ليال

Shamsalamrawy`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-11ضع على الرف
  • 23.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

في إحدى شوارع القاهر، في الساعه العاشره مساءً
نجد فتاه تسير وهي تضع سماعة الاذن وتستمع الي  بعض الاغاني الهادئة،كانت عائده من العامل فهي تعمل نادله في مطعم راقي.

كانت تسير وهي شارده في حياتها التي تمر ببؤس شديد، وصلت إلي الحاره التي تسكن بها،
فنظرات إلي أول الشارع ،وجدة بعض من شباب الحي يجلسون وهم يمسكون هواتفهم وكل واحداً منهم يمسك سيجاره في يده الاخرى، نظرات إليهم بعض الوقت وخطر  في عقلها،لو كان لها اخ لكانت تعبر هذا الشارع وهي مطمئنه أن لها سند تستند عليه، ولا كانت تعود في هذا الوقت إلي المنزل.

سارت  في الشارع ومرات من أمام الشباب، لكن أحد منهم واسمه شهاب قال:  لما كل هذا التأخير في العوده إلي المنزل يا انستي؟ 
همهمت ليال وهي تنظر إلي حذائها :  تأخرت في العمل وعدت سيرًا . 
قال شهاب بهدوء وهو يقف : حسناً، لو لا يوجد ازعاج ،سوف اوصلك الي المنزل فالطريق  طويل.
نظرت إليه بامتنان وقالت بصوت منخفض  : شكراً لك ،لكني لا أريد أن اتعبك معى. 
شاب آخر ويدعي ابراهيم ويدعى هيما قال بهدوء وهو يقف: لا يوجد اي تعب،والأفضل أن لا تتأخر إلي هذا الوقت خارج منزلك؟   
ناشدت قائلة بهدوء : ماذا أفعل ،العمل كثير و يجعلني أتأخر.

تنهد شهاب ثم قال بهدوء :حسناً يمكنك السير ونحن سوف نلحق بك. 

هزات ليال رأسها ثم سارت مُبتعدا وهي مطمئنه بعض الشيء،لا تنكر أن شهاب وهيما مُهذابين كثيراً معها.
لكن من معهم لا ترتاح لهم أبداً ،لا تعلم كيف هم أصدقاء لهم .

شاب ويدعي مصطفي قال وهو ينظر إلي ليال التي تسير أمامهم  :تلك الفتاة فاتنة  تُثير الناظرين بجمالها. 
قال شهاب بانزعاج من الأثناء ذلك البغيض عليها:  الأفضل أن تُبعد عينك عنها. 
شاب آخر ويدعي صالح : ماذا بك يا راجل؛أنه فقط يخبرنا برأيه عنها فليست من أهلك حتي تنزعج هكذا؟ 
زمجر  هيما بغضب وهو ينظر إليهم وقال لهم بتحذير :من الأفضل أن تخرجوا ليال من رأسكم وإلا؟

نظر إليه مصطفي ثم قال باستخفاف: علي مهلك يا راجُل ،أخبرونا فقط انها تخص من ولن نقترب منها؟ 

شهاب وهو يقف ثم نظر إلي هيما وقال بضيق :هيا بنا يا هيما دعنا نرى الي اين وصلت حتي نطمئن .

قال صالح بسخرية  :هل سيأكلها شيء ام ماذا؟

نظر إليه هيما بضيق ورد عليه باستفزاز :لا يا بطل، لكن هناك من يشبهكم  في طريقها.

شهاب وهو يضع يده علي ظهر هيما يحثه علي التقدم :هيا بنا ودعك منهم فلن ينتهون مما يفعلون  .

وصلت ليال الي الشارع الذي يوجد في آخره بيتها
نظرات فيه وجدة أكثر شخص تبغضه  ولا تطيق إسمه حتي ،فمدت يدها في حقيبتها و تأكدت أن صاعق الكهرباء موجود معها تحسبا إلي أي شيء.
نظرات خلفها لم تجد شهاب أو هيما، ظفرت بعض الهواء ثم تقدمت الي الأمام ،جاءت لتمر من أمام ذلك البغيض الذي يدعي مؤمن .
خطر في بالها يوم أن تذهب إلي ولده وأن تخبره، أنك أخترت إسم الخاطيء فقد ظلمت إسمه معه.

مؤمن وهو يرمي السيجاره و يدعس عليها وهو ينفُس الدخان بطريقه تقززت منها ليال. 
مؤمن بصوت غليظ بشع يدل علي شربه شيء مخدر :ماذا يا فاتنة لما كل هذا التأخر لقد مللت من الانتظار؟ 

قالت ليال بقوه، لكن في دخلها ترتجف من الخوف : لم يجبرك أحد علي الانتظار ؛و أفسح المكان حتي أمُر.

مؤمن وهو يغمز بعينه لها قال :عشاق انا لي شراستك يا حبيبتي.

قلبت ليال عينها بملل  من حوار كل يوم تتأخر في العمل ،فقالت بصوت مرتفع غاضب :أنت. أبتعد عني، وأبحث عن أُخري تتسلى معها، فقد مللت من حيلك المُقززه؟

وهنا جاء كل من شهاب وهيما ،فسار شهاب إتجاه مؤمن، ثم وقف أمامه، ثم مد يده و أزاحه عن الطريق، فكان الزقاق الذي تعبر منه ليال ضيق بعض الشيء.
هيما بهدوء قال وهو ينظر داخل عين مؤمن  :غادرِ أنتِ يا ليال.
هزات ليال رأسها ثم رحلت من أمام الشاب متجه الي شقتها.
مؤمن وهو ينظر إلي ليال التي ترحل ثم نقل نظره إلي شهاب بضيق وقال  :لما ذلك؟
زمجر شهاب وهو ينظر إليه ويرتب علي ملابس مؤمن  :لن اخبرك مرة أخري ،أبتعد عن ليال من أجل الحفاظ علي حياتك.
مؤمن وهو يرفع يده باستسلام ،يعلم أن شهاب أقوي منه ،وينفذ أي شيء يقوله، ولا يهمه أحد
مؤمن وهو يبتعد همهم قائلاً : حسناً.  

ذهب كلا من شهاب وهيما واتجه إلي منازلهم التي هي في نفس العماره التي تسكن به ليال .

وصلت ليال إلي شقتها المُهترء القديمه في تلك العماره التي مر علي بنائها الكثير من الاعوام.
دخلت إلي الشقه ثم رمت حقيبتها علي الأريكة 
ثم فكت حجابها و فردت شعرها الذي يشبه الليل في سواده مع خصلة بيضاء واحده ذاد جمال شعرها الذي يصل إلي بعد خصرها ،فهي تحب شعرها كثيراً وتعتني به،ثم فكت حزام فستانها وخلعت الفستان ورمته علي الأريكة ثم دخلت إلي المطبخ ،تعد بعض الطعام.

في صباح يوم جديد
في قصر عتيق لعائله كبيرة لها شأنها في البلد
في غرفه الطعام كان يجلس رجُلاً يبدو عليه الهيبة والوقار وكان يجلس بجواره أولاده و أحفاده الخمس
كان ثلاثة  شباب واثنين بنات ،فكان ثلاثة الشباب اخوه والفتاتان اخوه.
تحدث أحد الأبناء وقال  وهو ينظر إلي ابنته : سدن كيف حال دراستك؟ 
كانت تأكل بصمت وعندما أسمعت الي صوت والدها رفعت رأسها ونظرت إليه وهي تبتسم، وتشدقت قائلة بنعومة : متعبة بعض الشيء، لكنها بأفضل حال .
نظر إليها والدها ثم ابتسم بهدوء و همهم قائلاً  : حسناً، إذا احتاجتِ  إلي أي شيء لا تترددي  في الطلب.   
نظرت سدن الي والدها بامتنان وقالت بنعومة: دامك الله في حياتي يا ابو حميد. 
ثم أخرجت من جيبها ورقه مطويه ثم وضعتها أمامه و إسترسلت حديثها قائلة : فقط احتاج إلي بعض الاشياء البسيطه.
امسك أحمد الورقه ثم فتحها فوجد الورقة كبير ولم يترك بها أي فراغ إلا و امتلاء بأسماء الاشياء التي لا تدل علي انها بسيطه أبداً .
-هل أنتِ متاكده انها بسيطه؟
سأل مستفسراً عن الاشياء التي كتبت في الورقه .
هزت سدن رأسها وعلي وجهها ابتسامة بلاها.
طوي أحمد الورقه ثم نظر إلي أبن أخيه ثم وضعها أمامه وقال :حسناً ،أوس من سيحضرها لكي.
 نظر أوس الي الورقه ثم قال بهدوء :هكذا سوف أفلس قريباً.
ضحك احمد وقال بهدوء : افضل من افلاسي انا .
قهقه الجد عليهم ثم نظر إلي من تنزل من علي الدرج.

جاءت المشاغبه القصر صاحبت المشاكل التي يطلقون عليها محامي خلع،لأنها أن وجدت أي إثنان يا تشاجر في المنزل تذهب إليهم ثم تقف مع كل شخص بعض الوقت حتي تشتد المشكله ،ثم تجلس تضحك عليهم، وتجعلهم يضحكون علي افعالها ثم ينقلبون الاثنين عليها ،انها لا تفعل هذه العادة إلا مع أولاد عمها التوأمان  أوس ومياس.
ساندي وهي تنزل من علي الدرج وتغني بصوت عالي وجميل ،ثم ذهبت اتجه جدها وقالت وهي تنظر إلي من يجلس بجوار جدها من غير أن يشعر بها أحد غيره وهي تنقل النظر بين الحاضرين .
كانت تغني إلي فيروز و أكملت سدن بصوت رقيق وجميل وهي تنظر إلي من يجلس أمامها ثم نقلت بصرها علي كل الحاضرين.

قال أحد  الشباب وهو ينظر إلي سدن :صوتك بشع.
سدن وهي ترفع حاجبها قالت بتحدي :سيفو هل حقا صوتي بشع؟
الجد ويدعي سيف قال بخبث وهو ينقل نظره إلي حفيده  :صوتك يريح القلب يا حبيبتي ،مثل القيروان في نغمته. 
ثم استرسل حديثه وهو يُرامق حفيده بخبث  :أليس كذلك يا أوس؟

أوس وهو  ينظر إلي جده باحترام،فإن جدهم سيف صارم جداً معهم لكن مع سدن وسندي ،فهو يُعاملهم  كأنه صديقهم وليس جدهم.
فهو يعشق البنات كثيراً ،دايماً  ما يقول إنهم وناسه في هذه الدنيا،فهو عندما يمرض، أول من يسال عليه زوجات أولاده ثم حفيدته، وعندما يعودون أولاده من العامل ثم أحفاده .
لكن لهم النصيب الأكبر في التأثير بمرضه هم حفيدته سدن و ساندي،وهو يخاف عليهم كثيراً فقد تم خطف ابنته وهي رضيعه ولم يجدها حتي يومهم هذا، وقد تسبب فقدانها في مرض القلب لدي زوجته ووفت مبكراً، فقد توفت هي بعمر الخامس والاربعون عام بسبب أزمة قلبيه حاده.
سدن بغرور مزيف قالت قبل أن يتحدث أوس : لا يهمني راي حد يا غيرك يا سيفو.
ثم وقفت وذهبت اتجه جدها و قبلته من وجنتيه و اكملت حديثها :وداعاً أيها الوسيم. 

كان أوس يغلي من الغضب وهو ينظر إلي تصرفات سدن فهو  يغار عليها بشده ،غيرة بتملك، يغار عندما تنطق اسم جده بتلك الطريق المثيره في نظره، يغار عندما تغني ويسمع صوتها أحد من المنزل.
يريد أن تغني له هو،لا يريد أن يسمع صوتها أحد غيره، ابتسامتها ،ضحكتها ،حتي بكائها لا يحق لي حد أن يرى كل تغيراتها غيره. 
وقف أوس بغضب ورحل من غرفة الطعام وهو يتجه الي الشركه وكان يتوعد الي سدن بعقاب.
كانت ساندي تأكل وهي لا تهتم بمن حولها ولا لذلك الذي يجلس وهو ينظر إليها ولم يهتم يراه أحد.
شعرت ساندي بركلة من تحت الطاوله في قدمها، فننظرات أمامها إلي جبل الثلج كما تطلق عليه
ثم رفعت له حاجبها .
ضغط علي أسنانه وقال بغضب  :سوف نتحاسب.
لم تعرُ ساندي اي إهتمام ، و اكملت طعامها ببرود استفز من أمامها.

نظر إليها بغضب شديد لتجاهلها ، فوضع الملعقه
ثم وقف ،وجاء لى أن يخرج أوقفه ولده ويدعي حاتم : انتظر يا مياس يوجد اوراق اوصلها معك الي المحاسب في الشركة؟
هز مياس رأسه،ووقف حاتم وسار خارجاً متجه  الي المكتب وغاب بعض الوقت ثم جاء وأعطي  مياس بعض الملفات.
اخذ مياس الاوراق ثم رامق ساندي بضيق ثم خرج من المنزل متجه إلي شركتهم.

أما عن ذلك الذي يجلس وهو يقرأ الجريده ولا يعر إهتمام إلي أي شيء يحدث، أو هكذا يبين لهم فهو لا يخفي عنه أي شيء يهتم بأدق التفاصيل ،وبالاخص لي إخوته.
تكلم جده وقال بهدوء :ليام؟
ترك ليام الجريده وقال باحترام وهو يرامق جده: نعم يا جدي؟ 
سيف وهو ينظر إلي حفيده بهدوء :  ماذا فعلت في آخر صفقة؟
ليام وهو يبتسم بهدوء وتحدث باحترام :  لا تقلق يا جدي أن الأمور تسر كما نخطط لها.
هز الجد رأسه ثم وقف و همهم قائلاً : حسناً انظر ماذا بهم اخوتك، خرجوا غاضبين؟ 
ليام وهو يقف قال : حسناً.
اتصلت عينهم  بعض الوقت ثم قطع الاتصال و سار متجه الي المكتب وقال  : ليام أتبعني الي  المكتب.
هز ليام رأسه ثم سار خلف جده وهو يكتب شيء علي هاتفه ثم اغلقه ووضعه في جيبه.

عند ليال كانت تسير  كعادتها وهي تضع سماعات الاذن وتسمع موسيقي هاديه كان الوقت شارف الي السادسه صباح فهي تحب المشي كثيراً.

وصلت إلي المطعم ثم دخلت من باب الخلفي
جاء بعدها زميلتها في العمل وقالت :ليال؟ 

نظرت إليها ليال وهي تفتح خزانتها وقالت بهدوء : ماذا يا لين؟
لين  وهي تقترب منها قالت بهدوء : سمعتُ أن أصحاب المطعم سوف يقيمون حلف مساء اليوم.

ليال بتعب وهي تنظر إلي لين وقالت: أهلا بالأخبار  التي تثقل الكاهل ،يبدوا اننا لن نرتاح أبداً.
لين وهي تتنهد قالت بهدوء:رغم انني أُحب أن أشاهد تلك الحفلات ،إلا أنني انعل اليوم الذي أتيت فيه و قبلت العمل في هذا المطعم .

ليال بهدوء وهي تظفر بعض الهواء بتعب مما ينتظرها بعد العمل من مشدات بينها وبين من ينتظرها :كان الله في العون.
لين بأمل وهي ترفع يدها للدعاء : يارب و يعطينا القوه للاكمال علي خير.
ليال وهي ترفع يدها بأمل قالت:يارب.
جاء مدير المطعم وقال بهدوء وهو ينظر إلي الحاضرين: شباب يوجد حفل مهم اليوم ،و كما تعلمون يوجد شفت زياده و سوف تتلقون أجره.
قالت لين بهدوء وهي تنظر إلي مديرها :مستر مسعد ممكن اعرف متي سوف ينتهي الحفل؟
رد عليها مسعد بهدوء  :في الساعه الثانية عشر.
ليال وهي تنظر إليه وقالت باعتراض :لكن سيدي أن الوقت متأخر جداً؟

قال مسعد بعدم إهتمام :أنه عمل و سوف ينتهي و سوف تتلقون أجراً ،ولو لدي أحدكم اي اعتراض يمكنه الخروج؟

شاب ويدعي اسماعيل قال بهدوء وهو يحاول أن يوصل وجهة نظر إلي مسعد  :يا مستر، ليال تقصد أنهم لن يجدوا أي مواصلات توصلهم الي منزلهم، وغير انهم فتيات ولن يستطيعون العوده سيرا في منتصف الليل؟
فكر مسعد بعض الوقت ثم قال بهدوء :حسناً يمكنك أن تأخذ السياره وتوصلهم إلي منزلهم و تعود.
هز اسماعيل رأسه وبدء الكل في العامل وتجهيز الحفل.

في قصر العمراوي كان يجلس الجد سيف
و امامه يجلس ليام
همهم سيف مستفسراً وهو ينظر إلي ليام بهدوء :ما أمر ذلك الحفل الذي تجهزه أنت؟ 
رد عليه ليام بهدوء وهو ينظر إليه : إنه حفل إلي صفقة  بين شركتين. 
سيف بهدوء قال: حسناً هذه الي شركتك ،ما دخل شركة العمراوي للاستيراد في الحفل؟
ابتسم ليام ثم قال بهدوء  : يوجد صفقة معدات ثقيلة بأنواعها ،ستتم في الحفل ،فصاحب الشركة التي تم التعاقد معها لديه شركة تصدير الآلات والمعدات الثقيلة ورأيت انها فرصة مناسبه إلي الشركة الأخري؟ 
هز سيف رأسه ولم يتكلم.
قال ليام بهدوء واحترام الي جده :هل تريد شيء آخر منّي يا جدي؟ 
سيف بهدوء وهو ينظر إلي حفيده أبتسم وقال: لا يمكنك الخروج .
هز ليام رأسه ثم وقف و سار خارجاً من المكتب فقابل في طريقه والدته، اقترب منها ثم قبل رأسها وقال : صباح الخير يا ملكتي؟
ابتسمت والدته برقة وقالت :يسعد صباحك يا ليام
أخرجت ورقة من جيبها ثم أكملت حديثها :احضر تلك الأشياء إذا سمحت.
هز ليام رأسه ثم سار خارجاً من المنزل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي