29

مرة ثلاث اسابيع و في هذه الثلاث أسابيع حدث الكثير و الكثير من الأمور منها كانت جيدة و أخري كانت سيئة.

بالنسبة لرايز قد تم عقد هدنته مع عصابة ميلو فقد أعطاهم السلطة التي كانو يريدونها بشرط أن يعملو بصالح نتاشا بشكل قانوني و عدم اختراق القوانين التي تملى عليهم و الحفاظ علي سلام القطاع الثالث عشر، و اتكمل كل شيء بعد أن قضو علي قوة عصابة ديغو و حطمو ساسها بما ان عصابة ديغو هم أساس الشر فلم يكن لرايز الا ان يقف مع الحق برغم من أن عصابة ميلو كانت شرسة الا ان أعمالها السيئة كانت فقط حول تجارتها الغير قانونية مع الأغنياء، و القتال الشرس مع العصابات الأخرى و القضاء علي العصابات الصغيرة التي لم ترق لها لكنها لم تمس المواطنون الطبيعيون، فقد وجد رايز أن عصابة ديغو هي من تقوم يصنع الإرهاب و القتل العشوائي و القضاء علي من عناء لهم الأمر بالموضوع أو لا غيرها من الأعمال الغير القانونية من الخطف و النهب و تجارة العبيد تدريب الأطفال المختطفين علي أن يصبح قتلة في صالحهم.

انتقل رايز الي القطاع الرابع عشر بعد أن أوكل الأعمال لإلياس زعيم عصابة ميلو و معه أحد اتباع نتاش الموثوقين ليتكاتفو مع بعض في تشكيل قطاع تحت سلطة نتاشا و تكوين درع من الناحية الشرقية لصد الخطر الذي يخفيه لهم الوقت.


فبعد انتقاله للقطاع الرابع عشر فقد أحدثت مواجهة كبيرة بينه و بين ذو السلطة فيها احتد معهم لفترة خمس ايام متواصلة حتى وصلت النهاية بتسليمه للقطاع بعد أن حاصرو و وقوف بعض من المواطنين بجانب فريق رايز حتى احتتم الأمر علي ذو السلطة و رفعو راية السلام.

و هكذا اكتمل بهم الأمر ليكملو الخط الدائري لحماية قطاع ريكا الذي به خمس قطاعات كخط دفاع .


سار الأمر مع رايز في هذه الأسابيع علي ما يرام و هو يسعى حول خط الدفاع بينما كان الأمر مع نتاشا التي قد ظلت مطربة طوال هذا الوقت و الأمور المتوالية تشتت ذهنها، فقد انتشرت تلك العدوة بصورة كبيرة في القطاعات القريبة من القطاع الذي ظهرت به العدوى اول مرة

يوم بعد يوم بدأت الأعراض تزداد حتى يبقى الشخص طريح الفراش، فقد كانت من حمى و إعياء و بعض من الإرهاق الي أن وصلت إلي قلة الشهية غي احمر و شحوب كبير في بشرة الجسم و نقص في نسبة الدم و المرحلة المتقدمة منه الان هالات سوداء حول العين و تحول لون الشفاه للاسود و نهاية الأصابع، مع فقد الاحساس، هذا ما آلت به الأخبار النهائية من مخبر نتاشا، رغم إرسالها لعدد كبير من الكادر الطبي للمساعدة و البحث بشأن هذه العدوة الا انها لم تحصل علي شيء.


اما بالنسبة لآدم التي اهلكته نتاشا بالرسائل، مع محاولته الكبيرة لكشف ما يجري تحت إدارته فإن الأمور تصعب عليه أكثر و أكثر بمرور الوقت، فقد كشف و في آخر الأمر عدد من العلماء يجرون بعض من التجارب الخارجة عن أوامره، ليقوم بإغالة عدد من العلماء و فتح قسم خاص لدراسة العدوة التي أثارت الجدل، لكنه رغم ميول الأحوال للان في صالحه الا انه لم يستطيع كشف مخالفات ذو الأسهم و الإدارة العلية و تجاربهم السرية التي تحت الخفاء مما يجعله الأمر يصر علي أسنانه و يجاهد لسعي نحو كشفهم في أسرع وقت.



تطرقت بالشرح عما جال مع كل البالغين و نسيت بطلة قصتنا أوري الصغيرة التي قد أحدثت تطور علي مدار الأيام السابقة و قد ذادت من نسبة قوتها البدنية التي اكتسبتها مأخرا بنسبة عشرين في المئة و كذلك و مجال رؤيتها بنسبة خمسة و ثمانين في المئة بينما اكتملت سرعة شفائها و قد اكتشفت من خلال تجاربها علي معظم الأمراض و الإصابات التي أجرت عليها التجارب انها تستطيع شفائها بسرعة تتفوات من مرض لآخر بمعدل زمني لا يفوت الساعتين و بإستعمال زكائها قد بدأت هذه التجارب بصورة سرية بعيدا عن الكل ما عدا رفيقها الذي يساعدها و هو البارد ذو الشعر الأحمر فبعد تلك الحادثة لن أقول إن قلبه قد لان او احس بخطئه تجاهها أو الفضول نحو تصرفها و مساعدته، بل حدث كل ذلك بعد أن اكتشف زكائها و تجاربها السرية التي تجريها وحدها فقط الفضول نحو ما تفعله من جعله يتعامل معها بطريقة أقل برودا من قبل، اما بالنسبة لاوري فقد قبلت ذلك بقلب طيب و علي نحو خاص هي أيضا تمتلك فضول نحو شخصيته التي وجدتها صريحة و واضحة من خلال تعبيره و غامضة من خلال تصرفاته.


بوجه طفولي و شفاه بارزة أخرجت أوري تنهيدة و تمتمة منزعجة لتجزب انتباه ذو الشعر الأحمر الذي ألقى عليها نظرة بطرف عينه و من ثم تجاهلها و القى نظراته على الكتاب الذي بين يديه، لتعاود أوري تنهيداتها و تصرفاتها الطفولية حتى يفيض كيله منها فيقول و هو يضع الكتاب جانبا بإنزعاج

" بحقك ماذا هناك"

فتميل شفتيها فيبدو شكلها الغاضب لطيف و تقول " انت حقا شخص قاسي كونر"


فيرد لا مبالي "و ما الجديد في ذلك"

تنفخ خديها ثم تخرج زفيرا و من بعدها تقول " لماذا اتحدث و انت لا تهتم اساسا"


فيتنهد بنفاذ صبر و يقول "فقط ما الذي يجول في بالك أخبريني فليس لدي صبر"


فتحيبه أوري "حسنا حسنا سأتحدث"


فيميل راسه قليلا حاثا اياها علي التحدث و يقول" نعم"

فتتحدث أوري بنبرة جدية قليلا "كل ما في أمر"


فتقطع حديثها مفكرة لوهلة من ثم تقول" اممم هل تقرأ الجرائد"

فيقول بنفاذ صبر لمرة أخرى، فهذه الفتاة قد ترفع ضغه عما قريب "و ماذا هناك "

" الأمر يتعلق بذلك المرض انه يبدو خطيرا عند النظر إليه" قالت جملتها و هي تشد قبضتها بينما آخر ينظر لها بتمعن مركزا علي ما تود قوله

تقطع حديثها و هي ترخي قبضتها بشيء من التوتر من ثم تقول" في الحقيقة اريد ان اعرف عنه المزيد فالأشياء المزكورة في الجريدة مجرد معلومات بديهية لن استفيد منها شيء لذا اريد ان اعرف اذا بإمكاني المساعدة فيه "

فيقول و هو يخلف رجلا علي رجل بنبرة رجل بالغ مربعا يديه الي صدره "كل ما في الأمر انتي تريدين دراسته و أداء بعض التجارب عليه و معرفة إذا كان دمك سيقوم بشفاء ذلك المرض أو لا، و لكنك لن تصتطيعي فعل ذلك بما ان أخاك حزرك بأن تبقي علي كل ما يعنيك و قدرتك سرا "

لتهمهم أوري بتفهم و تقول" اجل، هذا صحيح"

من ثم تلقي نظرتها علي الارض و تردف" لكن بغض النظر عن كل شيء اريد الحصول علي عينة من تلك العدوى"

فيقول بلا مبالات" اتودين الموت "


" انت تعرف ان جسدي قوي و أيضا قدرت شفائي عالية لن يصيبني الا ما كتبه الله لي " فتنهي كلماتها مع ابتسامة واثقة


فيبتسم بسخرية و يقول " يجب أن يتملك قليلا من الخوف من المجهول، فنحن لا نعلم شيء عنه "

فتقول بعبوس " قلت لن يحدث شيء"

ليقول ببرود " إذا ما الذي يعنيني بهذا لتقومي بإذعاجي كل ذلك الوقت بأنينك المزعج "


" انت تعرف ما أريد و ليس هنالك ما أستطيع اخفائه عنك"


فيقول كونر و هو يحمل كتابه "اذهبي بعيدا عني لا أريد أن اقحم نفسي في هذا"


فتقول بعبوس "لماذا "


ليتجاهلها كونر، فتردف أوري بإمتعاض" تحدث لماذا لا تريد ذلك أو سأقوم بإزعاجك مرة آخرى"


فيغمض كونر عينيه بنفاذ صبر و يخرج زفيرا عميقا " يا إلهي أعني، بصدق أوري سأقتلك يوما ما "


فتبتسم أوري بإتساع و تقول" سأنتظر أن يأتي ذلك اليوم الذي ستقتلني فيه لكن الآن أخبرني "


فيقول كونر بهدوء " لأنه أمرا خطير "


بتتحدث أوري بنبرة ساخرة" و منذ متى انت تهتم للخطر الست انت بنفسك قنبلة خطر"

فيتجاهل كونر حديثها ليقف متوجها للخارج، لتقوم بملاحقته و هي تقوم بزكر اسمه بصوت طفولي لطيف


" كونر"


"كوني "

"كوني اللطيف"

ليصر علي أسنانه بغضب و يقول بصوت حاد

" سأقتلك أوري"


فتقول بطريقة ساخرة و هي تقف أمامه بكل ثقة " اقتلني إذا، فانا اسمعها في كل مرة"


فيحرك عينيه بتململ و يقول " هل إذا استمعت لما تريدين سترحلين عني"


فتوما رأسها بأعين براقة و تقول " أجل "


" إذا معك دقيقتين" ينهي جملته مشير بإصبعيه السبابة و الوسطى



لتقول أوري بارزة أصابعها العشرة مع ابتسامة خبيثة "لا عشرة دقائق"


فيتحدث ببرود " دقيقة واحدة من الان "


"انت تعلم إذا تجاهلت ما أريد ماذا سيحدث" تنهي أوري جملتها لتبتسم بمكر

فيزداج حنقه و يقول" خمس دقائق و لا أريد أن اتناقش معك أو سأدفنك تحت الأرض"


فتبتسم بإتساع و تبرز ابهامها و تقول" اتفقنا "

فيقول لا مبالي " إذا"
فتقول أوري" كما قلت سابقا اريد الحصول علي عينة"



ليجيبها كونر" و ما تالي"


فتتحدث أوري و هي ترفع من كتفها بعدم معرفة "لا أعرف فبما ان هذه العدوة غير موجودة في هذا القطاع و الحمد لله، سيكون الحصول عليها من الاقطاعيات الأخرى المصابة"

ليرفع حاجبه و يقول مستنكرا مربعا يديه" إذا هل تريدين منا الذهاب لهناك"


فتقول أوري واضعة يديها علي خصرها "لا أين ذهب ذكائك، أيها الأحمق"

لينظر لها بحاجب مرفوع لتجيبه و تقول " انسيت أمر مختبر نتاشا"


فيتحدث مستنكرا "ألم يتم منعنا من دخوله منذ بدأ إختباراتهم و دراستهم علي العدوة"


لتجيبه بنفس نبرته المستنكرة "أجل أعلم، و لكن منذ متى و انت تبالي بهذه الأشياء أليس الممنوع عندك مرغوب "


فيقول و هو يرجع قرته الي الخلف "في الأشياء التي أريدها و تعنيني"


"هذا ايضا شيئ تريده "


" انا لا أريده، و لا أحب أحد أن يفرض علي رأيه "

فتقول أوري بوجه عابس طفولي و أعين لامعة "بحقك كيف لطفلة يبلغ طولها المتر و يبدو حجمها كطفل في الرابعة أو الخامسة أن تفرض عليك رأيها"


فيبتسم ابتسامة ساخرة و يقول" لا تنسي بعقل و فكر شرير، انا اخاف منك بصراحة و من زكائك المخيف هذا"


فتقول أوري متسائلة" إذا كنت تخاف مني لماذا لا تطيعني"


"لن اطيع فتاة تصغرني بعام و بحجم طفلة، حتى أنها بكائة" لينهي كونر جملته بنبرة ساخرة و ابتسامة خبيثة


فترتسم علي وجه أوري معالم حزينة و تقول بنبرة راجية " بحقك كوني، ساعطيك ما تريد فقط ساعدني بهذا المر أعدك"

" و هل تعرفين ما أريد " يجيبها مستنكرا

فتوما نافية و تقول "لا لا أعرف، لكن ساعطيك اياه، و إذا لم استطيع سأنتظر بابا حتى يأتي و أفي بالأمر لك "

"إذا هل ستتحملين العواقب و الأخطار لاحقا "


فتوما بالإيجاب " أجل سأتحمل، فقط قول ما تريده"


لينفي كونر حديثها قائلا " ليس في ما أريده اقصد عواقب ذهابنا الي هناك"


فترفع كفها و تقول بنبرة واثقة" انا أوري مدللة بابا رايز أعدك سأتحمل كل عواقب افعلي و طلباتي القادمة "

فيتحدث كونر مستنكرا لفعلها " هل يجب أن تقولي هذا القسم الطفولي إذا"

فتبتسم أوري و تقول " و هل ءأدي قسم الفرسان إذا"

فيقول كونر بلا مبالاة" لا أريد اي من هذه التصرفات الغبية"


فتقول أوري بالعين لامعة راجية موافقته" هل اعتبر اننا اتفقنا"


لينظر لها بطرف عينه و يمضي من دون أن يقول شيء


فتبتسم أوري و تقول بحماس إذا أراك عند المساء الساعة السادسة.



تدق أجراس الساعة السادسة لتبدأ أوري بعد دخول كونر لمختبرها شرح خطتهم في اقتحام المختبر الذي يغادره الجميع عند الساعة الثامنة، يندمجون في الشرح بتروي حتي السابعة و النصف و بعدها يستعدون لتجهيز عتادهم لاقتحام في الوقت المناسب عن الساعة التاسعة


تكتمل عملية الاقتحام ببراعة بما ان أوري تعلم كل شيء عن المختبر و تملك تصريحا يدخلها الي كل أقسامه، لتبدأ رحلتهم الاستكشافية نحو الداخل ليظهر لها عنوان القسم الذي افتتح خصوصا لذلك المرض.

يتعمق كل من اوري و كونر في ذلك المختبر الذي يحتوي عدة أدوات اختبار كيميائية و إلكترونية و غرفة تعقيم مغلقة عند المدخل الذي يعتبر مخرجا ايضا و هنالك غرفة جانبية يكتب عليها تبديل الملابس، و هنالك بعض من المعدات الغريبة الجانبية متواجدة في الطاولة، لتجد جانبا في آخر القسم غرفة مغلقة لها باب زجاجي صلب، يتقدمون نحوها ليظهر لهم سرير في منتصف الغرفة يمكث فيه جسد يبدو شاحبا بصورة غير طبيعية.

يقترب كونر من اوري الذي تصلب جسدها عند سماعها لصوت كونر الهادئ أثناء تمعنها في ذلك الجسد

" أوري ما بالك تعالي هنا تتواجد العينات"

فتخرج تنهيدة راحة بعد أن عرفو مصدر الصوت و فتركض بهدوء نحوه و فيقومان بأخذ بعض من العينات و تصفح المعلومات التي بجانبها فيبدو انهم قد نسو ترتيبها و ارفاقها مع الملفات السرية ، و هذا أرباحها من ناحية انهم قد اهملو الأمر، فقد كان ذلك سيضر المختبر إذا كانو جواسيس ، أو يبدو أنهم لم يهتم لأن النتائج قد كانت غير مفيدة بالنسبة لهم.

تلتفت أوري لتعطي نظرة أخيرة الي تلك الغرفة فتجد أن الشخص الذي فيها قد تحرك من وضعية استلقائه، لتركز أكثر فيه لتجده جالس، هل قد تحسن يجذبها فضولها الذي دائما ما يجذبها للمشاكل للتجه للإمام قليلا بخطوات بطيئة و هي تراقب تصرفاته، تحدث أوري بعض الضجة أثناء ارتطامها بطاولة كانت أمامها ليتفت ذلك الشخص نحوها، فتبدو معالمه ذات الأعين الميته التي تحيطها الهالات السوداء الداكنة التي يسيل منها سائل غريب اسود و فمه الذي يخرج نفس السائل، فيتحرك نحو الباب بشكل همجي مخيف كجسد بلا روح ليبث الرعب في قلب أوري فتسقط أرضا بملامح مرعوبة، يقترب كونر من اوري بعد سماعه للضجة بسقوط أوري لتفاجئ بمعالم وجهها المرغوبة ينظر لما تنظر إليه فيصعق من ذلك الجسد الهائج ذو الشكل المرعب الذي يريد الانقضاض عليهم لو لا ذلك الباب الذي يمنعه.


ليقوم بسحب أوري بقوة مندفعا معها نحو الخارج بقلوب كادة أن تخرج من بين صدورهم.

النهاية


ترقبو الفصل الأول و الأحداث الجديدة التي تخطف القلوب


أخبرونيما رأيكم بهذه النهاية، و ما رأيكم بالإضافة الجديدة و هل كانت الرواية جيدة ام لا أتطلع لتعليقاتكم ودعمكم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي