الفصل الرابع

قضت فاتن يومها كله مبتسمة لا تعلم من أين لها بتلك الابتسامة التي لم تعتادها شفاهها الحزينة على الدوام، أغلقت باب غرفتها على نفسها وجلست إلى مكتبها مستندة إلى أوراقها وقلمها وراحت تحدثهم بلهفة وشغف:
_النهارده كان أول يوم ليا في المدرسة الثانوية، اول خطوة ليا ناحية حلمي، أخلص وادخل جامعة واتخرج وأسافر بقه، أشوف بلد تانية غير البلد اللي كرهتني في هواها تحكمات مرات ابويا، كنت رايحة المدرسة الصبح وحاسة إني طايرة كنت فعلا طايرة لدرجة إني مش شايفة أي حد حواليا، قضيت يومي كله بين دروس ورفقات دراسة منهم اللي أعرفهم من ابتدائي ومنهم اللي لسه اول مرة أشوفه بس كلاعادة زينب هي الأقرب ليا، اليوم مر حلو جدصا أحلى ما كنت بحلم كمان، حتى المواد والمدرسين اللي كنت مرعوبة يطلعوا قاسيين لا الحمد لله مشوفتش في عيون حد منهم قسوة، كنت خايفة جدًا يحصل حاجة تخلي مدرس من المدرسين أو زميلة تقسى عليا، أنا بخاف من القسوة وبكرهها وبجري اهرب من كل مكان فيه قسوة، مرات أبويا وقسوتها عليا حرقت قلبي وعملت عندي عقدة من كل كلمة أو نظرة جافة توجع وتجرح،
اليوم خلص وأخدت كتبي وخلاص هرجع البيت للأسف، هرجع للوجع والحسرة والخوف والرعب اللي بيعصرني كل لحظة، كنت حاسة إني عايزة اقضي بقية عمري هناك، اول مرة أروح مكان هي مش فيه، لما كنت في ابتدائي كانت هي مدرسة في المدرسة الابتدائي، أد ايه كانت بتقلل مني وتتعمد تهينني قدام زميلاتي في الفصل وحتى لما طلعت الاعدادية كانت المدرسة في نفس المجمع اللي فيه مدرسة الابتدائي، ورغم انها مش مدرسة في المدرسة الاعدادية إلا انها قدرت توصل ليا وللمدرسين بتوعي وتمارس عليا نفس العقد والاضطهاد والضغط، النهارده كنت في مكان هي مش فيه، هي مش هتعرف توصل لحد تعرفه فيه ولا هتقدر تحكمني هناك.
أنا بعترف إن وجودها في الغالب كان دافع ليا إني أذاكر اكتر وأجتهد أكتر عشان متعاقبنيش ولا توجعني بكلامها اللي كان بيموتني في اليوم ألف مرة بس برضه كان ممكن أعمل ده وأكتر لو سمعت كلمة طيبة، خلاص يا مرات ابويا أنا في ثانوي يعني أبعد ما يكون عن حدود سلطتك عليا، هناك مدرسة مستقلة ومدرسين من بره البلد خالص لا تعرفيهم ولا هتعرفي تخليهم يبهدلوني زي ما كنتي بتعملي مع مدرسين اعدادي.
تنهدت فاتن وهي تريح يدها من الكتابة ثم عادت تكتب مرة اخرى بينما اتسعت ابتسامتها أكثر:
_وانا راجعة شوفته، منير، اسمه منير، زينب قالتلي كده كان واقف يبص عليا وكأنه بيقولي كنتي فين، نظرته ليا مفهمتهاش في الاول بس لما رجعت التفتت ورايا وبصيت له حسيت كأني سامعة عيونه، كان بيقولي لازم اشوفك تاني، كأنه بيقولي شكرًا إنك التفتتي وأنعمتي عليا بنظرة كمان، انا عارفة إن الكلام اكبر مني، وإن ال 15 سنة اللي عشتهم في الدنيا ميسمحوش ليا إني أعرف العيون بتقول ايه، بس القلب عمره مش بيتقاس بالسنين وانا قلبي عاش كتير، من يوم ما ماتت امي وسابتني بنت سبع سنين وأنا بدوق المر في كاسات، من يوم ما كنت سبب في دخول مرات ابويا لحياتنا لما اتعلقت بيها وهي مدرستي وكلمت بابا عنها وأنا معرفش انها بتعمل كده عشان أكون وسيلة توصل بيها لبيت بابا اللي كانت بتحلم بيه، أنا عمري مش 15 لأ انا عمري ألف سنة بؤس وحزن وندم، او على الأقل كنت حاسه كده من جوايا لغاية النهارده، أول ما عيني جت في عينه حسيت في لحظة إني رجعت كل السنين اللي فاتتني، في لحظة شالتني عيونه ورجعتني طفلة لسه بتتعلم المشي، مش هقول حبيت زي ما بسمع في اغاني عبد الحليم وأم كلثوم، بس هقول حييت، أيوه حييت ولقيت سبب اعيش عشانه،
ثم تنهدت فاتن وعادت تكتب بحماس أكثر:  
_قالتلي زينب إنه فقير، فقير زيي وزي كتير، يعني هيشاركني الحلم، حلم إني أمشي من البلد دي ونروح بلد تانية، أصل الفقير هو اللي بيمشي عشان ببساطة البلد دي متفصلة على مقاس أصحابها، الناس الاغنيا اللي لما بيغلى سعر حاجة مبيحسوش، أنا فرحانة إني لقيت حد ينفع أشاركه تفاصيل حلمي وقلبي بيقولي إن ينفع أشاركه كل حلمي.
كانت فاتن منهمكة بشدة في الكتابة إلى دفتر مذكراتها، متنفسها الوحيد في بيت لا تُطاق لها به كلمة واحدة، وسط أخوات ذكور وبنات لا يطيقها احدهم من شدة كره امهم لها، راحت تلقي بهمومها وامنياتها وتفاصيل يومها إلى أوراق هي أحن عليها من قلوب كل البشر
ظلت على هذه الحالة لا تعلم كم من الوقت حتى قاطعتها صوت طرقات عنيفة على بابا الغرفة:
_انتي يا مزغودة يا اللي جوه، اطلعي يا هانم ابوكي مشى يلا عشان تشوفي شغلك في البيت.
زفرت فاتن في ضيق وقالت:  
_حاضر يا مس انا طالعة اهو،  
كانت اعتادت ان تناديها بهذا الاسم بعدما نهرها والدها عندما نادتها مرة يا مرات ابويا وأصر أن تناديها أمي، وأمام إصرار والدها وإصرار فاتن الا تنطق بلفظ امي سوى لوالدتها ومن بعد وفاتها لا تنطقه اهتدوا إلى حل وسط حيث قررت ان تناديها مس كما تناديها هي وزميلاتها في المدرسة.
عاادت زوجة أبيها تطرق الباب:
_هو ايه اللي طالعة اهو، يلا اخلصي بتعملي ايه؟
ردت فاتن بصوت حزين منكسر:
_كنت بغير هدومي بس، أنا طالعه اهو.
خرجت فاتن إلى البيت ثم انهمكت في الاعمال المنزلية حتى خارت قواها، للمرة الاولى تنجز كل شء وهي مبتسمة لا تشعر بالتعب ولا الضجر، بل سرت بشرايينها رعشة الامل، الأمل في بداية جديدة في مدرسة جديدة وعينان جديدتان تشعران بها:
_كان بيبص ليا وكأنه يعرفني، أنا فرحانه اوي إن أخيرا حد لاحظ وجودي، لاحظ إني هنا إني ممكن أتشاف أو إن ليا قيمة ولازمة.
تنهدت وهي تجفف يديها بعدما انهت كل الاعمال المنزلية ثم سارت بقدمين منهكتان صوت غرفة زوجة أبيها:
_أنا خلصت يا مس، ممكن أدخل أنام بقه؟
نظرت إليها زوجة أبيها باشمئزاز ثم أشارت لها بيدها أن تنصرف.
هرولت فاتن إلى غرفتها وأوصدت الباب خلفها مجددًا وتاكدت انها أغلقت الباب جيدًا بالمفتاح كعادتها لا تشعر بالامان سوى في غرفتها، عالمها الاوحد الذي تُحكم إغلاق بابه خلفها خشية أن يتسرب ألى داخله بعض من عفن العالم الخارجي.
بدلت فاتن ملابسها وارتدت ثياب فضفاضة ثم اقتربت من شرفتها لتغلقها هي الأخرى كما تفعل كل ليلة ولكن الليلة لا تشبه كل الليالي التي سبقتها فالقمر بدر يضئ السماء وكأنه عروس متأهبة لعرس تُزف به إلى حبيبها.
وقفت فاتن دقيقتين تطالع السماء في سعادة وكأن القمر يسألها الا تتوقف عن النظر إليه الليلة.
تنهدت فاتن وهي تتذكر أنه عليها الخلود للنوم حتى تستطع ان تستيقظ باكرًا لتنهي مهامها المنزلية قبل ان تنصرف إلى مدرستها، فابتسمت ومدت يدها لتغلق النافذة وقبل أن تفعل رأته.
هو مجددًا ولكن هذه المرة كان يرتدي ثياب تبدو جديدة، يقف على مقربة من البيت يستند إلى دراجة.
_منير، هو عرف مكان بيتنا ازاي؟ وازاي عرف إن ده شباكي وواقف هنا من امتى؟
كان مبتسمًا وكأن شئ سحب روحه وقيد عيناه إلى النظر إليها كما سحبها سحر القمر منذ قليل وأبى ألا يفلتها.
ابتسمت فاتن على استحياء ثم أغلقت النافذة ولكنها راحت تنظر من تلك الفتحات الضيقة التي بالكاد تسمح لها ان ترى مساحة قليلة من الشارع.
بينما ظل هو واقف لدقيقة ثم هرع يمتطي دراجته وكأنه تذكر امر ما فانطلق بها واختفى في جزء من الثانية.
_المواعيد يا منير الله يسامحك، اول ليلة ليك في شغلك اللي واقف عليه كل الاحلام والامنيات.
ثم ابتسم وهو يحدث نفسه بسعادة عارمة:
_ياه يا رب انت كريم أوي معايا، عارف إني رايح شغلي خايف ف تخليني امشي من الشارع ده في الوقت ده عشان بالصدفة أرفع عيني وأشوفها في شباكها قدامي، كأنك بتقولي اطمن لسه فيه حاجات حلوة مستنياك، وانا اللي كانت أقصى أحلامي ألحق بسرعة أرجع من شغلي عشان أشوفها بكرة في المدرسة من بعيد ويا عالم كنت هعرف ابصلها ولا كنت هخاف من وجود زمايلنا حوالينا،
ثم ابتسم وراح يحدث نفسه:
_مرة لابسة مريلة كحلي، والليلة لابسة أبيض، كنتي كأنك لوحة فنية أو كأنك ملاك هربان من الجنة واقف في شباك بيت قديم رافع عيونه للسما بيكلم القمر، القمر اللي كان عامل زي ما يكون طالع الليلة بكل نوره ليكي لوحدك وكأنه كل ضيه وبهائه كان متسلط على وشك الطيب ولبسك الابيض، أقسم إني كنت شايف هالة مضيئة حواليكي تشبه هالة الملائكة.
أنا محظوظ يا حلوة إن أو من يسكن قلبي يكون ملاك.
ثم انتبه وراح يضحك وهو يحدث نفسه بصوت مرتفع:
_انتي اسمك ملاك، خلاص من النهارده اسمك ملام أصل مهما كان اسمك مش هيليق عليكي غير ملاك يا ملاك، هقولك يا ملاك ولما اتجوزك هيبقى اسمك جنب اسمي يعني هتبقي (ملاك منير)، بالظبط زي ما شوفتك النهارده.
وصل منير إلى الفيلا قبل ميعاده ب عشر دقائق كاملة فوقف يستريح قليلًا ثم ضغط زر الجرس فجاء الرد من الداخل:
_مين؟
رد منير بأنفاس متقطعة:
_أنا منير.
حدث كما حدث بالامس، جاءه الرد بانفراج البوابة، فدلف منير إلى الداخل مرتديًا ملابس العمل فالتقي على باب الفيلا برجل كهل أكل الزمان وشرب على وجهه، بدا على وجهه الإنزعاج قليلًا، راح الرجل يطالع منير باستياء ثم قال:
_انت بقه منير؟
فرد منير متعجبًا:
_أيوه انا لو مش عند حضرتك مانع.
نظر إليه الرجل باشمئزاز وقال:
_انت اللي قبلت تبيع نفسك عشان شوية فلوس؟
وقعت تلك الكلمات على رأست منير كالصاعقة التي جعلت عيناه تجحظ وتجمدت الدماء في عروقه ثم قال بصوت بالكاد يُسمع:
_بعت نفسي؟! حضرتك بتقول ايه؟! أنا جاي هنا أشتغل حارس أمن، حضرتك أكيد اختلط عليك الامر واكيد متقصدنيش انا.
عاد الرجل يطالعه باستياء ثم قال:
_مش انت منير، الولد اللي في تالتة ثانوي اللي من بلد فقيرة جنبنا هنا؟
كان منير ينظر اليه مرتعبًا وهو يكمل حديثه:
_انت اللي شافك في الكاميرات واختارك من بين خمسين شاب كانوا معاك في الغرفة يوم المقابلة لما روحت بناءًا على الإعلان.
رد منير بجنون:
_كاميرات ايه؟ هو مين اللي اختارني؟
لم يعر الرجل لسؤال منير اي انتباه بل ظل يردد كلماته المخيفة بشدة:
_أخدت الظرف الأصفر اللي فيه خمس ألاف جنيه ولا لسه؟
ثم راح ينظر إلى الدراجة الجديدة وراح يضحك بصوت مرتفع:
_أخدته يا غلبان، ما هو اصل هتشتري العجلة الجديدة دي منين غير لو كنت أخدت الظرف الأصفر.
هم الرجل بالانصراف فتبعه منير مهرولًا خلفه بجنون:
_استني قولي انت مين وفهمني الكلام اللي قولته كده معناه ايه؟
نظر إليه الرجل بكره شديد وقال:
_وهيفيد بإيه، خلاص يا غلبان بلعت الطعم وربنا يعينك على اللي جاي.
خرج الرجل من بوابة الفيلا ثم انغلقت خلفه مباشرة، حاول منير ان يفتحها مجددًا ولكن للأسف لم تُفتح، ظل منير يحاول مرارًا وتكرارًا حتى باغته من الخلف صوت أحد الحراس الشخصيين للسيد مصطفى:
_انت بتعمل ايه؟
التفت منير ينظر إليه مرتعبًا وقال:
_بحاول أفتح البوابة.
فرد الحارس:
_البوابة مش بتتفتح غير من جوه، مصطفى بيه بس اللي بيقدر يفتحها ويقفلها ومحدش غيره يقدر يعمل كده،
ثم صاح به بصوت قاس وعينان حمراوتان غاضبتان:
_ عايز تفتح البوابه ليه انت؟
فابتلع منير لعابه وقال:
_كان فيه راجل هنا دلوقتي بيتكلم معايا وفجاة خرج والبوابة اتقفلت، كنت عايز اسأله على حاجة.
نظر إليه الحارس متعجبًا مما يقول ثم أجابه:
_راجل مين، انت شارب حاجة ولا مش نايم كويس؟
نظر إليه منير بغضب:
_راجل كان لسه هنا من شوية، انا دخلت لقيته هنا انت ازاي مشوفتوش؟
رد الحارس:
_أنا شايفك وانت داخل، انت دخلت ركنت العجلة بتاعتك ووقفت شوية وبعدين لقيتك بتجري على البوابة زي المجنون بتحاول تفتحها، لا شوفت راجل ولا كان فيه راجل من الأساس.
رد منير:
_بس..
لم يمهله الحارس فرصة ليتحدث عندما أمسك بذراعه بقسوة ثم اقترب من وجهه جدًا و راح ينهره:
_ولد، اسمع مني، لا فيه راجل ولا فيه كلام ولا فيه أي حاجة غير حاضر وطيب ونعم، ده أحسنلك انت فاهم ولا لأ؟
ابتلع منير لعابه وأومأ برأسه فترك الحارس ذراعه وقال:
_كويس.
ثم التفت ينظر يمينًا ويسارًا واقترب مرة أخرى من منير وقال بصوت منخفض:
_متخافش، لسه هيكون عندك ألف سؤال لألف حاجة هتحصل، الإجابة الوحيدة يا بان الناس إنك متسألش ومتخافش، انت فاهمني؟
فأومأ منير برأسه مجددًا، فأكمل الحارس حديثه قائلًا:
_ومتصدقش كلام حد، محدش هنا بيحب الخير لحد، اعمل شغلك بس، انت شغلك مش صعب، اقعد على مكتبك جوه راقب الكاميرات وانتظر الأوامر وبس لا ليك دعوة مين دخل ولا مين طلع، هيجيلك الاوامر قوم قابل الضيف ده هتقوم تقابله لما البوابة تفتح من جوه، هتسمع البوابة بتتفتح والضيف بيدخل ومحدش قالك تقول تقابل يبقى متقومش، لو القيامة قامت بره البوابة ملكش دعوة حذاري تفكر ترد على حد واقف بره، باختصار متعملش غير اللي ينطلب منك، ممنوع رجليك تمشي خطوة واحدة منطلبتش منك، اوضتك فيها حمام تقدر تستخدمه، رجليك تعبتك من قعدة المكتب قوم اتحرك داخل محيط اوضتك، داخل محيط اوضتك بس، الخطوة خارج اوضتك لو خطيتها من غير ما ينطلب منك تخطيها هتتحسب عليك ويا ويلك لو اتحسب عليك هنا خطوة، كل اللي بقولهولك ده محدش يعرفه نهائي وكل اللي يحصل هنا يفضل هنا.
ثم أشار الحارس على يده وعينه وأذنه ثم قال بحدة:
_صم بكم عميان، فهمت يا ابني.
رد منير مرتعبًا:
_فهمت.
انصرف الحارس إلى الفيلا من الداخل وانصرف منير إلى المكتب وجلس يطالع الشاشة امامه، كانت هناك كاميرات في كل مكان وفجأة خطرت بباله فكرة:
_كاميرات يعني أكيد سجلت اللي حصل، هراجع الكاميرا بتاعة البوابة واشوف الراجل اللي كان بيكلمني، ما هو اكيد انا مش مجنون ولا بيتهيألي زي ما قال.
راح منير يطرق أزرار لوحة المفاتيح ليعيد الوقت إلى الوراء حتى رأى نفسه في الكاميرا يطرق جرس البوابة ثم يدخل ثم....
جحظت عينا منير وسرت بجسده قشعريرة باردة وهو يطالع الشاشة مرتعبًا....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي