الفصل الرابع
وضعت دينا يديها على الطاولة و اقتربت من الطاولة ببطء و همست : ما الذي فعلته يا محمد ؟ !
محمد : لم افعل شيئا ماذا تقصدين ؟
دينا : قلت لك انني لا اريد أيا من هذا كله
محمد : اييه لا تقلقي سأكل كل شيء وحدي لست مجبرة على اكل شيء يا عزيزتي
كانت دينا تغطي وجهها بالنقاب و لم تتعود ان تكشف وجهها امام احد مهما بلغت معزته بالقلب
إلا ان محمد كان تواقاً لرؤية وجهها بعد ان التقى بها عدة مرات و لم يرى وجهها او حتى يلمحها لمحة سريعة على الأقل فحاول ان يستدرجها لكشف وجهها عن طريق شرب شيء ما او اكل شيء ما ..
دينا : الم اقل لك انك محتال لازلت كما عرفتك منذ ايام طفولتنا
ضحك محمد و دس يده في شعره يعبث بهم و قال : اقسم لك انت تظلمينني و لكن ماذا سأفعل أمري إلى الله ..
ضحكت دينا و قالت : ما اجملك حينما تتظاهر بالبرائة ايها المجرم الصغير اتظن انني لا اعرف الاعيبك كلها
محمد : هل تظنيت انني نسيت الاعيبك انت ايام كنا اطفال نلعب في الحي اتعلمين كم مرة اضطررت لتلقي العقاب بدلا عنك من الجيران
ضحكت دينا و وضعت يدها على خدها و استندت إلى الطاولة قائلة : و من الذي اجبرك على لعبد دور الشهم ايها الطفل الشجاع . ؟
ابتسم محمد و نظر إلى دينا متصنعا المسكنة و الضعف قائلا : ارأيت من هو المخادع بيننا لكن لا بأس كنت افعل ذلك لأنني اعلم انك رقيقة من الداخل على الرغم من انك تحاولين ان تتصنعي الشجاعة والقسوة امامنا ...
و لكن عموماً اعطني فرصة لأريك انك ظالمة و تسيئين الظن بي
دينا : حسناً سوف أسألك و لكن اريد اجوبة صريحة و ليس كعادتك لف و دوران اتفقنا !
محمد : تحت امرك حضرة المفتش دينا ..
دينا :لماذا طلبت كل هذا ذلك الطعام !
محمد : ببساطة لكي ارى وجهك
دينا : ارأيت انت محتال كبير لكنني لن اكل شيئا لأعلمك كيف تفعل هذا مرة اخرى ..
ضحك محمد و قهقه ثم نظر إليها ثم قال : و لكنني اجبت على سؤالك بصراحة هذا يعني انني لست محتالاً كما تدعين يافتاة ام تريدين ان اكذب عليكي ..
دينا : سنرى سنرى من هو المخادع بالمناسبة استطيع تناول الفواكه بالشوكة من اسفل النقاب
محمد : دينا انا حقا اشتقت لأن اراك ألا تحسين بي !
دينا : محمد انت تعلم انني لن اكشف وجهي امامك و امام كل هؤلاء فأرجوك لا تحرجني اكثر ..
شعر محمد بقساوة الجواب الذي تلقاه من دينا و رد قائلا : دعينا نغير الموضوع قليلا و اخبريني عن نفسك قليلا قبل ان نقوم لنضرب بعضنا بالسكاكين
دينا : نفسي ! ما الذي لا تعرفه عني اظنك تعلم كل شيء عني ربما اكثر مني ..
محمد : اخبريني عن الفترة التي افترقت عائلاتنا
دينا : حسنا بعد ان رحلتم انتم من البلدة بقينا نحن في منزلنا رغم اشتداد القصف و اقتراب الاعداء من البلدة اضطررنا للنزوح و في الليلة التي كنا ننوي فيها ان نخرج قمنا بإحضار سيارة و جمعنا الحاجيات المهمة و قمنا بتعبئتها في السيارة و انتظرنا حتى يهبط الظلام ثم نخرج لكن السيارة تعرضت للقصف و سقطت قذيفة بجانبها فاشتعلت بما فيها شعرنا بالخوف الشديد و لكننا لم نستطع الخروج لأن والدي كان عاجزاً ..
و ما مضت بضعة ساعات حتى عاد القصف من جديد فنزل صاروخ في منزلنا و احاله لكومة من الركام كان لحظات مرعبة و الصراخ يأتي من كل مكان ..
أمتلئ المكان بالغبار و قد تهدمت اغلب غرف المنزل كنت اسمع صوت الجميع يصرخ من دون ان اراهم او اعلم اين هم كانت فاطمة ملقاة في حديقة المنزل تصرخ من الفزع إلا انها لم تتأذى حينها لكن الفاجعة كانت بوالداي وجدت امي و قد القيت بجانب والدي و الدم يثعب منها هززتها صرخت بأعلى صوتي ناديت لعل احد ما يسمعني إلا ان احداً لم يجب ..
كانت امي قد اصيبت بجراح بالغة في كل مكان في جسمها ..
أما ابي فقد مات من ساعته و لن اخبرك كيف كان شكله مع كل تلك الجراح التي قطعت جسده إربا إربا حدقت بوالدي و انا اصرخ وضعت اذني على صدره فلم اسمع أي نبض كانت إحدى الشظاية قد شطرت عنقه و انهت حياته ...
هرعت إلى الطريق ابحث عن اي احد كي يسعف والدتي إلى اقرب نقطة طبية إلى انني لم اجد و لا حتى دراجة ناريةعدت إلى المنزل مسرعة فوجدت امي لا تزال تشهق وجسمها يرتج فعلمت ان روحها تفارق جسدها لم استطع إلا ان احضنها و ابكي بكيت حتى جفت مقلتاي و تحول بكائي إلى صراخ جنوني لقد ماتت امين و هي بجانب والدي لم استطع فعل أي شيء ابدا ..
اذكر ان فاطمة وقفت تمشي على عرج بالكاد تستطيع ان تحرك قدميها نظرت إلى والداي و قد ماتا فشعرت بصدمة كبيرة منعتها حتى من البكاء انكبت عليي و القت نفسها فوقي و هي ترتجف و تهذي ظننت حينها انها فقدت عقلها من هول ما رأت كانت جسم ابي قد تأذى كثيرا حتى تحول إلى اشلاء صادف انه مرت سيارة بالقرب منا فتوقفت و نزل منها شابان نظروا الينا و نحن نبكي بجوار والدينا المتوفيين ..
قاموا بتغطية اجساد والدينا و نقلهم إلى السيارة و صعدنا انا و فاطمة بجوار امي و ابي و توجهوا بنا تلى احد البلدات القريبة منا قمنا بدفن و الداي في قبر واحد و لحد واحد .
و من ثم اخذونا إلى احد الملاجئ بعد انتهاء مراسم الدفن لم نفم عزاءً و لم تجد وقتا للحزن حتى كان الخوف والقصف يشتد كل ساعة اكثر و اكثر ..
بقينا هناك بضعة ايام ثم استطعت ان اتواصل مع خالي ايهاب ليأتي من العاصمة و يأخذنا إلى منزله الذي نسكن فيه حاليا ..
شعر محمد بالأسى لحال دينا على ما اصابها
خفض صوته و رد قائلا : لقد علمت باستشهاد والديك بعد عدة شهور من الحادثة لكننا في مدينة اخرى و كان من الممنوع التنقل بين المدن و من يفعل ذلك يواجه خطر الاعتقال .
دينا : اجل هذا ما حصل مع خاطبي وائل ..
محمد : ماذا تقصدين ما الذي حصل معه بالضبط !
دينا : لقد تم سجنه و هو قادم ألينا على الأغلب فقد كان يتكلم معي و وعدني انه قادم إلينا بعد يومين ثم انقطع الاتصال عنه نهائيا ...
يتبع .
محمد : لم افعل شيئا ماذا تقصدين ؟
دينا : قلت لك انني لا اريد أيا من هذا كله
محمد : اييه لا تقلقي سأكل كل شيء وحدي لست مجبرة على اكل شيء يا عزيزتي
كانت دينا تغطي وجهها بالنقاب و لم تتعود ان تكشف وجهها امام احد مهما بلغت معزته بالقلب
إلا ان محمد كان تواقاً لرؤية وجهها بعد ان التقى بها عدة مرات و لم يرى وجهها او حتى يلمحها لمحة سريعة على الأقل فحاول ان يستدرجها لكشف وجهها عن طريق شرب شيء ما او اكل شيء ما ..
دينا : الم اقل لك انك محتال لازلت كما عرفتك منذ ايام طفولتنا
ضحك محمد و دس يده في شعره يعبث بهم و قال : اقسم لك انت تظلمينني و لكن ماذا سأفعل أمري إلى الله ..
ضحكت دينا و قالت : ما اجملك حينما تتظاهر بالبرائة ايها المجرم الصغير اتظن انني لا اعرف الاعيبك كلها
محمد : هل تظنيت انني نسيت الاعيبك انت ايام كنا اطفال نلعب في الحي اتعلمين كم مرة اضطررت لتلقي العقاب بدلا عنك من الجيران
ضحكت دينا و وضعت يدها على خدها و استندت إلى الطاولة قائلة : و من الذي اجبرك على لعبد دور الشهم ايها الطفل الشجاع . ؟
ابتسم محمد و نظر إلى دينا متصنعا المسكنة و الضعف قائلا : ارأيت من هو المخادع بيننا لكن لا بأس كنت افعل ذلك لأنني اعلم انك رقيقة من الداخل على الرغم من انك تحاولين ان تتصنعي الشجاعة والقسوة امامنا ...
و لكن عموماً اعطني فرصة لأريك انك ظالمة و تسيئين الظن بي
دينا : حسناً سوف أسألك و لكن اريد اجوبة صريحة و ليس كعادتك لف و دوران اتفقنا !
محمد : تحت امرك حضرة المفتش دينا ..
دينا :لماذا طلبت كل هذا ذلك الطعام !
محمد : ببساطة لكي ارى وجهك
دينا : ارأيت انت محتال كبير لكنني لن اكل شيئا لأعلمك كيف تفعل هذا مرة اخرى ..
ضحك محمد و قهقه ثم نظر إليها ثم قال : و لكنني اجبت على سؤالك بصراحة هذا يعني انني لست محتالاً كما تدعين يافتاة ام تريدين ان اكذب عليكي ..
دينا : سنرى سنرى من هو المخادع بالمناسبة استطيع تناول الفواكه بالشوكة من اسفل النقاب
محمد : دينا انا حقا اشتقت لأن اراك ألا تحسين بي !
دينا : محمد انت تعلم انني لن اكشف وجهي امامك و امام كل هؤلاء فأرجوك لا تحرجني اكثر ..
شعر محمد بقساوة الجواب الذي تلقاه من دينا و رد قائلا : دعينا نغير الموضوع قليلا و اخبريني عن نفسك قليلا قبل ان نقوم لنضرب بعضنا بالسكاكين
دينا : نفسي ! ما الذي لا تعرفه عني اظنك تعلم كل شيء عني ربما اكثر مني ..
محمد : اخبريني عن الفترة التي افترقت عائلاتنا
دينا : حسنا بعد ان رحلتم انتم من البلدة بقينا نحن في منزلنا رغم اشتداد القصف و اقتراب الاعداء من البلدة اضطررنا للنزوح و في الليلة التي كنا ننوي فيها ان نخرج قمنا بإحضار سيارة و جمعنا الحاجيات المهمة و قمنا بتعبئتها في السيارة و انتظرنا حتى يهبط الظلام ثم نخرج لكن السيارة تعرضت للقصف و سقطت قذيفة بجانبها فاشتعلت بما فيها شعرنا بالخوف الشديد و لكننا لم نستطع الخروج لأن والدي كان عاجزاً ..
و ما مضت بضعة ساعات حتى عاد القصف من جديد فنزل صاروخ في منزلنا و احاله لكومة من الركام كان لحظات مرعبة و الصراخ يأتي من كل مكان ..
أمتلئ المكان بالغبار و قد تهدمت اغلب غرف المنزل كنت اسمع صوت الجميع يصرخ من دون ان اراهم او اعلم اين هم كانت فاطمة ملقاة في حديقة المنزل تصرخ من الفزع إلا انها لم تتأذى حينها لكن الفاجعة كانت بوالداي وجدت امي و قد القيت بجانب والدي و الدم يثعب منها هززتها صرخت بأعلى صوتي ناديت لعل احد ما يسمعني إلا ان احداً لم يجب ..
كانت امي قد اصيبت بجراح بالغة في كل مكان في جسمها ..
أما ابي فقد مات من ساعته و لن اخبرك كيف كان شكله مع كل تلك الجراح التي قطعت جسده إربا إربا حدقت بوالدي و انا اصرخ وضعت اذني على صدره فلم اسمع أي نبض كانت إحدى الشظاية قد شطرت عنقه و انهت حياته ...
هرعت إلى الطريق ابحث عن اي احد كي يسعف والدتي إلى اقرب نقطة طبية إلى انني لم اجد و لا حتى دراجة ناريةعدت إلى المنزل مسرعة فوجدت امي لا تزال تشهق وجسمها يرتج فعلمت ان روحها تفارق جسدها لم استطع إلا ان احضنها و ابكي بكيت حتى جفت مقلتاي و تحول بكائي إلى صراخ جنوني لقد ماتت امين و هي بجانب والدي لم استطع فعل أي شيء ابدا ..
اذكر ان فاطمة وقفت تمشي على عرج بالكاد تستطيع ان تحرك قدميها نظرت إلى والداي و قد ماتا فشعرت بصدمة كبيرة منعتها حتى من البكاء انكبت عليي و القت نفسها فوقي و هي ترتجف و تهذي ظننت حينها انها فقدت عقلها من هول ما رأت كانت جسم ابي قد تأذى كثيرا حتى تحول إلى اشلاء صادف انه مرت سيارة بالقرب منا فتوقفت و نزل منها شابان نظروا الينا و نحن نبكي بجوار والدينا المتوفيين ..
قاموا بتغطية اجساد والدينا و نقلهم إلى السيارة و صعدنا انا و فاطمة بجوار امي و ابي و توجهوا بنا تلى احد البلدات القريبة منا قمنا بدفن و الداي في قبر واحد و لحد واحد .
و من ثم اخذونا إلى احد الملاجئ بعد انتهاء مراسم الدفن لم نفم عزاءً و لم تجد وقتا للحزن حتى كان الخوف والقصف يشتد كل ساعة اكثر و اكثر ..
بقينا هناك بضعة ايام ثم استطعت ان اتواصل مع خالي ايهاب ليأتي من العاصمة و يأخذنا إلى منزله الذي نسكن فيه حاليا ..
شعر محمد بالأسى لحال دينا على ما اصابها
خفض صوته و رد قائلا : لقد علمت باستشهاد والديك بعد عدة شهور من الحادثة لكننا في مدينة اخرى و كان من الممنوع التنقل بين المدن و من يفعل ذلك يواجه خطر الاعتقال .
دينا : اجل هذا ما حصل مع خاطبي وائل ..
محمد : ماذا تقصدين ما الذي حصل معه بالضبط !
دينا : لقد تم سجنه و هو قادم ألينا على الأغلب فقد كان يتكلم معي و وعدني انه قادم إلينا بعد يومين ثم انقطع الاتصال عنه نهائيا ...
يتبع .