الفصل الخامس
شيرين لا تعلم كم من الوقت مضي وهي في حضن تقوى فلقد تطوعت الأخيرة أن تظل معها في تلك اللحظة. كانت تهمس لها بكلمات رثاء وشفقة ومواساة غير أن شيرين لم تكن تسمع أي من كلماتها كانت شاردة تماما تشعر أنها في حلم بغيض تتمنى أن نفيق من الحلم تتمنى أن يأتي رشاد ليقول لها هل أنت بخير كان جسدها ثقيل مثل شوال ملح هكذا شعرت ويدها أيضا ورأسها يلف في كلمات رشاد الأخيرة. وعقلها غير قادر على فهم أي شئ فقط صفوت يذهب ويجي هنا وهناك لم يتبادل معها كلمة واحدة أنهى حسابات المشفى وأكمل حمل زوجها بعد أن تم تكفينه حتى يضعه في سيارة ويذهب إلى المقابر ومع أضرار شيرين وافق على أن تكون في جوار التابوت حين أنتهت مراسم الدفن طلب منها صفوت أن تعود إلى منزلها ولكن شيرين رفضت في إصرار
وبدا واضحا نفاذ صبر صفوت الذي كاد أن يغادر في لحظة عصبية ولكن النخوة سيطرت على تصرفه وضعت شيرين يدها على قبر زوجها وانتحبت ربتت يد نحيلة ضعيفة على رأسها
فنظرت له همس الشيخ العجوز
أبنتي يجب أن تعودي إلى منزلك المكان ليس ءامن هنا
تساقطت دموع شيرين
زوجي تركني ولا يوجد معي أحد
هتف الشيخ في رفق
الله معك يا ابنتي هو في رحمة الله يجب أن تذهبي إلى بيتك الليل على وشك الهبوط والكلاب الضارية سوف تنتشر هنا من أجل سلامتك
تابعت شيرين في أسف
اي سلامة بعده
أكد الشيخ
رحمة الله هي السلامة أبنتي كوني على ثقة من هذا
هتف صفوت
لقد اتبعت وصية زوجك أراد أن يدفن بلا أضواء أو كاميرات تلاحقه وتم الصلاة عليه في المشفى
وضع الشيخ يده على ذراع شيرين وقال
يجب أن تكوني في أمان حتى تجد روحه السلامة أبنتي أنا أمام هذا الجامع هناك ومنزلي أيضا جوار الجامع يمكنك الجلوس مع أبنتي فاطمة بضع الوقت وبعدها سوف أوصلك إلى المنزل
شيرين لا تعلم كيف سارت مع الشيخ وكيف دلفت إلى المنزل وكيف جلست على الأريكة فقط شعرت بطعم الماء وهو يسري في خلقها وشاهدت فتاة رائعةالجمال ذات ثماني عشر من السنين تلتقط منها الكوب قائلة
هل الأمور افضل الآن
نظرت شيرين إلى المقابر من خلال الباب المفتوح وشاهدت قبر زوجها أمامها فاجهشت بالبكاء مما دفع الفتاة إلى احتضانها وهي تقول
إن الحزن ياكل الروح يا صديقتي والروح أمانة فاحرصي على عدم أهلاكها
هتفت شيرين في حزن
كيف اقوى على الايام وحدي لقد رحل والدي فجأة وكان هو سندي أنا وحيدة وتائهة في هذا العالم وحدي لا جدار أستند عليه لا أخ لا أم لا أحد
ربتت فاطمة على كتفها قائلة
هل تقبلين بي أخت
لم تجب شيرين فقط نظرت إلى قبر زوجها وقالت
ليتك تعود وتأخذني معك
هتفت فاطمة في أستنكار
أستغفري الله يا صديقتي أعلم أن الفراق صعب ولكن عليك بالصبر وفاءك لزوجك بعد رحيله في أتباع ما كان يحب وفعله
الأحبة لا يفارقون، الأحبة يعيشون في القلوب
كان الشيخ رضوان قد عاد ونظر إلى شيرين وفاطمة وقال في عتاب ولوم
يا فاطمة اين أكرام الضيف
نهضت فاطمة مسرعة إلى المطبخ وعادت ببعض الأجبان والخبز وقال الشيخ
اطعمي ضيفتك وجهزي غرفتك لكل منكم وأغلقوا الباب جيد مساء سوف أبيت عند شيخ قريب من هنا
همست شيرين
لا لا داعي لهذا سوف أغادر
قال الشيخ في حسم
لا يا أبنتي أنت تحتاجين الليلة الى رفيقة وفاطمة رغم صغر عمرها الإ أن حنانها كبير كوني هنا وفي الغد عودي إلى منزلك
رحل الشيخ وجلست شيرين في سرير فاطمة جفاها النوم ورفضت أن تأكل ظلت صامتة وفاطمة تسرد عليها أنها منذ طفولتها كانت يتيمة لا أم فلقد ماتت الأخيرة وهي وتلدها،ورفض الشيخ رضوان الزواج بعدها تفرغ فقط لإلقاء دروس في الحديث والسنة وحفظ القرآن و تعليمه للصبيان
وأخبرتها فاطمة في أسف أنها تمنت كثيرا أن لو جمعتها ذكرى بأمها اي ذكري ولو كانت بسيطة ولكنها تشعر بالحزن أن الأم أيضا رحلت دون أن تشاهد وجهها.
شعرت شيرين بعمق ما تتحدث عنه فاطمة هل هناك بؤس أقل من بؤسك يا شيرين أنها فاطمة التي لم تنعم بحنان واهتمام الام في حين أنت تربيت في دلال مع أب وأم وزوج وإذا بحثت بين أرجاء الأرض سوف تجدين من هو أشد بؤس لهذا عليك أن تحمدي الله فهمت شيرين جيد كلمات فاطمة الصغيرة التي مشطت شعر شيرين في هدوء وخفة ثم وضعت البطانية الصوفية على جسدها وهي تقول لها
عليك النوم الان فلقد أنتصف الليل
ولكن شيرين العاجزة عن النوم لم يغمض لها جفن في حين نامت فاطمة وهي تحتضن شيرين غريب أن تجد غرباء فجأة يهتمون بأمرها ومعرفتهم بها سطحية. حين جاء الصباح أخيرا تحركت شيرين صوب قبر زوجها ظلت تحدثه عن خوفها وقلقها وأخبرته أنها كانت تحبه حبا صادقا وليس ابويا كما كان يظن واخيرا عاتبته أن هناك الكثير من الايام كانت تريده أن يكون معها فهي لا تزال في حاجة له حين أستدارت شيرين إلى الخلف كانت فاطمة تغرس شجرة ورد صغيرة في جوار القبر وهي تقول لشيرين
اريدك أن تسقي هذا الشجرة من منزلنا حين تجئ لزيارة زوجك
نظرت شيرين إلى البرعم الصغير الذي يجاهد حتى تتفتح أوراقه رغم ضعفه قالت شيرين وهي تجد علاقة بين البرعم وفاطمة
أنت صغيرة جدا ولكنك تملكين عقل كبير وتعلمين ما هو الاحتواء
أعقبت فاطمة وهي تبتسم
وانت جميلة ويجب أن تتحدى أحزانك
هزت شيرين رأسها في أسي وقالت
سوف أرحل الآن. لا ينبغي أن يذهب والدك الى بيت اخر هذا اليوم أيضا سوف أعود لك
هتفت فاطمة في ثقة
أنت من الذين بوفون بالوعد أعلم أنك سوف تعودين لي
أبتسمت شيرين وقالت
أظنك وحيدة مثلي ويملأ عالمك الفراغ
هزت فاطمة رأسها بالنفي وقالت
لا أنا أعمل أشتغل مفارش من التريكو وأقوم ببيعها وكذلك أصنع المربى واقوم ببيعها
أحتضنت شيرين فاطمة ثم غادرت إلى منزلها كان الساعة قد تجاوزت الثانية وسبع دقائق بعد الظهيرة صعدت الى غرفتها وأسدلت الستائر وأغلقت الانوار ونامت في فراشها وهي تحتضن ذراعيها و تبكي كان تشعر بالاعياء الشديد والألم شاهدت في الحلم الشجرة التي قامت فاطمة بغرسها وهي تنمو سريعا وتتدلى منها زهور كثيرة ورشاد يقف على مقربة منها يبتسم ويجلس مع فريال وليا على أرض خضراء
حين أستيقظت كان الليل قد فرض عباءته على الكون هبطت شيرين إلى الطابق السفلي وشرعت في تنظيف المنزل في هدوء وصمت وإصرار
أزالت الأتربة والعناكب من الحوائط ووضعت الكثير من الملابس في الغسالة الكهربائية
وصنعت كوب من الشاي بعد أن أخذت دش ساخن ثم جلست في إحدى زوايا المنزل
وبدا واضحا نفاذ صبر صفوت الذي كاد أن يغادر في لحظة عصبية ولكن النخوة سيطرت على تصرفه وضعت شيرين يدها على قبر زوجها وانتحبت ربتت يد نحيلة ضعيفة على رأسها
فنظرت له همس الشيخ العجوز
أبنتي يجب أن تعودي إلى منزلك المكان ليس ءامن هنا
تساقطت دموع شيرين
زوجي تركني ولا يوجد معي أحد
هتف الشيخ في رفق
الله معك يا ابنتي هو في رحمة الله يجب أن تذهبي إلى بيتك الليل على وشك الهبوط والكلاب الضارية سوف تنتشر هنا من أجل سلامتك
تابعت شيرين في أسف
اي سلامة بعده
أكد الشيخ
رحمة الله هي السلامة أبنتي كوني على ثقة من هذا
هتف صفوت
لقد اتبعت وصية زوجك أراد أن يدفن بلا أضواء أو كاميرات تلاحقه وتم الصلاة عليه في المشفى
وضع الشيخ يده على ذراع شيرين وقال
يجب أن تكوني في أمان حتى تجد روحه السلامة أبنتي أنا أمام هذا الجامع هناك ومنزلي أيضا جوار الجامع يمكنك الجلوس مع أبنتي فاطمة بضع الوقت وبعدها سوف أوصلك إلى المنزل
شيرين لا تعلم كيف سارت مع الشيخ وكيف دلفت إلى المنزل وكيف جلست على الأريكة فقط شعرت بطعم الماء وهو يسري في خلقها وشاهدت فتاة رائعةالجمال ذات ثماني عشر من السنين تلتقط منها الكوب قائلة
هل الأمور افضل الآن
نظرت شيرين إلى المقابر من خلال الباب المفتوح وشاهدت قبر زوجها أمامها فاجهشت بالبكاء مما دفع الفتاة إلى احتضانها وهي تقول
إن الحزن ياكل الروح يا صديقتي والروح أمانة فاحرصي على عدم أهلاكها
هتفت شيرين في حزن
كيف اقوى على الايام وحدي لقد رحل والدي فجأة وكان هو سندي أنا وحيدة وتائهة في هذا العالم وحدي لا جدار أستند عليه لا أخ لا أم لا أحد
ربتت فاطمة على كتفها قائلة
هل تقبلين بي أخت
لم تجب شيرين فقط نظرت إلى قبر زوجها وقالت
ليتك تعود وتأخذني معك
هتفت فاطمة في أستنكار
أستغفري الله يا صديقتي أعلم أن الفراق صعب ولكن عليك بالصبر وفاءك لزوجك بعد رحيله في أتباع ما كان يحب وفعله
الأحبة لا يفارقون، الأحبة يعيشون في القلوب
كان الشيخ رضوان قد عاد ونظر إلى شيرين وفاطمة وقال في عتاب ولوم
يا فاطمة اين أكرام الضيف
نهضت فاطمة مسرعة إلى المطبخ وعادت ببعض الأجبان والخبز وقال الشيخ
اطعمي ضيفتك وجهزي غرفتك لكل منكم وأغلقوا الباب جيد مساء سوف أبيت عند شيخ قريب من هنا
همست شيرين
لا لا داعي لهذا سوف أغادر
قال الشيخ في حسم
لا يا أبنتي أنت تحتاجين الليلة الى رفيقة وفاطمة رغم صغر عمرها الإ أن حنانها كبير كوني هنا وفي الغد عودي إلى منزلك
رحل الشيخ وجلست شيرين في سرير فاطمة جفاها النوم ورفضت أن تأكل ظلت صامتة وفاطمة تسرد عليها أنها منذ طفولتها كانت يتيمة لا أم فلقد ماتت الأخيرة وهي وتلدها،ورفض الشيخ رضوان الزواج بعدها تفرغ فقط لإلقاء دروس في الحديث والسنة وحفظ القرآن و تعليمه للصبيان
وأخبرتها فاطمة في أسف أنها تمنت كثيرا أن لو جمعتها ذكرى بأمها اي ذكري ولو كانت بسيطة ولكنها تشعر بالحزن أن الأم أيضا رحلت دون أن تشاهد وجهها.
شعرت شيرين بعمق ما تتحدث عنه فاطمة هل هناك بؤس أقل من بؤسك يا شيرين أنها فاطمة التي لم تنعم بحنان واهتمام الام في حين أنت تربيت في دلال مع أب وأم وزوج وإذا بحثت بين أرجاء الأرض سوف تجدين من هو أشد بؤس لهذا عليك أن تحمدي الله فهمت شيرين جيد كلمات فاطمة الصغيرة التي مشطت شعر شيرين في هدوء وخفة ثم وضعت البطانية الصوفية على جسدها وهي تقول لها
عليك النوم الان فلقد أنتصف الليل
ولكن شيرين العاجزة عن النوم لم يغمض لها جفن في حين نامت فاطمة وهي تحتضن شيرين غريب أن تجد غرباء فجأة يهتمون بأمرها ومعرفتهم بها سطحية. حين جاء الصباح أخيرا تحركت شيرين صوب قبر زوجها ظلت تحدثه عن خوفها وقلقها وأخبرته أنها كانت تحبه حبا صادقا وليس ابويا كما كان يظن واخيرا عاتبته أن هناك الكثير من الايام كانت تريده أن يكون معها فهي لا تزال في حاجة له حين أستدارت شيرين إلى الخلف كانت فاطمة تغرس شجرة ورد صغيرة في جوار القبر وهي تقول لشيرين
اريدك أن تسقي هذا الشجرة من منزلنا حين تجئ لزيارة زوجك
نظرت شيرين إلى البرعم الصغير الذي يجاهد حتى تتفتح أوراقه رغم ضعفه قالت شيرين وهي تجد علاقة بين البرعم وفاطمة
أنت صغيرة جدا ولكنك تملكين عقل كبير وتعلمين ما هو الاحتواء
أعقبت فاطمة وهي تبتسم
وانت جميلة ويجب أن تتحدى أحزانك
هزت شيرين رأسها في أسي وقالت
سوف أرحل الآن. لا ينبغي أن يذهب والدك الى بيت اخر هذا اليوم أيضا سوف أعود لك
هتفت فاطمة في ثقة
أنت من الذين بوفون بالوعد أعلم أنك سوف تعودين لي
أبتسمت شيرين وقالت
أظنك وحيدة مثلي ويملأ عالمك الفراغ
هزت فاطمة رأسها بالنفي وقالت
لا أنا أعمل أشتغل مفارش من التريكو وأقوم ببيعها وكذلك أصنع المربى واقوم ببيعها
أحتضنت شيرين فاطمة ثم غادرت إلى منزلها كان الساعة قد تجاوزت الثانية وسبع دقائق بعد الظهيرة صعدت الى غرفتها وأسدلت الستائر وأغلقت الانوار ونامت في فراشها وهي تحتضن ذراعيها و تبكي كان تشعر بالاعياء الشديد والألم شاهدت في الحلم الشجرة التي قامت فاطمة بغرسها وهي تنمو سريعا وتتدلى منها زهور كثيرة ورشاد يقف على مقربة منها يبتسم ويجلس مع فريال وليا على أرض خضراء
حين أستيقظت كان الليل قد فرض عباءته على الكون هبطت شيرين إلى الطابق السفلي وشرعت في تنظيف المنزل في هدوء وصمت وإصرار
أزالت الأتربة والعناكب من الحوائط ووضعت الكثير من الملابس في الغسالة الكهربائية
وصنعت كوب من الشاي بعد أن أخذت دش ساخن ثم جلست في إحدى زوايا المنزل