الفصل الثالث

سجينة الذكريات
الفصل الثالث
للكاتبة ندى محسن|White Rose

نظر اياد لها وقد بدى غاضبآ
-لا احب الفوضى حافظي على نظافة المكان بإستمرار فلا نطلب منكي ان ترتبي المنزل فقط اهتمي بالمطبخ هاا
اومأت له وعيناها لم تبتعد عن عيناه بقيت ساكنه لينظر لها ببعض التعجب ومن ثم تركها وخرج ابتسمت بتهكم
-لن تشعروا بالسعادة من اليوم سأدمركم جميعآ لكني اتسائل لماذا يعامل نجدت ابنته بتلك الطريقة ما السبب وهل هي ابنته حقآ ام لا؟
سمعت اروى دق الباب لتتعجب هل من الممكن ان يكون نجدت
-اروى هل انتي نائمة؟
سمعت صوت اياد لتقف بتردد وتفتح الباب
-اياد...
ابتسم وهو ينظر لها
-ماذا بكي ما الأمر لم تخرجي منذ ان اتيت ما الذي يحدث لكي؟
ابتلعت ما بحلقها ونظرت له
-انا.... فقط اشعر بالإرهاق لا اعلم لماذا
اقترب وقف امامها
-ان كنتي تريدين الذهاب للطبيب سأءخذكي الأن
هزت رأسها بنفي
-لا تقلق انا بخير يا اياد...
اومأ لها
-يمكنكي ان تتحدثي معي اذا اردتي هذا يمكنكي ان تطمئني سأساعدكي فلا اريد ان اراكي بهذا الشكل لا ارغب في رؤيتكي حزينة
نظرت اروى له شعرت بالحزن والألم يعتصر قلبها
-لن تصدقني... ولن تستطيع فعل شيئ
هز رأسه بنفي واقترب امامها
-لا سأفعل اي شيئ لأجلكي اعدكي...فلا يوجد لدي اخت اخرى يا اروى انتي الباقية لي..
ابتسمت وهي تنظر له
-حسنآ فالتدخل
ابتسم ودلف لغرفتها وهي اتت لتغلق الباب لتجد نجدت امامها علمت انه كان يستمع لهم شعرت بالصدمة لم تتخيل ان يكون يراقبها...
دلف لغرفتها
-ماذا هل تخططوا لمصيبة ما
ضحك اياد وهز رأسه بنفي
بلا نتحدث كأخ واخته
ابتسم نجدت وهو ينظر لأروى
-لنتحدث كأب واولاده ما رأيكم! ما رأيكي يا اروى
ابتلعت ما بحلقها وهي تنظر له رأت نظراته التحذيرية والتي تهددها بوضوح
-ماذا يا اروى لتتحدثي
هزت رأسها بنفي
-شعرت بالصداع لنتحدث فيما بعد ارغب في النوم الأن
وقف اياد واخذ نفس عميق لقد كان يشعر بالأرهاق لكنه اراد الأطمأنان عليها فقط ذهب لغرفته لتغمض عيناها بضيق وغضب جلس نجدت امامها بعد ان اغلق الباب
-انظري لي
ابتلعت ما بحلقها وهي تنظر له علمت انه لن يمرر هذا
-لا تتصرفين بغباء انا اعلم ما الذي تحاولين فعله اعلمه جيدآ تحاولين ان تجذبي انتباه اياد ليتعاطف معكي اليس كذلك؟
انفعلت اروى
-انت شخص غير سوي انت مريض
امسك وجهها بعنف وغضب شديد
-لا اريد سماع صوتكي هل تفهمين لا اريد ان استمع لصوتكي او اسمعكي تتحدثين مع احد بشان اي شيئ والا سأجعلكي تندمين
نظرت له بدموع والم
-فقدت من كان يعني لي كل شيى هل تظن ان هناك شيئ سيهمني من بعد هذا لا اصدق ما تقوله حقآ لا اصدق...
ابتسم نجدت بسخرية ابتسامة خبيثة جعلتها تشماز منه
-اجل هناك شيئ ثمين جدآ لكي ان كنتي تحبينه حاولي ان تتفهمي الأمر
تعجبت ونظرت له ليبتعد عنها ويخرج هاتفه يفتح الأستوديو ليريها فيديو جعلت عيناها تتسع بصدمه بل صدرت منها شهقة فزع جعلته يسرع بغلق الباب حتى لا يستمع لها احد وابتسم ببرود لا يتناسب مع حالتها
-ما رأيكي اخبريني بماذا تشعرين
اقتربت منه في حالة من الصدمة وعدم الأدراك
-انت كيف... مستحيل انت تكذب هذا الفيديو ليس حقيقي
ابتسم نجدت وهو يرى ان خطته تسير على ما يرام
-بلا حقيقي انتي تعلمين من وقت لأخر اشعر بالملل وقررت ان يكون هو تسليتي
لا تعلم هل تبتسم ام تبكي وتنهار
-لماذا وكيف... كيف فعلت هذا اخبرني كيف استطعت فعلها هو حي هو على قيد الحياة مروان لم يموت مروان لم.... لم يتركني
ابتسم نجدت وهو يرى كم ان هذا فرق معها واثر عليها
-انا مستعد لأن ارحمه قليلآ لكن ماذا يمكنكي ان تفعلي مقابل هذا؟
نظرت له بدموع
-لماذا تفعل هذا معي ماذا فعلت انا لك
اقترب حاوط خصرها لتبعد وجهها وهي تبعد يده
-توقف قلت لك توقف عن هذا
ابتسم لها بغضب وقام بدفعها لتسقط على السرير
-اخبرتكي مرارآ ان تكوني هادئة هااا ومازلتي تفضلين ذلك الحقير كما تريد لا يستطيع مساعدة نفسه حتى بل اصبح مجرد مدمن على المخدرات في هذا المخزن
اغمضت اروى عيناها بحزن والم
-ما الذي تريده مني اخبرني...
ابتسم نجدت وقد اعجبه استسلامها فهو يعشق هذا مازال هناك الكثير بشخصية نجدت لم نستطيع استكشافها...
-احسنتي لا اريد لكلمة بيننا ان تخرج لشخص اخر مهما كان ان علمت بهذا لن ارحمكي ولن ارحمه تفهمين؟ سأجعل دماءه تنفذ امام عيناكي هذا وعد مني ان خلفتي شرط من شروطي...
اومأت له وهي تعلم ان لا شيئ يستطيع الوقوف امامه...
-حسنآ سأفعل انا سأفعل...
ابتسم نجدت واومأ لها فلقد احسن التصرف وحمد الله انها لم تتحدث مع اياد وانه كان يراقب الوضع اقترب منها لتبتعد على السرير لينفعل
-توقفي عن التصرف كالأطفال اثبتي
نظرت له وقد بدت كارهه له كثيرآ
-لن اتحدث مع احد وانت ضمنت هذا إذآ اخبرني لماذا تتصرف بهذا الشكل معي ماذا فعلت لك وهل انت زوج امي حقآ انا واياد لسنا ابناءك؟
هز رأسه بنفي وهو يبتسم ابتسامته الباردة التي تستفزها كثيرآ
-الأمر ليس كذلك اياد هو ابني وابن يسرا ايضآ
نظرت له بذهول
-وانا؟
اقترب نجدت وضع يده على وجنتها
-توفى والدتكي وهي تلدكي وتوفى اباكي لقد كنت اكرهه كثيرآ لكني اخذتكي وقررت ان تكوني ابنتي ويسرا لم تمانع...
ابتلعت ما بحلقها بصدمة والم
-انت تلعب بي انت تسخر مني
ضحك وهز رأسه بتهكم وتركها ليخرج وقد وضعها في دوامة جديدة تعجز عن الخروج منها لا تعلم هل هو يقول الحقيقة ام يتلاعب بها وهل من الممكن ان يكون هذا صحيح وان يكون سبب لكرهه لها؟
تساقطت دموعها وبقيت تبكي طوال الليل لا تعلم كيف تتصرف ولا تعلم الى اين تذهب ولمن تذهب فمن الذي سينجدها من يد اللواء نجدت؟؟

-انا...
تحدثت هناء في الهاتف في اليوم التالي بالصباح الى معتز الذي اجابها بغيظ
-انتي ماذا؟
التسمت هناء بخبث
-انا سأجعله يقع بحبي...
اتسعت اعين معتز بعدم تصديق وصدمة
-عن من تتحدثين اخبريني؟؟
ابتسمت بخبث شديد وهي تقف بحديقة الڤلة تتأكد من حين لأخر انها بمفردها
-سأجعل اياد يقع بي يحبني ومن ثم سيقضي عليه هذا الحب سيكون منتهى العدل مثلما حدث مع اخي فحبه لتلك الساذجة المدعوة اروى هو السبب فقط حبه لها كان العائق امامه وانتهى الأمر بموته اي عدل هذا
انفعل معتز وهو لا يق انها تفكر بتلك الطريقة
-انتي جننتي يا هناء ماذا لو قامو بأذيتكي اخبريني ما الذي ستفعليه حينها يا فتاة؟
اغمضت هناء عيناها بضيق
-معتز ارجوك لا ينقصني حديثك فأنا لن اتراجع واشعر بالتوتر بمفردي اجعلني اذهب الأن قبل ان يأتي احد وسأتحدث معك فيما بعد وداعآ...
اغلقت معه وذهبت للمنزل صعدت على الدرج والصمت يعم المكان تذكرت تعليمات يسرا ان اياد يستيقط في السابعة نظرت لساعة يدها لتجدها السادسة دقت الباب ولم يجيب اعادت دق الباب دون جدوى لتقم بفتحه وتجده نائمآ ابتسمت بتهكم هامسة سرآ
-تنامون براحة كما لو انكم بلا ضمير كيف ينام الأنسان وهو ظالم وهو يظلم غيره كيف ينعم بالراحة لا افهم لقد عجزت عن فهم هذا الأمر حقآ...
اقتربت من اشياءه الخاصة تذكرت حديثه يبدو انه مهووس بالترتيب والتنظيم ولديه فوبيا عالية من الفوضى ابتسمت بتهكم
-اكثر الأشخاص حياتهم مليئة بالفوضى ما يهمهم ترتيب اشياءهم الخاصة ليس الا كم هذا مثير للسخرية وضعت العطور بعكس مكانها في محاولة منها لإزعاجه ونزع صباحه فقط...
ذهبت تحركه وتحاول ان تجعله يستيقظ
-انت تحرك هيا استيقظ هياااا
حركت زراعه ليفتح عيناه ويجلس سريعآ وهو يشعر بالدهشة
-ماذا بكي ما الأمر؟؟
-اليس لديك عمل لتذهب اليه؟ استيقظ حتى تذهب لعملك هيا..
نظر بالمنبه جواره
-مازالت هناك ساعة من قال لكي ان تيقظيني الأن
ابتسمت هناء وقد بدت تريد ازعاجه
-والدته
هز رأسه بتهكم وغضب
-اخرجي الان ولا تقتربي من غرفتي
اومأت له ومثلت الخروج لكنها فكرت سريعآ ماذا ستفعل وقامت بالسقوط فوقه لتتسع عيناه بصدمه وهي مثلت الدهشة بقيت ثواني مكانها لتبتعد وهو يجلس وقد احمر وجهه وتحول وجهها للون الأحمر وهي تنهر نفسها عن كل شيئ تقوم به
-اعتذر فقط التوت قدمي اسفة
وقف امامها وقد بدى منزعج كثيرآ
-اهبطي للأسفل وليس لكي شان بي لا تصعدين الى هنا مرة اخرى ان كنتي تودين الأستمرار بالعمل لن احذركي مجددآ..
دلف لحمام غرفته بينما هي رمقت الباب بغضب وتهكم وهبطت للأسفل....
خرج اياد من بعدها وقف امام المرأة وهو يجفف شعره ليرى ان الأشياء ليست بوضعها الصحيح لينفعل
-تلك الغبية ما الذي تفعله بالضبط في غرفتي لا اعلم ما جنسها تلك واي خادمة تتصرف بتلك الطريقة هناء ايتها ال الصبر...
صمت حتى لا يخطئ واخرج زي العمل الرسمي ليرتديه والذي لم يكن سوا بذلة قام بإرتداءها وهبط وجد الكثير من الكعام الشهي ليرفع حاجبيه بذهول
-انتي من احضرتي هذا؟
ابتسمت هناء واومأت له
-اجل كنت اجلس فلقد استيقظت باكرآ وقررت ان اتسلى فصنعت هذا
ابتسم اياد ونظر لها وقد بدى معجب بشكل الطعام
-وهل الطبخ متعتكي؟
هزت رأسها بإيجاب وهي تتأمل طاولة الطعام
-اجل متعتي... فلقد كان اخي يعشق تناول الطعام من يدي وهذا كان كافي لأن اعشق سنعه بالنسبة لي...
اقتربا حاجبي اياد في تعجب ولكنه لم يعلق علة حديثها فلا يهمه سؤالها والتدخل في حياتها بشكل عام...
جلس يتناول الطعام وهي تتابعه لينظر لها بحيرة
-هل يوجد شيئ ما؟
هزت رأسها بنفي
-انت لا تريد شيئ؟
ابتسم وهز رأسه بنفي
-لا ولكن بإمكانك الجلوس ومشاركتي...
تعجبت لتتسع عيناها ونظرت حولها
-هل استطيع هذا؟
اومأ لها وهو يضحك
-تستطيعين بالطبع اجلسي...
جلست معه وهو يتابعها ويبتسم
-تبدين حمقاء...
اقربا حاجبيها بتعجب ونظرت له بعبوث ليضحك
-اما امدحكي
تعجبت اكثر من طريقته وبدأت في تناول الطعام وقبل ان ينتهوا هبط نجدت كان يبدو سعيدآ للغاية اليوم
-صباح الخير...
-صباح النور يا ابي
اجابه اياد لينتبه نجدت لجلوس هناء ويقترب بتعجب
-انتي ما الذي تفعليه؟
نظرت هناء لأياد ليبتسم بهدوء
-اخبرتها انها تستطيع مشاركتي...
اقترب ووضع يده على على كتفها لتتعجب وينتفض جسدها وهي تقف مبتعدة عنه ولم تستطع ان تداري نظرات الغضب والكره بعيناها وقف اياد
-ما الأمر ماذا بكي اهدئي..
ضحك نجدت وهز رأسه ونظراته الخبيثة لم تفارق عيناه
-اهدئي ما الأمر انتي بعمر ابنتي وضعت يدي على الكرسي هذا كل شيئ
كانت هناء تنظر له بإنتباه دون حراك الى ان اقتربت وقامت بصفعه...

#يتبع
للكاتبة ندى محسن|White Rose
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي