غربة في وطن

العنقاء`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-25ضع على الرف
  • 80.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

رمت الشمس بحبال اشعتها الدافئة على وجهي وكأنها أخذت مهمة امي اليومية في محاولة إيقاظي و لكن كعادتي لا أحب النهوض فورا من فراشي بعد الاستيقاظ مباشرة ربما لان الجو مازال بارد بعض شي فأيام شهر شباط لم تنقضي كلها بعد أي ان اجواء الشتاء مازال حاضرة و لها تاثيرها .

فتحت عيني لأرى سقف الغرفة و هو المكان الذي دائما ما اتخيل انه به رسومات بسبب تقشر بعض طلائه كنت ارى هذه الرسومات فقط اثناء الليل و انسج في مخيلتي قصة من الاشخاص الذين اراهم و اتخيلهم و احيانا اشعر و كانهم يتكلمون مع بعضهم واحيانا اخرى انا اكلمهم
و عند الشروق تختفي كل تلك الرسومات و كأن هؤلاء الاشخاص ذهبوا لمكان اخر لا ادري لماذا ؟فأنا حتى لان لاعرف .

و بعد برهة من الزمان و بين انشغالي بالبحث عن رسومات السقف بدءت اتذكر بأني احتاج الى كل دقيقة اضيعها في فراشي ، وقتا ثمين يجب ان استغل كل ثانية ،
انها مرحلة دراسية مهمة بنسبة لي مهمة للغاية في هذه الاثناء على صوت أمي : ألم يحن الوقت لتنتهي من التفكير بالنهوض بالكاد تستطيعي الوصول قبل بدء دوامك.
أمي تعلم أني نادر ما اصل على الموعد لانه في اغلب الاحيان اكون قد تاخرت و أنال عقوبتي من الاستاذ .

نهضت من فراشي اخيرا بعد حديث طويل مع نفسي لاقنعها بهذا و لأرفع من عزمتها ذكرتها بأن اليوم ستظهر علامات امتحان الكيمياء الذي قدمناه الاسبوع الماضي وانا اعلم في قررت نفسي بأن علامتي ستكون تامة تحضيري لهذا الامتحان كان جيد وقد كنت مستمتعة للغاية وانا أحفظ رموز واحل المعادلات فهي من اكثر الهوايات التي احب.

غسلت وجهي و عدت لارتدي ملابسي و اذهب الى المدرسة و كالعادة بدء اخوتي الشجار في مابينهم هههه اصبح هذا من عادتنا صباحية
خالد اخي الكبير و هو يصغرني بسنة واحدة و امتلك الكثير من ذكريات معه و اجمل مافيها تلك المعارك الصغيرة التي كانت تدور في ما بيننا يحب كرة القدم بشكل يزعجني يتابع المحترفين العالمين و يحفظ اسمائهم وكل منهم لأي فريق ينتمي و يشاهد الاهداف لعدة مرات و دائما كان يطلب مني ان اسمح له بمشاهدة المزيد منها و انا لا استطيع فعل شي سوا اطفاء التلفاز و الهرب منه بأقصى سرعة ممكنة و كالعادة يمسك بي و يبدء بركلي كالكرة و انا لا استطيع فعل شي من كثرة الضحك وهذا كان يزيد من غضبه اكثر و لايدعني حتى ابدء بالبكاء و الصراخ .

تسنيم او راما كما تحب ان نناديها الا اننا تعودنا على اسمها الاول (تسنيم) تصغر خالد بسنتين هادئة جدا و كانت هي أعين امي المراقبة لنا في البيت دائما ما تخبرها عن كل مشاغباتنا و افعالنا في غيابها لهذا كنا نحاول تجنب كشف اسرارنا امامها اقنعتنا عدة مرات بانها ستشتاركنا في تلك المصائب و كالعادة عندما تكتشف امي امرنا كانت تنجو و لا يطالها لا عقاب و لا حساب لانها كما نعلم ذراعها اليمين لكشف افعالنا .

فيصل رابعنا بترتيب محبوب من الجميع و هو هكذا لحد الان مميز منذ صغره حنون يهتم بتفاصيلنا ويحرص على اظهر حبه و مشاركتنا بيومياته حتى اني اذكر كثر من تفاصيله عند ولادته وكنا انا وخالد نتنافس للعب معه والمحظوظ منا هو الذي ينام فيصل بجانبه.

و أصغرنا في ذلك الوقت حيدرإلا اني لا اتذكر كيف كبر لم الاحظ كيف درس او تعلم ربما لان في السنة الاولى له من دراسته تغيرت كل الاحوال و هذا ما سأخبركم به في ما بعد الا اني اشعر بكثير من المسؤولية اتجاهه و أخاف عليه من تهوره الا انه دائما ما يبهرنا بنجاحته.
و أخيرا انتهت المشاحنات و المشاجرات .و انطلق كل منا الى مدرسته .
انا و خالد في الاعدادية طريقنا بذهب مشترك لكن في العودة كل منا يعود مع اصدقائنا.
تسنيم و فيصل مازالو في المدرسة الابتدائية و انها السنة الاولى لحيدر في المدرسة وكان يحظى بكثير من الاهتمام منهما يذهبوا معا ويعودوا ايضا برفقة بعضهم.

كان يومي ممتلئ بحصص الرياضيات و اللغة العربية و اخر دروس من الفيزياء والكيمياء و كما اخبرتكم أني قد كنت متاكدة من درجتي في الامتحان و كانت كذالك فقد كنت الوحيدة من نالت علامة تامة في هذا الاختبار و ما اجمله من شعور التمييز و التفرد بالنجاح .
كل هذا الزخم من المعلومات المتتاليةالتي نتلاقها يوميا لانه يجب انهاء المنهاج الدراسي مع بداية شهر اذار لناخذ اجازة طويلة دراسية قبل بدء الامتحانات النهائية لهذه المرحلة
كما أنني اخبرتكم انها ايام دراسية مهمة فأن نتائج هذه الامتحانات ستحدد لي المراحل القادمة من دراسة الثانوية و لدي الكثير من الاهداف و الاحلام التي اسعى لاحققها لذا علي ان اجد في دراستي لاصل لكل ما أطمح به .

و على هذا الحال مرت عدة ايام وانهينا ما كان قد تبقى علينا من دروس في بعض المواد وبعدها بدءت اجازتنا الدراسية و بدء معها كل شي يتغير ليس في بيتنا فقط بل في ارجاء البلاد كلها لم اكن ادرك في ذالك الوقت حجم التغير الذي سيحدث و على هذا التغيير تبدل كل المستقبل الذي طالما كنت اخطط له و انسق ادق تفاصيله واجملها في ذهني حتى اني كنت اعيش فيه و اشعر اني انقش لوحتي الخاصة و اضع فيها كل ما احب واتمنى وكل شي فيها يشبهني .

في الفترة الاخيرة بدءنا نسمع و نشاهد ما يحصل في بلدنا عربية مجاورة نراقب من شاشة التلفاز كل التفاصيل رغم أني لم اكن افهم مايجري او اعرف مالذي يحدث بالضبط الا ان الخوف كان ينتابني من تلك الاخبار ولم يكن ليخطر لي ابدا بأن تكون تلك الاخبار هي بداية لما يحل بنا حتى الان .
انتشرت صور لاطفال من محافظة اخرى رسموا على الجدران وكتبوا عبارة ربما لم يكون يعلموا معناها اصلا قد سمعوها من اهلهم او من الاخبار كما سمعنا نحن عبارات تطالب بالحرية والعدالة و الاصلاحات في البلاد
الا ان ما طال وحل بهؤلاء الاطفال كان اشد واقسى من ان يحتمل وهنا بدئت الحكاية ،حكاية التي لم تنتهي ليومنا هذا
خرج أهل الاطفال غاضبين يطالبون بحق اطفالهم و مع هذا ازداد عدد الناس المشاركين و منه تحولت لاول مظاهرة لتكون شرارة لما حدث كانت الاولى و لم تكن الأخيرة بل امتدت لكل ارجاء المحافظة واصوات تعلوا وتصرخ في كل مكان و لا يكون الرد الا ناريا وقاسيا مليئ بالحقد و البغض مما يزيد من شدة العزم للبقية.
شاهدت تلك الاحداث على نشرات الأخبار مع اني لم اكن ارغب بهذا ابدا الا ان الوضع كان متوترا في البيت دون ان افهم سبب و لا احد يتكلم امامي بوضوح الخوف يسكن قلوب الجميع همهمات باصوات خافت ونحن كاطفال في ذالك الحين لا يسمح لنا بسماعها خوفا من اخبار احد بها بالرغم من انها كانت حقوق مشروعة الا ان الحديث بها كان يرهب الجميع.
كل شي كان بنسبتي لي ضبابي و لم تكن الامور واضحة ابدا . لما كل هذه الريبة والخوف ؟
مِن مَن نخاف ؟ولما نخاف ؟ لا ادري ولا أجر على السؤال ايضا . ولكن من الواضح انه امر خطير و كبير جدا لينال كل هذه الاهمية والسرية .
و كل ما حولت استراق السمع لاحاديث قد افهم من خلالها ماذا يجري
كان كلمة امي : اذهبي للغرفة الثانية و اكملي دراستك هناك، تقطع ما احول تجميعه
أمي كانت متابعة لكل نشرات الأخبار دون ان تترك خبرا واحد حتى و ان كان أعادة لنشرات السابقة كان هذا لامر يزيد الضيق بنسبة لي ما عساني افعل
و كنت دائما ما اراها تبكي على الفيديوهات التي تعرض لشبان قد اصيبوا او قتلوا جراء تلك المظاهرات ولاحداث تزداد اشتعال في كل اكثر من السابق
في احد الايام عندما عاد اخوتي من المدرسة اخبرتنا تسنيم بان أحدا معلماتها بصف طلبت من كل الطلاب اخبارها عن رايهم بما يحدث او ان يكتبو هذا في ورقة
و طبعا عندما سئلت تسنيم عن رايها علما انها لم تكن تتجاوز الصف الخامس الابتدائي في ذلك الوقت إلا أنها قالت للمعلمة ان لا رايي لها بهذا الموضوع و هي لا تعرف من المخطئ في هذا الامر و لم يكن جواب تسنيم بهذه الصيغة لولا تعليمات امي الدائمة لنا وتحذراتنا بأن لا شأن لنا في هذا الامر و لا يجب علينا ان نخبر احدا بما يجول في المنزل من احاديث.
و ما اخبرتنا به تسنيم اخاف أمي وزاد من حدة تحذراتها لنا بأن لا نتكلم مع احد بهذا الموضوع مهما كان مقربا منا و لا بأي شكل من الاشكال كل هذا كان يزيد الضغط في المنزل حتى ان احاديثنا لم تعد عن المدرسة او الاصدقاء بل كانت عما نسمع ومايجري حولنا .
لم تنقضي سوى بعض الايام حتى انتشرت اقاويل تتداول على الغاء امتحانات النهائية للمرحلة الاعدادية والثانوية لم تكن مؤسسات التربية من اعلنت هذا لكن الاهالي هم من قرروا عدم ارسال اولادهم لتلك الامتحانات لانه في الغالب تكون هذه الاختبارات في اماكن بعيدة عن البيت وفي ظل تلك الاحداث التي تجري من حولنا كانت هذه مجازفة كبيرة الذهاب لتلك الاماكن و بدون ضمانات لما قد يحدث.
و قد كان هذا سيئ جدا بنسبتي لي هل يعقل ان اقف هنا ؟الن اكمل دراستي تعبي و اجتهادي ذهبوا سدى؟ كيف سأحقق احلامي و طموحاتي؟اشعر بالاحباط
عندما عاد ابي من عمله ذهبت مسرعة اليه لعلي اسمع ما يريح قلبي،
أبي أحقا لن اذهب لتأدية الامتحان الاخير؟

أبي: تحلي بصبر يابنتي ، اكمل دراستك و حتى ذلك الحين نرى كيف تكون الاحوال و اتمنى ان لا يذهب تعبك سدى

_ارجو ذالك
ابي كان يعلم بشغفي للدراسة و مدى اهمية هذه الايام بنسبة لي لكن لم يكن ليخطر بي ابدا

مخاطرة؟قد تسألوني
نعم انها مخاطرة و مجازفة الوضع كان يزداد سوء رغم محاولة اخفاء هذا الا ان صعوبة الاوقات التي تمر علينا كانت تفقد عائلتي السيطرة على اعصابهم امي دائما تكون خائفة وتبكي واحيانا تغضب من اقل شي و ابي لم يعد يملك تلك الروح الطويلة للكلام و اللعب كما اعتدنا عليه كل شي يتغير من حولنا.

في احدى الايام انتشرت شائعة بين الاهالي بأن قوات مسلحة ستداهم القرية وكان الرعب سيد الموقف حاولت امي اخفاء صور لنا و لها عندما كانت عروس وبعض الاوراق المهمة لا ادري لماذا حتى ان ابي حذف بعض قنوات الاخبارية ربما كان ظنا منهما انها بعض اساليب لتخفيف من حدة الموقف في حال دخل احدهم للمنزل و حتى انني لا انسى عندما اصرت امي على ارتدائي ملابس قديمة ورديئة لم اكن ادرك ماهو الخوف الذي يعيشونه لم اكن استطيع تخيل اسوء الامور في ذالك الحين .
مرت الساعات وحل المساء و لم يدخل احدا الى القرية و قد مر اليوم بسلام بعض الشي .

و في المساء سمعت حديث امي وعمتي
امي:لم يدخلوا اليوم هل يعقل ان يأتوا غدا؟
عمتي:و لما لا من يمنعهم من هذا؟
امي: لا احد .و كأن الدنيا لم تعد تتسع لي من شدة الضيق.
عمتي: لانفع بهذا علينا ان نتماسك و لا نهلك انفسنا بتفكير السيئ .
امي :ليتني استطيع اني مرهقة جدا مما يحدث و أني ارى ان القادم أكثر سوء من هذا.
ماذا يحدث يا ترى من هؤلاء الذين يستطيعون اقتحام القرية و دخول اي مكان يريدونه و يفعلوا ما يشؤون بدون حساب وعقاب ؟ماذا فعلنا ؟لماذا نحن؟كل تلك الاسئلة عادت لتدور في خاطري باحثة عن اجابة الا انها كانت تبقى دون جواب وكلما سألت يقال لي :اهتمي بدراستك لا شي مهم غيرها .
و مع هذه الايام كانت المظاهرات تتسع نطاقها في ارجاء البلاد كلها حتى انها وصلت للمحافظة التي نقيم بها و تزداد وتيرة الاوضاع سوء و تصبح اكثر تعقيد عن ذي قبل دون ان نستطيع تغير شئ.


و في هذه الايام العصيبة كانا جدي و جدتي قد عقدا العزم للذهاب عمرة لبيت الله الحرام و في ظهيرة يوم سفرهم ذهبنا جميعنا انا و اخوتي و اولاد اعمامي و اجتمعت العائلة كلها في وداعهما ولم يكن الحال كما كان في المرات السابقة وبقينا هناك حتى انطلقا في سفرهما .

خيم الحزن و الهدوء بعد ما غادرا و انا كنت اشعر بالحزن العميق بدون سبب يذكر سوا أني سأشتاق لهما كثير.


وعاد لخاطري عندما كان منزل جدي على الطريق الواصل للمدرسة الابتدائية وكنت غالبا ما ادخل اليه صباحا وانا في طريق ذهابي أن لم أكن قد تاخرت على دوامي كالعادة . كم كان وجه جدي جميل الا انه قد كان عصبي بعض شي ولهذا كنت دائما ما اخشى ان يراني و هو غاضب ، عندما ادخل اليه ترتسم على وجهه المدور ابتسامة تلقائية ويقول لي مرحبا:اهلا اهلا ، ادخلي
ويسالني سؤاله المعتاد:في أي صف انت؟
ومن بعدها تكون اللحظة الاجمل يمد يده الى جيبه ليخرج منها ماتوفر من القطع المعدنية ثم يضعها في يدي و هو يقول لي :هيا اسرعي قبل ان يغلقوا باب المدرسة .
اقبل يده وانطلق وانا اقفز من شدة الفرح قد تضاعف مصروفي لهذا ليوم اي ان هناك الكثير من الأشياء التي استطيع شراؤها.
وفي ايام شهر رمضان دائما كان يرسل لي و لابنة عمي ميرا التي كنت انا وهي نتساوا في العمر و كنا مقربتان من بعضنا جدا دعوة على الفطور كان يميزنا من بين جميع احفاده و قد كنت انا اكبرهم وميرا تصغرتي بعدة اشهر فقط كنا مميزتان عند جدي و نحن الوحيدتين اللتين نحظى بهذه الفرصة و في العيد يكون حظنا الاوفر في جمع النقود ايضا .
و لم ينقضى الكثير من الوقت على ذهب جدي وجدتي الا و بدءت المشاكل تحدث في سفرهم و مع ازدياد المظاهرات في المحافظة بدء عمي والد ميرا وهو اصغر من ابي بعام واحد فقط بنزول للمشاركة في تلك المظاهرات .في كل يوم جمعة تعلو الاصوات و تبدء محاولة منعه من الذهاب لان جدتي اوصت الجميع بعدم السماح له بذهب خوفا عليه ربما لانها تعرف ما قد يحدث له لاننا سمعنا الكثير و رأينا شبان اصيبوا في مثل هذه المظاهرات و قد كنا نعرف بعضهم .
الا ان اصرار عمي كان يفوق الجميع و لا يستطع احد ثنيه عن رايه حتى لو تدخل خالته ام محمد و هي جارة لنا في الحي ذاته ، محاولة رده عن ما نوى الا انها كانت تنهك نفسها دون جدوى و دائما كانت خالتي تنتظره امام منزلها لتطمئن عليه عند عودته .


لم يستطع احد منع عمي نبيل من الذهاب والمشاركة و اني اتذكر كيف كان يعود من تلك التظاهرات كان يخاطر بروحه وهو عند ذهبه يعلم انه لربما قد لا يرجع ، في ذات مرة عاد بدون حذائه فعندما بدءت قوة الامن التدخل لفض المظاهرة طبعا وهي الطريقة التي عرفت في ذلك الوقت باطلاق النار والرصاص العشوائي الجميع ركض و ختبئ وعمي ترك حذائه في الشارع ليستطيع من هرب قبل الامساك به او اصابته ، و في مرة اخرى عاد عمي و تمزقت ملابسه بشكل كبير و كنت أراه عند عودته اكثر همة و عزيمة رغم كل ما يحدث فأدرك ان هناك يقين و حق فيما يفعل ويحدث لشدة التمسك به وكان دائما مايردد الشعارات المتدولة في التظاهرات والساحات.
ومن الجانب الاخر جدتي تسال دائما الا انه لا يخبرها احد بما يحدث خوفا عليها و لن تستطيع فعل شي لمنعه بل يحاول كل من يتكلم معها بطمئنتها و ان كل الامور بخير .



و بقينا على هذا الحال حتى عادا جدي وجدتي من العمرة
وكأنه يوم العيد الجميع مستعد ويترقب لحظة وصولهما.

و اخيرا وصلا و البهجة حلت وعمت السعادة في المكان و جاء الجميع من الاهل و الجيران للاستقبال و كنا فرحيين بهم جدا قد مضى وقت منذ سفرهم
امضينا بعض الوقت و سرعان ما قالت لي أمي اجمعي اخوتك و اذهبي للمنزل جدك وجدتك متعبان يجب ان ياخذا قسط من الراحة .

قلت لها بنبرة استعطاف :اريد ان اخذ هديتي اولا .
امي:ستاخذيها لاحقا . لا تخافي جدتك اخبرتني انها احضرت لك اشياء جميلة .
و بهذا اطمئن قلبي و اقتنعت بالمغادرة على امل العودة في اليوم التالي
و هذا ما حدث بعد معاناة لاقناع اخوتي تجمعنا وعدنا للمنزل .

لم يعد هناك الكثير من الوقت للامتحانات ومازالت الامور لم تضح الامور بعد ، واخر ما قيل لنا لم يعد هناك امتحانات ولن نستطيع الذهاب لحضورها،تم الغاء جميعها بسبب سوء الوضع الراهن كان كل هذا الكلام من الاهل و لم يكن هناك أي خطاب رسمي بهذا و حتى اني سالت العديد من صديقاتي واخبرني جميعهن بأنهن لن يذهبن ايضا .

و في اول يوم من تلك الامتحانات لم اذهب انا وميرا و بقينا بحالة ترقب و قلق هل ذهب احد ؟
هل تمت الامتحانات ام لا ؟
اعصابنا مشدودة كنا ننتظر على شرفة لعلنا نرى احد يخبرنا بما حدث كنا خائفتين من الندم ، هل يعقل اننا أخطائنا ؟هل كان علينا الذهاب ؟ فيما كنا نتحدث مع بعضنا و محاولة تهدئة انفسنا رأينا بكر قادم و من الواضح انه كان في المدرسة لتقديم امتحانه .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي