العميلة السرية

دودو`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-02-25ضع على الرف
  • 51K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول اسناد المهمة لعصمت الناجي

الفصل الاول

وسط إنتشار الفوضي والعنف وعمليات القتل والإغتيالات بين عناصر الشرطة، خاصة الكوادر من رجال الشرطة الذين يعملون بملف عصابة الفيومي، تلك العصابة التي لم يستطع محقق أن ينهي هذه القضية ويقدم الأدلة الخاصة بإدانة عدنان الفيومي في تجارة السلاح وغسيل الأموال والأعمال غير المشروعة.

تم عمل إجتماع خاص بمبني الأمن الوطني لمناقشة هذا الأمر، دلف اللواء عثمان الغامري وقد بدى عليه الغضب وجلس على طاولة الإجتماع وحوله العديد من كبار رجال الأمن الوطني.

نظر اللواء عثمان الغامري إلى أحد رجال الأمن الوطني العميد صفوان الحربي والعقيد مروان الخولي وتحدث قائلاً:
_لم أكْ أتوقع أن نقف عاجزين بهذا الشكل أمام تلك الجرائم التي يرتكبها عدنان الفيومي ورجاله؟!

العميد صفوان الحربي يعلق قائلاً:
-سيادة اللواء نحن نتعامل مع شخص في غاية الذكاء، لا يترك خلفه أثر ويمحو جميع الأثار التي يمكن استخدامها كأدلة ضده.

نظر اللواء عثمان الغامري إلى العقيد مروان الخولي وحدثه قائلًا:
-سيادة العقيد هل اجد لديك رأي آخر؟

العقيد مروان الخولي بثقة يتحدث قائلًا:
- أجل سيدي، مع إحترامي لرأي سيادة العميد صفوان الحربي وهو أستاذي ورئيسي ولكن لدي رأي ربما يكون مختلفًا قليلًا.

رفع اللواء عثمان الغامري حاجبه لأعلى متحمسًا لمعرفة ما يود العقيد مروان قوله فيحدثه قائلًا:
-حسنًا فلتخبرنا بما تريد قوله تفضل.

أسرد العقيد مروان الخولي قائلًا:
-سيدي، نحن نعلم أن المجرم مهما بلغت درجة ذكاءه لا بد أن يخطأ ولو خطأ بسيط، ونحن نستخدم هذه الأخطاء ونبني عليها الأدلة ضده.

أومأ اللواء عثمان الغامري برأسه ثم علق قائلًا:
-هل يمكن أن توضح ما تود قوله بشكل مباشر سيادة العقيد؟

يواصل العقيد مروان الخولي حديثه ويقول:
-بالطبع يا سيدي.

-كل ما أود قوله هو أن شخص كعدنان الفيومي ذاع صيته في مجال الاعمال المشبوهة، بل أصبح صاحب أمبراطورية عملاقة، ولا نستطيع جمع الادلة التي تدينه؛ وإنني أرى أن هناك من يقوم بمده بالمعلومات التي تساعده على محو أي دليل ضده.

نظر العميد صفوان الحربي وهو قاضب الوجه وعلق قائلًا:
-هل تشكك في جهاز الشرطة يا سيادة العقيد؟!

علق العقيد مروان الخولي قائلًا:
-سيدي، كل ما أرغب في توضيحه، أن هناك شخص فاسد يعمل كعميل مزدوج ويقوم بإخبار عدنان الفيومي بكل إجراء يتم اتخاذه ضده.

العميد صفوان الحربي بغضب يعلق قائلًا:
-سيدي اللواء، لست مع هذا الرأي ولا أشكك في أي فرد من أفراد جهاز الشرطة أو المباحث العامة، وربما كل ما تردد عن عدنان الفيومي غير صحيح ومجرد إشاعات مغرضة.

ابتسم اللواء عثمان الغامري وعلق قائلًا:
-اشاعات مغرضة، نحن لم نجتمع اليوم لنوشوش الودع سيادة العميد، نحن هنا لنضع خطة للإيقاع بهذا المجرم الخطير وأعوانه.

إلتزم العميد صفوان الحربي الصمت بينما نظر اللواء عثمان الغمري إلى العقيد مروان الخولي وتحدث قائلًا:
-سيادة العقيد انتظر منك تقريرًا مفصلًا يحتوي على خطة شاملة للإيقاع بعدنان الفيومي.

انتهى الإجتماع وغادر اللواء عثمان الغامري طاولة الإجتماع، وقف العقيد مروان الخولي يجمع أوراقه بينما نظر إليه العميد صفوان الحربي بحدة وعلق قائلًا:
-لنرى كيف سيتعامل سيادة العقيد مروان الخولي هذه القضية؟!

ابتسم العقيد مروان الخولي ابتسامة الواثق وعلق قائلًا:
-سيدي، لقد تعلمت من سيادتك الكثير، ولن استسلم للهزيمة، سأعمل جاهدًا لطبيق كل ما تعلمته من سيادتك.

اومأ العميد صفوان الحربي براسه، ولم يتحدث بكلمة واحدة، ثم غادر غرفة الإجتماع.

وفي اليوم التالي وصل العقيد مروان الخولي إلى مكتب اللواء عثمان الغامري وقام اللواء عثمان الغامري باستقباله محدثًا إياه قائلًا:
- لدي شعور قد يصل إلى حد اليقين أن هذه القضية ستكون نهايتها على يدك سيادة العقيد مروان الخولي.

ابتسم العقيد مروان الخولي وعلق قائلًا:
-سيدي، لدي خطة قمت بوضعها للإيقاع بهذا المجرم وأعوانه، ولكن نجاح هذه الخطة يرجع للحفاظ على سريتها التامة.

امسك اللواء عثمان الغامري بالملف وقام بقراءته ثم علق قائلًا:
-وهل لديك من يقوم بهذه المهمة سيادة العقيد؟

نظر العقيد مروان بثقة وعلق قائلًا:
-نعم سيدي لقد قمت بإختيار النقيب عصمت فؤاد الناجي لتنفيذ هذه المهمة.

اللواء عثمان الغامري يومأ برأسه ثم يعلق قائلًا:
-عصمت فؤاد الناجي، أليس فؤاد الناجي هو ذاته؟

ابتسم العقيد مروان الخولي وعلق قائلًا:
-نعم هو اللواء فؤاد الناجي رئيس مكافحة الارهاب، ولقد قمت بإختيار عصمت بعد كثير من المتابعة وجمع كل المعلومات اللازمة عنه.

اللواء عثمان الغامري يعلق قائلًا:
-اللواء فؤاد الناجي معروف بولاءه ونزاهته وحزمه وأكيد عصمت شديد الشبه بأباه، فحضرة النقيب يبلغ من العمر سبعة وعشرون عامًا مما يدل على انه شخص كفء.

العقيد مروان الخولي بثقة يعلق قائلًا:
-لم أقم بإختيار عصمت من فراغ سيدي، فحضرة النقيب شخصية رائعة بالفعل.

اومأ اللواء عثمان الغامري براسه وقد أعجبته الفكرة وعلق قائلًا:
-حسنًا لديك جميع الصلاحيات لتنفيذ خطتك، وليكن الامر سري للغاية.

غادر العقيد مروان الخولي مكتب اللواء عثمان الغامري واتجه صوب مكتبه، ثم أجرى عدة اتصالات وطلب الإجتماع ببعض رجاله الاكفاء.

اجتمع العقيد مروان الخولي مع النقيب محمود شعبان، النقيب احمد السيوفي والنقيب مروة الشاذلي.

جلس يتحدث معهم عن طبيعة المهمة واخبرهم قائلًا:
-لقد اجتمعت معكم اليوم لاشرح لكم طبيعة المهمة، سيتولي قيادة المهمة النقيب عصمت الناجي، ستكون هذه المهمة في غاية السرية، لن تتحدثوا بها امام أي شخص مهما كانت درجة قرابته منكم.

النقيب احمد السيوفي يعلق قائلًا:
-سيدي لم أسمع من قبل عن نقيب يدعى عصمت الناجي فأنا على علم بكل أفراد دفعتي.

العقيد مروان الخولي يخبره قائلًا:
-بالطبع لن تعرفه فهو ليس من دفعتك سيادة النقيب.

تعجب النقيب أحمد السيوفي وعلق قائلًا:
-سيدي، هل ستقوم بتعين قائدًا علينا متأخر عن رتبته؟!

ابتسم العقيد مروان الخولي وعلق قائلًا:
-لا بل هو من الدفعة التالية لدفعتك حضرة النقيب، وتم ترقيته لكفاءته وتفوقه في عمله.

لم يجد النقيب أحمد السيوفي ما يتحدث به فالتزم الصمت وجلس منتظر قدوم النقيب عصمت الناجي؛ ليرى من هذا النقيب الذي استحوذ على ثقة العقيد مروان الخولي وإعجابه.

دلف مساعد العقيد مروان واخبره قائلًا:
-سيدي، النقيب عصمت الناجي يقف بالخارج ينتظر الإذن بالدخول لغرفة الإجتماع.

ابتسم العقيد مروان وعلق قائلًا:
-حسنًا دعه يدخل فورًا فنحن ننتظر قدومه.

دلف النقيب عصمت الناجي إلى قاعة الإجتماع السرية، وما إن رآه النقيب أحمد السيوفي حتى وقف مذهولًا.

نظر النقيب أحمد السيوفي إلى النقيب محمود شعبان وهو قاضب جبينه ثم همس متحدثًا:
-النقيب عصمت الناجي القائد الخاص بمهمتنا امرأة؟!

(عصمت فؤاد الناجي، فالسادسة والعشرون من عمرها، الإبنة الوحيدة لوالدها اللواء فؤاد الناجي، لقبت بالفراشة القاتلة لخفة حركتها ورشاقتها، وخطورتها، تجيد الكونج فو والتايكوندو والسباحة والرماية، والملاكمة ومن أشهر قناصي الداخلية، متزوجة من المقدم عادل منصور بالمباحث العامة)

جلست عصمت الناجي، ثم تحدثت قائلة:
-سيدي، لي شرف التعاون مع سيادتك في هذه المهمة، واعتز بثقتك بتوليتي قائد على هذه المهمة، ولكن لي رأي آخر أتمنى أن يتسع صدرك الرحب لسماعه.

همس النقيب أحمد السيوفي إلى صديقه النقيب محمود شعبان قائلًا:
-المرأة هي المرأة مهما وضعت في منصب فطبعها يغلب عليها ألا وهو الثرثرة، وها هي لا تضيع فرصة حتى تتحدث وتثرثر، لنرى ما الذي ستقوله هذه المرأة.

العقيد مروان الخول نظر إلى النقيب أحمد السيوفي واشار له بالصمت ثم علق قائلًا:
-تفضلي حضرة النقيب عصمت الناجي فلتتحدثي وتطرحي وجهة نظرك.

النقيب عصمت الناجي تعلق قائلًا:
-سيدي، أرى أن مثل هذا النوع من المهام لكي يؤتي بثماره،فلا يمكن أن يقوم به فريق،بل كل ما يحتاج إليه للقيام به هو شخص أو شخصان على الأكثر حتى يتم إنجازه على الوجه الأكمل.

وقف النقيب أحمد السيوفي بغضب وعلق قائلًا:
-الهانم، تريد الإنفراد بالمهمة أليس كذلك؟!

نظرت النقيب عصمت الخولي إلى العقيد مروان الخولي وعلقت قائلة:
-سيدي، هذا مجرد رأي من خبرتي في العمليات السرية كلما كان عدد الأفراد أقل كلما كانت النتيجة أفضل، أرى أن تشاركني في المهمة النقيب مروة الشاذلي.

النقيب احمد السيوفي يقف في مكانه ثم يتحدث قائلًا:
-سيدي، أتمنى إعفاءي من هذه المهمة لن أستطيع العمل وقائدي امرأة.

العقيد مروان الخولي يعلق قائلًا:
—هذا الكلام لا يصح حضرة النقيب، فالنقيب عصمت هو ضابط شرطة كأي ضابط ولكن لديه ما يميزه عن غيره من مهارات.

النقيب عصمت بثقة تعلق  قائلة:
-سيدي، إن اردت إعفاءي من هذه المهمة فلي الشرف بلقاءي بسيادتك والتحدث معك.

أومأ العقيد مروان الخولي برأسه وتحدث قائلًا:
-تم إعفاء النقيب أحمد السيوفي والنقيب محمود شعبان من المهمة وإسنادها للنقيب عصمت الخولي والنقيب مروة الشاذلي.

ثم نظر العقيد مروان الخولي إلى النقيب أحمد السيوفي وقال:
-تستطيع المغادرة الآن حضرة النقيب.

غادر النقيب احمد السيوفي قاعة الإجتماع وهو في قمة الغضب.

وقف النقيب محمود شعبان ثم طلب الإذن بمغادرة الإجتماع فأذن له العقيد مروان وقبل ان يغادر نظر إلى النقيب عصمت الناجي وتحدث قائلًا:
-ربما لم يحلفني الحظ للتعامل معك حضرة النقيب عصمت الناجي، ولكن ربما تكون هناك فرصة لاحقة للعمل معًا أتمنى لكِ التوفيق.

ابتسمت النقيب عصمت الناجي وعلقت قائلة:
-اشكرك سيدي النقيب محمود شعبان، واتمتى لسيادتك التوفيق.

غادر النقيب محمود شعبان قاعة الإجتماع، بينما جلست النقيب عصمت الناجي تشرح للعقيد مروان الخولي الخطة الخاصة بها والتي ستساعدها على الدخول داخل إمبراطورية عدنان الفيومي وكشف جميع أعماله المشبوهة.

انتهى الإجتماع واتفق الجميع بشأن العمل في سرية تامة.

خرجت النقيب عصمت الناجي من غرفة الإجتماع وتوجهت إلى المكتب الخاص بها الذي تم إعداده خصيصًا لها.

جلست النقيب عصمت الناجي على المكتب واخذت تطلع على بعض المستندات الخاصة
بعدنان الفيومي، دلفت إلى مكتبها النقيب مروة الشاذلي وحدثتها قائلة:
-سعيدة بالعمل معكِ حضرة النقيب، واتمنى أن يوفقنا الله للإيقاع بعدنان الخولي.

ابتسمت النقيب عصمت الناجي وعلقت قائلة:
-تفضلِ بالجلوس حضرة النقيب، واتمنى أن نتعاون معًا لإنجاذ هذه المهمة على الوجه الأكمل.

دلف النقيب أحمد السيوفي إلى مكتب النقيب عصمت الناجي ووقف عند باب المكتب وتحدث قائلًا:
-يبدو أن هناك اتفاق سابق بينكم يا هوانم.

نظرت النقيب عصمت وعلقت قائلة:
- شخص مثلك العمل معه يمكن أن يؤدي إلى فشل المهمة، لم أكْ أتوقع أن هناك ضابط شرطة بهذه العقلية العقيمة.

تدخل النقيب محمود شعبان وحاول إخراجه من مكتب النقيب عصمت الناجي ولكنه رفض الخروج وعلق قائلًا:
- لو كنتِ رجلًا لكنت تعاملت معك على النحو الذي يجب ولكن للأسف أنتِ امرأة.

وقفت النقيب عصمت الناجي وقامت بترتيب أوراقها في هدوء تام ثم تحدثت مع النقيب مروة الشاذلي وقالت:
-حضرت النقيب لي شرف العمل معك اراكِ في الغد لنكمل حديثنا، كما تعلمين الأمر سري ويجب عدم التحدث به أمام الغير.

ثم غادرت المكتب على الفور دون ان تبدي له أدنى اهمية للنقيب أحمد السيوفي.

شعر النقيب أحمد السيوفي بالإهانة وتحدث قائلًا:
-سأجعلها تندم على اليوم الذي إلتحقت فيه بكلية الشرطة، ما هذا البرود الذي تتعامل به معي؟!

عادت عصمت الناجي إلى بيتها واستقبلتها والدتها عايدة الأيوبي قائلة:
-كيف كان يوم ابنتي الرائعة؟

ابتسمت عصمت وعلقت قائلة:
-كان يومًا حافلًا يا أمي.

الأم تعانق ابنتها وتحدثها قائلة:
-اشعر بشيء يعكر صفو مزاج ابنتي الغالية.

ابتسمت عصمت علقت قائلة:
-لا عليكِ يا أمي فكل عمل به مشاكله.

الأم تتحدث قائلة:
-ما الأمر يا حبيبتي؟!
-أمي تعلمين عني إنني لا أحب التحدث عن العمل في المنزل، وأفصل تمامًا ببن عملي وحياتي العائلية.

ابتسمت الأم وعلقت قائلة:
—حسنًا يا ابنة فؤاد الناجي فما شابه أباه ما ظلم.

ضحكت عصمت وقالت:
—لقد تعلمت من والدي الكثير، فهو شخصً عظيم حقًا بمعني الكلمة، ولكن أين هو إنني لا أراه؟!

الأم تعلق قائلة:
-كما تعلمين فهو رئيس مكافحة الأرهاب، وهو يبذل مجهودًا كبيرًا بل ويتفانى في عمله فيظل بالعمل لعدة أيام لا أسمع فيها غير صوته فقط.

ابتسمت عصمت وعلقت قائلة:
-أمي، هذه هي حياة رجل الشرطة التي لا يعلم عنها الكثير شيء، يتفاني في عمله ويحرم كن بيته بالأيام ليحافظ على أمن المواطنين وأمانهم.

تدلف عصمت إلى غرفتها وقامت بالأستحمام ثم خرجت وقد تبدلت تماماً وأصبحت امرأة في غاية الأنوثة تنتظر عودة زوجها وتشرف على تحضير المائدة؛ حتى يعود الزوج من عمله فيجد كل شيء معد.

نظرت الأم إلى ابنتها وعلت وجهها الابتسامة ثم علقت قائلة:
—لا أعلم كيف تستطيعين التوافق بين ذلك العمل الشاق وبين حياتك كزوجة تدير بيتها وكأنها متفرغة ليس لديها عمل أخر تقوم به؟

عصمت تخبرها قائلة:
—أمي، ما إن أرتدي بدلة الشرطة أتحول إلى ضابط لا تستطيعين التفرقة بيني وبين أي ضابط آخر في العمل، وعند عودتي للمنزل أنزع بدلة العمل وأرتدي فستانًا جميلًا فتتحول شخصيتي إلى امراة وربة منزل.

الأم تعانق ابنتها وتعلق قائلة:
—ابنتي، وفقك الله في عملك وحياتك الزوجية فأنتِ تستحقين كل خير.

عاد الزوج من العمل واستقبلته زوجته بكل حب ومودة، دلف إلى غرفته وقام بتبديل ملابسه، وقبل أن يخرج من الغرفة عانق زوجته وحدثها قائلًا:
—كم اشتقت اليوم إلى زوجتي الجميلة؟!

ابتسمت عصمت وعلقت قائلة:
—أنا أيضًا اشتقت إليك، وكنت أنتظر عودتك بفارغ الصبر يا زوجي الحبيب.

اقترب الزوج من زوجته وقام بحملها فضحكت وعلفت قائلة:
—حضرة المقدم عادل منصور والدتي تنتظرنا بالخارج حتى لنتناول الغداء.

انزل الزوج زوجته وقام بهندمة ملابسه ثم علق قائلًا:
—حسنًا فلا يمكننا التأخر على حماتي العزيزة، هيا بنا.

وعلى مائدة الطعام تحدث الزوج إلى زوجته قائلًا:
—عصمت، سأضطر للسفر في مهمة عمل ببور سعيد لمدة اسبوعين، فاردت أن أخبرك حتى تقومي بتعويضي عن كل هذه الفترة من الحرمان، بمزيد من الحب والكلمات الحانية.

نظرت عصمت إليه رافعة حاجبيها وقد احمرت وجنتيها خجلًا،وضغطت على شفتيها السفلى بأسنانها؛ لوجود والدتها فعلت ضحكة الأم وعلقت قائلة:
—أدام الله السعادة والهنا عليكم يا أحبائي.

قامت عصمت بالضغط على قدم زوجها ثم علقت قائلة:
—كنت اود أن أخبرك بنفس الشيء فأنا أيضًا لدي مهمة تم إنتدابي للقيام بها ولا أعلم كم من الوقت سأتغيب عن المنزل ولكن أتمنى أن أستطيع إنجازها على الوجه الأمثل.

الزوج يعلق قائلًا:
—ما دامت المهمة أوكلت إلى المقدم عصمت الناجي فسيتم إنجازها على الوجه الأمثل.

عصمت بابتسامة رقيقة تعلق قائلة:
—دائماً ما تدفعني للأمام وتعطيني الثقة بنفسي، احمد الله على ان رزقني بزوج مثلك، وأتمنى من الله أن يقدرني على أسعادك.

وفي الصباح ذهب الزوج إلى عمله وودعته زوجته بإبتسامة حانية، فوضع قبلة على جبينها وغادر، وما إن غادر الزوج حتى أسرعت عصمت إلى صالة الجيم الخاصة بها لأداء بعض التدريبات اليومية الخاصة بها،

قامت عصمت الناجي بارتداء قميصًا أسودًا مع بنطال من الجينز بذات اللون، وأسرعت بجدل خصلات شعرها السوداء الكثيفة، قيدتها على شكل جديلة طويلة، وقفت أمام المرآة تلقي النظرة الأخيرة قبل ذهابها للعمل.

اتمت عصمت الناجي استعدادها وعلقت قائلة:
-لتبدأ المهمة السرية مع العميلة السرية أرجوا من الله التوفيق.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي