الناجون من الملجأ

Nada amr`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-06-01ضع على الرف
  • 43.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

كان يجلس على مقعد ينظر إلى النافذة التي تطل على الحديقة الخاصة بالمنزل، كانت تعكس الصورة الخارجية للزهور والشجر ولكنه لم يكن ينظر على ذلك الانعكاس لا ينظر إلى هذه الحديقة الجميلة، بل ينظر إلى صورة وجهه عبر الزجاج الفاصل بينهم.

ينظر إلى الصورة التي أصبح عليها بعد ذلك الحريق الذي حدث في الدار.

كان الحريق قد شوه نصف وجهه، مظهره هذا جعله يشعر بالحزن على ذاته، على ملامح وجهه الذي قد دمرت.

جلس بشكل مريح ونظر إلى الطبيب النفسي وبدأ في تذكر الماضي، ذكريات قد حدثت في الماضي.

في يوم كانت الغيوم كثيفة في السماء، والمطر يصدر صوت عند وقوعه على الأرض؛ خرجت سيدة في منتصف العمر ذات شعر أسود مموج وطويل من غرفتها متوجه نحو الغرفة المجاورة التي كان ينام بها صغيرها "عدي"، جلست بجانبه على الفراش حتى تجعله يستيقظ وقالت:


- هيا يا"عدي"حتى تذهب إلى المدرسة.

فتح "عدي" عيناه الرمادية وقال:



- لا أريد الذهاب اليوم.

ابتسمت "الام " قائلة:


- بتأكيد لا، أني كنت أتوقع أن تذهب إلى المدرسة دون أن أتي لك.

جلس "عدي" على الفراش ونظر إلى والدته قائلاً:

- "أمي" أين أبي؟ألم يأتي بعد؟

نظرت له قليلاً في توتر، كانت تشعر أن هذا اليوم لن يمر مرور الكرام، تشعر بطاقة سلبية تلتف حول هذا المنزل؛ تنفست في عمق وضمت "عدي" إليها، ورغم أن "عدي" طفل لا يتعدى عمره الثامنة، ولكن كان لديه بصيره ويشعر بوالدته ملس على ظهرها في حب وحنان، ابتسمت "الام" على حنان طفلها الصغير وقالت:


- ما رأيك أن لا تذهب إلى المدرسة اليوم.

ورغم محاولة "الام" على الابتسام وإخفاء حزنها إلا أن "عدي" رأى تلك الدموع التي بداخل عيناها ابتسم لها قائلاً:


- موافق بطبع.... ولكن متى سوف ينهي "أبي" تلك القضية التي في يده.

قالت "الام" في قلق:


- لا أعلم يا صغير، من المفترض أن ينهي هذه القضية اليوم.... يمكن أن يأتي في الليل.

كان الوضع كئيب بشكل كبير، وحل الصمت بينهم فقال "عدي" بابتسامة محاولاً تخفيف القلق الذي بداخل قلب والدته:

_ ما رأيك أن نذهب حتى نعد كعكة الشوكولاته التي يحبها "أبي"، أنك تصنعي الكعك بطريقة رائعة.

ضحكت" مها"وهي تعلم أن هذه إحدى محاولته أن يخرجها من هذا القلق، أمسكت "مها" بيد صغيرها وسارت به نحو غرفة الطهي قائلة:


-والآن دعنا نعد ما تحب.

دق جرس المنزل، نظر"عدي"إلى والدته ثم ركض نحو الباب ظنن منه أنه أبيه؛ فتح باب المنزل ولكن تدلا كتفيه في خيبة أمل وقلب وجهه في لا مبالاة وهذا بسبب وجود عمه وزوجته و أبناهم الأثنان.

بهت وجه "مها" ما أن أبصرت شقيق زوجها يقف أمام صغيرها داخل منزلها، ذهبت "مها" سريعاً نحوهم وهي تقول في توتر واضح في نبرة صوتها:


- مرحباً.. مرحباً بكم، كيف حالك يا أستاذ "محسن"، ما هي احوالك يا"عبير"، تفضلوا إلى الداخل لما تقفون في الخارج.

نظر لها"محسن"نظرة شملتها بأكملها، نظرة اشمئزاز، دلفت خلفه "عبير" زوجته واطفالهم؛ كانت"مها "تخاف منه بشكل كبير وهذا ما خلق جوً من التوتر.

تحدثت"عبير"قائلة:


- هل زوجك لم يأتي بعد يا"مها"؟

نظرت لها "مها" في استغراب وقالت:


- لا لم يأتي بعد، سوف يأتي قريباً، كيف حالكم أنتم؟

كانت "مها" تود أن تعلم لما قد تقدموا لزيارتهم اليوم، كانت تشعر بالخوف والاستغراب، لا توجد بينهم أي علاقة ودية تجعل أي من الطرفين على تواصل، في هذه الاثناء وهي تفكر في سبب تواجد "محسن" وزوجته في منزلهم كان يضحك"محسن "في سخرية قائلاً:


- أني بخير يا زوجت أخي الصغير.

اقتربت"روز" من "عدي" وقالت بحب طفولي:



-"عدي"هل يمكن أن نلعب سوياً.

نظر لها "عدي" قليلاً هو يحبها و يحب أن يلعب معها حين يذهب به "والده" إلى منزل "جدته"، ولكن في ذات الوقت يجب عليه أن يجلس مع والدته في هذه الاثناء، لأنه من الخطأ أن يترك والدته لوحدها نعم هو صغير ولكنه يفهم جيداً، بتأكيد أنه رجل صعيدي حتى ولو كان هذا الرجل هو في عمر الثامنة فقط.

خرج الجميع من هذا الصمت حين قرع جرس المنزل من جديد، وهذه المرة أبتسم "عدي"بشدة ولأنه كان يعتقد أن هذه المرة هو" أبيه"الذي يدق.

شهق "عدي" حين رأى ذلك الرجل ضخم البنيان، يمسك بين يده سلاح ناري ملثم، بينما خلفه الكثير من الرجال الملثمين؛ حاول "عدي" أغلاق الباب قبل أن يدخلوا جميعهم إليه ولكن كان هذا الرجل له رأي أخر دفع الباب بقدمه من ما جعل "عدي" يقفز إلى نهاية غرفة الاستقبال.

نظر"عدي"إلى والدتة في ألم وقال بصوت عالي يشبه الصراخ:


- أمي أذهبِ إلى الأعلى في الحال.

حاولت"مها"بالفعل أن تهرب من هؤلاء الملثمين، هي تعلم أنها هي الهدف وليس "عدي" ولكن لم تستطيع الهروب بسبب أمساك "عبير" لها وهي تقول بغضب في همس:


- لا تفرق معنا كثير يا "مها" لاننا لا نريدك أنتِ هذه المرة، بل نريد هذا الصغير.... هذا الصغير هو نقطة ضعف لكِ وإلى والده العزيز.

بدأ هؤلاء الرجال في طلق النيران في أماكن متفرقة في المنزل، حتى يعلم "مازن" والد "عدي" أن هناك من أقتحم منزلة وتعرض إلى أهل منزله في عدم وجوده.

نظر "عدي" إلى الطبيب النفسي الخاص بيه وقال:


- نعم لم تكن فقط عملية خطف من عمي العزيز، بل أيضاً قال عمي لي أنه سلط شخص حتى يقتل أبي في القضية التي يبحث عنها، رغم أن الأمر لم يكن كذلك، كان "أبي" جندي في الجيش لا أعلم رتبته بل وبدأت أنسى أيضاً ملامحه وملامح والدتي العزيزة.

لم أكن أصرخ أو أبكي ويبدوا أن هذا بضبط ما جعل نيران قلبهم تزال مشتعلة.

ابتسم له الطبيب قائلاً:


- لقد تحدثت اليوم بشكل أكثر صراحه، ولكني لا أريد أن اضغط عليك، أفضل أن نكمل في يوم آخر، سوف أذهب..... ما أن تحتاج إلى شيء يمكنك الإتصال بي أنك صديقي.

بعد وقت قصير من خروج الطبيب دلفت فتاة في السادسة عشر عام؛ اقتربت من "عدي" وكانت الدموع تتجمع داخل عيناها بغزارة ثم بدأت تبكي وهي تشير وتشرح له من خلال بعض الاشارات أنها تم اغتصابها.

نظر "عدي" إلى ملابسها التي كانت غارقة بدماء ضغط "عدي" على عيناه، عادت إليه تلك الذكرى التي تم بها محاولة اغتصابه، شعر أن قلبه سوف يتمزق داخل صدره، أقترب منها وربت على كتفها وأشار لها بيده أنه سوف يذهب الآن، وذهب.

دلف "عدي" إلى أحد الغرف الجانبية، وجه "عدي" حديثه إلى فتاة ذات السابعة عشر عاماً وقال:


- "ريهام" حافظي على "سهر" حدث معها شيء أريد أن تبقي بجانبها وتحاولي أن تهدئ من روعها قليلاً.

نظرت إليه "ريهام" أو أن دق الوصف نظرت إلى نصف وجهه الآخر السليم وقالت:


-حاضر يا أبيه.

دعوني اعرفكم على بعض الأحداث الماضية.

هذا الشاب هو "عدي مازن" في الخامسة وعشرون من عمره.

بعد أن بلغ "عدي" الثامنة عشر عام، تم أخراجه من الدار، ولكن الدار قبلت أن يعمل لديهم في الحديقة.

وبعد بضع سنوات شب حريق هائل في الدار واستطاع "عدي" أن ينقذ من ذلك الدار عشرة أشخاص وهم.... "ريهام" في السابعة عشر عاماً تعاني من مرض البهاق.

"سهر" في السادسة عشر عاماً من اصحاب الصم والبكم.

"ياسمين" في الرابعة عشر من عمرها فاقدة البصر.

"ريم" في الثانية عشر عام.

"رحمة" ذات التسع سنوات لها مظهر جذاب بطريقة مختلفة فهي تعاني من قلة التصبغات في البشرة من ما سبب لها أن تصبح ذات بشرة بيضاء ورموش بيضاء أيضاً.

"معتز" لديه خمس سنوات لديه بعض الحروق في يده.

"محمود" في الثاني عشر عاماً.

"عبدالله" في الرابعة عشر من عمره لديه بعض التشوهات في مناطق متفرقة من جسده.

"محمد" و"محمدين"اخوين توأم في بداية عامهم الثامن عشر.

في الجهة المقابلة كان "عدي" قد خرج من الشقة التي يقطن بها، صعد إلى تلك السيارة الصغيرة ذات اللون الأسود، لم يكن عليها
أي رقم هاوية.

أخرج "عدي" جسده خارج السيارة وقال إلى أحدهم وهو يسير:


- هل معك شعلة؟

نظر له ببعض الاستغراب بسبب ذلك القناع الذي على وجهه، ثم ابتسم له واقترب منه؛ في خلال ثواني كان فاقد هذا الرجل وعيه مربط الأيادي ومغلق الفم.

ثم سار بسيارة و كانه لم يفعل شيء، وكما فعل في الرجل الأول فعل في الثاني.

بعد وقت كان يفتح "عدي" باب الشقة في هدوء دون أن يشعر به أحد، تاكد أن الجميع في غرفهم، بدأ في إدخال هذين الإثنين إلى غرفتة دعوني أقول إلى غرفة مخصص له هو فقط وليست غرفة النوم.

كانت الشقة في الطابق السفلي من المبنى، كان مبنى صغير مكون من طابقين فقط منعزلاً عن باقي المباني.

كان يسير "عدي" ذهاباً واياباً داخل الغرفة، داخله مشوه، يريد الانتقام؛ إلى أن استفاق الأول ثم الثاني، أقترب "عدي" من وجه الرجل بشكل كبير وهو يضحك بصخب دون سبب محدد.

صرخ الرجل في فزع وخوف بسبب ضحك هذا المختل، وبسبب تلك الاربطه التي تلتف حول يده وقدمه وقال:


- من أنت؟، ماذا تريد مني؟

ابتسم "عدي" قائلاً:


- أفضل ما في هذه الغرفة أنها عازلة للصوت، هذا جيد اليس كذلك؟

جلس "عدي" القرفصاء أمامهم قائلاً:


- بتاكيد لن تفلت من ما فعلت بها، تعلم أنني أفعل الكثير من أجلهم، في الحقيقة جميعاً نفعل لبعضنا البعض، وما سوف أفعله الآن لأجلهم أيضاً.

لم يتحدث أكثر من ذلك، لأن ذلك السكين كان يفعل الكثير الآن، كان شق "عدي" عنق ذلك الرجل، كانت الابتسامه تزين وجهه هذا المشهد غير مضحك بالمرة ولكن قلبه قد زرعت به القسوة من تلك النوعية في البشر.

ثم نظر إلى الآخر وابتسم بهدوء وبدأ في خلع ملابسه له في هدوء مميت رغم صراخ الآخر ولكن في النهاية فعل ما كان يريده، أمسك السكين وقطع بها عضوه وهو يقول:

- أريدك أن تموت ببطء، في هذه الفترة التي سوف تموت بها هي التي سوف تتذكر بها كل فتاة قد حاولت اغتصابها أو قد قمت باغتصابها بالفعل، كل ذلك لا يهم لأن بالكثير ساعة واحده وسوف تموت؛ هذا هو الانتقام الجيد لكم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي