الفصل الخامس

( الجزء الخامس )
كانت تجلس علي كرس طاولة فارغة تعبث بهاتفها، رفعت راسها عندما شعرت بان احدهم جلس بجوارها.
نظرة سلينا لتجدها السا فتنهدت وعادة بظهرها الي الخلف تاركة الهاتف من يدها تطالعها.
-: سوف تذهبين؟
تسالة سلينا عندما لاحظت ان السا قد خلعت ماذرتها.
-: اجل لقد انتهيت، ماذا حدث بينك وبين نواه في الخارج؟
تسالة السا بفضول بسبب صمت نواه الغريب.
-: لم يحدث شيء هو يظن انني اكرهه بالفعل بسبب انني لا ابادله المشاعر.
قالت سلينا بصوت خافت ويظهر علي ملامحها الحزن.
-: وماذا فعلت انت؟
تسالة السا بترقب خوفا من إجابة سلينا.
-: قمت بتوضيح الامر له واننا غير متحكمين في مشاعرنا وانه يعلم انني حاولت، اعلم انني احزنته اكثر وانه ليس الوقت المناسب لقول ذلك ولكن كان علي فعلها الان لتوضيع الامر له وليرتاح قليلا وانا ارتاح.
انهت سلينا حديثها وهي تضع راسها علي الطاولة فوق يديها تتنهد.
-: كنت اخشي ان هذا ما سوف يحدث، ولكنه حدث في النهاية.
ربطت السا في قولها الأخير علي ظهر سلينا.
-: لا اريد خسارة أحدا منكم السا اقسم انني اشعر بالم يكاد يسحق قلبي منذ امس بسبب ما حدث.
تكلمت سلينا بحزن والدموع تتلألأ في عيونها.
-: شرودك وتوترك وكل ما حدث منذ ظهور هذا الوسيم السبب، لم تخبرينا بما حدث معك بالخارج وانا متأكدة ان له دخل به لأنه أيضا كان بالخارج، التزامك الصمت جعل من نواه يخرج عن شعورة من قلقه عليك وان يكون قد قام هذا الرجل بإيذائك سلينا لينتهي بك الامر تخبريه انك تكرهه وتركضي بعيدا عنا، أي عقل هذا الذي تملكيه يا فتاه.
قالت السا وهي تحاول ان توضح لسيلنا مدي خطئها في التسرع وغضبها.
-: اسفه السا، حقا اسفه، انا فقط اشعر بانني في حلما ما منذ امس، اشعر...... ، اشعر بان هناك شيء خاطئ يحدث، لا اعلم.
تحدثت سلينا وتساقت دموعها، وقفت السا واقتربت منها تضمها الي صدرها وتربط علي راسها بحنان.
-: لما كل هذا سلينا؟ اخبريني ماذا يحدث؟ أعاد والديك؟
تسالة السا بحنان وقلق علي صديقتها التي ازدادت شهقاتها.
حركت سلينا راسها بالنفي وهي تدفن وجهها في أحضان السا.
-: اذا ماذا هناك عزيزتي؟
تسالة السا مرة اخري بحيرة واضحة في صوتها.
-: عندما استطيع الحديث سوف اقص الامر عليك السا، انا الان بالكاد استطيع استيعاب الاحداث لا اقدر علي تنسيق حديث لكي اقص هذه الاحداث.
قالتها سلينا بعد ان ابتعدت عن أحضان السا تجفف دموعها.
-: كما تشائين انا هنا في الجوار دائما.
ابتسمت لها سلينا وحركت راسها بنعم ثم قالت بامتنان.
-: شكرا لك السا.
-: سوف اذهب الان انا ونواه ،كلاوس هنا أيضا ان احتجت لشيء.
قالتها السا وابتعدت تخرج من المطعم وتلاها نواه الذي اكتفي بالإشارة الي سلينا من بعيد، اعتدلت سلينا في جلستها وعادت للعبث في هاتفها مره اخري.

(عند تاي).
رفع تاي جيني من احضانه وجلس باعتدال ليرجع شعره المتساقط علي جبينه الي الخلف.
-: سوف اذهب لجلب الطعام واعود، أتريدين شيء معين؟
قالها تاي بهدوء وصمت منتظرا اجابت القابعة خلفة علي سُالة.
-: لما تذهب؟ من الممكن طلب الطعام وانت هنا.
قالتها جيني بصوت خافت وهي تتلمس ظهر الجالس امامها بحنان.
وقف تاي وبدا بارتداء قميصه بهدوء وهو يعطيها ظهره لا يريد النظر لها الان حتي لا تنظر في عينيه.
-: المطعم الذي اريد الاكل منه لا يملك خدمة توصيل للمنازل.
قالها تاي بصوت به بحه خفيفة، تحرك قليلا يرتب مظهره في المرأة ويتأكد من ان شعره بوضع جيد.
-: سوف انتظرك اذن لاتتاخر كثيرا.
قالتها جيني بهدوء وجلست باعتدال تنظر له منتظره منه ان يودعها او يقبلها كما كان يفعل دائما في بداية علاقتهم معا ولكن خرج تاي من الغرفة دون ان يضيف كلمة اخري مما جعل الجالسة تشعر بالحزن.
ظلت جيني تنظر في اثرة بشرود تعلم ان هناك شيء ما اما انه لن يعود او انه يتهرب فقط ليذهب لشيء ما ثم يعود فهو قادر علي جلب كل شيء واي شيء يريده وهو جالس في مكانه.

(عند سلينا).
كانت سلينا تقف في الخارج امام المطعم وبجواره شاب يشاهدون الامطار الخفيفة وعلي وجههم ابتسامة طفل سعيد.
-: الا تظن ان المطر جميل الليلة وهو هادئ هكذا.
تحدثت سلينا بهدوء وهي تناظر السماء موجهه حديثها الي زميلها بالعمل.
انتقلت سلينا بنظرها الي الواقف بجوارها عندما تحدث.
-: اجل انه يزيد شعورك ورغبتك في اللهو اسفله.
قالها كلاوس مع ابتسامة تزين صغرة.
ضحكت سلينا بخفه ووضعت يدها علي كتف الواقف بجوارها.
-: اظننا نتشارك الأفكار يا فتى لأول مرة.
قالتها سلينا وهي تضحك ليشاركها كلاوس الضحك ثم قال.
-: لندخل قبل ان نبتل كثيرا ونمرض او نلهو تحت المطر ونترد.
ضحكت سلينا عليه وهو يدخل الي المطعم، ظلت هي تقف تتابع تساقط الامطار الهادئ الي ان لفت نظرها توقف سيارة سوداء فاخرة امامها زجاجها معتم لا يظهر أي شيء بداخلها، شعرة سلينا انها رات هذه السيارة من قبل.
ظلت سلينا تنتظر ظهور احد من السيارة بفضول الي ان فتح الباب وظهرة مظلة سوداء قام احدهم بفتها ليقف ويظهر وجهه لها.
نظرة سلينا الي الواقف امامها بصدمة فلم يكن سوى تاي.
-: سيد تاي!
قالتها سلينا باندهاش وبصوت ليس عالا ولكن سمعه تاي.
-: طوال ما نحن خارج الجامعة يمكنك مناداتي بتاي فقط.
قالها تاي بملامح فارغة وهو يقترب من الثابتة امام الباب بصدمة.
نظفت سلينا حلقها لتتحدث بصوت ثابت.
-: عذرا سيدي فهذا غير لائقا لك ولي فهناك فارقا في السن وانا طالبة لديك.
قالتها سلينا بثبات تحاول التأكد من مطلبه امس.
-: ولا تنسي أيضا انني تاركا لك فرصة للتفكير في ان نتواعد لذلك يمكنك مناداتي بتاي فقط حتي تصلي الي قرارك.
قالها تاي عندما استشف ما تحاول الوصول اليه ليعطيها ما تريد فبالنهاية يريد هو أيضا الحصول علي غرضه.
-: لما انت بالخارج في هذا الوقت والجو باردا؟
تسالة سلينا بهدوء وفي صوتها شيء من العتاب.
-: كما ترين سيارتي لا تجعل المطر يصل لي وانا لا اقف تحت المطر كالاطفال.
قالها تاي بسخرية لنظر سلينا الي الأسفل بخجل ليكمل تاي حديثة.
-: لقد كنت اريد رؤيتك بالاضافة انني اشعر بالجوع.
قال تاي بابتسامة علي وجهه وهو ينظر في عيونها.
توترت سلينا من الحديث والتواصل البصري مع تاي مما جعلها ان تقطعه وهي تشير بيدها الي الباب خلفها وتتحدث بصوت مهتز.
-: لتدخل اذا حتي تطلب طعامك.
قالتها سلينا وتقدمت الي داخل المطعم، تبعها تاي وجلس علي احدى الطاولات.
-: لما المكان هادئ الليلة.
تسال تاي عندما لم يري باقي افراد العمل.
-: لقد انتهي وقت عملنا انا فقط هنا في الصالة الان بسبب تاخيري في الصباح.
شرحت سلينا الامر بهدوء وهي تقف امامه.
-: متي يحين موعد ذهابك؟
تسال تاي وهو يفحص المكان بعينيه.
نظرة سلينا الي ساعة يدها ثم إعادة نظرها اليه.
-: خلال نصف ساعه.
-: لتعدي لي وجبتين اذا ثم نرحل معا.
-: هل هناك أحدا ينتظرك في السيارة؟
تسالة سلينا بشك.
-: لا سوف اذهب لصديقا لي اتناول معه الطعام.
حركت سلينا راسها بفهم لتتحرك لتخبرهم بتجهز مطلبه.
بعد عشرون دقيقة.
اقتربت سلينا من تاي وبيدها أكياس الطعام.
-: تفضل س...اقصد تاي.
قالتها سلينا بتردد وعلي وجهها بابتسامة هادئة، ابتسم تاي يشعر بشيء يدغدغ قلبه عندما سمع اسمه منها.
-: لنرحل اذا؟
قالها تاي وهو يهم بالوقوف.
-: مازال امامي عشر دقائق، يمكنك الذهاب فانا احب السير في هذا الجو البارد.
قالت سلينا تحاول التهرب من الوجود معه بمفردها مرة أخرى، الي الان لا تستطيع ان تمحي من عقلها ذكرى امس.
-: الوقت متأخر اليوم لن تسيري بمفردك، سوف انتظرك بالسيارة.
قالها تاي بعد ان ترك حساب الطعام وهم يحمل الاكياس بيديه.
كادت ان تتحدث سلينا ولكنه منحها نظرة بان لا تجرأ وتعترض وتركها وخرج.
-: لما اصبح فجأة مخيفا بعد ان كان يبتسم بالطافة.

(في احدي الأماكن).
كان نواه يجلس علي احد المقاعد المظلة هو و السا يتحدثون في مواضيع عشوائية والان هم منتظرين انتهاء المطر ليكملون طرقهم الي المنزل.
-: هل اخبرتك سلينا عن ما كان بها امس؟
تسائل نواه بنبره تظهر خالية من الاهتمام ولكن السا تعلم انه يريد الاطمئنان عليها.
-: لا قالت انها غير مستعدة علي ان تقص شيء الان وانها سوف تفعل عندما تستعد.
-: ألهذا الحد الامر كبير؟ احدث بينها وبين هذا الرجل شيء؟
تسال نواه بشك واضح لم يقدر علي اخفاءه.
-: لا اعلم عن الامر شيء نواه ولكن اظن ان لا يربطها بهذا الرجل شيء فانت رايت بنفسك امس كيف كانت متوترة وغاضبة.
تحدث السا تحاول نفي شكوك صديقها من عقله.
-: اجل وفي النهاية كانت شاردة وصامته.
قالها نواه يكمل تفكيره بشك.
-: يجب ان لا نضغط عليها نواه تعلم انها لا تملك أحدا غيرنا، لنتركها الي ان تتحدث بمفردها عن ما حدث.
-: لنذهب قبل ان تمطر مره اخري.
وقف نواه هو والسا يكملان سيرهما بهدوء ويتحدثون عن أشياء كثيرة، لفت انظارهم مرور سيارة من جانبهم ووقفت امام منزل سلينا القريب منهم ويرونه بسبب مرورهم من عليه.
-: أعاد والديها؟
-: لا لقد قمت بسؤالها ظننا ان ما بها بسببهم.
وقفا الاثنان يترقبون خروج أحدا من السيارة.

(في السيارة).
-: هذا منزلك؟
تسال تاي عندما وجد المنزل يظهر عليه انها من مستوي اجتماعي راقي.
-: اجل هذا، اعلم ما تفكر به لما اعمل وانا من هذا المستوى.
-: لا اقصد شيء سيء بالطبع ولكن الامر غريب نوعا ما خصوصا وانت تعملين مضيفة في صالة مطعم للماكولات السريعة.
شرح لها تاي وجهة نظرة حتي لا تسيء فهمه، تنهدت سلينا تشرح له الامر هي أيضا.
-: انه منزل والدي وانا لا احب ان اعتمد علي والدي، افضل الاعتماد علي نفسي لذلك اعمل.
حرك تاي راسه متفهما لا يريد ان يسال اكثر حتي لا يزعجها فهو لديه طرق اخري ليعلم بها ما يشاء.
-: لما انت صامت طوال الطريق؟ أ انت هادئة هكذا دائما.
تسال تاي بشيء من اللين نظرة له سلينا بخجل.
-: لا فقط لانني لم اعتاد عليك وأيضا لم اجد شيئا لقوله في الطريق.
تحدث سلينا تشرح الامر للذي يجلس بجانبها ملتفت لها بنصف جسده ويصب كامل تركيزه عليها.
-: أ اخبرتك انك رائعة عن قرب من قبل؟
قبل ان تجيب سلينا او تتحدث قبلها تاي بهدوء مثل المرة السابقة.
بعد قليلا من الوقت ابتعد تاي لحاجتهم للتنفس وكان الاثنان يلهثان وسلينا مغمضة العين.
-: حاولي ان نلتقي في الحرم الجامعي معا، لا اعلم ما يمكنني فعله اذا رايتك عن قرب هناك.
قالها تاي بصوت خشن مثير حركت سلينا راسها بنعم بسرعه وهي لازالت تلهث بشدة.
كاد ان يقترب تاي منها مرة اخري ولكنها فتحت الباب بسرعه ونزلت من السيارة وهي تقول.
-: اظن ان علي الذهاب الان.
أغلقت سلينا باب السيارة بعد ان انهت جملتها، نزل تاي بعدها يلحقها وامسكها من يدها يوقفها.
-: سوف تخبريني بردك غدا بعد المحاضرة صحيح؟
تسال تاي ينظر لها بحنان.
توترت سلينا وسحبت يدها منه بخجل ليبتسم تاي لها.
-: سوف انتظر ردك بعد او قبل المحاضرة حبيبتي.
قال تاي الأخيرة وهو يغمز بعينه لها، قبل تاي خدها بسرعه وذهب لسيارته ليتحرك بعدها بسرعه.
ظلت سلينا تقف مكانها قليلا وتبتسم بخجل ثم اتجهت الي بيتها.

(بعيدا).
كان هناك من يقفان بذهول أيضا لا يفهمون شيء.
-: أ مازلت تظنين ان لا يوجد بينهم شيء السا؟
قالها نواه وتحرك تاركا السا تتبعه بذهول وصمت.

(عند سلينا).
دخلت سلينا منزلها تركض بسعادة في الارجاء، المنزل هادئ ككل ليلة مما يدل علي ان الجميع خلد الي النوم.
صعدت الي غرفتها ترقص هنا وهناك وتبتسم، تشعر بالسعادة بداخلها رغم ان هناك شيء ما يحثها علي ان تبتعد عن هذا الطريق فهناك شيء خاطئ.
ارتمت سلينا علي سريرها بسعادة بعد ان بدلت ملابسها لاخري مريحه تستعد للنوم، اغمضت سلينا عيونها وعلي وجهها ابتسامه حالمة.

(في الصباح).
فتحت سلينا عيونها بنعاس علي صوت المنبه الذي يخبرها ان عليها الاستيقاظ.
أغلقت سلينا المنبه بغضب ترميه بالعيد من الشتائم بسبب انه ايقظها من حلما جميل.
-: كدت ان اتزوج تاي لولا ان ايقذتني ،ا يعني ذلك ان علي رفض الارتباط به؟
تسالة سلينا مع نفسها بشك تسلل لها، هي الي الان لا تعلم ان كانت تقبل مواعدته ام ترفض.
هي عندما تقرر قبول مواعدته تشعر بان هناك جهاز انزار يدق في عقلها يخبرها بان لا تفعل، وعندما تقرر ان ترفض تشعر بانقباض في قلبها هذا يجعلها تشعر بالحيرة والتعب ولكنها تشعر بالسعادة وتنسي كل ذلك عندما تراه.
اتخذت سلينا قرارها بعد تفكيرها مع نفسها ووقفت عن السرير لتتجهز للذهاب الي الجامعة واخباره بقرارها قبل المحاضرة.
تجهزت سلينا اليوم في وقتا قليل لا تعلم ان كان بسبب حماسها ام انها تظن ذلك.
نزلت سلينا السلالم لتري عائلتها التي تعيش معهم مجتمعين حول الطاولة.
جدتها وعمها لوبين وزجته الينا وأولاده التوأمان ماريا ومارتن.
(لوبين، عم سلينا الوحيد، 45 عام، طويل القامة، جسد ضخم قليلا، بشرة بيضاء، عيون خضراء مثل والدته، شعر اسود يميل الي البني قليلا، يتعامل مع سلينا علي انها ابنته أيضا فهومن قام بتربيتها مع والدته، يعمل مديرا لاحدي البنوك الشهيرة).
(الينا، زوجة لوبين، 30 عام، قصيرة القامة، جسد ممشوق، بشرة سمراء قليلا، عيون سوداء ضيقه، شعر اسود متوسط، تحب الينا وتتعامل معها انها والدتها رغم قرب السن بينهم ولكنها تعوضها عن غياب والدتها، لا تعمل وتعتني بالجدة والبيت).
-: صباح الخير.
قالتها سلينا وجلست في مكانها المعتاد بجوار الجدة ليرد عليها الجميع التحية مع ابتسامة لطيفة.
-: كيف حالك صغيرتي؟ لم اراك امس.
تسال لوبين وهو ينظر باهتمام الي سلينا.
-: بخير عمي، كنت متاخرة لذلك ذهبت قبل لقائكم.
-: اجل لقد هربت قبل ان نراك في الصباح وفي المساء عدتي بعد ان غفونا كالمعتاد.
قالتها الينا بتذمر لتبتسم لها سلينا.
-: اعتذر لي لي سوف أحاول العودة مبكرا الفترة القادمة.
قالتها سلينا وهي تنظر الي الينا بنظرات عطف لترد الجدة عليها بضجر.
-: انت تقولين هكذا دائما.
-: اعدك انني سوف أعمل علي ان اعود مبكرا في الفترة القادمة.
-: اتمني ذلك ،انت لا تقدين الوقت معنا.
قالها لوبين معاتبا أيها قليلا.
وقفت سلينا لتقبل الجميع كالمعتاد.
-: الن تتناولين الإفطار؟
تسالة الينا عندما راتها تقترب من حذائها ترتديه.
-: لدي محاضرة سوف اتاخر، سوف اتناول الطعام في المطعم.
-: اعتني بنفسك جيدا.
قالها لوبين وهو بيتسم لها بحب.
-: الي اللقاء.
خرجت سلينا تتجه الي جامعتها تحاول توقف تفكيرها والحفاظ علي القرار الذي اتخذته.
وصلت سلينا الجامعة بعد وقت طويل قليلا بسبب ازدحام المرور.
بدات تركض في الممرات لتصل الي قاعة المحاضرات في الوقت المناسب ولكنها عندما وصلت وجدت الباب مغلقا.
نظرة سلينا في ساعة يدها لتجدها العاشرة.
كادت ان تبكي بسبب ضياع المحاضرة عليها ولكن انتهي بها الامر الذهاب الي مطعم الجامعة تتناول الفطور الي انتهاء تاي من المحاضرة.
بعد ساعتين فتح باب القاعة ليري تاي سلينا تقف امامه تحتضن يدها وتنظر له بهدوء.
لم يغير تاي نظراته الجامدة وملامحه الفارغة ليتحدث ببرود.
-: طالبة سلينا لما لم تحضري.
تحدث تاي وسار لتتبعه سلينا وهي تقول.
-: اعتذر سيدي لقت اتيت متاخرة بسبب ازدحام المرور وعندما وصلت كنت قد أغلقت الباب.
-: ولما لم تدقي الباب؟
كانت تاي يتسال وهو مكمل سيرة دون النظر الي التي تتبعه بهدوء الي مكتبه.
-: لقد اخبرتني سيدي بان لا احد يدخل بعد دخولك في الموعد.
تزامن انتهاء جملت سلينا مع وصولهم مكتب تاي.
اغلق تاي الباب خلفهم ووقف ينظر لها ورسم علي وجهه ابتسامه هادئة اخذ يقترب منها لتتراجع سلينا الي الخلف الي ان اصطدمت بالباب.
-: هل اتخذت قرارك؟
تسائل تاي لتحرك سلينا راسها بنعم بتخدر.
ظل تاي ينظر لها منتظرا ان يسمع منها قرارها.
كانت سلينا تعبث في اصابعها بتوتر أصوات عقلها وقلبها تعلو وتزيد وأصبحت مترددة في قرارها الذي اتخذته صباحا، ولكنها في نهاية الامر قررت ان تظل علي ذات القرار متجاهل كل تلك الأصوات.
اخذت سلينا نفسا عميقا ونظرة في عينين تاي.
-: سيد تاي.......
يتبع.....
بقلم الاء أبو العز
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي