، إلى أن أُوافق وأُخبره أنِ موافقة وأني قد عفوتُ عن ما فعله معي! هذه حياتي! هذه دنيتي! هذا نصيبي!

خرج من الغرفة وابتسم في وجهي وكأنَ شئً لم يكن!
بعد مرور نصف ساعة مشيتُ على أنامل قدمي بكل حرص وهدوء، أتأكد إن كان نام حقاً أم ما زال مستيقظ، وصلتُ إلى غرفته وجدته نائم والمفاتيح يحملها في جيبه ويربطها بيده، كالعادة يخشى أن تهرب منه فريسته، فهو السجان وأنا السجين.

بين الساعة الثامنة مساءً والثامنة صباحاً أنا لا أنام، أثنى عشر ساعة متواصلة وأنا لم يَغمض لي جفن، وأنا مُستيقظة مُترقبه حركاته، اخشى ان يغدر بي، لا اشعر بالامان بالقرب منه، انتظر لحظه خروجه إلى عمله كي تبدأ ساعات نومي أنا.

نبيل يعمل مدرس في إحدى المدارس الحكومية هنا، كيف يكون شخص مثل هذا مُعلم! كيف يعلم أجيال وهو بمثل شخصيته هذه! نبيل لا يصلح إلا أن يكون سجان في احدى السجون، أو أن يكون جزار يقطع في فريسته، أما مُعلم كيف؟ أنا أشفق على التلاميذ بين يديه، أحيانا أفكر هل يتعامل معهم مثلما يعاملني؟ أم هل يتعامل بمكر ودهاء وخداع ويظهر لهم الوجه الطيب المخادع الذي اظهره معي قبل زواجنا.

الآن أنا أجلس في غرفتي بعد أن أخذتُ قليل من الطعام لكي أتناوله قبل أن يستيقظ هو، أغلقتُ بابِ وبدأتُ أتناول طعامي إلى أن إنتهيت منه، توقفت لحظة وتذكرت الدادة سعيدة؛ يحن قلبي لمجرد تذكرها في عقلي، شعوري تجاهها لم يكُن حبً طبيعياً بل كان حبً صادقاً من كل قلبي، أحيانا أتساءل إذا أحببُ دادة سعيدة كُل هذا الحب، فكيف يكون حبيِ لأمي الحقيقية؟

جالسةٌ أنا على مقعدي في غرفتي، أنظر إلى الساعةِ مرارً وتكرارً، الوقت يمر ببطئ شديد وهو موجود في البيت، الدقيقة تمر وكأنها ساعةٌ كاملة، بينما يمر سريعاً وهو خارج البيت ويزداد خوفي كلما تحركت عقارب الساعة إلى الأمام.

طُوال الأثني عشر ساعات وأنا مُستيقظة، الشئ الوحيد الجيد الذي فعلهُ نبيل معي هو أنه قرر أن كلاً منا له غرفته المنفصلة، في بداية زواجي فكرتهُ هذه كانت تُغضبني ولا أعلم إلى الآن لماذا صمم على أن يُقيم كلاً منا بغرفة منفصلة؟ إلا أني أحمدُ الله الآن بعدما أكتشفت شخصيته بمرور الأيام معي، أتجول في غرفتي ذهاباً وإياباً وعقلي لا يمل ولا يكِل من كثرة التفكير، تذكرتُ نيرة صديقتي في الملجأ صديقة طفولتي، من نفس عمري تقريبا لكنهم وجدوها في الطرقات وأخذوها إلى الملجأ وهي في العاشرة من عُمرها، ولم يكن معها أي دليل على شخصيتها وقتها، من يوم أتت نيرة الى الملجأ وأنا وهي أصدقاء وأختين تخاف عليا وأخاف عليها.

آخر معلوماتي عن نيره أنها تزوجت من شخصً محترم وكانت تمدح فيه كثيراً، بعدها تزوجتُ أنا من نبيل و إنقطع الإتصال بيني وبينها، نبيل قد حذرني أن لا أتصل بأي شخص وهو خارج المنزل، أما مسموح لي بالحديث في وجوده؛ لكن كيف أتحدث في وجوده وأنا أتنفس الهواء بصعوبة في وجوده معي!

خطرت ببالي فكرة، نبيل يأخذ الهاتف معه وهو ذاهب لعمله، إذ لم يجدهُ في الصباح وخرج إلى عملهُ بدونه، أستطيع أن أتحدث إلى نيرة صديقتي لعلها تُساعدني في الهروب من سجني، أما الآن أُحاول أن أخذ هاتفه وأُخفيه عن أنظاره.

مشيتُ على أنامل قدمي و بهدوءً شديد اقتربت من غرفته، بعيني أنظر حولي في الغرفة، أُحاول أن أبحث بعيني أولاً قبل أن ألجأ إلى البحث بيدي؛ خشية أن أتسبب في إصدار أي صوتً يوقظه من نومه، ها هو ذا قد وجدته، هاتفه ملقى جواره على فراشه، اقتربت أكثر منه أحاول قدر المستطاع أن لا أُصدر أي صوت، لقد اخذته وأصبح بحوزتي أخيراً، اتجهت مسرعة إلى غرفتي ولكن في صمت تام، أغلقتُ باب الغرفة بكل هدوء وبدأت أنظر جيداً أي مكان هنا مناسب لكي أُخبئ فيه هاتفه، أقف وأنظر بعيني يميناً ويساراُ في الغرفة، نعم هذا المكان جيد ولا يعرف نبيل الوصول إليه، لقد وجدت المكان المناسب.

أغلقتُ الهاتف كي لا يُصدر أي صوت وتوجهت الى المرآه، فيها دُرجٌ أضع فيه مستحضرات التجميل الخاصة بي، بالتأكيد لن يخطُر على بال نبيل أن يبحث هنا، قد انتهيت من إخفائه مازلتُ في مكاني أقف أمام المرآه، نظرتُ إلى نفسي إلى وجهي ثم إلى جسدي، أنظر إلى أماكن الحروق في جسدي وما أكثرها، إلى وجهي الشاحب، أخذتُ أتحسس جسدي كلما تمر يديَ على جزء من جسدي يؤلمني.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي