حين كُنا بشر

زينة`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-31ضع على الرف
  • 40K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول أرض الكوابيس

إنهُ الضباب!

لقد بلغوا حد أرض الكوابيس، أو أرض الخوارق؛ حيث يشاهد كل شخص أشنع كوابيسه بمجرد أن يخطو خطاه الأولى بالداخل.

الظلام، الأصوات العالية، الأماكن الضيقة، الموتى الأحياء والوحوش والمستذئبين، كل ما تهابه وأكثر يسكن تلك الأرض.

كان بينهم وبين الضباب الذي يعتبر حدًا للأرض مترًا واحدًا، هم يتأهبون نفسيًا قبل أن يعبروا ذلك الحد.

تحدثت فتاة ذات شعر أحمر قصير:
-ليومٍ واحد فقط.

اومأ الشاب الذي على يسارها:
-ليومٍ واحد فقط!

إن نجوا ليومٍ واحد سيتأقلموا سريعًا، ويملكون فرصة لجمع معلومات قبل أن يعودوا أدراجهم.

تحدث قائدهم:
-فليضيء الجميع كشافه، وأبقوا على مقربة من بعضكم البعض، هيا بنا!

خطوا خطواتهم وعبروا الحد الضبابي وكما المتوقع، كان هذا كافيًا لإثارة غضب تلك الأرض الملعونة، تلك الأرض ستنتقم من الأقدام التي دهستها!

سمعت الفتاة صوت بُكاء وأول ما خطر في بالها أن بشري قد أُسر هنا بلا حيلة أو قوة، لذا اقتربت نحو الصوت ورفعت الضوء للباكي.

تجلى لها كائن شبه بشري، ذو بشرة باهتة، ونحيل للغاية، لكن ملامحه غير بشرية؛ عيونه كانت عبارة عن جوف أسود.

لا أنف له وفمه ضخم خالٍ من الأسنان وكان يبكي كالطفل ويتحرك بهستيرية وكأن عظامه ستنكسر في أية لحظة، بدا غاضبًا كما بدا حزينًا.

سقطت عيناه على الفتاة ذات الشعر الأحمر ليتجمد، وكأنه لم يتوقع أي زوار، ومع نظراته عليها تجمدت هي أيضًا.

الشيء الوحيد الذي سمعت عنه هو المستذئبين؛ وقد حصنت نفسها ضدهم عبر سلسلة الثوم الفضية، لكن كيف ستنجو من ذلك المسخ؟

سمعت الفتاة صوت صراخ فريقها بعيدًا انها حيث تركتهم، فأدركت فشلهم وموتها لذا لم تحاول النجاة.

خبأ المسخ وجهه بين أصابعه النحيلة والضخمة وأخذ يصرخ في قوة، كانت عدة صرخات لأصوات تخص رجال عجائز أو فتيات صغيرات تخرج من حنجرة هذا الوحش.

أدمعت أعين الفتاة خوفًا وسقط الكشاف من يدها ثم أظلم محطيها تمامًا.

***


كنتُ أسير في الشارع.

شارع يغطيه الضباب في بداية ديسمبر، حين يصبح كل شيء بارد وكل شخص وحيد.

كنت أشعر ببعض الكآبة؛ ذلك الشعور الذي ينتابني كل موسم شتاء.

وها أنا أسير في الشارع لشراء طعام، لعلي أشغل نفسي بعد المكوث في المنزل لعدة أسابيع متتالية في وحدة.

وقفتُ أمام المحاسب، وبينما كان هو يحسب شردت في التلفاز حيث يخبرنا المذيع عن آخر الأنباء وكانت كما المعتاد والمتوقع، أخبار عن أرض المستذئبين.

في المنظمة التي أعمل بها، تم إرسال فريق إلى هناك ليكتشفوا أسرار تلك الأرض والمستذئبين لكنهم لم يعودوا، لذا توقعنا موتهم أو مقتلهم ومنذ ذلك الحين الجميع يتحدث عن تلك الأرض.

-سيدتي!

نظرت للمحاسب حين قطع تفكيري، من الواضح أني شردت كثيرًا.

-عذرًا

قلتها ثم أخذت المشتريات وباقي النقود وغادرت.

وصلني اتصال بمجرد أن دلفت لمنزلي لذا رميت بحقيبتي على الأريكة وأخرجت هاتفي بينما أخلع حذائي وفي يدي الأخرى حقيبة المشتريات والطعام.

-مرحبًا؟

قلتها بينما أسير للمطبخ ثم وضعت بالمشتريات فوق الطاولة.

أجاب الطرف الآخر الذي تعرفت على صوته فورًا وندمت على ردي عليه:
-ميا! أخيرًا! أملك أخبار مهمة.

-لقد شاهدت التلفاز.

-ليس هذا ما أتصل لأخبرك عنه!

-ماذا إذًا؟

-نحن نجهز فريقًا آخر للذهاب إلى هناك.

شعرت ببعض الغضب لكني كبحت نفسي وقلت له:
-ولماذا تخبرني بهذا؟

-ستكونين قائدة الفريق.

-هذا مرفوض، سبق وأن أخبرتكم بخطتي، ولم ينصت أحد لي ولهذا السبب فشلنا، لذا أنا أنسحب.

-ميا، لم نملك خيارًا في ذلك الوقت، وأعترف أننا فشلنا، لكن هنالك وحوش وحياتنا جميعًا في خطر!

-سأوافق لكن بشرط.

-أيًا كان ما ترغبين به.

-سأختار أنا الفريق وأضع الخطة.

أطلق تنهيدة ثم قال:
-موافق.

في صباح اليوم التالي توجهت إلى مقر المنظمة بسيارتي ودلفت للداخل وكوب القهوة في يدي بينما الجميع يحدق بي في ترقب، هم مدركين الآن لصحة حديثي مسبقًا.

وصلت إلى الإجتماغ وكان المدير هناك وبمجرد أن دلفت للقاعة حتى عم الصمت ونظر لي الجميع في ترقب مجددًا.

بدأت حديثي بِـ:
-لقد فشلنا، حين عرفنا أن تلك الأرض يسكنها الوحوش وتسللنا لها.

نظرت نحو مديري وأكملت في صرامة:
-تلك المرة سنحمي أنفسنا بِـالثوم والدي يكون نقطة ضعفهم، سنتسلل لأرضهم ونجمع ما يكفي من المعلومات، لكن يتوجب علينا أولًا وضع خطة للدخول والإنتشار، كي نضمن هروب شخص واحد على الأقل إن فشلنا لأي سبب.

أمسكت بِـقلم ورسمت دائرة على اللوح بينما أشرح:
-لنفترض أن تلك الدائرة هي أرضهم، والقطار في تلك النقطة.

رسمت نقطة أخرى بعيدًا قليلًا عن الدائرة.

-سنعبر أرضهم معًا، لكننا سنتفرق بمجرد أن ندلف لها، سنكون ستة أشخاص، أرغب في إصطحاب متخصصي الكيمياء، اثنين منهم معي والثلاثة الآخرين من علماء الرموز.

قاطعني المدير:
-علماء الرموز؟ أنتِ في أرض وحوش وبدلًا من إصطحاب رجال جيش، ستأخذين علماء رموز؟

أجبتهُ:
-إن لم تتمكن سلاسل الثوم والفضة من حمايتنا فرجال الجيش سيفشلون، إلا إن كنت تقصد إصطحاب الجيش بأكمله والذي يعد إحتلالًا؛ وصدقني سنفشل بهِ أيضًا.

أطلق تنهيدة تعبر عن عدم رضاه، لكنه مضطر للخضوع لي كما اتفقنا، لذا أسترسلت في خطتي:
-علماء الرموز مهمين، فالطريقة الوحيدة التي ستساعدنا على فهم هذا العالم دون التعامل مع شعبه هي الرموز، كم مملكة هناك؟ من هو الألفا؟ وكيف يبدو جيشهم؟

رسمت مسارات داخل الدائرة:
-كل كيميائي سيتجه في مسار مختلف مع عالم، سنجمع المعلومات في غضون أسبوع واحد ثم نعود لذات النقطة.

تحدث أحد الحاضرين ملقيًا سؤال:
-هل تظنين أن أسبوع كافٍ؟

-ليس كافٍ لمعرفة كل شيء، لكنه بالتأكيد كافٍ لوضع خطة تساعدنا على معرفة كل شيء لاحقًا، وربما قد يكون كافيًا لمساعدة الفريق السابق، إن كان لايزال حيًا.

تحدث المدير:
-حسنًا، سأعرض عليكِ أفضل العلماء ويمكنكِ الإختيار.

استقام من مجلسه وأكمل قبل أن يغادر:
-إن فشلتِ، لن نملك فرصة لإرسال فريق لينقذكِ، سنستسلم!

قلتُ في عزم:
-لن أفشل، وسأنقذ الجميع!

غادر دون النطق بحرف وتلاه الجميع وتُرِكتُ وحيدة في تلك القاعة لأستل كرسي وأجلس عليه ثم ارتشفت قهوتي بينما عقلي شارد.

في البعثة السابقة تم إرسال أخي الكبير، انطون، يتوجب على خطتي أن تنجح، يتوجب علي إنقاذه وإن كلفني ذلك حياتي!

بعد يومان تم عرض المتطوعين الأفضل عليّ.

كان الإختيار صعبًا، كونهم جميعًا يملكون شهادات كبيرة وتعليم جيد وخبرة كبيرة، لذا أعتمد الإختبار على أساس قوتهم البدنية، استبعدت الكبار في السن.

استبعدت الضعيف والجبان وأخيرًا اخترت أول شخص والذي كان يدعى مارتن؛ كان مارتن شابًا مجتهدًا درس عدة تخصصات في الجامعة وعلم طويلًا مع منظمات كبيرة.

هو كيميائي جيد وأظن أنت سيكون مفيدًا في تلك البعثة.

الشخص التالي كانت فتاة تدعى ناتالي، كانت في الثلاثين من عمرها، تجلى عليها الحكمة والخبرة، وكانت أستاذة جامعية في علم الرموز.

أنهيت اختيار الفريق وعُرض عليهم خطتي ولم يبدو أي قلق أو أعتراض كما ظننتُ، بل ظنوا أنها جيدة وبسيطة.

وضعنا معاد للمغادرة بعدها ومن ثم عاد كل شخص لمنزله وعدت أنا لوحدتي بين الأربعة جدران.

لقد توفيّ والداي منذ مدة طويلة، وعشتُ مع أخي الكبير طوال حياتيّ، حتى غادرني تلك الليلة وتوجه لأرض الذئاب.

غادر حين لم أكن مستعدة لتوديعه، لكن الآن أنا مستعدة، لذا حتى إن كان سيغادر للأبد، لا بأس بالنسبة لي؛ طالما ملكتُ فرصو لتوديعه.

في الأيام التالية تم تدريبنا على القتال بالأسهم، من المعروف أن من نقاط ضعف المستذئبين الفضة، لذا سهام من الفضة ستقضي عليهم، وكم أتمنى أن لا نضطر لإستعمالها.

وسرعان ما جاء اليوم المنتظر.

كنا جميعًا في القطار المتجه لهناك، والثلج يتساقط من حولنا وعلى مدار الطريق والقلق يشغلني.

تحدثت ميرا، تلك الفتاة ذات النظارات المستديرة والظفائر لتمنعني من الغرق في قلقي أكثر:
-هل أنتم خائفون؟

أجاب مارتن بينما يرتب حقيبة الأسهم خاصته:
-ولا قليلًا.

أردف الكيميائي سام والذي كان أسود البشرة:
-إن كنت غير خائف فأنت حتمًا غير مدرك لما تكاد تواجهه!

-ماذا؟ ذئاب؟ لقد أعتدتُ الصيد في صغري مع والدي، لقد تربيتُ في الجبال!

كان مارتن يتفاخر، لكن سام محق؛ هذا غير كافٍ لجعلك تطمئن.

سألتُ أنا:
-لماذا تطوعتوا لتلك البعثة؟

أجابت سيدة تدعى ناتالي والتي كانت شقراء في الثلاثين من عمرها:
-لقد أمضيت حياتي أقوم بما توجب علي القيام به، الدراسة والتخرج والبحث عن عمل، وبعد إنتهاء رحلة الكفاح والإستقرار أدركت أني غير سعيدة، لذا ربّما التغيير سيقدم لي السعادة

من يسمع فتاة تصرح عن رغبتها في البحث عن السعادة في أرض الكوابيس سيظن حتمًا أنها مجنونة.

أردف مارتن:
-أنا ذكي، وقوي كما ذكرتُ، لذا أظن أني مناسب لهذا، إن لم أشارك فشخص غير مناسب غيري سيفعل، وبالأغلب سيفشل.

سخر سام متمتمًا:
-فقط قل أنك تبحث عن المجد.

رمقه مارتن:
-ماذا قلتُ؟ ماذا عنك؟ هل شاركت لكونك بطلًا؟ هل ترغب في إنقاذ البشرية؟ يالك من شجاع.

حدجه سام بطرف عينه:
-لقد عشتُ عدة سنوات في السجن، وحين أطلق سراحي بتتُ بلى عائلة، أو عمل، أو زوجة، كنتُ عالم رموز جيد، وهذا لم يكن كافيًا، أنا هنا لأني أرغب في الموت.

تبدلت الأجواء بمجرد أن صرح سام عن هدفه وعم الصمت لدقيقة لأتحدث أنا في شيء من السخرية:
-دخولك لهناك دون رغبة في النجاة يجعلك عبئًا، ألم تفكر في هذا؟

-سأحاول النجاة، لكن جميعنا نعرف مصيرنا.

تحدثت ناتالي:
-نحن لم نبدأ بعد وأنت تتحدث عن الفشل، تلك ليست الروح المطلوبة.

تدخل شاب ذو نظارات وشعر مموج أسود:
-أنا شاركت لكتابة قصة!

نظر الجميع نحوه ليستكمل بعدما نجح في إيقاف الشجار الذي لم يبدء:
-أنا كاتب، أرغب في كتابة قصة عن تلك التجربة لتتمكن الأجيال القادمة من توخي الحذر والنجاة في أسوأ الحالات.

سخر مارتن:
-بطل آخر!

قهقه سام ساخرًا ثم سألت ميرا:
-كتاب؟ أنا أحب الكتب، وأثق أن هذا الكتاب سينجح.

اومأ الشاب ولاذ بالصمت مجددًا، وبالواقع كنت أحاول تذكر أسمه لكني أفشل، لماذا لا يبدو شكله مألوفًا حتى؟

كدت اسأله عن اسمه لكن ناتالي سألتني:
-ماذا عنكِ؟ لماذا تذهبين لهناك؟

شعرت ببعض التردد، لأن السبب الأساسي لذهابي هناك كان..للقضاء على مخاوفي، لقد عشت جبانة، أتجنب كل ما أخافه وأخاف كل شيء حتى خسرت أخي.

لكن كقائدة لهم، لا يمكنني التصريح عن ذلك، لذا أجبتُ:
-أخي شارك في البعثة السابقة، كان عائلتي الأخيرة، أرغب في توديعه على الأقل.

ابتسمت ناتالي لي وربتت على يدي:
-أنا واثقة أنه بخير، لن تحتاجي للوداع حتى

ابتسمت لها في خفة ثم نظرت نحو الكاتب لأسأله عن اسمه كما أردت، لكنه لم يكن هنا.

تلاشت ابتسامتي واستمر الجميع في الحديث وطرم الاسئلة لذا تركتهم وخرجت خارج الغرفة بحثًا عن الكاتب.

رأيتهُ يحدق من نافذة في الممر على الجبال المغطاة بالثلج وبين إصباعيه لفافة تبغ، لذا أغلقتُ معطفي الأسود جيدًا وسِرت نحوه ثم استقريت على يمينه وأخذت أراقب كرات الثلج الهشة تهوى.

تحدث هو بصوته العميق أثر السجائر:
-تدعين ميا؟

-أجل، ماذا عنك؟

بدا وكأنه يفكر ثم أجاب:
-هاري..

ضيقتُ عيناي:
-هل أعرفك؟

خطف نظرة لي ثم أجاب:
-لا أظن ذلك..

-إذًا كيف إنضممت؟ لقد حرصت على اختيار الفريق بنفسي

-صدقيني، أنا أفضل من الجميع في الداخل.

سخرتُ:
-هذا ما قاله مارتن.

قهقه هو ثم نفث الدخان:
-ما اسم أخيكِ؟

-أنطون.

-سنجده.

أطلقتُ تنهيدة ثم أشحت بنظري عنه وجمعت شجاعتي ثم قلت:
-هل يمكنني أن أطلب منك شيئًا؟

-هذا يعتمد على ما هو طلبكِ.

-لا تكتب عني شيئًا في كتابك، لا تذكر اسمي أو أي شيء يخصني، من فضلك.

مازح:
-كيف أرفض حين تقولين من فضلك؟

رمقته في برود لعله يتحدث بجدية حينها قال:
-هل تظنين أنكِ ستفشلين؟ ألهذا لا ترغبين في أن يتم ذكركِ؟

-إن ذكرتني بأي شكل، لن أغفر لك.

رميت بكلماتي ليدرك كم أنا جدية في هذا الطلب ثم عدتُ أدراجي لأتركه وحيدًا ليفكر في طلبي.

لا أظن أننا سنفشل، لكن ما سأقوم به لن يسمى نجاح، أنا جبانة، لا أرغب في أن يعرف العالم بأسره أن قائدة تلك البعثة هربت من كل شيء.

قبل أن أدلف للغرفة مجددًا شعرت بالقطار يقف، لم تكن وقفة عادية، بل كانت وقفة مفاجئة.

تملكني الخوف، ربما هنالك عاصفة، أو هذا ما أتمناه.

استدرت نحو هاري الذي رمقني في قلق ثم سار لنهاية الممر حينها لحقت به ورأيت الجميع يخرج من غرفته في حيرة وتساءل.

تحدث السائق من مكبر الصوت:
-عذرًا، أضطررنا الوقوف قليلًا بسبب مشكلة غير متوقعة.

تحدث أحد العاملين:
-هنالك عائق في الطريق، فليسترح الجميع

تملكني الفضول في تلك اللحظة، لكني شعرت بالخوف للخروج والنظر لكن هاري نظر لي وقال:
-سألقي نظرة، هل ترغبين في المجيء؟

لا يمكنني الرفض.

اومأت له ولحقت به للخارج وخطونا فوق الثلج الهش نحو مقدمة القطار وكان الطقس شديد البرودة والرياح تعصف.

رأيت اشياء غير مألوفة في الأمام، سوداء اللون، لكني لم أتعرف عليها وعلى ماهيتها.

كلما اقتربنا كلما إتضحت الرؤية؛ هذا العائق كان..حفنة من الجثث البشريّة، جثث من بينها أشخاص يرتدون معاطف العلماء، تلك التي كانت في البعثة السابقة.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي