الفصل الثاني جريمة قتل

عندما لمحة زعيمة الحبس المجوهرات التي ترتديها سناء وهم عبارة عن حلقة وخاتم طمعت فيهم وذهبت إلى سناء وحاولت أن تعنفها وأخبرتها:
- أنتِ يا حلوة يا جميلة، أخرجي ما لديك وأعطني كل شيء يلمع.

نظرت إليها نادين ببرود وأخبرتها:
- أبتعدِ عن وجهي واتركني في شأني.

ضحكت الزعيمة وقالت بصوت مرتفع:
- أن لم تخرجي كل ما تملكين الآن بهدوء سوف أجعلك تندمين على رفضك طاعة أوامري؟

حينها لم تجب عليها نادين وأغلقت عينها واتخذت نفس عميقاً ثم أخرجته وفجأة قامت بتوجيه ضربة قوية برأسها في وجه الزعيمة، وبهذه الضربة استطعت كسر أنفها وأرسلتها إلى أبعد مكان في الحبس بعيداً عن مكان تواجدها.

بعد ذلك فقدت الزعيمة الوعي؛ وتجمع النساء حول نادين حتى يهاجمونها.

لذلك أخبرتهم غضبت وجنت نادين وبصوت مرتفع وبكل ثقة وقوة:
- لقد أتيت هنا بجريمة قتل، ولا أهتم أن أصبحت جريمتين أو ثلاثة هل مازلتم تردون العراك؟

بعد أخبرهم بهذه الجملة ارتعب الجميع من نادين وحاولوا تجنبها والابتعاد عنها بسرعة رهيبة وعادوا أماكنهم على الفور.

حدقت نادين في الجميع بقوة وغضب، وبعظ ذلك عادت إلى مكانها حتى تسترخي في هدوء، ولكن كلما حاولت الهدوء واغلاق عيناها محاولةً في تذكر ما حدث في تلك الليلة.


ولكنها تفشل دائماً في التذكر وتسألت مراراً وتكراراً:
- ما الذي حدث، وكيف حدث كل ذلك دون أن أدرك كيف لا أتذكر شيء عن تلك الليلة يا ترى ما الذي حدث وقتها! كيف ولماذا ومن قتل عزيزي نايف العوضي؟

- ومن هو الذي يكرهني إلى هذه الدرجة أو لديه حقد ومصلحة حتى يلفق إلي تلك الجريمة.

رغم هدوء نادين الغير طبيعي الواضح إلى الجميع، ولكن كان يدير داخل عقلها الألف من الأسئلة التي لم تجد لها إجابات.

كانت نادين تعلم أنها الوحيدة التي تستطيع إنقاذ نفسها من تلك التهمة البشعة، لعدم وجود أحد في الحياة بجوارها ويهتم بوجودها في الأساس.

ولكن كل ما كان يثير غضبها هو أن تلك الحادث جعلتها تتذكر ماضيها المؤلم التي محته من عقلها منذ زمن رغم تأثيره على قلبها وروحها.

ثاني يوم في الصباح الباكر جاء أمين الشرطة من أجل جلب نادين حتى يتم التحقيق معها في قضية القتل من الضابط المسئول.

عندما وصلت نادين أمام غرف مكتب التحقيقات أوقفها أمين الشرطة أمام الباب حتى يدخل ويطلب أذن الدخول:
- تمام يا فندم مجرمة قضية القتل حضرت وتنتظر في الخارج.

أجابه الضابط المسئول:
- أدخلها فوراً.

أدخلها أمين الشرطة إلى مكتب الضابط المسئول حتى يبدأ التحقيق، ولكن كان ذلك الضابط يمتلك فم قذر، وتعامل مع نادين بطريقة قذرة وأسلوب مهين.

وكأنه متأكد أنها المجرمة والقاتلة الوحيدة في الجريمة بدون تحقيق أو حتى أثبات، أمتنع عن البحث على أدلة في الجريمة وصمم على حكمه، حتى بدون سؤالها عما حدث في ذلك اليوم.

عندما دخلت نادين إلى مكتب التحقيق وجدت أمامها مكتبين؛ مكتب صغير يجلس عليه موظف مع جهاز كمبيوتر محمول وذلك الرجل وظيفته هي تسجيل بيانات وأقوال الجاني وكل شيء يحدث في غرفة التحقيق.

والمكتب الثاني كان مكتب كبير في الحجم؛ وهو مكتب الضابط المسئول عن التحقيق، وعند دخلت سناء وجدت الضابط يجلس على مقعده يمسك الصور وينظر إلى صور الجريمة بتمعن، وعلى مكتبه لوحة اسطوانية خشبية عليه اسم منقوش باللون البني المحروق وكان الاسم طارق مذكور.

بعد أدخلها أمين الشرطة وأجلسها على المقعد المقابل للضابط المسئول وأخبره:
- المجرمة هنا يا فندم.

أخبره الضابط طارق:
- أُزيل الأساور الحديدية من معصمها.

أجاب أمين الشرطة:
- تمام يا فندم.

بدأ أمين الشرطة في فتح القيود التي معظمها؛ وبعد الانتهاء أخبره الضابط بتعظيم:
- تمام يا فندم تم خلع القيود.

بعد ذلك أمر الضابط طارق أمين الشرطة:
- أذهب إلى الخارج أغلق الباب خلفك؟

أجابه أمين الشرطة:
- أمرك يا فندم.

وبعد ذلك ذهب إلى الخارج على الفور وأغلق الباب خلفه وانتظر أمام الباب بالخارج الأوامر الجديدة.

بعد فترة من النظر إلى صور الجريمة؛ بدأ الضابط في أخذه شرفه من فنجان القهوة، وهو ينظر إلى نادين بنظرات غريبة ممتلئة بالسخرية والإهانة، وأيضاً الثقة على أنها القاتلة التي تستحق الإعدام والموت.

وبعد وضعه فنجان القهوة على مكتبه، بدأ في الاستجواب والتحقيق وتوجيه الأسئلة والاتهام إليها وبدأ وسألها:
- ما اسمك؟

أجابت:
- نادين كريم.

سألها الضابط:
- الاسم الحقيقي؟!

أجابت:
- نادين اسمي الحقيقي؟!

سألها بعصبية:
- لم أقصد الاسم الأمريكي! أقصد اسمك المصري قبل تبنيكِ في الخارج؟

عندها نظرت إليه نادين يتهجم تحاول التحكم في غضبها وأجابت:
- ذلك الاسم لم استخدمه من زمن؟ والاسم الآخر مصري قانوني أيضاً!

أخبرها الضابط:
- لم أهتم ماهو قانوني لكِ! هنا اسمك المصري فقط ما يعترف به، لذلك أجابني عن الأسئلة الموجهة إليكِ بدون سؤال؟!

أجابت نادين بغيظ:
- سناء كامل.

سأل:
- ما عمرك؟

أجابت:
- ثمانية وعشرون.

سألها الضابط على الفور بدون مقدمات:
- لماذا قتلته؟!

صعقت نادين وأجابت باستغراب وساذجة:
- أنا لم أقتله.

سألها مرة أخرى بتصميم:
- وهل يوجد أحد آخر غيرك قتله؟!

أجابت:
- لا أعرف ذلك! أنت الذي يجب عليه معرفة ذلك بعد التحقيق في الواقعة جيداً؟

سألها الضابط:
- أخبرني الحقيقة هل يوجد لديك شريك! من هو وأين هو الآن؟

أجابت نادين بعصبية:
- لقد أخبرتك من قبل لم أقتله، لقد كنت أحبه بشدة كيف سوف أقتل إنسان أحببته؟

أخبرها الضابط:
- من الواضح أنك تحبين اللعب بالكلمات، ولكني أعرف جيداً كيفية التعامل مع تلك الأشكال القذرة، لذي من الأفضل لكِ أن تعترفي بكل شيء ولا ترهقني معك؟

سألته نادين:
- قذرة! يجب أن تحسن أسلوبك في التحقيق لدي حقوق؟

أخبرها:
- طريقة الأمريكان تلك لا تطبق هنا سوف أجعلك تطوفين كعب دائر حول أقسام الشرطة أن لم تجاوبين على كل أسئلتي بصراحة؟

عندها تذكرت سناء جريمتها التي قامت بها في الطفولة وشعرت بالخوف من معرفة الماضي، لذلك ترددت لحظات ولم تستطع التحدث، ولكن عندما وجدت ذلك الضابط يضطهدها، قررت أن تتحمل معاملته الفذة المجردة من للإنسانية.

أجابت نادين بحزن:
- أعترف بماذا؟ أنا لم أقتله حقاً!

لاحظ الضابط توترها وشعر بالشك تجاه أكثر وأخبرها:
- واضح جداً أنك سوف تضيعين وقتنا، بالفعل يوجد عشرات القضايا الأخرى! لذلك وفري الوقت وأعترفِ كل الأدلة ضدك؟

عندها لم تجب عليه نادين لأنها شعرت أنه حقير ولم يصدقها أو يستمع إليها.

لكن شعر الضابط طارق بالغضب من نادين وضم أصابعه بكف يده بقوة وطرقها على مكتبه بعنف وسألها:
- أخبرني بالحقيقة؟ لماذا توقفت عن التحدث!

عندها أخافت نادين بشدة وسالت دموعها على خدها.

عندما رأى الضابط دموعها سألها:
- أخبرني هل خانك! أو أستخدم العنف عليكِ لذلك قتلته؟

أجابت نادين بخوف ودموعها على خدها:
- ذلك ليس حقيقي.

حدق بها الضابط بقوة وأخبرها:
- حسنا أخبرني لماذا كل الأدلة ضدك؟!

بكت نادين بشظة وأجابت بحزن:
- حتى أن كان ذلك حقيقي فأنا لم أقتله، لذى كيف كل الأدلة ضدي ذلك غير صحيح؟

سألها الضابط:
- وماذا عن السكين التي كان في يدك عند وصول الشرطة! ووقت القبض عليكِ؟ ذلك دليل هام لوحده، ماذا كانت تفعل في يدكِ.

أجابت نادين:
- لا أعرف كيف حدث ذلك ولكني حقاً لم أقتله.

حدق الضابط في سناء بغضب وأخبرها بصوت هادئ:
- من الواضح أنك سوف ترهقين في التحقيق يجب أن تعترفِ حتى توفري الطاقة والمجهود دون فائدة.

أجابت نادين بحزن:
- لماذا أنت مصمم أني القاتلة؟ لماذا لا يوجد شكوك لديك على وجود مجرم أخرى لعل هناك أدلة أخري لم تجدها حتى الآن!

أخبرها الضابط بسخرية:
- هل سوف تعلمني شغلي؟

أجابته:
- لم أقصد ذلك!

أخبرها:
- من أجل إراحة عقلك لم نجد في الشقة غيرك أنتِ وبصماتك الموجودة في كل مكان بالشقة.

أجابته نادين:
- هل ذلك شيء غير طبيعي؟ يجب أن تكون بصماتي في كل مكان لأن ذلك المكان منزلي!

استغرب الضابط من قوتها وأسلوبها في الرد بدون اهتزاز وسألها:
- لماذا أنت ليس خائفة؟ وعندك الجريء في الرد رغم الإمساك بكِ متلبسة!

فقدت نادين رباطة جيشها وسألت الضابط بغضب:
- ولماذا أنت تريد إدانتي بشدة وقوة هكذا؟!

أجابها بغضب وعصبية:
- هل لا تعلمي من هو الشخص الذي قتلته؛ أنه نائف العوضي ابن حامد العوضي أكبر تاجر ذهب في العالم، أنها قضية كبرى وسوف تصبح قضية سياسية، أن لم تعترفِ بالحقيقة سوف أعذبك حتى تعترفِ بالحقيقة.

حدقت به نادين بقوة وأخبرته بثقة:
- لا تضيع الوقت في استجوابي أو تعذيبي، وأذهب أبحث عن القاتل الحقيقي أن كنت خائف من أن يكبر حجم القضية.

عندما لم يستطيع الضابط حثها على الاعتراف؛ أمر الضابط حبسها أربعة أيام على ذمة التحقيق، حتى يتم التحقيق معها من وكيل النيابة.

لأنه كان يعلم جيدا أن تلك المرأة لديها جواز سفر أمريكي، لذلك لا يستطيع الضغط عليها أو مسها بسوء.

بعد ذلك ضغط على زر على المكتب؛ وجاء أمين الشرطة وأمره:
- خذ المتهمة على الحبس مرة أخرى.

وضع أمين الشرطة القيود الحديدية على معصمها مرة أخرى وسحبها وإرسالها إلى الحبس.

بعد وقوع الحادث والقبض على نادين وأخذها إلى مركز الشرطة، وعند وصولها إلى القسم أول شيء فعلته الشرطة، هو جعلها تقوم بتبديل ملابسها، وأخذ كل ملابسها والبصمات من أجل الأدلة، وجعلوها ترتد ملابس قديمة موجودة في حرز قسم الشرطة.

بعد انتهاء التحقيق أخبر الضابط طارق مذكور أمين الشرطة:
- خذ المتهمة سناء إلى الحبس حتى تم عرضها على وكيل النيابة، وممنوع أن تتواصل مع أحد من الخارج حتى ميعاد التحقيق القادم.

كان سبب نداء الضابط نادين التي غيرت اسمها منذ ثمانية عشرة أعوام إلى اسم سناء، هو لأن المربية سعاد بعد أخذها سناء والسفر إلى الخارج غيرت اسمها إلى نادين هناك بالخارج وليس في مصر.

لذلك ظل ومازال اسمها داخل مصر" سناء كامل" ولم يتغير إلى نادين، وذلك بسبب وفاة المربية قبل أن تعود مصر وتغير الاسم في المصالح الحكومية بالقاهرة.

أخذ أمين الشرطة نادين وذهب بها إلى الحبس مرة أخر، وهناك عادت وجلست في البقعة ونفس الزاوية من المكان الذي جلست به منذ قدومه، عندما وصلت تجنبها السجينات وخاف منها الجميع وجلسوا بعيد عنها.

معاد شخص واحد وهي فتحية السجينة الفتوة التي ضربتها نادين في أول يوم دخول لها في الحبس، كانت فتحية تشعر بالغضب والغل من نادين، لأنها كانت تراها فتاة صغيرة وضعيفة وتافهة.

لذلك كانت تتسأل:
- كيف فتاة صغيرة أن تأتي بتلك القوة، وان استطعت التغلب عليها وكيف تمتلك كل تلك القوة رغم ضعف جسمها لذلك تملك الشر من قلب وعقل فتحية تجاه نادين.

خلال ذلك الوقت كانت نادين علقها في عالم آخر، تحاول أن تتذكر ما حدث في ذلك اليوم المشئوم، ولكنها كلما حاولت التذكر تفشل في ذلك تفشل في تجميع الأحداث وكل ما حدث في ذلك اليوم.

لذلك أحبطت نادين واستسلمت لليأس، وتسألت:
- هل أنا حقاً من قتلت حبيبي نائف! ولكن كيف حدث ذلك دون أن أدرك! ولماذا أفعل ذلك بالشخص الذي أحبه وأحتاج إليه بشدة؟

حين يآسة نادين وجدت نفسها تتذكر ذلك اليوم، تتذكر يوم الحادث ذلك اليوم الذي قتلت في أول مرة، وذلك عندما قتلت مدير الملجأ الشيطان عزت كامل حين كانت طفلة صغيرة.

واستمرت في سؤال نفسها:
- هل أنا حقاً قتلت نائف دون أن أدرك مثل ما حدث وأنا صغيرة؟ هل أصبحت وحش يثيره الدماء!

رجعت نادين بذكرياتها إلي الخلف ثمانية عشرة عام، عندما كانت في سن العاشرة، عندما قتلت المدير بعدما قام باغتصابها.

ذلك اليوم الوحشي الذي أرادت نادين محيه من ذكرياتها بشدة، ولكن جلبت تلك الحادث المؤلمة كل ذكريات الماضي البشع.

بدأت نادين تتذكر طفولتها عندما أخذتها المربية من الملجأ بعد الحادث، وقامت بإنقاذ حياتها من الشرطة واخفتها قبل قدومهم والقبض على الطفلة ودمار مستقبلها.

عندما لمحت نادين بفستانها الممزق والدماء ملتصق بفستانها ويسير على قدميها الصغيرتين ببطىء، والرماد يلون وجهها وجسدها الضعيف، وشعرها الكستنائي المنقطع والهايش الطويل وغرتها المتساقط تغطي عينها ومعظم وجهها الصغير.

عندما لمحتها المربية الطفلة في هذه الحالة وذلك المظهر تقف ويحتل على وجهها نظرة الضياع والبرود، اسرعت إليها وأخذتها إلى حضنها وبكت.

بعد ذلك أخذتها إلى منزلها المجاور من الملجأ وأخبرتها:
- سناء لا تخرج من المنزل وانتظرني مجيء هنا.

عادت المربية إلى الدار مرة أخرى حتى لا يشك فيها الشرطة، واستمر التحقق مع المربية يوم كامل، أجبرت على الانتظار مع الشرطة في الدار من أجل التحقيق، وعندما عادت إلى المنزل وجدت الطفلة فاقدة الوعي وشبه ميته.

منذ ثمانية عشرة عام لم يكون هناك تقدم في ذلك الوقت مثل الآن، التقدم في الطب الشرعي أو تكنولوجيا مثل الآن، وأيضاً كان الأطباء لم يهتموا بالجثث والأموات وكل ما يهتموا به هما الأشخاص الأحياء.

أما بالنسبة إلى رجال الشرطة كانوا رجال كسولة، لا يريدون الذهاب والبحث عن أدلة أو تضيع الوقت في قضية لم يهتم بها أحد مسئولين البلاد مثلما يحدث الآن، لذلك تم إغلاق القضية من دون اهتمام أو البحث على الجاني بعد موت عزت في المشفى واعتبروا الحادث قضاء وقدر.

بعد الانتهاء عادت المربية سعاد إلى المنزل؛ وعندما رأت الطفلة سناء فاقدة الوعي شعرت بالخوف والرعب الشديد على الطفلة من الموت، وأن تتحمل المربية كل المسئولة على حالتها هكذا.

وأيضاً لا تستطيع سعاد أخذ الطفلة والذهاب بها إلى المشفى، حتى لا تعرض نفسها للمسئولة القانونية، ولكن كانت حالة الطفلة سيئة جيداً، لذلك قامت بتنظيف الطفلة وألبسها ملابس ابنها.

قررت بعد ذلك الذهاب إلى ممرض معرفة يعمل في الدار مع المدير عزت كامل في شغلهم القذر، فكرت في أن تجلبه إلى المنزل من أجل معالجة الطفلة فاقدة الوعي منذ فترة تحارب الموت وتتمسك في الحياة بشدة.

كان في ذلك الوقت لا يوجد هواتف محمولة مثل الآن، والهاتف الأرضي كان رفاهية لم يمتلكها الأشخاص الفقراء، لذلك ذهبت المربية سعادة مسافة نصف ساعة على أقدامها ذهاباً وإياباً، حتى تجلب الممرض منصور عادل.

ذلك الممرض الذي كان يعمل مع المدير عزت الحقير يرتكبون معاً كل الكوارث والمصائب التي كانوا يرتكبونها في حق الفتيات الأيتام والبشرية.

طرقت سعاد باب منزل الممرض وعند فتح الباب سألها:
- ماذا تفعلين هنا الآن؟!

عندما سألها الممرض خافت سعاد أخباره بالحقيقة حتى لا يؤذي سناء وأخبرته:
- الدار احترقت ويوجد فتاة مصابة يجب أن تأتي حتى تنقذها؟!

تفاجأ وسألها:
- كيف احترقت الدار؟!

أجابت:
- لا أعلم الشرطة تحقق في ذلك الآن.

سأل:
- الشرطة تدخلت؟!

أجابت بخضوع:
- نعم.

سألها:
- ولماذا لم تعالج الطفلة! أنا لم أذهب وأعرض نفسي للسؤال.

أجابت:
- لا الشرطة لم تعرف عن الطفلة لقد اخفيتها في منزلي يجب أن تأتي بسرعة سوف تموت الطفلة حالتها صعبة جداً؟!

عندما وجدت المربية في هذه الحالة المريبة، وافق الممرض منصور في الذهاب مع المربية سعادة من أجل إنقاذ الطفلة التي لم يعلم من هي؛ وأخذ معه شنطة الطبية شاملة محلول معالج وأدوات أخرى.

عندما وصل منصور إلى منزل المربية لم يجد أحد غيرها هي والطفلة لذلك سألها باستغراب:
- أين زوجك وابنك يا سعاد؟

أجابت سعاد:
- ليس موجودين هنا في المنزل اليوم لقد سافروا إلى الصعيد من أجل والد زوجي المريض.

عندها تخيل منصور أنها فرصة جيدة حتى يتخلص من المربية ويخطف الطفلة سناء لذلك قال بطريقة مريبة أرعبت المربية:
- أذن أنتِ بمفردك في المنزل؟

أجاب سعاد بقلق:
- نعم أنا بمفردي.

عندما بدأ الممرض منصور يتأكد من سعاد عن وجودها بمفردها في المنزل، شعرت سعاد بالخوف من أفكاره الشيطانية لأنه تعلم شخصية جيداً، وقررت عدم متابعة العلاج من منصور إلى سناء وسوف تأخذها وتهرب بعيد.

بعد فحص الطفلة استطاع الممرض فهم ما حدث مع الطفلة، وعلم أنها تعرضت للاغتصاب بشدة وقسوة، ولكنه لم يشفق عليها وبلا العكس لمعت بعينه فكرة شيطانية، وكانت هي سرقة الطفلة من المربية سعاد.

بدأ في سؤالها:
- هل عزت من فعل ذلك بالطفلة؟!

أجابت:
- لا أعلم من المهم الآن هو إنقاذ حياة تلك المسكين بأسرع وقت.

عندها داعب ذقنه وأجابها:
- نعم يجب إنقاذ الطفلة الأول.

بعد ذلك استمر لوقت ينظر من حوله باستخفاف يتفحص المكان.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي