الفصل الثالث

دينا : شكرا أريد ايضا بعض البهارات و التوابل
محمد : تفضلي معي لأريك المكان المخصص لهذه الأشياء ...
دينا : طيب

خرج محمد من خلف الطاولة و تقدم امام دينا إلى داخل المحل و اشار لها بالدخول قائلاً : تفضلي بالدخول يا انسة من هنا ..

دخلت دينا خلف محمد و هي تراقب مشيته الثقيلة ذات الخطوات الواسعة لم تستطع ان لا تنظر لكل التفاصيل المحيطة به ..

كان محمد يمشي و هو يدعو و يقول في اعماق قلبه ليت العم اسماعيل يذهب ليته يمضي إلى شأن من شؤونه
لم احسب انها ستأتي في هذا الوقت المبكر ليس هذا من عادتها ..

فجأة وقف اسماعيل و نظر ألى محمد قائلا عن اذنك يا بني انا خرج قليلا سأذهب إلى الصيدلية لأحضر بعض الادوية

كاد محمد يطير من الفرحة حينما سمع اسماعيل و هو يقول تلك الجملة فهتف على عجل : لا لا يا عم بأمان الله

شعرت دينا بشيء من الانقباض في صدرها لأن المحل خلا فجأة من اي شخص عداها هي و محمد
خرج اسماعيل من المحل و توجه إلى الصيدلية الكائنة في اول الشارع
بينما بقي محمد و دينا في المحل التفت محمد إلى دينا و قال : شرفتيني بزيارتك يا دينا .
دينا : يا سلام و اصبحت تعرفني من دون ان تراني ؟
محمد : لا داعي لأن اراكي فنبرة صوتك الجميلة مختلفة عن غيرها من الاصوات غريبة هي تشعرني بالدفء و الأمان
قاطعت دينا كلام محمد بعد ان رأته يسترسل بالكلام ..
دينا : خذ هذه الاكياس و انظر كم ثمنها يا محمد
محمد : حسنا و لكن لماذا انتي على عجلة هكذا ؟
دينا : الا ترى اننا وحدنا في المحل ماذا سيقول عني اسماعيل لو عاد و وجدني لا ازا هنا ؟
محمد : صحيح معك حق اسمعي ا٠معي كل ما تحتاجين من اغراض و لنجلس قليلا في الحديقة المجاورة للمحل
دينا : لا استطيع هناك ما يشغلني يا محمد
محمد : و لكن كنت قد خططت إلى ان نشرب فنجان من القهوة معا اليوم و كنت انتظر قدومك في موعدك المعتاد لقد اتيت باكرا اليوم
دينا : صحيح لقد اخذت اجازة ساعية اليوم
محمد : لماذا هل انت بخير هل انت مريضة ؟
دينا : لا لا شيء لكن المدير هو من اراد ذلك
اخبرني كم هو ثمن المشتريات
محمد : أوتسألين ؟ بالطبع لن اخذ منك شيئا ...
دينا : لا لن اقبل هذا و لا تنسى ان المحل لأسماعيل لا يحوز ان تبيع شيئا و لا تقبض ثمنه
محمد : دعينا من هذا الكلام الأن و اخبريني
متى سنخرج إلى مقهى انا و انت
دينا : لا ادري يا محمد ربما لاحقاً
اخرجت دينا من جيبها ورقة صغيرة و مدت يدها لمحمد كي يتناولها

دينا : بالمناسبة خذ هذه و لكن لا تفتحها الان يمكنك ذلك عندما تعود إلى المنزل
محمد ما هذه ؟
دينا : هذه رسالة كتبتها لك البارحة بالقلم الذي اهديتني اياه
محمد : رسالة لي ! هل يمكنني رؤيتها الان ؟
دينا : لا لا يمكنك هذا طبعا انتظرني لأذهب و بعدها افعل ما تشاء ..
محمد : بالمناسبة كيف تمكنت من الكتابة بالقلم لايوجد فيه حبر ! ..
ضحكت دينا و وضعت يدها على فمها و قالت ستعلم ذلك عندما تعود إلى المنزل و لكن ايها المحتال لماذا لم تخبرني انه لا حبر بداخله البارحة ؟
محمد : و كيف سأضمن قدومك غدا ؟
دينا : محتال لازلت كما عرفتك
على كل حال انا ذاهبة عن اذنك
محمد : ارجوك ابقي قليلا لماذا انتي مستعجلة هكذا .. !
دينا : اسفة يا محمد لكن لا اظنك ترضى ان ترسم فكرة سيئة بمخيلة العم اسماعيل عني اليس كذلك
شعر محمد بحزن في داخله و قال : كما تريدين لكن اتمنى ان تحاولي ان تصنعي فرصة للقاء صغير بيننا
دينا : حسنا يا محمد لا تقلق
عن اذنك
محمد : بأمان الله رافقتك السلامة

خرجت دينا من البقالية و مضت في دربها تتمشى على مهل و هي تتأمل الاشجار على جانبي الطريق ..

فسمعت صوت احد يركض خلفها فجأة نظرت فإذا هو محمد يركض خلفها حاملا بيده كيس المشتريات الخاص بدينا
محمد : دينا دينا انتظري هذا لك
وقفت دينا تنتظر وصول محمد إلى القرب منها
دينا : شكرا لك يا محمد اتعبتك معي
محمد : لا مشكلة بالمناسبة لقد عاد اسماعيل إلى المحل هل تمانعين لو تمشينا قليلا ؟
دينا : حسنا لنذهب إلى مطعم قريب
محمد : هذه الاخبار التي تسر القلب
هل تريدين الذهاب مشيا ام نذهب بسيارتي ؟
دينا : لا داعي للسيارة سنتمشى قليلا اعرف مطعما قريبا من هنا طعامه جيد جدا
مشى محمد بجانب دينا متوجهين إلى المطعم
كانت دينا تشعر بالخجل الشديد من محمد خاصة و انها لم تشمي بجانب شاب قبل اليوم فكيف و الشاب هو محمد
مضت دينا بخطوات بطيئة و قد شدت يداهل على حقيبتها و هي تسير بجانب محمد
و هي تحاول ان تسترق بعض النظرات لمحمد دون ان يشعر ..
التفت محمد إلى دينا و قال لها : اجل هل ستظلين صامتة طول الطريق ؟
دينا : لا ادري ماذا اقول يا محمد
محمد : انا سأبدأ الكلام
اخبريني كيف هو عملك
دينا : الحمد لله عملي جيد و قد وعدني المدير انه سيجعلني مسؤولة عن القسم النسائي ان شاء الله
محمد : ما شاء الله مبارك
و عائلتك اخبريني عنها
دينا : كما تعلم يا محمد امي و ابي قد توفيا و بقيت انا و اختي فاطمة نسكن الان مع خالي و جدتي ..
و انت يا محمد اخبرني اين تسكن ؟
محمد : في الحقيقة انا اسكن لوحدي في شقة استأجرتها من العم اسماعيل و أما عائلتي فلازالوا يسكنون في منزلنا بالريف

دينا : تعال يا محمد هذا هو المطعم
دخلت دينا خلف محمد إلى المطعم
الذي اختارته هو ذاته الذي اتت اليه مع فاطمة قبل مدة من الزمن صعد محمد إلى الطابق العلوي و اختار طاولة بعيدا عن باقي الطاولات بعض الشيء جلس محمد و جعل وجهه قبالة الناس و امر دينا ان تجعل ظهرها ناحيتهم ..
محمد : ماذا تحبين ان تشربي يا دينا
دينا : لا فرق سأشرب على ذوقك
محمد : كما تشائين و ماذا تحبين ان تتناولي على الغداء
ضحكت دينا و قالت : غداااء ! سنشرب القهوة و نخرج
محمد : ههه لا تزالين كأيام الطفولة خجولة ايضاً
اشار محمد بيده إلى النادل ليأتي اقترب النادل و وقف بجانب محمد : تقضل سيدي
محمد : اريد كوبين من عصير الاناناس و سلطة الفواكه و بعض المقبلات الخفيفة
النادل : سيكون طلبك جاهز بعد خمسة دقائق سيديد
مضى النادل ليقوم بتحضير ما طلب محمد
نظرت دينا إلى محمد متفاجئة بما فعله محمد فطتوسعت حدقة عينيها و قالت : محمد ماذا تظن انك تفعل . !!

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي