سولاف ( ورقة الشجر المقاتلة)

Mohamed82`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-27ضع على الرف
  • 124.9K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

أيتها العظيمة ، ورقة الشجر المقاتلة ، اين انتي في الحياة ، يتسم اسمك بالقوة ، وطبعك بالصلابه ، تعيشين في الريف أو في المدينه ، تعشقين وتعشقين ، وحين تغادرين فلا تفعلين ، فقط لأنك أنت ، ورقه الشجر المقاتله ، التي إن أرادت شيئا فعلت ، في حياتنا اوراق شجر كثيرة ، منها القوي ومنها الضعيف ، منها من يأتي ربيعها سريعا ، ومنها من يأتي خريفها اسرع ، ولكن تظلين كما انت بكل عنفوانك وصلابتك ، سولاااف ، يقولون في الامثال ، يخلق من الشبه اربعون ، هل فكرنا و لو لمرة واحده في شبيهنا ، هل نفس الملامح تعطي نفس النصيب ، وهل نفس الاسماء تعطي نفس الحياة ، وهل اختلاف القلوب يعطي العشق الزائد ، هنا وعلي ارض الطيبه سنجد شبيهتان من الاربعون ، شبيهتان الاسم والصفه وربما الشكل والجوهر ، هل تربطهما علاقه ببعضهما ، ام هو مجرد تشابه اقدار ، ولكن علي اي حال ، احيانا يأتي خريفهما سويا ، ولكن سرعان ما سوف يزدهر ربيعهما سريعا ، فقط ، لأنهم هم . . " سولاف ، ورقة الشجر المقاتلة "
بعد طرقه بقوة على الأرض مستخدما عكازه الخشبي العتيق تمتم الآغا سليمان بحنق من بين أسنانه:
- والآن حضرة الطبيب ، أتمنى أن حديثي كان واضحا بشكل كافٍ ؟
رد فارس بيأس ويده على جبينه المتعرق:
- ولكن جدي لطفاً ، إن ما تقوله حقا لا يستوعبه عقل ثم إنك . . .
قاطعه الآغا بحدة :
- بل إن ما قلته كان كافياً يا ولد ، كافياً ونهائياً وحاسماً ، ولكن يبدو أن عقلك الذي فقدته في إسطنبول ، لا يساعدك على أن تستوعب الأمر ، لا مزيد من النقاش لأنه لن يجدي نفعاً ، زفافك على إبنة عمك سيتم بعد ثلاثة أيام ، ولو كنت مكانك لاستغليت الوقت في ترتيب أموري العالقة هناك ، وجلب كل متعلقاتي وتوديع حبيبات القلب ربما ،
كان الجد ينهره بينما فارس يفرك مؤخرة عنقه بعنف كعادته كلما كان مضطرباً ، ثم تنحنح والعرق يغزو جبينه مجدداً ليكرر يائساً :
- أقسم لك يا جدي بأني لا أرفض بسبب حبيبة ولا غيرها ، ليس الأمر كذلك ، ولكنه قرار جائر يا آغا وأنت تعلم ، إنه قرار ظالم لي ولها ، خاصة وأنت تعلم برغبتي في السفر لإتمام دراستي العليا ، وتدرك بأن سولاف ما تزال صغيرة ، والأهم من هذا وذاك بأننا لا نعرف بعضنا حتى ، جدي أرجوك أنا لم أرها مذ كانت طفلة في العاشرة من عمرها ربما ،
تبسم الجد بسخرية قائلا :
- ليكن ، أمامك عمرٌ بأكمله لتتعرف عليها ، عندما تزوجت جدتك لم أرها إلا ليلة زفافنا وكانت حينها في الخامسة عشر من عمرها ، وكما ترى فها نحن الآن وقد دام زواجنا لأكثر من خمسة عقود ، وبحصيلة ستة من الأبناء والبنات والعشرات من الأحفاد ، وطوال تلك السنوات ، كانت لي نعم الزوجة والأم والجدة ، لم تكسر لي كلمة ولم ترفض لي طلبا ، فلنكن قدوتك يا ولد ، ولتتفائل بما أنت مقبل عليه لا محالة ، بل إن أردت الصدق فإن وضعك وسولاف يظل أفضل من وضعنا أنا وجدتك حينها ،
قاطع فارس ضحكة جده الساخرة ليسأله مستعجبا:
- أفضل من وضعكم في ماذا ؟
_ في أنك لست كجدك ، فأنت رجل متعلم ، وتعرف كيف تتعامل مع الناس والمرضى بشتى أنواعهم فلن تعجز عن التعامل مع فتاة بسيطة كسولاف ، كما وأنك ناضج في الثلاثين من عمرك بينما أنا حينها كنت يافعا لم يبلغ العشرين بعد ، وكذلك سولاف قد انهت دراستها بالمعهد منذ شهر تقريبا أي أنها بلغت سن الرشد بمفهومكم أنتم أيها المثقفون ،
أطرق فارس وقال متقززا :
- ولكن أن تتزوج ضمن صفقة ؟ ، فهذا أمر كريه يا جدي ، أجل كنت أسمع بقصص مشابهة في الأرياف المحيطة بنا ، منذ سنوات ، وأعلم بأنك فرضت الأمر ذاته على البعض من أبناء عمومتنا سابقاً ، ولكني كنت استهجن الأمر ولم أتخيل يوما أن يحدث معي شخصيا ،
ثم مسح بيده المرتعشة على شعره الفاحم السواد وتابع :
- أنا احترمك يا جدي ، وأنت تعلم ذلك منذ صغري وإلى يومنا هذا لم أراك إلا كوالد لي ، بدلاً عن والدي رحمه الله ، وأنا كذلك لا أنكر بأني فكرت مؤخرا بضرورة زواجي ، ولكن ، أنا أردت الزواج بعد ، قصة حب ، وتفاهم ، وإنسجام ، أردت الزواج بإمرأة لا بطفلة ، أردت طبيبة تفهم طبيعة عملي وتشاركني فيه ، لا مراهقة ما زالت تلعب في حقول القمح ، ثم إن أسوأ ما في الأمر أن زواجنا يأتي وكأنه صفقة لتبادل الأسرى ، يعني بأي منطق يا جدي سرت هذه العادة البغيضة بينكم ؟ فماذا يعني إن أراد عمي أن نوافق على زواج إبنه سعيد من شقيقتي فاطمة ، فعليه بالمقابل أن يوافق على زواجي من إبنته التي لا تعرفني ولست أرغبها ، في أي شرع هذا يا آغا ،
عندها صرخ الحد بنفاذ صبر :
- في شرع عادات وتقاليد " خطاي " ، في شرع المصالح المشتركة وصون الممتلكات ، في عرف عشيرتنا التي تضمن الحقوق والواجبات ، برباط الدم المقدس أيها المتعلم ، أنت بموافقتك على الزواج من إبنة عمك ، تكون قد ضمنت حياة زوجية مستقرة لفاطمة أيها الأرعن ، فزوجها لن يفكر في هجرها ، لأن طلاقه منها سيعني طلاق أخته سولاف منك في الوقت ذاته ،
رد فارس بهلع :
- وماذا إن قررنا أنا وهي الطلاق ، لإستحالة العيش بيننا كما أتوقع أن يحدث دون شك ؟ وماذا إن كانت فاطمة حينها سعيدة مع زوجها ؟ فهل ستجبرانهما على الفراق غصباً ؟ أساساً فاطمة وسعيد متحابان ولا .
_ إخرس يا عديم الحياء ، إسطنبولي طبعا ماذا قد أتوقع منك بعد ، وليكن بعلمك بأنه من اليوم سيتغير كل شيئ وتلك الحرية الني منحتها لك حتى تسافر وتتعلم الطب إنما كانت مؤقتة ، ويبدو أنك لم تكن أهلاً لها ، غايتي كانت أن تعود لتخدم بلدتك وأهالي عشيرتك التي نسيت قوانينها ، لتضع في رأسك بأننا هنا نتزوج إلى الأبد ولا معنى لكلمة "طلاق" في قاموسنا إلا في حالات استثنائية ونادرة جدا ، وقد حافظنا لسنوات على روابطنا الأسرية ، بزواج الأقارب هذا الذي يبعد شبح الطلاق عن بيوتنا ، ويحفظ الأرض والإرث والمال والولد ، وأنت لن تكون استثناءاً يا إبن المدينة المدلل ، ستتزوج وسنحظى بالحفيد المنتظر ، في القريب العاجل منك ومن سعيد بمشيئة الله ،
ورغم أن فارس لم يغمض له جفن ليلتها ، ألا أنه نهض باكرا يحث الخطى قاصداً قصر الآغا مجددا ، كمحاولة أخيرة يائسة مع جدته الحنون ، علها تؤثر في قرار جده المجحف ، وكان أن توسل إليها فارس بروح والده الغالية ، أن تراجع نفسها وتكلم جده الذي لا يسمح لأحد بمجادلته سواها ، ولكنها صدمته بأنها لم تستجب لتوسلاته مطلقاً بل اكتفت بعناقه عناقاً دافئاً وبإبتسامة مطمئنة ، واثقة أخبرته بأن زواجه بسولاف سيكون مفاجأة له شخصيا ، ستجعله نادما أنه فكر يوما برفضها ، خاصة عندما يتعرف على حسن خلق الفتاة وجمالها وحسن طاعتها له ، وحياءها الفطري وغيره من الصفات التي لا تحصى ولا تعد ، خرج فارس من عند جدته محبطا يلعن حظه لأن لا أحد يرغب في فهمه ، وأن عليه لعب ورقته الأخيرة بالحديث مع سعيد ، ولو مات حرجا فلن يبالي ، فالمهم هو أن يضع حداً لهذه المهزلة التي على وشك الحدوث ، خرج من عند جدته مسرعا إلى الإسطبل فسحب حصانه الأيهم ، وامتطاه ركضا بين الحقول قاصدا مزرعة عمه التي لم يزرها خلال سنوات عمره الثلاثين إلا نادراً ،
- فارس إبن عمي عندنا ، لا أصدق ، بالأحضان يا رجل ، متى عدت للديار يا إسطنبولي ،
- مرحبا سعيد ، وأنا كذلك إشتقت إليكم كثيرا ، كيف حالكم يا أخي ؟
كلماته جعلت سعيد ينظر إليه لبرهة ، ثم مع ضحكة خبيثة همس وهو يلكزه في كتفيه :
- أتتكلم بصيغة الجمع يا هذا ام أنني أتوهم ؟ ألهذا السبب أنت هنا ؟ لم تستطيع الصبر لثلاتة ايام بعد يا عريس ؟ ألم تكن غائبا لأكثر من عام ، ام تراه خبر الزفاف قد أشعل فتيل ال . . .
كانت كلماته كشلال ماء بارد سكب على رأس عمر ،
- سعيد مهلا أرجوك ، ليس الأمر كما تظن مطلقا ،
- هيا يا دكتور عمر ، كفاك تصرفات صبيانية ، تعلم اني لست احاسبك كسعيد شقيق سولاف الآن ، وإنما بصفتي خطيب شقيقتك التي كنت انت أول من دعم حبها لي وباركه ، هذا جميل بعنقي لا أنساه لك ما حييت ، بل انه دافعي الآن لمساعدتك في ما جئت ترغبه وإن كنت تستحيي في طلبه ،
إرتبك فارس بشدة وقال يائسا :
- استحي في طلب ماذا؟
- رؤية سولاف ومحادثتها على انفراد ، أليس هذا ما جئت من أجله ؟ على كل حال لن أحرجك أكثر ، أساسا فاطمة أخبرتني بكل شيء ، وسابقا أخبرتني مرارا بأنك ترغب في ذلك منذ وقت طويل ، والآن يعني ، انا أفهم الوضع وخاصة بعد قرار الآغا المفاجئ ، بتعجيل موعد الزفاف المشترك وما إلى ذالك من ترتيبات ،
- سعيد مهلا ، أنا محرج فعلا ومرتبك ولا أعرف كيف سأشرح لك همي ، ولكن كل ما أردت قوله يا أخي ، بأن سولاف ولاشك فتاة مميزة جدا وانا واثق بأنها ستكون زوجة رائعة وأم أروع ولكن ، إن الزواج كما تعلم له مقومات ودعائم تقويه ، صدقا زواجي من شقيقتك بهذا الأسلوب ومع ، مع صغر سنها ودون سابق معرفة او حوار مشترك يجمعنا او حتى . . .
قاطعه سعيد مجددا وهو يربت على كتفه :
- افهمك ، ونحن متفقان في ذلك تماما يا اخي ، فارس اسمعني جيدا ، أنت تعرفني حق المعرفة وتفهم جدية طباعي وتدرك بأنني لا امزح في أمور مصيرية كهذه ، ولو لم أكن متأكدا أن سولاف ، التي هي احب شقيقاتي إلى قلبي بل و لجة فؤادي ، ستكون بأمان معك لما ترددت لحظة في الوقوف بوجه جدي وإن كان اﻵغا الكبير ، انا لا افرط في كنزي ، وسولاف ، كنز حقيقي ، ولكن لأني أثق بك ثقة عمياء ولأني كذلك أصدق كل ما شرحته لي فاطمة ، عن تعلقك الشديد بسولاف ، رغم قلة تلاقيكما وعن فرحتك العارمة منذ أن صرح الآغا ، بأنها ستكون زوجتك بعد أن تبلغ السن القانوني ، لذا تجدني احدثك بصراحة ،
- وانا جئت إليك لأني لا أرغب بشئ سوى الصراحة يا سعيد ،
- أجل وأنا أشكر قدومك ، فارس أنت ابن عمي الأكبر وقدوتي كذلك ، ثقتي بك تجعلني لا استحي من الموافقة على رغبتك في الحديث مع سولاف منفردا قبل الزفاف ،
- ولكن ، ولكن أنا لم أرغب في مقابلتها قبل الزفاف ولا حتى من طباعي أن أؤيد هذا النوع من الإرتباط ،
- أعلم ذلك ، وأعلم بأنك مثلها ، لا تؤيد إلا مبدأ الألفة والمودة التي تأتي بعد ان يضمكما بيت واحد ، فاطمة شرحت لي وجهة نظرك ، ولكن ، ولكن قليل من العقل والمنطق يعني ، نحن في القرن الواحد والعشرين يا صديقي ، الآن وبرغم كل ما يظنه الآغا ، من أفكار وعادات بالية إلا انك تظل إبن المدينة ، الذي يخالط النساء يوميا وعن قرب شديد حتى ، لذا سيكون غريبا عليك أن تتزوج بهذه الطريقة التقليدية ، لذا لابأس من أن تزيلا ولو قليلا من رهبة اللقاء ليلة عرسكما ، لا تخجل يا فارس ، وﻷسعدك أكثر يا عريس أنتظر هنا ﻷني غالبا سألبي طلبك حالا ، او لنقل مثلا ، اذهب لتربط فرسك عند أسفل الشلال حيث يبدأ النهر وانتظرنا ، سأوافيك هناك مع سولاف ، خلال عشر دقائق ، فقط سأدعو الله إلا ترفض الحضور معي ، فتلك الفتاة خجولة بشكل يفوق الوصف و . .
- سعيد أنتظر ، قد يراكما عمي ، حقا لا داعي ﻷن تضعني وأن تضعها في موقف قد يخجلها و . .
ضحك سعيد مستعجبا :
- أصمت يا رجل ما بك ، لقد قلنا خجولة حتى ننصحك بالقرب لا لتنسحب وتغير رأيك ، لا تهتم واترك أمر والدي لي انا ، ركز على عروسك ثم إن الكرة في ملعبك الآن حضرة الدكتور ، بعد أيام ستغدو حلالك وأنت الادرى بإزاحة خجلها عن طريقكما ،
ثم عبس بطريقة تمثيلية وتابع:
- ولكن أحذرك ، لا تطلب المساعدة او النصيحة من شقيقها وإن كان إبن عمك ، فغيرتي على ملاكنا الصغير منك قد بدأت تنهش قلبي من هذه اللحظة ،
ثم غادر شقيقها المسكين بعد ذلك مبتسماً على ما قاله ، مازحا بينما وقف فارس متسمرا في مكانه ، وهو في حالة من الصدمة والذهول لموقف سعيد ، الذي من الواضح أنه مغيّب تماماً بمعلومات مغلوطة ، وأن شقيقته اللعينة فاطمة قد لعبت بعقل الرجل تماما ، وأوهمته بأن فارس هو مجنون سولاف بكل ما للكلمة من معنى ،
وبينما كان فارس غارقا بين أفكاره ومخاوفه رأى سعيد يقترب ، ومن خلفه خيال لجسد ضئيل البنية ، يتبعه في تردد ، اقترب ذلك الخيال أكثر ، ليتفاجئ فارس بأنها هي وقد اتشحت بسواد تام ، تمثله عبائتها الفضفاضة وغطاء رأس أبيض اللون يصل حتى خصرها مع خمار للوجه من قماش اسود شفاف ، يظهر من أسفله ملامح صغيرة ولكنها غير واضحة التفاصيل ، لم يدري فارس لحظتها ما سبب ذلك الشعور بالتوتر الشديد ، الذي خالجه وكأنه فقد القدرة على التنفس بشكل منتظم ، وكأن كتلة من لهب بدأت تتلظى في جوفه دون إرادته ، وحينما استجمع شتات نفسه ليلقي التحية سمع سعيد يقول بصوت واثق :
- ها قد جلبت لك ابنة عمك يا أخي ، سأكون قريبا من هنا ، تحدثا بصراحة وخصوصية ، وانت يا سولاف ازيحي عنك الخجل جانبا ، ولتجيبي عن تساؤلات إبن عمك ، وإن أراد رؤيتك دون خمار فهذا حقه لا يجب أن . . .
جمع فارس قبضته بقوة ومن بين اسنانه زمجر :
- سعيد أرجوك ، لا تحرجها ، يمكننا تدبر الأمر ، شكرا لك ،
ضحك سعيد لتوتر فارس وانسحب مبتعدا بينما كانت سولاف جامدة في وقفتها ، حتى خيل لفارس بأنه يرى ضربات قلبها ، من خلال إرتجاف وشاحها الذي يغطي صدرها ، كان حجابها المختلف تماما في ألوانه واحتشامه عن بقية بنات عماته واختيه ، كذلك يثير إستغرابه بشكل كبير ، فرغم أن كل بنات العشيرة كن يضعن على رؤوسهن اغطية تمثل الستر والحشمة ، إلا انها لم تكن إلا جزءاً من العادات والتقاليد ، وكن كذلك يبرعن في إظهار فتنتهن من خلال اختيار ألوان صارخة ، ورسوم مزكرشة وفساتين ضيقة الصدر ، بل وتكاد تنفجر من جهة الخصر ، أما هذا اللباس الذي يراه أمامه الآن ، لم يسبق له أن قابله حتى في صور جداتهم الأوائل التذكارية .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي