Ch6

Vote & enjoy
...

تغيرت معالم وجه جوناثان بأخرى جاده .

: القائد جوناثان المتحكم في تلك المنطقة من الآن و صاعدا .
و أنهى حديثه بابتسامة غريبه .

ظهر شخص ثالث من خلف جوناثان ، وقال ضاحكاً
: من تعابير وجههم متأكد أنك قدمت نفسك كالعاده .

دار جوناثان بعينيه للجهة الاخرى : أنا لم أفعل شيئاً .

تنهد بملل: بطبع ، أنه واضح .

وأكمل متسألا: من ثيابكم توضح لي أنكم من عاملين في تلك المشفى .

قالت سومين بتهجم : نعم ، لكن من له حق السؤال نحن هنا .

رد هنا جوناثان: بتأكد أعلم أن الموقف غريب و لكني سأوضح لكم ما حدث .

و أخذ نفساً عميقاً و ذلك أقلق الثلاثة أكثر : للأسف معظم من في المشفى لم يستطيع النجاة .

شهقو جميعاً في صدمه و ردو في نفس واحد: كيف .

رفع جوناثان حاجبه بسخرية : كيف ! الحشرات قتلتهم من سهل بتأكيد معرفة ذلك .

قالتها لينا في صدمه: لكننا قد تخلصنا من بيوضهم .

: و حتى أن تخلصتهم منها ، يبقى الملايين منها يحوم حولنا في كل جهة ، لكن بالتأكيد أنتم من الناجين حتى تبقو أحياء حتى تلك اللحظة .
و نظر لكل منهم للحظات.

شعر الثلاثة بخيبة الأمل بأنهم حتى بنجاح المهمة ، فقد انتهت المشفى في النهاية .

وأكمل جوناثان موضحاً: أصبح المكان هنا خطيراً، لذا لقد جمعنا من بقا حيا و أخذنا ما كان مخزونا في المشفى ، والآن لا مكان للبقاء هنا .

: تستطيعوا ان تنضمو لنا بكل تأكيد .
قالها من كان مع جوناثان .

ووضح جوناثان سلاحه علي كتفه : أن كنتم تريدون ذلك ، لا أحد قد يجبركم .

همست بها سومين: أعتقد من أفضل أن نذهب معهم ، لا عمل لنا هنا بعد الآن.

رد جون سريعاً على سومين: لكن ما يضمن لنا أنهم ليس بأشخاص سيئين.

ردت سومين باستهزاء : بطبع لن يكن بسوء تلك الكائنات ، ما رأيك في ذلك لينا  .

لكن لينا لم تكن تركز ما يتحدثون عنه ، تراكمت من جديد الأحداث المأساوية التى حدثت في تلك الساعات .

هزت سومين لينا قائله: لينا لا وقت لنا ، أأنتِ مع أن نذهب معهم أم لا ؟ .

لتنتبه لينا لها : لا يوجد حلا آخر علي كل حال .

: لا وقت للمناقشات ، سنذهب الآن .
علا صوت جوناثان الذي أبتعد مسافة منهم .

ليلتحق به الثلاثة ، و أنتبو لتلك الإعداد من الأشخاص التى أختلفت أعمارهم ، و منهم من كان موجوداً في المشفى قبلا ، و أعداد من السيارات .

: لكن ما يهم الآن ، أين ستذهبو بهذه الأعداد من ناس .

تنهد جوناثان ثم قال في صوت يشبه الهمس : إلي أي مكان بعيدا عن تلك الكائنات.

لكنه عاد و أبتسم ابتسامته المعتاده : بطبع لمكان أمن ، و الآن أيمكن ان تسلموا مفتاح تلك الشاحنه لتشارلي .

قبل يعترض أحدا منهم وضح لهم أنهم سيضعوا طعاماً و شرابا للمجموعة ، ليرمي له جون المفتاح في صمت ، و تابع السير لسياره أخرى كبيرة الحجم .

: مازال هناك وقوداً للسيارات ؟!
تسالت لينا .

: ما أعرفه حتى تلك اللحظة أن الحشرات تتغذي علي بشر و ليس الوقود ، لذا يوجود منه الكثير   .
أجابها جوناثان أجابه منطقيه مختلطه بسخريه .

تنهدت لينا بقليل من الراحة ، يتوفر متطلبات الأساسية و وقوداً للسيارات و مجموعة كبيرة من الناجين ، في النهاية يظل هناك أمل حتى وإن كان قليل .

طبقات من اللون الأصفر الباهت انتشر في أجواء من الأتربة مختلطة برائحة خانقة ، التى لا يعلم من أين تأتي ، سارا الثلاثة معا حتى وصلوا لأحد المركبات الخاليه ، و ركبوا بها لكن قاطعهم صوتا مناديا بإسم لينا ، التفت له و اتسعت عينيها لحظة معرفتها بصاحب الصوت .

تساءلت بتوتر واضح: أنت ماذا تفعل هنا .

أقترب منها أكثر حتى تقلصت المسافة لعدة خطوات : بطبع أنا هنا لأجلك .

ضحكت لينا بطريقه غريبه زادت من قلق جون و سومين القلقين عليها ، تتصرف بشكل غريب بسبب تواجد ذلك الرجل هنا .

نزلت لينا من مركبه مقتربه منه ، و همست له : ماتت أليس كذلك ، أم التهمت ؟

نظر لها باهتزاز : اتقصدين ماري ، ان انها فقط ..

قاطعته بفارغ الصبر: ليس مكان ولا الظروف المناسبة لحديثك الفارغ ، ارنو ، ألم أخبرك أن تهرب من هنا لما أرى وجهك الآن  .

لاحظ جوناثان تلك الأجواء المتوتره الصادرة منهما فاقترب حتى يفهم ما يحدث .

: أهناك مشكلة ما ، وقوفكما يعطل سير المجموعة .

لينظر ارنو جهة جوناثان ، و أمسك يد لينا ساحبا أيها أتجاه سيارته .

: أنت ماذا تفعل ، أترك يدي الآن .
حاولت أبعاد يده القابضة علي يدها بقوة .

: لا لن أفعل ، و سنذهب من هنا معا .

تدخل جون و سومين لوقف ذلك النزاع .
: أترك يدها يا هذا .
و لكن من تكلم أولا كان جوناثان .

قالها ارنو بفظاظه : لا تتدخل مما لا يعنيك .

و حينها قابل رده بلكمة من جوناثان الذي بدأ يغضب : و كيف لا يعنيني و أنت تقف على أرضي .
نزف أنف أرنو نتيجة لكمة جوناثان القوية .

فزعت لينا ووقفت أمام جوناثان : أرجوك لنتوقف هنا .

تنهد جوناثان و رفع شعره من الغضب : سنتطلق الآن و لا يهمني ما تفعلوه .

سومين بابتسامة: لقد بدأت أعجب بالسيد جوناثان حقا .

: أتعجبين بالأشخاص غريبة الأطوار و العنيفة ؟.

: أنت لا تعرف أرنو يا جون ، أنه يستحق أكثر من هذا ، لذا أن مات ستكون راحة للكوكب من أمثاله ، لا أعرف لما لم تقتل تلك الكائنات شخصاً مثله .

أقتربت لينا من الواقع على الأرض : تلك نتيجة أفعالك ، فلتكن مسؤول عنها .

: لن أذهب من هنا دونك .

: و أنا أذهب معاك لأي مكان .
و عادت إلى جانب سومين و جون ، و تحركت حينها المركبه مبتعده عنه ، قام من مكانه مرتبا ملابسه المبعثرة ، و شاهدها تذهب ليعتصر قبضته .

زادت عينيه سواداً ، و علامات الغيظ أخذت مكاناً على تقاسيم وجهه حتى برزت بها عروقا .

في نفس اللحظة في المركبة التى بها الثلاثة .
تسأل جون : ما قصة ذلك الفتى ؟

: هل أخبره عن قصته ؟ ، لينا .

: لا يهم .
أجابت باختصار و اتكئت على زجاج النافذة .

و بدأت سومين بالحديث عن أرنو و حدق بها جون بتركيز لما تقوله .
...

قبل المأساة بشهر واحد

: لينا ، لقد مر أسبوعاً منذ رجوعك للمنزل ، أحدث شيئاً .

لاحظت سومين تغير لينا الغريب ، تغيرت حالتها المعتادة ، من كثيرة الابتسامات و المرح ، و تحدث مع الكثير من الناس و المرضى الذين يأتون و يذهبون للمشفى باستمرار ، إلي منعزلة و قليلة الكلام ، و أصبحت تبقا في المشفى أياماً دون الرجوع للبيت .

نظرت طويلاً لسومين لا تعرف أن كانت تستطيع الوثوق بها أو لا .

ضغطت سومين على كتف لينا كأشارة أمان للينا : ما تخبريني ما في خاطرك لعل يكن معِ حلا أو حتى مواساة .

و عند الإنتهاء سومين من جملتها ، حدقت لينا في الفراغ : لقد رأيتهم معا .

: من ، لا ليس هو أليس كذلك.

: نعم أرنو ، أنه يخونني بعد شهرين فقط من الزواج .
و ضحكت بسخرية ، لكنها توقفت عندما أعتصر قلبها من الألم.

: و ماذا فعلتِ .

: أرسلت له أوراق الطلاق و حتى حينها لا أريد أن أرى وجهه ، عندما يتم الأمر ساترك العمل و أعود إلى مدينتي .

.....

: و حتى بعد مرور شهر على فعلته القذرة لم يرسل الأوراق ، و لكنه أصبح كالعلقه .

: شخص مريض حقاً و ...
و قطع حديث جون أهتزاز السيارة بعنف .

: ماذا يحدث الآن .

: هنا كائن غريب يختلف عن الباقي يهاجم السيارة .

و نظروا للخلف و شاهدو وقتها اسوء وجهها قد يروه في حياتهم الباقية.

.
.
.
.
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي