الظل والقاتل الغامض

همس الحياة`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-02-01ضع على الرف
  • 50.6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول«بداية اللعنة وظهور الكتاب»

عندما يجتاح الخيال عنصر الواقع، وتأخذك الخيالات لعالم مليئ بالإثارة والتشويق، فلا بد لك من عدم غلق عينيك وخوض مغامرة ستغير مجرى حياتك، وتقلبها رأس علي عقب.
فعندما يختارك كتاب الأساطير المسحور  لخوض مغامرة أكثر تشويقًا لعالم مليئ بالألغاز فجيب عليك توخي الحذر.

وفي مكان كبير للغاية يشبه البهو خالي من جنس حواء، تغرب الشمس عن يمينه، فيصبح لون السماء باللون القرمزي يميل للمعة الذهبية، وتزقق الطيور معلنةً عن رحيلها إلى مضجعها لتأوىٰ به، والرياح تهبُ مثل العاصفة الرعدية تزيل كل من يواجهها، وفي هذا المشهد الرائع من التحام وقت الغروب مع عودة الطيور يرسم لوحة فنية لا مثيل لها.

ولكن عكر صفو تلك اللوحة تلك الفتاة الحسناء التي تبكي بغزارة من شدة جروحها، وكان جسدها يهتز بشدة مع دموعها تعبيرًا عن فزعها، لتكتمل تلك اللوحة بالتشوه فكان يقف أمام الفتاة شاب طويل القامة الذي كان غاضبًا من تلك الفتاة لدرجة أن عيونه كانت تشع بنيران الغضب منها.

ففي تلك اللوحة المثيرة للدهشة، تترجل في منتصف ذلكَ البهو فتاة متوسطة الطول يتطاير حجابها من كثرة الرياح ذات بشرة كستانية، وعيون زرقاء تهبط منها الدموع كشلال منهمر وقت الفيضان، وجسدها يرتجف بشدة من كثرة خوفها، وفزعها، ويقف أمامها شخص فارع القامة، ذو منكبين عريضين يبدو عليه الضجر، والملل من تلكَ الفتاة.

الفتاة بتوسل، وهي تقترب منه، وعيونها مليئة بالدموع:
- أرجوكَ لا تتركني، فأنا أحبكَ، ولكني لا أستطيع مواجهة ذلك العالم المريب بمفردي، وأنت تعلمُ ذلكَ، فلماذا تريد أن تتركني، وترحل؟

الفتي بمراوغة، وأعين خبيثة، وهو يلف حولها كالأفعي السامة:
- ولكن أنا أعتذر لك يا نور أنا لا استطيع العيش مع فتاة مريضة مثلك وهذا سيؤدي بحياتنا إلى الجحيم

الفتاة بأعين باكية، وهي تخشع علىٰ ركبتيها:
-أنت تعلم أنني احتاجك كثيرًا، فلماذا تفعل هذا بي؟ أنت تعلم جيدًا أن هذا المرض اللعين لا يمكن تغييره

نظر لها الفتي بامتعاض، وهو يغادر المكان:
-أنا أعتذر كثيرًا لقد تقبلتكِ لشيء ما، ها قد انتهي كل شيء

رحل الفتي، وتركها تبكي بحسرة، وتنجي حظها الذي أوقعها في يد ذلكَ المحتال الوغد الذي لا يعرف يحفظ محصنات الله، ولكنه غدر بها، ورحل بكل غرور.

خرجت الفتاة من شرودها، وتلكَ الذكرى المؤلمة على تلك الأصوات الأتية من الأسفل، ففي تلك الغرفة المظلمة المليئة بالدُجنة، الخالية حتى من بصيص نور، تجلس بها الفتاة ذات العشرون ربيعًا مثبتة أنظارها نحو زهرة ذابلة سوداء اللون تمسكها بيدها، وبالكاد تراها بتلك الظلمة، تعلو من حولها أصوات الموسيقى والضحكات التي تملأ المنزل.

فاليوم هو زفاف شقيقتها والجميع يحمل داخله الفرح والسرور إلا هي، كلما ارتفعت من حولها الأصوات ووصلت إليها كلما ازداد بكاءها وخوفها، أخذت تنكمش على ذاتها أكثر وهي تجلس أرضًا مستندة على باب الغرفة وكأنها تحمي نفسها من تلك السعادة التي تتوقع ألا تكتمل.

بكل ثانية تصرخ داخلها تلك الأصوات التي تخبرها أن الليلة ستنتهي بكارثة، بمأتم، أو أي شيء من هذا القبيل، لتنزوي هي على نفسها أكثر واضعة يديها على أذنيها تمنع تلك الأصوات الصاخبة من الوصول لها وهي تهمس بصوت منخفض "لا يوجد ما يُدعى بالسعادة، إنها أكذوبة".

استمعت إلى صوت وقع أقدام تتجه نحو غرفتها، أخذت تستند على الباب أكثر وكأنها لا تثق حتى أن ذلك المفتاح الذي أغلقته به سيمنع القادم من فتحه، أتتها طرقات والدها على الباب وهو ينادي عليها كي تنزل للأسفل.

خانتها كلماتها وهربت منها، لم يبقَ معها سوى دموعها وخوفها الذي يحيط بها، تركته ينادي عليها عدة مرات إلى أن ذهب وظلت هي جالسة بمكانها تتخيل تلك السعادة بالأسفل وهي تتحول لبكاء مرير، وتلك الألوان المبهجة وهي تطمس باللون الأسود كلون جدران غرفتها تمامًا، تلك السعادة التي حَلُمت بها في يوم من الأيام تحولت لمأساة وتجربة فاشلة، فكل السعادة مثل بعضها لا يشوبها شيئًا غير تلك المخادعون الأفعاعي الذين يبدأون حياتهم بكلمات معسولة، ولكنها عندما تزول تصبح كالعلقم المر الذي لا مذاق له.

لا تدري لما لاتثق في أي شئ ولا أي أحد ، تحكم علي كل الأشياء من منظور واحد وهو فشلها ، حاولت أختها وكل أسرتها أن يقنعوها أن فشلها في تجربة لا يعني الفشل دومًا ، ولا معني أن  انقلبت فرحتها مأساة أن كل السعادة زائفة، لكن بلاجدوي! حاولت اقناع نفسها مرارًا وتكرارًا أن تلك السعادة هي شيء زائف، وسيزول مع مرور الوقت.

ولكن تلك المحاولة من الاقناع لم تكلل بالنجاح أبدًا، فأذنها تترصد كل حركة تحدث خارج الغرفة، وكل صوت يدخل إليها من الباب، لكن لا محال! حاولت أن تصرخ بأعلى صوت لها، ولكن لن يفيد هذا بالغرض، فوضعت الوسادة علي وجهها وصرخت بأعلى صوت كي تتخلص من تلك الأصوات، ولكن لا شيء يفيد! للتساءل.. "ماذا ستفعل وهي تسمع كل تلك الأصوات المريبة؟"

تلك الأصوات بالنسبة لها كالقيود التي تلتف حول رقبتها وشخصًا ما يسحب تلك القيود ببطيء، فيجعلها تموت بالبطيء قبل موتها من تلك القيود، كيف ستحرر رقبتها من كل تلك الأصوات التي تسبب لها الاختناق الحتمي.

بدأ كل شيء يتبدل من حولها، تباعد صوت الموسيقى عن أذنها وكأنهم أغلقوه، بدأت تسمع صوت البكاء المرير، تشعر بالكرب الذي يملئ قلوب من بالأسفل، لقد كانت على صواب، حدث كل شيء كانت تخشاه، أبتعدت عن الباب أكثر في خوف، تنظر حولها بهلع، تريد لو تختبأ بشيء يجعلها غير مرئية للجميع، كانت مغمضة العينين بل كانت تعتصر عينيها في زعر وخوف شديد، تبدلت ملامحها وكأنها أزدادت فجأة بالعمر،ولكن سمعت طرقات الباب من جديد لتفتح عينيها، بدى كل شيء طبيعي! 

نعم إن هذا كان خاليها الباطن الذي يوهم لها دائمًا كل شيء يحدث حولها، ها هي تستمع لصوت الموسيقى من جديد، تستمع لضحكات والدها وأصدقاءه، كل شيء كان يسير بشكل مثالي لكن ما الذي حدث لها، هل فقدت عقلها؟

تكاد تجن من هذه الأفكار التي تحيط بها، كأنها العين السداسية وحولها دائرة، أتت امها تبثها على النزول تشارك فرحة شقيقتها الوحيدة، لم تنبث بحرف فضلت السكوت عن الاعتراف بما يمنعها عن النزول، مطت والدتها شفتيها ورحلت غائبة الوفاض، انكنشت على نفسها أكثر، اخذت وضع الجنين في الرحم، وأغمضت عينيها، لعلها تنام، أو ترحل عن هذه الدنيا المخيفة لها، تلك الدنيا التي سلبت منها روحها،وجعلتها أنثي بلا عقل تسمع لعقلها المريض الباطن الذي يجعلها تتوهم باشياء غير حقيقة.

الطرقات مرة أخرى، كانت شقيقتها هذه المرة، فتحت عينها لتتفاجاة بها في الغرفة، والشرفة مفتوحة ويظهر اخر السلم الذي تسلقت عليه، ترجتها على النزول معها، فلم تجد أمامها سوى التخلي عن خوفها قليلًا فلقد شعرت بالندم على ذرف دموع شقيقتها بسببها، خطت أولى خطواتها على السلم وهي تمسك بيد اختها.

توقفت عند آخر درجة، ونظرت خلفها تريد الهروب والرجوع إلى غرفتها ثانيًا، شعرت بها شقيقتها واحكمت من شدة قبضتها على يدها، نظرت نحو يداهما، اتجهت الأنظار نحيتهما، لم تفيق من تحديقها إلا عندما وجدت جسدها يسحب داخل عناق، أغمضت عينها، وهي تستعد للموت.

انقلبت الموسيقي مرة آخرى للبكاء، السعادة تتحول للحزن والفرح إلى ميتم، لكنها افاقت على صوت والدتها وهي تشكرها على النزول، رسمت شبه ابتسامة على وجهها لتجامل كلامها، جلست في مكان بعيد، تلعب في يدها تارة وتمسك براسها تأمرها بالتوقف عن تصور الأشياء السيئة تارة آخرى.

نظرت مرة آخرى ناحية الأعلى نحو غرفتها، تريد الصعود لها فهي مسكنها الأمين، تحرك عينها ناحية الباب، تبعدها وتنظر نحو الساعة، لن تدوم هذه السعادة يجب أن يعرفوا هذه الحقيقة لا يوجد سعادة في هذه الدنيا، أغمضت عينها لتنام قليلًا.

بعد ساعتين فتحتهما وجدت نفسها في قسم الشرطة يجلس أمامها، الضابط ليستجوبها في الحادثة التي وقعت في منزلها، نظرت نحوه بدهشة، لمحت لون أحمر على ملابسها، اخفضت راسها وشمت ملابسها، رائحة دماء!.

من أين أتت؟!، نظرت نحو الضابط مرة آخرى تسأله عن مصدرها، ضحك بصوتٍ عالٍٍ وأخرج أمامها جهاز الحاسوب المحمول ليعرض لها تسجيلًا، وجدت نفسها تمسك بسكين وتقتل من بالحفل، وبعدها جلست مرة أخرى، انتهى التسجيل وعيناها تذرف الدماء.

تحولت السعادة إلى حزن بالفعل، الصراخ، لم تفعل شيء سواه، تم نقلها إلى مشفى الأمراض العقلية، لم يتوقف عقلها عن تذكر مشهد قتلها لهم، باتت تراهم ينادونها،وهم يصرخون بين يديها،وهي تقتلهم الواحد تلو الأخر، أخذت تتذكر أن كانت تسحب كل شخص منهم إلى مكان ما،وتقوم بذبحه، فتلك السعادة بالنسبة لها شيء زائف كالعملات الزائفة.

وضعت يديها على وجهها وهي تقول لنفسها أنهم من فعلوا ذلك بأنفسهم،هم من أجبروها على النزول للأسف للاحتفال معهم،هم من لم يقتنعوها برأيها تجاه السعادة وأنها زائفة،حاولت مرارًا وتكرارًا عدم التفكير في تلك الأوهام،ولكنها لم تجد حلًا غير اللحاق بهم، في الصباح وجدت معلقة في السقف، وأصبحت حدثها تريند الجرائد في تلك الأونة.

فقد عرضت حياة نفسها للموت، وحياة جميع الأفراد حولها، بسبب عقلها الباطن المريض الذي حول من السعادة لديها إلى أشباح تتراقص حولها، وأوهام تبث بها الرعب القاتل، نعم فتلك هي الحقيقة، حقيقة النفس الباطنة.

وبعد مرور سنوات عدة من موت تلك الفتاة.

في مدينة نيويورك:
الهواء بارد للغاية والسحب صافية وبيضاء لامعة تشبة اللؤلؤ في جماله، والرياح تهب بشدة، فهذا يعلن عن عاصفة رعدية قادمة.

خرجت لدن من شرودها علي صوت صديقتها، وهي تنادي باسمها.

لدن باستيعاب ماذا حدث منذ قليل، وهي ترى ذلك الماضي المشؤوم الذي حول حياتهم لجحيم أبدي، فاردفت بصوت يكاد يسمع: أنا أسفه لم أنتبه إليكِ ماذا حدث؟ ولماذا جئتي الآن؟

طرب ببسمة خبيثة وهي تنظر لها: ماذا حدث لكِ المريض ينتظرك وأنتِ هنا ماذا حل بكِ؟

أردفت لدن بحزن وتشأوم يحزن القلب: لأن المريض يشبة أختي التي توفت كانت كذلك بذلك المرض القاتل المميت الذي يهدد كل شخص حوله، فهي قتلت كل أفراد البيت، وسجنت ثم ماتت.

طرب بتفهم ما يحدث مع صديقتها وهي تواسيها: إن الله بالتاكيد لديه حكمة في هذا، لا تحزني أبدًا وأنا سآخذ مريضك.

شكرتها لدن كثيرًا علي وقفتها معاها، وبعد يوم شاق عاد الأصدقاء للمنزل.

اغتسلت لدن، وأبدلت ملابسها ثم تذكرت الهدية التي جاءتها اليوم من ذلك الشخص المجهول.

فتحت الهدية بترقب وعيون متشوقة لرؤية ما بداخلها، وطرب متحمسة لرؤية تلك الهدية الغامضة التي كتب عليها لا تفتح قبل منتصف الليل وإلا سيواجهون مخاطر ومشاكل عدة.

بدأت لدن في فتحها بحرص شديد، وفوجئت أنها كتاب قديم للغاية عليه أتربة، مسحت لدن الغبار المتواجد عليه، كانت الصدمة من نصيبهم حيث وجدوا أن هذا هو النسخة الأصلية لأسطورة قديمة للغاية وهم يعشقونها كثيرًا، ولكن كيف علم المرسل أنهم يحبون ذلك الكتاب.

طرب بتساؤل: من أين جاء هذا الكتاب أنه لا يوجد منه سوي خمس نسخ أصلية فقط، اثنان منهم في المتحف البريطاني، وواحد منه في المتحف المصري، والرابع في المتحف الاسباني العالمي، والنسخة الأخيرة منه هنا معنا فكيف وصل لنا؟

لدن بعدم استيعاب لهذا الكنز المثير الذي معاها: حقًا إنه تحفة فنية بكل المقاييس، لا يهمني كيف وصل لكن الأهم أنه أصبح معي.

وعندما فتحت أولي صفحات الكتاب سمعوا صوت ينادي من بعيد بكلمة غير مفهومة وليس لها معني.

طرب بخوف وهي تنظر خلفها: هل سمعتي ما سمعت الأن ما معني هذا أنا خائفة للغاية.

لدن بتجاهل وهي تقلب في صفحات الكتاب: لا تخافي إنه من الممكن صوت الهواء حيث العاصفة الرعدية شديدة للغاية في الخارج.

ولكن قطعت جملتها بتردد تلك الكلمة التي سمعتها طرب ومع كل صفحة تقلب يتردد هذا الاسم.

الفتيات بخوف شديد وهم ينظرون لبعضم البعض: ماهذا الصوت؟

لدن بشجاعة وهي تحاول أن تبث روح التفاؤل بداخلها: لا تقلقي لن يحدث شيء، ولكن صدمت عندما وجدت الكلمة التي تترد في أذهانهم كتبت بخط واضح بين صفات الكتاب.

القت الكتاب علي الأرض وهي تنظر لصديقتها وتردف بخوف: لقد صابتنا لعنة هذا الكتاب أنه ليس الكتاب الأسطوري، ولكن يشبه هذا الكتاب مسحور.

وفجأة بدأت صفحات الكتاب تقلب بمفردها ببطء ثم بسرعة كبيرة للغاية، وهم ينظرون لها في صدمة، ولا يقدرون علي فعل شيء.

ثم فتح الكتاب من منتصفه وخرج منه نور ساطع يشبه أشعة الشمس الذهبية يملي المكان بالكامل، وهو لا يستطيعون التحرك.

وفجأة قطع نور الغرفة وبقى نور الكتاب يزداد توهجًا شيئا فشيء ثم حدث ما لم يخطر علي البال، حيث أصدر الكتاب صوتًا بتلك الكلمة ثم بدأت الكلمة تصبح كالأفعي التي تطاردهم ثم حدث شيء لم يكن في الخيال.

فماذا حدث يا تري؟

في مصرنا الحبيبة:

أحيانًا يكون الهروب هو السبيل الوحيد للبعد عن كل ضغوطات الحياة، فنهرب لعالمنا الخيالي الذي يشبهنا، ولكنه يتنافر مع الواقع الآليم.

حيث الشمس المشرقة، واختلاف توقيت النهار عن مدينة نيويورك، كان الأمل والاشراق يبث أهل الريف، حيث نشاطهم وتفاؤلهم للحياة، وجديتهم المريبة، وحبهم لبعضهم البعض.

ولكن علي النقيض كان الفتي الأشقر ذو الخامسة والعشرون من عمره يجلس في غرفتة السواد القاتمة التي تلونت بلون قلبه الأسود الذي يكره الناس ويكره حياته ويكره كل شيء حوله.

فقد كان يقرأ كتب عن السحر والشعوذة، وأنه في ذلك العمر لجأ لذلك ليحصل علي قوت يومه، وليس من عرق جبينه، فأحبت الحياة أن تعطيه درس لن ينساه أبدًا.

حيث أستوقفه تعويذة تحتاج لمادة ليس متواجدة في الطبيعة، وإنما يجب سفر بلاد وبلدنا لها، فحاول العثور علي شيء مشابه لها ولكن كلما يستعين بعنصر تفشل التجربة، ولن يتبقي له سوي الحصول على تلك المادة العجيبة التي ستحول حياته للشباب الأبدي، فكيف سيحصل عليها؟

أخذ يبحث عن أي شيء يصل من خلاله بسهولة، ولكنه لم يجد سوى كتاب ملعون به خمس أحجار، ويحتاج لقلب صداق للمرور بداخله حتى يحصل علي تلك المادة.

بدأ يفكر كثيرًا كيف يحصل علي هذا القلب الصداق، وكيف يحصل علي الكتاب، ولكن جاءت بخاطره فكرة وهي استغلال صديقه، وسرقت الكتاب.

خرج من غرفته، وارتدي ملابسه العادية التي تشبه الشحاذين فقط أصبح في الفترة الأخيرة لا يهتم بنفسه، ولا يترك لنفسه الراحة.

خرج من المنزل، وقابل صديقه عند القهوة ثم بدأ يستغله، ويستنزف ثروته لأن وحيد، وورث عن أبيه مليون جنيهًا، وأن لامي يستغله كثيرًا في كل مشاريعه الفاشلة.

تيام بوجه عبوس وهو يتغاضي النظر عن صديقه: تحدثت معكَ مرارًا في هذا الشأن لن أتدخل في أي شيء تفعله، ساساعدك بالنقود فقط أما أن أستسلم وأعمل معك هذا شيء لن افعله.

لامي بابتسامة خبيثة وهو يعرف مداخل تيام: وإن قلت لك أننا سنسافر معًا في مغامرة خيالية، وشيقة ولن تفعل شيء سوى أن تكون معي فقط ولن تفعل أي شيء أخر.

تيام بتفكير، وهو يغلق عينيه، فكان حلمه منذ الصغر السفر أو خوض مغامرات غريبة من نوع مختلف وليس عادي ثم أردف بتنهيدة: حسنًا سأكون رفيق طريق فقط ولن أفعل أي شيء معك.

ابتسم لامي علي خطته الشريرة الناجحة ثم أردف بتبسم: حسنًا هيا نذهب لمنزلي حتي نرتب الأمتعة ونحدد موعد المغامرة الخيالية.

وما أن ذهب تيام مع لامي حتي أغلق باب المنزل، وأردف بابتسامة: والأن عزيزي تيام أهلا بك في مملكتي الصغيرة الساحرة كيف تبدو لك؟

أخذ تيام يدور في أرجاء المنزل وهو يشعر بالتقيأ، لان المنزل غير منظم، والأتربة والغبار في كل مكان، والنوافذ مغلقة، ورائحة المنزل تبدو عفنه، فيبدو أن لا أحد ينظفها جيدًا، ولا يهتم بهذا المنزل.

تيام بوجه ممتعض يدل علي التقزز من هذا المكان العفن أو الأشبه بالمهجور فهذا البيت غير نظيف، ولا يدل علي أن أحد يسكن به: لماذا هذا المنزل يبدو هكذا؟ هل فعلت أي تجربة من تجاربك، وبأت بالفشل أم أن قنبلة فجرت المنزل فأصبح هكذا؟

لامي بعفوية وهو يفتح الغرفة الأكثر قذاره في هذا المنزل لأنه يتواجد بها المواد، والأدوات المستخدمة في السحر: لا تقلق عزيزي فلا يوجد شخص غيري هنا وأنا أحضر تجاربي كل يوم ولا يحدث شيء تعالي هنا لأريك ماذا سنفعل؟

وما أن دلفوا للغرفة حتى وجد لامي الكتاب الذي كان يريد السفر من أجله حتي يشتريه، فحاول أن لا يخبر تيام، ولكنه كان متردد كيف جاء هذا هنا؟

اقترب تيام من الكتاب، وأعجبه شكله للغاية، ثم قراء أولي الكلمات المدونة علي الغلاف، وهي ممالك الجحيم الخمس، نظر للامي ثم أردف بتعجب: ما معني هذا الكتاب، وما الذي يحكي عنه؟

كان لامي في عالم أخر لا يعرف كيف جاء هذا الكتاب، ولا يعرف ما معني اسم الغلاف، ولكن أردف بصوت خفيض: أنه الكتاب الذي سوف نخوض من خلاله المغامرة.

أردف بتلك الكلمات، ولكنه لم يكن يعرف أنه سينقل لبعد أخر، ومكان أخر يخوض في مغامرة خيالية حقًا، وأنه لم يكن يعرف أنه سيقابل الجحيم ويمر بممالك لم يرها من قبل؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي