أسطورة الجن

أسماء جمال الجوهري`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-01-24ضع على الرف
  • 52.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

وماذا لو اجتمعت الظواهـر وجميع العوالم المخفيـة حتى تُغيـر حياتك لشيء خيـالي لا يصدقهُ العقل أو المنطـق أو حتى العالم أجمع!
فهو مُـجرد خيال يُنسـج في عقولنـا بعيدًا عن الواقع، أو تكون أُسطـورة تُحكى للأجيـال القادمـة من باب التسليـة والرُعب في ذات الوقـت.
أو حكايـة جديدة وشيـقة تُعجـب مُحب المُغـامرة ولكنه بالتأكيـد لن يستطع تجريبتـها لأنها لا تحـدُث سوى مـرة واحدة في خيـالي المُغـامر.

في جو مليء بالغيـوم فنحنُ في فصل الشتاء وخاصـةً شهر سبتمبر شديد البرودة، كانت تسـير تلك صاحبة الشعر القصير المموج والذي ابتلى بفعل قطرات الميـاة البطيئة، ومع قامتها القصيرة وجسدها النحيل، فقد كانت كالطفلة الصغيرة التي لم تتخطى سن العاشرة بعد، عندما شعرت بقطرات المياة تزداد ابتسمت بسعادة وأحكمت قبضت يدها على جاكتها الجلدي ذو اللون الأسود كسواد خُصلاتهـا وأخذت تركض مُسرعة نحو المنزل، دلفت إلى الداخل بحذر حتى لا تُحدث أي جلبـة توقظ صديقتها والتي ستنهرها بالتأكيد فالساعة تخطت الثانيـة عشر ليلًا ودائمًا ما كانت تُحذرها من التأخر لهذا الوقت.

حمدت الله كثيرًا عندما رأت جميع إضاءت المنزل مُطفئة مما يعني أنها خلدت إلى النوم، فتنفست بارتياح ولكن ما لبث أن شهقت بفزع وهي تشعر بمن يجذبها من الخلف كمجرمين وصوت رقيق ولكنه منزعج يهتف بغضب:
_أيتُها المُحتالـة، انتظري هنا!!

ابتسمت ببلاهـة ونظرت لها بطرف عيناها العسليـة الساحرة وهي تردف بغباء:_لينا حبيبتي، مساء الخير.
رفعت لينا حاجبيها بضيق قائلة:_تقصدين صباح الخير أيتُها المُخادعة، أتعلمين كم الساعة الآن يا سيدة إيلين؟
نظرت في ساعة يدها بمشاغبة ثم هتفت ببساطة:_إنها الواحدة إلا رُبع.
عقدت لينا يدها الإثنان أمام صدرها مُرددة ببتسامة متواعدة:_وأين كانت سمو الأميرة في هذا الوقت المُتأخر؟

رفعت كتفاها بلامبالاة وانطلقت ناحية الأريكـة المريحـة وجلست عليها مجيبـة:_كالعـادة يا صديقتي العزيزة لقد كنت في المكتبـة، فمعي بحث مُهم يجب أن أسلمـهُ غدًا.
لوة فمها بعدم رضا وجلست على الأريكـة التي تُقابلها وهي تقول بضيق:_حقًا لا أعرف كيف تُفكرين! فأيةُ فتاة عاقلة تفعل ما تفعلينهُ أنتِ؛ إلا لو كانت مختلة عقليًا، أو فقدت عقلها نهائيًا!

ابتسمت إيلين وهي تستلقي على الأريكة بسلام مرددة بحماس:_هذا ليس جنونًا يا حلوتي أنا فقد أُحب هذا المجال!
نهضت لينا مرددة بعدم رضا:_أي مجال هذا، فهل يوجد عاقل يريد أن يكون خبيرًا في عالم الجن والشياطين جعل الله حديثنا خفيفًا عليهم..

أطلقت إيلين ضحكات رنانة وأردفت بشقاوة:_الآن تستعيذي الله منهم، ألم تقولين أنكِ لا تُصدقين بوجود هذه الكائنات!
_نعم وإلى الآن لا أصدق، هي اذهب إلى غرفتك فالوقت تأخر وغدًا صباحًا لدينا جامعـة.
أنهت لينا حديثها وانطلقت نحو غُرفتهـا ولحقت بها إيلين إلى الغرفة المقابلة لها في منزلهم الصغير والذي يحتوي على غُرفتين للنوم وكل غرفة ملحقـة بها حمامها الخاص وغُرفة كبيرة مليئة بالكُتب التي تخُـص إيلين فهي شغوفة بالقراءة وخاصـةً في ذلك الموضوع التي تراهُ عالمًا يجب معرفة كل صغيرة وكبيرة فيه، يحتوي المنزل أيضًا على صالـة للجلوس واسعة إلى حدًا ما ومطبخ ليس بالكبير، يعيشان الفتاتان مع بعضهما مُنذ سنوات فقد تربى معًا وسنعرف الكثير عنهم وعن عائلتهما مع توالي الأحداث..

__________________

تتنفـس بعمق وهي تتذكر ذكرياتها التي تقتُلها مُنذ أكثر من خمسة وعشرون عامًا، تسأل ذاتها مرارًا وتكرارًا لماذا خلقنا الله جنسان! ثم تعود وتستغفر الله داعيـة أن يُسامحها، تنظر حولها في ذلك السجن الذي حُكم عليها أن تعيش فيه باقي حياتها التي لا تعلم متى تنتهي..
سجن يعتبر مُرفهًا بتلك الغُـرفة التي تُشبـه غُرفة الأميرات ولما لا وهي بالفعل أميـرة، الأميرة الصغيرة المُدللة، والتي فعلت فعلًا شنيعًا لا يُغفر، فعلًا عُقوبتهُ الموت لا مُحال، ولكن الملك كان رؤوفًا بها ووضعها في ذلك السجن حاكمًا بقضاء عمرها كلهُ به، لا ترى أحدًا سوى خادمتها ولا أحدًا يراها، تقضي واجباتها وهو عبادة الله والدُعـاء، خمسـة وعشرون عامًا لم تخطلت بأحد..

بعد أن كانت تمتلك العالم بأسـره، تتحدث مع ذاك وتُصاحب هذه وتُساعد هؤلاء، تركض وتطيـر وتعيش كل يوم مُغامـرة، وعندما وقعت في الحُب وأخذت تسيـر وراء متطلبات قلبها؛ أصبحت لا تملك سوى غُـرفة واسعـة شديدة الجمال وحمامًا مُلحقًا بها وخادمتان أحدهما تُلازمها بستمرار، والأخرى مسئولة عن تحضير الطعام لها ومُساعدتها في إحضار كُتب الدين من مكتبة العشيرة والتي لم يعد لها غيرها كوسيـلة لتضيع الوقت، أفاقت على صوت خادمتها تُناديها فابتسمت ابتسامة باهتة وهي تقول بهدوء:_ماذا هُناك سندرا؟

أخرجت الخادمة كتابًا من ملابسها وأعطتهُ لها مرددًا:_لقد وجدتُ لكِ الكتاب التي تريدونهُ أميرتي..
التقته منها بلهف قائلة بحماس:_حقًا سندرا، ولكن كيف فهذا الكتاب مع الشيخ الكبير؟
_أنتِ تعلمين أن زوجي يكون من خادم الشيخ المُقرب، وعندما طلبـهُ منهُ لمعرفة بعض الأحكام أعطاه إياه، ولكن شرطًا أن يُعيده في صباح الغد؛ لأنكِ تعلمين أنه من الكُتب النادرة والسرية والتي لا يحق لأحد مسكـهُ حتى لا يقع في يـد أين من العشيرات الأخرى الكافرة!
أومأت لها بتفهم وهي تنظر إلى عنوان الكتاب بشغف وحماس لمعرفة بعض المعلومات التي تُفيدها في حكايتُها التي من وجهة نظرها لم تنتهي بعد..
_حسنًا سندرا، اذهب وتعالي في الصباح الباكر سأكون قد انتهيتُ من قراءتهُ.
ابتسمت لها الخادمة "سندرا"، واستأذنت ذاهبة، بينما قراءة الأميرة "آسيا" عنوان الكتاب مرة الأخرى وقد كان مكتوبًا بـ لُغة غريبة تُشبـه العبريـة ولكنها تختلف عنها كثيرًا ولأنها الأميـرة ابنة الملك فهي تعرف جميع اللُغات، كان اسم الكتاب غريب ولكنه يحمل في طياته العديد "عواقب اللتحام الجن بالآنس"، ثم تنفست بعُمق وبدأت في البحث عن شيء بعينه حتى وجدته ثم أخذت تقرأ بين سطورهُ بشغـف..
ظلت على تلك الحالة حتى مـر الليل سريعًا ومعـهُ رفعت عيناها الصادمـة وهي تردف بتوهان:_بالتأكيد هذا لن يحدث، يجب أن أتصرف في أقرب وقت، مُستحيل أن يحدث هذا!
نهضت من مكانها ومجرد أن اللتفت وجدت الخادمة سندرا قد أتت حتى تأخذ الكتاب ومعها فطارها كالمعتاد، فركضت إليها الأميرة آسيا قائلة بصوت مُرتعب:_سندرا يجب أن تجعلي الملك يُقابلني ضروري، يجب أن أرى الملك الآن..

اتسعت عيناي سندرا بدهشـة، فمُنذ خمسة وعشرون عامًا والأميرة لم ترَ الملك وحتى لو طلبت رؤيتهُ يرفض مُقابلتها بصرامـة، فأردفت سندرا بتوتر:_ولكن أميرة آسيا أنتِ تعلـ...
قاطعتها آسيا بإصرار:_أعلم أنه لا يريد مقابلتي ولكن الأمر غاية في الأهمية، يجب أن أتحدث معه، يوجد كارثة ستحدث، سندرا أرجوكِ يجب أن تجعلي الملك يقابلني، أخبريـه أن الأمر يتعلق بـ حيدر.
عقدت سندرا حاجبيها بصدمة:_الأمير حيـدر!!
أومات رأسها أكثر من مرة وهي تمسك يدها برجـاء وعيناها مليئة بالخوف الشديد، فعرفت سندرا أن بالفعل الأمر غاية في الخطورة، لذلك أومأت رأسها بالموافقة، ثم أخذت الكتابُ معها وتوجهت إلى الخارج وهي تُفكر فيما سيكون رد الملك هذه المرة وهل سيقبل مُقابلتها أم كالعادة سيصرخ رافضًا، ولكن هذه المرة الأمر يتعلق بالأمير حيدر..
هزت سندرا رأسها يائسة وهي تقول:_بالتأكيد لن يوافق الملك كالعادة، ولكني سأحاول معه فهيئة الأميرة مريبـة!

_هل تتحدثين مع نفسك سندرا؟
شهقت بخضة ووضعت يدها على موضع قلبها قائلة بغيظ:_لقد أوقعتِ قلبي أيتُها البلهاء.
رفعت حاجبيها وهي تعقد يداها أمام صدرها مُرددة:_وبما كنتِ شاردة حتى لا تشعرين بي يا ذات العقل الكبير!
رمقتها بضيق قائلة:_هذا ليس من شأنك..
وكادت أن تتركها وتذهب ولكن استمعت إلى صوتها البغيض هاتـفة:_حسنًا، كنت أريد أن أُبلغكِ أن الملك يريدك في غُرفة الاجتماعات بعد ساعـة..
شردت مرةً أخرى فاليوم ليس هو يوم المُقابلة الشهرية ليسأل عن أحوال الأميرة، ولكنها آفاقت على يدها التي وضعتها على كتفاها وصوتها هاتفـة:_هل سمعتِ ما قولته يا فتاة؟
أومأت برأسها وتركتها وذهبت وهي مازالت شاردة في هذا اليوم الذي بالتأكيد لا يُبشر بالخير..

________________

فتحت الفتاتان باب المنزل مستعدان للخروج ببتسامة مُتفائلة كعادتهم، ولكن على حين غفلة وقفت سيارة سوداء أمامهم فشهقت الفتاتان بخضة سرعان ما صرخت إيلين بغضب قائلة:
_أيها الأعمى؛ لقد كنت على وشك أن تدهسنا، على أنت معتوه أم ماذا!!

خرج شاب طويل القامـة ذو ملامح بغيضة فبمجرد أن رأتهُ لينا وتحولت ملامحها للكره والبغضاء بينما اتسعت عيناي إيلين وأظلمت من شدة الغضب، وتوجهت إليه صارخة:_ما الذي آتى بك إلى هنا يا هذا؟
ابتسم الفتى ابتسامة سمجة ثم نظر لها نظرة لامبالاة قائلًا:_ليس من شأنك أيتُها الصغيرة..
ثم وجه نظره باتجاه لينا مستطردًا:_اركبي يا لينا..
جذبتهُ إيلين من الخلف بغضب هاتفـة:_لن تذهب معك إلى أي مكان يا عديم الذوق أنت، وهيا اذهب من هنا سريعًا!

أظلمت عيناه بغضب حاول التحكم فيه؛ فهو يبغض هذه الصغيرة سليطة اللسان بقوة، حيثُ أنها تقف أمامه كالمرصاد، لا يستطع أن يختلي بـ لينا إلا ووجد هذه أمامه من حيث لا يدري، اللتفت لها وكاد أن يجيبها بحدة وغضب فأسرعت لينا تقف بجانبها فهي لا تنسى ما حدث بينهما المرة الأخيرة والتي كانت نتيجتها أن قام بإدخال صديقتها السجن وهددها إذ لم تبتعد عن طريقه سيجعلها تتعفن في السجن، وبالتأكيد يستطيع فعل ذلك فسلطته كبيرة جدًا، ولكن مع تلك العنيدة إيلين لا يُفيد الحديث:
_حسنًا حازم إهدء سوف أذهب معك..

نظرت لها إيلين باستنكار قائلة بضيق:_هل فقدتِ عقلك إيلين، لن أترككِ تذهبين مع هذا الشخص في أي مكان!
أمسكت لينا يدها ونظرت لحازم ألا يتحدث وأخذتها بعيدًا عنه قليلًا مرددة بصوت منخفض:_إيلين لا تقلقي عليَّ هو لن يؤذيني تعلمين أنه لا يقدر على ذلك، سأرى ماذا يريد وألتقي بكِ بعد أن تُسلمي بحثك!
رمقتها بضيق مرددة بعدم اقتناع:_لا لينا؛ لن أدعكِ مع هذا السمج لوحدكِ قط، بالأضافة لذلك أنتِ تعلمين غايته وماذا يريدُ منكِ بالضبط!
_أعلم عزيزتي، ولكن من يعلم قد يكون أقتنع بحديثي وأقرع عن تلك الفكرة نهائيًا..

تنفست بقوة مغمضة عيناها ثم فتحتهم قائلة:_حسنًا هيا بنا نرى ماذا يريد ذلك المعتوه السمج..
وتركتها وتوجهت ناحية هذا المتعجرف، فتنفست لينا وهي تهز رأسها يائسة فصديقتها تلك لن تتغير نهائيًا، صعدت الفتاتان معه إلى السيارة فنفخ بضجر من وجود هذه الفتاة سليطة اللسان، فلن يستطع الضغط على لينا وتحقيق مُراده بالتأكيد طالما هذه السمجة معهم!
_________________

وقفت أمام الملك تُفرك يدها بتوتر، في تلك القاعة المُغلقة والتي لا يوجد بها أحدًا سواها هي والملك، ظلت على صمتها حتى أردف الملك بصوته الجهـور القوي والذي يُعبر عن قوته الجبار:_كيف حال الأميرة سندرا؟
_بخير مولاي ولكنها تطلب مقابلتك في أمرًا هام..

أردف بغلظـة وجمـود:_أخبرتك مرارًا ألا تتحدثي في هذا الأمر، وإن طلبت مُقابلتي أخبريها بالرفض بلا نقاش!
ابتلعت ريقها بخوف هاتفـة بتلعثم:_أ أعلم مولاي، ولكنها هذه المرة تصـر على رؤيتك، وقالت أن الأمر يخص الأمير حيدر..

عقدت حاجبيه بتفكيـر، والتزم الصمت قليلًا وكأنه يحسم قرارهُ النهائي، ومـرت عدة دقائق وهو على تلك الحالة حتى ظنت الخادمة كالعادة أنه لن يوافق على مُقابلتها ولكنها صدمت عندما قال:_أخبريها في منتصف الليل..

كانت تأخذ الغرفة ذهابًا وإيابًا وهي تفرك يدهـا محاولة بث الطمئنينة إلى قلبها ولكنه ينبض بخوف كبيـر تتذكر حياتها منذ خمسة وعشرون عامًا، كانت تلك الشقية الصغيرة تحب حيـاة البشر كثيرًا لذلك كانت تقضي معظم وقتها تنطلق وتمرح في شوارعهم حتى أنها تعرفت على فتاة لديها نفس حبها وشغفها ولكن لعالمهم فأصبحت الفتاتان كلًا منهما يحبان حياة الأُخرى، وفي أحد الأيام كانت صديقتها الآنسية والتي تُدعي "زهرة" تجلس في غُرفتها تُذاكر دروسها فاستمعت إلى صوت يأتي من داخل خزانـة ملابسها، فتركت قلمها ونظرت باتجاه الخزانـة بستغراب، فشعـرت بحركة بطيئة خلفها، التفتت سريعًا لم تجد شيء، شعرت ببعض الخـوف ولكن سُـرعان ما تذكرة شيءٍ ما وهزت رأسها يائسـة ثم توجهت ناحية الخزانة بحذر وأخذت تطرق طرقات خفيفة حتى لا يستمع والديها وهي تقول:
_أخرجي يا كائن السماجة أنتِ!!

_عن من تتحدثين يا حلوتي؟
شهقت زهرة بخضة وهي تلتفت خلفها فوجدتها تجلس على الفراش وتمسك أوراقها تقرأهم بمنتهى الإريحيـة، تنفست زهرة بضيق وتوجهت ناحيتها قائلة:_ألن تكفي عن مزحاتك تلك، سوف أموت في أحد الأيام حتمًا بسببكِ!
ابتسمت لها ببرود وهي تستلقي على الفراش قائلة:_حبيبتي لا تقولين ذلك إنا فقط أمرحك معكِ قليلًا؛ وأنتِ تقضين طوال الوقت في الدراسة؛ ألم تملي؟
مدت شفتاها بأسى هاتفـة:_حقًا لقد مللت ولكن ماذا أفعل فالامتحانات أوشكت على البدأ ويجب أن أدرس بجد!
جلست آسيا على ركبتيها على الفراش بحماس قائلة:_أتركِ أمر الدراسة على جنب ولا تحملي همًا؛ وتعالي معي نمرح قليلًا..

_ولكن كيف، فأمي لن تسمح لي بالخروج في هذا الوقت المُتأخر!
ابتسمت آسيا بغرور مرددة:_وهل أنا أيةُ أحدًا يا فتاة، هيا أرتدي ملابسك سريعًا حتى أعود..
أنهت حديثها واختفت من أمامها سريعًا، هزت زهرة رأسها مبتسمـة ونفذت ما قالته، ولم يمر وقتًا طويل إلا وكانت الفتاتان يسيران معًا في الشوارع بينما زهرة تضحك بسعادة وهي تقول:_حقًا لا أصدق أنك جعلتِ والدي يوافقان على خروجي بمنتهى البساطة، حقًا بدأت أصدق أنكِ جنيـة..
لكمتها في ذراعها قائلة بغيظ:_وهل كان لديكِ شك يا فتاة!
_صراحةً نعم..
_أتعلمين؛ وأنا أيضًا أشك في ذلك!
ضحكت الفتاتان معًا بسعادة وبدأو يلهوًا سويًا، حتى رأت آسيا شخصًا ما يجلس في مكانًا هادئًا ويمسك في يده كتابًا يقرأ فيه بتركيز، تاهت هي في ملامحه الرجولية الجذابـة وبدأت في الاقتراب منه ولكن وقفت زهرة أمامها مرددة:_إلى أين أنتِ ذاهبة يا مصيبة حياتي؟
_لا شيء سأرى ذلك الوسيم فقط..
نظرت زهرة نحوه ثم أعادة النظر لها ثانيةً وهي تقول:_بالتأكيد لن أسمح لكِ بذلك، وبالأساس لقد تأخر الوقت ويجب أن نعود للمنزل!
_لا تقلقي سأعيدك..
قالت جملتها واختفت من أمامها ففتحت زهرة عيناها على وسعهما ونظرة في اتجاه الشاب وجدت آسيا تقف ورائهُ مباشرة وقد أبدلت ملابسها لأخرى ملائمة لملابس البشر وأيضًا مُحتشمة ثم أوقعت نفسها أمامـهُ بطريقة قديمـة منذ الأزل مما جعل زهرة تضرب جبينها بيدها بأسى!!
ومن هنا بدأت قصة حب الجنيـة الصغيرة لآنسي لا يعرف عن حقيقتها شيء..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي