الفصل الاخير

وبعد سبعه أشهر، كانت "رحمة" تنام فوق الاريكة وتضع أمامها الكثير من الطعام،قالت إلى "عدي" الذي كان يدلف إلى غرفة الطهي:

_"عدي"أجلب إلى صحن الايس كريم من لديك.

قلب "عدي" عينه وقال:

_قولت لك نطلب خادمه تساعدك ولكنك رفضت.
عبست "رحمه" قليلاً ثم عبست وقالت:

_عدي ساعدني.

كانت بدأت "رحمه" في الصرخ بشده بينما "عدي" يركض وهو يحملها نحو السيارة وهي تقول:

_ أنت السبب في ذلك، أنت السبب.

كان "عدي" فعل متوتر للغاية، فهي الآن تلد وهو لا يعلم أي شيء عن تلك الأشياء قال "عدي":

_ اهدئي.. اهدئي.. واجعليني أنا أيضا اهدا واعلم ما الذي يمكنني أنت أفعله.

صرخت به وقالت:

_ دق على"ريهام" اريدها أن تأتي إليّ الآن؛ "عدي" أشعر بالتعب الشديد، آه أشعر أن ظهري سوف ينكسر إلى نصفين، وبطني أيضاً أنظر أن بطني تتحرك بشكل قوي؛ "عدي" أشعر بالتعب الشديد.

كان "عدي" متوتر بالفعل، ولم يستطع أن يفعل شيء سوى أن يجعلها تجلس بداخل السيارة، بينما هو يقود السيارة.

بينما على الجانبه آخر، كانت تقول "ريهام":

_ أنظر إلى ذاتك وأنت تتحدث معها، هذا ليس حديث طبيعياً، لما تقول لها أن تجلب بنفسها القهوة لك؟ يمكنني أن اجلبها لك.

شعر"ماكس" بالضيق وهو يقول:

_انظري انظري يا "ريهام" أن هذه المرأه هي سكرتيره ليّ وهي فقط التي يجب أن تدلف إليّ ما المشكلة في الذي حدث، أنه طبيعي للغاية وأنا أرى ذلك.

كانت بالفعل "ريهام" تشتعل من الغضب بسبب غيرتها عليه، ولكن في ذات الوقت لا تستطيع أن تغضب منه.

استمعت"ريهام"إلى صوت رنين الهاتف الخاص بها، أجابت قائلة:

_مرحباً يا"عدي"....

لم تستطيع أن تكمل حديثها وهذا بسبب صراخ "رحمة" وحديث "عدي" المستعجل.

وقال "عدي" بعجلة من أمره:

_"ريهام"نحن سوف نذهب إلى مشفى*** جمعي الجميع تعالي إلينا على هناك.

لم تستطع "ريهام" الرد عليهم للمرة الثانية وتوجهت نحو "ماكس" وقالت:

_هيا يا "ماكس" أن "عدي" في مشفى ***.

كانت "ريهام" قد أجمعت الجميع بالفعل وذهبت إلى المشفى.

كان "عدي" يسير ذهاباً واياباً في توتر وهو يستمع إلى صوت صراخ "رحمة".

وقف" محمدين"بجانب "عدي" وقال:

_لا تقلق يا صديقي، أن كل شيء سوف يصبح بخير.

قال "عدي":

_نعم أنها سوف تصبح بخير.

بعد وقت بسيط استمع الجميع إلى صوت بكاء طفل رضيع، ابتسمت"ريهام" وهي تقول بصراخ:

_لقد آتى المولود.

قالت"ريم":

_مبارك الطفل الجديد.

خرجت الممرضة وهي تحمل طفلة صغيرة بين يدها وتصدر اصوت رقيقة من فمها.

تقدم الجميع والتف حول هذه الممرضة، حتى يرون الطفلة الجميلة.

بعد وقت دلف الجميع إلى داخل الغرفة.

كانت "رحمة" نائمة فوق الفراش، وجهها شاحب بعض الشيء، بسبب الولادة.

قبل "عدي" جبهة "رحمة" وقال:

_لقد ولدي لي فتاة جميلة للغاية تشبهني.

ضحك الجميع فقال "محمدين":

_ما كل هذا التواضع الذي يتملك منك.

بينما قال"محمد":

_قلل من تواضعك قليلاً يا صديقي.

دلف"معتز" وهو يقول في سعادة:

_لقد جلبت لكم هذا.

وأشار نحو شاب؛ عقد الجميع حاجبيه في استغراب متسائلين من هذا، فقال "معتز":

_أنه مصور، سوف يأخذ لنا صورة تذكارية.

أشارت"سهر" بيدها قائلة:

_أنا أيضاً حامل.

ضحك الجميع قائلاً:

_أووه مبارك لكِ.

دلفت الممرضة ووضعت الطفلة بين يدي والدتها وقالت:

_مبارك لكي أنها طفلة جميلة تشبهك.

ابتسمت لها "رحمة".

قال" معتز"بصوت عالي:

_الجميع ينتبه لي، الآن يجب على الجميع الوقوف بجانب "رحمة" وتلك الصغيرة حتى نجعل هذا الشاب يلتقط لنا صورة.

وقف "عدي" بجانب بجانب "رحمة" وهو يضم جسدها إليه؛ بينما "رحمة" كانت تحمل الطفلة بين يدها وهي تجلس فوق الفراش.

كان "محمدين" يقف بجانب "عدي"، ويضع"عدي" يده على عنق"محمدين" من الخلف.

بينما "محمدين" كان يضع يده حول خصر "أمينه" وتنظر له مع ابتسامة تزين وجهها.

و"علياء"تقف بجانب "أمينة" تمسك يدها ويضمها "محمد" من ظهرها.

وقفت "سهر" بجانب "رحمة" وأمسكت يدها، بينما كان يضع "ناصر" يده على موضع الجنين في جسدها.

و"ريم"تقف بجانب"عبدالله"الذي كان يبتسم لها بحب.
واخيراً "ريهام" الذي كانت تنظر إلى "ماكس" بشر وتمسك لياقة قميصه الذي مطبوع عليه أحمر شفاءه.

وتم التقاط تلك الصورة حتى تكون ذكره لهم دايماً.

أمسك"معتز"الكوب وكاد أن يتناول ما به، إلا أنه دفعه في فزع من يده بسبب وجود حشره، فصرخ الجميع في فزع بسبب صراخ "معتز" الغير مبرر، بينما وقع الشاب الذي كان يلتقط الصورة ونزف دماغه.

وهكذا كانت نهاية هؤلاء الاطفال الذين لم يكن لهم عائلة أو منزل.

كانت نهاية سعيدة، كل شخص بهم كان مجتهد وصبور وصل إلى حيث يريد، وهذا بضبط ما كان يريده منذ البداية.

كان "عدي" ينظر إلى تلك الصورة، وتذكر كل ما قد مضى، الآن هو جد إلى حفيدته من أبنته الوحيده، أبنته "سلينا عدي مازن المحمدي".





جلست"سلينا"بجانب"عدي"وقالت:

_يا والدي الحبيب ألن تمل  بعد من تلك الصورة! في كل آتي إليك أراك تمسك هذه الصورة بين يدك وتتمل بها.

ابتسم لها"عدي" بعد أن خط الشيب ظهر عليه وقال:

_تلك الصورة ذكرى جميلة داخل قلبي، في كل مرة أراها أتذكر كم كنت سيء وكم أصبحت غير ذلك.

أمسك يد "سلينا" وقال:

_تعلمي يا بنتي العزيزة العطف، السماح، المغفرة، وأهم شيء هي الرحمة، كوني رحيمه كوني انسانة رحيمه.

قالت "سلينا" بعد أن قبلت يد والدها:

_لقد تعلمت الرحمة منك يا والدي الوسيم.

ضحك لها "عدي" وقال:

_بل جميعنا قد اكتسبنا  الرحمة من "رحمة" والدتك،  أنها أسم على مسمى بالفعل.

ابتسمت له "سلينا" وقالت وهي تنظر خلفه:

_ها هي قد أتت السيدة "رحمة".

ضمته"رحمه" من الخلف وقالت:

_هل كنتم تتحدثون عني أنا؟ هل كان الحديث في خير أم في شر؟

قالت "سلينا" بضحك مع والدها:

_بتاكيد في شر.

ضحك الجميع،  بينما كانت "سلا" و"كوك"يركضون حولهم وهؤلاء هم أحفاد "عدي".

تلك هي الحياة السعيده الذي كانوا يتمنون ها، يمكن بكل بساطه أن لا يكون لديك عائلة، أن لا يكون هناك مستقبل لك، ولكن من قال أن العائلة والمستقبل لا ياتون إلا بماضي؛ على عكس كلما كان الماضي معتم.. كلما كان المستقبل.. ينير هناك اضاءه ولكنها بعيدة يمكنك الركض والوصول لها، يمكنك أن تكون أنت أيضاً النور إلى ذاتك.

"رحمه"رغم كل الذي مرت به إلا أنها تمسكت بالانسانيه الذي بداخلها.

"عدي" استسلم إلى الغضب وتملك منه، وسيطر عليه، وهذا ما دفعه دفع إلى الانتقام من البشر بشكل غير رحيم بالمرة.

"محمد" قرر أن يتجنب أي أحد، ويتجنب الماضي، وسار في المستقبل دون توقف، واخذ نتيجه هذا في "زينه".

"محمدين"عانه  سنوات بسبب الماضي الذي لم ينساه قد، ولم يستمتع بحياته إلا بعد أن ترك الماضي إلى أصحابه.

هذه هي الحياة نترك كل شيء سيء بها ونسير نحو الجيد فقط، لا تحاول الانتقام اجعل في داخلك الرحمة وكل رحمة بها جمال الروح يظهر في رحمتك.

تحلى بالصبر وامسك درع الرحمة ولف  حولك السلامة والعفه، تجنب الماضي وتوجه للمستقبل، ودعك من الشر وانظر إلى السلام تقدم نحو الخير ودعك من الشر أن في الخير سلامة النفس وطهارة  الروح.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي