سلالة دناليين البارت الرابع

*"سلالة دناليين" "البارت الرابع"*

ليس سهلاً على عقل المرء أن يفقد وعية لفترة من الزمن، وحينما يستيقظ يجد كل شيء صار رأساً على عقب، ليس ذلك فقط وإنما يُصدم بالمفاجأة الأكبر؛ وهي أنه مر سنوات عديدة بينما هو نائم وليس على دراية بشيء!، لم يكن عام أو عامين وإنما مئات الأعوام!!.

خرج "مارك" من منزله في عجلة من أمره، كان ينتابه شعور بالسوء حول ما يحدث، وما زاد من قلقه واضطراب فؤاده هذه المدينة التي شَيدها الفضائيون!، لم تكن مدينة عادية، فقد قُذف الرعب في فؤاد "مارك" حينما رأى معالمها، جدارها سوداء بالإضافة إلى الطرقات.

كانت المنازل متلاصقة ببعضها البعض في شكل دائري ضخم، حتى وسائل المواصلات كانت من صنع الفضائيون، غير مسموح لبني البشر بقيادة وسائل المواصلات، فلكل سيارة أو حافلة سائق فضائي.

الجميع يسير بنظام ربما وضعه الفضائيون مؤخراً، حيث أنه هناك حظر تجوال عند تمام الساعة السابعة مساءً، ليس هناك عمل لمزاولته!، كل شيء يتم إحضاره على طبق من ذهب للجميع في منازلهم، كل ذلك كان يثير خوف "مارك".

كاد أن يعود ثانيةً إلى منزله لولا أن جذب انتباهه صوت كصوت الصاعق الكهربائي، وجّه "مارك" نظره لأعلى، انتفض حينما رأى طائر عالق في الحقل الكهربائي الذي يحف المدينة بأكملها!!.

زفر بقوة قائلاً:
_لا بد من غاية خلف كل هذا، آمل ألا أشعر بالندم مستقبلاً لإرسالي لهم بالإستغاثة.
ظل "مارك" يتأمل كل شيء في هذه المدينة على حِدة، الأضواء التي في الطرقات!

بالإضافة إلى انبهاره بالمول الذي يقبع في وسط المدينة تحديداً، شتى السلع فيه من صنع هؤلاء الفضائيون من مأكل ومشرب وملبس، الغريب في ذلك والمثير للإهتمام هو أنهم لا يقايضون الناس نقودهم مقابل هذه السلع!!.

تقدم "مارك" بضع خطوات للأمام كي يكتشف المدينة بشيء من التفصيل ولكنه فوجيء بيد تربت فوق كتفه، فسرعان ما التفت للخلف، كان أحد الفضائيين.

قبل أن ينبث "مارك" بكلمة واحدة تحدث صوت الفضائي في رأسه قائلاً:
_الساعة ستدق السابعة، عليك العودة إلى ديارك الآن.

أمسك "مارك" برأسه قائلاً باضطراب لم يعهده من قبل:
_كيف تفعل ذلك؟! أقصد كيف تستطيع الولوج إلى رأسي؟!.

اقترب الفضائي قليلا من "مارك" وتحدث داخل رأسه قائلاً:
_نحن يمكننا الولوج إلى ما نريد، لا يمكنكم ردعنا، هل لي بتقديم نصيحة لك؟!.
ضم مارك حاجبيه وصار يرمق الفضائي بعينين نصف مغلقة وقد تعالت ضربات فؤاده من شدة القلق.

بينما تحدث الفضائي داخل رأسه وقال:
_ليس هناك داعٍ لكثرة الحديث والتحقق من أمور لا أعتقد أنها تعنيك، "مارك".. اهتم لأمورك هذا أفضل لك، لقد انتشلنا بعضكم من نهاية مأساوية عليكم بتقديم الشكر الجزيل لنا وليس الشك في نوايانا!.

تنهد "مارك" وقد بدا عليه أنه يحاول تشتيت فكره لكي لا بتمكن الفضائي من قراءة أفكاره وقال:
_ربما عليّ ذلك، فقد سنحت لي الفرثة وأخيراً كي يكون لدي طفل بعدما تجاوزي الأربعينية، أظن أنني شاكر جدا لكم.

صمت قليلا ومن ثَم تابع بحزن:
_هناك طفلة تُدعى..
اقتضب الفضائي حديثه قائلاً داخل رأس "مارك":
_إيفيرلي!! أليس كذلك؟!.

أومأ "مارك" برأسه فتابع الفضائي بقوله:
_إنها بخير، لكن لا يمكنك رؤيتها، ولا تتسائل عن ماهية سبب ذلك.
فقال "مارك" سريعاً:
_ماذا عن "جون" إذاً؟! ماذا حدث له؟!.

ابتعد عنه الفضائي خطوة إلى الوراء وتحدث داخل رأسه قائلاً:
_لقد تجاوزت الساعة السابعة مساءً، يجب أن تكون في المنزل الآن.

***

ابتعد "مارك" عن الفضائي بالقدر الكافي وهرع إلى منزله وهو يرتجف من شدة القلق، حتى حينما سألته "ميلاني" في ماذا يفكر؟ وما الذي يجعله مضطرب إلى هذا الحد لم يتمكن من إخبارها بشيء، كل ما قاله هو:
_يبدو أن شكوكي حول هؤلاء الفضائيون في محله تماما

يجب أن أتتبع خطواتهم ربما أتمكن من التوصل إلى أيّة معلومات، ربما أستطيع فعل شيء حيال كارثة على مشارف الإجهاذ علينا جميعاً ولكن كيف!!.

نظر "مارك" دون قصد نحو الفراش الذي يشبه جلود الفضائيون، تبسم بخبث حينها والتقط أحدها.
قام "مارك" بحياكة ثوب يشبه جلود الفضائيون وقد آذرته "ميلاني" في ذلك.

داوم يوميا على ملاحقة الفضائيون، ولأنه هناك بعض الفضائيون الصغار الذين تتراوح طول قامتهم بين مائة وستون سنتيمتر حتى مائة وثمانين، وقد كان طول قامته هو مائة وستة وسبعون سنتيمتر.

ظل "مارك" يعمل سرا في هذا الأمر حتى أتم شهراً كاملا ولكن لم يستطع التوصل إلى أية نتائج مرضية، لم يستطع معرفة سوى أنهم قاموا ببناء مختبر ضخم يبعد عن المدينة بعدة كيلومترات، لم يستطع معرفة المزيد من المعلومات.

ظل على هذه الحال عدة أشهر حتى أصابه اليأس والسأم فقرر يتوقف عن ذلك خصيصاً أن "ميلاني" صارت تحمل بين أحشائها طفلهما الذي سعداً كثيراً به، فقد أنعم الله عليم وأخيراً بالأمنية التي لطالما تمنياها سوياً.

بالطبع لم يتمكن "مارك" من إخفاء الأمر عن الفضائيون، وصار الكثير منهم يأتون إلى منزله ويطمئون على حال زوجته.
في يوم من الأيام أتاهم فضائي، تحدث داخل رأس "مارك" قائلاً:
_ألا تتوق لمعرفة إن كانت زوجتك ستلد فتاة أم فتى؟!.

تبسم "مارك" قائلاً:
_لا أعتقد أنني سأهتم لشيء كهذا، لقد كان أمر الإنجاب بالنسبة لكلينا ما هو إلا أضغاث أحلام، والآن بعدما مر على زواجنا أكثر من عشرون عاماً سيكون لدينا طفل، فأي كان نحن سعيدين بمجيئه.

تحدث الفضائي داخل رأس "مارك" قائلا:
_حسناً، سيأتيك فتى عما قريب.
مرت الأشهر الأخيرة وقد كان الألم يشتد على "ميلاني"، كان ذلك يعكر مزاج "مارك" وجعله مشتت التفكير ولا ينتبه لما يحدث في المدينة من عويل بعض النساء وانتحاب أزواجهن.

لم تكن "ميلاني" بخير لذلك تم نقلها إلى مشفى المدينة التي لم تحوذ على طبيب واحد بشري، فجميعهم كانوا من الفضائيين!.
أتى اليوم المنشود، كانت صرخات "ميلاني" مدوية، لم تكن تتحمل ذلك الألم.

مع كل صيحة كانت تخرج منها كان "مارك" يشعر بأن شيء ما يعتصر فؤاده، حتى أنه تمنى لوهلة لو لم يتم معالجتها من قِبل الفضائيون، حينها لم تكن لتشعر بهذا الكم من الألم.

مرت ستة ساعات كاملة بالإضافة إلى نصف الساعة السابعة، لم يكن أمر وضع المولود شيء يمكن الفضائيون التدخل فيه، لم يكن عليهم سوى الإنتظار، وأيضا كان من الخطر جداً أن يقومون بالعملية القيصرية.

وأخيراً هدأت صرخات "ميلاني" وتعالت صرخات الرضيع، حينها دمعت عيني "مارك" لم يكن يعلم ما الذي عليه فعله، حينها تذكر يوم مولد "إيفيرلي" فقد كان بجانب "جون" حينها.


كان "جون" يجوب ذهاباً وإياباً أمام غرفة العمليات، لم يتمكن من المكوث واقفاً وكذلك لم يستطع أن يجلس، كان كلما سمع صياح زوجته "ريا" سدد لكمات من خلف باب الغرفة ويصيح بقوله:
_ماذا تفعلون بها أيها الأوغاد؟!.

ومن ثَم يوجِّه حديثه لزوجته قائلا:
_تحملي يا عزيزتي، أنا هنا بجانبك فقط اهدأي، لا عليكِ فقط فكري في أمر محبب إلى قلبك، تذكري يوم ذهابنا إلى "لاس فيجاس" متأكد من أنكِ إن فعلتِ ستتانسي أمر هذا الألم.


انتبه "مارك" من شروده حينما خرج أحد الفضائيين من الغرفة وهو يحمل الرضيع بين يديه، هرع "مارك" نحوه ولم ينظر نحو الطفل قائلا:
_"ميلاني" هل هي بخير؟!.

كان الفضائي يقف بجمود ولم يزعن!.
فسارع "مارك" نحو الغرفة ودلف إليها سريعا، حينها رأى الفضائيين مصطفين على جانبي الفراش الذي تتوسطه "ميلاني"!.

اقرب "مارك" ببطء نحو الفراش وهو يشعر بأن شيء ما يُثقل قدميه، كانت ساكنه! عيناها جاحظتان!، كانت بشرتها ناضره ناصعة البياض بالإضافة لإختفاء التجاعيد التي كانت قد ظهرت مؤخراً بسبب حملها!.

اقرب منها رويداً رويداً بقلب مرتجف وأنامل باردة، أمسك بيدها التي بدت وكونها قطعة من الثلج وقرّبها نحو ثُغره وصار ينفع بها حتى تدفئ، جثى على ركبتيه بجانب الفراش وهو لا يزال ممسكاً بيدها، كان يحدث في الفراغ بينما كانت دموع عينيه متحجره!.

بدا وكأنه ينتظر أن يستيقظ من هذا المنام المزعج، ظل ينتظر كثيراً ولم يستيقظ بعد، نظر نحوها وصار يوكذها برفق ويقول بصوت منتحب كطفل خائف:
_"ميلاني" دعينا نعود إلى المنزل، أرجوكِ هيا دعينا نذهب، أنتِ غاضبة لأنني غفوت ليلة ذكرى مولدكِ أليس كذلك؟! هيا انهضي وأقسم لكِ أنني لن أفعلها ثانية.

أجهش "مارك" بالبكاء قائلا:
_أرجوكِ!.
نهض "مارك" واحتضن زوجته بقوة، كانت تحشرجاته تتزايد شيئاً فشيئاً، كان يشعر وكأنه هناك حجراً ضخماً فوق صدره يُعثر إلتقاط أنفاسه.

صار يرتجف بقوة حتى تجمدت أطرافه، كان متشبث بها بقوة حتى أن الفضائيون لم يتمكنوا من إقصائه عنها.

تذكر حينما كانا يتحدثان عن الموت ذات مرة، قال "مارك" بمزاح:
_ماذا ستفعلين حينما أفارق الحياة؟! هل ستحزني؟! هل ستذرفين الدمع لأجلي؟!.

كاد أن يكمل حديثه لولا أنه رأى الدموع تترقرق في عينيها، فسرعان ما أزالها بإبهاميه قائلاً:
_ما الذي دهاكِ يا عزيزتي؟! أنا فقط أتحدث عن الأمر ليس إلا.

ثم أكمل بمزاح قائلاً:
_لم أمُت بعد، دعي هذه الدموع إلى حين موتي.
لم تستطع "ميلاني" أن تتمالك حبنها وانهمرت دموعها وصارت شهقاتها تتعالى بقوة.

فحاول "مارك" أن يجعلها تهدأ قائلاً:
_ما الذي حدث؟! فقط أخبريني لمَ كل هذا البُكاء والنحيب؟!.

حاولت "ميلاني" أن تتحدث دون أن يرتجف صوتها وتتبعثر كلماتها وقالت:
_لن أتحمل شيء كهذا يا "مارك"، أنت تعلم كم أخشى الفُقد!! دائما أدعو أن لا أرى فيك سوء لن أتحمل ذلك.

انهمرت دموعها ثانية وهي تقول:
_وأدعو أيضا أن يكون رحيلي عن هذه الحياة قبل رحيلك، لم أستطع تخيل الحياة بلا طيفك وصوتك الذان أحيا بهما، لن أتمكن من مجابهة الحياة بلا النظر إلى عيناك، قوتي تكمن فيك يا "مارك"، وبدونك لا أكون.

قبّل "مارك" جبهتها قائلاً:
_وأنا كذلك، فلنبرم إتفاقاً إذاً.
نظرت إليه "ميلاني" باهتمام فتابع بقوله:
_لن يرحل أحدنا دون الآخر!، فلن يكون أحدنا دون الآخر، أليس كذلك!.

انتبه "مارك" حينما تحدث صوت أحد الفضائيون بداخل رأسه قائلا:
_ألن تحمل طفلك؟!.
نظر مارك نحوه قائلاً:
_افعل لها شيئاً، دعها تستيقظ.

فتحدث الصوت بداخل رأسه قائلاً:
_ولكن لا يمكنني فعل ذلك!!.
حينها تحولت معالم وجهه الباكية إلى غاضبة ونهض وأمسك بسلاح أحد الفضائيين ووجّهه نحو رأس ذلك الذي يقف أمامه وقال:
_بلى تستطع، هيا افعل ما يمكنك فعله، عليك ان تبذل قصارى جهدك وإلا قتلتك الآن.

كاد الفضائيون الآخرين أن يقتربوا منه ويلقنوه درساً عما يفعله ولكن أشار لهم ذلك الذي يثب أمام "مارك" بأن يتراجعوا أدراجهم وتراجعوا بالفعل.

تحدث الفضائي داخل رأس جون قائلاً بنبره حانية:
_صحيح أنه يمكننا فعل الكثير، ولكننا نقف عاجزين أمام أمر الله، لا يمكننا أن نعيد أحد من الموت، هذا أمر بيد الخالق ليس إلا، لقد كانت زوجتك قوية ومثابرة حتى لحظاتها الآخيرة ولكن أمر الله نفذ، لذلك يمكنك إلقاء اللوم علينا، نخن لا يمكننا فعل شيء.

طأطأ "مارك" رأسه وألقى بالسلاح الذي بيده أرضاً، ومن ثَم التفت خلفه وأغلق لها عينيها، تحدث وهو يدير ظهره للفضائي قائلاً:
_دعوني أظل برفقتها بعض الوقت.

خرج الجميع من الغرفة، بينما اعتلى "مارك" الفراش وغفي بجانبها.
صارت الحياة في عين "مارك" أشبه بعلقم لا بد من تناوله يومياً، أولا فقد زوجته وبعدما قام بمراسم دفنها بعدة أيام أُخذ منه ابنه رغماً عنه!، لم يكن بالقوة الكافية التي تمكّنه من ردعهم من أخذه.

لذا سمح لهم بأخذه بعدما أقسموا على ألا يصيبه سوء بأي طريقة كانت!.
صارت الأيام تُعاد يومياً، يوماً واحداً يعيشه "مارك" لعدة سنوات!.

اشتعل في رأسه الشيب وتجاوز عامه الثاني والستون!، لم يتمكن من نسيانها بعد، ظل حبيس غرفته طيلة ما يقارب إلى عشرون عاما ولا يزال حبيساً بها، في خلال هذه الأعوام، لم يرى ابنه سوى عدة مرات تُعد على أصابع اليد.

لم يتمكن من رؤيته وجهاً لوجه، كان في كل مرة يراه عبر جهاز لوحي يختلف كثيراً عن ذاك الذي يصنعه البشر، فقد كان ذلك من صنع الفضائيون أيضاً.
صار ابنه في عمر الثانية والعشرون، لقد أطلق عليه إسم "جوناثان" كما كانت تتمنى "ميلاني".

أصبح "جوناثان" شاباً يافعاً، قوي البُنيان، بالإضافة إلى قواه الخارقة التي اكتسبها مؤخراً، بم تكن هذه القوى تُحثد بسهولة من كثرتها، لم يكن ذلك شيء يعلمه "مارك"، كل ما كان يعرفه عن ابنه "جوناثان" أنه بخير وسيصبح له شأناً عظيماً في المستقبل.

في يوم من الأيام

خارج المدينة، تحديداً في بناية تم إنشاؤها حديثاً بواسطة الفضائيون من أجل مختبراتهم.
دلف "جوناثان" إلى المكتب الخاص برئيس هذا المختبر، تحدث "جوناثان" بينما كان الرئيس يدير له ظهره:
_أصبحت على أُهبة الإستعداد يا سيدي، يمكنكم إطلاق الصاروخ اليوم إذا أردتم.

ظل الرئيس كما هو بينما فوجيء "جوناثان" بيد ناعمه تربت على كتفه، لم يلتفت بل حرك عينه ببطء واستطاع أن يرى تلك الفتاة الحسناء التي قالت:
_ولمَ العجلة يا عزيزي؟! اتئد قليلا، علينا أن نقوم بعمل حفلة ما بمناسبة إنتهائكم من هذا الصاروخ اللعين.

فجأة صاح الرئيس قائلاً بغضب وهو يستدير:
_"إيفيرلي"!!، لقد أخبرتكِ مراراً وتكراراً ألا تتحدثي في الأمور التي تتعلق بالعمل أليس كذلك؟!.
طأطأت "إيفيرلي" رأسها بخجل وقالت:
_آسفة يا أبي.

نظر إليها الرئيس بعدما استدار، لقد كان "جون" ولكن بوجه لا يسر الأعين، كانت وجنته اليسرى منتزعة بوحشية حتى أن كل من ينظر إليه يتمكن من رؤية فمه من الداخل من خلال هذه الجهة!.

وجّه "جون" حديثه إلى "جوناثان" قائلاً:
_أأنت متأكد يا بني بشأن ذهابك إلى الفضاء؟! ألا تشعر بالتردد حيال هذا الأمر؟!.
تحدث "جوناثان" بلهجة رسمية لبقة قائلاً:
_بتاتا يا سيدي، أنا على إستعداد تام لفعل كل شيء وأي شيء تريده.

كاد جون أن يفكر فيما فعله قبل اثنين وعشرون عاماً ولكنه تمهل لكي لا يتمكن "جوناثان" من قراءة ما يدور في رأسه وصار يفكر في أمر الصاروخ.
#صغيرة_الكُتَّاب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي