لذة مسروقة AmrAli `بقلم

عرض

جارِ التحديث وقعت الأعمال الأصلية AmrAli

3عشرة ألف كلمة| 0المجموعة الكاملة| 1.014ألف نقرة

قبيل منتصف الليل ، صعدت فرقة من عشرين رجلا، معظمهم من ضباط الجيش المصري ، إلى الطابق الأخير من سجن النساء بالقاهرة ، أرشدهم حارس السجن وهي يده " لمبة جاز" توقفوا أمام الزنزانة
المسؤولات عن رعاية النزيلات كانت فتيات، سواء كن ممرضات أو عاملات بالجيش المصري، ولكن زنزانة النزيلة "شرويت " كانت مختلفة عن الباقي، فمن ستأتي لها الفرصة أن تجلس مع فتاة أحرقت عائلتها وهم أحياء! كانت الممرضة "فاطمة " تقيم مع شيرويت في زنزانتها ولم تكن تلك عادة السجون، ولكن ضعف صحتها مع اقتراب موعد إعدامها، أشعر فاطمة بأنه لابد وأن تقف بجوارها وتساندها.. فتحت فاطمة الزنزانة ليدخل ثلاثة من الضباط عليهما، فوجدوا شيرويت ترتدي حلتها كاملة، عباءة سوداء، وتنتعل في قدميها حذاءٍ أسود اللون، وتضع على وجهها مساحيق فاقعة، وكأنها ذاهبة إلى عُرسها وليس إلى نهاية حتفها.. اقترب منها أكثر ثم ابتسم بسخرية وهو يقول:
-  أرى أنكِ قد أعددت نفسك جيدًا للزفاف، حسنًا لقد جاءت الزفة منتظرين العروس لتسلميها لعريسها "عزرائيل"
نظرت له نظرة استخفاف ولسان حالها يقول "ما أثقل دمك" حاول تجاهل كلماته بابتسامة صفراء، ولكنه أكمل قائلًا:
-  هل اقتراب الموعد يجعلنا نفقد حالة السمع؟!
ضحكت بصوتٍ عالٍ ثم قالت:
-  لا، بل السلطة تجعل بعض البشر كالحيوانات، الخسيسة منها فقط، ربما تجعلنا كالخنازير، بل أقل سبيلًا
لم يرُق له ردها المباغت، فأشار بيده للجنود حتى يخرجوها من الغرفة، نظرت إلى فاطمة وعينيها تترقرق بالدموع، أعطتها " مذكرة حمراء" وهي تحتضنها وتقول:
-  سأشتاق إليكِ، في بضعة أيام، عرفت فقط معنى أن يكون هناك شيء اسمه قلب رحيم
غمرا بعضمها البعض في بكاءٍ مكتوم ، وتحركت شيرويت أمام أنظار الجنود كانت شيرويت متفجرة الأنوثة كبراكين أنثويّة مستعرة لا تنطفئ حتى تفنى العوالم ، تغمر حممها المستعرة أراضي الرجال -الشهوانيين منهم، والباردين- فتقتحم مآسر الأفئدة ، لتخور خوران جبل مفاجئ إثر تلاطم الأمواج به، رغم أنّ بريق جمالها اقترب على الاضمحال -أو ما تبقى منه- إلا أنّ تضاريسها فريدة وكأنها مرسومة بصنع فنان إغريقي، جغرافيّة بين أطواد شمَّاء ترفعها أعمدة كعمد السماء ، وهضاب وارفة ، وأوديةٍ غنّاء ، وسهولٍ منبسطة مدهامة ، وأخوار كالحدائق المزدهرة يعشقها من يهوى الدلال ، بل تجبر الزاهد بمحرابه على مصارعة ضواري البراري وتقبّل نهش أنيابها ، ما أعلاهما من جبلين شامخين، تغازلهما أفلاك العلياء ، تنحدر عليهما مراع ٍ تسع رجال العالم الذين لن يرعوا وسوف تمنّيهم أنفسهم أن يتسلقوا الجبلين ليقدموا القرابين للإله طمعًا في ارتشاف الرحيق الذي يكسو القمّتين، جبلان لو أبدتهما لأشرقت الأرض بنورهما ، وتوافد إليهما السياح من كلّ فجّ عميق ، وصار صرح فرعون من ذكريات الماضِ السحيق . ينساب بسفحهما سهلٌ وثير بض ًّ من المرمر لو أنّه ناعم ، هذا السهل رغم ضيقه واستحصافه إلا أنك لا تصدّق أنه قامت عليه كبرى ملاحم التاريخ التي افترست فرسان مغوارين .

حاول القراءة مجانا اضافة إلى رف الكتب اضافة إلى المفضلة