2

يقف (فوزي) أمام (كنوز) وهو يشتعل من الغضب، و أردف قائلا بصوت عالٍ
_  اي اللي انتي عملتيه ده؟ يابنت الك،لب.

تشعر (كنوز) بالخوف بعد ان أستوعبت حجم خطئها بينما اردفت قائلة بصوت مرتجف..
_آسفة والله ياعمي ماكنش قصدي، رجلي اتنت تحتي والله العظيم ما قصدي اللي حصل.

لكن.. يمسكها (فوزي) من زرعها بعنف، ولا يبالي لوجود كسر فيه، بينما أردف قائلاً بصوتاً عالٍ أرعب قلب ( كنوز)..  

_انتي مفكرني أهبل!؟ علشان أصدق اللي انتي بتقوليه ده، ورحمة أبوكي لأعرف ازاي أربي،كي يا (كنوز).

ثم يسحب (كنوز) خلفه بقوة من يديها لدرجة ان (كنوز) تعاثرة اكثر من مره في خطواتها، لكن.. كان ذلك العم ذات القلب القاسي، مثل الوحش لا رحمه لديه و لا قلب ليشعر و يشفق علي الأخرين، اما (مراد) فهو كان يشاهد كل شيء ولا يعلم ماذا عليه ان يفعل؟ بينما كان مزال (جاسر) تحت تأثير الصدمة في عالم اخر ولاول مره أحدهم يتجرأ ويرفع يده عليه لهذا هو مازال لا يستوعب ما يحدث! يستيقظ (جاسر) على صوت بكاء أطفال بجواره، وزياد الذي يترجي من أجل ان يذهب وينقذ شقيقته من بين يده ذلك العم الظالم، يحدق (جاسر) الي زياد ثم الي (فوزي) الذي أدخل (كنوز) الي أحد الغرفة و ظل يضربها دون رحمه، و هي تصرخ صرخات متألمة بسبب قسوة ذالك المتحجر.

‏يركض (جاسر) أتجاه الغرفه، ودون مقدمها يمسك (فوزي) و يظل يلكمة في وجهه واحده ثم الأخري، ولم يتركه الا ما شعر بأرخاء جسده بين يده و من شدة غضبه ظل يلكمة و هو يستلقي أرضاً أشبه بجثة هامدة لاروح بداخلها، اما (كنوز) فاهي ركضت الي الخارج المنزل هاربة من مصيرها و من هذا الواقع المخيف و المرعب، واخذت أخواتها الصغار معها و ركضت دون توقف، وبعد وقت طويل من الركضت تقف وهي تحمل لوجين و يركض خلفها، كلا من (زياد ونادر) الذين يلهثون بشدة ولا يقدر أحدهم ان يتنفس بشكل طبيعي، تجلس (كنوز) وهي تبكي وتشهق بشدة كلما تزكرة ما كان يحدث منذ قليل، بينما تضم أخواتها الي صدرها بقوة، أردف (زياد) بينما ينزع آثار بكاء (كنوز) من علي وجهها الذي تشوه من كثر البكاء..

_معليش يا (كنوز) ما ما تعيطيش، علشان خاطري.

أردفت لوجين ببكاء قائلة:
 _انا عطشانه عاوزه أشرب ياكنوز.

نادر أيضا شعر بالعطش الشديد،توسل إليها قائلاً:
_انا كمان عطشان اوي.

ترد كنوز قائلة بينما تنظر الي اليمين والي اليسار..  
_هجيب لكم مياه منين دلوقتي انا.

أردف زياد قائلاً و هو ينهض من مقعده..
 _خليكي انتي مع لوجين ونادر وهروح انا أشوف لهم مياه و إجي.

تحدق كنوز الي زياد بخوف و أردفت قائلة:
_ لاء يا ذياد  ما تروحشي انت مش شايف المكان عامل ازاي ده باين عليه مهجور ما فهوش حد، خليك انت مع لوجين ونادر و هاروح انا.

يرد زياد قائلاً پأعتراض..
 _لا يا كنوز ها رواح انا، علشان انا هخاف عليكي تروحي لواحدك.

تنهض كنوز و أردفت قائلة:

_لا ماتخفش يا زياد بس خد بالك انت من خواتك، علي مارجع ماشي.

أردف ذياد قائلاً، بيأس..
_ طيب ماشي، بس.. خدي بالك من نفسك ومش تغيبي ماشي.

أردفت كنوز قائلة بينما تقدمت في السير..

_ خليها على الله يا زياد، خد بالك انت من نفسك ومن أخواتك

ثم ءهبت كنوز وتركت أخواتها، من اجل ان تحضر لهم الماء يرون بها عطشهم، بينما تسير كنوز على طريق لا يسير عليه سيارة واحده حتي أردفت قائلة بتعب، و هي تنظر يمين و يسار على أمل أن تجد أحد، بينما الشمس فوقها تحرق في جسدها علي البطيء..

_يارب هو انا هلاقي مياه فين دلوقتي؟ ده مافيش عربية واحدة حتي ماشي علي الطريق ده مش عارفه ليه خايفه بشكل ده، أكيد علشان بعيدها عن أخواتي يارب أسترها ومايحصلش لهم حاجه، انا ماليش غيرك يارب.

وبينما تسير كنوز تري سيارة إتي أمامها أردف قائلة بصوت عالٍ..

_أستني أستني أستني ياعم.

يوقف صاحب السيارة، السيارة أمام كنوز و أردف قائلاً بينما ينظر الي كنوز بخبث، و خو يفرق ذقنه بيده..     

_خير ياموزه في حاجه؟

تشعر كنوز بالخوف من نظرات هذا الراجل لكن.. تغلق عيناها من اجل ان تسيطر على نبض قلبها الذي يقرع مثل الطبول من الخوف، و أردفت قائلة بعد ان شعرت بالهدوء:

_معليش ياعمو كنت عاوزه زجاجة ميه لو معك؛ اصلي معي أخواتي الصغيرين عطشانين ومش لاقي لهم ميه على الطريق ده؟ وبالاخص  مفيش حد ساكن هنا.

ينظر الراجل الي كنوز بخبث أكثر، بينما فتح بابا السيارة ونزل منها و أردف قائلاً: 
_من عيوني ياموزه معايا ميه، بس.. في صندوق العربية من وراي، تعالي نجبها.

تترجع كنوز الي الخلف و هي لا تشعر بالأمان الي ذلك الشخص..
_ماشي ياعمو بس.. بسرعه معليش، علشان سايبه خواتي لواحدهم.

يرد الراجل وهو يقف خلف صندوق السيارة:

_   ماشي بس معلش تعالي هنا محتاجه مساعده؛ الصندوق معلق معايا مش عارف افتحوا.

تشعر كنوز بالأرتباك من أسلوب ذلك الراجل، لكن.. تتجاهل هذا الشعور و تذهب اليه بخطوات متردده من أجل ان تاخذ منه  زجاجه ماء الى أخواتها الصغار، لكن.. قبل ان تقول شئ كان الراجل وضع علي أنفها منديل أبيض اللوان معطر بمادة مخدره، و فجأة تسقط كنوز ارضاً ولم تعد تشعر بشيء يحدث حوله.

في السيارة عند جاسر ومراد..

يجلس جاسر على مقعد السياره يقودها بينما يجلس على المقعد الاخر مراد وهم يبحثوا عن كنوز وأخواتها الصغار، بعد ما أكتشفوا ان كنوز هربت من منزلها ذهب كلا منهم للبحث عنها، بينما أردف جاسر قائلاً بصوت عالٍ..
 _انت غبي؟ يامراد ازاي تسبها تمشي.

مراد:
_وانا اعملك ايه يعني مانا كنت بشيلك من علي الراجل اللي انت كنت هتموت ده.

ينظر لها جاسر بغضب ثم ينظر من نافذة السيارة وصمت كلا منهم وبعد وقت يردف مراد بصوت عالي:

_استنى  استني ياجاسر.

جاسر:
_اي فى اي؟

مراد:
_بص كدا مش دول خواتها.

ينظر جاسر الي ماينظر اليه مراد ليجد اخواات كنوز الصغار يجلسون في الاتجاه الآخر يرد جاسر قائلا:  
_ايوا هم بس هي فين.

_مراد ماعرفش ارجع بالعربية نبقي نعرف هي فين من خواتها

جاسر بغيظ:
_ لا تصدق ناصح اصلا انا مش هعمل كدا.

مراد:
 :طيب ياخويا اخلص في يومك الاسود ده علشان انا ميت من الجوع يامفتري سيبني طول النهار علي لحم بطني حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياشيخ.

جاسر بضيق:    
_اقسم بالله يامراد لو ماسكت لكون حطك تحت العربية.

مراد بتمثل الحزن:
_اه ياقلبي كسرت قلبي منك لله.

يوقف جاسر السيارة وهو يقول:
_انزل يامراد.
ينظر مراد الي الطريق وهو يقول:
_انزل فين ده طريق مهجور مش في كلب حتى.

ينظر لها جاسر بنفاذ صبر ويقود السيارة، مره ثانيه بعد وقت كان وصل هو ومراد عند خوات كنوز الصغار كان زياد يجلس في منتصف نادر ولجين وكلا منهم يغط في نوم عميق ينظر كلا من جاسر ومراد الي الاطفال بحزن ثم يركع جاسر علي قدميه بينما يضع يدي على وجه زياد بحنان.

يستيقظ زياد وهو يقول بفزع:
_كنوز انتي رجعتي.

ثم يصمت عندما يري من يقف امامه يردف جاسر قائلا:
_هي فين كنوز يا زياد؟

زياد بدموع:
_راحت تجيب ميه ولسه مارجعتش.
ينظر جاسر الي مراد بينما ينظر الي الطريق وهو يقول:
_من امتي راحت تجيب ميه.

_زياد من اول ماطلعنا من البيت جينا هنا.
ينظر مراد الي الساعه بدهشه! هو يقول:
_ازاي ده ده بقا لها تالت ساعة ليه بتجيب ميه منين.

في منزل من منازل التي تغضب الله يقف، راجل وامراة وهم ينظر الي كنوز التي مزالت نائمة ولا تشعر علي شيء

المراة:
 _ الله عليك يامحروس جبت الحته دي منين ده البت اجمل من القمر.

محروس:
_ مش مهم جبتها منين المهم الباشا يارضا علينا بقرشين حلوين.

المراة:
_لا ماتخفيش متاكد ان الباشا هايدفع حقها دهب.

يضحك محروس بصوت عالي وهو يقول:
_والله! انا لومش خايف من زعل الباشا لكنت جربتها بس للاسف بقا الباشا مش بيحب الحاجه المستعمله.

المراة:
_طيب ياخويا يلا نسيب البطة علي ماتفوق يكون الباشا شرف.

"في احد النوادي اليليه"

يجلس شابين وهم يتحدثون في امر الاعمال وبعد وقت يردف احدهم قائلا:

_يوووه بقا انا زهقت اقفل علي الشغل شوية بقا ياعصام.

عصام:   
_مانقفل الشركه وخلاص يابيه علشان حضرتك زهقت حازم.

يرد حازم قائلا:
_بقولك اي ماتجي نروح عند مرفت سمعت ان عندها موزه جديده.

عصام بتفكير:
_موزة جديده ولا زي كل مره.

حازم:
_لا يبني دي بعتت لي صورة البنت وقالت جايه مخصوص علشان الباشا خد شوف بنفسك يابرنس.

ياخذ عصام الهاتف من حازم، وبينما ينظر الي الصورة يردف بصوت عالي:
  _هي دي البنت.

حازم:     
_اي يبني فى اي.

ينظر عصام الي صورة كنوز وهو يقول بخبث:
_ والله ووقعتي تحت ايدي ياكنوز هانم، اصبري وشوفي هعمل ايه فيكي.

حازم:  
_انت تعرف البنت دي ولا اي؟

عصام وهو ياخذ الجاكت:
_يلا بس انا وانت هحكيلك كل حاجه في الطريق، وابعت رسالة لمرفت وقولها الباشا بيقولك لو واحد غيرو شاف شعرها من البنت دي هايقطع لك رقبتك.

حازم بستغراب:
_ معقوله لدرجتي هي مين دي.

عصام:
_ دي طار قديم وجاه الوقت لنخدو ياصحبي.

في بيت الركلام، ما زالت كنوز نائمه ولا تشعر بشيء يحدث من حولها وكان في هذا الوقت وصل عصام وصديقه حازم الي المنزل، قبل أن يدخل عصام الي الغرفة التي توجد في داخلها كنوز تردف مرفت بخوف صاحبه هذا المنزل الملعون:
 _ رايح فين يا باشا الموزه لسه تحت تأثير المخدرات.

ينظر إليها عصام بطرف عين بينما وضع يدي في جيبه ، يخرج من محفظه مليئه بالنقود وافرغ جميع النقود التي كانت توجد في المحفظة ويقوم برميها في وجه مرفت وهو يقول بصوت خشين:
_ مهم يحصل مش عاوز كلب يدخل الأواضة دي كلامي واضح.

مرفت وهي تلقط قطع الأموال التي سقطت تحت قدميها: _ امرك يا باشا.

ينظر عصام الي حازم وهو يقول قبل أن يدخل الي كنوز:  _لو اتاخرت روح انت.

ثم يدخل الي الغرفة دون أن يسمع رد حازم عليه، عندما دخل الي الغرفة واغلق الباب خلفه باحكم نزع ملابسه قطعه بعد قطع، هو ينظر الى كنوز هذة المسكينة التي أصبحت قطعت لحم شهيه الى وحش مفترس، لا يعلم شيء عن الرحمه يستلقي عصام بجوار كنوز، وهو يشم ريحان شعرها وياطفس رأسه في عنق كنوز مثل  وهو يقول، واخيرا وقعتي تحت ايدي ياكنوز انت ماتعرفيش اي اللي انا حاسس بيها دلوقتي وأخيراً هخدك مش مهم ازاي، بس المهم انك هتكوني لي انا وبس.

ثم يبدأ بتقبيل كنوز مثل المجنون، وهو يتذكر مالذي حدث بينها وبين هذه الفتاة ذلك اليوم الذي لم يستطيع من بعدها أن يمنع نفسه من التفكير في هذة الفتاة العنيدة التي سرقت منه قلبه وعقلوا وسيطرة على هوسه

"داخل ذكريات عصام"

يجلس عصام في مكتب ولد كنوز يتناقشون في امور تخص العمل فيما بينهم، فجاه تدخل كنوز دون أن تطلب الاذن وهي ترتدي فستان باللون الجملي الفاتح الذي كان يعكس له بشرتها الداكنه، كان ضيق من عند الصدر وينزل بواسعان وكانت ترتدي عليه حجاب باللون الاسود وكانت تضع بعد من أحمر الشفاه باللون كاكاوي خفيف مع الكحل العين فكانت تخطف الانظار وتسرق الأنفاس بجمالها، تذهب الى ولدها وهي تتجاهل النظر إلى ذلك الذي تحجرت عيناه عليها وهي تقول بينما تقبل ولد:

_يامساء الورد على اجمل بابا في العالم.

ينظر ولدها الي عصام بتوتر وهو يعلم أن ذلك الشيطان لن يترك ابنتها في حال سبيله:    
_مساء الخير ياكنوز انتي بتعملي ايه هنا!

كنوز بزعل مصتنع بينما تمد شفتيها السفليه الى الامام وهي تقول بزعل طفوليه:
_ بقا كدا يابابا، انا قلت اروح اطمن على بابا حبيبي اللي وحشني وانت بتقول بتعملي ايه هنا.

تنظر إلى عصام وهي تقول مثل لاطفال:
 _ بذمتك يرضيك كدا ياعموا.

عصام وهو مازال لا يقدر ان يبعد أنظاره عن كنوز:
_لا ابدأ بس بلاش عمو دي ده انا لسه 27 سنة.

كنوز بغرور:
 _هو انت هاتهزر معي، امشي اطلع بره.

يبتسم عصام بخفه بينما قال ولد كنوز باحراج من عصام:  _عيب ياكنوز اي اللي انتي بتقولي ده ده لاستاذ عصام شركي في الشغل.

كنوز بكبرياء انثي وهذا ما جعل عصام يعجب بها أكثر:     _وانا مالي هعمل ايه يعني.

ولد كنوز بضيق:
 
_كنوز عيب كدا.

يبتسم عصام بخث، متعمداً ان يثير غضب (كنوز)..
_ لا عادي هي لسه طفلة صغيرة، في النهاية ماتعرفيش هي بتقول اي؟

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي