سلالة دناليين البارت الثالث

*"سلالة دناليين" "البارت الثالث"*

يُصاب ابن آدم بالفتور حينما تكتنفه المخاطر من كل جانب، ليس خوفا على نفسه من الهلاك ولكن خشيةً من خسارة الذين يحبهم، ما يحدث في البلاد صار يمحق كل شيء جميل في حياة سكان الأرض.

فمنهم الكثير الذين فقدوا أحبتهم بسبب ذلك المرض الخبيث الذي أطلقوا عليه مسمى "داء الموت" وذلك نسبةً لأنه يودي بصاحبه ويورده مورد الهلاك، ومنهم من لم ينجو من الإصابة به.

ومنهم من أُحرق بواسطة القوات العسكرية فقد كانت هذه إحدى الخطط التي وُضعت مؤخراً للحد من إنتشار ذلك المرض، ولكنها باءت بالفشل أيضا، ومنهم من فقد أحباءه، ومنهم أيضاً من كان يمكث بعيداً عن عائلته وصار مكتوف الأيدي بلا حول ولا قوة.

لا يستطيع الذهاب إليهم، ومنهم أيضاً من فقدت حبيبها حينما اكتشف أمر إصابته قفز من أعلى بناية تعلو عشرون طابق، صارت الأرض وسكانها تنتحب من شدة البلاء والفُقد.

"داء الموت" كان ينتشر في بقاع الأرض بسرعة غير متوقعة، كان كالنيران التي تندلع في الهشيم وتجعله رماداً تذروه الرياح في غضون عدة دقائق فقط.

غادر "مارك" منزله برفقة "ميلاني" بعدما التقط سلاحه الذي صنعه بنفسه وأعطى لزوجته واحداً مماثل له، كانا يركضان في الأزقة بأسرع ما يمكنهما، كان لا بد من إعتراض طريقهم من قِبل بعض المصابين.

كان "مارك" يقاتلهم بقوة جندي مثابر لا يعرف ماذا تعني الهزيمة، وأثناء انهماكه في قتل ثلاثة من المصابين كانوا يهرعون نحوه كضباع تتضور جوعاً، اقرتب مُصاب نحو "ميلاني" دون أن تنتبه له.

كان يقترب منها ببطء وحذر وهي لم تكن منتبهة له، فقد انصب تركيزها كليا نحو زوجها، زمجر المُصاب من خلفها بصوت خافت ولكنها تمكنت من سماعه، وما إن إلتفتت للخلف حتى هلعت من شدة الخوف.

أرادت أن تبتعد عدة خطوات ولكنها تعثرت في قدم أحد الموتى وسقطت أرضاً ترتجف، كان ذلك المصاب يقترب منها رويداً رويداً وهو يأمل أن يروي تعطشه للدماء بل شعر بأنه جائع وعلى أتم الإستعداد لكي يمزق جسدها إرباً، كان صدر "ميلاني" يعلو ويهبط بقوة.

كادت أن تلفظ بإسم زوجها "ماركوس" ولكنها فوجئت بمن أمسك بالمصاب وألقى به بعيداً عنها، لم يكن هذا الشخص سوى "جون" الذي هبط بجسده نسبياً وأمسك بساعدها وجعلها تنهض.

بعدما انتهى "مارك" من أولائك المصابين الذين كاد أحدهم أن ينقض عليه ولكنه استطاع أن يتجاوزه بسرعة بديهة.

التفت "مارك" خلفه فلم يجد "ميلاني"، اضطرب فؤاده حينها وصار يرتجف وهو يتلفت يميناً ويساراً، تمكن فجأة من سماع همس زوجته وهي تقول:
_"ماركوس"

اضطرب حينها والتفت للخلف وسار بضع خطوات، حينها خرج "جون" من مكمن ما وهو ممسك بـ"ميلاني"، انتفض "مارك" حينها وقال بترجي:
_لا تفعل ذلك أرجوك، هي لم تؤذيك دعها وشأنها.

تعالت قهقهات "جون" واقترب برأسه نحو "ميلاني" وصار يشتم رائحة الدماء التي كانت تسيل على وجنتها اليمنى أثر تعثرها قبل قليل في قد أحد الموتى وسقوطها أرضاً، اقترب منها "جون" أكثر ولعق الدماء التي تقبع فوق وجنتها.

وقال بعدما سال لُعابه، بينما أبعدت هي وجهها عنه باشمئزاز:
_دمائها لذيذة، تجعلني أرغب في افتراسها كما يفعل ملك الغابة في غزلانه، لا يمكنني الصمود أكثر من ذلك، كم أشتهي أن ألوك كل قطعة بها، سيكون هذا انتقامي الأكبر على الإطلاق.

اقترب "جون" أكثر فأكثر وكاد أن يغرس أنيابه في عنق "ميلاني" لولا أن صاح "مارك" قائلاً:
_"جون" تمهل.

نظر إليه "جون" في إهتمام بينما تابع "مارك" حديثه بقوله:
_إن كانت زوجتك "ريا" وابنتك "إيفيرلي" لا يزالا على قيد الحياة، هل كانت أي منهما ستقبل بما تود أن تفعل؟!.

امتعض "جون" ولاحت علامات الغضب على وجهه وقال:
_كنت أتوقع منك مثل هذا السؤال، ولكن دعني أخبرك شيئاً.

صمت "جون" لبرهة كي يخفي رعشة صوته ومن ثَم قال:
_أنت لا تعرف ماذا يعني فقدانك للطفل الذي لطالما تمنيته لأنك لم ترزق بطفل حتى الآن.

تعالت قهقهاته وتابع بسخرية:
_زوجتك عاقر، لا أدرك حتى الآن لمَ لا تزال متمسكاً بها إلى هذا الحد، أنتم متزوجان منذ ما يقارب لعشرون عام ألم تمل وتكل من هذه الزيجة البائسة؟!.

تبسمت "ميلاني" بسخرية من مدى حماقة "جون" وقالت:
_حديثك يبرهن مدى جهلك للعشق يا "جون".
حرّكت " ميلاني" رأسها بقوة وأصابت "جون" في أنفه وركضت نحو زوجها واحتمت به خلف ظهره، بينما وجّه "مارك" سلاحه صوب رأس "جون"

صاحت "ميلاني" وهي تردد:
_اقتله يا "مارك".
لم يتمكن "مارك" من فعل ذلك، فهما صديقين منذ الطفولة لا يمكنه!.

زفر "مارك" بقوة قائلا:
_تعلم أنني لن أفعلها يا "جون"، لذلك ارحل، دعنا وشأننا أرجوك.

***

تم تأكيد إرسال رسالة "مارك" منذ خروجه من القبو وظهرت على الشاشة خطوط مستديرة يعبر من خلالها مجسم لم تكن معالمه واضحة.

اهتزت الأرض من تحت أرجلهم، وسقطوا جميعاً من شدة ذلك، في بداية الأمر ظنوا أنه زلال قوي، ولكن حينما خيّم على السماء شيء ضخم أكبر مما يظنون، علموا أنه لم يكن زلال على الإطلاق.

نظرت "ميلاني" نحو "مارك" بتعجب وقال:
_هل فلح الأمر!؟.
وجّه "مارك" نظره لأعلى، ففوجيء بسفينة فضائية تقف حائلا بين الأرض والسماء، حيث أنه لم يتمكن من رؤية النجوم أو الغيوم! لم يرى سوى تلك السفينة.

لم يكترث "جون" لأمر هذه السفينة بقدر سعيه للإنتقام مهما كلفه ذلك.
نهض بتثاقل وهو يشعر بالدوار، وسار بخطوات دؤوبة نحو "مارك" و"ميلاني"، وقبل أن ينهال عليهما بأنيابه.

هبطت سُفن فضائية أقل حجما من تلك التي في السماء، كل من تلك السفن الصغيرة التي لم يستطع منهم أحد أن يحصر عددها، كان يخرج من كل منها مجموعة من الفضائيين يسيرون بخطوات متتالية، كان أطوالهم ما يقارب إلى مائتي سنتيمتر فأكثر.

كانت أشكالهم غريبة لم يسبق لأي منهم رؤيتها، وبالرغم من أن "مارك" رأى كائات فضائية من قبل إلا ان هذه كانت تختلف كثيراً عما رأى.

هؤلاء لدى كل منهم رأس ضخم به عينان كبيرتان بحجم كف يد الإنسان ولهم أنف صغير أو ليس أنف وإنما شيء ما في وجوههم به ثُقبين صغيرين كي يتمكن من التنفس، لم يكن لديهم شفاه فقط فم بلا شفاه، لم يكونوا يرتدون شيئاً ولم يكونوا عُراة أيضاً.

جلودهم تشبه الثياب المصنوعة من جلد التمساح، لون أجسادهم كان يميل للزرقة، كان "مارك" في حالة ذهول وتوجس في الوقت ذاته، فهو لا يعرف لمن سمح بالمجيء!!.

لم تمر سوى عدة ثوانٍ قلة حتى انبعثت مادة من السفينة التي تقبع في السماء على هيئة ضوء جمد كل كائن حي على وجه البسيطة عدا الكائنات الفضائية.

لم تكن تلك المادة كالثلج كي يصبحوا كألواح ثلجية، وإنما كانت مادة من صنع الفضائيون، لا تؤثر سوى على سكان الأرض من البشر والحيوانات والطيور والحشرات.. إلخ.

ساروا هؤلاء الفضائيون نحو الأناس الذين تم تجميدهم توا، كان كل منهم يخرج جهاز في مقدمته شيء حاد يقوم بإدخاله في صدر الجسد البشري.

يستطيع الكائن الفضائي من خلال ذلك الجهاز أن يعرف هوية ذلك الشخص حتى عمله وكم يبلغ من العمر وما إن كان مصاب بـ"داء الموت" أم لا، كل ذلك يظهر في مؤخرة الجهاز، يعمل ذلك الجهاز على إخراج السيرة الذاتية لكل شخص على حد.

وما إن رأى أحدهم "مارك" وقام بإدخال الجهاز بصدره ورأى سيرته الذاتية وعلم أنه هو من بعث الإستغاثة، حتى أشار سريعا لفضائي أخر فأتى وحمله ووضعه جانباً، وحينما رأى السيرة الذاتية لـ"ميلاني" علم أنها زوجة "مارك" فوضعوها بجانبه.

كانت الكائنات الفضائية تقوم بعمل حصر للناجيين من "داء الموت"، أما بالنسبة للمصابين كانوا يضعون عند رؤوسهم جهاز صغير، وما إن ضغطوا على زر الإطلاق حتى صار ذلك المصاب كحفنه مهشمة تذروها الرياح.

***

صارت الأرض شرقها وغربها وجنوبها وشمالها تعج بالكائنات الفضائية التي تعمل على تنقية الأرض من جميع المصابين وأيضاً عملوا على تنقية الهواء من ذلك المرض.

إستغرق أمر تنقية الأرض سنوات عديدة، وبعدما انتهوا الفضائيون منها تكاتفوا وبدأوا في إنشاء مدينة هائلة بعدما أعدُّوا لها مساحة شاسعة في الأرض، عملوا على أن يتوفر في هذه المدينة كل ما سيحتاجه الناجيين، فقد بنوا لهم منازل مناسبة لهم.

واستطاعوا أن يجمعوا العائلات معا وتعرفوا عليهم من خلال جهاز إكتشاف الهوية.
بعدما تم الإنتهاء من بناء المدينة، بُعث من السفينة الفضائية نحو المدينة مادة مماثلة كالتي بُعثت من قبل.

مرت سنوات عديدة

استيقظ " مارك" وهو يشعر بأن رأسه أصبحت تزن ما يقارب من ثلاثون كيلو جراماً من شدة الثقل الذين كان يشعر به، نهض وهو يستند على الجدار، فوجيء بأنه في منزل غير منزله ولم يجد زوجته في الغرفة ذاتها التي يمكث بها هو وذلك قذف في قلبه الرعب.

زفر بغضب قائلاً:
_إن كان وضعي في هذا المنزل من أحد ألاعيب "جون" أقسم أنني سأقتله.
كاد أن يخطو خارج الغرفة لولا أن تذكر الفضائيون ومجيئهم، أصابته حالة هيستيرية وصار يصيح مناديا على زوجته بقوله:
_"ميلاني"، أين أنتِ عزيزتي.

مر "مارك" من أمام غرفة في المنزل، وكاد أن يتجاوزها لولا أن شعر أنه رآها، فعاد أدراجه وبالفعل كانت هي، ولكن كان يقبع فوق وجهها جهاز يشبه جهاز التنفس ولكنه ليس كالذي اعتداوا عليه.

نظرت "ميلاني" نحو زوجها وقد اغرورقت عينيها ونزعت جهاز التنفس وقالت بصوت متهدج:
_لقد انتهت مخاوفنا يا عزيزي، لقد أصبح كل شيء على ما يرام.

ضم "مارك" حاجبيه قائلاً:
_ماذا تقصدين؟! "ميلاني" ما الذي حدث؟! هل أنتِ بخير؟!.
تبسمت "ميلاني" وتحسست وجنتي زوجها قائلة:
_لم أكن بخير هكذا من قبل.

مسّد "مارك" بيده فوق خصيلات شعرها قائلاً بتوجس:
_إذاً لمَ أنتِ نائمة هكذا؟! ومن وضع لك ذلك الشيء الغريب؟! فقط أخبريني ما الذي يحدث.

تبسمت زوجته وقالت وهي تشير برأسها نحو النافذة:
_أنظر هناك، حينها ستعرف كل شيء.
ضم حاجبيه ونهض من جانبها واتجه نحو النافذة بالفعل.

لم يشعر "مارك" حينها سوى بأنه قد صُعق، كأنما أصابه صاعق كهربائي جعل قواه تخور كليا فاستند على الحائط، لقد رأى معالم المدينة التي شُيّدت بواسطة الفضائيون، شعر لوهله وكأنه على كوكب آخر، كانت المدينة محاطة بحقل كهربائي،

أي إشعاع في سماء تلك المدينة لكي لا يدلف إليها شيء ما غير مرغوب فيه، نظر "مارك" نحو زوجته فقالت بابتسامة:
_أصبحنا في مكان آمن وأخيراً.

لم يستطع "مارك" أن يتفوه بكلمة واحدة، فهو يعلم جيداً أن الجهد الذي بذله الفضائيون لم يكن في سبيل الله والوطن، هو يعلم جيداً أن وراء ذلك شيء ربما لم يستطيع الناجون تلبيته.

انتبه "مارك" من شروده حينما قالت "ميلاني"
_بماذا تفكر يا عزيزي؟! ألم تنتبه لما أخبرتك به توا؟!.
نظر إليها "مارك" واسطنع ابتسامته قائلا:
_ماذا؟! آسف لم أنتبه يا عزيزتي.

حاولت "ميلاني" أن تعتدل في جلستها وقالت بابتسامة مشعة بالأمل:
_لا أعلم ماذا فعلوا بي تحديداً، ولكن أجمل ما تم إخباري به هو أنه بإمكاني الإنجاب.
لم يتمكن "مارك" من الشعور بالسعادة، كانت الصدمة بادية على وجهه،

لم يعرف ماذا يقول، فقد انتابته الشكوك حيال هذا الأمر، لم يُخفى ذلك عن زوحته التي نهضت من الفراش بالرغم من سقمها وقالت بعينين مغرورقتين:
_ألم تسعد بذلك يا "مارك"؟! ظنتتك ستسعد بذلك أكثر مما أنا فعلت.

ضمها "مارك" إلى صدره قائلاً:
_بالطبع سعدت بذلك يا عزيزتي، ولكني فقط تعجبت من ذلك الأمر، إنه مريب أليس كذلك!!
قبل أن تتمكن "ميلاني" من التفوه بكلمة واحدة فوجئا كلاهما بأحد تلك الكائنات يثب أمام الغرفة التي يقبعان في بهوها،

اقترب منهما ذلك الفضائي وصار يمرر يده فوق بطن "ميلاني"، كادت أن تسأل عما يحدث ولكنها فوجئت بصوت داخل عقلها يقول:
_أطمئن فقط إن كان جُرحكِ قد التئم.

انتفضت "ميلاني" وصارت ترمق ذلك الكائن بهلع، بينما جذبها "مارك" نحوه وجعلها تثب خلف ظهره وقال:
_ما الذي يحدث؟! ماذا يفعل هذا الفضائي؟!.

فجأة سمع هو الآخر صوتاً في رأسه يقول:
_لا تقلق أيها الرائد، كنت فقط أطمئن ما إن كانت بخير أو بها خطب ما.
تحدث "مارك" في قرارة نفسه قائلاً بذهول:
_لا أصدق!!.

صدر الصوت ذاته في رأس "مارك" وقال:
_كيف لا تصدق وأنت من أرسلت لنا بالإستغاثة؟!.
نظر "مارك" وزوجته نحو بعضهما البعض بذهول، بينما قالت "ميلاني":
_هل حدث معك الأمر ذاته؟!.

أوما مارك دون أن يتحدث.
تركهم الكائن الفضائي وخرج من المنزل، بينما جلس "مارك" يفكر فيما حدث وما يحدث وما سيحدث، لقد تملكه القلق ولا يدري لمَ.

وأثناء إنشغال تفكيره في ذلك الأمر تذكر فجأة شيء غاية في الأهمية حيث أنه جحظت عيناه بشدة ونظر نحو زوحته قائلاً:
_يا إلهى، "إيفيرلي"!!!.

شهقت" ميلاني" بفزع وقالت:
_يا إلهى!! ترى أين هي؟! علينا أن نبحث عنها.
صمتت لبرهة ومن ثَم أردفت بقولها:
_ترى أين "جون"؟!.

نظر "مارك" نحوها قائلاً:
_لن أدعه يجدها، سأبذل قصارى جهدي لكي لا يلتقي بها.
صمتت "ميلاني" واغرورقت عينيها، فقال "مارك" وهو يربت على كتفها:
_ماذا بكِ يا عزيزتي؟!.

أجهشت "ميلاني" بالبكاء وقالت:
_كنت أفكر في حال هذه الفتاة المسكينة، لقد فقدت والدتها منذ نعومة أظفارها، بالإضافة إلى أنها ربما فقدت والدها أيضاً، ترى هل تشتاق إليهما؟! بمَ تفكر الآن؟! هل تتوق لرؤيتهما؟! ترى هل "جون" يستحق أن تشتاق إليه ابنته؟!.

صمتت "ميلاني" حينما تذكرت ما قاله "جون" عن أنها امرأة عاقر لا يمكنها الإنجاب، تبسمت بإنتصار وهي تتحسس بطنها بقولها:
_بات الآن يمكنني الإنجاب، كم هي عادلة الحياة.

قبّل "مارك" جبهتها ونهض من جلسته وهو يتجول في الغرفة، كل شيء فيها مختلف من أثاث وأغطيه، حتى الثياب التي يرتدونها الآن، كل شيء مختلف وغير معتاد، جذب انتباهه التقويم الذي كان فوق الحائط.

فسرعان ما هرع نحوه وصار يقرأ تاريخ اليوم ويردد بصوت يكاد مسموع:
_الثالث من نوڤمبر عام ثلاثة آلاف.
في البداية مر على التاريخ مرور الكرام.

ولكن حينما كرر جملته ثانيةً، أسرع ونظر نحو التقويم ثانية وحينما تأكد مما قرأه صاح بأعلى طبقة في صوته بقوله:
_ماذا!!!!!.
#صغيرة_الكُتَّاب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي