2

و عندما رايت بكر قادم شعرت وكأن اثقال الدنيا باتت تجلس على راسي من شدة القلق لما يحمله من اخبار كنت اتمنى ان يخبرني بأنه لا يوجد امتحان و لم يفوتني شي رغم المسافة التي تفصله عنا والتي كانت ليست بعيدة الا اني كنت ارى خطواته بطيئة ثقيلة جدا ، وصل اخيرا اسرعت اسئله هل قدمت الامتحان ؟
هل هناك طلاب ؟
ماذا حدث ؟ اخبرني؟

اجابني بكل سعادة وهدوء
بكر:نعم لقد انهينا الامتحان الاول و كان هناك عدد كبير من الطلاب و حتى ان الاسئلة كانت متوسطة و لم تكن صعبة ابدا لقد كان امتحان جيد و بمقدور أي طالب الإجابة عليها

و بكر هذا هو ابن خالتي ام محمد و يكون زميلي في الصف وجارنا في الحي ايضا و قد كان أخبرني سابق بانه لن يذهب لتقديم الامتحانات النهائية على حد قوله لنفس السبب الذي منعنا من الذهاب .
فقاطعت اجابته بسؤال اخر

هل ذهبت فاطمة معكم ؟هل قدمت الامتحان هي ايضا؟

بكر:نعم ،نعم كانت هناك و قالت لي انها ادته بشكل ممتاز واجابت على معظم الاسئلة بطريقة صحيحة كما انها اخبرتني انها اعدت للامتحانات هذه بشكل متقن .

و فاطمة تلك هي ايضا صديقتي و دائما ماتكون المنافسة بيني وبينها على الدرجة الاولى في الصف ، كان هناك دائما تحدي فيما بيننا من منا ستنال علامات اكثر و تحرز المرتبة الاولى فأدركت حينها بأنها خدعتني و اخفت عني موضوع ذهابها للامتحان كي لا اذهب و تبقى لها ساحة النجاح ، مضى بكر في طريقه بعد ما اخبرني بكل تلك الامور السيئة .
دخلت للمنزل و قد انهرت من شدة البكاء لم اكن ادري ما سافعل و قد رايت كل شي ضاع مني ، سنة كاملة من الدراسة ذهبت ادراج الرياح ضاع تعبي و ضاعت احلامي ايضا، بدءت الوم نفسي بانه كان علي الا انصاع لما قاله والدي كان يجب ان اخبره عن رايي و للعلم كان أبي يسمع ما اقوله و يناقشني بكل شي يجول في خاطري و لا يتركني دون اقناع و لا يجبرني على فعل شي ان لم اريده ، و انني اريد الذهاب مهما كان الامر سيئ ، لكن حدث ما حدث و انتهى كل شي لم اعد اطيق رؤية احد او تكلم بأي شي اصبح كل شي تافه بنسبة لي والجميع ينظر لي بحسرة وهذا كان يزيد من حالتي سوء لانهم يعلمون كم تعبت و ثابرت و اجتهدت من اجل هذه الايام التي اعددت لها بكل محبة و جهد حتى اني فكرت بكل تفاصيل و الاحتمالات الا انه لم يخطر في بالي ماحدث.

عند عودة ابي من عمله اخبرته فورا بما حدث و كان حديثي معه بنبرة معاتبة حزينة و لم اصمد طويلا وانا اتحدث معه و عدت ابكي من جديد حاول ا تهدئتي و تخفيف عني الا اني لم اكن لاقتنع بما يقوله لي ، حتى قال تلك الجملة التي اعادت لي بعض لامل ثانيا
ابي: لدي صديق يعمل في مجال التدريس سأتكلم معه وسأله هل نستطيع ان نجد حلا لربما هناك امر يساعدنا به
نظرت له و كأني غريق امسك قشة يتمنى ان تكون طوق نجاته وقلت له : ارجوك يا ابي اتصل لان لنتاكد من الامر

اتصل ابي بصديقه وبعد السلام الطويل الذي ارهقني وانا انتظر ان ينتهي بدء يخبره بما حدث و ان الامتحان الاول قد فاتني لسبب ما لم يذكره على الهاتف الا انه كان واضح من صيغة كلامه فأجابه
الاستاذ: اممم.. لا ادري ماذا يمكن ان اقول لك . لكن دعني اسالك هل ابنتك متفوقة بدراستها؟

ابي: نعم و غالبا ماتكون دراجتها في الامتحانات تامة و لا ينقصها الكثير .

الاستاذ: جيد ، اذا يمكنني ان اقول لك بأنه يوجد فرصة امامها ، لتذهب للامتحان التالي و لتعلم أنه اي تدني درجات في الايام القادمة قد يعدها من حيث بدءت وتضيع على نفسها هذه الفرصة.

ابي : حسنا . اني اثق بها واعلم انها ستكون عند حسن ظني بها .

انهى ابي الحديث مع ذالك الصديق و انا بجواره انتظره ليشرح لي التفاصيل كلها بطريقة واضحة ، و عندما اتضح لي بأن هناك فرصة ثانية لي لم تكن الارض لتسعني من الفرح قد عاد أملي و نشاطي من جديد، ركضت بسرعة البرق لاخبر ميرا بما حدث فهي ايضا قد كانت حزينة جدا بما جرى و اتفقت معها ان نشد من عزيمتنا و نساعد بعضنا لنعوض ما فاتنا و نحصد علامات تأهلنا لنجاح.

و في مساء اليوم نفسه كانت امي تحدث ابي بأنها لن تسمحي لي بالذهاب وحدي مع صديقاتي لمكان بعيد في ظل الامور الراهنة لقد عادت الامور لتعقيد مجددا الا انني لن اتخلى عن هذه الفرصة مهمة كلفني الثمن

أبي :اذا ما الحل هل امنعها من ذهب كي تموت من القهر والحزن ؟

أمي:لا انا لم اقل هذا و لا استطيع ان افعل بها هذا فأني رايت كم اجتهدت و تعبت على نفسها ، بل سأذهب معها .


أبي : تذهبين الي اين؟

أمي :سأرفقها في ذهابها و اكون في مكان قريب منها حتى تنتهي و تعود معي هكذا سأكون مطمئنة اكثر .

أبي : هل نسيتي انك حامل و هذا الامر صعب عليك و اين ستبقي تنتظرين ربما تبقى وقت طويل فا مدة الامتحانات لا تقل عن ساعتين .

أمي : هل نسيت ان في تلك القرية يقيم خالي أبو زاهر و منزله قريب من المدرسة اوصل ابنتي للمدرسة و اذهب لابقى عندهم حتى تنتهي من تقديم امتحانها و اعيدها معي بهذا سأكون اكثر راحة من تركها تذهب وحدها .

أبي : لا لا داعي لهذا ، لا تحمل لامر اكثر مما ينبغي .

الا ان امي كانت مصرة للغاية لتكون بصحبتي

أمي: اذا لا ارسلها ابدا ، اما انا اذهب معها او لا تذهب هي ابدا ، لا استطيع ان انتظر حدوث المجهول هذا يأرقني جدا ولافكار السيئة تاكد لا تتركني ابدا لن اقوم بالمغامرة ابدا ، الاخبار التي نسمعها كفيلة لتجعلنا نفكر الف مرة قبل ان نرسل ابنتنا وحدها ماذا لو حصل معها ؟لن استطيع التفكير بهذا ؟و لن اترك الامر لصدف والحظ، هذا اخر كلامي .

و مع إلحاح امي على هذا الامر وافق ابي و قد اقتنع بكلامها يجب ان لا ابقى لوحدي ، فقد سمعنا عن حوادث خطف كثير و من جهات مجهولة بقي اصحابها مخفيين و قسرا ولم يجد اثر و بدون معرفة السبب و من عاد منهم كان قد تمنى ان لا يرى النور مجددا من هول ما رأى وما حدث له.


في صبيحة اليوم التالي كانت قد جهزت نفسي و ميرا استعدت ايضا فعلينا ان ننطلق باكرا ، لانه كما اخبرنا سائق الحافلة بأنه سيسلك الطريق الطويلة و لا يمكن العبور من الطرق المختصرة او الفرعية بسبب وضع حواجز امنية مشددة فيها .

انطلقت بنا الحافلة بعد ان تجمع كل الطلاب الراغبين في الذهاب لحضور الامتحان و كما اخبرتكم امي قد استعدت لتذهب معنا و طوال طريق كانت امي تردد الكثير من الادعية بصوت خافت و كان واضح الخوف على محياها اما انا فقد كنت سعيدة جدا انه اليوم المنتظر منذ زمن و كنت اراها بداية الطريق لتحقيق كل ما كنت اتمناه، و في طريقنا اوقفنا حاجز امني لتفتيش لا ادري ماذا يريد ان يجد في حافلة لنقل الطلاب و لربما كانت من أجل الازعاج و الخوف فقط.

أمي تحدثني بصوتك لا اكد اسمعها : انزلي راسك و لا تنظري لاحد بشكل مباشر .


سألتها وانا مستغربة من طلبها:لماذا يا امي ماذا حدث؟

أمي : افعل ما اقوله لكي دون ان تناقشيني ليس وقت المناسب للجدال الان .

اخفضت راسي قليلا و القيت بنظري للارض و كنت احدث نفسي ما نفع هذا تصرف يا ترى ؟ اصبحت امي تزيد الامور تعقيدا،و انا منشغلة بالحديث مع نفسي انتهى التفتيش و سمح لنا بمتابعة الطريق مرة ثانية .

تنهدت امي تنهيدة طويلة شعرت من خلال كم كان حجم الخوف فيةداخلها وعادت لتردد تلك الادعية التي لا افهمها وعدت انا لاراقب جمال الطريق من النافذة التي اجلس بجانبها .

وقفت الحافلة وقد كنت شاردة الذهن و غارقة في تأمل تلك المناظر الجميلة التي اراها من النافذة نظرت حولي وسالت : هل وصلنا ؟
اجبتني احدا الصديقات : يبدو هكذا هي تعالي لننزل و نرى .

نزل الجميع و امي كانت معنا تتفحص المكان و تتاكد من ان لا احد يراقبنا و ان المكان امن .

هممت لدخول للمدرسة و سالت امي : هل ستبقين في الخارج ؟

امي مشيرة لي على احد المنازل القريبة جدا من المدرسة: لا ساذهب لبيت خالي عندما تنتهي ستجديني انتظرك هنا ، هي اذهبي يا ابنتي و لا تنسي اني ادعو لكي في كل لحظة بالتوفيق يا حبيبتي .

تركت امي و دخلت مع صديقاتي و وقفنا ننتظر ليتم توزعنا على القاعة الخاصة بنا حسب تسلسل اسمائنا حتى نادوا بأسمي و ذهبت للقاعة دخلت فوجدت الكثير من صديقاتي قد دخلن قبلي ، جلست على مقعدي انتظر دخول الاستاذ لبدء توزيع الاوراق علينا .

بعد برهة من الزمن و الأعصاب مشدودة متوترة جاء الاستاذ وبيده الاوراق وبدء يوزعها بترتيب و هو يقول :لينظر كل منكم في ورقته من يكتشف و هو يغش سيحرم من الامتحان و يبقى في الخارج و ينال علامة صفر، وضعت الورقة امامي و وقعت عيني على الاسئلة و شعرت بنبض قلبي يتسارع من الحماس والفرح اخيرا سأبدء بتحقيق احلامي وها هي الخطوة الأولى .

بدء الامتحان ولا انسى انه كان علوم الاحياء وطلب منا عدة اشياء منها رسم بعض اعضاء الجسم بالاضافة لاجابة تفصيلة عن كل الاسئلة ، بكل هدوء و تروي اجبت عنها واحد تلوا الاخر حتى انهيتها كلها .

و من عادتي في الامتحان ان لا اخرج حتى اخر دقيقة حتى لو انهيت كل الاجابات لعلي اتذكر شي و اضيفه احب ان اخذ كل هذا الوقت و لا اهدر منه شي انه الوقت الاغلى يمضي و علي ان انهي الإجابة على كل شيء قبل نهاية الوقت ، و بعد مضي ما يقارب الساعتين من الوقت قرع الجرس معلنا انتهى مدة الامتحان و انا مازلت في مكاني اعيد قراءة ما كتب بتمعن و احاول ان اضيف اي معلومة علقت بذهني علها تزيد من درجاتي ، نهضت من مقعدي و اعطيت ورقة الاجابة للاستاذ و تمنى لي التوفيق و احتفظت بورقة الاسئلة كي اعود للمنزل و اقارن اجابتي بالكتاب .

خرجت من باب المدرسة مع ميرا وكانت امي تنتظرنا في الخارج اقتربت منها بسرعة و سالتني بنبرة متوترة
امي:اخبريني كيف كان امتحانك ؟هل كتبتي بشكل جيد؟

قلت لها : نعم لا تقلقي لقد وضعت الحجر الاول في بناء مستقبلي الذي اتمناه و سأنطلق للمكان الذي استحق .
ضحكت امي مستبشرة بما قلتها لها و قالت: اذا هيا بنا لنعود للمنزل و نخبر والدك سيفرح كثيرا بهذه الاخبار السارة .

صعدنا مرة اخرى في الحافلة و انطلقنا في طريق العودة للمنزل و انا طول الطريق أتأمل الاسئلة و اعيد الاجابة عليها و اطمئن نفسي بأنني قدمت كل شي بشكل ممتاز فلا يوجد لدي خيار اخر سوى النجاح في جميع المواد و بدون اي نقص قدر الامكان ، الفرصة لا تتكرر مرتين .

وصلنا للمنزل و قد كنت منهكة جدا ، رميت بنفسي على فراشي لاخد قسط قليل من الراحة ، و ذهبت امي لتحضر الطعام فأن موعد وصل أبي قد اقترب .

صرخ اخوتي عاد ابي و ركضوا يتسابقون لفتح الباب له
و عندما دخل كنت اول شخص سأل عنه ، فأخبره اخوتي أني نائمة ، فخرجت من غرفتي على ضجيج اصواتهم القيت السلام على ابي
و سالني فورا: كيف كان امتحان اليوم ماذا صنعتي ؟

و هنا خطر في بالي ان امازحه و حاولت اظهار علامات الحزن على وجهي و قلت له بصوت خافت: لا ادري ربما انجح و ربما...

ابي: ربما ماذا؟ ماهذا الكلام ! ايعقل بعد كل تلك دراسة تقولي لي ربما ؟

دخلت امي و سمعت ما كنت اقول فضحكت و قالت موجهة الكلام لي : لما تحاولين اخافته ؟ قولي الحقيقة ،هل لانك تعلم بأن دراستك هي شغله الشاغل الان.

و هنا لم اتمالك نفسي و بدءت بضحك فعرف ابي ماكنت احاول فعله و هز راسه مبتسما و ما اجملها من ابتسامة على وجهي ابي فهو مدرك ما اطمح اليه و ما اتمناه فهو يرى ان نجاحي هو حلم من أحلامه و يسعى لتحقيقها .

و عاد لسؤالي هي اخبريني حقا كيف كان امتحانك اليوم؟هل كانت الاسئلة صعبة؟
قلت له : هل تعلم يا أبي اني عندما اكبر سأسافر و لن ابقى هنا و سأتنقل بين البلدان و انت ستسمح لي بهذا و عندها سترى كم نجاحاتي سأكمل دراستي خارج البلاد و في نفس الوقت امارس هوايتي بالسفر .

ضحك ابي من فكرة السفر التي راودتني و قد كنت احدثه بها مسبق و كنت كلي يقين من تحقيقها الا ان ابي كان يراه هذا الامر بعيد للغاية و لربما في الاحلام لا احققه ليس لشي سوى انه لا يوج. سبب لسفري و ابتعادي عن محيطي و اهلي الا انها كانت احد خططي المستقبلية السفر و الترحال من بلد لاخر هذا شغفي الكبير الذي احبه.

و على هذا النحو سارت الامور لعدة ايام متتالية و رغم هذا لم يكن الوضع جيد الا اننا نجازف في كل مرة و نخرج في طريقنا للمدرسة و نعود فورا انتهائنا ، مضت الايام مسرعة و انتهيت من تقديم الامتحانات اخيرا اصعب و اهم الاوقات قد اجتزتها بعد عناء و خوف كبيرين .
و بدءت العطلة الصيفية لم يكن لدي الكثير من الانشطة لافعلها فمازال كل تفكير يدور حول النتائج و متى سيتم الاعلن عنها

في يوم صيفي حار عادت امي للبيت بعد ان انهت زيارتها لبيت جدي كانت تبدو قلقة متوترة.
سألتها أمي ماذا هناك ؟ هل حدث شي ؟
قالت لي ودموع تسقط من عينيها : جدك متعبا للغاية، حالته الصحية سيئة

ماذا تقولين ، مالذي اصابه؟

أمي: في ليلة لامس اصابته ذبحة قلبية و نجى منها باعجوبة لا ندري كيف حدث هذا

و كيف حاله الان ؟ اين هو؟ هل بقي في المستشفى؟

يقول الاطباء انه في حال افضل قليل ، لقد خرج من المستشفى و هو في البيت الا انه ما زال متعبا و لا يستطيع النهوض من فراشه.

لم تعد الكلمات تسعفني في هذا الحال ، جدي الذي احب مريض و تعب للغاية ، و عادت بي الذكرى الا يوم العيد حينما كنت انا اول من يهنئ جدي بالعيد و اقبل يده و احصل على نقود وفيرة منه و اكون الاكثر حظا في هذا .

طلبت من امي الاذن لتسمح لي بذهب لرؤيته و الاطمئنان عليه وافقت امي على ذهابي شريطة ان لا اتاخر كي لا يتعب جدي و يضجر من احاديث فهو مازال مرهقا ، و بسرعة البرق بدلت ملابسي و كنت مستعدة لذهاب ، انطلقت لهناك فالمسافة بيننا قريبة بيتنا لا يبعد كثيرا عن بيت جدي عدة كيلو مترات ، وصلت و كان الباب مفتوحا دخلت وكان البيت يزدحم بزوار الذين جاؤوا ليسألوا عن حال جدي لم اتمكن من الدخول لرؤيته ، دخلت للغرفة المجاورة كانت عمتي تجلس وحدها القيت عليها السلام و سالتها عن حال جدي ، اومت براسها دون ان تنطق كلما ، فهمت حينها ان الوضع ليس جيدا للغاية ، جلست بجانبها انتظر انصراف الضيوف لعلي أحظى بفرصة لدخول و السلام على جدي .

و بعد مدة تجاوزت الساعة من الانتظار خرج الضيوف اخيرا اسرعت بنهوض من مكاني و خرجت لارى هل بقي احد ، لم اعد اسمع صوت أحدهم ، ادركت ان الجميع قد غادر ، فتحت الباب لاتاكد و بالفعل ذهب الجميع اسرعت لغرفة جدي نظرت لداخل و اذ ان جدي مستلقي على الفراش و تبدو على وجهه المدور الجميل الذي يكون عادة شديد الحمرة يبدو تعبا شاحب من المرض ، رأني اقف بعيد فقال لي بصوت متعب منهك: ادخلي ادخلي

دخلت و كانت جدتي تجلس بجواره القيت عليه التحية و سالته عن حاله كانت يجاهد نفسه كي يستطيع الاجابة علي التعب كان واضحا عليه ، سألته هل استطيع فعل شي ؟ فطلب مني ان ادلك قدميه لانه يشعر و كأنهما انتفختا و كل هذا من اثار التي سببتها له الذبحة القلبية التي اصابته
انحنيت على ركبتي امام جدي و بدء بعمل مساج لقدميه و انا اردد في قلبي دعاء اطلب فيه و ارجو من الله ان يشفيه ،
و لكن ليست كل الادعية ترد بالاجابة التي نتمنى أنما يختار الله لنا الافضل منها ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي