مفاجأة

" سيدي القائد ، الملك يطلبك للحضور الي قاعة المؤتمرات "
حسنا ان مزاعجه عكر منذ الصباح لانتهاء نبيذه المفضل و ظن انه لن يحدث شيئا اكثر سوءا اليوم و لكن اتضح الان انه مخطئ فالملك لا يطلبه لاجتماعات رسمية الا عند حدوث الكوارث
" حسنا سأذهب و الان اغرب عن وجهي "
اخذ حماما سريعا ليتخلص من اثار عبثه ليلة امس ثم ذهب بهيبته المعتادة قاصدا مكان الملك و ما لبس الحراس ان لمحوه حتي انحنوا له بعد ما قاموا بفتح باب القاعة
" و اخيرا ماركوس العظيم قرر ان يزورني "
صاح الملك بتهكم مما جعل بعض نظرات السخرية ترتسم علي محيا ماركوس و لكن سرعان ما اختفت فور ملاحظته نظرات الملك الغاضبة
" يبدو ان هناك شئ فاتني و يبدو انه سيئ جدا ، ماذا حدث "
تسائل ماركوس بجدية
" تركان اللعين ينوي ان يشن حربا علينا "
اجاب الملك بحقد سرعان تحول لغضب عند سماعه لقهقهات ماركوس الساخرة " اللعنه يا رجل لا تقل لي ان هذا هو سبب تعكير مزاجك ، فبالطبع لن ينهزم جندي واحد لدي امام هذا المعتوه "
"هناك شائعات تقول ان زيلان سوف يسانده "
هذا اخرس ماركوس حقا فهو اعلم شخص بقوة زيلان فهو الوحيد الذي تعادل معه في عراك
" مثل ما قولت مولاي انها شائعات فزيلان اذكي من ان يعادينا "
صمت الملك قليلا مما جعل ماركوس يظن انه اقنعه بالعدول عن ظنونه
" ماركوس اتذكر مملكة فيدرا التي استولينا عليها الشتاء الماضي "
" نعم مولاي اذكرها جيدا فاستطعنا ان نجلب غنائم مهولة "
قام الملك من علي كرسيه و اقترب من ماركوس مفجرا مفاجأته " كانت اخت زيلان يا ماركوس "
اتسعت اعين ماركوس من الصدمة فهو قد ادرك الان ان السيدة التي قام بحرقها حية الشتاء الماضي هي اخت زيلان و ليست الملكة فيدرا
" و لكن كيف ؟ جيكوب لست بمزاج لمزاحك اللعين لقد اعترفت لي انها الملكة فيدرا كما ان الجواري تعرفوا عليها فكيف بعد كل هذا تخبرني انها كانت اخت ذلك العاهر "
صاح بغضب و لم يهمه انه واقف الان يصيح في وجه الملك فهو حقا حقا يكره ان يُخدع
اردف الملك بفحيح افعي " سأتجاوز عن تبجحك هذا بسبب صدمتك و لانك صديقي و لكن اقسم لك ان تكرر هذا فسأطعمك لأسودي "
استعاد ماركوس رابطة جأشه قليلا ثم تسائل بنبرة اكثر اتزانا " اعتذر مولاي و لكن ارجوك اشرح ليه ماذا حدث "
اردف الملك " ما حدث هو غباء منك ماركوس فقد وصلني ان اخت زيلان كانت الصديقة المفضلة للمدعوة فيدرا و ضحت بنفسها لانقاذ اللعينة الاخري "
قام ماركوس بجذب شعره من شده الغضب فهو ان علم احد بهذا سيصبح اضحوكة القصر " و كيف تأكدت مولاي ، فقد حرصت في حرقها علي اخفاء معالمها " تسائل ماركوس بحيرة مما دفع الملك الي اجابته ليخلصه من شكوكه " اخت زيلان كان ترتدي خاتم مميز يرجع لاخاها و قبل ان تدفن سرقه بعض اللصوص و وصل بطريقة لم افهمها بعد الي قصر زيلان و هو الان يعد الجيش لقتالنا و هذا ما أكده لي بعض جواسيسي في المملكة و اراد ان يتخذ تركان كستار له حتي نتكاسل عن تحضيراتنا فتركان اضعف من ان نعد له العتاد و بهذا نصبح فريسة سهلة و لقمة سائغة لدي زيلان "
استقام ماركوس من مكانه و ارتسمت جدية بالغة علي محياه " حسنا جيكوب لن يهمني امرهم ، زيلان او تركان او حتي كلاهما سأسحقهم تحت قبضتي و سنهزمهم شر هزيمة ، سأذهب الان لأجهز القوافل و سنتحرك فجر اليوم لملاقاتهم في خارج ارضنا و ان احتجت الدعم سأرسل لك "
نظر له الملك برضا و كله ثقة من قوة صديقه و صلابة جيشه " حسنا ماركوس بالتوفيق ، و ان احتجت شئ ابعث لي "
اومأ ماركوس للملك ثم غادر لبدأ تجهيزاته للمعركة و عينيه تطلق شرور الغضب و المكر معا مقسما علي ان يحقق مبتغاه الا و هو الرجوع برأس زيلان و تركان كليهما.
.......
اخذت بيرلا تعد حقيبتها لتتجهز للمغادرة فقد بعث لها ايثان انها ستغادر فجر اليوم بسبب حدوث تغيرات في المعركة مما افزعها قليلا لانها لم تتوقع ان يأتي الامر بتلك السرعة ، فرغت من اعداد حقيبتها و اخر شئ وضعته كان السلسال المهدي لها من والدتها المتوفاه ثم ذهبت قاصدة المخبز لمقابلة ايثان و لتوديع سيد جوبتا.
وصلت الي المخبز و تلك المرة لم تتوه و لمحت السيد جوبتا في مكانه المعتاد امام المخبز و بجانبه ايثان الذي يظهر عليه التأفف من الانتظار رغم انها لم تتأخر حتي فهتفت لتحية كلاهما
" مرحبا سيد جوبتا و سيد ايثان "
رد عليها سيد جوبتا التحية اما ايثان فحتي لم يكلف نفسه عناء الرد فاردف مسرعا " جيد انك وصلتي ، هيا بنا لنذهب فالسيد ماركوس مشتعل "
حسنا الان قد فهمت سبب تعكر مزاجه فمن الواضح ان رئيسه في العمل قد وبخه و بشدة ، ودع ايثان سيد جوبتا و غادروا سويا مسرعين الخطوة حتي وجدو عربة توصلهم الي المخيم ، و في طريقهم الي المخيم قطع ايثان الصمت " الان سأخبرك ببعض المحاذير و اياكي ثم اياكي ان تتجاوزيها " اومأت له بيرلا بطاعة مما حثه علي الاكمال " اولا حياة كل جندي لدينا هامة جدا و نحن حريصين علي الفوز بأقل خسائر لذلك يجب ان تبذلي قصاري جهدك من اجل هذا ، ثانيا لا تحتكي ابدا بالقادة الكبار و خاصة ان كانوا غاضبين لا تحاولي زيادة الامر عليهم فسوف يأمرون بقتلك في الحال او علي الاقل اغتصابك " صمت قليلا عندما لاحظ ابتلاعها ريقها من الخوف فأكمل محاولا التخفيف من حدة الامر " و لكن لا تقلقي سوف تحصلين علي راتب جيد جدا و لن يمسك احد من الاعداء و ان احتجتي شئ فانا موجود و يمكنك الطلب مني متي تشائي و في اي وقت "
لن تنكر الخوف الذي اجتاحها و لكن علي الاقل ستجد مأوي و تحصل علي الاموال لذلك جمعت رباطة جأشها مرة اخري " شكرا لك سيدي سأنفذ كل ما اخبرتني به و سأكون عند حسن ظنك بي "
اومأ لها برضا آملا ان لا تخيب ظنه ثم تابع " سنصل الان الي الجهة الشرقية و هناك سيسألونك عدة اسئلة عن مهاراتك الطبية و وفقا لهذا سيتم تحديد اي مخيم ستعملين به و سننطلق فجرا لنبدأ رحلتنا الي ارض سيبرا حيث تقام المعركة ، هل لديك اي اسئلة "
نظر لها بتركيز حتي يتأكد من انها استوعبت كامل ما قاله " حسنا سيدي لقد فهمت و لكن هل لي انا اسأل عن ماهية الراتب بالتحديد " كم فاجأه ردها فهو يخبرها عن المخاطر و الاهوال و الغبية تريد معرفة الراتب
" الامر يختلف علي ما هي الخدمات التي تنوي تقديمها " عقدت حاجبها بعدم فهم مما دفعه للاكمال " ستحصلين علي 100 عملة ذهبية و عند انتصارنا سيصرف لكي مكافئة 50 و لكن اذا اعجب بكي احد القادة و طلبك في فراشه و ارضيتيه جيدا فيمكنك الحصول علي اضعاف هذا المبلغ " شرح لها الامر و كأنه لا شئ و علي عكسه تماما شعرت هي بالخجل و الخزي معا و اسرعت قائلة في اصرار " انا سأعمل كممرضة فقط لا اكثر و لا اقل "
لاحظت ابتسامته الساخرة " لن يجبرك احد يا صغيره علي شئ ، و ارجوا ان تبقي عند مبدئك هذا امام المغريات التي سوف تتعرضين اليها "
ظل ايثان صامتا طوال طريقهم تاركا بيرلا حائرة و خائفة و لكن علي كل شئ لقد اتخذت قرارها و لا رجعة لها فيه

.......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي