وريث الذئاب

NouraMohamed Ale`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-06-25ضع على الرف
  • 88.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل1

الفصل الأول

كان يعرف أن الغدر قد يأتي في لحظة، لكنه لم يضع في عقله فكرة أن يحدث له هذا، لقد تم إستدراجه إلى خارج القطيع، وها هو يشعر بتلك اللعنة التي ألقيت عليه، لا يستطيع العودة إلى أرضه.

ألفا "راكان" سيموت في هذه اللحظة.

بحث بعينه وأستغل قوة النظر وباقي حواسه ، وأخذ ينظر حوله يبحث عن أي مكان يفر إليه، شعر بشيء غريب رائحة تجذبه إلى ذلك الكوخ على بعد أميال، وجد نفسه يحاول قدر الإمكان أن يسيطر على الحواس بداخله...

تلفت حوله لينظر إلى ذلك البيت على الجهة الأخرى ليستغل سرعته وهو ويركض ليحصل على شيء يرتديه قبل أن يتحول إلى بشري أخذ يبحث عن بعض الملابس لعله يستر بها نفسه...
عقله يثور عليه ذئبه يتكلم داخل رأسه:

جاك: ماذا تفعل هنا راكان عليك أن تفر
راكان: حقا
جاك: أجل ليس الوقت المناسب لتبحث عن المايا خاصتنا.

قلب راكان عينه بسأم وهو يقول:
أتظن هل بقى لنا الكثير من الوقت؟!

جاك: ماذا تعني؟!

لكن راكان اغلق المجال أمام أفكاره ليأخذ بعض الملابس الموجودة على أحد المناشر، يرتدي بعض منها، كان يبدو مختلفا كل الاختلاف عن ذلك الكائن الذي كان عليه منذ لحظات.

أنيابه البارزة اختفت لتصبح أسنانا متراصة ناصعة البياض عينه التي يختلط الذهبي مع الأسود ليكون لون فريد تحوطها أهداب طويلة سوداء لونه الخمري شعره المائل إلى الأشقر كان خليطا مختلفا، شخص بجاذبية مفرطة لن تراه في العادة وقف بذلك المكان...

ينظر إلى تلك التي تتحرك داخل الكوخ، وكأنها خارجة من نطاق الزمن أدرك أنها تعيش بمفردها لو كان لديه وقت أكثر لتعرف عليها بطريقة تليق بها، لكان آت لبابها بسيارة فارهة وأخذها إلي سهرة قرب القمر،

ثم يرجع بها إلى قصره لتتعرف على اللونا" أمه" ولتدرك أنها سوف تكون لونا القطيع، ربما لكان حبسها داخل قلبه إلى أن تقتنع به وبكلامه وبقطيعه.

هذه البشرية الحسناء تفوح منها رائحة تأثره وتأثر ذئبه الهائج، الذي يريد في هذه اللحظة أن يضع علامته عليها، يريد أن يوسمها بختم الملكية ليعرف الجميع أنها له...

ودون أن يشعر وجد نفسه يتحرك إلى مكانها وكأنه مغيب يتبع حواسه هو يريد البقاء معها حتى لو لم يعد يبقي له إلا أيام قليل سوف يقضيها معها هي خاصته ولكن ماذا عليه أن يخبرها...

"أنا مستذئب وأنت المايا خاصتي"

ماذا عليه أن يقول لها "علي إن أترك نسلي معك"
"على أن أترك لك طفلا قد تعاني به! وقد لا تستطيع أن تتعاملي معه!"

كل هذه الأفكار في رأسه ولكن من يلوم عليه، أن راكان في هذه اللحظة يشعر أن الموت يدنو منه، لن يترك لعقله الفرصة ليفكر طرق الباب أستعمل كل ما يملك من سحر ليسيطر عليها

أنتظر أن تفتح ولكنها ظلت مترددة كان يشتم رائحة الخوف تنبع من داخلها، يدرك ما تفكر فيه يستمع إلى أفكارها، القوة وعقلها يقول:

_من الذي يقترب من بيتها أو يعرف مكانها؟! لا أحد يعرف بمكانها...

جاك همس في عقل راكان:
_هي أيضا هاربة

راكان: ولكن السؤال الأهم من من هي هاربة؟!

وقفت تلك الجميلة صوفيا رقيقة القد خلف الباب مترددة أن تنطق ولكنها شعرت بشيء غريب؛ يجذبها نحو الباب!

تحركت دون إرادة منها لتقف أمام الباب من الداخل وتنظر له وكأنها تغوص بداخله، وكأنه يسيطر على حواسها، ودون أن تدرك ماذا تفعل كانت تنظر خلفه، كأنها تدرك أن هناك من سوف يتبعه...

لم تسأله من أنت؟! لم تطالب منه تفسيرا عن سبب وجوده أمام بيتها المتواضع، أو بمعنى أصح ذلك الكوخ الذي هربت فيه من الدنيا.

لكنه نظر لها بحاجب مرفوع، جعلها ترجع خطوة إلى الخلف وكأنها ترحب به، كأنه يعلن سيطرته على المكان شيئا غريبا يحدث لصوفيا لكنها لا تدرك ما هو...

أغلق الباب وهي تتحرك إلى الداخل كأنها تحت تأثير قوة مغناطيسية هائلة...

لكنها لا تدرك أنها تحت تأثير ذلك المستذئب! أو الهجين الذي دخل إلى بيتها؛ دون أن تعرف ماهيته لو تركت لعقلها الفرصة لأدرك أنه مختلف أن الملابس تكاد لا تناسبه أن جسده العضلي يكاد يمزق ما يرتديه...

عينه الغربية ترسل إشعاعا قويا ورسالة واضحة بالتملك لقد قرأت الكثير من الروايات عن أبطال غريبي الأطوار، وها هي تصادف واحدا منهم
علقها يفكر في أمر غريب ماذا قد يحدث، إن كان متطرفا أو مجرما هاربا

كاد راكان أن يضحك على أفكارها التي وصلت له ولكنه انتبه إلى باقي أفكارها وهي تتساءل

منذ متى تسمح لأحد بالدخول إلى بيتها؟! لا الأمر ليس فقط بيتها هناك شعور غريب يتملكها كأنها رأته من قبل لقد كان ذلك الذئب الكامن بداخله يتواصل معها؛ يسكن أحلامها الوردية كأنه فارس الأحلام.

ولكنها كانت تتحرك! بينما هو ينظر حوله يستكشف المكان كوخ بسيط من الداخل ولكنه مريح الي حد بعيد هو نفسه لا يعرف سبب شعوره بالامان والهدوء الذي تملكه بسبب المكان ام السكان؟!

راكان: أسف لإزعاجك ولكني أحتاج لمساعدتك.

نفضت صوفيا عنها تلك الهالة التي تحاوطها وهي تقول:

_ كيف عرفت مكاني؟!

راكان: في الحقيقة قادني القدر إليك.

«نظرت له بتشكيك وعينها تحمل خوفا فطريا ومن يلومها.»

راكان: لا تخافين لن ااذيكي.

صوفيا: حقا يا... ما اسمك؟

راكان: "راكان" يا...!

«ورغم أنه يعرف اسمها وكل ما تفكر فيه إلا أنه انتظر أن تخبره اسمها؛ حتى لا يثير شكها.»

صوفيا: يمكنك أن تناديني "صوفيا".

راكان: شرف لي معرفتك وأشكر الظروف التي قادتني إلى هنا لأعرفك.

«ابتسمت وهي تتحرك لتعد له الطعام والشراب؛ كأنه ضيف مرحب به، عينه التي تلحقها وكأن نظراته أعذب من كل كلام الغزل، ابتسامته التي تظهر وسامته وهو يجلس بهدوء...فلقد ابتعد عن ذلك المكان الذي فر منه، ولكنه أيضا بعيدا جدا عن مملكته وقطيعه، وهو هنا في عالم البشر في ضيافة بشرية...

يبهره جمالها تأثره برائحتها النفاذة، التي تعادل توافيه خاصة له، وهو لا يريد في هذه اللحظة إلا أن يأخذها إلى ذلك الفراش؛ ليشبعها حب ليذيقها فنونه ويدمغ ملامحها وجسدها بصك ملكيته لها، تلك العلامة التي سوف يوسم بها موضع الوريد...

بينما أفكاره تأخذه، وضعت أمامه الطعام رفع عينه لتتلاقي بخاصتها وهو يهمس بكلام لم تفهم ما هو!؛
لقد كان يتكلم بلغة لا يفهمها البشر!

هنا نظرت له باستفسار؟

راكان: كنت أشكرك أيتها الجميلة.

صوفيا: لا يوجد ما يستحق الشكر، أنه بعض الطعام وبعدها يمكنك الذهاب...

هنا هاج الذئب الكامن بداخله وطنن في رأس راكان بأفكار واضحة وهو يقول:
_إياك أن تذهب أنها رفيقتنا لن نتركها
تواصل راكان معه عبر ذلك الرابط الخاص بهم: الان لا تريد الذهاب؟!

ولكنه ابتسم لصوفي وهو يستعيد السيطرة علي أفكاره وهمس:
_أنه كرم كبير منك آنستي

نظرت له بحيرة؛ فهي لم تستمع لأحد يتكلم بتلك الطريقة منذ زمن، ربما في تلك الأفلام التاريخية، التي تتكلم عن ملوك العصور الوسطى، لكنه أدرك ما تفكر فيه لذي وقف بالقرب منها ليسحب لها المقعد .

راكان: هذه عادة في بيئتي.

صوفيا: بيئتك؟!

راكان: لست من هذه البلاد، لكني تعرضت للخداع؛ هناك من يسعى خلف ملكي!.

صوفيا: ماذا قلت؟ هي أنت..!

راكان: أجل كما فهمتي، أنا ملك لإحدى المناطق

نظر إلى الفضول علي وجهها وكأنها تريد أن يخبرها بالمزيد....

ولم يتأخر ولكنه همس بجوار أذنها:
_ يمكنك الجلوس اولا وتناولِ الطعام معي؛ فلم أعتد تناوله دون حاشيتي.

صوفيا: حاشيتك..؟!

راكان: اجلسي أيتها الجميلة وسوف أخبرك...

تلاقت عينها به وهي تشعر بأنه يملي عليها ما يريد بنظرة واحدة، وهمس صوته وهي تستجيب تحت تأثير غريب، يغلف قلبها ويحاوط عقلها!

كل شيء في هذا الرجل يثيرها يجذبها إليه، هي نفسها لا تعلم ما هو سبب مشاعرها! هل لأنها بعيدة عن العالم البشري؛ منعزلة منذ زمن أم هل تحتاج لرجل؟! ولكن لما هو؟ لا تعرف!

فقط تريد أن تنظر له تقترب منه وأكثر من ذلك بكثير..

كان تفكيرها يظهر في عينها يجعلها يبتسم يشعر بالانتشاء وذلك الذئب الكامن بداخل الألفا راكان؛ يزمجر مصدر أصوات تدل على الفرح، وأن ترك له راكان السيطرة ووسمها الآن وأخذها أسفله...

ولكن هل ما تشعر به طبيعي أم هي تحت تأثير أفكاره هو، ولكن راكان أخذ السيطرة من ذلك الذئب الجامح وأشار لها لتنتبه له..

تنظر له بعين محملة بصراع من الأفكار!
راكان: في ماذا شردت أفكارك عزيزتي؟!
شعرت صوفيا بالخجل وكأن علم ما تفكر فيه.
أربت على كف يدها، وهو يحرك إبهامه على كفها مستغل ذلك التشتت الذي تشعر به، وهو يهمس..

راكان: يبدو أن وجودي يزعجك؟

صوفيا: على العكس يا...

راكان: هل نسيت اسمي صوفي؟

صوفيا: بالطبع لا؛ ولكن لا أعرف هل من المناسب أن أناديك باسمك فقط؟

راكان: وماذا في ذلك؟

صوفيا: لقد قلت أنك ملك...

راكان: أجل ولكن ليس عليك أنت...

صوفيا بخجل: لما؟!

راكان: ربما لأنك مميزة؛ هناك شعور قوي يتملكني ما أن رأيتك...

صوفيا: ماذا؟!

راكان: كما سمعتي جميلتي.

كان راكان يتكلم وذئبه يهلل بالداخل، ينتظر تلك اللحظة
التي تعلن خضوعها، يقوم برسمها.

صوفيا: لا أعرف كيف أرد عليك! ولكن أنت لا تعرف عني شئ ولا أنا أيضا، ويبدون أنك تتعجل الأمور.

راكان: ربما كلامك صحيح ولكن هناك أشياء قد. تحتاج عمرا كاملا لتحدث، ولكنها تأتي دون تمهيد لقد ظللت عمرا كاملا ابحث عنك وانتظر حضورك لاكتمل بك رفيقتي، وها أنا أركي هنا في هذه الظروف الغريبة..

صوفيا: هل تريد أن تخبرني أنك لا تملك زوجة أو عشيقة

راكان: لا، لست متزوجا ولا أحبذ العلاقات الخالية من المشاعر يجب أن يكون هناك رابطا قويا بيني وبين اللونا المستقبلية.

صوفيا: اللونا؟!

راكان: أجل صوفيا أنت هي لونا مملكتي، ولكن هناك الكثير يجب أن تعرفيه عني، ولكني أحتاج للكثير من الوقت لأقول..

كان قلبها يرقص وهي تستمع لهمسه العذب، ولكنها لم تقو على الرد وأشارت إلى الطعام فابتسم وهو يتناول الطعام، ويتحدث معها في أشياء كثيرة.

حتى أنها لم تشعر بالوقت، لقد دخل الليل وهم في مكان بعيد كل البعد عن المدينة!

لكن ذلك الطعام جعله يستعيد بعضا من قواه، ويشعر برغبة كبير للتواصل مع القطيع عن طريق الرابط بينهم، ولكن ماذا يقول لقد استطاع أعدائي الإيقاع بي؟! عن طريق أحد الأصدقاء!

الذي تعرض للخداع هو الآخر ودون أن يشعر، كاد ان يسلمني لهم وما أن أدرك ما يحدث أوشك علي أن يضحي بعمره من أجل إنقاذي...

ليس هناك ما يقال يبرر ما حدث وليس هناك مجال يطمئنهم عليه، هو الأن يتناول الطعام، ويتناول معه تفاصيلها وملامحها الدقيقة الجميلة التي تؤثر روحه وقلبه قبل ذلك الذئب الكامن بداخله؛ الذي كاد يعوي بصوت مرتفع!

وهو يشعر انها تظهر اعجابا خفي تحاول السيطرة عليه..

مر وقت وكانت تحمل ما تبقي من الطعام، وقتها نظر لها بابتسامة وهو يقول:
_ إلا يوجد لديك شيء نسمعه صوفي

- ماذا تحب ان تسمع

_ شيء هادئ

نظرت له بتفكير وتحركت إلى مشغل الاسطوانات، لتضع إحداهما فهي كانت انيسها في الأيام الماضية، وما أن انسابت الموسيقى العذبة تغرق المكان، حتى شعر ألفا راكان بالاسترخاء

ابتسم وهو ينهض يساعدها كادت ان ترفض، وهي تقول:
_ لا يجوز جلالتك!

ابتسم بعذوبة وهو ينظر لها بوله وهمس بالقرب من أذنها وهو يضع ما بيده على ذلك المكان في المطبخ وقال:
_ جلالتي على الجميع، ولكن ليس أنت.
اقترب بشفتيه يمس خدها بقبلة الرقيقة جعلت قلبها يعزف طربا وتلك الفراشات الوردية تضرب داخل صدرها وقلبها البكر، وجعل الذئبه يثور ويهيج ويريد المزيد..

تراجع كما اقترب بنفس الخفة والسرعة أما هي ظلت واقفه مكانها على الحوض، وكأنها تريد شيء يدعمها؛ لتستطيع ان تقف! وقلبها يقول لها:
_ ماذا هناك صوفيا؟ ماذا يحدث لنا؟! هل إنتهت سنوات الوحدة هل أتى من بين كتب الاحلام ليعوض تلك الأيام التي عاشتها وحيدة؟! بين جدران هذا البيت!

كل ما كانت تفكر فيه كان يصل الى راكان؛ الذي كان يفعل المستحيل حتى يسيطر على جاك الهائج الذي لا يريد في هذه اللحظة، إلا أن يظهر للعلن، ولكن هل تستطيع صوفيا ان تتقبل وجهه الآخر؟!

هل تستطيع صوفيا ان ترى رجلا يتحول الى ذئب يعوي؟! ويقف على أربع!

اعتقد انها لا تستطيع ولا يستطيع اي منا بسهولة ان يتقبل ذلك الوضع الغريب، لذا عليه ان يمهد لها، ان ينتظر ان تتقبل كل شيء عنه..

لكن هل يأتي ذلك اليوم؟! هل ياتي اليوم الذي تستطيع أن تمتطي ظهره ليحلق بها في المروج؟!

وهل تمهله الحياة ليعيش تلك الأيام أم عليه ان يفر هاربا قبل ان يرى الكره والخوف في عينها؟!
يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي