وحوش التنغوسرام

Darkside`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-11ضع على الرف
  • 17.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

قبل الف عام في منتصف حقبة العصر الفيكتوري تم عقد اول معاهدة سلام بين البشر ووحوش التنغوسرام بعد سنوات من الصراع الذي استمر بينهم.

حالة من الحقد والغضب متبادلة بين الجنسين. التفكير في طريقة لقتل بعضهم كان اكثر ما يدور في القطاعات التي يعيشون بها.

نصت المعاهدة ان يتعايش كلا الطرفين سويا في سلام دون ان يتجاوز أي منهما فروض المعاهدة و هي الا يختلطوا ببعضهم يتصرفون حسب قوانين الطبيعة التي تنص انه لا يمكن ان يقع وحش في حب بشرى فهذا سيُسجل على انه حُبًا محرم.

التزموا بنصوص المعاهدة وهي الا يتجاوز احد منهم القطاعات المخصصة لهم فقط السحرة من بإمكانهم التنقل في القطاعات بحرية.

توالت الأيام بينهم مع التزام البشر والوحوش بالقواعد التي وضعها السحرة الذين ينحنوا لهم الجبال. كألهه مقدسة يتحكمون بحياة البشر والوحوش مثل الدمى بين ايديهم.

يدعون انها معاهدة سلام لكن بداخلهم يعلمون انه لا يمكن ان ينتهي كل شيء بهذه السهولة. اراقة الدماء بين الجنسين كان بالأمر المُباح للذي له الاولوية.

في ليلة حالكة مرعبة خاصة في قطاع الوحوش الذي يقع بجوار غابة الحيوانات الأسطورية. رئيس القطاع موريس لويس يجلس في غرفة سرية لا يعلم عنها احد يمسك بيد زوجته اثناء ولادته لأبنه وخليفه في المستقبل.

وقع في الحب و انجب دون معرفة القطاع الذي يحكمه. عقوبة ما فعله هي الموت فهو خرق النصوص وتزوج من ساحرة ايضا دون موافقة قطيعها انه الجحيم اذا اكتشف مجلس السحرة بهذا الآمر.

بدأ صوت الصغير يصدح بأرجاء الغرفة مُعلنا عن قدومه الى هذه الحياة، اقترب موريس من زوجته وهو يحمل صغيره بين يده محدقا بهيئته وملامح وجهه الفاتنة. جذبه براءته وقضمه لشفتيه بلطف.

ابتسم تلقائيا يشعر بان هناك شيء تحرك بداخله على الرغم من رفض فكرة الانجاب خائفا من تأثير هذا على صحة زوجته. رفض هذا مرارا وتكرارا فبعد كل ما خاضوه لا يريد خسارتها.

وُلد كوحش لامتلاكه ذات الدماء مع الشفاه الأرجوانية لكن الشيء الوحيد المختلف هو عينه، امتلك عين والدته الزرقاء. عينً اشادت بالكثير فها هو ولد كهجين بين الجنسين.

حدث ما كان يخشاه والده وهو ان ولى العهد نصف وحش بالإضافة الى امتلاكه قوى اعظم السحرة فوالدته ابنة ماركوس فينس العدو الأول للوحوش امثالهم.

هربت ماريان من والدها قائد مجلس السحرة الذي لا يهمه سوى تملكه وامتلاك الرأي الأعلى. حاولت تغيير هذه النصوص البالية فما اغبى ان يُلقب الوحوش هكذا فقط لاختلافهم وامتلاكهم قدرات تميزهم، سئمت من هذا التميز والتحقير من الجميع.

سئمت من التزام بقوانين لا فائدة منها فهذه المعاهدة لم تكن سوى سجنا اخرا. الكثير من التملك والقتل لأتفه الأسباب

استخدام الوحوش للغتهم الخاصة بين بعضهم لا يعني انهم لا يستطيعون التحدث، ردودهم في القتال بين السحرة والبشر لم يكن سوى داعي اختلقه الأخرون فهم ايضا لا يريدون ان يتم ابادتهم.

رسم موريس ابتسامة صغيرة على ثغره وهو يضع صغيره بين ذراعي والدته للمرة الأولى. اخفضت ماريان رأسها طابعة قبلة على رأس طفلها، تحدق به بقلق خائفة من المستقبل الذي ينتظره بسبب هذه الأحقاد التي لم تستطع تغييرها.

في هذه اللحظات تلوم نفسها انها هربت من قطاعها قبل ان تغير هذه الحقيقة ان الوقوع في حب احد غير بني جنسك ستتعرض لمحاكمة من المجلس و امام الجميع لكن هل حقا الموت هو الحل الوحيد لهذا الهراء؟

لم تهتم و لجئت لمن سكن قلبها و عقلها عندما انقذها متخليا عن مبادئه. من رجل متزمت بالقواعد الى اخر يلقي بالعبء الذي يحمله امام من تحاول بجد لتغيير هذه النصوص .

لا ينكر ان الآمر استغرق منه الكثير لمبادلتها ذات الشعور فما يسمونه بالحب خارج عن طبيعة الوحوش ربما يحدث و ربما لا. الأمر معقد كسبب وجودهم في هذه الحياة ولأى هدف!

بدأت ابتسامة ماريان تختفي تدريجيا يحتل مكانها عبوس قلق قبل ان تنبث بتعب:
-اذا علم السحرة بميلاده سيقتلونه فهو الآن في اعتقادهم مجرد خطأ لم يكن يجب ان يحدث. موريس ماذا سنفعل؟

قابلها زوجها يمرر يده بين خصلات شعرها يخبرها انها يجب ان تهدأ والا تُفكر كثيرا هو سيفكر في طريقة لتغطية الامر كما فعل بأمر بقاءها معه الى هذه بالرغم من محاولات المجلس في ايجادها.

حاولت ماريان النهوض بجزئها العلوي ليسرع موريس بمساعدتها عندما اخذ الصغير ووضعه بفراشه، ساعدها في الجلوس و الاتكاء بظهرها على مقدمة السرير.

طال تحديقها بصغيرها قبل ان توجه رأسها تجاه زوجها:
-اليكسندر هذا اسمه. هل اعجبك؟

همهم الاخر اولا قبل ان يخبرها انه احب الاسم، اخبرها انه يحب كل ما تقوله. يُحب تلقيبها لكل شيء وسؤاله ذات السؤال اذا اعجبه ام لا بالرغم من إدراكها انه سيوافق على كل ما تقوله لإسعادها.

طال صمتها و بقاءها على وضعيتها الغير مريحة. عقد موريس حاجبيه بجهل فهي يجب ان ترتاح كي تسترجع طاقتها على الأقل هذا ما يتمناه فارتجاف جسدها مع شحوب وجهها يُبعد هذه الفكرة عن رأسه.

جلس بجانبها على طرف السرير محاطا يده حول وجهها يمرر انامله بخفة على وجنتيها متحدثا بصوته العميق:
-سنتجاوز كل هذا... اعلم انكِ ستتحسنين.

بادلته ماريان الابتسامة بحزن تلصق جبهتها مع خاصة الأخر تهز رأسها نافية:
-لم يتبقى لي الكثير من الوقت، يجب ان اغلق بوابة طاقة اليكسندر

قبل ان تُكمل قاطعها موريس هاتفا بعنف:
-لن يحدث هذا. ماريان لن اسمح لكِ بفعل هذا!

رفض قطعا فهذا يعني استنزاف كل طاقتها وفرصة بقاءها على قيد الحياة صفر اذا فعلت ما تفوهت به منذ قليلا

اراد موريس النهوض لكن ماريان منعته بسحب يده تُعيده مكانه، تتمسك به بترجي:
-رجاءً، اذا اغلقت بوابة طاقته لن يستطع مجلس السحرة التعرف عليه، على الأقل سيكون بأمان.

صمتت قليلا قبل ان تتحدث بنبرة راجية تحاول تغير رأى زوجها ذو الملامح المتهجمة:
-لا اريده ان يعيش محبوسا في هذه الغرفة. يكفي انه لا يمكنه الخروج من هذا القِطاع ومعرفة ما يحدث بالخارج لذلك ارجوك موريس دعني افعل هذا.

نفذ صبر الاخر مزمجرا بانفعال:
-بحق الجحيم اخبرتكِ انك لن تفعلي هذا! منذ البداية اخبرتكِ انني لا اريده وانتِ تمسكتِ بفكرة الانجاب مني اذا كيف يمكنك ان تكوني بهذه الأنانية؟ تفكرين به لكنكِ لا تفكرين بي!

انخفضت نبرته في نهاية الحديث يبادلها نظرات غاضبة لكنها تميل اكثر ان تكون خائبة

قاطع حديثهم الجاد صوت بكاء الصغير ليقترب موريس منه يرمقه بنظرات غاضبة فالآن حياة زوجته على المحك بسببه

انخفض بمستواه يحمل الصغير ناويا الخروج من الغرفة، التفت عندما سمع صوت انين مؤلم يخرج من فم ماريان تصرخ عليه:
-موريس اترك اليكسندر، لا تأخذه للخارج رجاءً

طال صمته لتحدق به الأخرى بغير تصديق تهز رأسها بنفي لا يمكن ان يكون ما تُفكر به صحيح!

ابتلعت ريقها بتعب تمد يدها كي تأخذ الصغير:
-موريس اعطني طفلي، لن اسمح لك بأخذه!

-هذا افضل لكلينا ماريان، تعلمين ان بقاءه على هذه الحياة ليس سوى مجرد لعنة ستتسبب بالكثير من المصائب

تحولت نظرات الأخرى الى مشمئزة من تفكير زوجها ان طفلهم مجرد لعنة يريد التخلص منها في هذا السن الصغير قبل ان يكبر ويصبح التخلص منه صعب.

اعمى الغضب عين ماريان لتتحول عينها الى اللون الأزرق القاتم مستخدمة سحرها بسحب الصغير من يد زوجها وتقييد حركته:
-ماريان لا تفعلي هذا..

قبل ان يُكمل القت به خارج الغرفة والقت سحر على الباب تمنع دخولها، وقف موريس يطرق بكامل قوته على الحاجز الذي تكون يحاول الدخول


تمتم بحنق وهو يرى لون عينها يعود للطبيعي:
-سحقا، ماريان ازيلي هذا الحاجز الآن ودعينا نتحدث!

بملامح جامدة بادلته تخبره انها لن تفعل. ادارت ظهرها ووضعت الصغير في فراشه تستند بضعف على السرير تُغلق عينها بتعب.

زفر الذي يقف بالخارج الهواء متحدثا بنبرة هادئة:
-ماريان، اعتذر لم اقصد... فقط فكرة انه سيسلبكِ مني تغضبني حد اللعنة.

قهقهت ماريان بصخب:
-حقا موريس! هل تعتقد انني كنت سأبقى معك اذا فعلت شيء لأليكسندر.

حاول مقاطعتها لكنها منعته بتحدثها:
-انه منتصف الليل يجب ان تعود للقِطاع و متابعة دورية المجلس.

كالعادة عندما تصبح منتصف الليل تبدأ دوريات المجلس في القطاعات بحثا عن تسلل أي احد داخل قِطاع غيره ايضا البحث عن ابنة رئيس المجلس المختفية منذ ست سنوات.

-سأغادر الآن لكن لا تفعلي هذا. لا تتركيني بمفردي ماريان انا بحاجة اليك لذلك رجاءً لا تفعلي.

غادر موريس الغرفة بعدما ترك مساعده لتلبية طلبات زوجته.

وقف على مقدمة القِطاع الخاص به يستقبل رئيس المجلس الذي اتى للدورية بنفسه وهذا الغريب؛ لطالما ارسل اعوانه لفعل هذا.

وقف موريس بثبات امام الأخر عند دلوفه للقطاع:
-ليس من عادتك القدوم بنفسك قائد ماركوس!

قابله الأخر بابتسامة متصنعة مستمرا بتمرير عينه على الأرجاء:
-لا اعلم لماذا يراودني هذا الشعور...اشعر بوجود ساحر في هذا القطاع وليس أي ساحر.

توتر موريس فبالتأكيد سيشعر الاخر بطاقة اليكسندر فهي ذاتها التي يملكها

اجابه بثبات:
-لا اعلم عن ماذا تتحدث قائد ماركوس! وجود ساحر من خارج المجلس داخل قطاع الوحوش هذا شيء يُنافي المعاهدة وفي هذه الحالة يحق لنا قتله لاقتحامه مكاننا. اذا لا اعتقد انه يوجد احد هنا

لم يقتنع قائد السحرة بهذا. شعوره بهذه الطاقة المهولة ارعبته، قلقا من فكرة ولادة هجين

همهم ماركوس يقلب عينه في الأرجاء مستشعرا هذه الطاقة الغريبة بالرغم من بقاء اليكسندر في الغرفة التي القت عليها ماريان تعويذة لإخفاء طاقتهم.

انتهت الدورية ليخطو القائد لمغادرة القِطاع. لحظات وتوقف يستدير بظهره متحدثا بجمود:
-تم إيجاد بشري مقتول اليوم. هل فعل هذا احد من بني جنسك؟

-لا اظن هذا قائد ماركوس. تعلم انه لا يُمكننا تجاوز هذا الحاجز، اذا كيف يُمكننا قتل بشري؟

-راقب قطيعك جيدا قائد موريس.

اكتفى بهذا ثم غادر الى قِطاع البشر. زفر موريس الهواء براحة رغم شعوره بالضيق فرغبته للعودة الى زوجته الآن تتملكه وهو يعلم جيدا انه لا يستطيع

مسؤولية القِطاع وادارته من المفترض ان تكون اولى اولوياته.

غادر الى غرفته يفترش سريره منتظرا انقضاء هذا اليوم وقدوم ساعات راحته للذهاب الى زوجته

في الغرفة السرية ظلت ماريان تحمل صغيرها بين يدها تُداعبه لسماع همهمته اللطيفة ومحاولته في امساك اصبعها كان شيئا تتمنى ان يدوم الى الأبد.

رفعت يدها تُرجع خصلات شعرها للوراء تتحدث بخفوت مع صغيرها الذي غفى وهو في احضانه:
-اريدك ان تعرف انني احبكِ اليكسندر وانك اكثر ما رغبت به في هذه الحياة بعد والدك.

صمتت لحظات عندما اتت بذكر موريس فما تريد فعله سيجعله يكرهها لتخليه عنه بهذه السهولة من اجل طفل لم يتجاوز عمره يومين

اكملت بنبرة حزينة:
-يجب ان افعل هذا لحمايتك، سأفعل أي شيء لإنقاذك واخفاءك عن مجلس السحرة.

نهضت لوضع اليكسندر في فراشه ثم عادت لمكانه بعدما انهت تحديقها الطويل به.

حل الليل واتى موعد ذهاب موريس لماريان. اسرع في خطواته يقف أمام الغرفة.

اغلق عينه بغضب عندما وجد الحاجز كما هو ليبدأ في التحدث بصوته الخشن:
-ماريان، اخبرتكِ ان تُزيلي هذا الحاجز اللعين!

اقتربت الأخرى تقف امامه عاقدة يدها امام صدرها مردفه بحزم:
-لن اسمح لكَ بإيذائه!

-لن اؤذيه اقسم انني لن امسه بسوء فقط اريد احتضانك والبقاء معكِ كما اعتدنا

لانت ملامح ماريان عندما رات نبرة زوجها الذي يترجاها ان تزيل هذا الحاجز... وعت انه لم يتبقى لها الكثير لهذا يجب ان تستغل هذه الفرصة للبقاء معه اطول فترة

استمعت له وازالت الحاجز ليسرع الاخر في خطواته ويجذبها في عناق متمتما باعتذار على ما قاله. يخبرها انه لا يريد خسارتها، ليس مستعد ان يفقدها الآن او بعد

رفعت ماريان تبادله العناق تقضم على شفتيها بعنف لمنع دموعها فكيف اصبحت بهذه الأنانية لعدم التفكير فيما سيغدو عليه زوجها عند موته.
بدأ موريس يربت على ظهرها بخفة يخبرها انه سيذهب لدانييل هاريسون لمساعدته في إغلاق بوابة الطاقة الخاصة بأليكسندر.

فكت ماريان العناق تحدق به بغير تصديق فكيف يفكر في الذهاب لقائد الحيوانات الاسطورية وهو الد اعداء وحوش التنغوسرام.

قبل ان تتساءل الاخرى قاطعه موريس سريعا:
-دانييل ليس سيئا كما تعتقدين، هو فقط يحب التصرف ببرود مع الجميع لكنه ليس سيئا. بالإضافة انه يكره مجلس السحرة ولن يُفشي سر اليكسندر لهم.

-لكن لا يمكننا الوثوق به. دانييل ليس الرجل الصالح الذي سيساعدنا دون مقابل ايضا انه مشعوذ. ماذا اذا اراد شيء غبى لألقاء تعويذة ممنوعة.

-اعلم لكنني سأتفاوض معه، كل ما اريده منكِ هو الراحة كي تتعافين وتستردين طاقتك، ارجوكِ ماريان لا تُعاندي وتلقين أي سحر.

اكتفت الأخرى بهز رأسها. حملها موريس بين يده يُعيدها للفراش اولا ثم اقترب تجاه سرير طفله.

ناظره لحظات قبل ان ينخفض لحمله بين يده متمتما:
-لا تقلق سأحرص ان تكون بخير اليكسندر.

اقترب يجلس بجوار زوجته واضعا الصغير بينهما يتمنى بداخله ان يمر الامر على خير.

لا يريد ان يبدأ حرب بينه وبين المجلس ايضا ابرام صفقة مع احد من المشعوذين يا له من قائد عظيم وهو مستمر في خرق نصوص المعاهدة.

ترك موريس ماريان واليكسندر ليتابع دورية المجلس. صعد الى غرفته التابعة لمكتبه يفكر فيما سيفعله بشان اليكسندر وزوجته لا يريد خسارتهم.

فجر اليوم التالي ذهب موريس الى دانييل دون اخبار احد بهذا حتى مساعده الامين الذي يأتمنه على عائلته.

وقف في منتصف غابة الحيوانات الاسطورية يمرر عينه في الارجاء واقفا بثبات واضعا يديه في جيوبه. ابتسامة جانبية نمت على ثغره وهو يستمع لزمجرات الحيوانات ورغبتهم بمهاجمته لكنهم غير قادرين فهذا ليس مجرد وحش انما قائد الوحوش بذاته يقف على ارضهم.

اجواء حالكة مع اطلالة القمر المصدر الوحيد للضوء. هدير الرياح يعلو وصوت ارتطام اغصان الاشجار ببعضها لم يكن بالأمر الهين.

يقف بثبات وأن كان احد غيره لاهتزت اوصاله بسبب هذا الرعب الذي تسببه الحيوانات الاسطورية فقدراتهم على ارهاب من يقترب لأرضهم.

مرت دقائق على وقوفه الى ان بدا صوت الرياح يهدا مع توقف ارتطام الاغصان ببعضها معلنة عن وصول دانييل للمكان.

في لحظة ظهر دانييل امام موريس بثبات عاقدا يده خلف ظهره:
-ما شرف زيارة قائد الوحوش لأرضي؟

قابله موريس بابتسامة خافتة:
-انا ايضا سعدت بلقائك دانييل

قابله الاخر ساخر ساخرا:
-صدقني لم افعل فانت لا تأتي الى هنا الا اذا افتعلت شيء احمق مثلك موريس.

صمت الاثنان يستخدمون لغة التخاطر بينها ليبدا موريس اولا:
-ماريان انجبت بالأمس

-اعلم شعرت بهذه الطاقة الغريبة كذلك.

-دانييل اريد مساعدتك في اغلاق بوابة طاقة اليكسندر سأفعل ما تريده لكن ارجوك ساعدني.

-لماذا لا تدع زوجتك تفعل هذا؟

-تعلم انها اذا فعلت هذا ستموت

ابتسم دانييل رافعا كتفه بلامبالاة:
-انا لست مستعدا لبدا حرب مع المجلس لا اريد ان اخفي حقيقة وجود مسخ من السحرة والوحوش

اغتاظ موريس عندما لقب الاخر طفله بالمسخ:

-اخبرتك انني سأفعل ما تريده...رجاء اخي ساعدني هذه المرة.

حقيقة ان الاثنين اشقاء مع فرق العمر بينهم الذي يبلغ خمس اعوام كان حقيقة مخفية الى هذه اللحظة لا يعلمها غيرهم

-لم تعد صغيرا موريس لتلقيبي بأخي و الترجي كما تفعل الان. منذ البداية اخبرتك ان اخفاءك ماريان سينقلب جحيما فوق راسك...لم تستمع و تصرفت كمراهق. الان انظر الى ما حدث! هجين يمتلك قوى عظيمة اذا استخدمها خطا سيبدأ حربا لن تنتهي وسيتم ابادة قطيعك.

-لهذا اريد مساعدتك دانييل.

-توقفت عن النضوج منذ خمس اعوام أي انك اصبحت ناضج موريس يمكنك تولي امورك بمفردك.

رفع دانييل كتفه بغير مبالاة يدير ظهره للمغادرة. خطى بعض خطوات وتوقف عندما نبث موريس بجدية:

-سأعطيك جزء من طاقتي، ستغلق بوابة طاقة اليكسندر وسأعطيك ما تريده

دانييل ليس بالشقيق الصالح الذي سيرفض صفقة مثل هذه.

لطالما شعر بالغيرة انه ولد كمشعوذ وليس وحش من التنغوسرام. حسد الاخر على الطاقة التي يمتلكها والمكانة الذي يحظى بها.

وضع دانييل يده اسفل ذقنه يدعي انه يُفكر:
-سأخذ نصف طاقتك

استغل الوضع وطالب بنصف الطاقة التي ستهلك جسد موريس وتجعله يشيخ بسرعة اكبر

-لك هذا دانييل لكن ستغلق بوابة اليكسندر اولا

-لا يمكنني اغلاق بوابته لكن يمكنني تعليمه التحكم بها واخفاؤها.

عقد موريس حاجبيه يتمنى ان يكون ما يفكر به غير صحيح:
-هل تريده ان يعيش معك ومع الحيوانات الاسطورية؟

-اجل، هذه الطريقة الوحيدة تريدها ام لا؟

-هل سيطول هذا؟

استند دانييل بظهره على الحائط واضعا يده بجيبه:
-على حسب قدراته، يمكننا الانتهاء سريعا ويمكن ان يطول

فكر موريس فهذا ليس بالقرار الذي يتخذه بمفرده لكن يجب ان يفعل هذا، التضحية بنصف طاقته افضل من فقدان زوجته.

وضع في عين الاعتبار ان هذا المكان لا يمكن للمجلس اكتشاف أي طاقة غريبة به اذا بقاء اليكسندر هنا الى ان ينضج ويتعلم كيف يسيطر على بوابة طاقته سيكون افضل خيار امامه.

-حسنا يمكنك اخذ نصف طاقتي لكنك ستساعد اليكسندر ليتحكم بطاقته فهمت دانييل؟ سأقتلك اذا اخليت بالاتفاق، سأقتلك اذا حدث شيء سيء لأليكسندر

قابله الاخر بالهمهمة مردفا بتململ:
-حسنا، لا تقلق في النهاية هو ابن شقيقي العزيز

اقترب موريس يقف امامه يتحدث باستنكار:
-ستخبرني!

شابك موريس يده مع دانييل:
-مستعد؟

-اجل

اطبق دانييل الغلق على خاصة موريس يلقي تعويذة لأخذ طاقته.

بدا يعلو صوت زمجرة موريس مع تحول عينه للون ارجواني قاتم. سقط على احدى ركبتيه بعدما انتهى دانييل. يشعر بالضعف يتسلل لجميع انحاء جسده.

ابتسامة واسعة نمت على ثغر دانييل وهو يتفحص جسده، يطقطق بأصابعه يستشعر هذه الطاقة التي اخذها

نهض موريس من على الأرض، فك ازرار قميصه ليجد علامة زرقاء على صدره نتيجة تعرضه لشعوذة دانييل.

زفر الهواء بضيق كان يتمنى الا يحصل عليها كي لا تعرف ماريان.

نظف حلقه لينبث بثبات:
-سأحضره لك لكن لا تنسى اتفاقنا دانييل اذا أصيب اليكسندر مكروه سأستعيد الطاقة واقتلك.

-حسنا، اخي الصغير. عُد الى قطاعك قبل ان يكتشفوا غيابك ايضا ارسل تحياتي لماريان اخبرها انني اتطلع لمقابلتها

-صدقني وهي لا تريد رؤيتك

غادر موريس الى قطاعه يتفحص افراد قطيعه ومخزون الطعام الخاص به

اقترب مساعده يقف بجانبه يتلقى الأوامر:
-سكوت، راقب تحركات الجميع ايضا تأكد من الحراس اذا رأى احدهم يقترب من بوابة القطاع للخروج.

-حسنا سيدي

حان موعد ذهاب موريس لزوجته وطفله. اقترب يحمل الصغير بين يده يلاطفه برفق.

تعجبت ماريان منه تشعر بطاقة غريبة حوله:
-موريس هل انت بخير؟

-اجل، انا بخير

قبل ان تقاطعه اوقفها يُخبرها انه يريد اخبارها بشيء.

جلست على الكرسي وجلس امامها. امسك يدها مثبتا عينه على خاصته وبدأ يتلو عليها الجزء الخاصة بقبول دانييل لمساعدتهم و بقاء اليكسندر لديه.

-لا موريس لا اريد ان يبقى طفلي مع هذا الشيطان.

-هذا الحل الوحيد للآن ماريان، دعينا نتركه وانا واثق ان اليكسندر سيتعلم سريعا وينضم الينا ايضا سأزوره يوميا

-لكن..

-هذه المرة ماريان ثقي بي ارجوكِ

زفرت الاخرى الهواء بقلة حيلة توافق على كلامه، نهض موريس وطبع قبلة على جبينها

-يجب ان اخذه الآن فالمجلس اصبح يرسل الكثير من الدوريات بسبب شعورهم بطاقته

-لكن انا اريد قضاء المزيد من الوقت معه

-يجب ان اخذه ماريان، هذا لمصلحته يجب ان تفهمي هذا

اخفضت بصرها بحزن تهز رأسها موافقة على قراره.

اسرع موريس في اخفاء الصغير بين يده وغادر به الى دانييل في فجر اليوم، شعر بطاقة اليكسندر عندما اخرجه من الغرفة يتمنى بداخله الا يظهر امامه كبار المجلس.

قابله دانييل وافقا بشموخ يحدق بالصغير بتلذذ يتمنى ان يحصل على ربع الطاقة التي يملكها، يريد التهامه بأكمله.

لاحظ موريس نظرات الاخر الجائعة تجاه صغيره:
-لا تتجرا وأن تفكر في أخذ قطرة من طاقته دانييل صدقني سأقتلك اذا لمسته!

-اهدا قليلا اخي الصغير بالطاقة التي تمتلكها الان لا اعتقد انك تستطيع مقاتلة حشرة ايضا لن اخرق اتفاقنا على الاقل الان

-دانييل!

رفع كتفيه بسخرية:
-امزح

-انتبه له، سأزوره يوميا

همهم دانييل ليأخذ الصغير ويغادر لمكانه الخاص، تابعه موريس بعينه الى ان اختفى.

عاد الى مكتبه وهو يدعو بداخله ان يتعلم طفله بسرعة ليعود ويجتمع معه فهو لا يستطيع الوثوق بدانييل هذه الثقة العمياء.

بدأت تمر الايام واليكسندر يكبر مع دانييل ويتربى مع الحيوانات الاسطورية بعيدا عن والديه الحقيقين.

استمر موريس بالذهاب ومراقبته من بعيد لا يرغب بتشتيته وانشغاله بشيء اخر غير التحكم ببوابة طاقته.





يُتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي